الباحث القرآني
طالب: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ﴾ [النساء ١٠٤].
* الشيخ: قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ﴾ لما ذكر صلاة الخوف وما يترتّب عليها، ووجوب أخذ الحذر من أعدائنا، وأن أعداءنا لنا أعداء عداوتهم بيّنة، وذكر ما يتعلّق بذلك في قوله: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ﴾ قال: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ﴾.
﴿لَا تَهِنُوا﴾ أي: لا تضعفوا، و﴿لَا﴾ ناهية، وحُذفت النون من أجل النهي.
وقوله: ﴿فِي ابْتِغَاءِ﴾ أي: في طلب القوم، والقوم هم أعداء المسلمين، ثم بيّن سبحانه وتعالى أنه لا وجه للوهن والضعف في طلبهم فقال: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ﴾ يعني هم يطلبونكم ويريدون إيلامكم، وإذا تألمتم منهم فإنهم هم أيضًا يتألّمون منكم كما تتألمون منهم، وهذا فيه التسلية للمجاهدين المقاتلين، ولكن الفرق بيننا وبينهم فرق كبير أبعد مما بين السماء والأرض: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾ [النساء ١٠٤]؛ أنتم ترجون من الله النصر الذي وُعِدْتُم به إذا اتقيتم الله عز وجل، وترجون ثواب الآخرة، هم لا يرجون ثواب الآخرة قطّ، والنصر قد يرجونه، وقد لا يرجونه، وإذا رجوه فإنما يريدون الانتصار عصبية لأوطانهم وقومهم، فصار فرق عظيم بين هؤلاء وهؤلاء، ولهذا «لما نادى أبو سفيان يوم أُحُد فقال: يوم بيوم بدر والحرب سجال. أجابه الصحابة فقالوا: لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار»[[أخرجه أحمد في مسنده (٤٤١٤) من حديث عبد الله بن مسعود.]].
فإذا كنا نساويهم في الألم؛ ألم الجراح، وألم القتل، وألم فقد المال وغير ذلك، إذا كنا نساويهم في هذا فإننا نمتاز عنهم بأننا نرجو من الله ما لا يرجون، فكيف يكونون هم أقوياء في طلبنا ونحن ضعفاء؟! هذا لا يليق.
وقوله: ﴿تَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾ أي: تطمعون فيما عند الله من الثواب والنصر وهم لا يطمعون في ذلك؛ لأن قلوبهم خالية من الله عز وجل.
﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء ١٠٤]، مثل هذا يقع في القرآن كثيرًا: ﴿كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء ٩٦]، ﴿كَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾، فهل هو كان وزال، أو كان ولا يزال؟ كان ولا يزال؛ ولهذا نقول: إن (كان) هنا مسلوبة الزمان؛ يعني لا تدل على المضيّ، وإنما تدل على تحقّق الأمر ووقوعه لا على أنه كان فزال.
وقوله: ﴿عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ لا يخفى علينا جميعًا أن علم الله سبحانه وتعالى واسع، يشمل الماضي فلا يُنسى، والمستقبل فلا يُجهل، ويشمل الخفيّ والجليّ، ويشمل ما في حقه وحق عباده، فهو يعلم سبحانه وتعالى ماذا يجري علينا غدًا، وماذا سنعمل، ويعلم ما سيفعله سبحانه وتعالى هو بنفسه غدًا وما لا يفعله، فعلم الله واسع، ثم إن علم الله متعلّق بالواجب والجائز والمستحيل؛ ولذلك تعتبر هذه الصفة -أعني صفة العلم- من أوسع الصفات، متعلق بالواجب والجائز، يعني الممكن والمستحيل؛ تعلّقه بالواجب كعلمه جل وعلا بذاته وأسمائه وصفاته، تعلقه بالممكن هو تعلّقه بما يحدث في هذا الكون؛ لأن كل الكون من باب أيش؟
من باب الجائز والممكن، تعلقه بالمستحيل مثل قوله تبارك وتعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء ٢٢]، فهنا حكم جل وعلا أنه لو كان في السماوات والأرض آلهة غير الله لفسدتا، ووجود ذلك أيش؟
مستحيل، ومع هذا علم الله بنتائجه مع أنه مستحيل، فالحاصل أن علم الله عز وجل من أوسع الصفات.
فإذا قال قائل: ما هو العلم؟
قلنا: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا، ولا نحتاج أن نقول: مطابقًا؛ لأننا قلنا: إدراك الشيء على ما هو عليه، فيغني عن كلمة (مطابقًا)، هذا هو العلم، فعدم الإدراك بالكلية أيش؟ جهل، وإدراك الشيء على خلاف ما هو عليه جهل أيضًا، لكنه جهل مركّب، وإدراك الشيء -بلا جزم بل بشكّ- ظن أو شك أو وهم، فما غلب على الظن فهو ظن، ومقابله الوهم، وما تردد الأمر فيه فهو شك.
وقوله: ﴿حَكِيمًا﴾ يصلح أن تكون صفة مشبّهة من الحكمة، وأن تكون اسم فاعل حُوِّل إلى (فَعِيل) من الحُكم، فهي من باب المشترك. والقاعدة في التفسير: أنه متى احتمل اللفظ معنيين لا يتنافيان فإنه يُحمل عليهما جميعًا.
فعليه نقول: الحكيم من الحِكمة ومن الحُكم.
ثم نقول: حُكم الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: حكم كوني وهو ما قضاه كونًا، وحكم شرعي وهو ما قضاه شرعًا.
والحكمة تنقسم أيضًا إلى قسمين: حكمة في كون الشيء على صورته التي خُلق عليها أو على صورته التي شُرِع، والحكمة الثانية حكمة غائية؛ بمعنى أن الغاية من هذا الشيء حكمة، وحينئذٍ إذا ضربت اثنين في اثنين تبلغ أربعة، حكمة في الصورة والغاية في الحكم الشرعي، وحكمة في الصورة والغاية في الحكم الكوني، الجميع أربعة؛ فمثلًا نأتي بآيات تدل على هذا؛ في سورة الممتحنة ذكر الله سبحانه وتعالى أحكامًا ثم قال: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة ١٠]، وهذا حكم شرعي.
وفي سورة يوسف قال أحد إخوته: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف ٨٠]، هذا أيش؟ هذا حكم كوني.
أما مثل قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا﴾ [المائدة ٥٠] و﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين ٨]، وما أشبه ذلك، فالظاهر أنه شامل للحكم الكوني والشرعي.
أما الحكمة فإن الإنسان إذا تأمل المخلوقات بعناية وعقل وفهم تبيّن له أنه لا يوجد فيها شيء إلا بحكمة، حتى المصائب من الأمراض والهلاك والفتن كلها حكمة، لكن تحتاج إلى تدبُّر، وتعمق، ونظر لا إلى الأمور على وجه سطحي، تجد أن الله عز وجل قدّر هذا الشيء لحِكم عظيمة، ولا أدل على هذا من قوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الروم ٤١]، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ [الأنعام ٤٢].
والأدلة على هذا كثيرة، مع أنها مصائب لكن لها حِكم، وكم من إنسان نشاهده -في وقتنا الحاضر- تحصل عليه مصيبة إما في نفسه وإما في أهله، ويكون فاسقًا، ثم يعود، يعني أنا أعرف قضايا كان فيها الإنسان فاسقًا، ثم حصل حادث مات فيه أخوه ولّا أبوه فاهتدى، وأمثال هذا كثير، كذلك في الأمور الشرعية لا ترى شيئًا شرعه الشرع إيجادًا أو إعدامًا إلا والحكمة في ذلك.
يقول بعض أهل العلم: إن الله لم يأمر بشيء فيقول العقل: لَيْتَه لم يأمر به، ولم ينهَ عن شيء فيقول العقل: لَيْتَهُ لم ينهَ عنه.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابًا، مجلدات، قال فيه: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول.
(صريح المعقول)؛ يعني العقل الصريح السالم من الشبهات والشهوات. (للنقل الصحيح): الكتاب وما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما الأحاديث الضعيفة فقد يأتي فيها ما يخالف العقل.
فإذن الحكمة في حكم الله الشرعي وفي حكم الله الكوني، وكلّ منهما إما أن تكون الحكمة في صورته التي هو عليها أو في الغاية التي من أجلها حَكَم الله به.
* * *
* طالب: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (١٠٥) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (١٠٦) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (١٠٧) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (١٠٨) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (١٠٩)﴾ [النساء ١٠٥-١٠٩].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ﴾.
* في هذه الآية من الفوائد:
* أولًا: تشجيع المسلمين على جهاد الكفار؛ لقوله: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾.
* ثانيًا: أنه ينبغي القوة والمتابعة في طلب الكفار، وألا يلحقنا الوهن؛ لقوله: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ﴾؛ أي: لا يلحقكم الوهن في طلبهم.
* ومن فوائدها: أن بني آدم في الأمور البشرية على حد سواء، فإذا كان الكافر يتألم فالمؤمن يتألم، حتى الأنبياء في الأمور البشرية كغيرهم من الناس، لكنهم يختلفون عنهم في الصفات المعنوية؛ كالصبر، والتحمل، والإقدام، والعزيمة، وغير ذلك.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ينبغي للإنسان إذا عمل العمل الصالح أن يكون راجيًا؛ لقوله: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾، متى هذا الرجاء؟ عند ابتغاء القوم وطلبهم، وهكذا ينبغي للإنسان إذا وفّقه الله للعبادة أن يكون راجيًا؛ أي: راجيًا ثوابها؛ لأن من بُشرى الإنسان أن يوفّق للعبادة، فمن وُفِّقَ للعبادة على ما يُرضي الله فهي بشرى بالقبول، كما أن مَن وُفِّق للدعاء فهو بشرى بالإجابة ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر ٦٠]، ولهذا قال: ﴿تَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾.
وهذا ربما يكون هو الفيصل في مسألة تغليب الرجاء على الخوف، فإن السالكين اختلفوا، هل الأفضل للسالك إلى الله عز وجل أن يقدم الرجاء، أو أن يقدم الخوف، أو أن يكونا سواء؟
فمنهم من أطلق أن الأفضل أن يكونا سواء كالإمام أحمد رحمه الله، قال: الخوف والرجاء بمنزلة جناحي الطائر، إن انخفض أحدهما تعلَّى الآخر. فلا بد أن يكونا سواء، وقال: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحدًا، فأيهما غلب هلك صاحبه.
ومن العلماء من قال: يقدّم الرجاء؛ لقول الله تعالى في الحديث القدسي: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ بِي شَرًّا فَلَهُ»[[أخرجه أحمد في مسنده (٩٠٧٦) من حديث أبي هريرة، دون قوله: «وأنا معه إذا ذكرني».]].
ومنهم من قال: يغلِّب جانب الخوف حتى يكون مبتعدًا عن محارم الله؛ لأن الذي يحملك على ترْك المحارم هو الخوف من عقوباتها وآثارها السيئة.
والذي يظهر لي أن يُقال: إذا فعل الحسنة فالأوْلى أن يغلِّب جانب الرجاء، وإذا همّ بالسيئة فالأولْى أن يغلِّب جانب الخوف، هذا أحسن ما يكون، أما عند الموت فينبغي للإنسان أن يغلِّب جانب الرجاء؛ لأنه في هذه الحال يجب أن يكون عنده توبة ورجوع إلى الله عز وجل في هذه الحال؛ لأنه أحوج ما يكون إلى التوبة في ذلك الوقت.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكافرين لهم رجاء، لكنه ليس كرجاء المؤمنين، ربما يؤخذ من قوله: ﴿مَا لَا يَرْجُونَ﴾، والكافر قد يكون عنده توكُّل ولجوء إلى الله وافتقار إليه، ولا سيما إذا وقع في الشدة، أرأيتم قول الله عز وجل: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [العنكبوت ٦٥]، فإذا لجؤوا إلى الله وصدق لجوؤهم أنقذهم الله عز وجل.
هنا أيضًا ربما يكون عندهم -حال قتال المؤمنين- رجاء، يرجون الله عز وجل أن يغلبوا المسلمين، لا سيما إذا كانوا يعتقدون أنهم على حق، فعندهم رجاء، وقد يقال: إن قوله: ﴿مَا لَا يَرْجُونَ﴾ ليس إثباتًا لأصل الرجاء مع الاختلاف في صفته، بل هو نفي للرجاء إطلاقًا، وهذا واقع في قوم ملحدين لا يؤمنون برب كالشيوعيين مثلًا، فإن هؤلاء لا يرجون الله إطلاقًا؛ لأنهم لا يعترفون به، فالآية صالحة لهذا ولهذا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله؛ هما: العليم والحكيم، ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾، وإثبات ما تضمناه من الصفة؛ وهي العلم من العليم، والحكمة من الحكيم، والحُكم من الحكيم أيضًا؛ لأن الحكيم ذو الحكمة والحكم، فيكون فيها ثلاث صفات: العلم، والحِكمة، والحُكم.
فإن قال قائل: هذا التعبير ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ يدل على أنه كان فمضى؟
فالجواب: أن يقال: لا؛ لأن (كان) هنا مسلوبة الزمان، وإنما أُتِيَ بها لتحقيق هذين الاسمين وما تضمّناه من صفات، وليست هذه للزمان أنه كان وبان.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات كمال الله عز وجل في حكمته تعالى؛ حيث قرن بين العلم والحكمة إشارة إلى أن حكمته صادرة عن علم وليست عن صدفة؛ لأن الإنسان قد يفعل الفعل ويكون محكَمًا متقنًا، لكن على غير علم بل صدفة، رُبَّ رَمِيَّةٍ مِنْ غَيْرِ رَامٍ، لكن حكمة الله عز وجل مقرونة بالعلم مبنيّة عليه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب علينا التفويض التام فيما لا نعلم حكمته من أحكام الله الكونية أو الشرعية، وجه ذلك أنه عليم، فعنده من العلم ما يخفى علينا، فيخفى به وجه الحكمة بالنسبة إليه؛ لأن حكمة الله صادرة عن عِلم، وأظن أننا لسنا بحاجة إلى أن نتكلم كلامًا واسعًا عن صفة العلم وصفة الحكمة؛ لأن هذا أيش؟ تكرر كثيرًا، ولا يخفى على أحد منكم.
{"ayah":"وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق