الباحث القرآني

ثم قال الله تعالى: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر ٦٦]. ﴿بَلِ﴾: هذه للإضراب؛ إضراب الإبطال أو الانتقال؟ إضراب الإبطال؛ لأن الإضراب عندهم نوعان: نوع يراد به إبطال ما سبق وإثبات ما لحق، ونوع يراد به الانتقال من شيء إلى آخر. مثال الأول: هذه الآية، ومثال الثاني: قوله تعالى: ﴿بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ﴾ [النمل ٦٦] فهنا انتقالات مِنْ سَيِّء إلى أسوأ، ﴿بَلِ ادَّارَكَ﴾ أي: بَعُد ﴿عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ﴾، وهنا يقول: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾ [الزمر ٦٦] هذا إضراب إبطال لما سبق من الشرك؛ يعني: بل دَعِ الشرك فإنه باطل واعبد الله. وقوله: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾ قال المؤلف: (وحده) فمن أين أَخَذ هذه الوحدانية المفيدة للحصر؟ أخذها من تقديم المعمول، والقاعدة في البلاغة أن تقديم ما حَقُّه التأخير يفيدُ الحصرَ والاختصاصَ؛ كل شيء حَقُّه التأخير إذا قُدِّمَ فإن الحكم يختص به، ومعلوم أن المفعول به حَقُّه التأخير، فإذا قُدِّم على عامله أفاد الاختصاصَ والحصرَ، أي: بل الله وحده. ﴿فَاعْبُدْ﴾ الفاء يقولون: إنه جيء بها لتحسين اللفظ، ولو حُذِفَت في غير القرآن لاستقام الكلام، لكنها في القرآن لا تُحْذَف لأنه نزل من عند الله ولا يمكن تَغْيِيرُه، وإنما التعبير بمثل ذلك يُسَمُّون هذه الفاء فاء التزيين، ولها نظير؛ مثل قولهم: عندي كذا وكذا فقط، أي: قط، والفاء زائدة لتحسين اللفظ. قال: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾ ﴿اعْبُدْ﴾ فعل أمر، أي: تَذَلَّلْ له، تذلل لله، واعلم أن العبادة تُطْلَق على معنيين: المعنى الأول التَّعَبُّد، والمعنى الثاني المُتَعَبَّد به. أما التعبد فمعناه التذلل لله تعالى محبة وتعظيمًا بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه، فإذا رأينا شخصًا يُصَلِّي مثلًا قلنا: هذا يتعبد؛ أي: يتذلل لله تعالى بفعل الصلاة، وتُطْلَق على المتعبد به أي: على نفس المفعول، وعرَّفها شيخُ الإسلام على هذا المعنى بقوله: العبادةُ اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة؛ وعلى هذا فالصلاة نفسها نسميها عبادة، والصدقة عبادة، والصوم عبادة، والحج عبادة، وبر الوالدين عبادة، وصلة الأرحام عبادة، والإحسان إلى الفقراء عبادة وهكذا، فقوله تعالى: ﴿فَاعْبُدْ﴾ أي: تذلَّلْ له بفعل عبادته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. (﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ إنعامَه عليك) ﴿وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ ﴿كُنْ﴾ فعل أمر، و﴿مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ أي: من الذين يشكرون الله. واعلم أن (أل) إذا اتصلت بمشتق فإنها تكون اسمًا موصولًا من أسماء الموصول العامة، فهي بمنزلة (مَنْ) وبمنزلة (ما) إذا اتصلت بماذا؟ بمشتق، مثل: الشاكر والمشكور والأحسن وما أشبهها؛ فعلى هذا يكون قوله: ﴿مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ مفيدة للعموم؛ أي: من القائمين بشكر الله. فإن قيل: ما هو الشكر؟ قيل: إن الشكر القيام بطاعة المُنْعِم عقيدةً وقولًا وفعلًا؛ هذا الشكر؛ ولهذا قال الشاعر: ؎أَفَادَتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً ∗∗∗ يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيرَالْمُحَجَّبَا يعني: أنكم ملكتم بإنعامكم عليَّ ملكتم قلبي ولساني وجوارحي. فإن قال قائل: هل الشكر هو الحمد أو غيرُه؟ قلنا: بينهما عموم وخصوص، يجتمعان فيما إذا كانا في مُقابَلَةِ نعمة، فإن الحمد هو الشكر؛ لأنه ثناء على الله باللسان، فإذا أكل الإنسان أو شرب فقال: الحمد لله، كان بذلك شاكرًا وحامدًا، وينفرد الحمد بوصف الله تعالى بالكمال دون مقابلة نعمة؛ فإذا أثنيت على الله بأنه الحي العظيم وما أشبه ذلك فهو حَمْدٌ، وليس شُكْرًا؛ لأنه ليس في مقابل نعمة، لكن ربما نعتبره شكرًا باعتبار أنه عباده، والقيام بطاعة المنعم من الشكر. وإذا أثنيت على الله عز وجل، بل وإذا قمت بطاعة الله سبحانه وتعالى جزاء على نعمته، ولم يكن في ذهنك (...) الكمال صار ذلك شكرًا له، وعلى كل حال قد يَعْسُر انفراد أحدهما عن الآخر؛ وذلك لأن الثناء نفسه وإن لم يكن في مقابلة نعمة يعتبر شكرًا؛ لأنه قيام بطاعة المنعم. ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر ٦٦]. ثم قال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر ٦٧] ﴿مَا﴾ نافية، و﴿قَدَرُوا﴾ بمعنى: عَظَّموا، ولفظ الجلالة مفعول لـ﴿قَدَرُوا﴾، و﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾ مفعول مطلق؛ لأنه أُضِيفَ إلى المصدر، والمضاف إلى المصدر يُسَمَّى مفعولًا مطلقًا لأنه بمنزلة المصدر؛ وعلى هذا فنقول: ﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾ أي: حق تعظيمه. قال المفسر: (ما عرفوه حق معرفته، أو ما عَظَّموه حقَّ عظمته حين أشركوا به غيره) الصواب: الثاني؛ أن المعنى مَا عَظَّمُوه حَقَّ عَظَمَتِهِ حين أشركوا به غيره، ودليل ذلك أن هؤلاء عرفوا الله ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [الزخرف ٨٧]، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [الزمر ٣٨] لكن هل عظموا مَنْ عرفوه حق تعظيمه؟ لا، وهذا هو الذي (...). فالصواب: الاحتمال الثاني وهو ما عظموه حق عظمته، بماذا؟ بالإشراك به؛ لأن من عظم الله حق تعظيمه لا يمكن أن يشرك به أحدًا. ثم قال: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ الواو للحال، ويجوز أن تكون استئنافية لبيان عظمة الله. وقوله: ﴿وَالْأَرْضُ﴾ مبتدأ و﴿جَمِيعًا﴾ حال، و﴿قَبْضَتُهُ﴾ خبر المبتدأ، يعني: أن الأرض كلها جميعًا كل الأرضين السبع تكون يوم القيامة قبضته. قال المفسر: (﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا﴾ حال أي: السبع) جميعًا حال من أين؟ من الأرض، وبهذا نعرف أنه يجوز مجيء الحال من المبتدأ قبل الإتيان بالخبر، فتقول مثلًا: زيد قائمًا خيرٌ منه قاعدًا. يقول: (﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ﴾ أي: مقبوضة له، أي: في مُلْكِه وتَصَرُّفِه) ففسَّر المؤلف القبضَ بمعنى الملك والتَّصَرُّف. وفي هذا نظر ظاهر، بل هذا تحريف؛ لأن الملك والتصرف، كل شيء في ملكه وتصرفه، الأرض والسماء يوم القيامة وقبلَ يوم القيامة، لكن القَبْضَة بمعنى المقبوضة التي تكون في اليد تُحيطُ بها اليد هذه هي القبضة، فيقال مثلًا: قبضة مِنْ طعام، ما معنى قبضة من طعام؟ يعني أن الإنسان يقبض الطعام بيده هكذا، فالأرض يوم القيامة قبضة الله عز وجل، وقد جاء ذلك مبينًا في حديث عبد الله بن مسعود في قصة النبي ﷺ مع حَبْرٍ من أحبار اليهود: «أَنَّ الله يجعل الأرض على إصبع والشجر على إصبع والجبال على إصبع »[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٤٨١١)، ومسلم (٢٧٨٦ / ١٩) من حديث عبد الله بن مسعود.]] إلى آخره، فالصواب المتعيِّن أن يُقال: المراد بالقبضة أنها في قبضة يده عز وجل. فإن قال قائل: وهل يجوز لنا أن نُمَثِّل هذه القبضة، بحيث نأخذ تَمْرَةً أو تفاحة ونضعها في أيدينا، ونقول: ﴿قَبْضَتُهُ﴾، ثم نقبض على التفاحة أو التمرة؟ الجواب: لا؛ لأننا لو فعلنا ذلك لكان هذا تمثيلًا لقبضة الله سبحانه وتعالى للأرض، وهذا لا يجوز. أما أن نبين معنى القبضة فلا بأس، بأن نقول: القبضة هي وضع الشيء في اليد ثم قبضه بها، لكن نُكَيِّف كيف قبض الله عز وجل على الأرض هذا خلاف معتقد أهل السنة والجماعة، كما هو معروف للجميع. وقوله: ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ هذه ظرف للقبضة؛ أي: أنها تكون قبضة له يوم القيامة، ويوم القيامة هو اليوم الذي يُبْعَث فيه الناس من قبورهم لله عز وجل، وسُمِّيَ بهذا الاسم لوجوه ثلاثة. عُدَّها لنا. ذكرناها قريبًا. * طالب: قيام الناس لرب العالمين. * الشيخ: لقيام الناس من قبورهم لرب العالمين. * الطالب: إقامة العدل يوم القيامة. * الشيخ: إقامة العدل يوم القيامة. * طالب: (...). * الشيخ: أيش ؟ لا. * الطالب: قيام الروح الملائكة. * الشيخ: لا. * الطالب: يقوم الأشهاد. * الشيخ: يوم يقوم الأشهاد. ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ﴾ قال المؤلف: (مجموعات ﴿بِيَمِينِهِ﴾ بقدرته) السموات مطويات، الطي معروف؛ عَطْفُ الثوب بعضه على بعض يُسَمَّى طَيًّا، ومنه: طَيُّ الورقة: إذا فرغ الكاتب منها طواها؛ يعني عطف بعضها على بعض، وقد شَبَّه الله عز وجل طيه للسماوات بطي السجل للكتب فقال جل وعلا: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [الأنبياء ١٠٤]، فتبارك الله رب العالمين، هذه السماء العظيمة الواسعة الأرجاء التي ورد أنَّ سُمْكَها خمس مئة عام، يطوي الله عز وجل هذه السماوات كما يطوي السجل للكتب، أو كما يُطوَى السجل الكتب ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [الأنبياء ١٠٤] يعني: كما يَطْوِي السجل وهو كاتب القاضي، أو كما يُطْوَى السجلُ الذي تكتب فيه القضايا، والطي معروف، قلنا: إنه عَطْفُ الثوب بعضه على بعض أو الورق أو ما أشبه ذلك. يقول: ﴿السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ﴾ وحَذَف الفاعل أو أتى بصيغة اسم المفعول للعلم بالطاوي، من هو الطاوي؟ الله، كما تُفَسِّرُه الآية الأخرى ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾. قال المؤلف: (مجموعات) وهذا فيه نظر؛ لأننا نقول: هي مجموعة طيًّا، وإذا فسرناها بالمجموعات فإننا لم نُفَسِّر تفسيرًا دقيقًا، لأن الشيء قد يكون مجموعًا بلا طي، ولكن إذا كان مطويًّا فهذا معنى زائد على مجرد أيش؟ على مجرد الجمع، فالصواب أن يقال: ﴿مَطْوِيَّاتٌ﴾ أي: ملفوف بعضها إلى بعض. ﴿مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ قال: (بقدرته) وهذا تحريف على مذهب مَنْ لا يؤمنون بصفات الله سبحانه وتعالى الخَبَرِيَّة، والصواب أن المراد باليمين اليد اليمنى. أنه عطف أيش؟ الثوب بعضه على بعض أو الورق وما أشبه ذلك، يقول: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ﴾ [الزمر ٦٧] وحذف الفاعل، أو أتى بصيغة اسم المفعول للعلم بالطاوي، من هو الطاوي؟ الله كما تفسره الآيات الأخرى ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [الأنبياء ١٠٤]. قال المؤلف: (مجموعات)، وهذا فيه نظر؛ لأننا نقول: هي مجموعة طيًّا، وإذا فسرناها بالمجموعات فإننا لم نفسر تفسيرًا دقيقًا؛ لأن الشيء قد يكون مجموعًا بلا طي، ولكن إذا كان مطويًّا فهذا معنى زائد على مجرد أيش؟ على مجرد الجمع، فالصواب أن يقال: ﴿مَطْوِيَّاتٌ﴾ أي ملفوف بعضها إلى بعض. ﴿مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر ٦٧] قال: (بقدرته) وهذا تحريف على مذهب من لا يؤمنون بصفات الله سبحانه وتعالى الخبرية، والصواب أن المراد باليمين اليد اليمنى، يطويها جل وعلا بيده اليمنى. قال: ﴿مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر ٦٧] سبحان: اسم مصدر، وفعله سبح، والمصدر من سبح تسبيحًا، واسم المصدر سبحان، وهو منصوب على المفعولية المطلقة دائمًا، وملازم للإضافة غالبًا، وعلى هذا فلا يخطئ المرء في إعرابه، يعربه دائمًا على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير: يسبح تسبيحًا. ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر ٦٧] أي: تنزيهًا له، فما معنى التسبيح؟ إحنا الآن فسرنا الكلمة من حيث التصريف، لكن ما معنى التسبيح؟ قالوا: معنى التسبيح: التنزيه؛ لأنه من سبح يسبح إذا بعد في الماء، فالتنزيه: الإبعاد عن السوء، وعلى هذا فمعنى (سبحان الله) أي: تنزيهًا له، وعما يُنزَّه الله؟ ينزه عن شيئين: عن مماثلة المخلوق، وعن كل نقص وعيب في صفاته، فقدرته مثلًا منزهة عن العجز، وعلمه منزه عن الجهل والنسيان، وقوته منزهة عن الضعف، وهلم جرًّا، يده منزهة عن مماثلة المخلوقين، وجهه كذلك، فالتنزيه إذن تنزيه الله عز وجل يعود إلى شيئين: الأول: مماثلة المخلوق، والثاني: العيب والنقص. وقوله: ﴿تَعَالَى﴾ أي ترفع لعظمته عما يشركون به، أو عما يشركون معه، ولا شك أن هذا هو الواقع. نأخذ من الآيتين الكريمتين فوائد: * أولًا: وجوب إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾ [الزمر ٦٦]. ويتفرع على هذه القاعدة أن الإنسان لو أشرك بالله لحبط عمله، لماذا؟ لأنه إذا أشرك بالله عمل عملًا ليس عليه أمر الله ورسوله، وقد قال النبي ﷺ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧١٨ / ١٧) من حديث عائشة. ]]، وهذا بقطع النظر عن الآية السابقة ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ [الزمر ٦٥] فهذا نص صريح، لكن إذا أردنا أن نأخذ من قوله: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾ [الزمر ٦٦] نقول: * من فوائدها: أن من أشرك مع الله أحدًا فعمله حابط مردود، الدليل قوله ﷺ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧١٨ / ١٧) من حديث عائشة. ]]. * ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب الشكر على كل أحد؛ لقوله: ﴿وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر ٦٦]، وإذا وجب الشكر حرم ضده، وهو الكفر. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإخلاص لله تعالى من شكره؛ لأنه أعقب قوله: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾ [الزمر ٦٦]، بقوله: ﴿وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر ٦٦]. أما الآية الثانية * فمن فوائدها: بيان عظمة الله عز وجل؛ لقوله: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ﴾ ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر ٦٧]. * ومن فوائدها: أن من أشرك بالله فإنه لم يعظم الله حق تعظيمه، بل بالعكس؛ لقوله: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر ٦٧]. * ومن فوائد الآية الكريمة: حسن التعريف بالقرآن الكريم؛ لأنه لما نفى عنهم أنهم قدروا الله حق قدره، بيَّن وجه ذلك، أنه عز وجل أعظم من كل شيء ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر ٦٧]. * ومن فوائد الآية الكريمة: أنه يجب أن يعظم الله حق تعظيمه، ولكن قد يقول قائل: إن هذا فيه مشقة عظيمة؛ لأن الله تعالى أعظم وأجل من أن يحيط به عمل العبد، ولهذا لما نزل قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران ١٠٢] صعب ذلك على الصحابة، من الذي يتقي الله حق تقاته؟ فيقال: إن هذه الآية الكريمة مقيدة بقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن ١٦]، وإلا فمن الذي يحصي أن يعظم الله حق تعظيمه على الوجه الذي أراد الله عز وجل، ولكن نقول: إن تعظيم الله حق تعظيمه يكون بامتثال أمره، وهذا حاصل بقدر المستطاع؛ لقوله: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة ٢٨٦]، ولقوله: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن ١٦]. * ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اليد لله؛ لقوله: ﴿قَبْضَتُهُ﴾ [الزمر ٦٧]، وقوله: ﴿بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر ٦٧]. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن الأرض يوم القيامة يقبضها الله عز وجل بيده؛ لقوله: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [الزمر ٦٧]. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن السماوات تطوى يوم القيامة؛ لقوله: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر ٦٧]. * ومنها، من فوائدها: بيان قدرة الله عز وجل، حيث يطوي هذه السماوات على عظمها كطي السجل للكتب. * ومن فوائد الآية الكريمة: تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعيب؛ لقوله: ﴿سُبْحَانَهُ﴾ [الزمر ٦٧]، وكذلك تنزيهه عن مماثلة المخلوقين؛ لأن مماثلة المخلوقين عيب، فإن تمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصًا، قال الشاعر: ؎أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يَنْقُصُ قَدْرُهُ ∗∗∗ إِذَا قِيلَ: إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَالْعَصَا فكيف إذا قيل: إن السيف مثل العصا؟ فتمثيل الله عز وجل بالمخلوق تنقُّص له عز وجل، تنقص له لأن تمثل الكامل بالناقص يجعله ناقصًا. * ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله؛ لقوله: ﴿تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر ٦٧]. وعلو الله سبحانه ينقسم إلى قسمين: علو ذات وعلو صفة، أما علو الصفة فلم يختلف فيه أحد من أهل القبلة، حتى أهل التعطيل يثبتون لله علو الصفة، لكن على اختلاف بينهم وبين أهل السنة في كون هذا الشيء علوًّا أو نزولًا؛ لأنهم يرون أن من علو الله في صفته نفي الصفات عنه، أما أهل السنة والجماعة فيرون أن من علوه إثبات جميع صفات الكمال له على حسب ما ورد في الكتاب والسنة، إذا اتفق أهل القبلة على إثبات أيش؟ علو الصفة، لكن اختلفوا كيف يكون علو الصفة؟ أما علو الذات فقد اختلفوا اختلافًا عظيمًا، حتى قال بعض من ينتسب للإسلام: إثبات علو الذات كفر، وقال أهل السنة والجماعة: إثبات علو الذات واجب، ولا بد أن نثبت لله علو الذات كما أثبتنا له علو الصفات. * ومن فوائد الآية الكريمة: التباين العظيم بين الرب الخالق العظيم وبين الأصنام المعبودة التي يشرك بها مع الله؛ لقوله: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر ٦٧] أي: تنزيهًا له وتعاظمًا ورفعة عما يشرك به هؤلاء، ولهذا جاء استفهام التوبيخ والاحتقار لهذه الأصنام في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم ١٨ - ٢٠]، يعني أخبروني ما الذي لهذه الأصنام بالنسبة لآيات الله العظيمة الكبرى التي رآها النبي ﷺ؟ أي بعد أن تقررت هذه الآيات الكبيرة أخبروني ما لهذه الأصنام؟ ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم ١٩، ٢٠] ماذا تكون أمام هذه الآيات الكبيرة تكون أيش؟ لا شيء، ولهذا قال: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر ٦٧] وقد بين الله تعالى في القرآن الكريم انحطاط رتبة هذه الأصنام أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: ١٧] ﴿قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ [المائدة ٧٦] والآيات في هذا كثيرة تحط من قدر هذه الأصنام، وتبين أن الرب عز وجل منزه متعال عن هذه الأصنام، والله أعلم. * طالب: (...) قال مثلًا الله سميعًا بصيرًا.. * الشيخ: وضع أصبعه على العين والأذن. * طالب: (...). * الشيخ: الجمع بينهما أن ما جاءت به السنة نأخذ به، وما لا فالأصل المنع، وأنت إذا قلت مثلًا إذا أخذت الساعة هذه وقلت: قبضته، واضح أنك كيفت، لكن نقول: قبضته أن تكون هذه الأرض جميعًا في يد الله عز وجل، أما كيف الله أعلم. * طالب: (...). * الشيخ: نجيب بأن الرسول فعل هذا تحقيقًا لا تكييفًا، يحقق معنى السمع والبصر، أنه سمعٌ وبصرٌ حقيقي، على كل حال نقتصر في هذا على ما ورد مهما كان الأمر. * طالب: (...) يقول: إن لله صفة الطوي والقبض. * الشيخ: إي نعم، نقول: يطوي ويقبض، ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ﴾ [البقرة ٢٤٥] و﴿نَطْوِي السَّمَاءَ﴾ [الأنبياء ١٠٤]. * طالب: قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن نقول هكذا؟ * الشيخ: أيش بيقول؟ بين أصبعين، بين أصبعين، بين أصبعين، بين أصبعين، بين أصبعين، بين أصبعين، بين أصبعين، أين الأصابع؟ ما يستطيع، ثم إذا أشار هكذا قد يفهم الرائي أن أصابع الرحمن عز وجل مباشرة للقلب، وليس كذلك، هي القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن، لكن ما نقول: إنها مباشرة، لا أنها مباشرة. فإذا قال قائل: كيف يعقل أن يكون القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن بدون مباشرة؟ قلنا: استمع ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [البقرة ١٦٤] إلى قوله: ﴿وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة ١٦٤] سحاب مسخر بين السماء والأرض، وهل هو يباشر السماء والأرض؟ لا، فلا يلزم من البينية المباشرة، واضح؟ * طالب: (...) * الشيخ: لا أبدًا ما يجوز، إذا قال هكذا لزم من ذلك أنه جزم بأنه بين هذين الأصبعين. * طالب: (...) كلتا يدي الله عز وجل يمين (...)؟ * الشيخ: ما مرت علينا هذه؟ مرت علينا هذه، وقلنا: لله يد يمين ويد شمال، لكن الرسول قال: «كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ»[[أخرجه مسلم (١٨٢٧ / ١٨) من حديث عبد الله بن عمرو.]]، يعني: يمين من اليُمن، وهو البركة، ولدفع توهم أن تكون اليد الأخرى ناقصة؛ لأن اليد الشمال بالنسبة لنا ناقصة عن اليد اليمين، وقد ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في آخر كتاب التوحيد قال: وفيه التصريح بالشمال لله عز وجل، انتهى. * * * * طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزمر ٦٨ - ٧٢]. * الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ما معنى قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر ٦٧]؟ * طالب: (...) من تعظيم. * الشيخ: بماذا؟ * الطالب: بأن جعل له أندادًا ولم (...). * الشيخ: الدليل على أن المعنى بالإشراك؟ اتل الآية. * الطالب: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر ٦٧]. * الشيخ: هذا الدليل، أن المعنى ﴿وَمَا قَدَرُوا﴾ حيث جعلوا معه شريكًا. * الشيخ: قوله: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [الزمر ٦٧] الجملة هذه حالية؟ * طالب: (...). * الشيخ: يعني ﴿وَمَا قَدَرُوا﴾، والحال أن الأرض قبضته، أو ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزمر ٦٧]، ثم أخبر فقال: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾. * الشيخ: ما معنى ﴿قَبْضَتُهُ﴾ على ما ذهب إليه المؤلف وعلى ما هو الراجح؟ * طالب: الراجح أنها في قبضة يمينه. * الشيخ: أيش معنى في قبضة يمينه؟ يعني يقبضها حقيقة بيده؟ * الطالب: نعم. * الشيخ: والمؤلف؟ * الطالب: (...). * الشيخ: فقال. * الطالب: (...). * الشيخ: قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾. * الطالب: أي أن الله تعالى يطوي السماوات بيده اليمنى، يعني يجمع بعضها على بعض، يلف بعضها على بعض كطي السجل للكتب. * الشيخ: وما معنى ﴿بِيَمِينِهِ﴾؟ * الطالب: أي بيده اليمنى. * الشيخ: أي بيده اليمنى تمام، والمؤلف؟ * الطالب: المؤلف قال: إنها مطويات يعني مجموعات. * الشيخ: لا، دعنا من مجموعات أو ملفوفات، لكن بيمينه أيش قال؟ * الطالب: بقدرته. * الشيخ: بقدرته. التسبيح معناه؟ * طالب: (...) تنزيه (...) الله عز وجل. * الشيخ: وعما ينزَّه الله؟ * طالب: عن العيب والنقائص واتخاذ الشريك له. * طالب آخر: وعن المثيل. * الشيخ: عن كل عيب ونقص وعن مماثلة المخلوقين. ما هو الدليل على تنزه الله عز وجل عن النقص؟ * طالب: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى ١١]. * الشيخ: عن النقص. * طالب: (...). * الشيخ: هذا دليل، دليل آخر؟ * الطالب: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق ٣٨]. * الشيخ: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ أي: من تعب وإعياء، الدليل على تنزهه عن المماثلة؟ * الطالب: (...). * الشيخ: قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى ١١]؟
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب