الباحث القرآني
ثم قال تعالى: (﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ [الزمر ٥] متعلق بـ﴿خَلَقَ﴾ )، هذه الآية جاءت عقب رد قول من يقول: إن لله ولدًا؛ ليبين أن الخالق للسماوات والأرض غني عن الولد، ولا يحتاج إليه؛ لأن الكل ملكه، ولا يحتاج للولد إلا من كان غير مالك تمام الـملك.
قوله: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ﴾: السماوات: جمع سماء، والسماء تُطلَق على معنيين:
المعنى الأول: العلو، وإن كان دون السماوات.
والمعنى الثاني: السماوات المعروفة السقف التي بناها الله عز وجل، فمن الأول قوله تعالى: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ [الزمر ٢١]، ﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾ يعني من السحاب، والسماء ليست لاصقة في السماء السقف، ولكنه في العلو، ومنه قوله تعالى: ﴿فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ﴾ [الحج ١٥] أي: إلى العلو، وأما الثاني الذي هو البناء فهو كثير؛ قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾ [فصلت١١، ١٢].
ومنه هذه الآية: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ﴾، وجمعها لأنها جمع سبع سماوات؛ كما في القرآن الكريم وكما في السنة النبوية.
﴿وَالْأَرْضَ﴾ هي الأرض التي وضعها الله عز وجل للخلق، يعيشون عليها كما قال تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾ [الرحمن ١٠]، ولم يأتِ في القرآن ذكر عددها صريحًا، يعني ليس في القرآن أن الأرضين سبع، لكن جاء ذكرها بهذا العدد لا على سبيل التصريح؛ كقوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق ١٢] مثلهن في العدد وليس مثلهن في الصفة؛ لتباين ما بين السماوات والأرض في الصفة، أما السنة فصريحة في أن الأرضين سبع؛ قال النبي ﷺ: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أرَضِينَ»[[أخرجه مسلم (١٦١٠/١٣٧) من حديث سعيد بن زيد. ]].
والظاهر من النصوص أن هذه الأرَضين متطابقة، يعني بعضها تحت بعض كالسماوات؛ لأن قوله عليه الصلاة والسلام: «طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» لولا أنها متطابقة لم يعذب بما تحت الأرض العليا، فهي متطابقة، ولكن ذكر العلماء الذين يتكلمون على خلق الأرضين هل هذه الأرَضون متباينة منفصل بعضها عن بعض؟ أو هي كتلة واحدة؟ هذا نقول في الجواب عنه أو في الجواب عليه: الله أعلم لا ندري، لكنه يجب أن نؤمن بأن هناك سبع أرضين كما جاء ذلك في النصوص.
وقوله: (﴿بِالْحَقِّ﴾ متعلق بـ﴿خَلَقَ﴾ ) يعني أن خلقه إياها بالحق، الحق أي أنه خلقها حقًّا لا خالق لها غيره، هذه واحدة، والثاني بالحق أي من أجل الحق لا باطلًا، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا﴾ [ص ٢٧] السماوات أو السماء؟ ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الدخان ٣٨، ٣٩].
وصدق الله عز وجل؛ فإن في خلق السماوات والأرض من الحق ما هو ظاهر، فبهما يعرف الله عز وجل وتظهر آياته الكونية وآياته الشرعية، وبهما يعيش الخلق، ولا يمكننا في هذا المجلس أن نحصر ما في خلق السماوات والأرض من الحق، ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ [الزمر ٥].
قال المؤلف: (﴿يُكَوِّرُ﴾ يدخل).
ولا شك أن الله يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل كما في الآيات الأخرى، ولكن هل معنى التكوير هنا الإيلاج أنه يدخل النهار على الليل فيطول، ويدخل النهار على الليل فيطول؟
ظاهر اللفظ يأبى ذلك؛ لأن الله قال: ﴿يُكَوِّرُ﴾، والتكوير: التدوير، التكوير هو التدوير، ومنه كور العمامة أي ليها، لياتها تسمى أكوارًا، فـ﴿يُكَوِّرُ﴾ يعني يدير الليل على النهار، وهذا يشبه قوله تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ [الأعراف ٥٤]، وإذا كان هذا ظاهر اللفظ فإن الواجب أن نجري اللفظ على ظاهره؛ لأنه -أي الظاهر- هو الذي يتبادر إلى ذهن السامع.
فإذا قال قائل: لماذا لا تجعلون الأمر كما قال المؤلف من أجل أن نفسر القران بالقرآن فنجعل ﴿يُكَوِّرُ﴾ يعني (يولج)؟
قلنا: هذا لا يصح؛ لوجهين:
الوجه الأول: أنه خلاف ظاهر اللفظ، ويش ظاهر اللفظ ﴿يُكَوِّرُ﴾؟ يدور ويطوي.
وثانيا: أنه يفوت به المعنى المستفاد من كلمة ﴿يُكَوِّرُ﴾، أما المعنى المستفاد من الإدخال فهذا يعرف من الآيات الثانية، فحينئذ نستفيد فائدة جديدة غير فائدة الإدخال، يرحمك الله.
أما كونه تعالى يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل فهذا شيء معروف ودلت عليه آيات أخرى، ﴿وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾.
قال: (فيزيد ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ ) ذللهما، التسخير -يرحمك الله- بمعنى التذليل، يعني ذللهما، لأي شيء؟ لمصالح العباد؛ بدليل قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ [النحل ١٢].
إذن التذليل هنا لمصلحة العباد، والشمس والقمر معروفان لا يحتاجان إلى تعريف، ولو أننا أردنا أن نعرفهما بما يعرفه أهل الفلك لزدناهما غموضًا، لو قلنا: إن الشمس كتلة نارية ملتهبة إلى آخر ما قالوا لكان الناس يدورون الشمس، ويش هي؟ وينها؟ كتلة؟
القمر أيضًا كتلة صخرية جامدة باردة مظلمة، إلى آخر ما قالوا أيضًا، يذهب الذهن كل مذهب، لكن إذا قلنا: الشمس ما نراها آية النهار والقمر آية الليل كل يعرفها أوضح من كل شيء، ﴿سَخَّرَ﴾ ذللهما في جريانهما وفي اختلاف هذه الجري، فكونهما يدوران على الأرض ويختلفان طولًا وقصرًا هذا لا شك أنه لمصالح العباد، ﴿كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾، ﴿كُلٌّ﴾ منين؟
من الشمس والقمر، ﴿يَجْرِي﴾ أي يسير في فلكه، الفلك: الشيء المستدير، وهما يدوران باستدارة واضحة لكنها تختلف باختلاف الليل والنهار.
وقوله: ﴿لِأَجَلٍ﴾ بمعنى إلى أجل، أي: غاية ﴿لِأَجَلٍ﴾ أي لغاية، مسمى معين من قبل من؟ من قبل الله عز وجل، وهذا أجل مسمى، قال المؤلف: (يوم القيامة).
ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ [التكوير ١ - ٣] إلى أن قال: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾ [التكوير ١٤] ومتى يكون هذا؟ يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا﴾ [آل عمران ٣٠] فهذان يجريان إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة ذهبت حاجة الناس إليهما وذهب (...).
﴿أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [الزمر ٥] ﴿أَلَا﴾ أداة استفتاح وتأتي للتنبيه وقوله: ﴿هُوَ﴾ يعود على الله عز وجل، و﴿الْعَزِيزُ﴾ قال المؤلف: (الغالب على أمره المنتقم من أعدائه)، وهذا أحد معاني العزة التي أثبتها الله لنفسه، وسبق أن لها معنى ثانيًا وثالثًا عزة القدر، وعزة الامتناع بالإضافة إلى عزة القهر.
فالله سبحانه وتعالى متصف بالعزة كاملًا، قال تعالى: ﴿لِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر ١٠]، ﴿إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [يونس ٦٥]، فجميع أنواع العزة ثابتة لله سبحانه وتعالى.
وقوله: ﴿الْغَفَّارُ﴾ صيغة مبالغة من الغفر أو نسبة، والغفر أو الغفران ستر الذنب والتجاوز عنه، ولا يكفي أن نقول: إن المغفرة أو الغفران هو التجاوز عن الذنب؛ لأن المعنى المشتق منه يأبى ذلك، فالمغفرة مشتقة من المغفر، والمغفر شيء يوضع على الرأس يقيه من سهام الأعداء، ففي هذا المغفر ستر ووقاية، ولهذا نقول في معنى ﴿الْغَفَّار﴾: هو غافر الذنب، أي الذي يستر الذنب ويتجاوز عنه.
* في هذه الآية الكريمة: إثبات خلق السماوات والأرض، وهذه الفائدة يترتب عليها الرد على الطبائعيين والفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم، وأن العالم أزلي، وأن هذه السماوات ليس لها أول، هي موجودة في الأزل، فإن هذه الآية ترد عليهم؛ لأنه يقول: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ﴾ أي أوجدها بعد العدم.
* ومن فوائد الآية: أن السماوات عدد، وجهه الجمع؛ لأن الجمع يدل على العدد، وقد بينت النصوص الأخرى أنها سبع.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: أن خلق السماوات والأرض بالحق، وضده الباطل، فلم تخلقا باطلًا (...) ولعبًا.
* ومن فوائدها أيضًا: أن الخالق للسماوات والأرض هو الله؛ لقوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾ على أحد المعنيين اللذين أشرنا إليهما.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات كروية الأرض؛ من قوله: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ﴾، ومعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض، فإذا كان سيرهما تكويرًا دل على أن الأرض كروية.
* ومن فوائدها: إثبات قدرة الله عز وجل بتكوير الليل والنهار، وقد أشار الله إلى ذلك في قوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [القصص ٧١، ٧٢].
لو اجتمع الخلق كلهم على أن يأتوا بالليل في موضع النهار أو بالنهار في موضع الليل ما استطاعوا، ففي هذا بيان كمال قدرة الله عز وجل، حيث يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: بيان نعمة الله علينا بتسخير الشمس والقمر؛ لقوله: ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾.
* ومن فوائدها: أن الشمس والقمر يجريان في فلكهما، ففيه الرد على من زعم أن تعاقب الليل والنهار يكون بدوران الأرض، فإن الآية صريحة في أن الشمس تجري والقمر يجري، وعلى الأقل نقول: هي ظاهرة في ذلك، وإذا كان لدينا ظاهر من الكتاب والسنة فإنه لا يجوز لنا أن نعدو هذا الظاهر إلا بدليل بيِّن يسوغ لنا أن نخالف هذا الظاهر؛ لأن الله خاطبنا بكلامه باللسان العربي، فوجب علينا أن نأخذ بمقتضى هذا اللسان العربي ما لم يوجد دليل على خلافه، هم يقولون الآن: إن الشمس والقمر لا يجريان وإن القمر يدور على الشمس وإن الأرض أيضًا تدور حول الشمس، وإن تعاقب الليل والنهار يكون بدوران الأرض، وكل هذا خلاف ظاهر القرآن، فلا عبرة به، إلا إذا علمنا شيئًا نقابل به الله عز وجل بإخراج كلامه عن ظاهره، وإلا فالواجب إبقاؤه على الظاهر.
حتى لو فرضنا أننا أقررنا بأن الأرض تدور، فإنه لا يلزم من ذلك ألا تكون الشمس تدور عليها؛ لأن بعض الناس يقول: إذا أقررتم أن الأرض تدور فإنه يلزمكم أن يكون اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض.
نقول: لا يلزم؛ لأنه إذا اختلفت دورة الأرض مع دورة الشمس حصل التعاقب تعاقب الليل والنهار، ولا مانع.
على كل حال المهم أنه يجب علينا أن نأخذ بظاهر كلام الله؛ لأن الله هو الخالق، وخبره هو الصادق، وقد خاطبنا بما نفهمه من لغتنا؛ لغة العرب، فلا يجوز لنا العدول عن الظاهر إلا بدليل حسي، نخاطب به الله عز وجل يوم القيامة، إذا سألنا: لم اعتقدتم أن الأرض هي اللي تدور وأن الليل والنهار يكون بسبب دورانها؟
يكون لنا حجة، نقول: لأننا لمسنا هذا، طيب فإذا قدر وهو بعيد فيما يظهر إذا قدر أنه ثبت أن الليل والنهار يكون بدوران الأرض لا بدوران الشمس، فكيف نجيب عن الظواهر؟
نقول: تجري بحسب مرأى الإنسان؛ لأن الشيء إذا كان قارًّا وهو يدور فالذي فوقه ساكنًا يظن أنه هو الذي يتحرك ويدور، فإذا ثبت هذا قلنا: إنها تجري بحسب نظر الإنسان، وإن كانت هي ثابتة والأرض هي التي تدور، نعم.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: لا، عمومًا، الظاهر عمومًا؛ لأن الله إذا شرع الشيء لكن لا يمكن أن يشرع الله شيئًا يكرهه.
* الطالب: يكون محبوبًا لغيره، مصلحة لغيره.
* الشيخ: مثل أيش؟
* الطالب: لا أستحضر.
* الشيخ: ما (...) الأمور الشرعية متعلقة بما يحبه.
* الطالب: مثل الجهاد فيه قتل، لكن فيه مصلحة.
* الشيخ: أي هو مكروه لنا ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾ [البقرة ٢١٦] لكن لله ما هو مكروه؛ لأن الله يحب أن عبده يقاتل في سبيله ويقتل.
* طالب: (...) لسان العرب (...) كذلك للتأكيد (...).
* الشيخ: لا ﴿كُلٌّ﴾ مبتدأ.
* الطالب: ﴿كُلٌّ﴾ مبتدأ (...) للتأكيد.
* الشيخ: أي للتأكيد المعنوي.
* الطالب: (...).
* الشيخ: الجملة هنا للعموم أما ﴿كُلٌّ يَجْرِي﴾ فهي استئنافية، ما أظنها في محل نصب، استئنافية، نعم.
* * *
* الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦) إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [الزمر ٦، ٧].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ [الزمر ٥] ما معنى قوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾؟
* طالب: (...) خلقها حقًّا.
* الشيخ: هذا واحد، المعنى الثاني: خلقها حقًّا، يعني لم يخلقها غيره.
* الطالب: أي لأجل الحق.
* الشيخ: من أجل الحق، طيب ما هو الدليل للمعنى الثاني؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، الدليل للمعنى الثاني أن الله خلقها للحق؟
* الطالب: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا﴾.
* الشيخ: ﴿السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا﴾ آية أخرى ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الدخان ٣٨، ٣٩] نعم هل في القرآن ما يدل على عدد الأرضين؟
* الطالب: نعم في القرآن قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾.
* الشيخ: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق ١٢] نعم، لو قال قائل: ﴿مِثْلَهُنَّ﴾ في الصفة؟
* الطالب: يعني هذا سؤال؟
* الشيخ: إي نعم.
* الطالب: نقول: الله عز وجل ما حددها (...) بالعدد (...).
* الشيخ: ما قال ذلك، ما قال: مثلهن في العدد.
* الطالب: لأنه ورد في الحديث.
* الشيخ: لا، نبغي من نفس الآية.
* طالب: لأن الله قال في السماوات العدد قال: سبع سماوات، فيكون المماثلة في الأرض في العدد.
* الشيخ: (...) لو قال قائل: مثلهن في الصفة؛ لأنك إذا قلت: فلان مثل فلان يعني في الصفة.
* الطالب: لأن الله ذكر ﴿خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ فتكون (...).
* طالب آخر: (...) في الأصل (...) في العدد والكيفية، ولكن لا يوجد مماثلة بين الأرض والسماء من حيث الصفة، فهي تختلف تمامًا عنها.
* الشيخ: إي نعم، المماثلة في الصفة مستحيلة، السماوات كبيرة ورفيعة ومحيطة بالأرض، ولا يمكن أن تكون الأرض مثلها في الصفة، إذن تعين أن يكون مثلها في العدد؛ لأنه قال: ﴿سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ أي عددًا لا صفة، طيب، ما حضرت؟
طيب، ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ﴾ ماذا قال المؤلف في ﴿يُكَوِّرُ﴾؟
* طالب: (...) يدور.
* الشيخ: لا، كلام المؤلف.
* الطالب: كلام المؤلف (...).
* الشيخ: لا.
* الطالب: (...).
* الشيخ: قال: معناه يدخل، يكور الليل على النهار يعني يدخل الليل في النهار فيزيد الليل، ويكور النهار على الليل فيزيد النهار، طيب ما هو المعنى الظاهر؟
* الطالب: أنه يدير.
* الشيخ: أنه يدير، ما الدليل على أن هذا هو المعنى الظاهر؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: معنى التكوير والإدارة، ومنه؟
* الطالب: كوَّر العمامة.
* الشيخ: كور العمامة.
قوله عز وجل: ﴿سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ ما معنى ﴿سَخَّرَ﴾؟
* طالب: يعني ذلل.
* الشيخ: ذلل، لأي شيء؟
* طالب: للعباد.
* الشيخ: للعباد، ما هو الدليل على أن المراد تذليلها للعباد؟
* الطالب: قوله تعالى في آية أخرى: ﴿سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ [النحل ١٢].
* الشيخ: أحسنت ﴿سَخَّرَ لَكُمُ﴾، نعم قوله: ﴿كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾، ﴿كُلٌّ يَجْرِي﴾، ﴿كُلٌّ﴾ ماذا يعني بـ﴿كُلٌّ﴾؟
* طالب: الشمس والقمر.
* الشيخ: ﴿كُلٌّ﴾ من الشمس والقمر، ومعنى ﴿يَجْرِي﴾؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يدور أو يسعى يسير، طيب قوله: ﴿لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ ما المراد بالأجل هنا؟
* طالب: (...).
* الشيخ: أجل صحيح معناها غاية، لكن ما المراد بهذه الغاية؟
* الطالب: يوم القيامة.
* الشيخ: يوم القيامة، أحسنت، ما الدليل؟
* الطالب: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ [التكوير ١ - ٣].
* الشيخ: أحسنت تمام. طيب قوله: ﴿أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾، ﴿أَلَا﴾؟
* طالب: أداة استفتاح يراد بها التنبيه.
* الشيخ: التنبيه أحسنت، وما معنى ﴿الْغَفَّارُ﴾؟
* الطالب: ﴿الْغَفَّارُ﴾ صيغة مبالغة (...).
* الشيخ: من الغفر وهو؟ ما هو الغفر؟
* الطالب: (...) صيغة للمبالغة.
* الشيخ: إي، لكن ما هو الغفر؟ غفر بمعنى؟
* الطالب: يغفر.
* الشيخ: بمعنى (يغفر) لا، ما يصح، المضارع ما يكون بمعنى (...).
* الطالب: ستر الذنب والتجاوز عنه.
* الشيخ: الغفر يا أخ ستر الذنب والتجاوز عنه، لماذا فسرناه بذلك؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: لماذا فسرناه بالستر والتجاوز؟ ولم نفسره بالتجاوز فقط؟ هذا يتردد كثيرًا عندنا، نعم.
* طالب: لأن معناه اللغوي يقتضي ذلك؛ لأن الغفر هو من المغفر، وهو ما يستر الرأس، فلا بد..
* الشيخ: ما يستر الرأس؟
* الطالب: ما يغطي الرأس.
* الشيخ: بس فقط؟
* الطالب: ويقيه.
* الشيخ: ويقيه من السهام؛ لأنه مشتق من المغفر، وهو ما يستر به الرأس في الحرب ليقيه من السهام، أظن لم نأخذ فوائد؟
* طالب: (...).
* الشيخ: أخذنا؟ بس الأخيرة فقط؟
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله عز وجل: ﴿أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ * في هذه الآية: بيان أهمية معرفة أسماء الله وصفاته؛ لقوله: ﴿أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾؛ لأن ﴿أَلَا﴾ هنا للتنبيه، ولا يحتاج إلى التنبيه إلا في أمر هام ينبغي التنبه له.
* ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين وما دل عليهما من صفة وحكم، وهما العزيز والغفار، والقاعدة في باب الأصول -أصول العقيدة- أن كل اسم من أسماء الله فهو متضمن لصفة، وقد يتضمن مع الصفة حكمًا، وهو ما يسمى بالأثر إذا كان متعديًا، وإن لم يكن متعديًا ففيه الاسم والصفة.
فمثلًا الحي من أسماء الله متضمن لصفة، وهي الحياة، لكنه لا يتعدى للغير؛ لأن الحي وصف لازم، يعني لا يتعدى الموصوف.
الغفار: اسم من أسماء الله متضمن لصفة، وهي المغفرة، متعد للغير، وهو أنه يغفر الذنوب، فهذه القاعدة في أسماء الله سبحانه وتعالى أن كل اسم منها متضمن لصفة، وقد يكون متضمنًا للحكم الناتج أو النابع من هذه الصفة، متى؟
* طالب: إذا كان متعديًا.
* الشيخ: إذا كان متعديًا، أما إذا كان لازمًا لا يتعدى الموصوف فإنه ليس له حكم، يعني ليس له حكم متعد للغير.
إذن في الآية إثبات العزيز والغفار من أسماء الله، وإثبات ما دل عليه من صفة، وإثبات المغفرة، وهي الحكم من قوله: ﴿الْغَفَّارُ﴾.
{"ayah":"خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ یُكَوِّرُ ٱلَّیۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَیُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّیۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلࣱّ یَجۡرِی لِأَجَلࣲ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق