الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [غافر ٤] ما يجادل إلا الذي كفروا، (ما) نافية، و(إلا) أداة حصر، والجملة هنا جملة خبرية حصرية؛ خبرية لأنها منفية، حصرية لأنه حصر الجدال فيمن؟ في الذين كفروا ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، أما الذين آمنوا فلا يجادلون في آيات الله، والمجادلة المنازعة والمخاصمة مأخوذة من الجَدْل وهو فَتْل الحبل، أتعرفون كيف يُفْتَل الحبل؟ هكذا حتى يشتد ويقوى هكذا، هذا أصل الجدل المنازعة، وهي مأخوذة من الجدل أي: فتل الحبل؛ لأن كل واحد من المتنازعين كأنما يَفْتِل حبلًا لمنازعه فيكون ذلك أشد في الإحكام.
وقوله: ﴿فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ قال المفسر: (القرآن)، وينبغي أن نُفَسِّر الآيات بما هو أعم، وهذا الذي فَسَّر المؤلف الآيات به يُعتبَر قصورًا، ولا ينبغي أن نفسر العام بأخص منه إلا إذا دَلَّت قرينة قوية على ذلك، وهنا لا دلالة، فالمنازعون في آيات الله منهم من ينازع في القرآن، ومنهم من ينازع في السنة، ومنهم من ينازع في الخلق، مثلًا الكسوف من آيات الله، خسوف القمر من آيات الله، من الناس من يجادل فيه ويقول: ليس هذا من باب تخويف العباد وأي رابطة بين هذا وبين التخويف وسببه طبيعي معلوم يُدْرَك بالحساب، عرفتم؟ يجادل في شرع الله في آيات الله فيقول مثلًا: لماذا كان كذا وكان في موضع آخر كذا وكذا، كقصة المعرِّي الذي جادل في كون اليد تُقْطَع بربع دينار وديتها خمس مائة دينار. وكقول بعضهم لماذا ينتقض الوضوء بالريح من أسفل ولا ينتقض بالريح من أعلى؟ والريح من أعلى هو الجشاء وما أشبه ذلك من المجادلات في الآيات الشرعية.
منهم من يجادل في القرآن يقول: القرآن فيه تناقض، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام ٢٣]، وقال في آية أخرى: ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء ٤٢] هذا تناقض فيجادل، فالمهم أن الجدل يكون في الآيات الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة وفي الآيات الكونية فينبغي أن نفسر الآيات بما هو أعم مما ذكر المؤلف؛ فنقول: ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ الكونية أو الشرعية ﴿إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وأما المؤمنون فلا يجادلون، المؤمنون يقولون: آمنا به كل من عند ربنا. ولا يجادلون، من أين عرفنا أن المؤمنين لا يجادلون؟ من كونه حصر المجادلة في الذين كفروا.
قال: (﴿إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من أهل مكة) وهذا تخصيص آخر، الله عز وجل يقول: ﴿إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، والمؤلف يقول: (من أهل مكة)، سبحان الله! القرآن يَعُمُّ ونحن نَخُصُّ هذا خطأ، قصور في التفسير، فنقول: ﴿فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ أَعَمُّ من القرآن، ﴿إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أعم من أهل مكة، يجادل في آيات الله الذين كفروا من أهل مكة ومن غير أهل مكة؛ من أهل المدينة، من أهل الطائف، من أهل جدة، من أهل القصيم، من كل مكان. كلهم يجادلون في آيات الله إذا كانوا كفارًا.
﴿فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾ الفاء للتفريع على ما سبق. والخطاب في قوله: ﴿فَلَا يَغْرُرْكَ﴾ إما للنبي ﷺ لأنه الذي نزل عليه القرآن، وإما لعموم المخاطبين لأن القرآن نزل للجميع، وأيهما أولى؟ الثاني؛ لأن القاعدة التفسيرية عندنا أنه إذا دار الأمر بين كون المعنى عامًّا أو خاصًّا فإنه يُحْمَل على العام؛ لأن الخاص يدخل في العام ولا عكس، إذن فلا يغررك أيها المخاطب، وأول مَنْ يدخل في ذلك الرسول ﷺ، و﴿يَغْرُرْكَ﴾ يعني: لا يَخْدَعْك ولا تغترَّ به.
﴿تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾ التقلب هو التردد من شيء إلى شيء، ومنه تقلُّب الإنسان في فراشه من جنب إلى جنب، المعنى لا يَغُرَّك ترددهم في البلاد يمينًا وشمالًا وشرقًا وغربًا للتجارة ولغير التجارة، لماذا لا يَغُر؟
قال: (﴿فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾ للمعاش سالمين فإن عاقبتهم النار) ولكن لو قال: فإن عاقبتهم البَوار لكان أحسن؛ لأن الله تعالى ضرب مثلًا بمن كان على حالهم بأن الله أهلكهم فقال: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ﴾ إلى آخره.
نأخذ فوائد الآية قبل أن نتجاوزها، يقول الله عز وجل: ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
* فمن فوائد هذه الآية: أن الكفار يجادلون في آيات الله، لكن لأي شيء؟ ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾ [غافر ٥].
* ومن فوائدها: حِرْص الكفار على إبطال الحق بالمجادلة والمجالدة؛ المجادلة كما في الآية، المجالدة إذا عجزوا عن إبطال الحق بالجدل أبطلوه بالجَلد بالقتال كما في آيات أخرى.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الحذر من مجادلة الكفار إذا كان ليس عند الإنسان سلاح؛ أي: لا تدخل مع الكفار في جدل إذا لم يكن لديك سلاح؛ لأنك سوف تُهْزَم وهزيمتك ليست هزيمة شخصية لكنها هزيمة للإسلام.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي لنا أن نعرف معايب الكفار وأقوالهم حتى يمكننا أن نجادلهم؛ لأن الجدل -كما قلنا فيما سبق- المنازعة كل واحد ينازع الآخر ليفتل كلامه أمامه حتى يشتد عليه، فلا بد أن تعرف ما هم عليه من الباطل من أجل أن تحاجهم فيه؛ يعني لا يكفي في مجادلة الكفار أن تعرف الحق الذي أنت عليه، بل لا بد أن تعرف الباطل الذي هم عليه، وأظن هذا واضحًا، والله عز وجل يجادل الكفار بمثل هذا؛ يقول: ﴿آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس ٥٩]، والآيات في هذا كثيرة، اعرف ما عند عدوك من الباطل من أجل أن تُدْحِضَ حجته.
فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذه الآية الكريمة التي ذكر الله فيها أنه لا يجادل في الآيات إلا الكفار وبين قول الله تبارك وتعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل ١٢٥] فأمر بالجدال مع أنه في هذه الآية ذم الجدال وقال: إنه لا يجادل إلا الكفار؟
الجواب على هذا سهل أن المجادلة التي أُمِرْنا بها هي المجادلة لإبطال الباطل وإحقاق الحق، أما الكفار فإنهم يجادلون لإبطال الحق وإحقاق الباطل عكس ما أُمِرْنا به.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى يُمْلِي للكفار ويمهلهم ويُمَكِّنُهم من التقلب في البلاد حيث شاؤوا؛ لقوله: ﴿تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تحذير المؤمن أن يغتر بما أنعم الله به على هؤلاء الكفار من التَّقَلُّب في الدنيا حيث شاؤوا؛ لقوله: ﴿فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: بيان سفه أولئك الذين أُغْروا واغتروا بالكفار، بيان سفههم في العقول وضلالهم في الدين، فإن بعض المسلمين ضعفاء الإيمان انبهروا مما عليه الكفار، وظنوا أن ما هم عليه من تحلل الأخلاق وفساد العقائد والكفر هو الذي أوجب أن يكونوا على هذا المستوى من التقدم المادي فانبهروا بذلك وانفلتوا من الدين، وضيَّعوا مشيتهم ومشية الحمامة، صاروا كالغراب، يقولون: إن الغراب أعجبه مشية الحمامة، ومعروف الفرق بين مشية الحمامة ومشية الغراب. الغراب ويش يعمل؟ (...) والحمامة تشمي كأنما تمشي على عجل أي على كَفَرَّات كما تقولون، فأعجبته المشية فقال: سأمشي مثل مشية الحمامة فأراد أن يفعل ولم يدرك شيئًا، أراد أن يعود إلى مشيته الأولى فعجز أن يعرفها، فضيع المشية الأولى والثانية.
هؤلاء المساكين الذين انبهروا بما عليه الكفار من القوة المادية وما زُخْرِف لهم من الدنيا ضيعوا دينهم ولم يصلوا إلى ما عليه هؤلاء من الدنيا، وقد قال الله تعالى لنبيه: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه ١٣١].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه مهما طال الأمد بهؤلاء الكفار فإن مآلهم الهلاك والبوار، وانظروا الآن كل الكفار السابقين أين ذهبوا؟ ذهبوا إلى النار؛ لأننا نشهد بالله أن كل كافر في النار، فهؤلاء الذين ماتوا على الكفر انتقلوا من الدنيا التي جُعِلَت لهم جنة إلى النار، والعياذ بالله.
وأظن قد قصصتُ عليكم قصة لابن حجر العسقلاني وكان قاضي القضاة في مصر، يعني كبير القضاة، وكان إذا مشى يمشي على عربة تجرها الخيول أو البغال في موكب، فمرَّ ذات يوم بيهودي سمَّان يعني يصنع السمن أو زيات، وتعرفون الزيات والسمان تكون ثيابه ملوثة بالزيت وأحواله سيئة، فأشار إلى الموكب فوقف فقال لابن حجر: إن نبيكم يقول: «إِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ»[[أخرجه مسلم (٢٩٥٦ / ١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]] وكيف يتفق هذا القول مع حالي وحالك؟ أنت الآن مسلم وفي هذه الرفاهية وفي هذا الموكب العظيم وهو يهودي وتعس، في زيت أو سمن يُلوَّث ثيابه ويديه وكل شيء، فقال له ابن حجر رحمه الله تعالى: نعم، لكن ما أنت فيه من البؤس هو جنة بالنسبة لما ستؤول إليه إذا مت. إذا مت أين يكون؟ النار أو هذا؟ هذا جنة بالنسبة للنار، وأما أنا فنعيمي هذا بالنسبة للجنة يعتبر سجنًا. لأن نعيم الجنة أعلى بكثير من هذا. فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. سبحان الله! تبين له الأمر بكلمة بسيطة.
فأقول: إن هؤلاء الكفار مهما زُيِّنَت لهم الدنيا فإنهم -والعياذ بالله- سيؤولون إلى عذاب، وكما نعلم جميعًا أن الإنسان إذا آل إلى عذاب بعد النعيم صار العذاب عليه أشد، لكن لو انتقل من عذاب إلى عذاب صار أهون، أما من نعيم إلى عذاب، صعب جدًّا ﴿فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾ إذن هؤلاء الكفار الذين يذهبون ويجيئون كل هؤلاء لا يغرنكم، لا سيما إذا كان ترددهم في البلاد استكبارًا في الأرض ومكر السيئ وعُلُوًّا على الخلق وزعمًا منهم أنهم سيدبرون الناس وسيسنون نظامًا عالميًّا كما يقولون، فإننا نعلم أن مآلهم الفشل إذا نحن صدقنا الله، إذا نحن صدقنا الله فإن كيدهم لا يضرنا؛ ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق ١٥، ١٦] يعني: كيدًا أعظم، ومعلوم أن الكيد الواقع من الله أشد من الكيد الواقع من البشر.
* طالب: الآن فيه مسألتين هل لكم فيها قول جديد؟ الأولى (...) بين الخوف والرجاء، قلت فيما سبق رجحتم أن الإنسان يكون طيبة نفسه، والآن ذكرتم قولًا جديدًا؟
* الشيخ: لا، ما هو جديد، هذا بقطع النظر عن حالات تعرض للإنسان، كما نقول: هذا الشيء مباح وقد يكون واجبًا، وقد يكون حرامًا، فنحن إذا رجحنا يعني ننظر إلى القول من حيث هو قول، لكن قد تَعْرِض للإنسان حالات حتى إذا هَمَّ بالمعصية قد يكون يُغَلِّب جانب الرجاء أو بالعكس، فالقول من حيث هو قول القياس يقتضي أننا نغلب جانب الرجاء إذا فعلنا الطاعة ونقول: إن الله تعالى لم يوفقنا للطاعة إلا وسيقبلها منا ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر ٦٠]؛ ولهذا قال بعض العلماء: من وُفِّق للدعاء فليبشر بالإجابة.
وإذا هَمَّ بالمعصية فمعلوم أنه إذا غَلَّب جانب الخوف سوف يرتدع، لكن هناك حالات تطرأ على الإنسان شيء آخر، فالحالات العارضة نقول فيها: الإنسان طبيب نفسه، أما القول من حيث هو قول فهذا القول أقرب للقياس.
* طالب: من تاب من ذنب يتعلق بالآخر فيما سبق قلتم: إذا كان من جنس الذنب الأول فلا، والآن قلتم: يُقْبَل مطلقًا؟
* الشيخ: نعم، الصحيح أنه يُقْبَل مطلقًا؛ لأن هذا مقتضى العدل، فعل ذنبًا فتاب منه فلتُقْبَل توبته.
* طالب: بعض الناس يقول: لا يجوز للإنسان أن يقول: نشهد أن الكفار كلهم في النار، نقول: الذي بلغته الدعوة نشهد أنه في النار، والذي لم تبلغه الدعوة (...).
* الشيخ: لا، نقول: كل كافر في النار، لكن مَنْ لم تبلغه الدعوة فلا نجزم له بجنة ولا نار؛ لأنه لم يصدق عليه أنه كافر، إلى الآن لم يصدق عليه، ونقول: أمره إلى الله يوم القيامة. وهذا بخلاف الذي ينتسب للإسلام وفَعَل ما يُكَفِّر جاهلًا فقد سبق لنا القول في هذه المسألة وذكرنا لكم أن شيخ الإسلام رحمه الله لما ناظر الجهمية وبيَّن لهم الحق وأصروا على ما هم عليه قال: أنا أعلم لو أنني لو قلت بما تقولون لكنت كافرًا، وأما أنتم فلستم كفارًا عندي لأنكم مُتَأَوِّلون. هذا وهو يناظر الجهمية ويبيِّن لهم الحق، ذكر هذا في كتاب الاستغاثة.
وهذا يدل على مسألة يشتد فيها بعض الناس اليوم في مسألة فعل ما يُكَفِّر حيث يُكَفِّرون الناس مطلقًا بلا بينة، والمسألة هذه -كما قلنا فيما سبق- خطيرة. فالآن شيخ الإسلام رحمه الله كما سمعتم يقول: أنا أعلم أنني لو قلت بقولكم لكنت كافرًا؛ لأني أعلم أن هذا خلاف الحق، أما أنتم فلا تكْفُرون عندي لأنكم متأولون. وهم جهمية مع أن إطلاق الكفر على الجهمية عمومًا جاء ذلك عن الإمام أحمد وغيره. وكما نقلت لكم أيضًا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه قال: إننا لا نُكَفِّر الذين اتخذوا صنمًا على قبر البدوي وعبد القادر لجهلهم وعدم من ينبههم. وقد كان كثير من الناس أو من طلبة العلم يُفَرِّقون بين الأصل والفرع؛ فيقولون: الفرع يُعْذَر فيه الجهل والأصل لا يعذر، فهذا ليس بصحيح.
أولًا: أن تقسيم الدين إلى أصل وفرع يقول: شيخ الإسلام هذا بدعة، ليس في القرآن ولا في السنة تقسيم الدين إلى أصل وفرع، وإنما حدث هذا من كلام المتكلمين بعد القرون المفضلة، قسموا الدين إلى أصل وفرع، وقال: إن هذا التقسيم يُنْتَقَض بأن الصلاة عندهم فرع وهي من أصل الأصول، وبأن بعض المسائل التي فيها الخلاف فيما يسمونه أصولًا لا يكفر المخالف فيه، كما مر علينا في الصراط وفي الميزان وفي عذاب القبر وفي رؤية النبي ﷺ ربه، كل هذه مما يسمونه أصولًا ومع ذلك ففيها الخلاف، وإن كان الخلاف في الأصل لم يَرِد، لكن فروع الأصول فيها الخلاف، فهذه المسائل ينبغي لطالب العلم أن يُحَرِّر فيه القول قبل أن يُحْكَم على عباد الله بما لم يجعله الله لهم.
* طالب: كيف نرد على من يقولون: (...) من العشرة ألفًا (...)؟
* الشيخ: اللهم صلِّ على النبي، من قال هذا؟ نرد على أيش؟
* طالب: نرد على اللي ثاروا على الولاة.
* الشيخ: الولاة ما يثار عليهم، يعني إذا قاتل المسلمون الكفار وهم اثنا عشر ألفًا فإنهم لن يُغْلَبوا، لكن لن يغلبوا باعتبار الكمية، أما باعتبار الكيفية فلو اجتمع اثنا عشر مليونًا هُزِموا؛ لأن الرسول ﷺ قال: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا». قالوا: أَمِنْ قِلَّةٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيٍلِ»[[أخرجه أبو داود (٤٢٩٧) من حديث ثوبان رضي الله عنه، ولفظه: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت». ]] وصدق الرسول، والله إننا اليوم غثاء كغثاء السيل، وإلَّا كيف يطيب لنا منام أو يهنئ لنا أكل وإخواننا في البوسنة والهرسك تُمَزَّق أوصالهم تمزيقًا وتُنْتَهك حرماتهم وتحتل ديارهم، أين الإسلام؟ يعني: لو مَشَوُا الناس على أقدامهم من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق نصرةً لإخوانهم لم يكن هذا بغريب لو كان الدين حقيقة، لكن مع الأسف إخوانهم يُفْعَل بهم هذا الفعل، ونحن ساكتون نائمون على فُرُشِنا، والله خزي وعار أمام الله وأمام الخلق، لو يُقْتَل يهوديٌّ في أرض محتلَّة مُغتَصَبة قامت الدنيا وقامت من ورائها الأمم، وهؤلاء يُقَتَّلون، ووعد كذب، وسنضرب الصِّرْب والكروات، يقولونها اليوم، وغدًا يقولون: لا تضربوا الصرب والكروات، إن ضربتموهم اعتدوا على حَفَظَةِ السلام من الأمم المتحدة، خَلُّوهم يُقَتِّلُون المسلمين ويسلمون جماعات الأمم المتحدة ما يهم، فالحاصل أن الحديث: «لَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ»[[أخرجه أبو داود (٢٦١١) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.]] هذا لو أننا صدقنا الله، أما ونحن الآن لا نريد إلا شِبَع البطون وشهوة الفروج ولذة الفُرُش فسنُغْلَب لو كنا اثني عشر ألفَ مليون.
* طالب: أخذنا فائدة قبل قليل أن الحذر من مجالدة الكفار حتى يتهيأ السلاح، والآن حال البسنة والهرسك واضح جدًّا أنهم لا يصلهم السلاح ولا يصلهم العون وأنهم تاريخيًّا في تقهقر دائم، أفلا يفتي لهم العلماء بأنه يجب عليهم أن يقبلوا أي خطة من أجل إنقاذ أرواح مَنْ تَبَقَّى.؟
* الشيخ: أنا أرى أنه يجب ما هو هذا، لو أن المسلمين اتخذوا سلاح المقاطعة للدول الكافرة، فهل تظنون أن الدول الكافرة تخضع أو لا تخضع؟ تخضع رغمًا على أنوفها، ما الذي يُشَغِّل عُمَّالَهم؟ ما الذي يُشَغِّل مصانعهم؟ إلا استهلاك المسلمين لما يصنعونه، من الذي يمولهم بالبترول وغيره إلا المسلمون؟ والله لو قاطعناهم اقتصاديًّا، دعنا من سياسيًّا لاستجابوا، أليست الآن الدول الغربية تحارب من تحارب بالاقتصاد، ماذا فعلوا بالعراق؟ ما هو ضيقوا عليه الآن الخناق؟
* طالب: اعتبار الواقع يا شيخ.
* الشيخ: اعتبار الواقع الرسول ﷺ وافق على الصلح الذي جرى بينه وبين قريش في الحديبية، وهو صلح ظاهره أنه علينا وصار لنا والحمد لله، أنا ما ألوم مثلًا رئيس البوسنة والهرسك بأن يوافق على الخطة التي اختطها هؤلاء، لا ألومه؛ لأن هذا أهون الشرين، لكني والله ألوم الأمة الإسلامية وأرى أنها مسؤولة عن ذلك أمام الله؛ أن تسكت هذا السكوت وتدع هؤلاء المسلمين فريسةً للنصارى. وما الذي يُؤَمِّنُنا الآن أنهم إذا قضوا على جمهورية البوسنة والهرسك أن يذهبوا إلى ألبانيا وأن يمشوا؟ يعني: نحن نسمع أشياء ما نحب أن نقولها الآن باعتبار أطماع النصارى وأطماع الوثنيين، يعني: يطمعون أن يصلوا إلى الكعبة، فما الذي يُؤَمِّنُنا؟ والله أنا أُحَمِّل أمام الله المسلمين هذه المسؤولية، وأرى أنهم مُقَصِّرون وأنهم تركوا هؤلاء الكفار يعيثون في الأرض فسادًا وهم ساكتون، وأنتم لو فكرتم لوجدتم هذا حقيقة تقصيرًا من المسلمين.
يا أخي، ثم المسلمين لا حول ولا قوة إلا بالله صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون، الآن يحاولون الصلح مع اليهود، وماذا صنعت اليهود باللبنانيين؟ تطردهم من ديارهم تَقْتُلُهم ويقولون: تعالوا على مائدة الصلح، وين الصلح؟! ثم هم يصرحون أيضًا رؤساء اليهود يقولون: إن القدس عاصمة اليهود الأبدية ولا يمكن أن نتحول عنها، طيب نصالحهم على إيش؟
فالمهم أن ما عندنا صدق لكننا إن شاء الله، أرجو الله عز وجل أن هذه النشأة الجديدة الشبابية هي التي يكون على يديها النصر إذا وُفِّقَت للحكمة وعدم العنف؛ لأن الذي يضر الآن الشباب المتجه أنه يَتَسَرَّع يريد أن تكون المسألة بين عَشِيَّةٍ وضحاها، لم يعلم أن الأمم الكافرة ومن ورائها أذنابها من ولاة بعض الدول الإسلامية أو العربية لا يَدْرِي أنهم أعداء لهم وأنهم مُتَمَكِّنون، فالواجب على الشباب أن يَصْبِروا، يصبر على الأذية ويصبر في الدعوة، الطريق طويل، لكن إخواننا يريدون أن يقفزوا من أسفل درجة إلى أعلى درجة، وهذا غير صحيح، والنصر بحول الله للمسلمين، وما تَجَمُّع اليهود الآن من اليمين والشمال والشرق والغرب في فلسطين إلا تَوْطِئَة وتمهيد لقتال المسلمين إياهم، ما هو لقتال العرب إياهم، لقتال المسلمين؛ ولهذا يقول الشجر إذا تقاتل المسلمون واليهود المقاتلة الأخيرة يقول: «يَا مُسْلِمُ أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ»[[أخرج البخاري واللفظ له (٢٩٢٦)، ومسلم (٢٩٢٢ / ٨٢) بسنديهما عن أبي هريرة: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله». ]] ما يقول: يا عربي، والمعركة بين العرب واليهود فاشلة، كم حصل من معركة بيننا وبين اليهود؟ ثلاثة أو أربعة، كلها الهزيمة على العرب، وستكون الهزيمة على العرب دائمًا ما داموا يقاتلون من أجل العروبة ستكون الهزيمة، مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الأعلى. فعلى كل حال يا إخواننا نشكو إلى الله عز وجل حالنا اليوم أننا في حال يُرْثى لها في الواقع، والله يبكي علينا الصديق، وإن لم أجازف لقلت: يبكي حتى العدو. الآن يقولون: إنه في أمريكا بعض الناس الذين عندهم نوع من الرحمة فعلوا مظاهرات من أجل ما يُفْعَل في البوسنة من هَتْكِ الأعراض وقَتْلِ الأطفال أمام أمهاتهم وآبائهم، حتى قيل: إنهم يُجْبِرون الأم على أن تشرب من دم ابنها وهو يُذْبَح أمامها، أعوذ بالله، شيء عجيب يرتاع له الضمير، ومع ذلك ساكتون نحن، لو واحد بس يشوف البراد والثلج والماء البارد، والله بعض الأحيان إذا شربت الماء أقول: سبحان الله! كيف أشرب هذا الماء وإخواننا في البوسنة يشربون من المجاري؟! نسأل الله العافية، ما يخاف الله ما يشعر بشعور إخوانه؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.
* طالب: (...) الإحساس أو الشعور (...).
* الشيخ: أنا أجزم جزمًا لو كان ولاة المسلمين فيهم الإحساس اللي في شعوبهم ما صبروا على هذا الوضع أبدًا، لكن غالب حكام المسلمين مع الأسف كل واحد منهم يريد أن يبقى على كرسيِّه بأي ثمن كان ولا يهمه، انظر الآن بعض ولاة المسلمين الآن يريدون أن تكون الدولة المسلمة معلمنة علمانية يستوي فيها اليهودي والنصراني والبوذي والمسلم وكل واحد، هذا هو الواقع عند كثير من ولاة المسلمين، والله لو شعر ولاة المسلمين بما يشعر به الشعوب ما سكتوا ولعرفوا كيف يُؤْكَل الكتف، وعرفوا كيف يقابلون هؤلاء النصارى، النصارى الآن عائشون على المسلمين في الواقع، مصانعهم لا يستهلكها إلا المسلمون، أمورهم حتى العسكرية الآن وظائف كبيرة هائلة لهؤلاء الكفار.
* طالب: فما واجب الشعوب يا شيخ؟
* الشيخ: والله، واجب الشعوب ما تقدر (...) شيء أبدًا، لكن واجبها الدعاء تدعو الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، والله عز وجل إذا دعاه الإنسان مضطرًا أجابه.
* طالب: (...) قول الله: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ لكن يا شيخ لا قدر الله وانطفأ نور الإسلام في البوسنة فما يكون؟
* الشيخ: نؤمن بأن الله تعالى يقول: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة ٣٢]، هل المراد في عهد الرسول ﷺ وأن الله أتمَّ النور وصارت السيطرة للمسلمين، أو أنه في كل زمان ومكان؟ إذا قلنا بالثاني فلا يلزم إذا انطفأ النور في بلد أن ينطفئ في البلاد الأخرى، ولكن مع ذلك نرجو الله سبحانه وتعالى ألا يطفئ نوره في البوسنة ولا غيرها من بلاد المسلمين هذا ما نرجوه ونُؤمله، ونعلم أن ما أصاب إخواننا في البوسنة هو بقضاء الله وقدره لا شك، فنرضى به من هذا الوجه؛ لأنه قضاء الله، لكننا نعلم أنه إذا وقع الشيء بقضاء الله وقَدَرِه فيجب علينا أن نعمل بشرع الله حتى يرتفع قدر الله.
* * *
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [غافر ٤]، ما المراد بآيات الله؟
* طالب: آيات الله الشرعية والكونية.
* الشيخ: نعم، مثال المجادلة في الكونية؟
* طالب: المجادلة في الكسوف.
* الشيخ: كالمجادلة في الكسوف حيث؟
* الطالب: يجادل يقول: إن الله كيف يخوف بها عباده وهي معلومة الزمان والانتهاء، البداية والنهاية في الوقت الحاضر.
* الشيخ: الآيات الشرعية؟
* الطالب: مثل قطع اليد أو الرجم.
* الشيخ: نعم، يجادلون فيها ويقولون: في هذا همجية ووحشية وما أشبه ذلك.
طيب، كيف تجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل ١٢٥] فأمر بالمجادلة؟ أجب بنعم أو لا أدري.
* طالب: لا أدري.
* الشيخ: لا تدري. هنا أمر: ﴿جَادِلْهُمْ﴾ وهنا قال: (ما يجادل إلا الذين كفروا)؟
* طالب: لأن مجادلة الكفار تكون بالباطل لإدحاض الحق، أما الذين آمنوا فمجادلتهم تكون لبيان الحق.
* الشيخ: طيب إذن المجادلة هنا غير المجادلة هناك. ما تقولون؟ صحيح.
قوله: ﴿فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ﴾ ما معنى التقلب في البلاد؟
* طالب: التَّرَدُّد في..
* الشيخ: إي، التَّرَدُّد في البلاد للتجارة والنزهة وغير ذلك. والخطاب في قوله: ﴿فَلَا يَغْرُرْكَ﴾.
* الطالب: يمكن أن يكون الخطاب للنبي ﷺ وللمسلمين للجمع من الناس، وإذا دار المعنى بين عام وخاص فنحمله على العام.
* الشيخ: لأن العام يشمل الخاص ولا عكس.
{"ayah":"مَا یُجَـٰدِلُ فِیۤ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَلَا یَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق