الباحث القرآني
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (٣٩) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (٤٠) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ﴾ [غافر ٣٨ - ٤٢].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر ٣٨] في أول هذه الآيات يقول الله عز وجل: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [غافر ٢٨] وهنا وما قبلها يقول: ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ﴾ تحقيقًا لإيمانه وأنه مؤمن حقًّا.
﴿قَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ ﴿يَا قَوْمِ﴾: سبق الكلام على إعرابها، وبينَّا أنها منادى منصوبة مُقَدَّرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
وقوله: (﴿يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ﴾ بإثبات الياء وحذفها ﴿أَهْدِكُمْ﴾ ) يعني أنها قراءتان: اتبعوني واتبعون، أما على وجود الياء فالأمر ظاهر؛ لأنها ياء المتكلم، وأما على حذفها فهي محذوفة للتخفيف.
وقوله: ﴿اتَّبِعُونِ﴾ فعل أمر، و﴿أَهْدِكُمْ﴾ جواب فعل الأمر؛ ولهذا وقع مجذومًا بحذف الياء والكسرة قبلَها دليل عليها، وأصل أهدكم أهديكم، لكن الفعل المضارع إذا وقع جوابًا للأمر فإنه يكون مجزومًا، قيل: إنه مجذوم به وقيل أنه مجذوم بشرط مُقَدَّر، والتقدير إن تتبعوني أهدكم، وهكذا يقال في كل ما جاء على هذا التركيب.
﴿أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ أي: طريقه، والهداية هنا هداية الدلالة؛ لأنه لا يمكن أن يُراد بها هداية التوفيق؛ إذ إن هداية التوفيق تكون بيد الله عز وجل؛ لقوله تبارك وتعالى لرسوله محمد ﷺ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص ٥٦] أي: لا تهدي هداية التوفيق، فقوله: ﴿أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ يعني: أدلكم على سبيل الرشاد، سبيل الرشاد ضد سبيل الغَيِّ، والرشاد هو حُسْن التصرف، والغي هو ارتكاب الخطأ عن عمد.
﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ لما رَغَّبَهُم في إتباعه زَهَّدَهُم في الدنيا، لأن أصل ضلال بني آدم هو الطمع في الدنيا، والتنافس إنما يكون عليها؛ ولهذا قال النبي ﷺ: «وَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَإِنَّمَا أَخْشَى أَنْ تُفْتَحَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا -أي مَنْ قبلنا- فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣١٥٨) ومسلم (٢٩٦١ / ٦) من حديث عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه ولفظه «...فأبشروا وأَمِّلوا ما يسرُّكم، فوالله ما الفقرَ أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تُبْسَط الدنيا عليكم، كما بُسِطَت على مَنْ كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم» الحديث. ]] فهو لما طلب أن يتبعوه بَيَّن لهم حال الدنيا التي ينافسون فيها، والتي صَدُّوا عن سبيل الله بها، فقال: ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ﴾ ﴿إِنَّمَا﴾ أداة حصر، و﴿هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ مبتدأ، و﴿مَتَاعٌ﴾ خبره، أي: ما هذه الدنيا إلا متاع يتمتع به الإنسان قليلًا ثم يزول؛ ولهذا يقول المؤلف في التفسير: (﴿مَتَاعٌ﴾ تمتع يزول).
﴿وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ ﴿الْآخِرَةَ﴾ ما بعد الدنيا، ﴿هِيَ﴾ ضمير فصل، و﴿دَارُ الْقَرَارِ﴾ خبر ﴿إِنَّ﴾.
واعلم أن ضمير الفصل ضمير لا محل له من الإعراب، لا يُعْرَب مبتدأ ولا خبرًا ولا أي شيء، لا محل له من الإعراب.
واعلم أيضًا أن له ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: التوكيد.
والفائدة الثانية: الحصر.
والفائدة الثالثة: تمييز الخبر من الصفة.
ويظهر هذا في المثال فإذا قلت: زيد هو الفاضل، فـ(هو) ضمير فَصْلٍ استفدنا منه ثلاث فوائد:
أولًا التوكيد: حيث أَكَّدْنَا أن زيدًا هو الفاضل، بل حيث أَكَّدْنَا أن زيدًا فاضل.
ثم الحصر؛ لأنك قلت: زيد هو أي: لا غيره، زيد هو الفاضل.
الفائدة الثالثة: التمييز بين الصفة والخبر، فإنك لو قلت: زيد الفاضل، لاحتمل أن يكون الفاضل صفة لزيد وأن الخبر لم يأت بعد، فإذا قلت: هو الفاضل، تعيَّن أن تكون الفاضل خبرًا، فبذلك يَحْصُل التمييز بين الخبر وبين الصفة.
ذكرنا أنه لا مَحَلَّ له من الإعراب، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾ [الشعراء ٤٠] فهنا جاءت ﴿الْغَالِبِينَ﴾ خبرًا لـ(كان)، ولو كان له محل من الإعراب لكانت: (إن كانوا هم الغالبون)، لكنه ليس له محل من الإعراب.
إذن ما هي دار القرار؟ هي الدار الآخرة، وأُكِّدَ ذلك بالإتيان بضمير الفصل.
﴿وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ أي: دار المستقر، ولهذا «يُؤْتَى بِالْمَوْتِ عَلَى صُورَةِ كَبْشٍ فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَطَّلِعُونَ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَطَّلِعُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، فَيُذْبَحُ أَمَامَهُمْ، وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتٌ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتٌ»[[أخرج البخاري (٦٥٤٨) ومسلم واللفظ له (٢٨٥٠ / ٤٣) بسنديهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وصار أهل النار إلى النار أُتِيَ بالموت حتى يُجْعَل بين الجنة والنار، ثم يُذْبَح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة، لا موت، ويا أهل النار، لا موت. فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حُزْنًا إلى حزنهم»، وأخرجه النسائي في الكبرى (١١٢٥٥) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «..ينادي: يا أهل الجنة، فيشرئبون فينظرون، وينادي: يا أهل النار، فيشرئبون فينظرون، فيقال: هل تعرفون الموت؟ فيقولون: نعم، فيجاء بالموت في صورة كبشٍ أملح، فيقال: هذا الموت، فيُقَدَّم فيُذْبَح، قال: يا أهل الجنة، خلود ولا موت، ويقال: يا أهل النار، خلود لا موت» قال ثم قرأ ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ﴾ [مريم: ٣٩].]] إذن هذا القرار، ما دام ليس فيه انتقال عن هذه الدار فهي دار القرار، طيب إذا كانت هي دار القرار والدنيا متاع، فما الأولى أن يعمل له؟ الآخرة؛ لأنها دار القرار، أما هذه فهي دار عبور دار متاع؛ «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ»[[أخرجه البخاري (٦٤١٦) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.]].
ثم قال: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر ٤٠] هذا كالبيان لحال الآخرة وكيف يُجَازَى الناس فيها، فقال: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾ ﴿مَنْ﴾ شرطية، و﴿عَمِلَ﴾ فعل الشرط، وجملة ﴿فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾ هذه جواب الشرط.
وقوله: ﴿فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾ (مثل) مفعول ﴿يُجْزَى﴾ الثاني، والمفعول الأول هو نائب الفاعل المستتر.
يقول: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً﴾ السيئة هي ما يسوء حالًا أو مآلًا، فما أصاب الإنسان مِنْ مَرَضٍ أو فقر أو عاهة أو ما أشبه ذلك، هذا سوء لكنه في الحال، وما أصاب الإنسان من عقوبة على أعماله فهذا سوء ولكنه في المآل، وقد يكون في الحال قد يُعاجَل الإنسان بالعقوبة، فالسيئة كل ما يسوء حالًا أو مآلًا.
﴿فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾ السيئة بواحدة مهما كانت حتى وإن كان الإنسان في مكة أو في المدينة أو في المسجد أو في أي مكان، أو في أي زمان أيضًا، حتى ولو كان في الأشهر الحرم التي نَصَّ الله تعالى عن النهي عن الظلم فيها، فقال: ﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة ٣٦] فإن السيئة لا تزاد، ولكن اعلموا أنها قد تكون أشدَّ من حيث الكيفية لا من حيث الكمية؛ كيف الكيفية؟ يعني أننا نرى أن ضربة واحدة قد تكون أشد على الإنسان من عَشْرِ ضربات لشدتها وشدة وقعها؛ ولهذا قال الله تعالى في الحرم المكي: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج ٢٥].
وبهذا التقرير الذي دَلَّ عليه الكتاب والسنة تَبَيَّن أن ما يُذْكَر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه خرج من مكة وقال: لا أبقى في بلد سيئاته وحسناته سواء؛ فإن هذا لا يصح عن ابن عباس رضي الله عنه، وابن عباس أفقه وأعلم من أن يلتبس عليه هذا الأمر، مع أن الله قال في سورة الأنعام وهي مكية: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام ١٦٠].
قال: ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ [غافر ٤٠] ﴿مَنْ﴾ هذه شرطية، و﴿صَالِحًا﴾ يجوز أن نعربها صفة لموصوف محذوف، والتقدير: عمل صالح، ويجوز أن نجعلها مفعولًا مطلقًا؛ لأن وَصْفَ المصدر المحذوف يصح أن يقع الإعراب عليه على أنه مفعول مطلق أو على أنه صفة لموصوف محذوف، والتقدير (عملًا صالحًا).
فما هو العمل الصالح؟ العمل الصالح ما توافرت فيه شروط القَبول، وذلك بأن يكون خالصًا لله على شريعة منه؛ يعني: يجمع بين أمرين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسله عليهم الصلاة والسلام. هذا العمل الصالح؛ إذن هو ما توافرت فيه شروط القَبول وهما الإخلاص لله عز وجل، والثاني المتابعة لرسل الله سواء محمد أو غيره، لكن من المعلوم أنه بعد بعثة محمد ﷺ لا يصلح اتباع غيره.
إذا فُقِدَ الإخلاص فليس العمل صالحًا بل هو مردود على صاحبه؛ لقوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»[[أخرجه مسلم (٢٩٨٥ / ٤٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]].
وإذا فُقِدَت المتابعة لم يكن العمل صالحًا وكان مردودًا لقول النبي ﷺ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[[متفق عليه؛ البخاري بنحوه (٢٦٩٧)، ومسلم واللفظ له (١٧١٨ / ١٨) من حديث عائشة رضي الله عنها.]].
وقوله: ﴿مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ بيان لـ ﴿مَنْ﴾، فمن هنا بيانية، كيف نقول بيان لـ ﴿مَنْ﴾؟ لأن ﴿مَنْ﴾ اسم موصول، واسم الموصول الأصل فيه الإبهام، فإذا وُجِدَ بعده بيانٌ فإنه يكون مبينًا لإبهامه.
﴿مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ هذا الشرط؛ لا بد أن يكون مؤمنًا، فإن لم يكن مؤمنًا فإن عمله الصالح لا ينفعه، حتى وإن كان العمل مما يتعدى نفعُه فإنه لا ينفعه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ﴾ [التوبة ٥٤]، فغيرُ المؤمن لا ينفعه عمله، لو أن رجلًا كافرًا أصلح الطرق، ومَدَّ أنابيب الماء يسقي الناس، وبنى المساجد، وطَبَع الكتب، وكسا العريان، وأطعم الجائع، فهل هذا ينفعه؟ لا؛ ولهذا لا ينفع المنافقين عملُهم لأنهم ليسوا مؤمنين، وبه نعرف أن الإيمان هو الأصل، آمنْ ثم اعملْ.
لا بد أن يكون مؤمنًا، فإن لم يكن مؤمنًا فإن عمله الصالح لا ينفعه، حتى وإن كان العمل مما يتعدى نفعه فإنه لا ينفعه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ﴾ [التوبة ٥٤]. فغير المؤمن لا ينفعه عمله، لو أن رجلًا كافرًا أصلح الطرق، ومد أنابيب الماء يسقي الناس، وبنى المساجد، وطَبَع الكتب، وكسا العريان، وأطعم الجائع، فهل هذا ينفعه؟
لا؛ ولهذا لا ينفع المنافقين عملهم؛ لأنهم ليسوا مؤمنين، وبه نعرف أن الإيمان هو الأصل، آمِن ثُمَّ اعملْ، أما العمل بدون إيمان، نسأل الله ألا يخلع عنا وعنكم الإيمان، العمل بدون إيمان هباء، ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان ٢٣] لا بد من الإيمان أولًا، ثم إذا آمن اعمل، وإذا عملت فأخلص واتبع.
﴿فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾ [غافر ٤٠] جملة ﴿فَأُولَئِكَ﴾ جواب الشرط، أي شرط هو؟ ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا﴾ [غافر ٤٠].
﴿فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾ وهنا قال: (أولئك) باسم الإشارة الموضوعِ للبعيد إشارةً إلى علو مرتبتهم؛ كأنك تشير إليهم وهم فوق.
﴿فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾ قال: (بضم الياء وفتح الخاء (يُدْخَلُونَ) وبالعكس)، ما العكس؟ ﴿يَدْخُلُونَ﴾ فيجوز ﴿يُدْخَلُونَ﴾ أي يدخلهم الله، ويجوز ﴿يَدْخُلُونَ﴾ أي: هم بأنفسهم لكن بإذن الله. ومن المعلوم أن أهل الجنة لا يدخلون الجنة إلا بعد الشفاعة، بعد شفاعة محمد ﷺ في فتح الجنة؛ لأنهم يصلون إليها وبابها مغلق، فيطلبون من يشفع لهم إلى الله عز وجل أن يفتح لهم الباب، فيشفع النبي ﷺ وحده في أن يُفتح لهم الباب فيُفتح.
﴿يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر ٤٠] ﴿يُرْزَقُونَ﴾: الرزق بمعنى العطاء، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ [النساء ٨] أي: أعطوهم، فمعنى ﴿يُرْزَقُونَ﴾ إذا يعطون.
وقوله: (﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ أي بغير تبعة) يعني لا يحاسبون عليه، ولا ينقدون له ثمنًا، في الدنيا لا تملك رزقًا إلا بثمن، لكن في الآخرة تُعطى الرزق بغير ثمن، وبغير تبعة، لا تحاسب عليه، لماذا؟ لأن الثمن كان مقدمًا، سلمًا، تعرفون السَّلَم؟ نقد الثمن، وتأخير الْمُثْمَن، فهنا الثمن مُقدَّم، الثمن كان في الدنيا حين عملوا بطاعة الله فكان هذا هو العِوَض، فالقوم قد أسلموا في هذا المبيع، وقدموا ثمنه، ولهذا قال: ﴿يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
* في هذه الآيات الثلاث فوائد:
* أولًا: تلطف هذا الداعي، هذا الرجل المؤمن الذي يدعو إلى الله؛ لقوله: ﴿يَا قَوْمِ﴾ فإن هذا لا شك من أساليب التلطف.
* ومن فوائد هذه الآية؛ وهي الآية الأولى: قوة جأش هذا المؤمن، حيث كان رجلًا واحدًا يقول لهؤلاء الجماعة: اتبعوني، وهذا -كما قلنا في التفسير- فعل أمر.
* ومن فوائد هذه الآية: أنه ينبغي للداعية إذا دعا إلى شيء أن يُبين ما يكون به ترغيب المدعو حتى ينشط ويفعل؛ لقوله: ﴿أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر ٣٨].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الإشارة إلى كذب فرعون حين قال لقومه: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر ٢٩]، ففرق بين قول فرعون وبين قول هذا المؤمن؛ قول فرعون كذب، وقول هذا الرجل حق لا شك.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن السبل تختلف، سبل ضلال، وسبل غي، وسبل رشاد، فالسبيل الموصِل إلى الله هذا سبيل رشاد، والسُّبل المتفرقة هذه سبل ضلال، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ﴾ [الأنعام ١٥٣].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان حال الدنيا، وأنها متاع يتمتع بها الإنسان، ثم تزول، إما بزوال هذا التمتع، وإما بزوال المتمتِّع؛ ولهذا انظر مصارع الدنيا، هل فيها أحد خُلِّد؟ وهل فيها أحد خُلِّد له ما بين يديه؟ كل ذلك لم يكن، فالدنيا إما زائلة، وإما أن يُزال عنها، قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء ٣٤].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: انحصار الدنيا في هذه الكلمة القليلة وهي متاع، كل الدنيا متاع لا تتحمل أكثر من ذلك.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الاستعداد والرغبة في الآخرة؛ لقوله: ﴿وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ [غافر ٣٩]، فإذا اجتمع هذا إلى ما قبله صار متضمنًا لفائدتين، وهما: الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة.
ثم قال: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً﴾ [غافر ٤٠] إلى آخره.
* فيها من الفوائد: أن عمل السيئة لا يزداد إثمًا على قدر السيئة؛ لقوله هنا: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾ [غافر ٤٠].
* ومن فوائد الآية: أنه في مقام التهديد ينبغي أن يُبدأ بما يدل على التهديد قبل أن يُبدأ بما يدل على الترغيب؛ لأنه هنا بدأ بالسيئة، ثم أعقب بالصالح، وانظر إلى قول الله تبارك وتعالى في مقام ذكر الأحكام الشرعية، قال: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة ٩٨].
ولما أراد جل وعلا أن يتحدث عن نفسه ويبين كمال صفاته قال: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ [الحجر ٤٩، ٥٠]، فلكل مقام مقال، فالإنسان ينبغي له أن يرتب المعاني حسب ما تقتضيه الحال، لا يُلقي الحديث على عواهنه، وفضل الله يؤتيه من يشاء، قد يُريد الإنسان هذا الشيء، ويريد أن يُرتِّب كلامه، وأن يبنيه على ما تقتضيه الحال، ولكن يخونه التعبير، إلا أن الإنسان إذا استعان بالله سبحانه وتعالى واعتمد عليه يَسَّرَ الله له الأمر.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه لا يُقبل العمل إلا إذا كان صالِحًا ولا ينفع صاحبه إلا إذا كان صالحًا.
وذكرنا أن الصالح ما اجتمع فيه شروط القبول، وهما: الإخلاص والمتابعة. بفقد الإخلاص يكون الإنسان مشركًا، وبفقد المتابعة يكون الإنسان مبتدعًا؛ ولهذا لا يُقبل العمل إلا الخالص الموافق للشرع.
ففي فقد الإخلاص يقع الإنسان في الشرك، وبفقد المتابعة يقع الإنسان في البدعة؛ أيهما أشد؟ الأول، وقد يكون الثاني حسب المخالفة، لكن الشرك من حيث هو أعظم من البدعة، وقيل: إن البدعة أشد وأعظم؛ لأن الله قال: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف ٣٣]. والآية بالتدريج من الأدنى إلى الأعلى، وصاحب البدعة يضر نفسه ويضر غيره؛ لأنه يكون إمامًا يدعو إلى مخالفة الرسل، والذي يظهر أن الشرك من حيث هو شرك أعظم، لكن قد يكون المترتب على البدعة أشد من المترتب على الشرك.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الذكور والإناث مشتركون في الثواب والعقاب؛ بمعنى أن الله لا يُعاقِب الأنثى أكثر من عقوبة الرجل، ولا الرجل أكثر من عقوبة الأنثى، وكذلك لا يجزي الرجل أكثر من جزاء الأنثى، ولا الأنثى أكثر من جزاء الرجل؛ لقوله في هذه الآية: ﴿مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾.
ونظيرها قوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ [آل عمران ١٩٥].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن العمل الصالح لا ينفع إلا مبنيًّا على الإيمان؛ لقوله: ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾. والجملة كما تعرفونها أيها المعربون، الجملة في موضع نصب على الحال، يعني والحال أنه مؤمن.
وبناءً على هذا نسأل: هل عمل المنافق ينفعه؟ لا، لفقد الإيمان، هو غير مؤمن.
وهل الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره أو هو إيمان وراء ذلك كله؟ الجواب الثاني، من جملة الإيمان الذي يجب أن تكون الأعمال الصالحة مبنية عليه أن تُؤمن بالثواب على العمل؛ ولهذا إذا عمِل الإنسان العمل الصالح وهو يرجو هذا الثواب لا شك أنه سيزداد رغبةً في العمل، وسيزداد إحسانًا للعمل؛ لأنه يعرف أن السلعة على قدر الثمن، فإذا كنت تعمل وأنت تشعر بأنك ستُجازى على هذا العمل مجازاةً تامة، فسوف تحسن العمل لأجل أن يحسن لك الثواب والجزاء، وهذه مسألة مهمة يغفل عنها الإنسان كثيرًا عن كونه ينوي بذلك الثواب الذي أعده الله لعامل هذا العمل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن رزق الجنة ليس فيه حساب؛ يعني أنه لا يُطلب من الإنسان عِوَض، ولا يلحقه تبعة؛ لقوله: ﴿يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر ٤٠].
ثم قال هذا الرجل الذي آمن: ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ [غافر ٤١] هذا استفهام تعجب وإنكار، كأنه يقول: عجبًا لكم، أدعوكم إلى الجنة، وتدعونني إلى النار، وهذا والله محل العجب؛ أن تدعو رجلًا إلى الجنة وهو يدعوك إلى النار، فتأتي إلى رجل تقول: يا فلان، اترك شُرْب الخمر؛ شُرْب الخمر حرام، ولا يجوز، من شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة، هي أم الخبائث، مفتاح كل شر، فيقول لك: يا ولد لذة وطرب وأنس وسرور، اشرب فأنت تشوف إذا شربت كأنك ملك الملوك، ثم يرغبه، ثم يقول له أيضًا يُمنِّيه، يقول: اشرب، وإذا شربت وحصلت لك اللذة والطرب فاستغفر الله، الباب مفتوح؛ أيهم الأحق بالإجابة، الأول ولَّا الثاني؟ طبعًا الأول، هذا يقول: ﴿مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾. وهذا استفهام –كما قلت لكم- تعجب وإنكار، وهو محل للتعجب ومحل للإنكار أيضًا.
* الطالب: (...) هل الإرادة بالمعصية يأثم بها الإنسان؟
* الشيخ: الإرادة -بارك الله فيك- نوعان: إرادة يلحقها هم، وإرادة مجرد خاطر، فهذه الثانية لا يأثم بها الإنسان، لا في مكة ولا في غيرها، والثاني: إرادة يلحقها هم، هذه يأثم بها الإنسان.
* الطالب: في الآية: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج ٢٥]؟
* الشيخ: نعم، عذاب أليم؛ لأن الحرم ليس كغيره، فإذا كان الهم بالإلحاد المقرون بالظلم يُذقه الله من عذاب أليم، فما بالك بالفعل؟ يكون أشد.
* الطالب: قول الله تعالى في سورة إبراهيم: ﴿إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللَّهِ﴾ [إبراهيم ١، ٢] سبب الجر؟
* الشيخ: ﴿إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللَّهِ﴾ هذه على أنها عطف بيان، من هو العزيز الحميد؟ الله، فبيَّن، قوله: ﴿اللَّهِ﴾ بالكسر بيان لـ﴿الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.
* الطالب: ينبني عليها شيء لو قلنا صفة؟
* الشيخ: هو العادة أن لفظ الجلالة هي التي توصف؛ لأنها العلم الْمُعيِّن لمسماه تعيينًا لا اشتباه فيه؛ ولهذا قال النحويون: إنه أعرف المعارف، وإنه أعرف حتى من الضمير، وإذا كان أعرف فإنه لا يكون صفة، بدل أو عطف بيان، وعطف البيان يقول ابن مالك:
؎وَصَــــــالحًا لِبَــــدَلِيَّةٍ يُـــــــرَى ∗∗∗ فِي غَيْرِ نَحْوِ (يَا غُلَامُ يَعْمُرَا)؎وَنَحْوِ بِشْرٍ تَابِعِ الْبَكْرِيِّ ∗∗∗ وَلَـــــيْسَ أَنْ يُبْدَلَبِالْــــــمَرْضِيِّ
كل عطف بيان فهو صالح أن يكون بدلًا إلا في هاتين المسألتين.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: ما هو على كل حال؛ لأنه قد يُراد بالإلحاد هنا إلحاد بظلم إن نوى الكبيرة.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، هو ضمير الفصل، أما الضمائر المنفصلة الأخرى فالأصل أن لها محلًّا من الإعراب.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، هذا -سلَّمَك الله- بعد أن يستقر أهل الجنة في الجنة، بعد أن يخلص كل شيء؛ يعني أهل الجنة ما يخرجون منها، وأهل النار ما يخرجون منها، يعني بعد أن يستقر كل شيء.
{"ayahs_start":38,"ayahs":["وَقَالَ ٱلَّذِیۤ ءَامَنَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِیلَ ٱلرَّشَادِ","یَـٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا مَتَـٰعࣱ وَإِنَّ ٱلۡـَٔاخِرَةَ هِیَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ","مَنۡ عَمِلَ سَیِّئَةࣰ فَلَا یُجۡزَىٰۤ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ یُرۡزَقُونَ فِیهَا بِغَیۡرِ حِسَابࣲ"],"ayah":"وَقَالَ ٱلَّذِیۤ ءَامَنَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِیلَ ٱلرَّشَادِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











