الباحث القرآني
ثم قال: ﴿وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ﴾.
أما التقسيم الثاني قال: (﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ [فصلت ١٧] بينَّا لهم طريق الهدى).
﴿ثَمُودُ﴾ بلا تنوين، و﴿عَادٌ﴾ بتنوين، فلماذا؟
* طالب: ممنوعة من الصرف.
* الشيخ: أيهن؟
* الطالب: ثمود.
* الشيخ: لأن ﴿ثَمُودُ﴾ ممنوعة من الصرف، و﴿عَادٌ﴾؟
* الطالب: ليست ممنوعة من الصرف.
* الشيخ: ليست ممنوعة من الصرف.
وما هو الصرف؟ هل الصرف جَرُّ ما لا ينصرف بالفتحة، أو الصرف شيء آخر؟
* الطالب: عدم التنوين.
* الشيخ: عدم التنوين، قال ابن مالك:
؎الـــصَّرْفُ تَنْــــوِينٌ أَتَى مُبَيِّنَا ∗∗∗ مَعنًى بِهِ يكونُ الاسمُ أَمْكَنَا
هذا الصرف.
﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ قال المفسر: (بيَّنَّا لهم طريق الهدى) فالهداية هنا هداية بيان؛ يعني بُيِّنَ لهم الحق، واعلم أن كلَّ مَنْ كفر فإنه كفر بعد أن تبيَّن له الحق إذا جاءه الرسول؛ لأن الرُّسُل عليهم الصلاة والسلام يبينون الحق، لا يدعون شيئًا يحتاج إلى بيان إلا بينوه.
قال هنا: ﴿فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ أي: بينَّا لهم طريق الحق، فالهداية هنا هداية بيانٌ وإرشاد.
(﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى﴾ اختاروا الكفر ﴿عَلَى الْهُدَى﴾ ) أي: هداية التوفيق؛ يعني على الاهتداء، استحبوا العمى الذي هو الكفر على الهدى الذي هو الذي هو الإسلام.
﴿فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [فصلت ١٧].
﴿أَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ﴾ يعني عذاب الصاعقة؛ لأن ثمود صيح بهم ورُجِفَ بهم فصَعِقُوا، هلكوا هلكة رجلٍ واحد، أصبحوا في ﴿أَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ -والعياذ بالله- على رُكَبِهم هامدين.
وقوله: ﴿الْعَذَابِ الْهُونِ﴾ أي: العذاب المهين؛ لأن الهون هو الإذلال.
﴿بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ الباء للسببية، و(ما) إما موصولة، وعليه فيكون عائدُها محذوفًا، التقدير: بما كانوا يكسبونه، وإما أن تكون مصدرية فلا تحتاج إلى عائد ويكون التقدير: بكسبهم.
(﴿وَنَجَّيْنَا﴾ منها) أي من صاعقة العذاب الهون ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [فصلت ١٨] نجينا من هذا العذاب الذين آمنوا وكانوا يتقون، جمعوا بين الإيمان والتقوى، وهذا هو سبب النجاة، وسيأتي إن شاء الله بيان ما يستفاد من الآيات.
* طالب: قلنا: إن المؤمن إذا عوقب في الدنيا لم يجمع الله له عذاب الآخرة، هل هذا يشمل حتى لو لم يتب عوقب وهو مصر على ذنبه؟ كالزاني مثلًا.
* الشيخ: إي نعم؛ لأنه إذا تاب لا يُعاقَب لا في الدنيا ولا في الآخرة.
* الطالب: يا شيخ، التائب من الذنب كمن لا ذنب له، عكسها أنه كمن عليه ذنب؛ لأنه ما استفاد من هذه العقوبة ما ارتدع؟
* الشيخ: هو إذا عوقب مُحِيَ عنه إثمُ ما سبق؛ لأنه أخذ جزاءه وانتهى، لكن قد يُؤَخَّر له العذاب إلى يوم القيامة؛ ولهذا إذا أحب الله قومًا عجَّل لهم عقوبة في الدنيا، حتى لا يُخزَوْن بها يوم القيامة.
* الطالب: شيخ، لو عوقب الآن، ثم مات مُباشَرَة قبل أن يفعل ذنبًا آخر، هل يعاقب بنية عدم التوبة؟
* الشيخ: لا، يعاقَب إن استمرت النية بعد العقوبة، فهذا ربما يعاقب على نيتِه، لا على فعله.
* الطالب: شيخ -أحسن الله إليك- قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ﴾، وفي الحديث: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»[[أخرجه مسلم (٩١ / ١٤٧) من حديث عبد الله بن مسعود.]] هل لا يدخل الجنة دُخولًا أوليًّا، أم لا يدخل الجنة أبدًا؟
* الشيخ: لا، هذا فيه التفصيل: إن كان الكِبْرُ كفرًا فهو ما يدخل الجنة أبدًا، وإن كان كبرٌ مع الإيمان فإنه لا يدخلها الدخولَ المطلق الذي لم يُسبَق بعذاب، وهذا أيضًا من آيات الوعيد إذا شاء الله تعالى عفا عنه ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء ٤٨].
* طالب: هل مثل قوله: ﴿فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ قوله تعالى: ﴿وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [الأعراف ٣٣]؟
* الشيخ: إي نعم، مثلها، يعني: صفة كاشفة هذه.
* الطالب: أحسن الله إليك، هل عذاب الكفار، يعني إذا مات متصل إلى يوم القيامة ولَّا هل يوم القيامة يعذبون في الدنيا؟
* الشيخ: قل: هل عذاب القبر، بارك الله فيك.
أمَّا عذاب الكفار في الآخرة فمستمر، لكن عذاب القبر بالنسبة للمؤمن قد ينقطع، يُعذَّب بقدر ذنوبه ثم ينقطع، وبالنسبة للكافر فإن الظاهر استمراره.
* الطالب: قول الله عز وجل: ﴿فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ﴾ إضافة النَّحس للأيام.
* الشيخ: نعم، لا بأس به، كما قال لوط: ﴿هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ [هود ٧٧]، هذا إذا كان المرادُ به مجرَّد الخبر، وهنا المراد به مجرد الخبر، وأمَّا إذا كان المراد به العيب والسبَّ فإنه لا يجوز، فإذن يكون هذا السب أو العيب إما أن يكون على سبيل الإخبار، أو على سبيل السب، على الأول جائز، وعلى الثاني غير جائز، نظير ذلك إخبار المريض بما يَجِدْ، أحيانًا يسأله صاحبه، كيف أنت البارحة؟ فيتشكَّى يقول: والله ما نمت البارحة، آلام في الرأس، في الرقبة، في الظهر، في البطن، في الرجلين، هذا إذا قاله على سبيل التَّشَكِّي فهذا لا يجوز؛ لأنه ينافي الصبر. وإذا قاله على سبيل الإخبار فلا بأس به، ولهذا بعض المرضى يُقدِّم فيقول: إخبارًا لا شكوى، حصل لي كذا وكذا. فهمت؟
* طالب: بارك الله فيك، الذي يعاقَب في نيته هل يعاقب إذا لم يباشرْ هذا الفعل؟
* الشيخ: لا، العقاب على النيَّة، إذا نوى الإنسان فعل المعصية إما أن يدافِعَ هذه النية ويدع المعصية لله عز وجل فهذا يثاب، وإما أن يستمر على نيته ويعزم ولكنه يعجز، فهذا يعاقب على نيته.
* * *
* الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ [فصلت ١٩ - ٢٤].
* الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
باسم الله نبتدئ هذه الفترة من هذا العام عام سبعة عشر وأربع مئة وألف في الإجازة بين آخر الفصول الدراسية وأولها، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ومن نعمته تعالى أن كان أول درس نبتدئه في هذه الإجازة تفسير كلام الله عز وجل، ولا ريب أن القرآن الكريم نزل ليتعبَّد الناس بتلاوته وليتدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص ٢٩]، وإذا كان الإنسان لو قرأ متنًا ألَّفه إنسان من البشر فلا بد أن يتفهَّم معانيه، فكذلك كلامُ الله عز وجل من باب أولى أن يتدبر الإنسان معانيه ويتفهمها؛ لأنَّ قراءةً بلا معنى ليست قراءة، فالقارئ الذي لا يفهم المعنى بمنزلة الأميِّ الذي لا يقرأ، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ [البقرة ٧٨] يعني: إلا قراءة، فوصفهم الله بأنهم أميون؛ لأنهم لا يعلمون الكتاب إلا قراءةً فقط، وقد ذكر العلماء -رحمهم الله- في تفسير كلام الله عز وجل قواعد مهمة نذكر منها ما يلي:
أولًا: أوَّل وأولى ما يُفَسَّر به القرآن أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن؛ لأن الذي فسَّره هو الذي أنزله، وهو أعلم بمراده، فنفسر القرآن بالقرآن، ما وجدنا إلى ذلك سبيلًا، ولهذا أمثلة كثيرة مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الانفطار ١٧، ١٨] فسَّر الله ذلك اليوم بقوله: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الانفطار ١٩]، فلو سألَنا سائل: ما هو يوم الدين؟ نقول: يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا والأمر يومئذ لله، وقال تعالى: ﴿الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ [القارعة ١ - ٥]، ولهذا أمثلة كثيرة.
ثم نُفَسِّر القرآن بتفسيرِ أعلم الناس به وهو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا أمثلة منها قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس ٢٦] الزيادة لم يبينها الله عز وجل ولكن بينها الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: «هِيَ النَّظَرُ إِلى وَجْهِ اللهِ»[[أخرجه مسلم (١٨١ / ٢٩٧) من حديث صهيب.]]، وكذلك مثال آخر قول الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال ٦٠] فسَّرها النبيُّ عليه الصلاة والسلام بقوله: «ألَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ»[[أخرجه مسلم (١٩١٧ / ١٦٧) من حديث عقبة بن عامر.]] وكررها، وكما يكون تفسيرُ النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم للقرآن بلفظه يكون كذلك بفعله؛ فقوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ [البقرة ٤٣] لم يبيِّنْ الله تعالى كيفية هذه الإقامة التي أمر بها، لكن فسرها النبي ﷺ بفعله فقام وركع وسجد وقعد، وقال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»[[أخرجه البخاري (٦٣٢٩) من حديث أبي هريرة.]]، إذن أول ما نفسِّر القرآن بماذا؟ بالقرآن، عَلِّلْ؛ لأن الذي فسَّره هو الذي تكلم به وهو أعلم بمراده، ثم بأيش؟ بسنة النبي ﷺ القوليَّة والفعلية، عَلِّلْ؛ لأن النبي ﷺ أعلم الناس بكلام الله؛ لأنه رسوله.
ثم بعد ذلك بتفسير الصحابة رضي الله عنهم، تفسير الصحابة لا شك أنه أولى من غيره؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس بلغة القرآن بلا منازع، ولأن القرآن نزل في عصرهم وفي الأحوال التي يعرفونها، ولا ريب أن المعنى يُعْرَف في الزمن والحال التي نزل بها؛ ولهذا ينقُلُون إلينا أسباب النزول في الآيات التي نزلت على سبب؛ لأنهم كانوا يعلمون ذلك، فيُرْجَع في تفسيرِ القرآن إذا لم يوجد في كتاب الله أو سنة رسوله يرجع إلى من؟ إلى أقوال الصحابة، والصحابة رضي الله عنهم يختلفون في فَهْم القرآن اختلافًا ظاهرًا، كما يختلفون في مراتبهم في الفضائل، كذلك أيضًا يختلفون في العلم وفي تفسير القرآن، ومن أعلمهم بالتفسير ابن عباس رضي الله عنهما؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا له فقال: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ»[[متفق عليه البخاري (١٤٣)، ومسلم (٢٤٧٧ / ١٣٨) من حديث ابن عباس.]] يعني التفسير.
وبعد هذا المرتبة الرابعة: الرجوع إلى كلام التابعين الذين أخذوا عن الصحابة رضي الله عنهم، ليس كل التابعين، بل الذين اشتهر عنهم الأخذ عن الصحابة، وعلى رأسهم مجاهد بن جبر رحمه الله الذي أخذ تفسير القرآن عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فكان يقرأ القرآن على ابن عباس، ويقف عند كل آية يسأله عن تفسيرها، ثم بعد ذلك يُؤْخَذ بالأمثل فالأمثل من أقوال أئمة هذه الأمة وعلمائها.
ثم اعلم أن تفسير القرآن لا يقتصر على تفسير الصحابة والتابعين، ولأنَّه قد يخرج للآيات معان لم تكن تطرأ على البال فيما سبق، كما يشير بعض الآيات إلى المخترعات الحديثة التي وقعت في زماننا هذا، وكما تشير بعض الآيات إلى ما عُلِمَ في علم الأحياء والكائنات؛ وذلك لأن القرآن كتاب عالميٌّ لا يزال الناس يستخرجون كنوزَه وفوائده إلى يوم القيامة، وبناءً على ذلك ينبغي لنا، بل يجب علينا أن نعتني بكلام الله عز وجل وأن نتدبَّره ونتفهمه حتى نلحق بالركب.
فيما سبق ذكر بعضكم أننا لم نأخذ فوائد ما سبق من قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصلت ١٧] أهكذا؟
* في هذه الآية فوائد:
* منها: أن الله تعالى أبلغ رسالاته كلَّ أحد ولم يَدَعْ أحدًا بلا هداية؛ أي: بلا هداية دلالة؛ لقوله: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ﴾، وهذه الجملة التفصيلية -كما سبق في التفسير- معطوفة على ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية: أن الهداية ليست مقصورةً على هداية التوفيق، ولكنها تُطْلَق على هداية الدلالة والبيان؛ لقوله: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ أي: دللناهم على الحق.
* ومنها: الردُّ على الجبرية الذين قالوا: إن الإنسان مُجبَر على عمله، من أين تَأْخُذ من أين تأخذ الرد على الجهمية من هذه الآية ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ﴾؟
* الطالب: قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾.
* الشيخ: لا.
* الطالب: ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾.
* الشيخ: لا.
* طالب: ذَكَر الله هنا هداية التوفيق وهداية الدلالة والإرشاد.
* الشيخ: لا، أنا قلت لك: لا في ﴿اسْتَحَبُّوا﴾ لأني أخشى أنك تتدرج كلمةً كلمة حتى تصل إلى آخر الآية، لكن ما وجه أخذنا الردَّ على الجبرية من قوله تعالى: ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى﴾؟
* الطالب: (...) اختيار لأنفسهم يعني ﴿فَاسْتَحَبُّوا﴾.
* الشيخ: إي نعم؛ لأن ﴿اسْتَحَبُّوا﴾ تدلُّ على اختيارهم لهذا الشيء، وأنهم آثروه على الهدى.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن مَنْ لم يتمش على هدى الله فإنه أعمى، منين؟
* الطالب: ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى﴾.
* الشيخ: ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى﴾ طيب، إذا كانوا مبصرين بأعينهم فهم؟
* الطالب: عميان البصائر.
* الشيخ: عمي البصائر، إذن نأخذ من ذلك فائدة؛ وهي: أن العمى نوعان: عمى بصر، وعمى بصيرة وأيهما أشد؟
* طالب: البصيرة.
* الشيخ: نعم، عمى البصيرة، كم من إنسان أعمى البصر، لكنه مبصر البصيرة، وكم من إنسان مبصر البصر، لكنه أعمى البصيرة.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: تعجيل العقوبة لمن آثر العمى على الهدى، منين نأخذه؟
* الطالب: ﴿فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ﴾
* الشيخ: وجه الدلالة؟
* الطالب: أنه الفاء تفيد تدل على الترتيب والتعقيب.
* الشيخ: الترتيب والتعقيب، نعم، هذا وجه، وجه آخر: أن الفاء هنا للسببية، والمسبَّب يعقُب السبب.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: التحذيرُ من إيثار العمى على الهدى، وأن الإنسانَ إذا بُيِّن له الحق ولكنه عمي عنه فإنه جدير بأن يعاقبه الله عز وجل، من أين؟ لأن الله أخبرنا بأخذهم لنحذر من ذلك، أخبرنا الله تعالى بعقوبتهم حين خالفوا لنحذر من ذلك، انتبه لهذه الفائدة العظيمة، دليل ذلك أن الله يخبرنا عمن سبق لنحذر من طريقهم دليل ذلك قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف ١١١] هذا دليل، دليل آخر ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾ [محمد ١٠].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن ثمود أُهْلِكوا بصاعقة، أي: بشيءٍ صُعِقوا به وهُلِكوا، وقد بَيَّن الله في آية أخرى أنه أخذتهم الرجفة، فيكون أُخِذوا بالرجفة حتى صُعِقوا وهلكوا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء الذين غرَّهم الكبر أهينوا وأُذلوا، من أين نأخذها؟ ﴿فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ﴾ يعني: عذاب الذل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الأسباب؛ لقوله: ﴿بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، والباء هنا للسببية.
واعلم أن الله تعالى لنْ يحكمَ حكمًا شرعيًّا ولا حكمًا قدريًّا ولا حكمًا جزائيًّا إلا بسبب هذه، خذها قاعدة: لن يحكم حكمًا شرعيًّا كالإيجاب والتحريم والإباحة، ولا قدريًّا كالخلقِ والتكوين، ولا جزائيًّا إلا بسبب، نعلم ذلك علمَ اليقينِ، ونأخذه من أن الله تعالى حكيم، والحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها، لا يمكن أن يكون فعلُ الله فلتةً ولا صدْفَةً ولا لغوًا ولا لعبًا، بل لا بد له مِنْ سببٍ اقتضاه، لكن هل كل سبب اقتضى حكمَ اللهِ يكون معلومًا للخلق؟ لا؛ لأن الخلق أعجز من أن يدركوا حكمة الله عز وجل، وكم من أحكام شرعية وكونية وجزائية لا نعلم حكمتها؛ لأننا أقصر من أن نحيط بحكمة الله عز وجل.
* ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا: إثبات أن العمل كسب للإنسان، ﴿بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
يتفرع على هذه الفائدة أنه إذا كان العمل كسبًا للإنسانِ فإنَّه يجب عليه بمقتضى العقل كما هو مقتضى الشرع أن يسعى إلى الكسب المفيد، لا إلى الكسب الضار، كما كان يفعل في الدنيا، أليس الواحد منا في الدنيا يسعى إلى الكسب النافع؟
* طلبة: بلى.
* الشيخ: بلى؛ إذن يجب أن تسعى إلى الكسب النافع في الآخرة؛ ولهذا ضلَّ مَنْ ضلَّ في عقله ودينه من احتجَّ بالقدَرِ على معاصي الله، ولم يحتج بالقدر على أمور الدنيا؛ في أمور الدنيا يعمل ويكدح ويسعى لما فيه المصلحة والمنفعة، لكن في أمور الآخرة يتكاسل ثم يقول: هذا القدر. فنقول: قد ضللت، كيف تحتج بالقدَرِ على كسب الآخرة، ولا تحتج به على كسب الدنيا؟
* ومن فوائد الآية التي بعدها: ﴿وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ عدل الله عزَّ وجلَّ، وجه ذلك العدل قوله: ﴿فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٧) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فيها إثبات العدل لله عز وجل، العدل يعني معناه عدم الجور وعدم الظلم؟ طيب، نعم، ما وجه الدلالة في الآية والتي قبلها على عدل الله؟ ما أريد أن تذكر لي محل الدلالة، أنا أريد وجه الدلالة؟
* طالب: إن الذين استحبوا العمى على الهدى جازاهم الله عز وجل بما يستحقون عذاب الهون، والذين آمنوا جازاهم الله عز وجل أن نجاهم يوم القيامة.
* الشيخ: أحسنت، إثبات النجاة للمؤمنين، والعذاب للمعْرِضِين، هذا دليل على العدل؛ لأنه أعطى سبحانه وتعالى كلَّ إنسان ما يستحق، ولا شك أن الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، ومن كونه أحكم الحاكمين لازم أن يكون أعدلهم؛ لأنه كلما كان الحكم أعدل كان أحكم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإيمان والتقوى سبب للنجاة؛ لقوله: ﴿وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾، ومثله قوله تعالى: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ [الزمر ٦١].
* ومِن فوائدها: أن الإيمان وحده لا يكفي، بل لا بد من إيمان وتقوى؛ لقوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾، ما هو المقارنة بين هذه الآية وبين قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس ٦٢]؟
* الطالب: أن الولي هو المؤمن التقي.
* الشيخ: أن الذين آمنوا وكانوا يتقون والذين ينجيهم الله هم أولياء الله؛ لأن قوله: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس ٦٢، ٦٣] يطابق تمامًا هذه الآية حتى في اللفظ هناك ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس ٦٣]، وهذه ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: جواز حذف ما يعلم، من أين تؤخذ؟
* الطالب: ﴿كَانُوا يَتَّقُونَ﴾.
* الشيخ: وين المحذوف؟
* الطالب: كانوا أي يعود على (...).
* الشيخ: نعم، ولكن أين المحذوف؟
* الطالب: المحذوف خبر (...).
* الشيخ: مفعول ﴿يَتَّقُونَ﴾، أي: الذين آمنوا وكانوا يتقون الله، وإن شئت فقل: وكانوا يتقون ما يجب اتقاءه؛ لأن الله تعالى أحيانًا يقول: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [البقرة ٢٧٨]، وأحيانًا يقول: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ﴾ [البقرة ٤٨]، ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران ١٣١]، فإذا قلنا: وكانوا يتقون ما أمروا باتقائه، صار ذلك أيش؟ أعم، أنتم معنا يا جماعة؟ أيش قلنا؟ تقدير المحذوف في قوله: ﴿يَتَّقُونَ﴾؟ لا، تقديره؟ أيش نقدره؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا.
* طالب: محذوف.
* الشيخ: أيش التقدير.
* طالب: تقديره محذوف، وهو ما يُتَّقى.
* الشيخ: محذوف، ما تقديره؟
* الطالب: تقديره كل ما يتقى؛ الآخرة..
* الشيخ: ما تقديره؟ أنا قدرت لكم، آخر كلمة قبل هذا السؤال.
* طالب: (...).
* الشيخ: أحسن ما أُمِروا باتقائه؛ يتقون ما أمروا باتقائه، وقد أُمِرْنا بتقوى الله، وتقوى النار، وتقوى يوم القيامة، إذن المعنى العام أن نقول: وكانوا يتقون ما أمروا باتقائه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة الإيمان والتقوى، وأنه سبب للنجاة؛ لقوله: ﴿وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾.
فإذا قال قائل: أليس الله تعالى يُنْزِل عقوبة أحيانًا في أقوامٍ فيهم المتقي وفيهم غير المتقي، فما الجواب؟ الجواب: أن الله تعالى يأخذ المتقي بذنب غير المتقي في الدنيا، في الدنيا يُعذَّبون جميعًا، ويُبْعَثون في الآخرة على نيَّاتهم وأعمالهم، دليل هذا قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ [الأنفال ٢٥]، يعني: احذروا هذه الفتنة، وهذا يعني أننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر لنتقيها ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال ٢٥].
{"ayahs_start":17,"ayahs":["وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیۡنَـٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّوا۟ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَـٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ","وَنَجَّیۡنَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَكَانُوا۟ یَتَّقُونَ"],"ayah":"وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیۡنَـٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّوا۟ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَـٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق