الباحث القرآني

ثم قال: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ﴾ [سبأ ٣٧] في هذا الآية دليل على أن كثرة الأموال والأولاد لا تستلزم القرب إلى الله؛ فإن من الناس من يكون كثير المال والولد وهو من أبعد الناس عن الله، ومن الناس من يكون قليل المال والولد وهو من أقرب الناس إلى الله، فهذا النبي عليه الصلاة والسلام هل هو أكثر الناس أموالًا وأولادًا؟ ومع ذلك فهو أقرب الناس إلى الله، وهذا الرجل الذي افتخر بماله وولده وقال: لأُوتَيَنَّ مالًا وولدًا؛ ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا﴾ [مريم ٧٧]، إذا آتاه الله المال والولد فإنه لا ينفعه، قال الله تعالى: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (١٢) وَبَنِينَ شُهُودًا (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾ [المدثر ١١ - ١٨] إلى أن قال: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ [المدثر ٢٦]، فالأموال والأولاد لا تُقَرِّب إلى الله. * ومن فوائدها: أن المؤمن الذي يعمل الصالحات فإن أمواله وأولاده أيش؟ تُقَرِّبه إلى الله عز وجل؛ لأنه يكتسبها من حلال ويصرفها فيما يرضي الله عز وجل فيكون منتفعًا بها، والأولاد كذلك يقوم عليهم بالتربية والتعليم وغير ذلك من مصالحهم فينتفع بذلك عند الله، ولهذا قال: ﴿إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن الجزاء على الإيمان والعمل الصالح مُضاعَف؛ لقوله: ﴿فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا﴾. * ومن فوائدها: إثبات الأسباب، من الباء في ﴿بِمَا عَمِلُوا﴾. * ومن فوائدها: أن منازل الجنة عالية؛ لقوله: ﴿وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ﴾، والغرفة المنزل العالي، أما الذي في الأرض فيسمى حُجْرةً لا يُسَمَّى غرفة، فالمنازل فوق غُرَف، والمنازل تحت حُجَرٌ. * ومن فوائدها: أنَّ من دخل الجنة فهو آمن، آمن منين؟ مِنْ كل مَخُوف؛ آمن من الموت، من المرض، من انقطاع النعيم، من فساد الثمار، من كل شيء؛ ﴿وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾، والله أعلم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب