الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ يقول: ﴿مَا يَفْتَحِ﴾ ﴿مَا﴾ شرطية تجزم بدليل الفعل بعدها ﴿مَا يَفْتَحِ﴾ ولكن الفعل بعدها أمامنا مكسور ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ﴾ فنقول: إن هذه الكسرة عابرة من أجل توقي التقاء الساكنين وإلا فإنها مجزومة، فأصلها: (ما يفتح) حذف بالكسر؛ لالتقاء الساكنين كقوله تعالى: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [البينة ١] وأصلها: لم يكن.
وقوله: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ﴾ [فاطر ٢] الفتح فتح الشيء إزالة الحواجز دونه، يعني مثلًا فتحت البيت؛ يعني أزلت الحاجز المانع من دخوله وهو الباب.
والرحمة إذا فُتِحت فإن الإنسان يدخل إليها و(...) فيها.
وقوله: ﴿مِنْ رَحْمَةٍ﴾ ﴿مِنْ﴾ بيان لـ(ما)، و(ما) شرطية مفيدة للعموم، وعلى هذا فيكون في الآية عموم؛ أي: أي رحمة يفتحها الله عز وجل للناس فلا أحد يستطيع إمساكها.
وقوله: ﴿مِنْ رَحْمَةٍ﴾ قال المؤلف: (كرزق ومطر). وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر؛ لأن رحمة الله أكثر من ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل ٥٣]، ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل ١٨] فرحمة الله عز وجل لا تحصى في أنواعها فضلًا عن أفرادها.
وقوله: ﴿فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ [فاطر ٢] أي: فلا أحد يمسكها بل ستصل إلى من فتحها الله تعالى له، ولا يردها أحد، كما جاء في الحديث الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول بعد الرفع من الركوع: «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ»[[متفق عليه؛ البخاري (٨٤٤)، ومسلم (٥٩٣ / ١٣٧) من حديث المغيرة بن شعبة.]]. ويقوله كذلك بعد الصلاة: «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ». وقال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ»[[أخرجه الترمذي (٢٥١٦) من حديث ابن عباس.]].
فلا أحد يستطيع أن يُمسك رحمة الله مهما عمل حتى لو حاول الحسد والتشويه ومنع الرزق ما يستطيع، إذا فتح الله الرحمة للعبد لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبينها.
ولهذا جاءت ﴿لَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ و﴿لَا﴾ نافية للجنس، وهي أنص شيء على العموم؛ ولهذا عموم ﴿لَا﴾ النافية للجنس لا تخصيص فيه أبدًا.
قال: ﴿فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ وهنا قال: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ [فاطر ٢] الضمير في ﴿لَهَا﴾ يعود على الرحمة.
﴿وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ﴾ [فاطر ٢] لعلك تتوقع أن يكون نص الآية الكريمة: وما يمسك فلا مرسل لها؛ لأن الكلام الآن في الرحمة، في الجملة الأولى قال: ﴿فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ فيقتضي أن تكون الجملة الثانية كالأولى؛ أي: وما يمسك فلا مُرْسِل لها، هكذا تتوقع، ولكن ليس الأمر كذلك؛ لأن قوله: ﴿وَمَا يُمْسِكْ﴾ لم يُخَصَّص بالرحمة حتى نقول: إن المتوقع أن يقول: فلا مرسل لها، بل قال: ﴿وَمَا يُمْسِكْ﴾ وحذف المتعلق؛ ليفيد العموم أي: ما يمسك من رحمة، وما يمسك من شر، فلا مُرسل له، حتى الضرر الذي يمسكه الله عز وجل لا أحد يرسلك إليه أو يوصله إليك حتى الرحمة التي أمسكها الله عنك لا يمكن أن يُرسلها أحد إليك؛ ولهذا أحيانًا يسعى الإنسان إلى ما يرى أنه من رحمة الله من رِزْق وغيره، ثم يحول القدر بينه وبينه، أحيانًا يتعرض الإنسان لأخطار ولكن يسلم منها، قد يحصل بالسيارة انقلاب أو صدم فيموت أناس أطول منك أجسامًا وأقوى منك منعة وتبقى أنت.
إذن الله أمسك عنك الضرر ولَّا لا؟ ولولا هذا الإمساك لهلكت فيمن هَلَكَ.
إذن نقول: ﴿مَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ﴾ أي لما أمسكه، فعاد الضمير في (لا مرسل له) على لفظ ﴿مَا﴾.
ولفظ ﴿مَا﴾ مذكر ولَّا مؤنث؟ لفظ ﴿مَا﴾ مذكر بخلافه في الأول فعاد على رحمة؛ لأنها مؤنثة.
الآن تبين لنا أن السياق على أتم ما يكون من البلاغة، وأننا كنا نتوقع أنه يقال: فلا مرسل لها، ليس على ما نتوقع، ليش؟ لأن قوله: ﴿وَمَا يُمْسِكْ﴾ لا يعني الرحمة بل هو عام؛ ولهذا نقول: إن قول المؤلف: (وما يمسك من ذلك) فيه قصور؛ لأن قوله: (من ذلك) يعود إلى الرحمة، ولكن نقول: وما يمسك من ذلك وغيره ﴿فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾.
قوله: ﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾ قال المؤلف: (أي بعد إمساكه) وهذا لا شك أنه احتمال، وأنه يحتمل أن يكون الضمير راجعًا إلى (إمساك) المستفاد من قوله: ﴿يُمْسِكْ﴾.
إذا قيل: هل لهذا نظير أن يعود الضمير على المصدر المفهوم من الفعل قبله؟ لأنه من المعلوم أن مرجع الضمير لا بد أن يكون اسمًا، مذكورًا قبل أو بعد أو مقدر.
المهم أن مرجع الضمير اسم.
الاسم إما أن يُذكر بلفظه الصريح مُقدمًا أو مؤخرًا أو مقدرًا، وإما أن يؤخذ من مصدر فعل سابق.
هنا أرى على كلام المؤلف: ﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾ يقول: (أي من بعد إمساكه).
فنقول: أين كلمة إمساك هل سبقت؟ نعم، سبقت؛ لأن يمسك فعل مأخوذ منين؟ من الإمساك.
إذن فقد تضمن الفعل ذلك المرجع وهو الإمساك. ونظيره قوله تعالى: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة ٨] ﴿هُوَ﴾ أي العدل المفهوم من قوله: ﴿اعْدِلُوا﴾ أقرب للتقوى.
نرى الثاني يقول: الأصل في مرجع الضمير أن يكون اسمًا مذكورًا متقدمًا، مطابقًا أيضًا، وقد يتأخر، وقد يُقدَّر، وقد يكون مفهومًا من مصدر فعل سابق كما في قوله تعالى: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ وكما في هذه الآية على تقدير المؤلف.
هل يمكن أن يحتمل عود الضمير على غير الإمساك؟ شوف الآية، على الله عز وجل؛ لأنه قال: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [فاطر ٢] أي: من بعد الله، وتكون كقوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ﴾ [الجاثية ٢٣]. ويكون الضمير في قوله: ﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾ عائدًا إلى الله عز وجل وهذا أقرب؛ لأنه أدل على كمال التصرف في حق الله سبحانه وتعالى.
ثم قال: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [فاطر ٢] قال: (العزيز الغالب على أمره الحكيم في فعله) أظن أن كل واحد منكم بإمكانه أن يقول: إن هذا التفسير قاصر، تفسير المؤلف الآن قاصر؛ لأن قوله: (العزيز الغالب على أمره) هذا أحد معاني العزيز، فإن (العزيز) له ثلاثة معانٍ: عزة القدْر، والقهر، والامتناع، القهر هو معنى قوله: (الغالب على أمره).
ونقول: إنه يشمل الغالب على أمره الذي لا يُغلَب، وهذا هو القاهر، ذو القدْر الرفيع العالي، وهذا معنى قولنا: عِزَّة القدر، عزة الامتناع: يعني أنه يمتنع أن يناله سوء أو نقص أو عيب. فالعزة إذن ثلاثة معانٍ، وليست معنًى واحدًا.
أما ﴿الْحَكِيمُ﴾ فقال المؤلف: (في فعله) وهذا أيضًا قصور، فإن الله تعالى حكيم في فعله وقوله، في قدَرِه وشرْعه، في الكل، بل إن الحكيم لها معنًى آخر؛ لأنها مأخوذة من الحكم والإحكام، فهو ذو حكم وذو إحكام، والحكم كوني وشرعي، والإحكام في الغاية أو في الصورة التي عليها الشيء، فالجميع أربعة أنواع.
ولكن يقرن الله تعالى دائمًا بين العزة والحكمة لما في ذلك من كمال عزته (...).
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [فاطر ٣] نقول: تصدير الخطاب بالنداء يدل على الاهتمام به والعناية به؛ لأن النداء يتضمن التنبيه؛ ولهذا إذا قلت للطالب: يا ولد! فإنه ينتبه، فتصدير الحكم بالنداء يدل على العناية به؛ لأن النداء يفيد التنبيه.
وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ قال المؤلف: (أهل مكة). وهذا بلا شك قصور؛ لأن (الناس) عام، والواجب علينا في القرآن والسنة أن نُبقي العام على عُمومه حتى يقوم دليل على إرادة الخصوص، وإلا فإن الواجب إبقاؤه على عمومه؛ لأنه ليس لنا حق في أن نتصرف في مدلولات الألفاظ المخالفة لظاهرها إلا بدليل من المتكلم، أو من يتكلم مبينًا كلامه كالرسول عليه الصلاة والسلام. فالنداء إذن عام لجميع الناس.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ﴾ ﴿اذْكُرُوا﴾ المراد بالذكر هنا ذِكْر النعمة بالقلب، وذِكْرها باللسان، وذِكْرها بالفعل بالجوارح؛ ذكرها بالقلب بأن يتأمل الإنسان من أين هذه النعمة أتت؟ من الذي خلقك؟ من الذي أمده بالرزق وهو في بطن أمه لم يخرج من بعد؟ من الذي أعده لقبول ما يمر به وتصوره وتعقله وتنفيذه؟
الجواب: الله، فأنت إذا تذكرت في قلبك -ونسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الغفلة- إذا تذكرت في قلبك هذه الأمور عرفت أن ما بك من نِعمة فهو من الله عز وجل؛ فذكر النعمة بالقلب أن الإنسان يتأمل، يقول: من الذي أوجدني؟ مَنْ؟ أجب! الله، من الذي أمدني بالنعم وأنا في بطن أمي لا يستطيع أحد أن يوصل إليَّ لقمة العيش أو جرعة الماء؟ هو الله عز وجل، ثم من الذي أعدني وهيأني لأن أكون قابلًا لما فيه منفعتي في الدنيا والآخرة؟ الله عز وجل، فالنِّعم إيجاد وإمداد.
والشق الثالث: إعداد. إيجاد وإمداد وإعداد كل ذلك من الله سبحانه وتعالى هذا ذكرها بالقلب، ذكرها باللسان أن نثني على الله بها ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى ١١]، فيتحدث بالنعم لا على سبيل الافتخار ولكن على سبيل الثناء.
ذِكْرها بالجوارح أن يُرى أثر هذه النعمة عليه، فإن كانت النعمة علمًا رُئي أثر هذا العلم عليه بحسن التصرف والوقار والسكينة والأدب ونشر العلم والدعوة إلى الله عز وجل، هذا مثال، إذا كان بمال يُرى أثر نعمته عليه بالإنفاق فيما يحبه الله عز وجل من الزكاة والنفقات الواجبة والصدقات المستحبة والثياب الجميلة، وما أشبه ذلك، إن الله يحب إذا أنعم على عبده نعمة أن يرى أثر نعمته عليه هذا ذكر بماذا؟ بالجوارح.
فصار الذكر يشمل ثلاثة أمور: الذكر بالقلب إيش بعد؟ واللسان والجوارح.
ومن ذكر النعمة بالجوارح أيضًا: أن يقوم بشكرها، أن يقوم بالشكر والله عز وجل أمرنا بذكر نعمته للغاية وهي: قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة ١٥٢] ليس المراد أيضًا أن تذكر النعمة فقط بل لا بد من قرن هذا الذِّكْر بالشكر ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [فاطر ٣].
وقوله: ﴿نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ ﴿نِعْمَتَ﴾ هنا مضاف، نكرة مضاف فيشمل جميع النعم وهي (...) ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم ٣٤].
﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ﴾ قال المؤلف: (بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم) هذا التفسير بناءً على أن المخاطب أهل مكة ولكن نقول: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ بالنعم التي لا تحصى وهي كثيرة جدًّا كما أسلفنا الأمثلة عليها، تكون النعمة بالإيجاد والإمداد والإعداد، كل هذه من الله عز وجل ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾.
﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ [فاطر ٣] يعني إذا تقرر أن ذكرتم نعمة الله عليكم فإننا نوجه إليكم هذا السؤال المتضمن للنفي ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ﴾ (﴿مِنْ﴾ زائدة. و﴿خَالِقٍ﴾ مبتدأ ﴿غَيْرُ اللَّهِ﴾ بالرفع والجر نعت لـ﴿خَالِقٍ﴾ لفظًا ومحلًّا. وخبر المبتدأ ﴿يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ﴾ ).
أولًا: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ﴾ (هل) أداة استفهام حرف، و(من) زائدة زائدة.
كيف زائدة زائدة؟ هذا قلناه. زائدة لفظًا زائدة للمعنى؛ لأنها تفيد توكيد النفي والتنصيص على العموم.
﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ﴾ و﴿خَالِقٍ﴾ إذن مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائدة.
﴿غَيْرُ اللَّهِ﴾ فيه قراءتان ﴿غَيْرُ﴾ و﴿﴿غَيْرِ﴾ ﴾، وكلاهما صحيح.
أما على قراءة الجر ﴿﴿غَيْرِ اللَّهِ﴾ ﴾ فهي صفة تابعة للفظ، لفظ ﴿خَالِقٍ﴾؛ و﴿خَالِقٍ﴾ مجرور.
وأما على قراءة الرفع فهي صفة تابعة لمحل ﴿خَالِقٍ﴾؛ لأن محله الرفع على الابتداء؛ ولهذا قال المؤلف: (بالرفع والجر نعت لـ(خالق) لفظًا ومحلًّا) في كلام المؤلف: لف ونشر مشوَّش، يبين لنا هذا في كلام المؤلف لف ونشر مُشوَّش.
* طالب: (...) هو على كل، اللف والنشر (...) هو أن يقدم.
* الشيخ: ما أريد أن تُعرِّفني به، أنا أعرفه.
* الطالب: (...).
* الشيخ: من يعرف (...)؟
* الطالب: لأنه قال: بالجر.
* الشيخ: لا.
* الطالب: قال: نعت لـ﴿خَالِقٍ﴾.
* الشيخ: ﴿غَيْرُ اللَّهِ﴾ أيش يقول بعدها؟
* طالب: (الرفع والجر) (...)
* الشيخ: لا.
* طالب: لما ذكر الرفع والجر بعدها قدم الجر قال: (...).
* الشيخ: وهذا الجر؟ ومحله هذا للرفع، لا، هذا لف ونشر مشوش.
* طالب: غير مرتب.
* الشيخ: نقول: غير مرتب إذا صار في القرآن أو في الحديث، أما في كلام الناس نقول: مشوش، فليكن مشوشًا.
(بالرفع والجر نعت لـ﴿خَالِقٍ﴾ ) لو كان مرتبًا لقال: نعت لـ﴿خَالِقٍ﴾ محلًّا ولفظًا؛ لأنه بالرفع يكون نعت المحل، بالجر يكون نعتًا للفظ.
على كل حال إنه ﴿غَيْرُ اللَّهِ﴾ فيها قراءتان، ولكل منهما وجه في اللغة العربية.
وقوله: ﴿يَرْزُقُكُمْ﴾ يقول المؤلف: (خبر المبتدأ) هل الفعل نفسه خبر المبتدأ أو الجملة؟
* الطلبة: الجملة.
* الشيخ: الجملة، لكنهم عند الإعراب يتساهلون.
فمثلًا لو قلت: فلان في المسجد يقول: في المسجد جار ومجرور خبر المبتدأ.
﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ﴾ [فاطر ٣] يقول: ﴿يَرْزُقُكُمْ﴾ خبر المبتدأ، وإن كان هذه جملة.
قوله تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ﴾ هو استفهام بمعنى النفي، وقد ذكرنا سابقًا أن الاستفهام إذا كان بمعنى النفي فإنه مُشرَب معنى التحدي، يعني لو قال: لا خالق غير الله يرزقكم. استقام الكلام لكن قال: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ﴾ صار أبلغ؛ لأنه يتضمن النفي والتحدي كأنه يقول: أروني خالقًا غير الله يرزقكم من السماء والأرض، كما قال تعالى في آية أخرى: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [فاطر ٤٠].
يقول: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ ﴿خَالِقٍ﴾ الخلق في اللغة: التقدير، ومنه قول الشاعر:
؎وَلَأَنْتَ تَفْـــرِي مَــا خَلَـــقْتَ ∗∗∗ وَبَعْضُ النَّاسِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَايَفْرِي
(تفري ما خلقت) يعني ما قدَّرت، ولكنه يُطلق على الإيجاد المسبوق بتقدير، فهنا ﴿خَالِقٍ﴾ بمعنى؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، بمعنى مُوجِد إيجادًا مسبوقًا بتقدير.
﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾؟
الجواب؟ لا، لا خالق غير الله يرزقنا من السماء والأرض. وقد سبق لنا إيراد على نفي الخلق عما سوى الله، وقلنا: إنه قد جاء في نصوص تدل على أن غير الله يخلق، وأجبنا عن ذلك بماذا؟ بأن خلق غير الله ليس إيجادًا، ولكنه تحويل من صورة إلى صورة، وأيضًا ليس عامًّا.
وشيء الثالث: أن خلق غير الله هو من خلق الله في الواقع ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات ٩٦] حتى (...) إذا خلقت هذا الشيء يعني أوجدته بمعنى غيَّرته من حال إلى حال فإن فعلي هذا مخلوق لله عز وجل.
فعليه نقول: إن الخالق الحقيقي هو الله.
وقوله: ﴿يَرْزُقُكُمْ﴾ بمعنى يعطيكم؛ لأن الرزق بمعنى العطاء كما في قوله تعالى: ﴿فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ [النساء ٨].
وقوله: ﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾. فسر المؤلف الرزق من السماء بالمطر، وهذا لا شك أنه داخل فيه، فإن المطر من الرزق النازل من السماء، وهل هناك غيره رزق ينزل من السماء؟
* طالب: الوحي.
* الشيخ: نعم، الوحي وهو ليس معنا، وفي شيء آخر.
* طالب: الْمَنُّ والسلوى.
* الشيخ: المن والسلوى، ويش المن والسلوى؟
* الطالب: (...) أنزل على بني إسرائيل.
* الشيخ: على بني إسرائيل، لماذا لا نقول: الطيور مطلقًا مثلًا؟ ﴿أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ﴾ [النحل ٧٩] فهي تنزل من السماء وهي رزق للعباد أيضًا.
* طالب: ومن الأرض.
* الشيخ: ومن الأرض، هي من الأرض ومن السماء.
ممكن أن نقول: إن الطل من الرزق؟ (...) الرطوبة هي من السماء أيضًا وهي رزق؛ لأنها تنفع الأشجار.
وقوله: ﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾ ﴿وَ﴾ (من) ﴿الْأَرْضِ﴾ قدَّر (مِن) إشارةً إلى أن الأرض معطوفة على السماء، النبات صح؟
* طالب: (...).
* الشيخ: صح لكنه قاصر؛ لأن الرزق من الأرض أكثر من النبات: النبات، والمعادن، والمياه، وغير ذلك، كثير من الأرض.
وقوله: (والاستفهام للتقرير أي لا خالق رازق غيره).
قوله: (للتقرير) ثم قال: (أي لا خالق) هذا شبه تناقض؛ لأن قوله: (لا خالق) يقتضي أن يكون معناه النفي، وهو كذلك، فهو للنفي المشرب التحدي، وأنه لا خالق إلا الله، إذا كان لا خالق إلا الله سبحانه وتعالى فما الواجب: أن نعبد الله وحده أو لا؟
استمع، قال الله عز وجل: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ أي: لا معبود حق إلا هو، وكيف تعلمون أنه لا رازق يرزقنا من السماء والأرض إلا الله، ثم تذهبون تعبدون غيره؟! هل هذا إلا نقص في التصوُّر، ونقص في العقل أيضًا والتصرف، نقص في التصور والعقل والتصرف، أليس كذلك؟ إذا كان لا رازق إلا الله كيف تعبد اللات والعزى ومناة وهبل والأشجار والأحجار والشمس والقمر والبقر أيضًا؟! فيه ناس يعبدون البقر، يقولون: إن فيه ناسًا في الهند يعبدون البقر، وأنه إذا مرت البقرة على طريق القطار الحديد فإنه يجب أن يقف ولو تكسر كل من فيه، وطبعًا القطار يمشي بسرعة إذا وقف تصادمت الأقواس ومات اللي فيها وتكسر، يقول: لازم؛ لأن هذه إله، والإله ما يمكن إنك تدعسه.
* طالب: (...) تدخل الدكان وتأكل.
* الشيخ: وتأكل ما شاءت، وتدع ما شاءت، المهم هل هذه عقول؟ ما هي عقول، في الجاهلية يصنعون إلهًا من التمر، فإذا جاعوا أكلوه، أكلوا الإله.
فإذا كان الله عز وجل هو الرازق وحده بإقراركم واعترافكم فيجب أن يكون هو المعبود وحده؛ لقوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ إعراب هذه الجملة العظيمة التي بها يدخل الإنسان في الإسلام أو يخرج، يدخل إن أقر بها، ويخرج إن أنكرها.
إعرابها: فيها ست أوجه للنحويين، وألَّف بعض العلماء رسالة في ذلك ولكن أحسن ما يقال في إعرابها: أن ﴿لَا﴾ نافية للجنس و﴿إِلَهَ﴾ اسمها، وخبرها محذوف تقديره حق (لا إله حق). و﴿إِلَّا﴾ أداة استثناء وحرف و﴿اللهُ﴾ بدل من الخبر المحذوف.
وهل النفي هنا مُسلَّط على الوجود أو على الوجود بحق؟ على الوجود بحق؛ لأن هناك آلهة دون الله تُعبَد لكن ليس بالحق، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [القصص ٨٨]، وقال: ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [هود ١٠١] فالآلهة موجودة لكنها لا تستحق أن تكون آلهةً؛ لأنها ليس لها ربوبية.
﴿فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ [فاطر ٣] (من أين تُصرَفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق) لو قال المؤلف: عن عبادته لكان أحسن؛ لأن (لا إله إلا هو) هذه توحيد ربوبية ولَّا ألوهية؟
* طلبة: ألوهية.
* الشيخ: ألوهية، كلمة (توحيد) تشمل يعني الربوبية أيضًا، ولو قال: فأنى تُصرفون عن عبادته وحده مع إقراركم أنه الخالق وحده لكان أحسن.
وقوله: ﴿تُؤْفَكُونَ﴾ [فاطر ٣] قال: (أي تُصرفون)، فالأفك بمعنى الصرف، ماضيه: أفك، ومضارعه: يأفك أفكًا ما هي إفكًا، أفكًا بالفتح، أما الإفك بالكسر فهو الكذب، والكذب في الواقع يتفق مع الأفك من حيث المعنى؛ لأن الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع فهو صرف للشيء عن حقيقته، قال الله تعالى: ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾ [الذاريات ٩] أي: يُصرف عنه من صُرف.
إذن: ﴿تُؤْفَكُونَ﴾ أي: تصرفون عن عبادته وحده مع إقراركم بأنه الخالق وحده.
والاستفهام في قوله: ﴿فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ الاستفهام للتوبيخ والتقريع؛ يعني كيف تقرون بأنه الخالق وحده ثم تعبدون معه غيره؟
ثم قال عز وجل: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ﴾ [فاطر ٤] (يا محمد في مجيئك بالتوحيد والبعث والحساب والعقاب) ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾.
قال: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ﴾ ﴿إِنْ﴾ هنا شرطية وفعل الشرط؟ ﴿يُكَذِّبُوكَ﴾ وجوابه؟ ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ﴾ واقترن بالفاء؛ لأنه مصدر بـ(قد).
﴿إِنْ يُكَذِّبُوكَ﴾ أي: ينسبوك إلى الكذب فيقولون: إنك كاذب، لست رسولًا لله عز وجل، بل أنت ساحر ومجنون وكاهن وشاعر وما أشبه ذلك، وبعضهم يقول: لا بعث، ولا جزاء، ولا حساب، ولا عقاب.
إن كذبوك فهذا أمر ليس ببدع من بني آدم وليس غريبًا من صنيع بني آدم ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [فاطر ٤] من كذبهم؟ كذبهم أقوامهم حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٧٥٢)، ومسلم (٢٢٠ / ٣٧٤) من حديث ابن عباس.]].
حتى إن نوحًا عليه الصلاة والسلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم سرًّا وجهرًا وبالتوبيخ وبالوعيد وبالوعد، ومع ذلك ما آمن معه إلا قليل.
وقوله: ﴿رُسُلٌ﴾ التنكير هنا للتكثير والتعظيم؛ يعني رسل كثيرة، ورسل عظيمة أيضًا ﴿كُذِّبَتْ﴾ كُذِّب نوح، وكُذِّب إبراهيم، وكُذِّب موسى، وكُذِّب هارون، وكُذِّب عيسى، وهؤلاء أولوا العزم من الرسل وأفضل الرسل كذبوا، فتكذيبك إذن ليس ببدع.
ويراد بهذا أمران: أحدهما: تسلية النبي ﷺ، فإن الإنسان إذا علم أن غيره أُصِيب بمثل مصيبته تسلَّى، يتسلى بذلك، فلو أن أحدًا أُصِيب بحادث، ثم رأينا الحوادث، واحد انكسر إيده، واحد انكسر أصبعه، واحد انكسر فخذه، وواحد انكسر صلبه، فقام الذي انكسر أصبعه يصيح ويتضجر.
قلنا له: فلان انكسر صلبه ويش يكون؟ يخف عليه الألم وينساه؛ لأن تسلي النفس بالغير له أثر عظيم، قال الله تعالى: ﴿وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ [الزخرف ٣٩] فاشتراككم في العذاب لن يُخفِّف عنكم كما هو الشأن في حال الناس في الدنيا، وقالت الخنساء ترثي أخاها صخرًا، ماذا قالت؟
قالت:
؎وَلَــــوْلَا كَثْرَةُ الْبَاكِـــــينَحَــــــــوْلِي ∗∗∗ عَلَى إِخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي؎وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِنْ ∗∗∗ أُسَـــلِّي النَّفْــــسَ عَنْهُبِالتَّأَسِّي
شوف كيف تقول: أسلي النفس عنه بالتأسي، أقول: هذه مات أخوها، وهذه مات أخوها، وهذه مات أخوها، فأنت وغيركِ سواء.
﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [فاطر ٤]. قوله: ﴿إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ الجار والمجرور متعلق بـ﴿تُرْجَعُ﴾ وقُدِّم؛ لإفادة الحصر؛ لأن إلى الله لا غيره تُرْجَع الأمور.
وقد يقال: إنه قُدِّم أيضًا لفائدة لفظية وهي مراعاة الفواصل.
قال المؤلف: ﴿تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (في الآخرة فيجازي المكذبين وينصر المرسلين) وهذا أيضًا من القصور؛ لأن ﴿تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ في الآخرة وفي الدنيا أيضًا، فإن الله ينصر المرسلين في الدنيا، ويعاقب المكذبين ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر ٥١].
إذن: ﴿تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [فاطر ٤] عام، أمور الدنيا والآخرة، وأمور الشرع، وأمور القدر، فكل الأمور تُرجع إلى الله عز وجل؛ هو الأول والآخر، منه المبتدأ، وإليه المنتهى، قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف ٥٤]، قال ابن عمر رضي الله عنه: من كان له شيء فليأتِ به؛ لأن الله يقول: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ ويش يبقى؟ إذا كان الخلق وهو الإيجاد لله، والأمر في التصرف والتصرف لله أيش بقي لنا؟ ما بقي شيء؛ ولهذا لم يبقَ شيء من أحد لأحد أبدًا فالأمور كلها لله.
الأمور هنا جمع (أمر)، وما معنى الأمر هنا؟ طلب الفعل على وجه الاستعلاء؟
* طالب: الشؤون.
* الشيخ: الأمور بمعنى الشؤون؛ لأن الأمر الذي بمعنى طلب الفعل على وجه الاستعلاء جمعه (أوامر) لا أمور، فالأمور هنا جمع (أمر) بمعنى الشأن؛ أي شؤون الدنيا والآخرة وشؤون القدرية والشرعية كلها تُرْجَع إلى الله سبحانه وتعالى.
وإذا كانت تُرجع إلى الله وقد كُذِّبت الرسل، فما مصير الرسل والمكذبين؟ مصير الرسل النصر في الدنيا والآخرة، ومصير المكذبين الخذلان والخزي والعار في الدنيا وفي الآخرة والله أعلم (...).
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [فاطر ٣].
* يستفاد من هذه الآية الكريمة فوائد، منها: وجوب ذكر نعمة الله عز وجل في المواضع الثلاثة التي أشرنا إليها من قبل: القلب، واللسان، والجوارح.
* ويستفاد منه: أهمية ذكر النعمة؛ لأنها صُدِّرت بأيش؟ بـ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ [فاطر ٣]، وهذا يدل على الأهمية؛ لأن ما صُدِّر بالنداء معناه تنبيه المخاطب على الاستماع.
* ويستفاد من ذلك من هذه الآية: أن الكفار مخاطبون بالشرائع، من أين يؤخذ؟ الناس ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾، فكما يجب على المسلم أن يذكر نعمة الله يجب على الكافر أيضًا أن يذكر نعمة الله، وبناءً عليه فإنه يُعاقَب على عدم ذكر النعمة في الآخرة، وقد يُعاقَب عليه أيضًا في الدنيا.
* ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا: بيان فضل الله سبحانه وتعالى على عباده بالنعم ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ﴾ [فاطر ٣] وليس نعمة فقط ولكنها جنس، فيشمل جميع ما أنعم الله علينا من نعم الدين والدنيا سواء كان في البدن أو العقل أو العِرض أو المال.
* ومن فوائدها أيضًا: أنه لا خالق إلا الله، بدليل؟
* طالب: لا خالق إلا الله.
* الشيخ: أي نعم، بدليل؟
* الطالب: بدليل أنه خلقنا.
* الشيخ: من الآية هنا، نحن الآن نتكلم على فوائد الآية، فنريد أن نأخذ الفائدة من كل لفظ أو كل جملة.
* طالب: قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ [فاطر ٣].
* الشيخ: في أي كلمة؟ خصص لي محل الفائدة.
* الطالب: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾.
* الشيخ: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ نعم، وجه ذلك أنه لا خالق غير الله؟
* الطالب: هو الذي رزقنا.
* الشيخ: لا، وجه ذلك من صيغة اللفظ ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾.
* الطالب: إنهم أقروا.
* طالب آخر: هنا الاستفهام بمعنى النفي.
* الشيخ: صح، الاستفهام بمعنى النفي كأنه قال: لا خالق إلا الله.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الرزق يأتي للإنسان من فوق ومن تحت، من أين يؤخذ؟
* طالب: ﴿مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [فاطر ٣].
* الشيخ: ﴿مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ كذا؟ كما قال الله تعالى: ﴿لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ [المائدة ٦٦].
* ومن فوائد الآية الكريمة: بيان أن الله عز وجل له الإيجاد والإعداد والإمداد، من أين تؤخذ؟
* طالب: ﴿يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ﴾ [فاطر ٣].
* الشيخ: نعم، هذه فيها إمداد؛ لأن الرزق إمداد للإنسان.
* الطالب: ﴿مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ [فاطر ٣].
* الشيخ: هذا إيجاد، الثالث؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: كيف ذلك؟ أن الله أعد لنا القبول كقبول الحق ولَّا لا؟ فإذا كان الله أعدكم لهذا القبول والاستدلال بالأدلة على مدلولاتها فأنى تؤفكون عنها؟
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الإقرار بتوحيد الألوهية، من أين تؤخذ؟
* طالب: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ (...).
* الشيخ: كيف ذلك؟
* طالب: (...) لا خالق غير الله (...) عبادته.
* الشيخ: (...) يعني كونه الخالق وحده فيجب أن يكون هو المعبود وحده؛ ولهذا نقول: توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات، يتضمنها؛ يعني لا يُعبد إلا من عُلِم بأنه الرب الخالق الكامل في صفاته، وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
* ومن فوائد الآية الكريمة: بطلان ألوهية ما سوى الله. ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ كيف تجمع بين هذا النفي وبين إثبات الآلهة لغير الله في قوله: ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ﴾ [هود ١٠١]؟
* طالب: (...).
* الشيخ: أن الألوهية الحق ليست إلا لله، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ [الحج ٦٢].
* ومن فوائد الآية الكريمة: سفاهة أولئك القوم الذين يعبدون مع الله غيره مع إقرارهم بأنه الخالق الرازق، تؤخذ منين؟
* طالب: ﴿فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾.
* الشيخ: من قوله: ﴿فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾؛ لأن الاستفهام هنا بمعنى الإنكار والتوبيخ.
ثم قال الله عز وجل: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ إلى آخره [فاطر: ٤].
* من فوائد الآية الكريمة: أن تكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام ليس ببدع؛ فالرسل قد كُذِّبت من قبل، وهذا واضح من اللفظ.
* ومن فوائدها: عناية الله عز وجل برسوله ﷺ، من أين تؤخذ؟
* طالب: (...).
* الشيخ: تؤخذ من أن الله سبحانه وتعالى سلَّى؟
* طالب: رسوله (...).
* الشيخ: بذكر من كذب من قبل.
قلنا: * من فوائد الآية الكريمة: أن سنن الله تعالى في خلقه ظاهرة، كيف؟
* طالب: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ﴾ [فاطر ٤] إذا كُذِّبت أنت فقد كذب الرسل أنهم كذبوا الرسل كما كذب النبي ﷺ، هذه يعني السنة.
* الشيخ: لأن التكذيب من فعل الغيب ما هو فعل الله؟
* طالب: لا، ليس من فعل الله يعني هكذا خلق الله سبحانه وتعالى الناس أنهم يكذبون الرسل، وأن الرسل يُؤاذوا ويكذبوا.
* طالب آخر: سنن الله في رسله أنهم يعني غاية ما يستقبلونه بالتثبيط.
* الشيخ: هذا (...).
* طالب: من قوله: ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ﴾ [فاطر ٤] فهذا لما بين الله سبحانه وتعالى أن الرسل لما جاءت تُكذِّب بالكلمات.
* الشيخ: هذا هو اللي قاله (...).
* طالب: (...) الرسل التكذيب من غيرهم.
* طالب آخر: ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [فاطر ٤].
* الشيخ: لا، قلنا: فيها تسلية للرسول وتهديد للكفار، ما يمكن يثبت التهديد حتى نقول: إن سنن الله تعالى في الأمم واحدة؛ لأنه لولا ذلك لقال الكفار: وإذا كذبت القوم وأهلكوا ما لنا ولهم؟ يعني ما يمكن يصدق بأن في هذه الآية تهديد حتى نقول: إن سنن الله تعالى واحدة.
أيضًا نقول في استفادة أن سنن الله تعالى في الناس واحدة؛ لأنه أهلَك من كذب الرسل وهدد من كذبوا محمدًا ﷺ.
هل يُستفاد من الآية أن محمدًا رسول الله؟
* طالب: أي نعم.
* الشيخ: كيف ذلك؟
* طالب: ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ﴾ [فاطر ٤] يعني رسول وهم رسل.
* الشيخ: أي نعم، ولولا ذلك لم يكن في قوله: ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [فاطر ٤] فائدة.
* من فوائد الآية الكريمة: أن مرجع الأمور الشؤون كلها إلى الله سبحانه وتعالى.
* طالب: ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [فاطر ٤].
* الشيخ: ويش وجهه؟ وجه اختصاص هذا بالله؟
* الطالب: كل الأمور كلها إلى الله.
* الشيخ: ما وجه اختصاص ذلك بالله؟
* طالب: تقديم الجار والمجرور (إلى الله) خبر.
* الشيخ: تقديم المعمول يفيد الحصر.
إذن إلى الله لا إلى غيره تُرجع الأمور.
* من فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي للإنسان إذا أصابته الضراء أن يلجأ إلى ربه، وأن يتعلق به.
* طالب: (...).
* الشيخ: كيف ذلك؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: إذا كانت الأمور ترجع إلى الله فليكن طلب إزالة الضرر من الله.
* وفيه أيضًا: وجوب تحكيم الكتاب والسنة، وأنه لا يجوز العدول عما دل عليه الكتاب والسنة.
* طالب: ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.
* الشيخ: كيف ذلك؟
* الطالب: أن الأمور والشؤون الخلق جميعًا ترجع إلى الله.
* الشيخ: ومنها الحكم بين الناس، فيجب أن يكون مرجِعه إلى الله.
* ومنها: أن من حكَّم غير الكتاب والسنة فقد اعتدى على حق الله.
* طالب: قال: ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [فاطر ٤] (...).
* الشيخ: لأن الله قال: ﴿وَإِلَى اللَّهِ﴾ وحده ﴿تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.
* ومنها أيضًا: أنه لا يجوز للإنسان أن يسند ما رزقه الله من رزق: علم أو مال أو جاه أو ولد أو زوجة إلى نفسه فيقول: إنما أوتيته على علم عندي.
* طالب: ترجع الأمور إلى الله؛ لأنه إذا أرجعها إلى نفسه أو إلى غيره ما أرجعها إلى الله.
* الشيخ: لم يرجعها إلى الله.
* ومنها: إثبات نعمة الله عز وجل على العباد بإرسال الرسل؛ لقوله: ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ﴾ [فاطر ٤] والرسل إرسالهم من أكبر النعم؛ لأننا لا نستطيع أن نعرف كيف نعبد الله إلا عن طريق الرسل، الإنسان يعرف مثلًا بفطرته أن الله تعالى موجود، وأن له ربًّا خالقًا مدبرًا لكن لا يعرف كيف يصل إلى هذا الرب إلا من طريق الرسل.
* ومن فوائد الآية أيضًا: إثبات حكمة الله عز وجل حيث جعل للرسل من يكذبهم؛ لأنه لولا تكذيب من كذب الرسل ما حصل الامتحان، فهذه من الحِكم العظيمة أن يجعل الله للرسل من يكذبهم، لولا تكذيبهم لم يحصل الامتحان؛ إذ لو كان الناس كلهم على الطاعة ما تميز الخبيث من الطيب، ولا تميز المؤمن من الكافر، ولا قامت سوق الجهاد، ولا الأمر بالمعروف، ولا النهي عن المنكر؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾ [التغابن ٢]. وقال تعالى: ﴿وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ [محمد ٤] فهذه من الحكمة في وجود المكذبين للرسل، في هذا حكم كثيرة، منها أيضًا أنه لا يتبين الحق حتى يُعرف الباطل، كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء، فلولا الباطل الذي ينازع الحق ما عرفنا الحق لكان الكل سواءً، ولا نعرف هذا ولا بالباطل.
{"ayahs_start":2,"ayahs":["مَّا یَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةࣲ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا یُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ","یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَـٰلِقٍ غَیۡرُ ٱللَّهِ یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ","وَإِن یُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلࣱ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ"],"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَـٰلِقٍ غَیۡرُ ٱللَّهِ یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق