الباحث القرآني
الطالب: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [غافر ١٥ - ١٧].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر ١٤] لما بيَّن الله سبحانه وتعالى أنه أرانا آياته الكونية والشرعية أمرنا أن ندعوه وحده مخلصين له الدين؛ فقوله: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ﴾ قال المفسر: (فاعبدوه) وهذا أحد معنيي الدعاء، والمعنى الثاني دعاء المسألة، يعني اسألوه، والصواب أنه شامل للأمرين، أي دعاء المسألة ودعاء العبادة، فالعبادة تُسَمَّى دعاء كما في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر ٦٠] قال: ﴿ادْعُونِي﴾ ثم قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾، وأما دعاء العبادة فإن كل إنسان يدعو الله سبحانه وتعالى فإنه لا يدعوه إلا وهو يؤمن أنه بكل شيء عليم وأنه على كل شيء قدير فلهذا دعاه، فصار بذلك عابدًا له.
قال: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ مخلصين حال من الواو في قوله: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ﴾، والإخلاص التنقية، تنقية الشيء تسمى إخلاصًا، والمعنى: نَقُّوا دينكم من الشرك.
وقوله: ﴿لَهُ الدِّينَ﴾ المراد بالدين العمل سواء كان عبادة أم دعاء، والدين يُطْلَق على العمل ويطلق على جزاء العمل، فقوله تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون ٦] هذا من باب إطلاق الدين على العمل. وقوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة ٤] هذا من باب إطلاق الدين على الجزاء، ويقال: (كما تدين تدان) أي: كما تعمل تجازى، فالدين هنا بمعنى العمل.
(﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ من الشرك) كما قال المؤلف رحمه الله تعالى؛ أن ندعو الله تعالى مخلصين له الدعاء، وأن نعبده مخلصين له العبادة من الشرك، فلا نشرك به غيره لا في دعائنا ولا في عبادتنا.
(﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ إخلاصَكم) يعني: ادعوا الله مخلصين على كل حال سواء رضي الكافرون أم سخطوا، ومن المعلوم أنهم سوف يسخطون، لكن لا يهم أن يسخطوا علينا إذا أخلصنا الدين لله، وقول المؤلف: (﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ إخلاصَكم) ينبغي أن يقال: ولو كرهوا عملكم المخلص؛ لأن الإخلاص نية القلب، والكافر إنما يَكْرَه ما يظهر من عمل الإنسان، فالمعنى: ولو كره الكافرون عملكم الذي تخلصون فيه لله على رغم أنوفهم.
ثم قال: (﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ﴾ [غافر ١٥] أي الله عظيم الصفات، أو رافع درجات المؤمنين في الجنة).
قوله: ﴿رَفِيعُ﴾ من الرفعة وهي العلو، فسَّرها المؤلف -رحمه الله وعفا عنه- بأحد معنيين؛ أن المراد بالرفعة العظمة والمراد بالدرجات الصفات، أي أن الله تعالى عظيم الصفات، والمعنى الثاني رفيع الدرجات أي رافع درجات غيرِه وهم المؤمنون في الجنة، وكلا المعنيين تحريف للكلم عن مواضعه؛ لأن رفيع اسم فاعل أو صفة مشبه فاعلها يعود على الله عز وجل المذكور في قوله: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ وعلى هذا فلا يصح أن تفسر بأن المراد رافع درجات المؤمنين؛ لأنه على هذا التفسير تكون الدرجات درجات غيره، درجات المؤمنين، ولا يصح أن تُفَسَّر رفيع الدرجات بعظيم الصفات لما بينهما من الفرق العظيم. لكن المؤلف عفا الله عنه فسرها بهذا التفسير فرارًا من إثبات العلو الذاتي؛ لأنه ممن لا يرون ذلك أنه عال بذاته، فلهذا حرف القرآن إلى أحد هذين المعنيين وكلاهما باطل، والصواب أنه سبحان هو رفيع الدرجات، ويدل لهذا ويعينه قوله: ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾ أي: صاحب العرش، والعرش هو أعلى المخلوقات، فكأنه قال: رفيع الدرجات فوق العرش، وهذا هو المتعين.
وقول المؤلف: (خالقه) فيه أيضا إشارة إلى إنكار الاستواء؛ لأن معنى ذو العرش أي صاحبه المستوي عليه، هذا هو المعنى؛ ولهذا لا يقال: ذو الأرض ولا ذو السماء ولا ذو الجبال ولا ذو السحاب مع أنه خالقها. فتفسيره ذو العرش بخالقه لا شك أنه تحريف للكلم عن مواضعه فرارًا من إثبات الاستواء على العرش.
وتفسير الآية المتعيِّن أن نقول: إنه رفيع الدرجات أي هو نفسه عز وجل مرتفع، بل رفيع الدرجات أتى بالصفة المشبهة الدالة على الثبوت والدوام، والدرجات من الدرجات المعروفة أي ما كان بعضه فوق بعض حتى يصل إلى الغاية، وأما ذو العرش فمعناه صاحب العرش المختص بالاستواء عليه، هذا هو المتعين من الآية.
(﴿يُلْقِي الرُّوحَ﴾ الوحي ﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾ أي: قوله ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ ) إلى آخره ﴿يُلْقِي الرُّوحَ﴾ الروح الوحي لقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى ٥٢]، وسمى الله تعالى الوحي روحًا؛ لأن به حياة القلوب.
وقوله: (﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾ أي: قوله) وهذا جيد، هذا التفسير؛ يعني أن الوحي من قول الله عز وجل يقول فيسمع جبريل ثم ينزل به إلى من شاء الله سبحانه وتعالى.
وقوله: ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ ولم يبين مَنْ هؤلاء، ولكننا نعلم أنهم الأنبياء؛ لأنهم هم الذين يُلْقَى إليهم الوحي سواء كانوا رسلًا أم غير رسل.
ثم إن قوله: ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾ إطلاق المشيئة في كل موضع جاءت في القرآن مقيد بالحكمة، كلما رأيت الله يقول: (يشاء) فإنه مشيئة مقرونة بالحكمة؛ لقوله تعالى: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير ٢٨، ٢٩]، ولقوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [الإنسان ٣٠].
ومَنْ هؤلاء الذين يشاء الله تعالى أن يلقي عليهم الروح؟ بيَّنهم الله في قوله: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام ١٢٤].
وقوله: ﴿مِنْ عِبَادِهِ﴾ المراد بالعباد هنا العبودية الخاصة، وهم الذين آمنوا بالله عز وجل بل ما هو أخص وهم الرسل.
﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ قال: (﴿لِيُنْذِرَ﴾ يخوف) واللام هنا للتعليل، والإنذار هو الإعلام المقرون بالتخويف؛ ولهذا قال المؤلف: (ليخوف) تفسيرًا بلازمه وإلا فإن الإنذار إعلام مقرون بتخويف.
وقوله: (الملقى عليه الناس) أفادنا المفسر رحمه الله أن فاعل ﴿يُنْذِرَ﴾ هو الملقى عليه وهو الرسول، ولا شك أنه هو المنذر مباشرة، ويحتمل أن الفاعل يعود على فاعل ﴿يُلْقِي الرُّوحَ﴾ وهو الله عز وجل؛ أي: لينذر الله. والحكمة من عدم ذكر الفاعل -والله أعلم- ليصلح الفعل للأمرين؛ أي ليكون صالحًا لأن يعود الإنذار إلى الله وأن يعود إلى الرسول، فإن عاد إلى الله فلأنه الأصل، وإن عاد إلى الرسول فلأنه المبلِّغ المباشر للإنذار.
وقوله: (الناس) هذا تقدير للمفعول الأول الذي هو مفعول ﴿يُنْذِرَ﴾، لأن (ينذر) تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، المفعول الأول يكون محذوفًا أو المفعول الثاني يكون محذوفًا؛ قال الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ﴾ [غافر ١٨] هذا موجود فيه المفعولين جميعًا ﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ﴾ [إبراهيم ٤٤] كذلك المفعولان جميعًا، وقد يُحْذَف أحدهما إما الأول وإما الثاني لدلالة السياق عليه.
(﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ بحذف الياء وإثباتها) أي أن فيها قراءتين ﴿التَّلَاقِي﴾ بالياء، و﴿التَّلَاقِ﴾ بحذف الياء؛ أما إثبات الياء فلأنه الأصل، وأما حذف الياء فللتخفيف؛ مثل قوله تعالى: ﴿الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [الرعد ٩] أصلها المتعالي لكن حُذِفَت الياء للتخفيف، فهنا التلاق أصلها التلاقي وحذفت الياء للتخفيف.
ويوم التلاق هو يوم القيامة وعلل المفسر ذلك بقوله: (لتلاقي أهل السماء والأرض، والعابد والمعبود، والظالم والمظلوم فيه) أي في ذلك اليوم، ولو قلنا بمعنى أعم: لتلاقي الخلائق في ذلك اليوم؛ لأن كل شيء يلاقيه الآخر حتى الوحوش ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير ٥] فسُمِّي يوم التلاقي لتلاقي الخلق فيه، يحشر الله عز وجل الخلائق كلها في ذلك اليوم فيتلاقَوْنَ.
* من فوائد هذه الآيات والتي قبلها: وجوب الإخلاص لله تعالى في الدعاء؛ لقوله: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ﴾. ودعاء غير الله فيما لا يقدر عليه المدعو يُعْتَبر من الشرك، ثم قد يكون شركًا أكبر وقد يكون شركًا أصغر بحسب الحال، فمن دعا قبرًا فهذا شرك أكبر، ومن دعا غيره ليحمل معه متاعه وما أشبه ذلك والغير لا يستطيع أن يحمل فهذا ليس بشرك أكبر، بل هو إما عبث وإما شرك أصغر، ومن دعا غائبًا لينقذه من شدة فهذا شرك أكبر؛ لأن هذا يُسَمَّى شرك السر؛ إذ أن الغائب لا يمكن أن يدعوه الإنسان إلا وهو يعتقد أن له تصرفًا في الكون، يتصرف وهو بعيد، بخلاف من دعا قريبًا وقال: يا فلان، احمل معي كذا، أعني على كذا، فهذا يدعوه ليقوم بشيء محسوس.
* ومن فوائدها أيضًا: وجوب إخلاص العبادة لله؛ لأننا فسرنا الدعاء بدعاء المسألة ودعاء العبادة، وجوب إخلاص العبادة لله، فمن تَعَبَّد لغير الله استقلالًا فقد صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله فيكون بذلك مشركًا شركًا أكبر، يعني: مَنْ صلى لشخص فإنه يكون مشركًا شركًا أكبر، أو ذبح لشخص تقربًا إليه وتعظيمًا له فإنه يكون مشركًا شركًا أكبر مخرجًا عن الملة.
وأما إذا فعل العبادة لله لكن راءى فيها أو سَمَّع فهذا لا يكون مشركًا شركًا أكبر، ولكنه مشرك شركًا أصغر، وعبادته مردودة عليه؛ لقول النبي ﷺ فيما رواه عن ربه: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ؛ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»[[أخرجه مسلم (٢٩٨٥ / ٤٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]].
ثم اعلم أن الرياء إذا طرأ على القلب فإن كان قبل الدخول في العبادة أبطلها من أصلها؛ لأنه دخل فيها على شرك، وإن كان في أثناء العبادة فإن كان آخرُها ينبني على أولها بطلت، وإن كان لا ينبني على أولها بحيث يصح أن يُمَيِّز الأول عن الثاني فإنه لا يصح ما فيه الرياء ويصح ما سبق الرياء.
مثال الأول: إذا دخله الرياء في أثناء الصلاة في الركعة الثانية فإن الصلاة تبطل كلها؛ لأنه إذا بطلت الركعة الثانية لزم بطلان الركعة الأولى، لأن الصلاة لا تتبعض.
ومثال الثاني: رجل أعدَّ مئة صاع للصدقة بها فتصدق بخمسين صاعًا صدقة خالصة ثم دخله الرياء في الأصواع الباقية، فهنا تبطل الأصواع الباقية أما الأولى فتصح؛ وذلك لأن هذه العبادة -أعني الصدقة- تتبعض ولا ينبني آخرها على أولها، حتى لو فُرِضَ أنها مما عَيَّنَهُ الشرع كإطعام ستين مسكينًا مثلًا في الكفارة، فأطعم ثلاثين مسكينًا بإخلاص ثم بعد ذلك دخله الرياء فإن ما سبق الثلاثين الأخيرة يكون مجزيًا؛ هذا إذا استرسل مع الرياء وأما إذا طرأ عليه الرياء فدافع وما زال جاهدًا في مدافعته فإنه لا يضره شيئًا؛ لقول النبي ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَل أَوْ تَتَكَلَّمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٢٦٩)، ومسلم (١٢٧ / ٢٠١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]]. وهذا لم يعمل ولم يتكلم، بل ربما أنه لم يحدث نفسه لكن هاجمه الرياء.
فصار الآن مَنْ فعل العبادة لغير الله -يعني تَعَبَّد لغير الله- فحكمه شرك أكبر أو أصغر؟ أكبر. ومن فعل العبادة لله لكن دخلها الرياء.
* طالب: (...).
* الشيخ: شرك؟ ما فيه تفصيل ولا..؟
* طالب: إن كان قبل (...) العبادة بطلت، وإذا جاء..
* الشيخ: بس، حط لنا التفصيل (...)..
* الطالب: أما إذا كان في أثنائها ففيها التفصيل.
* الشيخ: وهو؟
* طالب: إن كان (...) العبادة (...).
* الشيخ: أو بالعكس؛ آخر العبادة ينبني عليه أولها ولو سبق، كيف ينبي عليها؟ إن كان أخرها ينبني على أولها بمعنى أنها لا تتبعض.
* الطالب: (...) لا تتبعض بطلت، وإن كان آخرها لا ينبني على أولها..
* الشيخ: بأن كانت تتبعض.
* الطالب: بطلت في (...) الرياء.
* الشيخ: وما سبقه فهو يصح. صحيح كلامه؟
* طلبة: صحيح.
* الشيخ: طيب، قيدنا هذا التفصيل بماذا؟
* طالب: إذا استرسل..
* الشيخ: إذا استرسل مع الرياء واستمر المرائي، طيب، فإن دافعه؟
* الطالب: فلا شيء عليه.
* الشيخ: فلا شيء عليه ولا يضره ذلك.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: مراغمة الكفار في الإخلاص لله بالعمل وفي العمل؛ لقوله: ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ وينبني على ذلك أنه يجب على الإنسان أن يقوم بالواجب ولو كره ذلك غيره، ولا يحابي أحدًا في هذا، فمثلًا إذا كره أبو الشاب أن يصلي ابنه مع الجماعة -كما يوجد الآن- فهل يداهن أباه في ذلك؟ لا، يصلي مع الجماعة ولو رغم أنف أبيه، ولو كره ذلك.
ولو وصل الشاب رحمه كعمه وخاله وما أشبه ذلك، وكان بينه وبين أبيه عداوة شخصية فكان يكره لابنه أن يصل أقاربه الذين يكرههم أبوه، فهل يواصلهم ولو كره أو لا؟ نعم، يواصلهم ولو كره، لكن في هذه الحال يداري أباه، بمعنى أنه يكتم عنه أنه وصلهم لتحصل المصلحة بدون مفسدة، وهناك فرق بين المداراة والمداهنة، المداراة أن يفعل الإنسان ما يلزمه مع التكتم عن الشخص الآخر الذي يكره؛ ولهذا سميت مداراة من الدرء وهو الدفع.
وأما المداهنة فأن يوافقه في ترك ما يجب مداهنة له، مأخوذة من الدُّهْن؛ لأنه يُلَيِّن.
فعلى كل حال نقول: يتفرع على هذه الفائدة أن الإنسان يفعل ما يلزمه ولو كره ذلك غيره ولو كان الكاره أقرب أحد إليه.
ثم قال: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ﴾ [غافر ١٥].. إلى آخره.
* من فوائد هذه الآية: إثبات علو الله عز وجل خلافًا للمؤلف المفسر؛ لقوله: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ﴾ ونقصد بالعلو علو الذات، أما علو الصفة فقد أَقَرَّ به المؤلف بقوله: (أي عظيم الصفات) ففي هذه الآية إثبات علو الذات ذات الله عز وجل؛ لقوله: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ﴾.
وهذا مر علينا كثيرًا وبَيَّنَّا أن الأدلة الخمسة كلها تدل على علو الله: الكتاب، والسنة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: فضل العرش؛ لقوله: ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾ فإن اختصاص العرش بالله عز وجل لا شك أنه فضل عظيم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات العرش؛ لقوله: ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾.
* ومن فوائدها: إثبات عظمة الله؛ لأن العرش يختص بالملك والسلطان، فلا يقال للرجل الجالس على الكرسي: إنه على عرش، لكن يقال للملك والسلطان الجالس على الكرسي الفخم العظيم يقال له: صاحب عرش.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات مِنَّة الله سبحانه وتعالى على مَنْ يشاء بالوحي؛ لقوله: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾.
* ومن فوائدها: أن الوحي روح تحيا به القلوب؛ لقوله: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ﴾.
* ومن فوائدها: إثبات القول؛ لقوله: ﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾ والله سبحانه وتعالى يقول ويتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء، لا نحجر على ربنا سبحانه وتعالى في الكلام لا وقتًا ولا كيفية، بل له أن يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة؛ لقوله: ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾.
* ومن فوائدها: أن مرتبة النبوة لا تُنال بالكسب والفتوة -كما قال السفاريني في العقيدة- وإنما هي فضل من الله سبحانه وتعالى على مَنْ يشاء من عباده.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن العلماء لهم حظ ونصيب من الروح التي يُلْقيها لله تعالى على الرسل؛ لأنهم ورثة الأنبياء، فلهم حظ ونصيب من هذه الروح التي يلقيها الله على من يشاء، لكن لهم حظ من هذه الهداية هداية الدلالة والبيان، ثم قد يكون لهم حظ من هداية التوفيق وقد لا يكون؛ لأن العالم قد يعمل بعلمه فيكون له حظ من الهدايتين هداية الإرشاد وهداية التوفيق، وقد لا يعمل بعلمه فيكون له حظ من هداية العلم والإرشاد، لكنها صارت وبالًا عليه حيث خالف مع العلم بالحق، وهذا أشد ممن خالف بدون علم بالحق.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الوحي الذي يُنْزِلُه الله عز وجل على مَنْ يُنْزِلُه من عباده الحكمةُ منه إنذار الناس يوم القيامة: ﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾.
لأن العالم قد يعمل بعلمه فيكون له حظ من الهدايتين؛ هداية الإرشاد وهداية التوفيق، وقد لا يعمل بعلمه فيكون له حظ من هداية العلم والإرشاد، لكنها صارت وبالًا عليه، حيث خالف مع العلم بالحق، وهذا أشد ممن خالف بدون علم بحق.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الوحي الذي ينزله الله عز وجل على من ينزله من عباده الحكمة منه إنذار الناس يوم القيامة ﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ [غافر ١٥].
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الحكمة لله، وأن أفعاله مقرونة بالحكمة؛ لقوله: ﴿لِيُنْذِرَ﴾، وما أكثر لام التعليل و(من) التعليلية في القرآن، وكذلك في السنة، وكلها تدل على إثبات الحكمة لله.
وقد ذكر بعض العلماء أن الحكمة دل عليها ألف دليل من الكتاب والسنة، فلا تحصَى الأدلة المثبتة لحكمة الله سبحانه وتعالى فيما يفعل، خلافًا لمن قال: إنه يفعله لمجرد المشيئة، لا لحكمة، فإن هذا إبطال لصفة من أعظم صفات الله؛ لأن هذا يستلزم أن يكون فعله عبثًا لغير غاية محمودة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ينبغي لمن آتاه الله علمًا أن يكون منذرًا، يعني يجمع بين العلم والتفقيه في الدين وبين الإنذار؛ لأنه إن اقتصر على مجرد التعليم الفقهي مثلًا، أو التوحيد بدون أن يحرك القلوب؛ لم يستفد الناس منه كثيرًا، فلا بد أن يكون هناك إنذار من أجل تحريك القلوب، وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا خطب« احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: «صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ»[[أخرجه مسلم (٨٦٧ / ٤٣) من حديث جابر بن عبد الله.]].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التحذير من خزي يوم القيامة؛ لأنه يوم التلاقي، ولا شك أن العقوبة إذا كانت لا يطلع عليها إلا قليل أهون مما إذا اطلع عليها الكثير، فكيف إذا اطلع عليهم الخلق كلهم؟ تكون أشد وأعظم.
* ومن فوائدها: إثبات قدرة الله سبحانه وتعالى، حيث يجمع الله الخلق كلهم على صعيد واحد بعد الموت، والله سبحانه وتعالى عل كل شيء قدير.
ثم قال تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ﴾ إلى آخره [غافر: ١٦].
* طالب: (...).
* الشيخ: إذا بطلت العبادة لا (...) صحيحة، يعني يسأل يقول: رجل دخل في الصلاة مخلصًا، فحضر إنسان فراآه، ثم ذهب الإنسان، فعاد إلى الإخلاص.
نقول: هذا تبطل عبادته؛ لأن مراقبته لغير الله أشد من مراقبته لله عز وجل، لم يراقب الله إلا حين ذهبت رقابة الناس، فهذا عبادته باطلة ولا شك، ولعله إن جاء آخر يحدث رياء، وإذا ذهب ذهب الرياء، فإن جاء آخر..
* طالب: إذا دخل المرء في الصلاة مرائيًا ثم دافع الرياء فهل تصح؟
* الشيخ: هل هو مطمئن للرياء أولًا ولَّا لا؟
* الطالب: هو بدأ مرائيًا.
* الشيخ: إي أسألك هل هو حين بدأ مطمئنًّا للرياء وإلا دخل عليه الرياء وهو ما يزال يدافعه؟
* الطالب: مطمئن.
* الشيخ: إذن ما تنعقد عبادته، لا تنعقد عبادته.
لكن هنا مسألة؛ لو أن الرجل حسَّن عبادته لتعليم الناس، لم يقصد أن يمدحوه على عبادته، أو يتقرب إليهم بالعبادة، لكن من أجل أن يتخذ الناس منه أسوة، فهل يدخل في الرياء؟ لا، هذا يدخل في التعليم، وهو مأجور على ذلك، لكن فرق بين هذا وبين شخص آخر يريد أن يمدحه الناس على صلاته.
* طالب: بارك الله فيكم، هل من الرياء يظهر الإنسان يعني بعض ما عنده من أجل ألا يُذم، أو..
* الشيخ: يعني دفع الملامة؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: فيه حديث: «رَحِمَ اللهُ امْرَأً كَفَّ الْغِيبَةَ عَنْ نَفْسِهِ»[[ذكره العجلوني في كشف الخفاء (١٣٦٧) بلفظ: «رحم الله امرأ جب الغيبة عن نفسه» ولم يذكر أصلًا لهذا الأثر.]]، وفيه أيضًا: الرسول عليه الصلاة والسلام لما خرج لصفية يقلبها ليلًا، فمر به رجلان من الأنصار فأسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٢٨١)، ومسلم (٢١٧٥ / ٢٤) من حديث صفية بنت حيي.]]؛ دفعًا للملامة عن نفسه، هو مخلص لله، لكن يريد مع ذلك أن يدفع الملامة عن نفسه؛ لئلا يقال: إنه بخيل مثلًا، أو لئلا يقال: إنه لا يصلي مع الجماعة وما أشبه ذلك، وأصل النية لله، لكن دفع الملامة لا ليمدح، فبينهما فرق؛ بين من قصده المدح أو من قصده دفع الملامة.
* طالب: بعض الناس يقول في إضافة: ذو العرش، يقول: إنها إضافة تكريم فقط، وليست إضافة علو، كيف الرد عليهم؟ كقولهم: ناقة الله، و..
* الشيخ: هذه عكس ناقة الله، لأن ناقة الله أضيف فيها المخلوق إلى الخالق، وهذه أضيف فيها الخالق إلى المخلوق.
* الطالب: قلنا :إضافة تشريف.
* الشيخ: ما (...) اللي مثل ناقة الله، لو قال: عرش الله، أما هذه عكس.
* طالب: ما المراد بالدرجات؟
* الشيخ: الدرجات سمعت ما قلت فيها؛ أنها معناها التي ينتقل الإنسان فيها مرحلة مرحلة إلى غاية العلو.
* الطالب: (...).
* الشيخ: (...) معناها المصعد اللي يصعد فيه الإنسان، يعني أنه رفيع، هذا معناه، أنه رفيع، فأنت إذا قلت: فلان رفيع الدرجات فربما تقول: رفيع الدرجات لو كان على الطيارة ما فيه درج.
* طالب: هل نفي الصفات كفر؟
* الشيخ: لا، نفي الصفات ينقسم إلى قسمين: نفي جحود: هذا كفر، ونفي تأويل: هذا منه ما هو كفر ومنه ما هو دون ذلك.
فإذا قال القائل: إن الله لم يستوِ على العرش فهذا أيش؟
* طلبة: كفر.
* الشيخ: ليش؟ لأنه كفر جحود، جحد؛ كذب الخبر.
وإذا قال: إن الله استوى على العرش لكن معنى استوى استولى، فهذا كفر تأويل، وكفر التأويل قد يكون كفرًا مخرجًا عن.. يعني جحد التأويل قد يكون كفرًا مخرجًا عن الملة، وقد يكون دون ذلك حسب ما تقتضيه القواعد الشرعية.
* طالب: التمني يا شيخ هل يدخل في الرياء؟
* الشيخ: تمني أيش؟
* الطالب: يعني مثلًا لو كان يقرأ في القرأن مثلًا وتمنى في نفسه لو أن فلانًا يسمع قرأته.
* الشيخ: ليش؟
* الطالب: لشيء مثل الدنيا مثلًا، غرض ما.
* الشيخ: هذا رياء، يعني ليقول: إنه قارئ، وإنه عابد، هذا رياء، لا شك أنه رياء؛ لأنه هو الآن في قلبه أنه لو كان فلان حاضرًا لراآه، لكن يجب أن تعلم أن النية لا تصل إلى درجة العمل؛ لا في الثواب ولا في العقاب.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا يضر، هذا لا يضر، بل هذا من عاجل بشرى المؤمن؛ أن يجد الإنسان ثواب عمله مقدمًا والثواب الأخروي في الآخرة.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، تأويل؛ لأنهم يقولون: لو فعل لحكمة لفعل لغرض، ولا يفعل للغرض إلا من كان محتاجًا للغرض، شبهه!
فيقال: هل هذه الحكمة لأمر يعود لنفسه أو يعود لعباده، ثم إذا كان عائدًا لنفسه فهو أهل للثناء، إذا كانت الحكمة صفة كمال في نفسه فهو أهل للثناء عز وجل، وأيما أكمل: من يفعل لا لحكمة أو من يفعل لحكمة؟ لا شك أن الثاني أكمل.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٧) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [غافر ١٦ - ٢٠].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر ١٥، ١٦].
قوله تعالى: ﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ [غافر ١٥] أين المفعول الثاني أو الأول؟
* طالب: (...).
* الشيخ: التقدير؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: ما معنى ﴿يَوْمَ التَّلَاقِ﴾؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: ومتى يكون ذلك؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يوم القيامة، أحسنت.
{"ayahs_start":14,"ayahs":["فَٱدۡعُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ","رَفِیعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ یُلۡقِی ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِیُنذِرَ یَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ"],"ayah":"رَفِیعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ یُلۡقِی ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِیُنذِرَ یَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق