الباحث القرآني
ثم قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ﴾ [النساء ٨٤] الفاء عاطفة، و﴿قَاتِلْ﴾ فعل أمر، والخطاب للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لقوله: ﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ﴾، ولا يظهر أن يكون الخطاب موجهًا لمن يتأتى خطابه؛ لقوله: ﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾، و﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ متعلق بـ﴿قَاتِلْ﴾.
﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ﴾ في هذه الآية إشكال ما هو؟ أيش الإشكال؟
* طالب: (...).
* الشيخ: إشكال من حيث الإعراب؟
* الطالب: نصب ﴿نَفْسَكَ﴾.
* الشيخ: والقاعدة؟
* الطالب: القاعدة الرفع.
* الشيخ: الرفع على أنها؟
* الطالب: على أنها نائب فاعل.
* الشيخ: على أنها نائب فاعل، هذا ما يتبادر إلى ذهن بعض الناس، كالذي قرأ إن استثنى من حيوان يُؤكل رأسه، لكن الواقع أن الأمر ليس كذلك؛ لأن قوله: ﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ﴾ نائب الفاعل مستثنى، يعني: لا تكلف أنت أحدًا إلا نفسك، يعني: لا نكلفك أحدًا من الناس بل نكلفك أيش؟ نفسك، وعلى هذا فتكون (نفس) هنا في مقام المفعول الثاني لـ﴿تُكَلَّفُ﴾، والمفعول الأول هو أيش؟ نائب الفاعل المستتر.
﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: حثهم على القتال، ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بأسهم أي: شدتهم، و(عسى) إذا جاءت من الله عز وجل فليست للترجي؛ لأن الله تعالى لا يترجى؛ إذ إن الرجاء في مقابل الشيء الصعب، ولكن الله على كل شيء قدير؛ ولهذا قيل: (عسى) من الله في القرآن واجبة، أي: واقعة حتمًا ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، ولكن الله عز وجل يجعلها على هذه الصيغة حتى لا يأمن الإنسان مكر الله عز وجل.
﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ يقول الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام: قاتل في سبيل الله حتى وإن لم يقاتل معك أحد لا تكلف إلا نفسك، أما وظيفتك مع المؤمنين فهي وظيفة التحريض؛ حرضهم على القتال، لكنك مكلف بهم تأثم إذا لم يقاتلوا، لا، ليس كذلك، ثم إذا قاتلت وحرَّضت المؤمنين وقاتلوا فحينئذٍ يكون النصر، فيكفّ الله سبحانه وتعالى بأس الذين كفروا. ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ إذن هذه الآية لها ارتباط بما سبق؛ لأن المقام كله مقام بيان المنافقين الذين هم أذل الناس وأخذلهم عند القتال.
* في هذه الآية فوائد كثيرة؛ منها: وجوب القتال في سبيل الله؛ لقوله: ﴿قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾، والأصل في الأمر الوجوب، وقد اختلف العلماء رحمهم الله: هل قتال المؤمنين للكافرين قتال طلب أو قتال دفاع؟ والصواب: أنه قتال طلب، لكنه ليس لإكراه الناس على الإيمان؛ لأن هذا لا يمكن كما قال تعالى: ﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس ٩٩]، لكنه قتال طلب أن يكون دين الله هو الأعلى وكلمته هي العليا، فإن آمن فهو في الطبقة العليا، وإن بقي الإنسان على كفره واستسلم لحكم الله -أي لدين الله- فبذل الجزية فحينئذٍ نقره، لكنه في بذل الجزية يكون ذليلًا أو عزيزًا؟
* طلبة: ذليلًا.
* الشيخ: يكون ذليلًا.
إذن لو سألنا سائل: هل قتال الكفار قتال دفاع أو قتال طلب؟ فالجواب: قتال طلب، لكنه ليس قتال إكراه على الإسلام؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾، وهذا الاستفهام للإنكار، وكذلك يقول: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة ٢٥٦]، لكنه يطلب قتال طلب أيش؟ ما هو المطلوب؟ أن تكون كلمة الله هي العليا، هذا المطلوب، يكون الإسلام هو الظاهر المهيمن، من أسلم فهو في الإسلام وفي ظله وهو في الطبقة العليا من طبقات بني آدم، ومن لم يُسلم فهو في ظل الإسلام أيضًا إذا بذل الجزية عن يد وهو صاغر.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: وجوب الإخلاص؛ لقوله: ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ما عدا سبيل الله فبماذا يوصف؟
* طالب: في سبيل الطاغوت.
* الشيخ: في سبيل الطاغوت، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء ٧٦].
أسباب القتال أو الحوامل على القتال كثيرة؛ منها: أن تكون كلمة الله هي العليا، وهذا في سبيل الله.
ومنها: الحمية؛ يقاتل لقوميته، وهذا في سبيل الطاغوت، المقاتل حمية في سبيل الطاغوت اللهم إلا أن يقول: إني أقاتل حمية؛ لأن قومي مسلمون فأقاتل دفاعًا عن إسلامهم فحينئذٍ يكون قاتل أيش؟ في سبيل الله.
يقاتل شجاعة، هذا أيضًا ليس في سبيل الله، هذا في سبيل الطاغوت، ولكن كيف يقاتل شجاعة؟ الإنسان الشجاع يحب أن يقاتل، ويجد ألذ شيء في حياته أن يكون مقاتلًا في صف القتال فهو قُرَّة عينه، فحينئذٍ يقاتل شجاعة، هذا ليس في سبيل الله.
يقاتل ليتخلص من الدنيا؛ لأنه أصابته ضائقة فأراد أن يقاتل ليُقتل حتى يستريح من الدنيا؟ ليس في سبيل الله، هذا في سبيل الطاغوت، وربما نقول: إنه قاتل نفسه لو قُتل؛ لأنه ما أراد أن تكون كلمة الله هي العليا، لكنه بدل أن ينتحر بنفسه فيأخذ السكين ويقد بطنه ذهب يعرض رقبته لسيوف الأعداء، هذا ليس في سبيل الله.
يقاتل رياء ليقال: ما أشجع الرجل! هذا ليس في سيبل الله، هذا في سبيل الطاغوت -والعياذ بالله- وربما يكون هذا أخطرهم؛ لأنه أظهر أنه يريد التعبّد لله وهو عابد لهواه.
على كل حال أسباب القتال كثيرة وبواعثه كثيرة، لكن متى يكون في سبيل الله، يبين لنا؟
* طالب: إذا قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
* الشيخ: إذا قاتل لتكون كلمة الله هي العليا. بارك الله فيك.
* من فوائد هذه الآية: أنه لا يكلف أحد هداية أحد، حتى الرسول ﷺ الذي هو أهدى الخلق وأعظمهم هداية لا يمكن أن يكلف هداية أحد، دليله: ﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ﴾.
وعليه: فإذا دعوت إلى الله، أمرت بمعروف نهيت عن منكر ولم يستجب لك فإن الله قال لنبيه: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء ٣]، لا تهلك نفسك، لا يكن في صدرك حرج ولا ضيق ما دمت قمت بالواجب، فإن أزِمَّة القلوب بيد من؟ بيد الله عز وجل ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [هود ١١٨]، كثير من الناس عنده غيرة ومحبة للخير، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله، فإذا لم يُجب ضاق صدره حتى اختلت عباداته بنفسه، وصار يهتم وينشغل بأحوال الناس عن أحوال نفسه، وهذا غلط، هذا كالنار تحرق نفسها وتضيء لغيرها، ومع ذلك قد يكون غيرها رطبًا لا يتأثر بها ولا يضيء بها.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان مراعاة نفسه وقيادتها للحق؛ لأنه مكلف إياها؛ لقوله أيش؟ ﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ﴾ أنت مكلف بنفسك، يجب أن تجرها إلى ما فيه الخير، وأن تنهاها عما فيه الشر، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف ٥٣].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن من قام بالواجب في حق نفسه فلا ينسى إخوانه؛ لقوله: ﴿وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ حثهم على القتال، فإن استجابوا فذلك مطلوب، وإن لم يستجيبوا فقد أبرأت ذمتك.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن محل التحريض للقتال -أي قتال المشركين- هم المؤمنون؛ لأنه لم يقل: حرّض الناس، بل قال: ﴿حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فالمؤمن هو الذي ينفع فيه التحريض على القتال في سبيل الله.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه مهما بذلنا من الجهد والجهاد والإعداد فإن الأمر بيد الله لقول الله تعالى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، يعني: بعد اجتهادك وتحريضك المؤمنين على القتال واستعدادكم وإعدادكم الأمر بيد الله ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الاستدلال لأهل السنة بأن أعمال العباد مخلوقة لله عز وجل، منين تؤخذ؟
* طالب: قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا﴾.
* الشيخ: خطأ.
* طالب: ﴿أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
* الشيخ: نعم، فنسب ذلك إليه مع أن هذا يأتي بفعل المؤمنين، لكن نسبه الله إليه، وأحيانًا يأتي بغير فعل المؤمنين مثل قوله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ [الأحزاب ٢٥].
ولنقف عند هذه النقطة لأهميتها، إذا قلنا: إن الله تعالى خالق أفعال العبد، فما وجه ذلك؟ وجه ذلك أن نقول: أفعال العباد لا تقع إلا بأمرين؛ هما: أولًا: الإرادة، والثاني: القدرة، الإرادة في القلب والقدرة في الجوارح، الإرادة وصف، لمن؟ للعامل، للإنسان، والقدرة كذلك وصف، وصف قائم بذاته، والخالق للذات هو الله بالاتفاق، وخالق الذات خالق لأوصافها، وبهذا نعرف أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل؛ لأنها صادرة عن إرادة جازمة وقدرة لا عجز فيها على هذا المقدور، وكلاهما وصفان في مخلوق، ووصف المخلوق يكون مخلوقًا.
ويبقى النظر هل الإنسان مجبر أو مخير؟ نقول: مخير، ليس مجبرًا؛ ولهذا إذا وقع الفعل عن إجبار لم يؤاخذ به الإنسان حتى لو كان أكفر شيء ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل ١٠٦].
فالإنسان إذن أيش؟ مخيّر لا شك، لكننا نعلم أنه لن يفعل فعلًا أو يترك شيئًا إلا بعد مشيئة الله، إلا أن هذه المشيئة -أعني مشيئة الله- لا يمكن الاطلاع بها إلا بعد وقوع المشاء، صح ولَّا لا؟
* الطلبة: صح.
* الشيخ: لأن مشيئة الله غيب، لا ندري عنها حتى يقع الشيء، إذا وقع الشيء علمنا أن الله شاءه، أما قبل ذلك لا نعلم، فلا يكون في ملك الله عز وجل ما لا يشاؤه أبدًا، كل ما في الكون فهو في مشيئة الله عز وجل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكافرين لهم بأس وقوة، لكنهم تحت قوة الله؛ لقوله: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، وأنت لا تنبهر بقوة الأعداء، فإنهم ليسوا عند قدرة الله شيئًا، ليسوا شيئًا، فرعون كان يفتخر بأن الأنهار تجري من تحته، وبماذا هلك؟
* طالب: بالماء.
* الشيخ: بالماء اللي هو من الأنهار، عادٌ افتخروا بقوتهم وقالوا: من أشد منا قوة؟ فأهلكوا بالريح اللطيفة السهلة، الأحزاب أعجبتهم كثرتهم وحاصروا المدينة، وأجلاهم الله تعالى بالريح، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٠٣٥)، ومسلم (٩٠٠/١٧) من حديث ابن عباس.]]، كذلك أيضًا الأمم الأخرى قوية شديدة أهلكها الله عز وجل، لو شاء الله عز وجل لأنزل على مصانع القنابل الذرية صواعق، رُب صاعقة واحدة تدمر كل ما صنعوا، لكن الله عز وجل له حكمة، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾، ثم سلّى المؤمنين فقال: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ [محمد ٤ - ٦]، اللهم اجعلنا منهم.
إذن الله عز وجل قادر على كف بأس الكافرين وإن قووا، لكنه حكيم عز وجل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: جواز استعمال اسم التفضيل في الصفات المشتركة بين الله وبين الخلق، أين؟
* طلبة: ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا﴾.
* الشيخ: ﴿أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾، وهذا لا أقول: جواز اللي هو ضد المحرم، لكن جواز الذي هو ضد المستحيل فيكون هذا واجبًا، وقد تعجب من بعض العلماء رحمهم الله أنهم يمتنعون من اسم التفضيل، ويحولونه إلى اسم فاعل خوفًا من تنقص الله عز وجل، فيقولون: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ﴾ [الأنعام ١١٧] أي: إن ربك هو عالم، سبحان الله أنت أعلم بالله من نفسه! الله يقول عن نفسه: أعلم وأنت تقول: عالم؟
ثم إنك أيها المسكين إذا قلت: الله عالم جعلته مع الخلق مشاركًا على وجه السواء، لكن إذا قلت: أعلم جعلته أعلم من الخلق، ولا يمكن أن يكونوا مثله، لكن مشكلة الأمر أن الإنسان إذا لم تكن نيته على الاستقامة الطيبة -ولا ندخل في النيات- لكن من أراد الحق تبين له طريق الحق، والأمر واضح.
وعلى هذا فنقول: استعمال اسم التفضيل في الصفات المشتركة بين الله وبين الخلق هو الواجب، للإنسان علم والله أعلم، للإنسان قدرة والله أقدر، له قوة والله أقوى، له سمع والله أسمع، له بصر والله أبصر، وهلم جرًّا، له حياة والله أكمل؛ أكمل الحياة، وامشِ على هذا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات البأس والتنكيل لله عز وجل، وهذا أيضًا جاءت بالقرآن: ﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾ [البقرة ٦٦]، ينكّل الخلق أي: يحذرهم من أن يقعوا فيما يكون سببًا لعقوبتهم.
{"ayah":"فَقَـٰتِلۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن یَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسࣰا وَأَشَدُّ تَنكِیلࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق