الباحث القرآني
ثم قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ﴾ [يس ٢٨].
﴿وَمَا أَنْزَلْنَا﴾ ﴿مَا﴾ نافية، وقوله: ﴿عَلَى قَوْمِهِ﴾ قال المؤلف: (أي: حبيب) بناء على أن اسمه حبيب، وقد سبق أن اسمه لا يهمنا، المهم القصة.
﴿عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ﴾ أي: من بعد أن هلك ومات على أيديهم، ﴿مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾ ﴿مِنْ﴾ هذه زائدة؛ لأنها لو حُذِفَت استقام الكلام بدونها، لو قال: وما أنزلنا على قومه جندًا من السماء يستقيم الكلام، وقوله: ﴿مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾ أي: ملائكة، فإن الملائكة جنود الله عز وجل؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر ٣١]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات ١٧٣] فالجند الملائكة، لكن قال: (لإهلاكهم ﴿وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ﴾ ملائكة لإهلاك أحد) فلم تنزل ملائكة لإهلاك أحد، وقيل: ما كنا منزلين لإهلاك هؤلاء؛ لأنهم أقل وأحقر من أن يبعث الله ملائكة من السماء تهلكهم، وهذا هو الأقرب. فيكون النفي هنا خاصًّا بمن؟ بهؤلاء القوم لأن الله أنزل ملائكة في بدر، وأنزل ملائكة في غزوة حنين، فأنزل الله تعالى الجنود، وكذلك أيضًا في غزوة الأحزاب؛ ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ [الأحزاب ٩]، ولكن ﴿وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ﴾ جنودًا لهؤلاء احتقارًا لهم، وهذا الذي مشى عليه المؤلف هو الصحيح.
وقال بعض العلماء: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾ أي: من وحي ورسل؛ لأن الوحي تنزل به الملائكة، لكن ما مشى عليه المؤلف أصح بدليل ما يأتي فيما بعد، والله أعلم.
(...) قال: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ ﴿إِنْ﴾ قال المؤلف: بمعنى (ما)، وعلى هذا فهي نافية، ﴿إِنْ﴾ هنا نافية، وينبغي أن نستحضر معاني (إن)، تأتي نافية كما هنا، ويش بعد؟ وشرطية كما لو قلت: إن قام زيد قام عمرو، هذا اثنين.
* طالب: ومخففة من الثقيلة.
* الشيخ: ومخففة من الثقيلة، مثل:
؎وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَ الْمَعَادِنِ ∗∗∗ ...............................
بعد؟
* طالب: استفهامية.
* الشيخ: لا، ما تأتي استفهامية. (إن) ما تأتي استفهامية.
* الطالب: مصدرية.
* الشيخ: لا، هذه (كأن)، وتأتي زائدة، كقوله:
؎بَنِي غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبُ ∗∗∗ وَلَا صَرِيفٌ وَلِكِنْ أَنْتُمُ الْخَزَفُ
تأتي على أربعة أوجه: نافية، وشرطية، ومخففة من الثقيلة، وزائدة. وإذا أتت بعدها (إلا) فهي نافية، وقد تكون نافية بدون (إلا) كقوله تعالى: ﴿إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا﴾ [يونس ٦٨]، أي: ما عندكم، لكن القاعدة أنه إذا أتت بعدها (إلا) فهي نافية، ولا يلزم ألا تأتي نافية إلا مع (إلا)؟ لا، ليس بلازم. قد تأتي نافية بدون (إلا) كقوله: ﴿إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا﴾ يعني: ما عندكم.
قال الله تعالى: ﴿إن كانت﴾ قال المفسر: (عقوبتهم) يعني: ما كانت عقوبتهم التي عاقبهم الله بها بكفرهم (﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ صاح بهم جبريل ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ ) يعني: ما احتاجوا إلى عناء، وإلى جند، ما هي إلا صيحة، ولم يبين الله سبحانه وتعالى الصائح، والمؤلف قال: جبريل، ولا ينبغي أن نجزم بهذا إلا بدليل؛ لأن الواجب علينا أن نبهم ما أبهمه الله إلا أن يرد تعيينه بدليل صحيح، ولم يرد بتعيينه هذا دليل صحيح، وعلى هذا فنقول: صِيح بهم ولا نجزم مَنْ هذا الصائح، المهم أنها صيحة واحدة، صِيح بهم فهلكوا عن آخرهم؛ ولهذا قال: ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ ﴿إِذَا﴾ هنا فجائية تدل على تعاقب ما بعدها وما قبلها؛ أي: أن ما بعدها وقع عقب ما كان قبلها مباشرة؛ ولهذا سميت فجائية؛ لأنها تفاجيء وتأتي فورًا من حين أن صِيح بهم خمدوا عن آخرهم.
قال الله عز وجل: (﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ فإذا هم ساكتون ميتون) وبهذا نعرف أن هؤلاء ماتوا عن آخرهم؛ لأن ﴿هُمْ﴾ ضمير يفيد الجمع والشمول.
قال الله تعالى: (﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ [يس ٣٠] هؤلاء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأُهْلكوا وهي -أي: الحسرة- شدة التألم -شدة التألم والندم يُسمى حسرة- ونداؤها مجاز أي: هذا أوانك فاحضري).
قوله: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ الحسرة هي شدة الندم والتألم والتحسر والحزن على ما مضى؛ قال الله تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ [البقرة ١٦٦، ١٦٧] أي: ندامات وآلام ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.
وقوله: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ حسرة على العباد ممن؟ قيل: إن القائل هم المكذبون وأنهم تَحَسَّروا على أنفسهم وقالوا: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ ثم بَيَّنوا السبب كما سيأتي، وقيل: إن الحسرة من أتباع الرسل؛ يعني: مِنْ هذا الرجل ونحوه يتحسر على هؤلاء العباد، وقيل: إن التحسر من الله عز وجل، ولكن ليس معناه أنه يتصف به، بل المعنى أنه يُبَيِّن حسرة العباد على أنفسهم، فيقول: يا حسرة واقعة على العباد، واقعة عليهم فتكون (على) قريبة من معنى (من)؛ يعني: أن الله تعالى يبين أن هؤلاء العباد..
يعني أن الله تعالى يُبيِّن أن هؤلاء العباد المكذبين سوف يتحسرون على تكذبيهم، وهذا أقرب إلى السياق لقوله: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ [يس ٢٩، ٣٠]، فالكلام كلام الله عز وجل لكن لما كان التحسُّر ندم وألم صار الله تعالى منزهًا عنه، فوجب أن يقول المراد: يا حسرة واقعةً عليهم؛ أي ما أشد تحسر العباد على ما فعلوا من التكذيب للرسل كما بينه آخر الآية.
وقوله تعالى: ﴿عَلَى الْعِبَادِ﴾ المراد بالعباد هنا العبودية العامة، وليست الخاصة؛ لأن العبودية الخاصة لا تَحَسُّر على أهلها، وقد مر علينا أن العبودية عامة وخاصة، فالعامة مثل، مثال العامة، المراد بها قلت: العبودية العامة؛ لأنه لا يدخل فيها غير المكذبين، ومع ذلك نقول: العبودية العامة لكنها عام أُريد بها الخصوص، من هم؟ المكذبون للرسل. قال: (ونداؤها مجاز) يعني ليس حقيقة؛ لأن النداء حقيقة إنما يُوجَّه إلى من يعقل، أما من لا يعقل فليس نداؤه على سبيل الحقيقة؛ ولهذا قالوا في قول الشاعر:
؎أَلَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِي ∗∗∗ بِصُبْحٍ وَمَا الْإِصْبَاحُ مِنْكَبِأَمْثَلِ
إن هذا يُراد به التمني، وليس نداء بمعنى الطلب، طلب الحضور؛ لأن الليل لا يعقل، فالنداء حقيقة إنما يوجه لمن يعقل، إذا وُجِّه لمن لا يعقل صار له معنى آخر على سبيل التجوز، والمعنى أنه جُعِلَ غير العاقل كالعاقل كأن الحسرة شيء يأتي ويذهب تقول: يا حسرة على العباد احضري، ﴿مَا يَأْتِيهِمْ﴾ [يس ٣٠]، هذا بيان لسببها، سبب الحسرة ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ [يس ٣٠] ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾ (ما) نافية، و(مِن) زائدة لوقوعها في سياق النفي، وهي زائدة زائدة؛ زائدة لفظًا تزيد في المعنى، وهذا معنى قولنا: زائدة زائدة، وليس في القرآن حرف واحد لا يفيد معنى أبدًا، كل ما في القرآن فإنه يشتمل على المعاني ولكن قد يكون زائدًا من حيث الإعراب فقط، ولهذا نعرب ﴿رَسُولٍ﴾ في هذه الآية فاعلًا، ونقول: فاعل مرفوع بضمة مُقدَّرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحرف الزائد.
﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾ وفائدتها التنصيص على العموم؛ لأن ﴿رَسُولٍ﴾ نكرة في سياق النفي، فتعم، فإذا جاءت (مِنْ) صارت أنص وأدل على العموم مما لو حُذفت؛ ولهذا قالوا: إن فائدتها في مثل هذا السياق: التنصيص على العموم.
وقوله: ﴿مِنْ رَسُولٍ﴾ الرسول عند عامة أهل العلم هو بشر أُوحي إليه بشرع، وأُمِر بتبليغه، ويُطلق الرسول على الرسول الملكي، فإن الله سمَّى جبريل، سماه رسولًا كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ إلى آخره [التكوير١٩:٢٠]، وقوله: ﴿مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ يعني إلا كانوا يستهزئون به ولكن قدم المعمول، وهو (به) لإفادة الحصر ولمناسبة رؤوس الآيات، فقُدِّم لفائدتين: فائدة لفظية وهي مراعاة الفواصل، وفائدة معنوية وهي الحصر. كأنه قال: إذا أتاهم الرسول فكأنهم لا يستهزئون بأحد سوى هذا الرسول.
﴿إِلَّا كَانُوا بِهِ﴾ أي: لا بغيره وهم يستهزئون بغيره لكن لما كان هؤلاء قد أمعنوا في الاستهزاء بالرسل صاروا كأنهم لا يستهزئون إلا بالرسل ﴿إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ والاستهزاء هو السخرية والهزء.
* يستفاد من هذه الآيات من قوله: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾.
* يستفاد منها فوائد؛ أولًا: أن الله عز وجل قد يُنزل الملائكة لإهلاك المكذبين، ووجهه أن نفي إنزال الملائكة على هؤلاء القوم يدل على إمكانه في غيرهم وإلا لما صح النفي.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة جنود لله عز وجل؛ لقوله: ﴿مِنْ جُندٍ﴾.
* ومن فوائدها: أن الملائكة محلهم السماوات؛ لقوله: ﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾، وهذا هو الأصل، لكنهم قد ينزلون إلى الأرض كما في قوله تعالى في ليلة القدر: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ [القدر ٤]، وكالملائكة الذين يحفظون بني آدم، والذين يكتبون أعمالهم وما أشبه ذلك، والذين يكتبون المتقدمين إلى الجمعة على أبواب المساجد.
* ومن فوائد الآية الكريمة: بيان حقارة هؤلاء القوم المكذبين للرسل الثلاثة؛ لقوله: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾ إلى أن قال: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: بيان عظمة الله عز وجل، وذلك بذكره بصيغة الجمع ﴿وَمَا أَنزَلْنَا﴾ ﴿وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ﴾، لا يقال: إن هذا يفيد التعدد كما استدلت بذلك النصارى، وقالوا: إن الآلهة متعددة؛ لأن الله يقول: ﴿وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ﴾، وما أشبه ذلك من الآيات، فيقال لهم: إن هذا التعدد للتعظيم، وكيف تستدلون بهذه الآية المتشابهة، وتعمون عن مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ﴾ [الصافات ٤] ﴿إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [النساء١٧١] ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ﴾ [المائدة ٧٣]، ولكن النصارى كغيرهم من أهل الزيغ يتبعون ما تشابه من القرآن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
ومن رأى اتباع الشبهات من النصارى ومن غيرهم في نصوص الكتاب والسنة تبين له العجب العُجَاب، وأنه يجب علينا وجوبًا مؤكدًا طلب العلم لدفع شبهات هؤلاء؛ لأن هؤلاء كما تعلمون انتشروا بيننا الآن، وكثروا في هذه البلاد التي قال عنها رسول الله ﷺ: «أَخْرِجُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ»[[أخرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار (٥٥٣٨) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.]]. هؤلاء يبثون السموم في شبابنا وكهولنا أيضًا، بل إنهم الآن -كما سمعنا- يرسلون النشرات؛ نشرات تدعو إلى النصرانية، ويرسلون أشرطة تدعو إلى النصرانية؛ لأنهم بدؤوا يعرفون المحلات ويعرفون العناوين، ثم يرسلون إليها، وعندنا من هذا عدد يؤتى إلينا بنشرات وأشرطة مسجلة تدعو إلى النصرانية، هذه إذا وقعت في أيدي أناس لا يعرفون جهلاء على الأقل تركن إليها نفوسهم، وإن كنت أستبعد جدًّا أن يتنصر أحد من المسلمين؛ لأن دين النصارى كله ضلال الذي هم عليه الآن، لكن لا شك أنه يُوقِع الشبهة والخلود والاطمئنان إلى هؤلاء؛ لذلك أنا أرى أن اليوم يجب على شباب المسلمين أن يتسلَّحوا بسلاح العلم، العلم المبني على الأثر والنظر؛ لأن أولئك قوم يُشبِّهون بما يدعون أنه عقل، ولا يكفي الآن أن نتعلم الأثر فقط بل لا بد من أثر ونظر؛ الأثر إنما يكفي لمن؟ للمؤمن الذي قال الله عنه: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب ٣٦] لكن المكذب لا يكفيه الأثر؛ لأنه لا يؤمن أصلًا بالأثر، يحتاج إلى نظر وعقل تدحض به حجته.
المهم أن مثل هذه الآية الكريمة: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا﴾ ﴿وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ﴾ يُشبه بها النصارى على أن الله سبحانه وتعالى مُتعدِّد أكثر من واحد، وقد ذكرنا أنهم غفلوا، بل عموا عن الآيات الواضحة الصريحة بأن الله إله واحد، وأن الله كفَّر من زعم أن الله مُتعدِّد ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ﴾.
ثم قال تعالى: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ [يس 29] في هذه الآية دليل على أن الله أهلك هؤلاء القوم بصيحة واحدة، لم تُكرَّر مرة أخرى، صيحة واحدة هلكوا بها، لكن لو قال قائل: ما نوع هذه الصيحة؟ هل قيل: اهلكوا؟ نقول أيش؟ الله أعلم هذه الصيحة، عافانا الله، يحتمل أنها صرخة يحتمل أنهم أُمِروا بالهلاك، المهم أنها صيحة واحدة، فهلكوا عن آخرهم، قلت: فيها بيان.
* الطالب: (...).
* الشيخ: بيان أيش؟ أنهم أهلكوا طيب بصيحة واحدة.
ثانيًا: * من فوائدها: بيان قدرة الله عز وجل، وأن من عارض الله، أو بارز الله مهما عظم فإن إهلاكه يسير على الله عز وجل، كل شيء يكون بكلمة واحدة ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ﴾ [القمر ٤٩-٥٠]، وعند هذا الأمر الواحد ﴿كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر ٥٠]، لا يتباطأ ولا يتأخر، لمح البصر أسرع ما يكون، فإذا أراد الله شيئًا قال له: كن فيكون، كلمح البصر، سبحان الله، هذا يدل على عظمة الله عز وجل وقدرته.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء القوم الذين كذبوا الرسل الثلاثة هلكوا جميعًا؛ لقوله: ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ [يس ٢٩]، وهذا يدل على أن من زعم أن هذه القرية التي أُرسِل إليها الثلاثة، من زعم أنها أنطاكيا، فإن زعمه باطل؛ لأن رسل عيسى الذين أرسلوا إلى أنطاكيا كانوا بعد موسى، ولم يهلك الله تعالى أمة على سبيل العموم بعد أن نزلت التوراة، هكذا قال كثير من العلماء؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى﴾ [القصص ٤٣]، قالوا: هذه الآية تدل على أن الله لم يُهلك أمة على سبيل العموم بعد نزول التوراة، وهذه الآية كما تعلمون في سورة يس ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ [يس ٢٩] تدل على أنهم هلكوا.
ثم قال تعالى: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [يس ٣٠] في هذا دليل على شدة تحسر العباد المكذبين للرسل؛ لقوله: ﴿يَا حَسْرَةً﴾، ولهذا جاء النداء على سبيل التنكير ليدل على أنها حسرة عظيمة؛ لأن التنكير يفيد أحيانًا التعظيم والشدة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عدْل الله عز وجل، وهو أنه لا يُؤاخذ أحدًا إلا بذنبه؛ لقوله: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ فلم يعاقب الله تعالى أحدًا إلا بذنب، بل إنه عز وجل قد يعفو عن الذنب إذا كان دون الشِّرْك.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرسالة؛ لقوله: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾، وأن الرسالة عامة لكل أمة؛ لأنه قال: ﴿عَلَى الْعِبَادِ﴾، ثم قال: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾، فكل العباد قد قامت عليهم الحجة ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر ٢٤].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الاستهزاء بالرسل كُفْر مُوجِب للعقوبة؛ لأن السياق الآن في قوم كَذَّبوا الرسل فأُهلكوا جميعًا، ثم قيل: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [يس ٣٠] فدل هذا على أن الاستهزاء بالأنبياء أو بالرسل كُفْر، ويدل لهذا قوله تعالى: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة ٦٥، ٦٦].
الاستهزاء بالكتب كفر؟ نعم، لقوله: ﴿وَآيَاتِهِ﴾. الاستهزاء بشرع من الشريعة ولو بشعيرة واحدة كُفْر؛ لأن الاستهزاء بالشعيرة الواحدة استهزاء بكل الشريعة، كما أن الكفر بالشعيرة الواحدة كفر بجميع الشريعة، قال الله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة ٨٥] وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا﴾ [النساء ١٥٠، ١٥١]، فمن آمن بالرسالة ولكن كفر بشعيرة واحدة منها فقد كفر كفرًا تامًّا بالجميع، من استهزأ بشيء من شرائع الرسل ولو بشيء ليس بواجب فقد كفر حتى بالشيء المندوب إذا استهزأ به فقد كفر؛ لأنه لا يمكن الإيمان ببعض دون بعض بل من كره ما أنزل الله فقد كفر، ويش الدليل؟
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد ٩]، ولا تُحبط الأعمال إلا بالكفر؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة ٢١٧]، فالمسألة مسألة عظيمة ليست بالهينة؛ ولهذا يجب على المرء الرضا بكل ما شرع الله، فيرضى مثلًا بوجوب الصلاة، وتحريم الخمر، وجوب الزكاة، وتحريم الربا، وعلى هذا فقِسْ؛ يعني كل شيء يجب أن ترضى به، وتقبله، ثم إن عملتَ به أُثِبْت، وإن لم تعمل به عُوقِبت إذا كان واجبًا أو استحققت العذاب إلا إذا كان هذا الواجب تركه كفر فإنك إذا تركته كفرت، فمثلًا يجب على الإنسان أن يؤمن بتحريم الربا، فإن أنكر تحريمه كَفَر، أو لم يقبل تحريمه كفر، إذا آمن بتحريمه وقبله ورضي بالتحريم ولكن فعل الربا يكفر ولَّا لا ؟ ما يكفر، يكون حكمه حكم العصاة.
* الطالب: (...).
* الشيخ: والله استدل بهذا العلماء، والظاهر أنهم استدلوا بهذا وبالواقع.
* الطالب: (...).
* الشيخ: إي، قبل التوراة؟ التوراة ما نزلت إلا بعد ما أنجى الله بني إسرائيل.
* طالب: حكم الاستهزاء بالصالحين (...)؟
* الشيخ: الاستهزاء بالصالحين إما أن يكون بأشخاصهم أو بأعمالهم، إن كان بأعمالهم فهو استهزاء بالشريعة، وإن كان بأشخاصهم فليس بكفر لكنه على خطر إلا الرسول عليه الصلاة والسلام فإن من استهزأ ولو بشخصه فهو كافر.
* طالب: ما يدل على أن هذا النذير الذي..؟
* الشيخ: صاح بهم.
* الطالب: قول النبي ﷺ لما جاءه عبد الله بن سلام وسأله عن أشياء، وأجابه وسأله عن الرسول الذي يأتي إليه فقال جبريل: ذاك عدو (...) الملائكة وأيضا لما (...) سبحانه وتعالى: «﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾ [البقرة: ٩٨] أن هؤلاء قالوا: هذا عدو للملائكة لما قال لهم الرسول ﷺ أنه يأتيه» [[أخرج البخاري (٤٤٨٠) بسنده عن أنس، قال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله ﷺ، وهو في أرض يخترف، فأتى النبي ﷺ فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: «أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا» قال: جبريل؟ قال: «نَعَمْ». قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: «﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ »... الحديث. ]].
* الشيخ: هذا لو فُرض أن بني إسرائيل عادوه؛ لأنه يأتي بالعذاب لهم ما يلزم أن هؤلاء مثله.
* الطالب: يعني هذا المستفاد من الآية وهو أنه هو الذي ينزل إليه بعذاب بني إسرائيل.
* الشيخ: أقول لا يلزم؛ لأن هؤلاء هل هم من بني إسرائيل؟ ما ندري؛ لأنا رجحنا أنهم ليسوا رسل عيسى، ليسوا رُسلًا من قِبل عيسى.
* الطالب: بني إسرائيل من متى؟ من بعد..
* الشيخ: من بعد يعقوب؛ لأن إسرائيل هو يعقوب.
﴿جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ (إن) هنا قال الله تعالى: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾.
* من فوائد هذه الآية: بيان قدرة الله عز وجل، وأنه قادر على إهلاك الخلق بصيحة واحدة فقط بدون أي فعل، صوت مزعج يُقطِّع القلوب؛ لقوله: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾.
* ومنها: بيان ذل كل شيء لعظمته بحيث لا يُكرِّر أو لا يُعيد ما أراده؛ لقوله: ﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾، ولهذا أكدها بواحدة لبيان أنهم لم يحتاجوا إلى إعادة الصيحة مرة ثانية، وهكذا جميع ما أمر الله تعالى به كونًا فإنه لا يحتاج إلى إعادة؛ لقوله تعالى في سورة القمر: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر ٥٠].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذه الصيحة أهلكتهم جميعًا لم ينجُ منهم أحد؛ لقوله: ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ [يس ٢٩] وعلى هذا يترتب* فائدة أخرى؛ وهي أن قبض ملك الموت لأرواح بني آدم أكبر مما نتصور، فإنه قد يقول قائل: كيف يقبض هذه الأرواح وهي تموت في آنٍ واحد؟
نقول: إن (كيف) في الأمور الغيبية لا ترد؛ لأن هذه أمور لا ندركها بحواسنا، فكل أمر غيبي لا تقل فيه: كيف؛ ولهذا لما قيل للإمام مالك: كيف استوى؟ قال: الكيف غير معقول، ما يمكن أن ندركه بالعقول حتى نسأل عنه.
وقال عز وجل: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ إلى آخره، في هذا دليل على عِظم حسرة المكذبين للرسل؛ لقوله: ﴿يَا حَسْرَةً﴾ فإن هذا التنكير يفيد التعظيم.
* ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين للرسل سيجدون أعمالهم حسرات عليهم؛ لقوله: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾.
* ومن فوائدها: أنه ما من نبي بُعِث، أو ما من رسول أُرسل إلا وجد له من يستهزئ به، ومن يُؤمن به أيضًا؟ نعم، ومن يؤمن به، لكن منهم من لا يجد من يؤمن به لقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث السبعين ألفًا: «وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٧٠٥)، ومسلم (٢٢٠)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. ]]. فالاستهزاء حاصل لكل رسول، كل رسول يُرسَل فإنه يجد من يستهزئ به، ويجد من يؤمن به لكن ليس كل رسول يُرسل يجد من يؤمن به؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ».
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الاستهزاء بالرسل كفر؛ لقوله: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [يس ٣٠]. وكذلك الاستهزاء بشرائع الرسل كفر، وكذلك الاستهزاء بالله عز وجل كفر، واختلف العلماء فيمن سبَّ الله أو رسوله، هل تُقبل توبته؟ على قولين: فمنهم من قال: إنها لا تُقبل توبته، بل يُقتل قتل المرتد، فلا يُغسَّل، ولا يُكفَّن، ولا يُصلَّى عليه، ولا يُدفن مع المسلمين، وفي الآخرة أمره إلى الله إن كان الله تعالى علم منه صدق التوبة فإنه لا يُعذِّبه وإن كان الله علم منه كذبها فإنه يُعذَّب في الآخرة، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد.
والقول الثاني: صحة توبته، أي صحة توبة من استهزأ بالله ورسوله، وسب الله ورسوله، ولكن بالنسبة لمن استهزأ بالرسول ﷺ يُقتل، وأما من سبَّ الله أو استهزأ به فإنه لا يُقتل، وهذا هو الصحيح؛ أن الإنسان إذا سب الله أو رسوله أو استهزأ بهما فإنه يكفُر، فإن تاب قُبِلت توبته، لكنه يُقتل إذا كان السب أو الاستهزاء بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يُقتل إذا كان السب أو الاستهزاء لله، والفرق بينهما أن الاستهزاء بالرسول وسبه حق لآدمي، وأما الاستهزاء بالله وسبه فهو حق لله، وقد أخبرنا الله عز وجل أنه يقبل التوبة من جميع الذنوب، وإذا قَبِل الله توبته ارتفع عنه مقتضاها وهو القتل، أما بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام فإننا لا نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام عفا عن حقه فوجب علينا أن نأخذ به.
{"ayahs_start":28,"ayahs":["۞ وَمَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِن جُندࣲ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِینَ","إِن كَانَتۡ إِلَّا صَیۡحَةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ فَإِذَا هُمۡ خَـٰمِدُونَ","یَـٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا یَأۡتِیهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ"],"ayah":"یَـٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا یَأۡتِیهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق