الباحث القرآني
نقرأ الدرس الجديد: ﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ [غافر ٢٩]، تأمل حسن خطاب هذا الرجل، كان بالأول يُنْكِر عليهم ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾، ولما أراد أن يتودد إليهم وأن يبين لهم نعمة الله عليهم تَلَطَّف في الخطاب فقال: ﴿يَا قَوْمِ﴾ وكأنه واحد منهم، وهذا -يعني اللطف في الخطاب في جانب الدعوة- من الأمور التي أمر الله بها شرعًا، والتي يهدي بها الله من شاء من عباده قَدَرًا، فقد قال الله لموسى وهارون: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه ٤٣، ٤٤].
ثم إن أيضًا القَدَر يُؤَيِّد هذا فكم من إنسان لان بسبب القول اللين، وكم من إنسان اعتدى بسبب العدوان في القول؛ ولهذا تجد هذا الرجل مِنْ حكمته أنهم لما هَدَّدوا موسى بالقتل أنكر عليهم علنًا ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾، ولما أراد أن يُبَيِّن لهم النعم ويدعوهم إلى الحق قال: ﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ أي: غالبين عالين على أهلها، وقوله: ﴿لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ يعني: أنتم اليوم مالكون، وتأمل أيضًا حسن هذا الخطاب والتحرز ﴿لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ يعني: والمستقبل لا يُعْلَم، قد يزول ملككم، لكن اليوم أنتم في نعمة، غالبين في الأرض ظاهرين على أهلها، فيجب أن تشكروا هذه النعمة.
وقوله: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ قال المفسر: (أرض مصر) وعلى هذا فـ(أل) في الأرض للعهد الذهني أي: الأرض المعهودة أرضكم.
(﴿فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ﴾ عذابه ﴿إِنْ جَاءَنَا﴾ ) ﴿مَنْ يَنْصُرُنَا﴾ ﴿مَنْ﴾ هذه للاستفهام بمعنى النفي أي: لا أحد ينصرنا، والنصر هنا بمعنى المنع، أي: فمن الذي يمنعنا من بأس الله، والبأس هو العذاب.
وقوله: ﴿إِنْ جَاءَنَا﴾ يعني: إن نزل بنا، فهل أحد ينصرنا؟ حتى لو كنا اليوم ظاهرين في الأرض وكنا نحن ملوكًا فإنه إذا نزل بنا بأس الله لا أحد يمنعنا، وقول المفسر: (إن قتلتم أوليائه) قد يقال: إن هذا الذي عَيَّنَهُ المفسر يدل عليه السياق؛ لأنه أنكر عليهم أن يقتلوا موسى، وقد يقال: إن المراد: إِنْ بقيتم على الكفر والعدوان ومنه قتل موسى، وهذا أصح وأعم؛ يعني: ما الذي ينصرنا من بأس الله إن جاءنا لكوننا مستحقين لهذا العذاب بالكفر وقتل أوليائه.
قال فرعون مجيبًا لهذا الرجل: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ أكذب قول في الأرض هو هذا ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾ يعني: ما أُظْهِر لكم شيئًا حتى تروه إلا ما أرى أنه الحق، وهذه دعوى كاذبة؛ لأنه يَعْلَم أن الحق في اتباع موسى كما قال له موسى: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾ [الإسراء ١٠٢]، وقال تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾ [النمل ١٤] لكن جحدوا ﴿ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [النمل ١٤]، فهو يقول: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾ أي: ما أرى أنه صواب وأنه حق، وهذه الدعوى كاذبة.
وإن كان أراد ما أريكم إلا ما أرى أنه من مصلحتي فهذا صادق لكنه غاش، وعلى كل حال فالجملة مؤاخَذ عليها؛ لأنها إما كذب، وإما غش؛ إما كذب إن كان يقول: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾ من الصواب، وإما غش إن كان يرى أن الحق خلاف ما أراهم لكنه لمصلحته أراهم ما رأى.
قال: معناه (ما أشير عليكم إلا ما أشير به على نفسي وهو قتل موسى)، هذا أيضًا تخصيص في غير محله؛ لأن فرعون لا يهمه أن يقولوا: اقتل موسى أو لا تقتله؛ لأنه مصمم على ما يريد، لكن أهم شيء أَلَّا يكفروا به، ألا يُبَدَّل دينه؛ وعلى هذا فالمقصود بقوله: ﴿إِلَّا مَا أَرَى﴾ في بقائكم على دينكم، هذا معنى الآية؛ لأن أصل الإنكار على موسى والتهديد بقتله أصله أنه خاف أن يُبَدَّل الدين.
قال: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ يعني: ما أدلكم إلا على سبيل الرشاد، الرشاد ضد الغي؛ ولهذا يقال: رُشْدٌ وغَيٌّ ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة ٢٥٦] يعني الصواب والسداد، وسبيل بمعنى طريق، وهو صادق في هذا أو كاذب؟ أكذب الكاذبين؛ لأنه ليس يهديهم سبيل الرشاد، بل يهديهم سبيل الغي والعناد والاستكبار والكفر، فصار كاذبًا في الجملتين: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾ إذا قلنا: إن المعنى إلا ما أرى أنه صواب ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ هو أيضًا كاذب؛ لأنه بلا شك يهديهم سبيل الغي والفساد.
* في هذه الآية: حُسْنُ خطاب هذا الرجل المؤمن حين تلطف في الدعوة إلى الله عز وجل في قوله: ﴿يَا قَوْمِ﴾.
* ومن فوائدها: أنه ينبغي للداعي أن يُذَكِّر المَدْعُوِّين بنعمة الله عليهم حتى يخضعوا ويشكروا هذه النعمة؛ لقوله: ﴿لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: حسنُ احترازِ هذا الرجل المؤمن؛ لقوله: ﴿لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾، يعني: وأما في المستقبل فقد يزول ملككم، لكن اشكروا النعمة الحاضرة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الاعتبار في الحال بما هي عليه الآن، أما المستقبل فقد تتغير الأحوال، لكن نحن مُخاطَبون ومأمورون أن ننظر إلى الحال الحاضرة الآن.
يتفرع على هذه المسألة مسألة اجتماعية؛ وهي أن بعض الناس يخطب ابنته رجل غير مستقيم يعني ليس كافرًا لكنه فاسق بشرب دخان أو حلق لحية أو ربا أو ما أشبه ذلك، فيأخذه الطمع ويَقْبَل الخطبة، ثم يقول: لعلَّ الله يهديه، أو لعل هذه البنت الملتزمة تسعى في هدايته، فيقال: نحن لا ننظر للمستقبل، المستقبل له الله، بل ربما أن هذا الرجل يُغِوي المرأة؛ لأنه هو أقوى منها جانبًا، فأنت الآن مأمور بالنظر إلى الحال الحاضرة، أما المستقبل فلست مأمور بالنظر إليه، ولا يجوز أن تنظر إليه؛ لأنه مستقبل غيب، فأنت الآن اعرف الحال التي أنت عليها وتَصَرَّف على ما هي عليه الآن، هذه نأخذها من قول هذا الرجل المؤمن: ﴿الْيَوْمَ﴾.
واعلموا أنني إذا قلت: حسن خطاب هذا الرجل أو احترازاته أو ما أشبه ذلك ليس معناه أني أخبركم عن قصة مضت وتاريخ مضى. لا، أريد أن تأخذوا من ذلك عبرة تسيرون عليها؛ لأن ما دام نُثْنِي على هذا الرجل بخطابه ومعالجته للأمور فإنه يعني أننا نحث على اتباع طريقه.
فأنت الآن اعرف الحالة التي أنت عليها، وتصرف على ما هي عليه الآن، هذه نأخذها من قول الرجل المؤمن: اليوم، واعلموا أنني إذا قلت: حسن خطابة هذا الرجل أو احترازاته أو ما أشبه ذلك، ليس معناه أني أخبركم عن قصة مضت وتاريخ مضى، لا، أريد أن تأخذوا من ذلك عبرة تسيرون عليها؛ لأن ما دام نثني على هذا الرجل بخطابه ومعالجته للأمور فإنه يعني أننا نحث على اتباع طريقه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن آل فرعون قد غلبوا في مصر وظهروا عليها، ولم يكن لهم منازع؛ لقوله: ﴿ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ [غافر ٢٩]، ومن ثم تكبر فرعون ولم يخضع لموسى؛ لأن موسى من بني إسرائيل، وهم قلة أذلة في مصر، والغلبة للأقباط.
* ومن فوائدها: أن الظهور والغلبة قد يكون سببًا للأشر والبطر إلا من وفقه الله، بعض الناس إذا أعطاه الله تعالى سبب رفعة لا يزيده ذلك إلا تواضعًا للحق وللخلق، وبعض الناس إذا أعطاه الله تعالى رفعة صار هذا سببًا في تعلِّيه على الخلق واستكباره عن الحق، وهذه محنة يجب على المرء أن يعالج نفسه فيها، لا إذا أعطاه الله مالًا يزم ويعلو ويستكبر، فإن الذي أعطاه هذا المال قادر على أن يتلفه عليه، لا يقول إذا أعطاه الله علمًا: أنا عالم، وأنا من أنا، ثم يتعَلَّى عن الحق وعلى الخلق، بل يجب على الإنسان كلما آتاه الله علمًا أن يزداد تواضعًا.
هذا ما أقوله وأرجو أن أتصف به وإياكم، فعلى الإنسان أن يعرف هذه المسألة، وأن الله قد يبتلي الإنسان بالشيء الذي قد يكون داعيًا لعلوه واستكباره عن الحق وعلى الخلق، فليحذر هذا الأمر.
* ومن فوائد الآية الكريمة: قوة إيمان هذا الرجل، وأنه لا دافع ولا مانع لما أراد الله لقوله: ﴿فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا﴾ [غافر ٢٩]، وهذا يدل على كمال يقينه -رحمه الله ورضي عنه- حيث آمن بأنه إذا جاء بأس الله فإنه لا مرد له.
* ومن فوائدها أيضًا: التلطف بالخطاب حتى يُشْعِر الإنسانَ المخاطبَ وكأنه هو أول من يُراد بهذا الأمر، أو بهذا الخطاب لقوله: ﴿فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا﴾، ولم يقل: فمن ينصركم من بأس الله إن جاءكم، كل هذا من باب التنزل مع هؤلاء وإشعارهم بأنه واحد منهم، وقد يقال: إن في هذا إشارة إلى أن العذاب إذا نزل يعم الصالح والفاسد، ويكون قوله: ﴿فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا﴾ يُراد به حقيقته؛ أي أنه هو سيصيبه ما أصابهم، ويكون هذا شاهده؛ قول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ [الأنفال ٢٥] وهذا ليس ببعيد.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه إذا نزل بأس الله فإنه لا مرد له، ويدل لهذا قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا﴾ [غافر ٨٤، ٨٥].
وهل يُستثنى من هذا أحد؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، الصالح صالح.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، كل من أتاهم بأس الله فإنهم لن ينجوا ولو آمنوا، فلا يُستثنى من هذا أحد؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، أسألك: هل سافرت؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: المهم لا تكون مسافة القصر بس.
* طالب: قوم يونس.
* الشيخ: نعم، قوم يونس ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا﴾ [يونس ٩٨] يعني إذا نزل بها العذاب، ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ﴾ [يونس ٩٨]، ولماذا خُصَّ قوم يونس؟ لحكمة؛ لأن الله عز وجل لا يمكن أن يخص أحدًا بشيء إلا لحكمة، الناس عنده سواء ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات ١٣].
الحكمة أن يونس عليه الصلاة والسلام خرج من قومه مغاضبًا قبل أن يُؤذن له، وكأنه لم يستكمل الدعوة فلم تقم عليهم الحجة الكاملة، ولهذا نجوا حين آمنوا بعد رؤية العذاب، فصار إنجاؤهم له حكمة، وهو خروج نبيهم مغاضبًا قبل أن يُؤذن له، فكأنه لم يستكمل إقامة الحجة عليهم، فصار في هذا نوع عذر لهم فأنجاهم الله عز وجل.
يُشْكِل على هذا آية دائمًا إذا قرأتها أقول كيف يكون هذا؟ قال نوح لقومه: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ﴾ [نوح ٤] كيف قال: إنهم إذا آمنوا يغفر لهم من ذنوبهم ويؤخرهم إلى أجل مسمى، ثم قال: ﴿إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ﴾؟ فكان بالأول يقول: ﴿وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ﴾، والثاني يقول: ﴿إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ﴾؟
* طالب: على التقدير: فإن كفرتم إن أجل الله لا يؤخر، إن كذبتم..
* الشيخ: نعم.
* طالب: قول النبي ﷺ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي..»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٩٨٦)، ومسلم (٢٥٥٧/٢١) من حديث أنس رضي الله عنهما، ولفظه: «من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه».]].
* الشيخ: نعم، ليس هذا.
* طالب: (...) إذا جاء لا يُؤَخَّر العذاب..
* الشيخ: نعم، صحيح؛ يعني أحذركم من العذاب فإنه إذا جاء لا يؤخر، لكن إذا آمنتم أخركم إلى أجل مُسمى، وعلى هذا فلا تناقض في الآية، نعم.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ﴾ إلخ، في هذه الجملة والتي بعدها دليل على تمويه فرعون وغشه وكذبه وضلاله؛ لأنه خدع قومه بقوله: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر ٢٩]، وكذب في قوله: ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ قطعًا، وكذب في قوله: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾ على أحد الاحتمالين.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن أهل الباطل قد يكون لديهم زخرف من القول غرورًا؛ لأن مثل هذا الزعيم الذي وصلت به الزعامة إلى أن جعلوه ربًّا إذا قال: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ سوف يخدع قومه بلا شك، وعلى هذا فيجب علينا الحذر من خداع بعض الناس، إذا قالوا: نحن نريد كذا ونريد كذا من الإصلاح، فيجب أن ننظر لأفعالهم، هل تشهد أفعالهم لأقوالهم؟ إن كان الأمر كذلك فهم صَدَقَةٌ بَرَرَة، وإن كانوا بالعكس فهم كذبة غَشَشَة، يخدعون بزخرف القول غرورًا.
ولهذا كان الإنسان الذي لديه فراسة لا يغتر بظاهر الأقوال، وإنما يقيس ما يقوله، أو يعتبر ما يقوله بما يفعله، فإذا رأى أن أفعاله تخالف أقواله علم أنه كاذب غشاش، وإذا رأى أن أفعاله تصدق أقواله صار صادقًا، وصار مخلصًا لموافقة باطنه لظاهره.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن كل أحد يعرف أن الرشد مطلوب، وأن الغي مكروه، من أين تؤخذ؟
* طالب: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ فرعون وقومه.
* الشيخ: الجملة الثانية أو الأولى؟
* طالب: الثانية.
* الشيخ: الثانية، إذن هم يعرفون أن الرشاد أمر مطلوب، كل إنسان حتى الكافر يرى أن الرشد أمر مطلوب، فما هو الرشد الحقيقي، هل هو إتباع الهوى أو إتباع الهدى؟ الثاني، إتباع الهدى، لكن التمويه مُشْكل.
{"ayah":"یَـٰقَوۡمِ لَكُمُ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡیَوۡمَ ظَـٰهِرِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَمَن یَنصُرُنَا مِنۢ بَأۡسِ ٱللَّهِ إِن جَاۤءَنَاۚ قَالَ فِرۡعَوۡنُ مَاۤ أُرِیكُمۡ إِلَّا مَاۤ أَرَىٰ وَمَاۤ أَهۡدِیكُمۡ إِلَّا سَبِیلَ ٱلرَّشَادِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











