الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ [النساء ٥٠] ﴿انْظُرْ﴾ الخطاب لمن؟
* طالب: قولان.
* الشيخ: إما للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو لكل من يصح توجه الخطاب إليه، وبالمناسبة نستعيد ما سبق أن الخطاب الموجه للرسول عليه الصلاة والسلام ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما دل الدليل على أنه خاص به، فهذا خاص به مثل ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح ١، ٢] ﴿لَكَ﴾ الخطاب للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هل يشمل الأمة؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: نعم؟ لا، ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ [الشرح ١] يشمل الأمة؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾ [الضحى ٦]؟
* الطلبة: لا يشمل.
* الشيخ: لا يشمل، ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا﴾ [النساء ٧٩] لا يشمل، هذا واضح، هذا خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام بلا نزاع ولا إشكال.
القسم الثاني: ما دل الدليل على أنه عام مثل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ إلى آخره [الطلاق: ١]، فهنا دل الدليل على أن الخطاب ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ ليس خاصًّا به، وجه الدلالة؟
* الطلبة: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾.
* الشيخ: قال: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾ ولم يقل: إذا طلقتَ، ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ إلى آخره.
القسم الثالث: ما لا دليل عليه، أي على الخصوصية أو على العموم، فالعلماء اختلفوا فيه على قولين:
القول الأول: أنه عام موجه لكل من يصح توجه الخطاب إليه.
والقول الثاني: أنه خاص بالرسول، ويكون شموله للأمة من باب العموم المعنوي لا العموم اللفظي؛ وذلك لأن الحكم الثابت في حق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حكم له وللأمة؛ لقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ﴾ [الأحزاب ٢١].
﴿انْظُرْ﴾ من أي الأقسام؟
* طلبة: الثالث.
* الشيخ: الثالث الذي ما فيه الدليل لا على هذا ولا على هذا، والمراد بالنظر هنا ﴿انْظُرْ كَيْفَ﴾ النظر العقلي لا النظر البصري؛ لأن افتراء الكذب على الله عز وجل ليس مما ينظر بالعين ولكنه مما ينظر بأيش؟ بالعقل وعين البصيرة، ﴿انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ بقولهم: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ [آل عمران ٢٤]، وبقولهم: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة ١٨]، وبقولهم: ﴿لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾ [البقرة ١١١]، فانظر كيف يفترون على الله الكذب، وكيف جرأتهم على الله! نعوذ بالله.
﴿وَكَفَى بِهِ﴾ أي: بالافتراء، ﴿إِثْمًا مُبِينًا﴾ هذه الجملة معناها معنى التعجب، يعني ما أكبر هذا الإثم وهو الافتراء على الله؛ لأن الافتراء على الله أعظم افتراء على مفترى عليه، وإذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٠٧)، ومسلم (٣ / ٣) من حديث أبي هريرة.]]، فالكذب على الله أشد وأعظم.
وقوله: ﴿كَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾ ﴿مُبِينًا﴾ هنا بمعنى بيِّنًا، وقد ذكرنا فيما سبق ونعيده الآن: أن (أبان) الرباعي يأتي لازمًا ويأتي متعديًا، فإن كان متعديًا فمعناه الإظهار، (أبان) أي: أظهر، وإن كان لازمًا فمعناه الوضوح، تقول: أبان الفجر، هذا لازم أو متعدٍّ؟
* طالب: لازم.
* الشيخ: لازم، معناه: وضح وتبين.
وتقول: أبان القرآن أن الكذب حرام، بمعنى بيّن وأوضح.
قوله تعالى: ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [الزخرف ٢] من أي النوعين؟
* طالب: من النوعين.
* الشيخ: يشمل هذا وهذا، فهو بين في نفسه مبين لغيره.
* في هذه الآية الكريمة من الفوائد: دعوة الإنسان إلى العجب فيما يتعجب منه، وأن هذا من طرق القرآن؛ لقوله: ﴿انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تعظيم الكذب على الله؛ لأنه لم يؤمر بالتعجب منه إلا لأنه شيء عظيم، والكذب على الله يشمل الكذب عليه في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، وفي أحكامه، وإن شئت فقل: في أحكامه الكونية والشرعية، في ذاته وأسمائه وصفاته، وأحكامه الكونية والشرعية.
فالكذب على الله في ذاته مثل أن يتحدث شخص عن ذات الله عز وجل، فأي إنسان يتحدث عن ذات الله بغير علم فهو كاذب على الله.
الكذب على الله في أسمائه مثل ما فعل المعطلة في قولهم: إن أسماء الله مجرد أعلام لا معنى لها، فيقول: الغفور الرحيم السميع البصير العزيز الحكيم ليس لها معنى، ما هي إلا مجرد علم فقط دلالة على المسمى بها ولا تحمل أي معنى، هذا كذب على الله، كيف تقولون: إنها مجرد أعلام، والله عز وجل يقول في القرآن: إنه بلسان عربي مبين؟! ومقتضى هذا اللسان العربي المبين أن اسم الفاعل يدل على أصل المعنى وثبوت أصل المعنى، ولا يمكن أن يقال لمن لم يضرب: إنه أيش؟ إنه ضارب، ولا لمن لم يسمع: إنه سميع، ثم إن الله قد بين أن هذا المعنى مقصود في قوله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ﴾ ﴿وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾ [المجادلة ١]، ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ﴾ [الزخرف ٨٠] وأمثال ذلك، فهؤلاء الذين قالوا: إن الله أراد بأسمائه مجرد التسمية دون المعنى مفترون على الله الكذب ولّا لا؟ مفترون على الله الكذب.
كذلك في صفاته من حرَّف في صفات الله، وقالوا: المراد بالاستواء الاستيلاء، فهذا مفترٍ على الله الكذب، فالله عز وجل يقول عن نفسه: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف ٥٤]، والقرآن بلسان عربي مبين، واستوى على كذا باللسان العربي معناه أيش؟ علا عليه واستقر عليه، فإذا قالوا: استوى بمعنى استولى، فقد كذبوا على الله، هل أراد الله هذا؟ أبدًا، نحن نجزم أن الله لم يرده، لماذا جزمنا؟ لأن الله قال في القرآن الكريم: إنه بلسان عربي مبين، واللسان العربي المبين لا يقتضي سوى ذلك أنه علا عليه واستقر عليه، ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ [الزخرف ٣] يعني: صيرناه باللسان العربي، لماذا؟ ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ أي: تفهمون معناه على مقتضى هذا اللسان العربي.
والذين يقولون: هذا حرام وهذا حلال بدون علم؟ قد افتروا على الله الكذب، قد افتروا على الله كذبًا لأيش؟ لأنهم ما الذي أدراهم أن الله حرم هذا أو أوجبه؟ ولهذا كان من ورع الإمام أحمد رحمه الله -كما نقله عنه شيخ الإسلام- أنه لا يمكن أن يقول: هذا حرام إلا بما نص على تحريمه، الميتة يقول: إنها حرام؛ لأنه منصوص عليها، نكاح الأم يقول: إنه حرام؛ لأنه منصوص عليه، أما الذي هو نهي فإنه تجده يقول: أكره هذا، لا يعجبني، أستقبحه، وما أشبه ذلك.
ومع هذا فقد حفظ الله له هذا الطريق فقال أصحابه؛ أصحاب الإمام أحمد: إذا قال الإمام أحمد: لا يعجبني فهو للتحريم، وإذا قال: أكره هذا فهو للتحريم، فالله سبحانه وتعالى قد حفظه فيما يريد من الأحكام مع تورعه عن إطلاق الحرام إلا على ما كان مصرحًا به.
فما بالك بمن يقول الآن: قال الإسلام: كذا وكذا، ومع ذلك تجده من أجهل الناس بأحكام الإسلام، ثم ينسب هذا القول الذي قاله وهو خطأ إلى الإسلام! وإذا تبين للناس أنه خطأ فسوف يخطئون الإسلام.
فالحاصل أن الافتراء على الله كذبًا يشمل الكذب عليه في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أحكامه الكونية والشرعية، الشرعية فهمتموها؟ قال: هذا حرام، هذا حلال.
الكونية أن يقول: إن جزاء هذا الذنب كذا وكذا من العقوبات بلا علم، مثل أن يقول: إذا نهر الإنسان والديه تزلزل العرش، تزلزل العرش من قال هذا؟ قاله العامة، العامة يقولون هكذا، من نهر والديه تزلزل عرش الرحمن منه، إذا ركب الذكر على الذكر اهتز العرش، تزلزل العرش، من يقول هذا؟ فأي إنسان يحكم بعقوبة معينة على ذنب بدون علم فقد افترى على الله الكذب.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: تعظيم الكذب على الله عز وجل؛ لقوله: ﴿وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾ يعني: ما أعظمه وما أكثره إذا افترى على الله الكذب أن يأثم هذا الإثم!
عندنا إعراب لهذه الجملة ﴿كَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾ وهي ترد في القرآن كثيرًا ﴿كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [الرعد ٤٣]، وهنا ﴿كَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾ أين الفاعل في ﴿كَفَى﴾؟
* طالب: ضمير.
* الشيخ: فاعلها يكون مجرورًا دائمًا أو غالبًا، فيكون مدخول الباء هو الفاعل بزيادة الباء، ويأتي بعد ذلك الاسم منصوبًا فيقولون: إنه تمييز، وبعضهم يعربه حالًا ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [الرعد ٤٣] أي: حال كونه شهيدًا، وبعضهم يرى أنه تمييز للكفاية؛ لأن الكفاية هى تكون في أي شيء فيميز، ﴿كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ وما أشبه ذلك.
* طالب: قلنا: إن قول الإنسان: أنا مؤمن قد يحتمل التزكية وغيرها، فهل من ذلك لو كان يتكلم عن أهل البدع أو الجماعات المنحرفة فقال: يلزمون –مثلًا- أنهم أهل السنة والجماعة، بل نحن أهل السنة والجماعة، فهل هذا تزكية؟
* الشيخ: هذا ما نعرف ماذا قام بقلبه؟
* الطالب: مجرد الخبر.
* الشيخ: هل مراده أن يخبر بأنه هو من أهل السنة والجماعة أو يريد أن يتفاخر على أهل البدع؟
* الطالب: لا، مجرد الإخبار حتى يقبل الناس إلى قوله.
* الشيخ: لا، هذا خبر، خبرٌ ولا شيء فيه.
* الطالب: يا شيخ، ذكرنا أن الراجح في قول الإنسان: أنا مؤمن إن شاء الله ، أو أنا مؤمن يعود إلى ما يقصده في نفسه، ما يريده إن كان أراد التزكية أو غيرها، فإما (...) أو ما أشبه ذلك، ومن المعلوم أننا لم نؤمر أن نشق عن قلب الإنسان أو عن (...) ما يضمره، عدا ذلك؟
* الشيخ: لا، نحن نتكلم عن قول الإنسان بنفسه ما هو عن حكمنا عليه، عن قول الإنسان نفسه، يعني فرق بين (...) واحد يقول: أنا مؤمن، فأحكم عليه، لا، هو نفسه يقول: هل يجوز لي أن أقول: أنا مؤمن أو لا (...).
ثم قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار: إن الإمام لو قال حال رفعه من الركوع: من حمد الله سمع له، وأن هذا الكلام قد ذكره الشافعي وأجازه، فما رأيكم -حفظكم الله- في هذا الرأي؟
رأيي أنه ليس بصحيح، وأن الإنسان يقول ما جاءت به السنة.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا﴾ [النساء ٥١ - ٥٥].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ وقد سبق الكلام في قوله تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾، وبينا أن هذا يدل على عظم القول على الله عز وجل، وأظن أخذنا الفوائد؟
* من فوائد الآية الكريمة: ﴿انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ تنبيه المخاطب على ما يقتضيه كلام أهل الباطل من الزيغ والضلال؛ لقوله: ﴿انْظُرْ كَيْفَ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تعظيم الكذب على الله عز وجل، ويدخل في ذلك أمور:
* منها: الكذب على الله في أسمائه وصفاته، فيقول مثلًا: إن أسماء الله يراد بها مجرد العَلَم لا الدلالة على الوصف، كما قال ذلك المعتزلة، فيقولون: إن الله سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وهلم جرًّا.
ومن ذلك أيضًا؛ من القول على الله بلا علم: تحريف الكلم عن مواضعه بنفي ظاهره وإثبات ما يخالف ظاهره، كتحريف أهل التعطيل قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف ٥٤] إلى: استولى على العرش، وتحريف اليد إلى النعمة والقدرة وما أشبه ذلك.
ومن ذلك أيضًا: القول على الله بلا علم في أحكامه الشرعية، مثل أن يقول: هذا حلال، وهذا حرام، مع أن الله لم يحله ولم يحرمه، وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النحل ١١٦، ١١٧].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان عظم ما يحصل لهؤلاء من الإثم؛ لقوله: ﴿وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾.
* ومن فوائدها: أن إثم هؤلاء بيِّنٌ ظاهر، ووجه ظهوره وبيانه أنه إذا كان الإنسان -عقلًا- يعني إذا كان الإنسان بدلالة العقل لا يمكن أن يتقول على أحد شيئًا وهو من جنسه فتقوله على الله من باب أعظم وأشد؛ ولهذا قال الله تعالى في رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ﴾ [الحاقة ٤٤] ما هو كل الأقاويل، ﴿لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ [الحاقة ٤٥ - ٤٧].
{"ayah":"ٱنظُرۡ كَیۡفَ یَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَكَفَىٰ بِهِۦۤ إِثۡمࣰا مُّبِینًا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











