الباحث القرآني

ثم قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ ﴿وَدُّوا﴾ الفاعل هم المنافقون؛ لأن السياق فيهم، وقوله: ﴿لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا﴾ (لو) هنا مصدرية؛ أي: ودوا كفركم، فهي بمنزلة (أن) أي: ودوا أن تكفروا كما كفروا، و(لو) مر علينا عدة مرات أنها تأتي لمعانٍ متعددة، يبينها لنا؟ * طالب: تأتي للتمني، وتأتي امتناع لامتناع. * الشيخ: تأتي مصدرية كما هنا، وتأتي للتمني. * الطالب: وتأتي شرطية. * الشيخ: وتأتي شرطية، تكون حرف امتناع لامتناع، وإذا أردت أن تعرف معاني الحروف فعليك بكتاب المغني لابن هشام رحمه الله. ثم قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ [النساء ٨٩] ﴿وَدُّوا﴾ الفاعل هم المنافقون؛ لأن السياق فيهم، وقوله: ﴿لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا﴾ (لو) هنا مصدرية أي: ودوا كفركم، فهي بمنزلة (أن)، أي: ودوا أن تكفروا كما كفروا، و(لو) مر علينا عدة مرات أنها تأتي لمعانٍ متعددة؟ * طالب: تأتي للتمني، وتأتي (...). * الشيخ: تأتي مصدرية، كما هنا، وتأتي للتمني. * الطالب: وتأتي شرطية. * الشيخ: وتأتي شرطية، تكون حرف امتناع لامتناع، وإذا أردت أن تعرف معاني الحروف فعليك بكتاب المغني لابن هشام رحمه الله، فإنه يأتي بكلمة ويبين معانيها، وقد اختصرنا المهم منه في كراسة ليست بكثيرة. يقول عز وجل: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا﴾ أي: ككفرهم، وعلى هذا فـ(ما) هنا مصدرية، ولا يصح أن تكون موصولة؛ لأن المراد: ودوا لو تكفرون ككفرهم، وما نوع كفر المنافقين؟ كفر المنافقين كفر غريب؛ ﴿إِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ﴾ [البقرة ١٤]، فهو كفر مستور ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، هم يودون أن كل الناس يفعلون هكذا مع النبي عليه الصلاة والسلام فيؤمنون ظاهرًا ويكفرون باطنًا؛ ولهذا قال الله عز وجل: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف ١١٠]. ما معنى ﴿أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾؟ أي: أن قومهم كذبوهم في دعوى الإيمان بهم، يعني أن قومهم قالوا: إنا مؤمنون وهم لم يؤمنوا، هذا معنى قوله: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾، وفيه قراءة سبعية: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا﴾ أي: أيقنوا أنهم مُكذَّبون جاءهم نصرنا. قال: ﴿فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ هنا الفاء عاطفة وليست جوابًا لـ(لو)؛ لأن (لو) ليست شرطية، ﴿فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ أي: فتكونون معهم سواء لا فضل لكم عليهم، وهذا في مقتضى طبيعة الإنسان أنه يود إذا سلك منهجًا أن يسلكه الناس معه، كل إنسان، لا صاحب الخير ولا صاحب الشر يود إذا سلك منهجًا أن يسلكه الناس، هؤلاء ودوا أن المؤمنين يكفرون كما كفروا فتكونون سواء. قال الله تعالى محذِّرًا عنهم وعن موالاتهم: ﴿فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ﴿فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ يوالونكم أو توالونهم أو المعنيين؟ * الطلبة: المعنيين. * الشيخ: نعم المعنيين، يعني: لا تتخذوا منهم أولياء؛ لأنهم أعداء كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ [الممتحنة ١]، وكذلك لا تتخذوا منهم أولياء توالونهم أنتم؛ لأن موالاة الكفار كفر. ﴿حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (حتى) هنا غاية أو علة؟ غاية، يعني: استمروا في عداوتهم حتى يهاجروا في سبيل الله، واعلم أن (حتى) تكون غاية وتكون علة، ففي قوله تعالى: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون ٧] هذه علة يتعين أنها علة، وفي قوله: ﴿لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾ [طه ٩١] هذه غاية. * * * * طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٨٩) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (٩٠)﴾ [النساء ٨٩، ٩٠]. * الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾ من المنافق؟ * طالب: المنافق الذي يظهر خلاف ما يبطن. * الشيخ: خطأ. * طالب: الذي يظهر الخير ويبطن الشر. * الشيخ: هو الذي يظهر الخير ويبطن الشر، ومنه الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان. ومن المراد بالمنافقين في الآية؟ * طالب: الكفار الذين رجعوا من بدر. * الشيخ: الذين رجعوا من؟ من أحد. قوله: ﴿فِئَتَيْنِ﴾ إعرابها؟ * طالب: مفعول به. * الشيخ: مفعول به؟ ما تقدم فعل ولا ما بمعنى الفعل. * طالب: خبر (صار)، أو خبر لـ (كان). * الشيخ: خبر لـ (كان) أو لـ (صار) المحذوفة، أي: صرتم فئتين. فيه وجه آخر؟ * طالب: حال. * الشيخ: حال من أين؟ * طالب: من (...) ﴿فَمَا لَكُمْ﴾. * الشيخ: ﴿فَمَا لَكُمْ﴾، نعم، يصح هذا، لكن الأول أظهر؛ لأنها تتحدث عن أمر واقع. قوله: ﴿أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾ معنى ﴿أَرْكَسَهُمْ﴾؟ * طالب: ردهم وأرجعهم. * الشيخ: لكن ردًّا محمودًا أو؟ * الطالب: ردًّا على وجه غير مرضٍ. * الشيخ: على وجه الإركاس، وأصل الركس هو الشيء النجس. ما المراد بالاستفهام في قوله: ﴿أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ﴾؟ * طالب: (...). * الشيخ: وما معنى قوله: ﴿مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ﴾؟ * طالب: أي الذين (...). * الشيخ: ومعنى ﴿تَهْدُوا﴾، هداية؟ * طالب: هداية التوفيق. * الشيخ: قوله: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ إلى ﴿أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾. * طالب: طريقًا إلى الهداية. * الشيخ: إلى الهداية، أحسنت. قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ ﴿وَدُّوا﴾ الودُّ: خالص المحبة، والمعنى: أنهم يودون بكل قلوبهم ﴿لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا﴾ (لو) هذه مصدرية بمعنى (أن)، يعني: ودوا أن تكفروا، وقوله: ﴿كَمَا كَفَرُوا﴾ الكاف هنا للتشبيه، و(ما) يحتمل أن تكون مصدرية أي:ككفرهم، ويحتمل أن تكون موصولة أي: كالكفر الذي كفروه، والمعنى واحد لا يختلف لكن من حيث الإعراب. ﴿فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ أي: تكونون معهم سواء، في الكفر ولا في الإيمان؟ في الكفر ﴿فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أي: لا تتخذوا أولياء توالونهم أو يوالونكم، أما كونكم لا توالونهم فظاهر؛ لأنهم لم يتموا ما عليه من المهاجرة، وأما كونه لا تتخذوهم أولياء تطمعون في أن يكونوا أولياء لكم؛ فلأن من كان على غير دينك لا يمكن أن يُعينك أو أن ينصرك. وقوله: ﴿حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ اختلف في المراد بالهجرة هنا؛ فقيل: المراد حتى يهاجروا من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، فإن كانوا في بادية وجب عليهم أن يهاجروا إلى المدينة، وإن كانوا في مكة فكذلك، وقيل: المراد بالهجرة الخروج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم للجهاد؛ لأن من خرج في الجهاد فقد هاجر، أي: ترك بلده إلى ميدان أيش؟ المعركة، إلى ميدان المعركة. وقوله: ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أي: في الطريق الموصلة إليه وهي دينه، واعلم أن الله سبحانه وتعالى أضاف السبيل إليه في عدة آيات مثل هذه الآية وأشباهها كثير، ومثل قوله تعالى: ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ [غافر ٧] أي: طريقك، وسُمِيَ سبيل الله؛ لأن الله تعالى هو الذي وضعه لعباده، وهو -أي هذا السبيل- يوصل إلى الله، فالواضع له هو الله، وهو يوصل إلى الله عز وجل. وقد أضافه الله تعالى إلى المؤمنين في قوله: ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النساء ١١٥]، وإضافته إلى المؤمنين باعتبار أنهم سالكوه، فصار في إضافة السبيل؛ إما إلى الله، وإما إلى المؤمنين. فأما إضافتها إلى الله فلوجهين؛ الأول: أن الله هو الذي وضعه لعباده يسيرون عليه، والثاني: أنه موصل إلى الله عز وجل، وأما إضافته إلى المؤمنين فباعتبار أنهم سالكوه. ومثل ذلك أيضًا يقال في الصراط؛ فإن الله أضافه إلى نفسه في قوله: ﴿صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى ٥٣] ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾ [الأنعام ١٥٣]، وأضافه أيضًا إلى الذين أنعم الله عليهم في قوله: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة ٧]، ويقال في توجيهه ما قيل في توجيه (السبيل). ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ أي: تولوا عن الهجرة في سبيل الله، ﴿فَخُذُوهُمْ﴾ يعني: إذا وجدتموهم خذوهم أسرى بدليل قوله: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ﴾، فالأخذ: أسرى، والقتل: إزهاق الروح. ﴿حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ أي: في أي مكان وجدتموهم، سواء وجدتموهم في البر أو في بلادهم أو في غير ذلك ما داموا لم يهاجروا في سيبل الله وتولوا عن سبيل الله. ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ هذا كرره مرة أخرى؛ إما تمهيدًا لقوله: ﴿وَلَا نَصِيرًا﴾، وإما من باب التوكيد، وإما للأمرين جميعًا؛ لأن قوله: ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا﴾ هو كقوله: ﴿فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾، لكن هنا زاد قال: ﴿وَلَا نَصِيرًا﴾. والفرق بين الولي والنصير: أن للنصير من يدافع عنه، من يعتدي عليه فهو ينصره، وأما الولي فهو: الذي يتولاك بالعناية بتحصيل مطلوبك ودفع مرهوبك. * في هذه الآية الكريمة من الفوائد: أن الكفار يودون بكل محبة أن يكفر المؤمنون كما كفروا؛ لقوله: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا﴾. * ويتفرع على هذه الفائدة: أنهم إذا كان هذا ودهم فسوف يسعون إليه بكل وسيلة، سواء كانت الوسيلة في تدمير الاقتصاد أو بالسلاح أو بنشر الأخلاق الرذيلة السافلة؛ لأن الأخلاق الرذيلة السافلة إذا انتشرت في الأمة فعليها الوداع. المهم أننا ما دمنا نعلم أنهم يودون أن نكفر كما كفروا فلا بد أن يسعوا لذلك بكل طريق؛ بالتهديد تارة، وبالترغيب تارة، وبتزيين الباطل تارة، وكما نشاهد الآن أن دول الكفر تلعب لعبًا لا يستهان به بدول المسلمين. * ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن بني آدم بطبيعتهم يتسلى بعضهم ببعض ويقوى بعضهم ببعض؛ لقوله تعالى: ﴿كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾، ولا شك أنه إذا اشترك أحد معك فيما أصابك فإنه تشجيع لك؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ [الزخرف ٣٩]، بينما في الدنيا إذا تشارك المجرمون في العذاب هان عليهم، وتقول خنساء في رثاء أخيها صخر: ؎وَلَوْلَا كَثْرَةُ الْبَاكِينَحَــــــــــــــــوْلِــــــي ∗∗∗ عَلَى إِخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِــــي؎وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِــــنْ ∗∗∗ أُسَلِّي النَّفْسَ عَنْهُبِالتَّأَسِّـــــــــــي فالحاصل أن الاشتراك في العقوبة يخففها، هنا الاشتراك في الكفر يهون الكفر على أصحابه. * ومن فوائد هذه الآية الكريمة: اعتزاز الكفار بمن يدخل في دينهم؛ لقوله: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾. * ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم اتخاذ الأولياء من الكفار حتى يهاجروا في سبيل الله؛ لقوله تعالى: ﴿فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن من لم يهاجر في سبيل الله فإن هذا دليل على عدم صدقه في إيمانه؛ لأنه متى صدق الإنسان في إيمانه فسوف يدع الغالي والرخيص من أجل الحفاظ على هذا الإيمان. * ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى الإخلاص، من أين تؤخذ؟ من قوله: ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن من تولَّى عن الهجرة في سبيل الله فإنه ليس وليًّا لنا ويجب علينا مقاتلته؛ لقوله: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾؛ وذلك لأنه لا إيمان لهم ولا عهد لهم؛ لكونهم تولوا عن دين الله ولم يهاجروا في سبيل الله. * ومن فوائد الآية الكريمة: تأكيد النهي عن اتخاذ الأولياء من الكفار؛ لقوله: ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾. فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذه الآية وبين محالفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لخزاعة بعد صلح الحديبية؟ فالجواب: أن المراد باتخاذ الأولياء أن ينصرهم الإنسان ويناصرهم على من قاتلوه وحاربوه سواء كان مسلمًا أو كافرًا، وأما مجرد أن يتخذ معهم حلفًا يتقوى بهم ويدفع بهم شرورًا كثيرة، فهذا لا بأس به عند الحاجة إليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقر ذلك في صلح الحديبية.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب