الباحث القرآني
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٦) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (٢٧) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (٢٨) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٢٩) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ [النساء ٢٦ - ٣٠].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ ﴿يُرِيدُ﴾ الإرادة هنا إرادة شرعية، فإن إرادة الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين: إرادة كونية وإرادة شرعية، والفرق بينهما: أن الإرادة الشرعية تتعلق فيما يحبه ويرضاه فقط، وقد يقع فيها المراد وقد لا يقع، وأما الإرادة الكونية فتتعلق في كل ما شاء، وقد يكون محبوبًا لله وقد يكون مكروهًا له، ولا بد أن يقع فيها المراد؛ لأنها بمعنى المشيئة، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فإذا كانت الإرادة بمعنى المحبة يعني بمعنى أنه يصح أن يحل محلها (أحب) أو (يحب) فهي إرادة شرعية، وإذا كان يحل محلها (يشاء) أو (شاء) فهي إرادة كونية.
يقول الله عزوجل: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ أي: يحب ذلك، وقد فعل سبحانه وتعالى وبين لنا غاية البيان بلسان عربي مبين، واللام في قوله ﴿لِيُبَيِّنَ﴾ زائدة، زائدة قد تفيد التعليل، وقد لا تفيد التعليل وتكون للتعدية، لكنها لو حذفت فقيل: يريد الله أن يبين لكم كقوله: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ لصح الكلام، لكنها وجدت ويقولون: إن اللام بعد الإرادة زائدة، كل لام جر بعد الإرادة فهي زائدة، (أردت لكذا) أي: أردت كذا.
وقوله: ﴿لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ البيان هنا يشمل البيان اللفظي والبيان المعنوي وكلاهما واقع، قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة ١٦ - ١٩] بيانه يعني إظهاره، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا ألقى عليه جبريل القرآن يتعجل، يسرع، يختطفه منه حُبًّا له وشفقة عليه، يعني حُبًّا للقرآن وشفقة عليه، فقيل له: لا تعجل﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ ﴿عَلَيْنَا﴾ الضمير يعود على الله والمراد جبريل فإنه هو الذي يقرأ على جبريل، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾ أي: قرأه جبريل ﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ البيان اللفظي والمعنوي.
﴿وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ ﴿يَهْدِيَكُمْ﴾ هداية الدلالة وهداية التوفيق، أما هداية الدلالة فهي ما أنزله من الوحي والشرع، وأما هداية التوفيق فهي أن يوفق من شاء من عباده للزوم هذه الهداية، من أمثلة الهداية التي بمعنى الدلالة قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصلت ١٧] ﴿هَدَيْنَاهُمْ﴾ أى دللناهم على طريق الحق لكنهم استحبوا العمى على الهدى.
وأما الهداية بمعنى التوفيق ففي قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص ٥٦] أي: لا توفقه بسلوك طريق الهداية؛ لأن ذلك إلى الله.
﴿وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ ﴿سُنَنَ﴾ جمع (سُنَّة) وهي الطريقة، والمراد بـ (سننهم) ما كانوا عليه من الشرائع، لكن الشرائع تختلف باختلاف الأمم واختلاف الأزمنة والأمكنة؛ ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة ٤٨]، لكن الأصل الناس فيه سواء.
وقوله: ﴿سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ يعني: اليهود والنصارى وغيرهم ممن نزل عليهم الوحي.
﴿وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ بالنصب ﴿يَتُوبَ﴾ عطفًا على ﴿يُبَيِّنَ﴾ يعني: ويريد ليتوب عليكم، أي: يوفقكم للتوبة. وتوبة الله على العبد نوعان: توبة توفيق للتوبة، وتوبة قبول للتوبة؛ فمن الأول قوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا﴾ [التوبة ١١٧] ﴿تَابَ عَلَيْهِمْ﴾ أي وفقهم للتوبة ليتوبوا، ومن الثاني التوبة التي هي قبول توبة التائبين قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾ [الشورى ٢٥]، والآية في قوله: ﴿وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ هنا تشمل المعنيين.
﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ ﴿عَلِيمٌ﴾ العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه، فخرج بقولنا: (إدراك) الجهل؛ لأنه ليس بإدراك، وخرج بقولنا : (على ما هو عليه) الجهل المركب؛ لأن الجاهل المركب يدرك الشيء على خلاف ما هو عليه، والله سبحانه وتعالى عليم أي ذو علم، وقد بين الله سبحانه وتعالى في آية أخرى أن علمه واسع شامل محيط بكل شيء جملة وتفصيلًا؛ ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام ٥٩].
﴿حَكِيمٌ﴾ أي: ذو حكم وحكمة، وقد سبق لنا شرح ذلك، وبينا أن حكمة الله عز وجل تكون في الحكم الشرعي والحكم الكوني وأنها تكون على صورة الشيء وعلى الغاية منه أي: صورية وغائية.
* في هذه الآية من الفوائد: إثبات الإرادة لله؛ لقوله: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ وهذه الإرادة، هل هي أزلية أو هي حادثة؟
نقول: الإرادة نوعان: إرادة أزلية، وإرادة حادثة، فالإرادة المقارنة للفعل إرادة حادثة، والإرادة السابقة إرادة أزلية، ويظهر لك هذا بالمثال: أنت الآن تريد أن تصلي العشاء، هذه إرادة سابقة على الفعل، فإذا أُذِّنَ قمت إلى الصلاة فصليت، هذه إرادة مقارنة للفعل، فإرادة الله المقارنة لفعله هذه حادثة، وإرادته الأزلية السابقة لفعله وهو موجد سبحانه وتعالى لكل ما سيكون هذه إرادة أزلية.
* ومن فوائد الآية الكريمة: سعة رحمة الله عز وجل بعباده؛ حيث أراد أن يبين لهم، لأن هذا من لطفه وكرمه أن لا يدع الناس على جهلهم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ليس في الشرع شيء مجهول لكل أحد؛ لقوله: ﴿لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ فالشرع لا يمكن أن يكون خفيًّا على كل أحد، لكنه يخفى على الإنسان لأسباب؛ إما قلة العلم، وإما قصور الفهم، وإما التقصير في الطلب، وإما سوء القصد. أربعة أسباب لخفاء الحكم الشرعي على الإنسان له أربعة أسباب: الأول: قلة العلم مثل أن يكون الإنسان لم يراجع ولم يطالع ولم يستوعب كتب العلماء، هذا تخفى عليه الأحكام الشرعية لقلة علمه. أو قصور فهمه، يكون عنده علم واسع لكنه حجر لا يفهم، هذا أيضًا يفوته شيء كثير من الأحكام الشرعية. أو لتقصير في الطلب، إنسان مقصر عنده علم، عنده فهم لكن ما يحرص على أن يحقق المسائل وينقحها ويحررها، فيفوته شيء كثير. الرابع: سوء القصد، بحيث لا يريد إلا نصر رأيه فقط، فهذا -والعياذ بالله- يحرم الخير، ويحرم الصواب. طيب ما دواء هذه العلل والآفات؟
الأول؛ قلة العلم دواؤه كثرة العلم؛ أن يراجع الإنسان ويطالع كتب العلماء كتب الحديث، كتب التفسير، يراجع، قصور الفهم، هذا مشكل لأنه غريزة، لكن ثقوا بأنه بالتمرن يحصل على قوة الفهم، بالتمرن يحصل على قوة الفهم، وأضرب لكم مثلًا: لو أن الإنسان راجع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، أول ما يراجعها لقال: هذه فيها ردم يأجوج ومأجوج، ما يمكن نفهمها، لكن مع التمرن عليها يفهمها.
لأسباب؛ إما قلة العلم، وإما قصور الفهم، وإما التقصير في الطلب، وإما سوء القصد؛ أربعة أسباب لخفاء الحكم الشرعي على الإنسان له أربعة أسباب:
الأول: قلة العلم؛ مثل أن يكون الإنسان لم يراجع ولم يطالع، ولم يستوعب كتب العلماء، هذا تخفى عليه الأحكام الشرعية لقلة علمه.
أو: قصور فهمه؛ يكون عنده علم واسع، لكنه حجر لا يفهم، هذا أيضًا يفوته شيء كثير من الأحكام الشرعية.
أو: لتقصيره في الطلب، إنسان مقصّر عنده علم، عنده فهم، لكن ما يحرص على أن يحقق المسائل وينقّحها ويحرّرها، فيفوته شيء كثير.
الرابع: سوء القصد، بحيث لا يريد إلا نصر رأيه فقط، فهذا -والعياذ بالله- يُحرم الخير ويحرم الصواب.
ما دواء هذه العلل والآفات؟ الأول: قلة العلم، دواؤه كثرة العلم، أن يراجع الإنسان ويطالع كتب العلماء، كتب الحديث، كتب التفسير، يراجع، قصور الفهم؟
* طلبة: (...).
* الشيخ: هذا مشكل؛ لأنه غريزة، لكن ثقوا بأنه بالتمرّن يحصل على قوة الفهم، بالتمرن يحصل على قوة الفهم، وأضرب لكم مثلًا: لو أن الإنسان راجع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية أول ما يراجعها لقال: هذه فيها ردم يأجوج ومأجوج، ما يمكن نفهمها، لكن مع التمرّن عليها يفهمها، وتكون عنده كالفاتحة، إذن الفهم يحتاج إلى تمرين، ومن تمارين الفهم المناقشة مع الناس، يناقش؛ لأنه كثيرًا ما يغيب عنك شيء من العلم، وبالمناقشة يتبين لك شيء كثير؛ فهم.
الثالث: التقصير في الطلب، دواؤه الجد والاجتهاد، اجتهد لا تتوانَ، ثم التقصير في الطلب ليس معناه قلة الطلب؛ حتى عدم الترتيب في الطلب، هذا أيضًا يضر بالإنسان ينقّص العلم، بعض الناس مثلًا إذا أراد أن يراجع مسألة في الكتب الكبيرة صار يستعرض الفهرس يجد بحثًا، ثم يروح يبحث فيه، وينسى الأول، الحاجة الأولى ينساها، وهذا خطأ، هذا هو اللي يقطع الأوقات عليك تقطيعًا، ما دمت تريد تحقيق مسألة فأغمض عينيك عما سواها وإلا ستكون كالذي يلقّط الجراد من أرض جرداء ما تحصّل شيئًا، افرض أنت تريد أن تطالع مسألة في الطهارة، أنت تراجع الفهرس مرّ عليك مسألة غير التي تريد اكتب: أراجع هذه، وهذا مبحث طيب، أبغي أشوف ويش يقول المؤلف، يضيع عليك الوقت، هذا من التقصير في الطلب، ما هو تقصير كمي، ولكنه تقصير كيفي.
الرابع: سوء القصد، هذا بعد علة، سوء القصد يحتاج إلى إخلاص ونصح لله عز وجل، فإذا قصد الإنسان حفظ الشريعة ونفع الخلق، وأن يرث الأنبياء سهل عليه حسن القصد؛ لأنه إذا علم أن الإنسان إذا طلب العلم لغير الله فإنه يحرم الخير وعليه الوعيد، وأن الله ينزع بركة العلم منه حرص على أن يكون قصده حسنًا، فهذه الأمور الأربعة هي التي يُحرم الإنسان إياها في عدم تبيُّن الأحكام الشرعية وإلا فالله عز وجل تكفل ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ [النساء ٢٦].
* من فوائد هذه الآية الكريمة: كمال هذه الأمة وشريعتها؛ لقوله: ﴿وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [النساء ٢٦] فما من خير كان عليه الأمم إلا ولهذه الأمة منه نصيب.
﴿وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ وقد مثَّل النبي عليه الصلاة والسلام نفسَه مع الأنبياء قبله بقصر مشيد يُعجب الناظرين إلا أنهم إذا طافوا به قالوا: هذا القصر كامل إلا موضع هذه اللبنة؛ لأنها عيب. قال: «فَأَنَا اللَّبِنَةُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٥٣٥)، ومسلم (٢٢٨٦ / ٢٢) من حديث أبي هريرة.]] تمم الله به مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، فكمل القصر به عليه الصلاة والسلام، ويدل لذلك أيضًا قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [البقرة ١٨٣] لماذا قال: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾؟ إشادة بهذه الأمة، وأنها كمّلت لها الفضائل التي لغيرها وتسلية لها أيضًا؛ يعني لا تظنوا أن تكليفنا إياكم بالصيام خاص بكم، بل لكم ولغيركم.
* من فوائد هذه الآية: أن الله عز وجل يحب التوابين، من أين نأخذها؟
* طالب: لأن الله سبحانه بيّن بأنه يريد أن يتوب على الناس، وما أراده الله عز وجل لا شك في أنه مطلوب منا.
* الشيخ: إي، هذه إرادة المحبة، إذن فالله تعالى يحب منا أن نتوب، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة ٢٢٢].
* ويتفرع على هذا: غاية الكرم في الله عز وجل؛ وجهه: أن التوبة له ولَّا لنا؟
* طلبة: لنا.
* الشيخ: من الذي يعود عليه نفعها؟ نحن، وهو يحبها لمصلحتنا، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام: «أَنَّ اللَّهَ يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ كَمَا يَفْرَحُ الرَّجُلُ الَّذِي أَضَلَّ نَاقَتَهُ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ فَطَلَبَهَا فَلَمْ يَجِدْهَا فَاضْطَجَعَ تَحْتَ شَجَرَةٍ يَنْتَظِرُ الْمَوْتَ قَدْ أَيِسَ مِنَ الْحَيَاةِ، فَإِذَا بِخِطَامِ نَاقَتِهِ فَأَخَذَ بِهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٦٣٠٩)، ومسلم (٢٧٤٧ / ٧) والسياق له، من حديث أنس بن مالك.]]. لا بد يكونوا مستعدين له؛ يعني كأنهم مستعدون لإنذار الله إياهم، مستعدون للإنذار، ما أرى هذا، والحمد لله اللي قائم يصلي، والذي نائم معذور، وهي فرض كفاية ما هي فرض عين على..
* طالب: شيخ، إذا أخبرني ثقة متيقن يا شيخ..
* الشيخ: إنه؟
* الطالب: إنه انخسف القمر، وانكسفت الشمس تلزمني الصلاة يا شيخ؟
* الشيخ: بعدما انتهى وقته؟
* الطالب: لا، الآن هو انخسف القمر فجأة، يعني ما هو بأذان، فهل يلزمني؟
* الشيخ: بس ما شفته أنت؟
* الطالب: ما شفته.
* الشيخ: لكن ثقة هذا اللي قال لك؟
* الطالب: ومتيقن.
* الشيخ: إي، ما يخالف، معناه أنه يصلي مثل ما لو أخبرك بدخول الوقت.
* طالب: هل نصلي في البيت يا شيخ، يصح؟
* الشيخ: يصح لعموم قوله: «فَصَلُّوا»[[جزء من حديث متفق عليه؛ البخاري (١٠٤١)، ومسلم (٩١١ / ٢٢) من حديث أبي مسعود البدري.]] لكن السنة الاجتماع.
* طالب: في ورق عندك يا شيخ (...).
* الشيخ: يجب، والعقيقة لا تجب لأن المطالب بها الأب، تغيير الاسم إذا كان الاسم هذا من أسماء غير المسلمين يغيره إلى اسم إنسان مسلم، إلى اسم مسلم.
* طالب: مباشرة؟
* الشيخ: مباشرة. نعم، أيش؟
* الطالب: الختان؟
* الشيخ: الختان مباشرة.
* الطالب: يخاف يا شيخ؟
* الشيخ: من اللي يخاف؟
* الطالب: هذا الذي أسلم حديثًا.
* الشيخ: المسلم عن رغبة ما هو بخايف؛ لأن العملية الآن سهلة ولله الحمد، نعم، إذا شفنا إن إسلامه هش نصبر شوية، من عليه الدور؟
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء ٢٧] قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾.
* طالب: شرح الفوائد، الفوائد.
* الشيخ: ما كملت؟
* طالب: أخذنا خمس فوائد.
* الشيخ: ما هي؟
* طالب: أولًا: إثبات الإرادة لله.
ثانيًا: سعة رحمة الله عز وجل بعباده.
ثالثًا: أنه ليس في الشرع شيء مجهول لكل أحد.
رابعًا: كمال هذه الأمة وشريعتها.
الخامسة: أن الله عز وجل يحب التوابين.
* الشيخ: تمام، زين.
* من فوائد هذه الآية: إثبات اسمين من أسماء الله وهما: العليم والحكيم، وما تضمناه من وصف، فالعليم تضمن العلم، والحكيم تضمن الحكم والحكمة؛ لأنه مشتق من الحكم والحكمة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: اقتناع الإنسان بما يُجري الله عز وجل من حكم شرعي وحكم كوني، وجه ذلك: أن ما يجريه الله عز وجل من الأحكام مقرون بأيه؟
* طلبة: بالحكمة.
* الشيخ: وإذا علمت ذلك اقتنعت سواء كان هذا في الأحكام الكونية أو في الأحكام الشرعية حتى المصائب التي تنال العباد لا شك أن لها حكمة يقتنع الإنسان بوجودها ولا يعترض، لا يعترض على الله تعالى به.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة المسلكية: مراقبة الله عز وجل، مراقبة الله في السر والعلانية، من أين تؤخذ؟ من ثبوت صفة العلم؛ لأنك متى علمت أن الله عالم بك فإن ذلك يوجب لك مراقبة الله سبحانه وتعالى؛ ألا يفقدك حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى التوبة، وقد مر علينا ذلك قريبًا، وبينّا أن شروط التوبة كم؟
* طلبة: خمسة.
* الشيخ: خمسة.
{"ayah":"یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیُبَیِّنَ لَكُمۡ وَیَهۡدِیَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَیَتُوبَ عَلَیۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق