الباحث القرآني
طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (١٢٩) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء ١٢٩، ١٣٠].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا﴾، هذه انتهينا منها بفوائدها.
يقول: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾.
﴿لَنْ﴾ هذه للنفي، فهي نافية، وللنصب تنصب الفعل المضارع، وللاستقبال يعني تجعل الفعل المضارع لمحض الاستقبال، ويقابلها (لم) فإنها تجعل الفعل المضارع للمضي، فإذا قلت: لم يقم زيد، فهذا فيما مضى، وتشترك مع (لن) في النفي، وتختلف عنها في العمل وفي نقل الفعل من الحاضر والمستقبل إلى الماضي.
﴿لَنْ تَسْتَطِيعُوا﴾ أي: لن يكون في طاقتكم، ﴿أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ﴾، ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾ هنا فعل المضارع دخلت عليه أن المصدرية، ويؤول ما بعد (أن) بمصدر ليكون في هذه الآية مفعولا لقوله: ﴿لَنْ تَسْتَطِيعُوا﴾، أي لن تستطيعوا عدلا بين النساء ولو حرصتم، والعدل ضد الميل.
﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾؛ لما جاء قوله تعالى: ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾ انتفى الإشكال الوارد في قوله تبارك وتعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾ [النساء ٣]، فيفسر ما في الآية الماضية على أن لا تعدلوا العدل الممكن ؛ لأن العدل غير الممكن لا يمكن أن يكلف به الإنسان.
وقوله: ﴿وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾، (لو) هذه شرطية وفعل الشرط ﴿حَرَصْتُمْ﴾، فأين جواب الشرط؟ قيل: إن جواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله، والتقدير: ولو حرصتم فلن تستطيعوا، وقيل: والصواب (لو) و(إن) وما شابهها من أدوات الشرط في مثل هذا السياق لا تحتاج إلى جواب، بل هي كالقيد لما سبق فقط، فلا تحتاج إلى جواب، وهذا القول هو الذي رجّحه ابن القيم فيما أظن، وهو الصحيح، أنه في مثل هذا لا يحتاج إلى جواب، فإذا قلت: أكرم زيدا إن أكرمك، فلا تقل: إن جواب الشرط في (إن أكرمك) محذوف دل عليه ما قبلها، بل قل: لا يحتاج إلى جواب، بل هذا قيد فيما سبق فقط.
﴿وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾؛ أي: بذلتم الجهد للعدل، فلن تستطيعوا، ولكن ﴿لَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾، ولم يقل: فلا تميلوا الميل، قال: ﴿كُلَّ الْمَيْلِ﴾، أي: فلا تميلوا الميل كله، وأما بعض الميل فلا حرج؛ لأنه داخل في نفي الاستطاعة.
﴿فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾ (تذروها) الضمير يعود على من؟ على التي مال إليها أو التي مال عنها؟
* طلبة: عنها.
* الشيخ: التي مال عنها لا شك ؛ لأن التي مال إليها قد أقبل إليها وأكرمها، لكن التي مال عنها هي التي إذا أعرض الإعراض الكلي صارت كالمعلقة بين السماء والأرض، وهذا إشارة إلى أنها لم تستقر، فإن المعلق بين السماء والأرض لا يستقر، لا هو في السماء فيستقر ولا في الأرض فيستقر، هذه المرأة التي مِيلَ عنها كل الميل ستبقى معلقة؛ ليست أَيِّمة ولا متزوجة، يعني ليس هو الذي طلقها واستراحت ورزقها الله غيره ولا هي المزوجة التي تسعد بالزواج كغيرها، وإنما شبهها الله بذلك تنفيرا عن الميل الكلي الذي يجعل هذه المرأة كالمعلقة.
﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾، هنا قال: ﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا﴾، وفي الآية التي قبلها قال: ﴿وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا﴾، والفرق أن هذا له زوجتان إحداهما مال عنها كل الميل، والثانية أقبل عليها، ومثل هذا سوف يُحْدِث شقاقا بين الزوجتين، فلهذا قال: ﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا﴾ إشارة إلى أنه ينبغي أنه إن حدث بين الزوجتين شقاق وغيره فليصلح بينهما؛ لأن هذا أمر فطري، ثم قال: ﴿وَتَتَّقُوا﴾ يعني تتقوا في الإصلاح بحيث لا تميلوا إلى واحدة دون الأخرى ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.
يغفر ما حصل من الشقاق والميل وما أشبه ذلك، ﴿رَحِيمًا﴾ [النساء ١٢٩] أي: ذا رحمة واسعة.
* في هذه الآية الكريمة فوائد كثيرة، منها: أن الله سبحانه وتعالى نفى الحرج عن الإنسان حتى في معاملته لغيره؛ لقوله: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا﴾، وهذا خبر عن أمر فطري يستلزم رفع الجناح؛ لأن القاعدة الشرعية أن ما لا يستطاع لا يلزم به العبد.
* ومنها: علم الله سبحانه وتعالى بأحوال العباد ونفسياتهم؛ لقوله: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ﴾، وهذا أمر معلوم بالضرورة؛ أن الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء حتى ما يوسوس به الإنسان في نفسه.
* ومنها، من الفوائد: أن الإنسان يجب عليه العدل فيما يستطيع؛ لأن الله نفى الاستطاعة لرفع الحرج فيها، ومفهومه أنه إذا استطاع الإنسان فإنه يجب أن يعدل، وقد سبق ما يعدل به بين النساء، وأنه يجب العدل بينهما في كل شيء، بين النساء في كل شيء يقدر عليه، أما المحبة وما ينشأ عنها فهذا أمر صعب فلا يكلّفه الإنسان.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الإنسان لا ينبغي أن يكلف نفسه ما لا يستطيع ويشق عليها؛ لقوله: ﴿وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾، فكأنه قال: لا تكلفوا أنفسكم بشيء لا تستطيعونه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تحريم الميل الكلي بالنسبة للعدل بين الزوجات؛ لقوله تعالى: ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ينبغي للإنسان في خطابه أن يستعمل كل ما يكون فيه التنفير فيما ينفر منه أو الترغيب فيما يرغب فيه؛ لأن هذا من أسلوب الحكمة؛ لقوله: ﴿فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾.
* ومنها، من فوائد هذه الآية: الاستعطاف في المقام الذي ينبغي فيه العطف؛ لأنه إذا تصور الإنسان أن هذه الزوجة التي مال عنها كالمعلقة بين السماء والأرض فإن هذا يوجب العطف عليها والرأفة بها ورحمتها.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الصلح والتقوى سبب للمغفرة؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾، وهو كذلك، يعني أعني وهو كذلك أن وجهه ظاهر؛ لأن الإصلاح خير، و﴿الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود ١١٤] ولأن الإصلاح خير والحسنات يجلبن الرحمة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله عز وجل، وهما: الغفور الرحيم، فبالمغفرة يزول المكروه، وبالرحمة يحصل المطلوب، ولهذا يقرن الله تعالى بين الغفور والرحيم في مواضع كثيرة؛ لأن بالمغفرة أيش؟
* الطلبة: يزول المكروه.
* الشيخ: يزول المكروه، وبالرحمة يحصل المطلوب، كيف ذلك؟ المغفرة مغفرة الذنوب وإزالة آثارها، الرحمة حصول المطلوب والمحبوب، ولهذا سمى الله الجنة سماها رحمة فقال لها: «أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٤٨٥٠)، ومسلم (٢٨٤٦ / ٣٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]].
وهل المغفرة صفة حقيقية أو هي عبارة عن رفع المؤاخذة والعقوبة؟
الجواب: صفة حقيقية تقتضي رفع المؤاخذة والعقوبة، وكذلك يقال في الرحمة: هل هي صفة حقيقية يتصف الله بها أو هي عبارة عن الإحسان والإنعام وجلب المصالح ؟
الجواب: الأول، هذا ما عليه السلف الصالح وأئمة هذه الأمة من بعدهم، وأما من قال: إن الله لا يوصف بالمغفرة ولا بالرحمة فقد ضل ضلالًا مبينًا، وحجته عقلية، وهمية حقيقة، ما هي عقلية؛ لأنه يقول: المغفرة تقتضي فعلًا، والفعل من صفة أو من سمات المحدثين؛ لأنه بزعمه لا يقوم الحدث إلا بحادث، وبزعمه أن الرحمة لا تليق بالله؛ لأن فيها رقة وانفعالًا للمرحوم، وهذا لا يليق بالله عز وجل. ومعلوم أن هذا قياس في مقابلة النص، وأنه يشبه تمامًا قياس إبليس حين خاطبه الله عز وجل وأمره بالسجود، قال: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف ١٢]، يعني فأنا خير منه كيف أسجد وهو دوني، فمن حكّم العقل في مقابلة النص فإنه يشبه إبليس تمامًا، وفعله من وحي إبليس، نحن نقول: الرحمة التي هي الرقة والانفعال للرفق بالمرحوم إنما هي رحمة من؟ رحمة العبد، أما رحمة الله فإنها تابعة لذات الله، لا نستطيع أن نكيفها.
وأما قوله: إن العقل لا يدل عليها؛ فنقول: هذا خطأ، العقل يدل عليها ﴿مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل ٥٣]، هذه النعم كلها من آثار الرحمة، لولا رحمة الله ما أنعم على عباده بشيء، والعجيب أنهم يستدلون على ثبوت الإرادة بأمر لا يفهمه بعض الطلبة، فضلًا عن العامة، وينكرون إثبات الرحمة بالعقل، مع أن العامة تفهم ذلك، لو سألت أي عامي: المطر نزل وأروى الأرض وأنبت الأرض، وأيش يدل عليه؟
* طالب: يدل على رحمة الله.
* الشيخ: يدل على رحمة الله، نعم، لكن الإرادة يقولون: إن تخصيص المخلوقات بما تختص به دليل على الإرادة، يعني كون الإنسان إنسانًا وكون البعير بعيرًا والشمس شمسًا وما أشبه ذلك يدل على الإرادة، وإلا لما حصل تمييز بين الخلائق، لولا الإرادة ما حصل تمييز بين الخلائق، نقول: هذه الدلالة نوافقكم عليها، لكن هي دلالة خفية أخفى من دلالة النعم على الرحمة، لكن ﴿مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور ٤٠].
{"ayah":"وَلَن تَسۡتَطِیعُوۤا۟ أَن تَعۡدِلُوا۟ بَیۡنَ ٱلنِّسَاۤءِ وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡۖ فَلَا تَمِیلُوا۟ كُلَّ ٱلۡمَیۡلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِۚ وَإِن تُصۡلِحُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق