الباحث القرآني

ثم قال تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ﴾ [النساء ٧٤] ﴿فَلْيُقَاتِلْ﴾ الفاء عاطفة وتدل على ارتباط ما بعدها بما قبلها، والارتباط واضح؛ لأن الذي قبلها فيه ذكر من لا يريد القتال في سبيل الله، أما هذه ففيها ذكر الصنف الآخر الذي يقاتل في سبيل الله. واللام في قوله: ﴿فَلْيُقَاتِلْ﴾ لام الأمر، وسُكِّنت مع أنها مكسورة لوقوعها بعد الفاء، ولام الأمر تُسَكَّن إذا وقعت بعد الفاء أو الواو أو ثم؛ مثل قوله تعالى هنا: ﴿فَلْيُقَاتِلْ﴾ ومثل قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ [الحج ٢٩]، ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا﴾ ﴿وَلْيُوفُوا﴾، بخلاف لام التعليل التي تسمى (لام كي) فإنه يجب أن تكون مكسورة بكل حال؛ مثل قوله: ﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا﴾ [العنكبوت ٦٦] يجب أن تكسرها، ولا تقل: ولْيتمتعوا؛ لأنك إذا قلت هكذا اختلف المعنى. وقوله: ﴿الَّذِينَ يَشْرُونَ﴾ ﴿الَّذِينَ﴾ فاعل ﴿يُقَاتِلْ﴾، وقوله: ﴿يَشْرُونَ﴾ بمعنى يبيعون، مع أنها في لغتنا العامية بمعنى يشترون، وليس كذلك، ﴿يَشْرُونَ﴾ بمعنى يبيعون، ومن هذا قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ [البقرة ٢٠٧] ﴿يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ يعني: يبيع نفسه، أما إذا كان آخذًا فيقال: اشترى؛ فالمعطي شارٍ والآخذ مشترٍ. ﴿الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ﴾ أي: يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة، فيجعلون البدل -بدل الحياة الدنيا- هو الآخرة، وهؤلاء هم الذين اغتنموا الأعمار، وهم الذين اكتسبوا في الحقيقة أن أخذوا الآخرة بالدنيا، ولم يكونوا كالذين قال الله فيهم ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الأعلى ١٦، ١٧]. ﴿وَمَنْ يُقَاتِلْ﴾ [النساء ٧٤]، (من) هذه شرطية، والفعل بعدها مجزوم، وجواب الشرط قوله: ﴿فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، أما ﴿فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ﴾ فهي معطوفة على فعل الشرط. ﴿وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أي: أيُّ إنسان يقاتل في سبيل الله، وهو الذي قاتل لتكون كلمة الله هي العليا كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ﴿فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ﴾ إن قُتِل فهو شهيد، أو غَلَب فهو فائز، ولا يُبطل غَلَبُه أجرَه، ولهذا قال: ﴿فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، فهو غانم على كل حال؛ إن قُتِل قُتِل شهيدًا، وإن غَلَب غَلَب سعيدًا، وهذا كقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ -وهما: الشهادة، أو النصر والغَلَبة- ﴿وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا﴾ [التوبة ٥٢]. ﴿فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء ٧٤] أي: ثوابًا عظيمًا، وسمَّى الله تعالى الثواب أجرًا تشبيهًا له بأجر العامل الذي يستأجره الإنسان لعمل شيء ما ثم يعطيه أجره، والمقصود بذلك أن الله تعالى التزم بإثابة هذا العامل كما يلتزم المستأجِر بإعطاء العامل أجره، ولهذا سمَّى اللهُ العملَ له قرضًا مع أن الله لا يحتاج، وسمَّى الثواب عليه أجرًا كأنه استأجر أجيرًا ليعطيه أجره. وقوله: ﴿أَجْرًا عَظِيمًا﴾ هو أجر الجنة؛ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ مِئَةَ دَرَجَةٍ»[[أخرجه البخاري (٢٧٩٠) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]] يعني في الجنة، وهذا هو الأجر العظيم. * في هذه الآية الكريمة فوائد: * منها: وجوب قتال الأعداء؛ لقوله: ﴿فَلْيُقَاتِلْ﴾. * ومنها: وجوب إخلاص النيَّة في القتال؛ لقوله: ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾، ووجه ذلك أن المقاتِلين منهم من يقاتل شجاعةً، ومنهم من يقاتل حميَّةً ؛يعني: عصبيَّة لقوميَّته أو لوطنه، ومنهم من يقاتل ليُرَى مكانُه؛ أي: مُراءاةً، فسُئل النبي ﷺ عن ذلك فقال: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٢٣) ومسلم (١٩٠٤ / ١٥٠) من حديث أبي موسى الأشعري.]]، إذن القتال في سبيل الله هو القتال لتكون كلمة الله هي العُليا. وهل المعنى: ليؤمن الناس؟ الجواب: لا، لتكون كلمة الله هي العُليا؛ إما بالإيمان؛ بإيمان المقاتَلين، وإما بِذُلِّهم وبَذْلهم الجزية؛ كقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة ٢٩]. * ومن فوائد الآية الكريمة: بيان علوِّ هِمَّة هؤلاء المقاتلين، وهو أنهم يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة، وهذا من قوة إيمانهم وصِدق عزائمهم وعلوِّ هِمَّتهم؛ لأنهم يؤمنون بأن هناك آخرة وعندهم عزيمة قوية يغلِبون بها أهواءهم، وإلا فكم من إنسان يُغَلِّب جانب الحياة الدنيا ويقول: درهم منقود خير من ألف درهم موعود -والعياذ بالله- ولا شك أن هذا يدل على عدم إيمانه، وإلا لو أنه مؤمن لكان هذا الموعود الذي وُعِد به -وهو خير مما نُقِد له- لكان يعمل له، ويعلم أنه ليس بينه وبين هذا الموعود إلا القليل من الزمن، وأن ما يحصل له من المنقود لا يساوي شيئًا بالنسبة للموعود، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»[[أخرجه الترمذي (١٦٦٤) من حديث سهل بن سعد.]]، والسوط ليس بالطويل، وهو خير من الدنيا كلها وما فيها، وليست دنياك أنت أو الدنيا التي أنت في عهدها، بل الدنيا من آدم، من أولها، من قبل آدم أيضًا، من أولها إلى آخرها، موضع سوط أحدنا في الجنة خير من الدنيا وما فيها، فهذا هو العاقل الحازم المؤمن الصادق. * ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن المقاتل في سبيل الله ناجح على كل حال؛ لقوله: ﴿وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ﴾، فهو غانم ناجح في كل حال، سواء قُتِل أو غَلَب، فهو على أجر عظيم. * ومن فوائد الآية الكريمة: بيان عظمة الرب عز وجل؛ لقوله: ﴿فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ﴾، وجه ذلك ضمير الجمع؛ لأننا نعلم أن الله إله واحد، فكل ما أُضيفَ إلى الله عز وجل من ضمائر الجمع فالمراد بها التعظيم. * طالب: شيخ، بارك الله فيك، إذا كان اللي يقاتل هذا -الذي يقاتل في سبيل الله- عليه حقوق للعباد، فما يكون مصيره؟ * الشيخ: مصيره أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «سُئل عن الشهادة فقال: «تُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ». ثم انصرف السائل، فناداه فقال: «إِلَّا الدَّيْنَ؛ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ جِبْرِيلُ آنِفًا»[[أخرجه النسائي في المجتبى (٣١٥٥) من حديث أبي هريرة.]]، فدل هذا على أن حقوق الآدمي لا تسقط بالشهادة، وهو كذلك؛ لأن حقوق الآدمي لا بد أن تؤدَّى إليه، لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ»[[أخرجه البخاري (٢٣٨٧) من حديث أبي هريرة.]]. * طالب: (...). * الشيخ: نعم. * طالب: أحسن الله إليكم يا شيخ، شخص أراد الجهاد أو الذهاب إلى بلد ما للجهاد في سبيل الله، فجاء آخر وقال له: (...) في هذه البلاد أو (...)، هل يكون الرجل متباطئًا، وما هو قيد التباطؤ؟ * الشيخ: هذا إذا قاله على سبيل النصيحة فليس من باب التبطئة، أما إذا قاله يريد أن يُخذِّله وهو يعلم أنه لو ذهب إلى ذلك المحلِّ استفاد وأفاد فهو يدخل في الآية؛ أحيانًا يستشيرك رجل وتعلم أنه ليس من المصلحة أن يذهب إما لعدم جَدْوى أو لأسباب أخرى، فهذا ليس من باب التبطئة، هذا من باب النصيحة، وأحيانًا تقول: لا تذهب، ليس لهذا الغرض، لكن تريد أن تخذِّله، فهذا لا يجوز. * طالب: بعض العلماء ذهب إلى أن المخاطبين هم من المؤمنين في قوله: ﴿مِنْكُمْ﴾، وقوله: ﴿كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ﴾ فما الجواب؟ * الشيخ: الجواب أن الله يخاطب الناس عمومًا، والمنافقون كما تعلم يُظهِرون أنهم مؤمنون، فهم منَّا في الظاهر وليسوا منَّا في الحقيقة. * الطالب: نقول: المقصود بالمخاطبين هنا؟ * الشيخ: العموم. * الطالب: العموم؟ فيدخل المؤمن المبطِّئ. * الشيخ: والمنافق. * الطالب: والمنافق؟ * الشيخ: نعم. (...) * * * * الشيخ: (...) فلماذا لم يورد الله عز وجل الفعل في قوله: ﴿وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء ٥٩]؟ * طالب: لأن طاعة وُلاة الأمور من طاعة الله سبحانه وتعالى وتابعةٌ لطاعة الله. * الشيخ: وليست؟ * الطالب: وليست مستقلة. * الشيخ: قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ [النساء ٦١] لماذا لم يقل: رأيتهم؟ * طالب: هي فيها إظهار في موضع الإضمار، وله فوائد. * الشيخ: هذا إظهار في موضع الإضمار، ومن فوائده؟ * الطالب: بيان العِلِّية؛ أنهم تصدوا لأهوائهم. * الشيخ: تمام، هذه واحدة. * الطالب: ولأجل تنبيه المخاطب أنهم منافقون. * الشيخ: لا. * طالب: التسجيل على مرجع الضمير. * الشيخ: كيف؟ * الطالب: التسجيل على مرجع الضمير. * الشيخ: بأيش؟ * الطالب: بأن لو كان هناك ضمير كان.. * الشيخ: لا. * طالب: التسجيل على موضع الضمير بالوصف، ويفيد أيضًا العموم. * الشيخ: بالوصف، وأنهم منافقون، لو قال: (رأيتهم) ما تبيَّن لنا أنهم منافقون، لكن لما قال: ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ﴾ معناه أنه سجل عليهم أنهم منافقون، وإن شئت فقل: الحكم على مرجع الضمير بهذا الوصف؛ أي: بالنفاق. الثالث؟ لأجل علِّية الحكم، والحكم على مرجع الضمير بهذا الوصف. * طالب: العموم. * الشيخ: العموم؛ يعني وأن كل من صد.. * الطالب: عن الرسول فهو منافق. * الشيخ: فهو منافق، أحسنت. أقسم الله عز وجل أنه لا يتم الإيمان إلا بأمور ثلاثة بالنسبة لتحكيم الرسول ﷺ. * طالب: ﴿حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء ٦٥]. * الشيخ: ما الفرق بين هذه الثلاثة؟ * الطالب: أول شيء التحكيم. * الشيخ: التحكيم. * الطالب: التحكيم. * الشيخ: بحيث لا يتحاكمون إلى غيره مهما بلغ في العقل والذكاء، هذه واحدة. * الطالب: الحرج هذا الشيء (...). * الشيخ: ﴿لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا﴾ يعنى ضيقًا. * الطالب: ضيقًا في هذا القسم. * الشيخ: الثالث؟ * الطالب: التسليم: الانقياد الظاهر. * الشيخ: التسليم: الانقياد الظاهر بحيث لا يحصل منه المعارضة. * الطالب: في الحكم. * الشيخ: تمام، بارك الله فيك. في قوله تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ﴾ [النساء ٦٦] فيه (لو) تحتاج إلى جواب للشرط، فما جوابها في هذه الآية؟ * طالب: جواب الشرط محذوف تقديره: ولو ثبت أنهم. * الشيخ: جواب الشرط محذوف؟ * الطالب: لا، هذا فعل الشرط. * الشيخ: أنا أسأل عن جوابه؟ * الطالب: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ [النساء ٦٤]. * الشيخ: لا، ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ﴾. * الطالب: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ...﴾ ﴿مَا فَعَلُوهُ﴾. * الشيخ: جملة؟ * الطالب: ﴿مَا فَعَلُوهُ﴾. * الشيخ: ﴿مَا فَعَلُوهُ﴾. * الطالب: جواب الشرط. * الشيخ: لماذا لم تقترن اللام في جواب (لو) مع أنها تقترن به، أو مع أنه الجواب يقترن باللام؟ * الطالب: لأن الجملة هنا نافية. * الشيخ: لأن الجملة هنا منفية. * الطالب: منفية، واللام تفيد ثبوت الأمر وتأكيده، والنفي يضادُّ ذلك. * الشيخ: إذن نأخذ من هذا قاعدة: أنه إذا كان جواب (لو) مُصَدَّرًا بـ(ما) النافية لم يقترن باللام. إذا كان مثبتًا فهل يقترن باللام أو لا؟ * الطالب: يجوز فيه الوجهان. * الشيخ: يجوز فيه الوجهان. * الطالب: الاقتران باللام أو لا يقترن. * الشيخ: الاقتران وعدمه، اتل عليَّ آيتين من آيات الله تدل على ذلك. * الطالب: سورة الواقعة؛ قوله تعالى: ﴿لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا﴾ [الواقعة ٧٠]، ثانيًا: ﴿لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا﴾ [الواقعة ٦٥]. * الشيخ: صحيح، صح ﴿لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا﴾، ﴿لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا﴾. قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ من المراد بالرسول؟ * طالب: النبي ﷺ. * الشيخ: يعني العموم أو محمدًا؟ * الطالب: الأَوْلى أنه جنس الرسول، (...) النبي ﷺ (...) السياق. * الشيخ: من قواعد التفسير: إذا تعارض التفسيران أحدهما خاص والآخر عام فبأيهما نأخذ؟ * الطالب: (...) بالعام. * الشيخ: لماذا؟ * الطالب: لأن (...). * الشيخ: لأن الخاص (...) العام ولا عكس، أو لا؟ فهمتم القاعدة هذه: إذا تعارض القولان في التفسير أحدهما عام والثاني خاص أخذنا بالعام؛ لأنه -أي: العام- يدخل فيه الخاص ولا عكس. ما الذي يفيده قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ من الناحية المسلكية؟ * طالب: إشارة إلى الإخلاص؛ أن الإنسان لا يعتدُّ بنفسه. * الشيخ: الإشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي له أن يعتدَّ بنفسه، بل يعتقد أن الفضل من الله، خلافًا لمن قال: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص ٧٨]. * * * * الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تبارك وتعالى في سورة النساء: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء ٥٨] أخذ العلماء من هذه الآية أنه يجب على المؤتمن أن يحفظ الأمانة في حرز مثلها وألا يتعدى فيها ولا يفرِّط، فكيف أخذوا ذلك؟ أجب؟ * طالب: لأنه تأدية الأمانة تختلف من نوع الأمانة (...). * الشيخ: لا. * طالب: لقوله تعالى: ﴿إِلَى أَهْلِهَا﴾، فكما يحفظها أهلها يجب أن.. * الشيخ: لا. * طالب: لا يمكن يؤدِّى الأمانة إلا إذا حفظها يا شيخ. * الشيخ: صحيح، لا يمكن أداؤها إلا بحفظها وعدم الاعتداء عليها. طيب، قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [النساء ٦٠]، من هؤلاء؟ * طالب: اليهود، أهل الكتاب. * الشيخ: أهل الكتاب، توافقون على هذا؟ مَن؟ * الطالب: الآية عامة (...) المنافقون. * الشيخ: تشمل أهل الكتاب والمنافقين، كيف عرفنا أنها تشمل المنافقين؟ * طالب: قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ﴾ [النساء ٥١]. * الشيخ: لا. * طالب: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [النساء ٦٠]. * الشيخ: إي، بس هذه ما تدل على دخول المنافقين. * طالب: شيخ، لأن المنافقين ظاهرهم الإسلام، فإذا قالوا لنا: آمنا بما أُنزِل على الرسول ﷺ فهم كذلك يؤمنون بما أنزل إلى من هو قبله. * طالب آخر: يؤخذ من قوله تعالى: ﴿بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ هم يزعمون أنهم آمنوا بمحمد ﷺ. * الشيخ: نعم. * طالب: أن أهل الكتاب لم يؤمنوا بالرسول ﷺ. * الشيخ: لا إله إلا الله! * طالب: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ﴾ [النساء ٦١] (...) المنافقين. * طالب آخر: قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ﴾. * الشيخ: تمام، نعم هذا ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾، يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية: إن المتكلمين يشبهون هؤلاء الذين تحدث الله عنهم في الأربعة الأوجه، فكيف ذلك؟ * طالب: نعم، يقولون: نحن أردنا الإحسان والتوفيق. * الشيخ: لا تبدأ من الآخر، من الأول. * طالب: الوجه الأول: إذا.. * طالب آخر: الوجه الأول: أن أهل الكتاب في خوضهم في هذا البحث يزعمون بأنهم يريدون الحق، هم يزعمون، وكذلك هؤلاء المنافقين في هذا الأمر أيضًا يزعمون ذلك، اشتركوا في دعوى طلب الحق وهم كاذبون في ذلك، هذا الأول. الثاني: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾ [النساء ٦٠] أيضًا أن كلًّا منهم قد حكَّم طاغوتًا من الطواغيت في طريقه، فأهل الكلام حكَّموا أهواءهم، والمنافقون حكَّموا أيضًا ما جعلوه يعني.. * الشيخ: حكَّموا أهواءهم. * الطالب: أهواءهم. الثالث.. * طالب آخر: (...) بالكتاب والسنة، بإضافة الكتاب والسنة، بخلاف (...) عن الكتاب والسنة. * الشيخ: والمتكلمون إذا دُعُوا إلى الكتاب والسنة وإلى إثبات ما أثبته الله ورسوله رأيتهم يصدون ولا يحبون البحث في هذا. * طالب: الرابع: قوله: ﴿إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾ [النساء ٦٢]. * الشيخ: يعني إذا اطُّلِع عليهم قالوا.. * الطالب: ﴿إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾. * الشيخ: يعني: ما أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا، كيف التوفيق بالنسبة للمتكلمين؟ * الطالب: قالوا (...) نوفق بين (...) والعقل. * الشيخ: بين السمع والعقل، صحيح. في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [النساء ٦٤]، إذا قال قائل: إن هذا قد تخلف لأن من الرسل من لم يُطَع بل كُذِّب. * طالب: (...) الرد عليهم أنه من كذب بالرسل فإنه مكذب بالحق، وهذا ما هو حجة هذا، حجة عليهم لا حجة لهم. * الشيخ: لكن الآية: ﴿إِلَّا لِيُطَاعَ﴾، ما أرسلناه إلا لأجل أن يُطاع. * الطالب: ما أرسل من رسول من الرسل إلا ليطاع بإذن الله. * الشيخ: وكم من رسول لم يُطَع. * الطالب: (كم من رسول) ما هي حجة على الآية يا شيخ، الحجة أن الرسول ﷺ عند أهل الحق أنه ما يَكْذِب على كل حال. * الشيخ: إي نعم. * طالب: قيَّد الله سبحانه وتعالى، قال: إلا بإذن الله. * الشيخ: ﴿لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ لا بأس، لكن أخبر أنه لا بد أن يطاع، كل شيء بإذن الله. * طالب: إذن الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: إذن كوني.. * الشيخ: لا. * الطالب: يا شيخ، ما يمنع؟ * الشيخ: لا لا. * طالب: اللام ليست للعاقبة، وهي هنا للتعليل في قوله: ﴿لِيُطَاعَ﴾، للتعليل، أي: لكي يطاع، وكونه يطاع (...) أو لا يطاع هذا شيء آخر. * طالب آخر: فيه يا شيخ هذه إرادة شرعية؛ أن الله عز وجل أراد أن يطاع شرعًا، ولكن كل ما أراده الله شرعًا يقع كونًا. * الشيخ: نعم، هل لها نظير في القرآن؟ * الطالب: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء ٢٣]. * الشيخ: لا. * طالب: شيخ، ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء ٢٧]. * الشيخ: لا. * طالب: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. * الشيخ: نعم، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ومع ذلك ما ما عبدوه أكثر ممن لم يعبده، لكن هذه أيش؟ إرادة شرعية قد يتخلف مراده، هذا هو الصحيح. * طالب: لام العاقبة يا شيخ. * الشيخ: حتى لو كانت لام العاقبة، في الواقع ليست العاقبة كذلك، لا، يحسن أن يقال: الإرادة شرعية؛ أراد الله أن يطاع الرسل، أراد الله أن يُعْبد، ولكن تخلف المراد. بعضهم قال إن هذا كقولك: بَرَيت القلم لأكتب به. وقد تكتب وقد لا تكتب، يعني: هذه إرادتي وقد تكون وقد لا تكون، لكن ما ذكرناه أحسن. في قوله تعالى: ﴿أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ﴾ [النساء ٦٦] فيها قراءتان؟ * طالب: كسر النون وضمها. * طالب آخر: فيها قراءة: ﴿أَنِ اقْتِلُوا﴾، وفيها قراءة: ﴿أَنُ اقْتُلُوا﴾ . * الشيخ: بضم النون. * الطالب: نعم. * الشيخ: طيب، الثاني: ﴿أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ﴾ [النساء ٦٦]؟ * طالب: ﴿أَوِ اخْرُجُوا﴾، ﴿أَوُ اخْرُجُوا﴾ . * الشيخ: كسر الواو وضم الواو، صحيح، إذن كسر النون وضمها، وكسر الواو وضمها. ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ فيها أيضا قراءتان. * طالب: ﴿قَلِيلًا﴾ و﴿قَلِيلٌ﴾. * الشيخ: ﴿قَلِيلًا﴾ و﴿قَلِيلٌ﴾. * الطالب: والجواب هو إلا.. الاستثناء هنا، نقول: إن الاستثناء تام منفي. * الشيخ: الاستثناء من تام منفي. * الطالب: والاستثناء من تام منفي يجوز فيه الوجهان: النصب على الاستثناء، أو الإتباع. * الشيخ: طيب هنا الإتباع أيش؟ * الطالب: على الرفع أتبعناه لما قبله. * الشيخ: وهو؟ * الطالب: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ﴾ ﴿مَا فَعَلُوهُ﴾ على الضمير في ﴿فَعَلُوهُ﴾. * الشيخ: (...) وين الواو. * الطالب: الواو ضمير الفاعل، وعلى النصب أنها مستثناة. * الشيخ: مستثناة، أحسنت، بارك الله فيك. قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾ بعض الناس قال: إن (مع) بمعنى؟ * طالب: تقول (مع)؟ يعني أيش معناها؟ * الشيخ: إي نعم، بمعنى أيش؟ * طالب: (...) يحشروا معهم يوم القيامة. * الشيخ: لا، (مع) بمعنى؟ * طالب: (مِنْ) بمعنى (مِنْ). * الشيخ: بمعنى (مِن)؛ فأولئك من الذين أنعم الله عليهم. وهل يتعيَّن أن تكون (مع) بمعنى (مِن)؟ * طالب: (...). * الشيخ: يعني هل يتعيَّن أن تكون (مع) بمعنى (مِن)، أو يجوز أن تكون على بابها وهو المصاحبة؟ * الطالب: الثاني. * الشيخ: يعني يجوز، إذن يجوز أن تكون بمعنى (مِن) وأن تكون للمصاحبة على بابها، ﴿فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾، وإذا كان معهم مصاحبًا لهم فهو منهم، وحينئذٍ لا نُخرج الكلمة عن معناها الظاهر، ولكن المعنى يؤول إلى القول الثاني الذي هو بمعنى (مِن). ﴿الشُّهَدَاءِ﴾ فيها قولان؟ * طالب: العلماء، الشهداء المقاتلون في سبيل الله (...). * الشيخ: المقاتل في سبيل الله أو المقتول في سبيل الله؟ * الطالب: المقتول في سبيل الله. * الشيخ: ما الذي يؤيد الأول أنهم العلماء؟ * طالب: في سورة آل عمران ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴾ [آل عمران ١٨] (...) الشهادة. * الشيخ: تمام، صحيح، وما الذي يؤيِّد أنهم الشهداء؛ أي: الذين قُتِلوا في سبيل الله؟ * طالب: قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [آل عمران ١٦٩، ١٧٠]. * الشيخ: ما فيها ذكر الشهادة. * طالب: الحديث يجزئ؟ * الشيخ: نعم، الحديث، لكن في القرآن ما يدل على هذا. * طالب: اقترانه يا شيخ مع الصِّدِّيقين والصالحين. * الشيخ: لا. * طالب: قوله تعالى: ﴿قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا﴾ [النساء ٧٢]. * الشيخ: أي: حاضرًا. أليس الله قد قال في سورة آل عمران: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ [آل عمران ١٤٠] يعني: من يُقْتَلون في سبيل الله. طيب، لدينا قاعدة تبيِّن المعنيين؟ * طالب: أن اللفظ إذا كان يحتمل معنيين ولا تنافي بينهما فإنه يحمل عليهما معًا. * الشيخ: صحيح، وحينئذٍ نقول؟ * طالب: الآية تشمل شهداء المعركة، والشهداء من العلماء. * الشيخ: تمام، صحيح. قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ﴾ (مِنْ)؟ * طالب: (مِنْ) هنا للتبعيض. * الشيخ: للتبعيض. ما هي علامة (مِنْ) التبعيضية؟ * الطالب: معلوم أن نقول: إن.. يعني ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ﴾ أي: بعضكم ليُبَطِّئن. * الشيخ: يعني أن يحلَّ محلَّها؟ * الطالب: بعض. * الشيخ: بعض، طيب. اللام في قوله: ﴿لَمَنْ﴾، وفي قوله: ﴿لَيُبَطِّئَنَّ﴾؟ * الطالب: الأولى للتوكيد، الأولى اللي تجيء في ابتداء الكلام. * الشيخ: الأولى لام الابتداء. * الطالب: نعم، وتفيد التوكيد، أما الثانية فهي للقسم، ولو حلَّ مكانها لفظ الجلالة لجاز. * الشيخ: إذن اللام الثانية واقعة في جواب القسم، واللام الأولى لام الابتداء التي هي للتوكيد. هنا إشكال؛ كيف نقول لام الابتداء وليست في ابتداء الكلام؟ * طالب: أتت باسم (إنَّ) المؤخر. * الشيخ: كيف؟ * الطالب: أتت باسم (إنَّ) المؤخر. * الشيخ: لا. * الطالب: يعني لا يُجمع بينها؛ لام التوكيد لا يُجمع بينها وبين (إنَّ). * الشيخ: يعنى أخروها لئلَّا يجتمع في أول الكلام مؤكِّدان، ولهذا يسمِّيها بعضهم: اللام المزحلقة؛ يعني التي دُفِعتْ عن مكانها. لو قال قائل: ما الفائدة من القَسَم في القرآن وهو حقٌّ وصِدقٌ بدون القَسَم؟ * طالب: تبيِّن شك المخاطب فيؤكد بهذا، أو (...) المقسم عليه وأهميته. * الشيخ: يعني القرآن باللسان العربي، ولسان العرب يؤكدون الأخبار بالقسم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب