الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر ٢٨] جملة ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ﴾ جملة خبرية قُدِّم فيها الخبر على المبتدأ. و﴿أَلْوَانُهُ﴾ فاعل ﴿مُخْتَلِفٌ﴾؛ لأن ﴿مُخْتَلِفٌ﴾ اسم فاعل، واسم الفاعل يعمل عمل فعله.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ﴾ صفة لقوله: ﴿مُخْتَلِفٌ﴾؛ يعني مختلف كاختلاف ما ذُكِرَ.
وقوله: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ هي جملة أيضًا مكونة من فعل وفاعل ومفعول به، وفيها حصر، وطريقه ﴿إِنَّمَا﴾، وجملة ﴿إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ كالتعليل لما قبلها كما سيأتي إن شاء الله.
قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ﴾ الناس هم البشر، قالوا: وأصلها (أُنَاس)، ولكنها حُذفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال كما حُذِفت من شر وخير، وأصلهما أشر وأخير، وحُذِفت أيضًا من (الله) على قول كثير من علماء اللغة وأصلها يكون: (الإله)، والمراد بالناس بنو آدم، وسموا بذلك؛ لأنه يأنس بعضهم إلى بعض.
قال: ﴿وَالدَّوَابِّ﴾ جمع (دابَّة)، وتطلق على عدة معانٍ، تطلق على كل ما دب على الأرض، كما في قوله: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾ [النور ٤٥]، وكما في قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ [هود ٦]، يشمل كل ما دب على الأرض من إنسان وحيوان وحشرات وغير ذلك، وتُطلق الدابة على ما يدب على بطنه مثل الحيَّات، وتُطلق الدابة على ذوات الأربع كالحمار، فما المراد بها في هذه الآية؟
نقول: المراد بها ما عدا الناس والأنعام، فتشمل كل ما دب على الأرض إلا الناس والأنعام، فإن قلت: لماذا لا تجعلها شاملة، وتجعل هذا من باب عطْف العام على الخاص بالنسبة لـ﴿النَّاسِ﴾، ومن باب عطف الخاص على العام بالنسبة لـ﴿الْأَنْعَامِ﴾؟
يعني لو قال قائل: المراد بالدواب كل ما دب على الأرض، لكنها عُطِفت على الناس من باب عطف العام على الخاص، وعُطفت الأنعام عليها من باب عطف الخاص على العام.
قلنا: هذا ممكن، لكن التقسيم يبعده، فيكون المراد بالدواب ما عدا الناس والأنعام، والمراد بالأنعام ما ينتفع الناس به كما قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ﴾ [الزخرف ١٢]، وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾ [يس ٧١ - ٧٣]، فيكون المراد بالأنعام هنا ما ينتفع الناس به كالإبل والبقر والغنم والطيور الحلال وغير ذلك.
﴿مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ﴾. ﴿مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ﴾ هل المراد اللون، الشكل، أو الصنف أيضًا؟ يشمل، فالناس مثلًا تختلف ألوانهم، هذا أبيض، وهذا أسود، وهذا أحمر، وهذا بين ذلك، واختلاف اللون ظاهر، تختلف أجناسهم أيضًا، هذا ذَكَر، وهذه أنثى، هذا عالِم، وهذا جاهل، هذا أحمق، وهذا حليم، وعلى هذا فقِسْ.
الدواب كذلك تختلف ألوانها بالشكل، وتختلف أصنافها وأنواعها، منها المؤذي، ومنها الضار، ومنها النافع، ومنها ما ليس بضار، ولا نافع، ولا مؤذٍ؛ فهي أربعة أصناف: منها النافع، ومنها الضار، ومنها المؤذي، ولكن لا يضر، ومنها ما ليس مؤذيًا ولا ضارًّا؛ مثال النافع: الأنعام، ومثال الضار: الحيات، والعقارب، والسباع، وما أشبهها، ومثال المؤذي: الصراصر، والخنفساء، والجعلان، وما أشبه ذلك، الناموس قد يكون ضارًّا، ومثال ما ليس بمؤذٍ ولا ضار؛ النمل وغيره أيضًا من الدواب الكثيرة اللي نشوفها، طيور مثلًا تأتي نرى طيورًا تطير في الجو ليست حلالًا مثلًا ولكنها لا تضر.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ﴾ قال المؤلف: (كاختلاف الثمار والجبال) فصار الاختلاف في مخلوقات الله تعالى شاملًا للحيوان ولما ينتفع به الحيوان من الثمار وغيرها ولطبقات الأرض كالجبال.
ثم قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ لما ذكر هذه الأصناف، وفيها ما يدل على كمال الله عز وجل في صفاته التي تتضمنها هذه الأصناف المذكورة بَيَّن أن العالم بذلك هو الذي يخشى الله، فقال: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ يعني لا يخشى اللهَ إلا العلماء، والخشية هي أعلى الخوف، أو إن شئت فقل: هي الخوف المبني على العِلْم، وبعضهم قال: هي الخوف المبني على عِظَم الْمَخُوف ولا يمتنع أن تكون الخشية هي الخوف بكل الأنواع الثلاثة؛ يعني هي أعلى أنواع الخوف، أو الخوف المبني على العلم، أو الخوف المبني على عِظَم الْمَخُوف، أما الخوف المجرد عن الخشية؛ فهو قد يكون عن جهل يخاف الإنسان من شيء؛ لأنه جاهل به، وإلا فليس أهلًا لأن يُخَاف منه (ككفار مكة)، وصدق المؤلف في قوله: (بخلاف الجهال) وأما التمثيل بكفار مكة، فليس على سبيل الحصر بل هو على سبيل المثال، فكل كافر فهو في الحقيقة جاهل، وهي جهالة العلم ولَّا جهالة التصرف؟ جهالة التصرف في الغالب، وإلا فإن الكافر يكون عنده علم لكنه -والعياذ بالله- يستمر على طغيانه ولا يؤمن.
(...) قال تبارك وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا﴾ الاستفهام هنا (...) لإثبات الأسباب؛ لزم علينا القول بوجوب الفعل؛ لأن السبب يستلزم وجود المسبَّب، وهذا يقتضي أن نُوجب على الله عز وجل وجود المسبَّب لوجود السبب، علماء الكلام أنكروا الحكمة كالجبرية مثلًا، أنكروا حِكمة الله، يقولون: لأنه لو قلنا بثبوت الحكمة والسببية؛ لزم من ذلك أن نُوجِب على الله تعالى أن يفعل كما قال ذلك خصومهم من المعتزلة، المعتزلة يقولون بوجوب الأصلح، وبعضهم يقول بوجوب الصلاح على الله عز وجل؛ لأن هذا مقتضى الحكمة، وأولئك الجهمية بالعكس يقولون: إن الله عز وجل يخلق الشيء بدون سبب، وبدون حكمة؛ لأنك لو أثبت الحكمة والسبب لزم إيجاب المسبَّب أو الفعل الذي يكون مسببًا لهذا السبب، وهذا يقتضي أن نوجب على الله عز وجل فعل الشيء، فما هو الجواب؟
نقول: إن إثبات الحكمة أو السبب لا يستلزم أن نُوجب على الله، ولكن مقتضى كونه حكيمًا أن يفعل، وأن يوجد المسبَّب عند وجود السبب، ونحن لم نوجبه ولكن الذي أوجبه الله على نفسه بمقتضى اسمه (الحكيم) ووصفه بالحكمة، وإيجاب الله على نفسه ليس بممتنع، كما أن تحريمه على نفسه ليس بممتنع، فقد قال الله تعالى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام ٥٤]، وقال تعالى في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي»[[أخرجه مسلم (٢٥٧٧ / ٥٥) من حديث أبي ذر.]]. فلله أن يُحرِّم على نفسه، وأن يُوجِب على نفسه ما شاء، أما نحن فلا، فإذا قيل مثلًا: هذا مصلحة، فيجب أن يكون، فإننا نقول: نعم، نلتزم بهذا، ولكن هل نحن الذين أوجبناه على الله؟ لا، بل الله هو الذي أوجبه على نفسه، وهذا لا ينافي كماله، بل هو من مقتضى كماله، إلا أن المحذور هنا في هذا الباب أن نظن أن المصلحة في كذا، وحقيقة الأمر أن المصلحة في عدمه، هذا هو الذي يُخشى منه، وحينئذٍ نعتقد أن هذا واجب على الله وهو لم يجب، نعتقد أنه واجب على الله بمقتضى فهمنا أن هذا مصلحة وخير، ثم نوجبه على الله، هذا هو المحذور، أما إذا تُحقِّقت المصلحة، فلا مانع من أن نقول: إن الله سبحانه وتعالى أوجب على نفسه أن تكون المصلحة؛ لأن هذا هو مقتضى اسم الله الحكيم، وفي هذه الحال لم يحصل منا أي عدوان أو ظلم، بل قلنا بمقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى. هنا قال: ﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ﴾ (...) وتعالى.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ﴾ أي: ذو عزة، قال العلماء: والعزة ثلاثة أنواع: عزة القدْر، وعزة القهْر، وعزة الامتناع؛ فأما عِزَّة القدْر فمعناه أن الله تعالى ذو قدْر عزيز، والقدْر بمعنى المكانة والشرف والسؤدد ونحو ذلك، عزة القهر؛ أي أن الله تعالى غالِب غير مغلوب، ومنه قوله تعالى: ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ [ص ٢٣] أي: غلبني.
عزة الامتناع؛ أي: أن الله سبحانه وتعالى يمتنع عليه النقص في ذاته أو في صفاته، ومنه قولهم: أرضٌ عَزَازٌ؛ أي: شديدة صلبة، لا يتجاوزها شيء لصلابتها، ولا يؤثر فيها شيء؛ لقوتها وشدتها، فالعزة إذن ثلاثة معانٍ؛ عزة القدْر، وعزة القهر، وعزة الامتناع.
﴿غَفُورٌ﴾ أي: ذو مغفرة كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ﴾ [الرعد ٦]، والمغفرة سَتْر الذنب والتجاوز عنه، يدل لذلك اشتقاقها، فإنها مشتقة من الْمِغْفَر، وهو ما يُغَطَّى به الرأس، وتُتَّقى به السهام، وفي الْمِغْفَر ستر ووقاية، وعلى هذا فنقول: الغفور ذو المغفرة، وهي سَتر الذنب والتجاوز عنه، ويدل لهذا المعنى زيادةً على دلالة الاشتقاق ما ثبت في الحديث الصحيح: أن الله عز وجل يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه حتى يقر بها، ثم يقول: «قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٤٤١)، ومسلم (٢٧٦٨ / ٥٢) من حديث ابن عمر.]]. يعني أتجاوز عنها، وفي الدنيا ستَرَها الله على العبد، ومناسبة ذِكْر العزة والمغفرة هنا بعد ذِكْر الخشية الإشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى أهل لأن يُخشَى؛ لأنه عزيز، وأنه إذا نقص شيء من الخشية فإنه يُقابَل بماذا؟ بالمغفرة فهو عزيز؛ فلذلك كان أهلًا للخشية، وهو غفور إذا نقص شيء مما يجب له من خشيته سبحانه وتعالى.
أما فوائد الآية فإننا نقول وبالله نقول:
* يستفاد من الآية الكريمة: بيان قدرة الله سبحانه وتعالى باختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام؛ أي أصنافها وأشكالها؛ لأن اختلاف هذه الألوان وهي شيء واحد، أو نوع واحد دليل على القدرة، فبنو آدم مثلًا لا يمكن أن يشترك شخصان، أو أن يتماثل شخصان في كل شيء أبدًا إن قُدِّرَ تماثلهما في الخِلْقَة فسيختلفان في الْخُلُق، والتساوي في الخلق أمر مستحيل؛ لأن الناس يتباينون فيه تباينًا عظيمًا، يتباينون فيه تباينًا أشد من التباين الخلقي، وإن كان التباين الخلقي أظهر؛ لأنه يُشاهَد ويُرَى، لكن التباين الخلقي أشد؛ لأنه لا يمكن أن يتفق الناس فيه، أو أن يتساوى الناس فيه أبدًا؛ لأن أي كلمة تحصل من أحدهما دون الآخر يحصل فيها التباين.
* ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة خشية الله عز وجل، حيث لا يتصف بها إلا العلماء.
* ومن فوائدها أيضًا: فضيلة العلم؛ لكونه سببًا لخشية الله عز وجل، والخشية صفة لها آثار حميدة؛ لأن الإنسان إذا خشي ربه فإنه يتجنب معاصيه، ويفعل أوامره خوفًا منه سبحانه وتعالى؛ ولهذا لما ذكر الله عز وجل ثواب ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [البينة ٧، ٨]. قال: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ وهو دليل على أن الخشية تُوجِب الإيمان والعمل الصالح.
* ومن فوائدها: إثبات اسمين من أسماء الله وهما العزيز والغفور، وإثبات ما تضمناه من الصفة، وهي العزة والمغفرة، وإثبات ما تضمناه من الحُكم وهو الأثر، صح؟ أما الغفور فنعم، لها أثر وحُكم، كما قال تعالى في آخر سورة البقرة: ﴿فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾، ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة ٢٨٤].
(العزيز) هل لها حكم؟ ما هو قلنا: إن من معانيها الغَلَبة، وإذا كانت (عَزَّ) بمعنى (غَلَبَ) صارت متعدية فيكون لها حُكم أي أثر، إذن إثبات ما تضمنه الاسمان من الصفة والْحُكم الذي نُعَبِّر عنه أحيانًا بالأثر، ومَرَّ علينا فيما سبق أن أسماء الله عز وجل إما لازمة وإما متعدية؛ فاللازمة يُثبت منها الاسم والصفة، والمتعدية يُثبت منها الاسم والصفة والأثر.
* طالب: قول المؤلف في ملكه.
* الشيخ: (﴿إنَّ اللَّه عَزِيز﴾ في ملكه ﴿غَفُور﴾ لذنوب عباده المؤمنين) ما شرحنا كلام المؤلف.
قوله: (﴿إنَّ اللَّه عَزِيز﴾ في ملكه) هذا مبني على أن العزة بمعني الغلبة كما يفسرها كثير من المفسرين بذلك فيقول: العزيز أي: الغالب، ولكن هذا التفسير الذي ذكرناه ما نطلقها في ملكه، تقول: هو عزيز ولا نقيدها في الملك؛ لأن الله سبحانه وتعالى عزيز في ملكه وعزيز في صفاته كلها، وعزيز في شرعه؛ فالعزة عامة ما دمنا نقول: إنها عزة الامتناع والقدْر والقهر.
وأما (﴿غَفُور﴾ لذنوب عباده المؤمنين) فتقييدها بذلك أيضًا فيه نظر، ولو قال المؤلف: غفور لمن تاب إليه، أو لمن استغفره لكان أشمل؛ لأن الله تعالى يغفر حتى لغير المؤمنين إذا تابوا إلى الله ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [الأنفال ٣٨] ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر ٥٣]؛ فالتعميم أوْلَى من التخصيص.
{"ayah":"وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَاۤبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهُۥ كَذَ ٰلِكَۗ إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق