الباحث القرآني
ثم قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء ٩٧] قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ﴾ هذه (إن) المؤكدة واسمها.
وقوله: ﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ حال من (الهاء) في قوله: ﴿تَوَفَّاهُمُ﴾ إلى قوله: ﴿فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ﴾ الظاهر أن خبر (إن) ﴿فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ﴾، وما بين ذلك فهو اعتراض.
قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ﴾ ﴿تَوَفَّاهُمُ﴾ أي: تقبضهم، والمراد بذلك قبض أرواحهم من أبدانهم.
وقوله: ﴿الْمَلَائِكَةُ﴾ الملائكة هم عالم غيبي محجوبون عن العباد لهم أوصاف معلومة في الكتاب والسنة، ما عَلِمْنا منه وجب علينا الإيمان به على ما عَلِمْنَا، وما لم نَعْلَم منه فالواجب علينا السكوت كما هو الشأن فيما وصف الله به نفسه.
قالوا: والملائكة مأخوذة من (الألوكة) وهي الرسالة؛ لقوله تعالى: ﴿جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا﴾ [فاطر ١]، فهي من (الألوكة) أي: الرسالة، وبناء على ذلك يكون فيها إعلال بالقلب؛ لأن (ملائكة) جمع (مَلْأَك) وأصله (مَأْلَك)، لكن فيها تقديم وتأخير إعلالًا صرفيًّا حسب قواعد الصرف التي كتبها العلماء.
وقوله: ﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ أي: حال كونهم ظالمي أنفسهم، بماذا؟ بكونهم بَقُوا في أرض يجب عليهم الهجرة منها؛ لأن بقاءهم مع وجوب الهجرة معصية وظلم لأنفسهم.
﴿قَالُوا﴾ أي: الملائكة ﴿فِيمَ كُنْتُمْ﴾ أي: في أي مكان كنتم؟ وقيل: على أي حال كنتم؟ فعلى المعنى الثاني تكون (في) بمعنى (على)، كما هي في قوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ [الأنعام ١١] أي: على الأرض، ويكون المراد بقوله: ﴿فِيمَ كُنْتُمْ﴾ أي: على أي حال كنتم؟ بدليل قولهم في الجواب: ﴿قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ﴾، أما على القول بأن المراد بقوله: ﴿فِيمَ كُنْتُمْ﴾ السؤال عن المكان والموضع، فيكون الجواب: ﴿قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ على تقدير شيء محذوف، أي: قالوا: بَقِينا في هذا؛ لأننا كنا مستضعفين في الأرض.
وعلى كلٍّ فالمعنيان يدوران على شيء واحد، وهو أن هؤلاء بَقُوا في أرض تجب عليهم الهجرة منها، فتأتي الملائكة لقبض أرواحهم فيُوَبَّخُون ﴿فِيمَ كُنْتُمْ﴾ لماذا كنتم في هذا المكان؟
﴿قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ ﴿كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ﴾ يعني: أننا نعامل معاملة الضعيف من قِبَل مَنْ؟ من قبل الكفار الذين استضعفونا، ولكن هذا ليس بعذر؛ ولهذا تقول لهم الملائكة: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾؟ وهذا الاستفهام للتقرير والتوبيخ يعني: أن أرض الله واسعة، فلماذا لا تهاجرون؟
وقوله: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا﴾ الفاء عاطفة أو سببية؟
* طالب: سببية.
* الشيخ: انتبه، هل هي عاطفة أو سببية؟ ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً﴾، هل سبقها شيء من المعاني التي تكون بعدها فاء سببية؟
* طالب: نعم، استفهام.
* الشيخ: الاستفهام، أين الاستفهام؟
* الطالب: ﴿أَلَمْ﴾.
* الشيخ: وهل الاستفهام موجب لنصب الفعل بعد فاء السببية؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: ما هو البيت الجامع لهذا؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: فإذا قلنا: الاستفهام في قوله: ﴿أَلَمْ تَكُنْ﴾ للتقرير والإثبات، وأن تقدير الكلام: قد كانت أرض الله واسعة، على هذا التقدير تكون الفاء عاطفة، والمعنى: ألم تكن أرض الله واسعة، ألم تهاجروا فيها؟
وقوله: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً﴾ يعني: أن هناك أراضٍ غير الأرض التي أنتم فيها مستضعفون.
﴿فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ (هاجر) مأخوذة من (الهَجْر) وهو الترك، والمهاجرة: ترك البلد الذي عاش فيه الإنسان إلى بلد آخر، حتى الذي يخرج من بلد مستوطن له كان ثم يستوطن بلدًا آخر يقال: إنه مهاجر؛ لأنه ترك بلده، لكن الهجرة شرعًا هي: الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام.
وهل إذا جاء لفظ له معنى لغوي ومعنى شرعي في كتاب الله أو سنة رسوله، هل يحمل على المعنى اللغوي أو الشرعي؟ يحمل على المعنى الشرعي؛ لأن حقيقة كل متكلم على حسب ما يقتضيه كلامه.
﴿فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ الفاء عاطفة أو واقعة في خبر المبتدأ ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾.
وقوله: ﴿مَأْوَاهُمْ﴾ أي: مصيرهم. و﴿جَهَنَّمُ﴾ اسم من أسماء النار، أعاذنا الله وإياكم منها.
﴿وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ أي: ساءت مرجِعًا ومردًّا، وهذا إنشاء ذم لها؛ لأن (ساء) مثل (بئس)، فهي جملة لإنشاء الذم.
* طالب: قوله: ﴿قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ﴾، ثم بعد ذلك في الآية التي بعدها استثنى المستضعفين، فهل هم ليسوا مستضعفين حقيقة؟
* الشيخ: إي نعم، ليسوا مستضعفين وسيأتي في الفوائد؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ فهم قادرون على الهجرة.
* طالب: هل كل (...)؟
* الشيخ: رؤية الله.
* الطالب: نعم، (...)؟
* الشيخ: دخول الجنة متضمن لرؤية الله، كل من دخل الجنة فإنه سيرى الله عز وجل.
* طالب: العاجز عن العبادة وعن الجهاد، نحن قلنا: إنه يكتب له أجر (...) كيف يكتب لهذا الخائف نفس الأجر؟
* الشيخ: أليس النبي عليه الصلاة والسلام قال: «إِنَّكُمْ مَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا وَلَا سِرْتُمْ مَسِيرًا إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ»[[أخرجه البخاري (٤٤٢٣)، من حديث أنس بن مالك.]]؟ هؤلاء يَتَمَنَّون بكل قلوبهم أن يخرجوا، ثم الظاهر -والله أعلم- أنه كان من عادتهم الخروج حتى يتضح معنى قوله: «مَنْ مَرِضَ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا»[[أخرجه البخاري (٢٩٩٦)، من حديث أبي موسى الأشعري.]].
* طالب: ما نقول: تساووا فقط في الأجر، أما الثواب والزيادة في الأجر هذا يؤخذ للذين جاؤوا؟
* الشيخ: لا، إذا كان من عادتهم فلا شك أنهم يساوون؛ لأن قوله: «كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا».
* طالب: في قوله تعالى: ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ ألا تكذب الرافضة في دعواهم بأن الصحابة ارتدوا وكفروا (...)؟
* الشيخ: بلى، بارك الله فيك، لأن الأصل بقاء العموم على عمومه، أما على رأي الرافضة -قبحهم الله- فكلًّا وعد الله النار إلا ما استُثْنِي؛ لأنهم لا يستثنون إلا نفرًا قليلًا ثلاثة عشر نفرًا أو ما أشبه ذلك من مئة وأربع عشرين ألفًا، إي نعم.
* طالب: بارك الله فيكم، جرى كثير من العلماء على تسمية شيخ الإسلام وغيره بـ(شيخ الإسلام)، وهناك حديث يا شيخ «أَنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ اسْمُ رَجُلٍ تَسَمَّى: مَلِكَ الْأَمْلَاكِ، لَا مَالِكَ إِلَّا اللَّهُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٦٢٠٦)، ومسلم (٢١٤٣ / ٢٠) واللفظ له، من حديث أبي هريرة.]]، وقاس العلماء عليه غيره مثل: شاهان شاه، وأشباه ذلك، من هذا -يا شيخ- تسميتهم بـ(شيخ الإسلام) على سبيل الإطلاق أم على سبيل التقيد؟
* الشيخ: هذا المعنى: شيخ الإسلام في زمانه، أو: شيخ الإسلام لمن بعده؛ لأنه إمام لمن بعده، وأما (قاضي القضاة) و(ملك الملوك) فهذه فيها نوع من السلطة؛ لأن القاضي يحكم ويلزم، والحاكم كذلك، والأمير والسلطان يحكم ويلزم، أما المفتي فلا يلزم، يفتي ولا يُلزم فهو أهون، على أن قولهم: (شيخ الإسلام) لا يعني الحصر؛ لأن هناك علماء كثيرين يلقبون بهذا اللقب: شيخ الإسلام.
* طالب: قول الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ﴾ هل المقصود: كنتم من قبل كفارًا فأسلمتم فعصم الله دماءكم بالإسلام، أو المقصود: ﴿كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ﴾ كنتم مستضعفين، فلم تجهروا بإسلامكم فلما قويتم جهرتم به (...) كذلك؟
* الشيخ: كلاهما صحيح.
* طالب: قوله تعالى: ﴿فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ يعني المتبادر إلى الذهن أن الفعل يتعدى بـ(إلى) فهل هناك فرق في المعنى؟
* الشيخ: لأن قوله: ﴿فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ أبلغ من قوله: فتهاجروا إليها.
* الطالب: وجه ذلك؟
* الشيخ: وجه ذلك: إذا قلت: (تهاجر إليها) لزم من هذا أن يكون بين البلد الذي هاجرت منه وهاجرت إليه مسافة؛ لأن الغاية لا بد لها من مُغَيَّا، وأما (فيها) فهذا يشمل أول نقطة يمكنك أن تسلم من الاضطهاد في دينك، ولو قريبة جدًّا.
* طالب: بارك الله فيكم، قلنا يا شيخ: إن الهجرة هي هجرة المؤمن أو المسلم من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، فإذا قال: أنا أجلس في دار الكفر لكي أدعوهم للإسلام من أجل الدعوة، يعني: رجل له دعوة في هذا المكان، فهل يجب عليه الرجوع؟
* الشيخ: هل هذا عاجز عن إظهار دينه؟
* الطالب: هو عاجز ولكنه يجاهد.
* الشيخ: الذي يدعو ويمكن من الدعوة لا يقال: إنه عاجز عن إظهار دينه فلا تجب عليه الهجرة.
* الطالب: عاجز يا شيخ ويحارب كثيرًا.
* الشيخ: لكن هل يثمر في بقائه؟
* الطالب: يثمر ولكن..
* الشيخ: إذن هذا ما بقي لأجل السكنة والراحة، بقي لأجل الجهاد، فهو نافع.
* طالب: شيخ: ما تقول في تعريف من يقولون في تعريف الملائكة: هم أجسام نورانية لطيفة يتشكلون بأشكال مختلفة بمشيئة الله؟
* الشيخ: الأحسن نقول: عالمٌ غيبيٌّ.
* الطالب: عالمٌ غيبيٌ؟
* الشيخ: إي، أجسام لطيفة نورانية، لا شك أنهم خلقوا من نور، لكن هل يلزم من كونهم خلقوا من نور أن يكونوا نورانيين؟ لهم أجنحة، والأجنحة ما يمنع أن تكون من نور، لكن ما له داعٍ التكلم، عالم غيبي لكنهم يظهرون لمن أراد الله أن يظهروا له.
* طالب: قوله تعالى: ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ (...)؟
* الشيخ: عمومًا الصحابة كلهم وعدهم الله الحسنى؛ القاعد والمجاهد.
* طالب: هل نأخذ من هذه الآية: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ على أن الجهاد فرض كفاية؟
* الشيخ: ماذا تقولون؟ هل يؤخذ من الآية الجهاد فرض كفاية؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: إي نعم، يؤخذ؛ لأنهم لم يُؤَثَّمُوا، بل بُيِّنَ لهم أنهم تأخروا عن القوم المجاهدين.
* طالب: هل كانت الهجرة زمن الرسول ﷺ للمبايعة كما في حديث النواس بن سمعان: «ما منعني من الهجرة إلا المسألة»[[أخرجه مسلم (٢٥٥٣ / ١٥)، من حديث النواس بن سمعان.]] مع أنه أقام في المدينة سنة؟
* الشيخ: الهجرة معناها: المهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أَمَّر أميرًا على جيش أو سرية، ثم دَعَوْا القوم فأسلموا أُمِرُوا أن يتحولوا إلى دار المهاجرين، ليكون لهم ما للمهاجرين وعليهم ما عليهم، فإن أَبَوْا فهم كأعراب المسلمين ليس لهم من الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين.
* طالب: شيخ، المجاهدون بأموالهم هل يُعْتَبَرون من القاعدين أم من المجاهدين؟
* الشيخ: لا، من المجاهدين؛ لأنه الله قال: ﴿الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾ فهذا جاهدَ بماله.
* طالب: ترجمة القرآن باللغة الفارسية (...) يقول: وهذه الترجمة (...) ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [ق ٢٤] يعني هذه الرواية هم يروونها عن محمد الباقر: سيقول الله تعالى يوم القيامة لمحمد وعلي: ألقيا كل عدو لكما في جهنم؟
* الشيخ: ألقيا، من يعني؟
* طالب: الله سيقول يوم القيامة لهم.
* الشيخ: لمن؟
* طالب: لمحمد ﷺ وعلي.
* الشيخ: إذا كانوا قرناء لكل واحد من الكفار والمسلمين، هذا القرين.
* الطالب: هذه تقال لأيش؟
* الشيخ: ولو، وإذا قالوا، حرفوا أشياء كثيرة، قالوا: الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو أمية. ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ [البقرة ٦٧] قالوا: هي عائشة -أعوذ بالله- تحريف ما يمكن يقوله عاقل فضلًا عن مؤمن أو مسلم.
* طالب: بالنسبة لقول شيخ الإسلام: إن من أثنى الناس عليه خيرًا فإن هذا يشهد له هو بعينه الجنة، وهل كذلك من أثنى عليه الناس شرًّا؟
* الشيخ: إي نعم.
* طالب: عندما نقول مثلًا: لعنة الله على (...)؟
* الشيخ: إي نعم، حتى من أثنوا عليه شرًّا، إذا مات وأثنوا عليه شرًّا بعد موته يقول شيخ الإسلام: يُشْهَد له.
* الطالب: وهذا صح؟
* الشيخ: لا، أنا في شك حتى من الأول، نحن نقول: الصحابة أثنوا على هذا الرجل خيرًا، وأيدهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وليس شهادة من بعدهم كشهاتهم.
* * *
* طالب: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٩٧) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (٩٨) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (٩٩)﴾ [النساء ٩٧ - ٩٩].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ إلى آخره، والآيات السابقة انتهى الكلام عليها وعلى فوائدها وأظن مناقشاتها أيضًا؟
قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الملائكة تَتَوفَّى بني آدم؛ لقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾، وظاهر هذا اللفظ أنهم جَمْع فيطابق قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾ [الأنعام ٦١] أي: الملائكة؛ لأن الله تعالى قال: ﴿جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا﴾ [فاطر ١]، وحينئذٍ يبدو التعارض بين هذه الآية وبين آيتين أخريين هما: قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ [الزمر ٤٢]، وقوله: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ [السجدة ١١].
والجواب عن هذا: الظاهر أن يقال: نسَب الله تعالى التَّوَفِّي إليه؛ لأنه بأمره، وما وقع بأمر الملك فإنه كفعله حتى في عامة حديث الناس؛ ولهذا يقال: (بنى عمرو بن العاص مدينة الفسطاط) وعمرو لم يَبْنِها وإنما أمر.
وأما الجمع بين كونه ذُكِر في هذه الآية وأمثالها بصيغة الجمع وفي آية السجدة في صورة الإفراد ملك الموت، فإما أن يُقَال: ملك الموت مفرد مضاف فيَعُمُّ ولا ينافي الجمع؛ لأن المفرد المضاف يعم فلا ينافي الجمع، وهذا وجه ضعيف، أو يقال: إن الملائكة تساعد ملك الموت كما جاء في الحديث الصحيح: «أنهم يَأْمرون الروح فتخرج من الجسد حتى إذا لم يبقَ إلا قبضُها تولَّى قبضها ملك الموت»[[أخرج أحمد في المسند (١٨٥٣٤) من حديث البراء وفيه: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت» الحديث.]]، فإضافة الوفاة أو التوفي إلى الملائكة بالجمع؛ لأنهم أعوان لملك الموت، وإضافة التوفي إلى ملك الموت؛ لأنه هو المباشر لقبض الروح.
وهنا يَرِدُ إشكال يقال: إننا نجد أنفسا تقبض في المشرق وفي المغرب وبينهما من المسافات ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فكيف تقولون: إن ملك الموت واحد؟ وكيف يتصور أن واحدًا يقبض العديد من الناس في أماكن بعيدة متفرقة؟
فيُقال: قد يكون المراد بملك الموت جنس الملك، أي: الملك الموَكَّل بقبض الأرواح وإن كان أكثر من واحد، فيكون المراد به الجنس لا العين، وهذا وجه ضعيف.
ويُجَاب بوجه آخر: أن هذه من أمور الغيب، والواجب علينا في أمور الغيب أن نصدِّق وإن لم تدركها عقولُنا، وهذا أبلغ في التسليم لخبر الله عز وجل حتى لا نتمحَّل في الجواب.
ونقول: إن ملك الموت يراد به الجنس وهو أكثر من واحد، فنقول: إن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وملك الموت يقبض الأرواح وإن كانت متباعدة، وإن كانت في آن واحد، وعلينا أن نصدق ونسلم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة أجسام تقبض الأرواح وتخاطب تتكلم، وكلامها مفهوم، خلافًا لمن يقول: إنَّ الملائكة هي القوة الخيرة، وإن الشياطين هي القوة الشرِّيرة، فإن هذا قول باطل يكذبه القرآن والسنة والإجماع، قال الله تعالى: ﴿جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ﴾ [فاطر ١]، «ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى جبريل على صورته التي خُلِقَ عليها وله كم جناح؟ ست مئة جناح، قد سد الأفق»[[أخرجه الترمذي في سننه (٣٢٧٨)، من حديث عائشة.]].
فالصحيح الذي يجب علينا اعتقاده: أن الملائكة أجسام، وأنهم يقولون ويفعلون ويصْعَدون وينزلون بأمر الله عز وجل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن العبرة في الأعمال بالخواتيم؛ لقوله: ﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ يعني: هم وقت الوفاة ظالمون لأنفسهم، فالعبرة بالخواتيم؛ ولهذا يجب على الإنسان أن يكون خائفًا من سوء الخاتمة، وأن يسأل الله سبحانه وتعالى دائمًا حسن الخاتمة، وأن لا يموت إلا وهو مسلم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود: «بِأَنَّ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٢٠٨)، ومسلم (٢٦٤٣ / ١)، من حديث ابن مسعود.]]، والمراد: ذراع بالنسبة لقرب الأجل لا بالنسبة للعمل، لكن يعني: معناه أنه يعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى عليه إلا شيء يسير فيموت، وليس المراد حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع في الوصول إليها بعمله؛ لأن هذا الحديث مقيد بالحديث الآخر «لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٨٩٨)، ومسلم (١١٢ / ١٧٩)، من حديث سهل بن سعد الساعدي.]].
وأيضًا لا يمكن أن الله سبحانه وتعالى (...) عبدًا قام بعبادته إلى أن يبقى عليه ذراع واحد، ثم يخذله فيسيء خاتمته، هذا ينافي كرم الله عز وجل ورحمة الله عز وجل، فإذا قررنا هذا التقرير بأن المعنى يكون بينه وبينها ذراع بأيش؟ بالأجل المدة لا بالعمل، إذا الأعمال بالخواتيم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: توبيخ أولئك القوم الذين يموتون وهم ظالمون لأنفسهم توبخهم الملائكة: ﴿قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ﴾، وسبق لنا في التفسير ما معنى ﴿فِيمَ كُنْتُمْ﴾ هل المعنى: في أي مكان كنتم، أو: في أي حال كنتم أو ما أشبه ذلك؟
* طلبة: الاثنين.
* الشيخ: الاثنان، وخرَّجنا قوله: ﴿قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ هذه تؤيد أن الاستفهام عن حالهم، وقوله: ﴿فِيمَ كُنْتُمْ﴾ سياق الكلام يؤيد المراد الاستفهام عن المكان، وكأنهم يقولون: كنا هنا؛ لأننا مستضعفين.
* ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب الهجرة، وأن من لم يهاجر يموت وقد ظلم نفسه، ولكن وجوب الهجرة مشروط بشروط، منها: القدرة؛ لقوله في الآية الكريمة هنا فيما بعد هذه الآية: ﴿إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ﴾، ولأن القاعدة العامة العظيمة العريضة العميقة في الشريعة الإسلامية: أنه لا واجب أيش؟ مع العجز، هذه قاعدة ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن ١٦]، فيشترط لوجوب الهجرة أيش؟ القدرة.
* ثانيًا: أن يكون الإنسان مغموصًا ومغمورًا بحيث لا يستطيع أن يؤدي شعائر دينه في بلاد الكفر، فإن كان يستطيع فإنه لا تجب عليه الهجرة، بل إذا كان يستطيع أن يدعو إلى دين الله ويجد قبولًا من الناس، ربما نقول: إن بقاءه واجب؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
* الشرط الثالث: أن يجد مكانًا خيرًا من هذا المكان الذي هو فيه، فإن كانت الدنيا كلها متساوية في أنه لا يستطيع الإنسان إظهار دينه سواء في هذا البلد أو في هذا البلد أو في هذا البلد فلا يجب؛ لأن الوجوب هنا لغو، بل لأن الإيجاب هنا لغو لا فائدة منه.
كيف نقول: يجب أن تهاجر من هذا المكان إلى مكان آخر لا تستطيع فيه إظهار دينك، ما الفائدة إلا مجرد التعب والعنت والقلق واختلاف البلدان عليه، وما أشبه ذلك، فالشروط إذك كم؟ ثلاثة شروط.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الظالم يَحْتَجُّ بأيِّ حجة كانت؛ لقول هؤلاء: ﴿كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ﴾، والواقع أنهم غير مستضعفين؛ لأن الملائكة قالت: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾، لكن الإنسان إذا ابْتُلِي حاول أن يدافع عن نفسه بأي حجة حتى وإن لم تكن صحيحة.
وهذا نجده كثيرًا في مقام المناظرات بين العلماء في المسائل العقدية والعملية، تجد بعض العلماء مثلًا يجيب عما هو عليه من المذهب عقديًا كان أم عمليًا تجده يجيب بأجوبة باردة، تقول: كيف يجيب هذا العالم النحرير بهذا الجواب مع أن أجهل الناس يدري أن هذا الجواب لا يفيد؟ لكن مقام الضيق والضنك يحرج العبد، فتجده يجيب بغير ما هو حق حتى في نفسه، لو أنه رجع لنفسه لوجد أن إجابته غير صحيحة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى إذا ضيَّق شيئًا وسع شيئًا.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: من الآية: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾، فالله تعالى لم يَحْجُر عليهم، الأرض واسعة، وهذا كقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح ٥، ٦].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن التخلف عن الهجرة من كبائر الذنوب، عن الهجرة الواجبة، أعطنا الدليل أن التخلف عن الهجرة الواجبة من كبائر الذنوب؟
* طالب: ﴿فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾.
* الشيخ: وجه الدلالة؟
* الطالب: أنه رُتِّبَ عليه عقوبة خاصة.
* الشيخ: أحسنت.
* ومن فوائد الآية الكريمة: قبح هذا المأوى الذي هو جهنم؛ لقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ فأثنى الله عليها بالذم؛ لأن (ساء) و(حسن) متضادان، (سَاءَ) ذَمٌّ، و(حَسُنَ) مَدْحٌ.
هل يمكن أن يؤخذ من الآية أن النار مظلمة مُجْهِمَة؟
* طالب: من قوله: ﴿وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾.
* الشيخ: لا، قد يكون المصير سيِّئًا والأنوار كواشف تعمي العيون.
* طالب: قوله تعالى: ﴿جَهَنَّمُ﴾.
* الشيخ: من قوله ﴿جَهَنَّمُ﴾.
* الطالب: وجه الدلالة: مأخوذة من الجُهْم.
* الشيخ: وهي الظلمة، وعلى هذا فتكون (جهنم) اسمًا عربيًّا، وقيل: إن (جهنم) اسم فارسي وأصله (كهنام)، لكن لما عرب تحول إلى هذا، أهكذا؟ أيش عندكم فارسي؟
* الطالب: (هَاتِشْ)، وهذا غير معروف عندنا.
* الشيخ: اللي هو (كَهَنَّام) يمكن في الفارسية.
* الطالب: لا في الفارسية، الفارسية كذلك يعني.
* الشيخ: (هَاتِشْ)، والله إحنا نقول للصبيان الصغار إذا أراد أن يأخذ الجمرة ولا شيء نقول: (تِشْ)، يمكن مأخوذة منكم، سبحان الله، شوف اللغات تتبادل.
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني: إذن من العمق.
{"ayah":"إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡۖ قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَ ٰسِعَةࣰ فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَاۚ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق