الباحث القرآني
ثم قال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ الخطاب لمن؟ لكل المؤمنين، ونحن إن شاء الله تعالى منهم، فالخطاب إذن موجه إلينا وإلى غيرنا من كل مؤمن، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ واعلم أن تصدير الله تعالى الخطاب بالنداء يدل على أهميته؛ لأن النداء يلفت سمع السامع ويتجه إلى المنادي: ماذا تريد؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾.
ثم اعلم أن تخصيص النداء بالمؤمنين يفيد أنهم هم الأهل، لتوجيههم مثل هذا الخطاب؛ لأنهم مؤمنون ينفذون أمر الله إن كان أمرًا، ويتركون نهيه إن كان نهيًا، ويتأدبون بخلقه إن كان خلقًا، فكانوا أهلًا لأن يوجه الخطاب إليهم، وكفى شرفًا بالإيمان أن يوجه الله الخطاب إلى المتصفين به ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، شرف عظيم أن يوجه رب العالمين إليك خطابًا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾.
ويدل أيضًا -تخصيصه بالمؤمنين- على أن ما ذكر من مقتضيات الإيمان، وأن مخالفته تنقص الإيمان.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾، ﴿قَوَّامِينَ﴾ فعالين، يعني هي صيغة مبالغة، ويحتمل أن تكون على سبيل النسبة، أي من ذوي القوامة ﴿قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾، والقسط هو العدل كما قال الله تعالى: ﴿وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران ٢١] فالقسط هو العدل، والإقساط؟
* طالب: (...).
* الشيخ: الجور ولّا الظلم؟
* طالب: (...).
* الشيخ: الجور، ما دليلك؟
* طالب: (...).
* الشيخ: الإقساط؟ القسط معناه العدل أليس كذلك؟ وأما أقسط فبمعنى؟
* طالب: (...).
* الشيخ: أقسط بمعنى عدل، وقسط بمعنى جار، ولهذا جاءت الأولى جاء اسم الفاعل منها على وزن مُفْعِل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [المائدة ٤٢] وجاء اسم الفاعل من الثاني على وزن فاعل ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن ١٥]، ﴿بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ﴾ حال من فاعل ﴿قَوَّامِينَ﴾، ويحتمل أن تكون خبرًا ثانيًا لقوله: ﴿كُونُوا﴾ لكن كونها حالا أولى.
﴿شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾ أي تشهدون بالقسط لله عز وجل، لا يحملكم على هذا رياء ولا سمعة ولا دنيا ولا غير ذلك، شهداء لله فقط كما في قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ﴾ [الطلاق ٢].
﴿وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ الشهادة على النفس ممكن؟ إي نعم، اشهد على نفسك قبل أن تشهد نفسك عليك، والشهادة على النفس هي الإقرار؛ بأن يقول: فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا، هذه الشهادة على النفس هي الإقرار، ﴿أَوِ الْوَالِدَيْنِ﴾ يعني الأم والأب، حتى على الأم والأب اشهد، لكن تزعل الأم؟ ولو زعلت؟ لأن رضى الله مقدم على رضى الوالدين. ﴿وَالْأَقْرَبِينَ﴾ مثل الإخوان والأبناء والأجداد والأعمام والأخوال والخالات والقرابة الذين ليسوا بأقربين من باب أولى، لكن الله نص على ذلك لأن النفس قد تميل فيهم فلا تشهد بالعدل، ﴿وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾.
ثم أشار سبحانه وتعالى إلى أمر مهم يحمل على الشهادة للمشهود له أو عليه فقال: ﴿إِنْ يَكُنْ﴾ من؟ المشهود عليه أو المشهود له ﴿إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا﴾؛ لأن من الناس من يشهد للغني لغناه أو للفقير لفقره، أو يشهد على الغني لغناه أو على الفقير لسبب من الأسباب، فالله أمر بأن نشهد على هؤلاء ولو كان الإنسان غنيا أو فقيرا؛ لأن أمرهما إلى خالقهما عز وجل، ولهذا قال: ﴿فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا﴾، لا يهمك، لا تقل: أشهد للفقير لأنه فقير محتاج وصاحب عائلة، نقول: ولاية الله لهم خير من شهادتك.
ثم قال: ﴿فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى﴾ لا تتبعوا الهوى، أي هوى النفس، وهو ميل الإنسان إلى ما يخالف الشرع، هذا هو الهوى المذموم؛ بأن يميل الإنسان إلى ما يخالف الشرع، يقول: ﴿لَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى﴾.
وقوله: ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾ ولّا: إن تعدلوا؟
* الطلبة: (...).
* الشيخ: نعم، لا اللي عندنا ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾ هل المعنى كراهة أن تعدلوا أو لأجل أن تعدلوا؟
* طالب: الأول.
* الشيخ: هو ليس أحد يريد أن يكره العدل، لكن لما أمر الله بالشهادة على النفس والوالدين والأقربين، وبين أن الله تعالى هو الذي يتولى الجميع، ونهى من اتباع الهوى قال: ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾، يعني إن أردتم العدل فلا تتبعوا الهوى، وعلى هذا فيجوز أن نقول: التقدير: كراهة أن تعدلوا، يعني أننا أمرناكم أو نهيناكم عن اتباع الهوى كراهة أن تعدلوا أو لأجل أن تعدلوا؟
* الطلبة: (...).
* الشيخ: نعم (...) لا يحتمل على هذا التقدير، أي من أجل أن تعدلوا، والعدل هو الاستقامة، والمراد به في باب الأحكام الحكم بما دل عليه الكتاب والسنة.
﴿وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ إن تلووا، أي تنحرفوا في الشهادة فتزيدوا فيها أو تنقصوا منها أو تعرضوا عن الشهادة بحيث لا تؤدونها، فهذا الوعيد ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾، وماذا يكون إذا كان الله بما نعمل خبيرًا؟ الجزاء، وهذا من أشد ما يكون من الوعيد؛ لأن من علم أن الله تعالى خبير بعمله فلا يتجاسر أبدًا أن يخالف أمر الله عز وجل.
* طالب: قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ تمر علينا كثيرًا هذه الآية فنقول: إنها (كان) هنا مسلوبة الزمان، فهل هذا بداية توهم أم يوجد في اللغة العربية؟
* الشيخ: لا، هي في اللغة العربية في هذا: كان فلان مضيافًا، لإثبات كونه كريمًا يضيف الناس.
* طالب: (...) الآية بقوله: ﴿تَعْدِلُوا﴾ فيكون التقدير: فلا تتبع لهواك (...)؟
* الشيخ: زين..
* طالب: بعض المشايخ يفسر ما يذكر أي شيء ولا مدح ولا ذم.
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: ما يذكر في تفسيره، يعني بعضهم يفسر القرآن يذكر قوله وفقط، يعني لا يقول: ابن كثير أو قال شيخ الإسلام أو قال كذا أو قال كذا، حتى النبي ﷺ، تفسير الصحابة عن النبي ﷺ لا يذكره (...).
* الشيخ: إن المفسرين ينقسمون إلى قسمين: مفسر بالنظر، ومفسر بالأثر، المفسر بالأثر لا بد أن يذكر الآثار، مثل على رأسهم محمد بن جرير رحمه الله، والمفسر بالنظر يفسر بما يقتضيه نظره.
الجزع، وهذا من أشد ما يكون من الوعيد؛ لأن من علم أن الله تعالى خبير بعمله فلا يتجاسر أبدًا أن يخالف أمر الله عز وجل.
* طالب: شيخ، قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء ١٣٤] تمر علينا كثيرًا مثل هذه الآيات فنقول: إنها ﴿كَانَ﴾ هنا (...) فهل هذا يحتاج لتوهم أم أنه يرد اللغة العربية بهذا؟
* الشيخ: لا، يرد في اللغة العربية بهذا، يرد: كان فلان مضيافًا؛ لإثبات كونه كريمًا.
* طالب: شيخ، ما يحتمل أيضًا في قوله: ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾ [النساء ١٣٥] بأن يكون منصوبًا بنزع الخافض والتقدير: فلا تتبع الهوى؟
* الشيخ: زين.
* طالب: بارك الله فيكم، بعض المشايخ يفسر ما يذكر أي شيء؛ يعني ما يذكر صحابيًّا، ولا نقل، ولا يذكر..
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: ما يذكر في تفسيره، يعني عندما يفسر بعضهم القرآن على طريقته هو فقط؛ يعني لا يقول: ابن كثير، أو قال شيخ الإسلام، أو قال كذا، أو قال كذا، ما يذكر أي شيء حتى النبي ﷺ يعني في تفسير الصحابة، نقلوا عن النبي ﷺ ما يذكره، ما رأيكم في هذا؟
* الشيخ: رأيي أن المفسرين ينقسمون إلى قسمين: مفسِّر بالنظر، مُفسِّر بالأثر؛ المفسر بالأثر لا بد أن يذكر الآثار، مثل: وعلى رأسهم: محمد بن جرير رحمه الله، والمفسّر بالنظر: يُفسّر بما يقتضيه نظره.
* الطالب: بما يراه يعني؟
* الشيخ: إي نعم، لكن يعني ما يلزم أن يكون تفسيره باطلًا.
* طالب: ﴿وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ [النساء ١٣٥] يا شيخ، جزاك الله خيرًا، لو شرطية، وما هو فعل الشرط وجوابه؟
* الشيخ: هو ما سبق لنا مثل هذا يا جماعة؟ (...)؟ سبق لنا مثل هذا وقلنا: إن الصحيح أنها لا تحتاج إلى جواب.
* الطالب: وكان يا شيخ فعل..
* الشيخ: هذه ما هي مشكلة، ولو كان على أنفسكم، ما هي مشكلة.
* طالب: ﴿وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾.
* الشيخ: الجار والمجرور متعلق بمحذوف.
* طالب: وجوابه؟
* الشيخ: أما الجواب فقيل: إن الجواب محذوف دلّ عليه ما قبله.
والتقدير: ولو كان على أنفسكم فكونوا قوّامين، والصحيح أنها لا تحتاج.
* طالب: في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء ١٣٥]. قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ هل هو جزاء الشرط، أم أن الجزاء محذوف، وهذا حل محله؟
* الشيخ: لا، الصحيح أنه غير محذوف؛ وأن الحكم يُؤخذ من مثل هذا كقوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة ٣٤].
* طالب: أحسن الله إليكم، كثير من الأصوليين يحتج أو يستدل بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة ١٠٤] على أن الكفار لا يخاطبون (...)؟
* الشيخ: هذا بسيط، نرد عليه بقوله تعالى في آيات متعددة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ [البقرة ٢١] وتخصيص بعض أفراد العام لا يدل على التخصيص.
* طالب: قلنا: أقسط بمعنى عدل كقوله تعالى: ﴿فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا﴾ [الحجرات ٩] هنا بيصير فيه ترادف فاعدلوا وأقسطوا؟
* الشيخ: وين الترادف؟
* طالب: ﴿فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ﴾ [الحجرات ٩] واعدلوا؟
* الشيخ: نعم، هذا صلح.
* الطالب: كيف يقول يعني؟
* الشيخ: هل يمنع التكرار لإثبات الحكم؟ لأن المسألة خطيرة، نحن لا نتصور كيف يكون الأمر في طائفتين كبيرتين من المؤمنين اقتتلوا، وبغت إحداهما على الأخرى، أمر شديد فلا بد من التأكيد.
* * *
قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ ما معنى قوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ﴾؟
هذا الاستفهام.
* طالب: أي: لا أحسن.
* الشيخ: أي: لا أحسن.
* الطالب: الاستفهام إذا أشرب معنى النفي..
* الشيخ: يعني فهو استفهام بمعنى النفي.
لماذا يُعدل عن التعبير بالنفي الذي هو الأصل إلى الاستفهام؟
* الطالب: لأنه أبلغ؛ لأنه يفيد التحدي.
* الشيخ: أبلغ بأيش؟
* الطالب: في المعنى.
* الشيخ: المعنى هنا ما هو؟
* الطالب: أي ما أحسن.
* الشيخ: يعني أبلغ في النهي، كأن المتكلم يتحدى المخاطب فيقول: أرني ما هو أحسن؛ وعلى أي شيء نصب قوله: ﴿دِينًا﴾؟
* الطالب: تمييز لـ﴿أَحْسَنُ﴾.
* الشيخ: تمييز لـ﴿أَحْسَنُ﴾. هل يمكن أن نأخذ من هذا قاعدة أن ما نُصب بعد أحسن فهو تمييز؟
* طالب: كل ما نصب بعد أفعل التفضيل فإنه ينصب على التمييز.
* الشيخ: إذا كان مُبيّنًا له، كذا؟ طيب، بارك الله فيك.
﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ [النساء ١٣٠] هل في هذه الجملة حث على التفرق أم ماذا؟
* طالب: إي نعم؛ لأن الله سبحانه وتعالى بيّن أنهما إذا تفرقا فإن الله سبحانه وتعالى يُغني كل واحد منهما يعني من سعته، يعني إذا..
* الشيخ: لكن هل هي للترغيب في التفرق، أو للتسلية عند التفرق؟
* الطالب: للتسلية عند التفرق.
* الشيخ: أضربت عن الأول؟
* الطالب: لا، إذا صعب حالهما بين الزوجين فالتفرق أحسن من.. إي نعم.
* الشيخ: إي نعم، ما فهمنا شيئًا!
* طالب: دفعًا لليأس.
* الشيخ: إي، يعني: إذن تسلها عند التفرق؛ لكن لو قال قائل: إنه ترغيب في التفرق؟
* طالب: شيخ، يمكن أن يقال: هو ترغيب في التفرق لمن لم يمكن العيش بينهما؛ يعني بين الزوجين، إذا تعذر العيش والمعاشرة بالطيب فإنه حينئذٍ..
* الشيخ: يعني معناه: إذا رغب كل منهما في التفرق فهذا؟
* الطالب: فالأفضل لهما أن يتفرقا.
* الشيخ: فالأفضل أن يتفرقا.
* الطالب: وهو حث لهما على..
* الشيخ: على التفرق.
* الطالب: التفرق في حال؛ وهو عدم إمكانية المعاشرة بينهما؛ أن تكون المعاشرة يعني مثلًا وجودهما مع بعض مما..
* الشيخ: يزيد الأمر شدة.
* الطالب: نعم، فحينئذٍ يرغبون في التفرق، وهذا خلافًا للنصارى.
* الشيخ: ما وصلنا إلى الخلاف والوفاق!! المهم على كل حال صارت الآية تحتمل هذا وهذا؟ يعني حسب الحال.
* الطالب: هكذا.
* الشيخ: إن كانا قد ندما، أو ندم أحدهما، أو خاف من فصم العُرى بينهما فيقال: إن الله سبحانه وتعالى قدّر التفرّق؛ ولكنه يعدكما بأن يغني كل واحد منكما من سعته. وأما إذا كان الفراق خيرًا؛ فهو ترغيب في الفراق، فالآية هنا على حسب الحال.
* طالب: ﴿وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ﴾ [النساء ١١٥].
* الشيخ: و﴿نُوَلِّهِ﴾.
* طالب: و﴿نُوَلِّهِ﴾ كذلك.
* الشيخ: ﴿نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ﴾ [النساء ١١٥]؛ وهذا التسكين للتخفيف.
يقول عز وجل: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ﴾ [النساء ١١٤] ﴿إِلَّا مَنْ أَمَرَ﴾ هل الآمِر من النجوى حتى يصح الاستثناء؟ إلا من أمر يعني لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر، كيف تُستثنى الذات من المعنى؟
* الطالب: لأن الذات يأمر بالمعنى.
* الشيخ: لا، الذات ذات، (من) اسم موصول.
* طالب: فهو إلا من أمر بشيء؛ إلا من أمر بصدقة أو معروف، فهو يأمر بصدقة، أو معروف.
* طالب آخر: إذا فسّرنا النجوى بمعنى: المتناجين؛ فالاستثناء يعني على الأصل، أما إذا فسرنا النجوى: بالمصدر؛ فيكون هنا على تقدير إلا مناجاة من أمر.
* الشيخ: أو نجوى من الأمر؛ إذا قلنا: النجوى هنا اسم للمتناجين؛ صار الاستثناء على ما هو عليه؛ لأنه استثناء ذات من ذات.
وأما إذا جعلنا النجوى هنا من الفعل الذي هو التناجي، فيكون التقدير إلا نجوى من أمر بصدقة.
قوله: ﴿إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ﴾ يقتضي أن من أمر بصدقة ففي أمره الخير على كل حال مع أن النجوى التي غير أمر الصدقة وما ذكر معها الكثير لا خير فيه.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: الآن نجوى بني آدم، كلام بني آدم، لا خير في كثير منهم.
* طالب: إلا من أمر بصدقة، أو معروف، أو إصلاح بين الناس.
* الشيخ: فكل أمر بصدقة فيه خير؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: طيب كل أمر بالمعروف فيه خير؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: كل إصلاح بين الناس فيه خير؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: صحيح، إذن ما فائدة قوله: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء ١١٤]؟
* طالب: لأن الأمر بالصدقة وبالمعروف والإصلاح بين الناس هذا فيه نفع متعدٍّ.
* الشيخ: فهي خير.
* الطالب: فهي خير بحد ذاته، فإن ابتغى وجه الله فإنه يزداد الخير له، وإلا يبقى النفع متعديًا.
* الشيخ: إي، تبقى الخيرية في النفع المتعدي؛ فإن كان ذلك ابتغاء مرضات الله ازداد أجرًا، بارك الله فيك.
هل يستفاد من الآية أن الأولى الإقلال من الكلام؟
* الطالب: نعم؛ لأنه لا خير في كثير من نجواهم.
* الشيخ: أحسنت.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١٣٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (١٣٧) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [النساء ١٣٦ - ١٣٩].
* الشيخ: أحسنت. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ الفوائد؛ أبدًا؟ من أين؟
نبدأ بفوائد الآية السابقة، ونسأل الله الإلهام والتوفيق.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾ [النساء ١٣٥].
* في هذه الآية الكريمة من الفوائد: وجوب إقامة الشهادة؛ لقوله: ﴿كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾.
* ومن فوائدها: وجوب العدل فيها بحيث لا يزيد فيها ولا ينقص، ولا يأبى أن يؤديها عند الحاجة إليها؛ لأن هذا كله داخل في قوله: ﴿قَوَّامِينَ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب العدل في أداء الشهادة، ومنه ما ذكره في قوله: ﴿وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى الإخلاص في أداء الشهادة؛ لقوله: ﴿شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾ فلا تظن أن الشهادة مجرد شهادة للغير أو على الغير، لا، ابتغها قربة إلى الله عز وجل مخلصًا بها لله لامتثال أمره بأدائها.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: وجوب الإقرار على من عليه حق؛ لقوله: ﴿وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾. فيجب على الإنسان أن يُقرّ بالحق الذي عليه ولو كان مرًّا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الإقرار شهادة؛ لقوله: ﴿وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ وذلك أن الإنسان في الواقع إما أن يضيف الشيء إلى نفسه، أو على نفسه، أو لغيره على غيره.
هذه ثلاثة أنواع: إما أن يضيف الشيء إلى نفسه، أو على نفسه، أو لغيره على غيره.
فالأول: دعوى، إذا أضاف الشيء لنفسه قال: هذا لي، أو أنا أطلبك مئة ريال، أو ما أشبه ذلك، هذه دعوى تحتاج إلى بينة، وطريق حكم حسب ما تقتضيه الشريعة.
أو يُضيف الشيء أيش؟ على نفسه، وهذا إقرار مثل أن يقول: لفلان عليّ كذا.
أو يضيف الشيء لغيره على غيره، وهذا شهادة، يشهد بالشيء لفلان على فلان؛ وكلها تعتبر شهادة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: وجوب الشهادة على الوالدين والأقربين بما يلزمهم؛ لقوله: ﴿أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾. وعلى هذا فتقبل شهادة الولد على والديه؛ وهل تقبل لهما؛ للوالدين؟
في هذا خلاف بين العلماء:
منهم من قال: لا تُقبل سدًّا للباب، ودفعًا للتهمة.
ومنهم من فصّل؛ فقال: إذا علم أن الوالدين أهل تُقى وصلاح، وأنهما لن يدّعيا ما ليس لهما، وأن الولد أيضًا على جانب كبير من التقى والأمانة فإن الشهادة للوالدين تقبل؛ لأن العلة -وهي التهمة- مفقودة في مثل هذه الصورة.
ولكن أكثر العلماء -فيما أظن- على رد قبول شهادة الإنسان لوالديه سدًّا للباب؛ ولأن مقياس الأمانة، أو عدم الأمانة أمر يصعب.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى نهى عن المحاباة للغنى أو للفقر؛ من أين؟
* طالب: ﴿إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا﴾.
* الشيخ: * ومن فوائدها: أن الله سبحانه وتعالى هو الوليّ على كل أحد، فلا تحابِ أحدًا لغناه ولا لفقره؛ فالله ولي الجميع.
ومن هنا نأخذ فقه ما يروى عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله حين قيل له: ألا توصي لأولادك؟ قال: لن أوصي لهم؛ إن كان أولادي صالحين فالله يتولى الصالحين؛ وولاية الله لهم خير من ولايتي، وإن لم يكونوا صالحين، فلا أعينهم على فسقهم؛ وهذا من فقهه رحمه الله، خلافًا لما يفعل الناس الآن من محاباة القريب، والولد، والوالد، ولو كانوا من أفسق عباد الله.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تحريم ما يسمى بالاشتراكية؛ لأن دعاة الاشتراكية -والحمد لله أنها خمدت نارهم- يقولون: إننا نريد أن نرحم الفقير لنأخذ من مال الغني، ونعطيه الفقير رحمة به؛ فيقال: إن الله أولى به منكم، والله عز وجل له حكمة في جعل الناس بعضهم فقيرًا وبعضهم غنيًّا، وقد أشار الله إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ [الزخرف ٣٢].
﴿سُخْرِيًّا﴾ أي: يُسخّر بعضهم بعضًا؛ لأنه لو كان الناس على حد سواء ما استقامت الأمور، من يبني لك بيتك إذا كان الناس كلهم أغنياء؟ ومن يبني لك بيتك إذا كانوا كلهم فقراء؛ لأنك ما عندك شيء تبنيه؟ فالله عز وجل له حكمة في اختلاف الطبقات، لكن مع ذلك لم يضيع حق الفقير، فأوجب الزكاة، وأوجب دفع الضرورة، وأوجب النفقة على الأقارب، وأوجب النفقة على الأزواج، وما أشبه ذلك، وهذا كله يسد حاجات كثير من الفقراء.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم اتباع الهوى الذي يخالف العدل؛ لقوله: ﴿فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا﴾ والهوى لا يُذم مطلقًا، ولا يحمد مطلقًا، إذا كان الهوى تبعًا لما جاء به الرسول؛ فهو محمود، وإذا كان مخالفًا له؛ فهو مذموم ولهذا قال: ﴿لَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا﴾ أي: كراهة أن تعدلوا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التحذير من الجور؛ لقوله: ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾ وهذا يشمل كل موضع يتعيّن فيه العدل، فيكون مثلًا في العدل بين الأولاد في العطية، وغير العطية حتى كان السلف يعدلون بين أولادهم في القُبل؛ يعني إذا قبَّل صبيًّا قبَّل الآخر، العدل بين الزوجات أيضًا، العدل بين الخصمين بين يدي القاضي، وما أشبه ذلك.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تحذير من أعرض عن إقامة الشهادة، والعدل، أو لوى؛ لقوله: ﴿وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: عموم علم الله وخبرته؛ لقوله: ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾؛ لأن (ما) هذه اسم موصول تشمل كل ما يعمله بنو آدم.
* ومنها: التحذير من مخالفة الله؛ لأن كل مؤمن بأن الله خبير بعمله لا بد أن يتجنّب ما يكون سببًا للعقاب، ويتعرّض ما يكون سببًا للثواب.
{"ayah":"۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰمِینَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَاۤءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِینَۚ إِن یَكُنۡ غَنِیًّا أَوۡ فَقِیرࣰا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلۡهَوَىٰۤ أَن تَعۡدِلُوا۟ۚ وَإِن تَلۡوُۥۤا۟ أَوۡ تُعۡرِضُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق