الباحث القرآني

ثم قال الله عز وجل: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [سبأ ٢٤] ﴿مَنْ﴾ اسم استفهام، والمراد به التحدي؛ تحدي هؤلاء المشركين الذين يعبدون مع الله غيره، هل هذه الأصنام ترزقهم مِنَ السماوات والأرض؟ لا، ولكن الذي يَرزق هو الله فيتحداهم بالسؤال: ﴿مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾؟ وقوله: ﴿مِنَ السَّمَاوَاتِ﴾ ﴿مِنَ﴾ لابتداء الغاية؛ أي: أن الرزق يأتي من السماوات، والرزق بمعنى العطاء، فما هو الرزق من السماوات؟ قال المؤلف: (بالمطر)، فإن المطر رِزْق ينزل للأرض فتنبُت، وأما الرزق من الأرض فأمره ظاهر ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة ٢٩]، ثم إننا قد نقول: بأن الرزق من السماوات أشمل من المطر فإن السماوات ينزل منها المطر وينزل منها المن والسلوى، وربما نقول: إن الطيور في جوِّ السماء إنها من رزق السماء؛ لأنها تأتي من فوق، فكل ما يأتي من فوق فإنه يصدُق عليه من رزق من السماوات. ﴿مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الخطاب في قوله : ﴿قُلْ﴾ للرسول ﷺ، والمخاطب في قوله: ﴿يَرْزُقُكُمْ﴾؟ * الطالب: (...). * الشيخ: لا، المخاطب الله! كيف؟! ﴿مَنْ يَرْزُقُكُمْ﴾ المشركون والكفار، فبماذا يجيبون؟ أحيانًا يجيبون بالصواب كما في قوله في سورة يونس: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾ [يونس ٣١]، هذا جواب صحيح، أحيانًا لا يجيبون يتلعثمون، أو يَأْبَوْن أن يتكلموا عِنادًا وخوفًا من الإلزام؛ لأنهم إذا قالوا: الله. ألزموا بألا يعبدوا إلا الله، كيف تعبدون مَنْ لا يرزق؟ فهم أحيانًا يجيبون بالصواب، ويقولون: الله. ثم يكابرون ويعاندون، ويقولون: إنَّ ما نعبدهم شفعاء لنا عند الله ليقربونا إلى الله زلفى، ما نعبدهم لذواتهم، وأحيانًا يَأْبَوْن الجواب، يتلعثمون؛ لأن الحق ثقيل عليهم، إذا لم يقولوا شيئًا، فقل: الله؛ ولهذا قال: ﴿قُلِ اللَّهُ﴾ هو الذي يرزقكم من السماوات والأرض، فإن أَبَوْا قالوا: لا، هو غيره، ولكن لا يمكن أن يقولوا: هو غيره، فقل مَنْ؟ أعد عليهم السؤال مرة ثانية. قال الله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ﴾، قال المؤلف: (إن لم يقولون)؛ يعني إن لم يقولوا الله (...). * * * * من فوائد الآية الكريمة: قوله: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ﴾ وجوب مناظرة المشركين ومحاجتهم، ويؤخذ الوجوب من قوله: ﴿قُلْ﴾ لأن الأصل في الأمر الوجوب. * ومن فوائدها أيضًا: أنه ينبغي أن يُستدل بالأوضح والأبين؛ فإن الرزق من الله عز وجل أمر معلوم (...)، لا يستطيع أحد أن يقول: إنه ينزل المطر أو أنه ينبت النبات، ففي باب المناظرة ينبغي للإنسان أن يستدل بما هو أَبْيَن وأوضح، وهذه طريقة القرآن كما مرَّ علينا في قواعد التفسير. * ومن فوائد الآية الكريمة: جواز إجابة السائل فيما هو واضح، جواز إجابة السائل عما سأل فيما هو واضح؛ لقوله: ﴿قُلِ اللَّهُ﴾، ومثاله في الأمور العادية أنا أسألك مثلًا، مَنِ الذي جاء بكذا وكذا؟ توقف، عنده تلعثم إما جهلًا أو مكابرة، فأقول: أليس فلان هو الذي جاء به؟ فأقرِّرُك. وهذا -أعني إجابة السائل- إنما هي في الأمور الواضحة، أما في الأمور غير الواضحة فقد يُعارَض ولا يكون جوابه مقنعًا، لكن في الأمور الواضحة للسائل أن يجيب نفسه أيش؟ إذا تلعثم الخصم ولم يجب، أما إذا أجاب فالأمر واقع، وهذا الاستفهام الموجود في الآية الكريمة هذه هل أجاب عنه المشركون عنه بالحق في موضع آخر؟ نعم، في سورة يونس ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾ [يونس ٣١]. * ومن فوائد الآية الكريمة: جواز محاجة الخصم بما يعرف في باب المناظرة بالسَّبْرِ والتَّقْسِيم، السبر يعني تتبع الشيء، والتقسيم يعني الترديد بَيْنَ هذا أو هذا؛ فمثله هنا ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ تتبعنا الحال، وجدنا أن حالَ كُلٍّ مِنَّا لا تخرج عن حالَيْن إما هدى وإما الضلال، وهي إما لنا وإما لكم وليس هناك شيء ثالث، هذا يعرف بالسَّبْرِ والتقسيم، ونظيره قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا﴾ [مريم ٧٧] هذه دعواه؛ ﴿لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا﴾، قال الله تعالى: ﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ﴾ يعني: هل يعلم الغيب أنه سيؤتى مالًا وولدًا؟ ﴿أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ [مريم ٧٨] يعني: أم أن الله أعلمه بذلك وعهد به إليه؟ فيه قسم ثالث؟ القسم الثالث الكذب؛ ولهذا قال: ﴿كَلَّا﴾ أي أنه لم يَطَّلِع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهدًا، قل لي يا أخ: ما الذي قلتُ؟ وما المثال الذي مَثَّلْتُ به؟ (...) بين هذا أو هذا، حتى يتبين أنه لا بد أن يكون أحد أمرين؟ * الطالب: المثال؟ * الشيخ: هات الآية مثالًا، نحن أو أنتم، الآن أمامنا طريقان هدى وضلال، إما نحن على الهدى وأنتم على الضلال، أو نحن على الضلال وأنتم على الهدى، كذلك الآية التي في سورة مريم واضحة أيضًا جدًّا: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ [مريم ٧٧، ٧٨]، وجه ذلك أن الله قال: هل هذا اطلع الغيب وعلم أنه سيُؤتى مالًا وولدًا؟ ﴿أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ أي: أن الله أخبره وعهد به له بأنه سيؤتيه مالًا وولدًا؟ لأن دعواه هذه إما أن تكون كذبًا أو عنده علم من الغيب أو عَهْدٌ من الله، ويش قال الله تعالى في هذا؟ ﴿كَلَّا﴾ يعني: لا هذا ولا هذا، إذا انتفى هذا وهذا ويش يبقى الأمر؟ يبقى الكذب، أنها دعوى كاذبة لا حقيقة لها، ولهذا قال: ﴿سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ [مريم ٧٩، ٨٠]. ومنه أيضًا قوله: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ [البقرة ٨٠] ويش الجواب؟ ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ﴾ إن كان عنده عهد من الله فإن الله لا يخلف العهد ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، والجواب أنهم قالوا على الله ما لا يعلمون. طيب هنا أي قلت: يستفاد من الآية الاستدلال بما يُعْرَف عند علماء المناظرة أو علماء المناظرة والجدل بماذا؟ بالسَّبْر والتقسيم؛ من قوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى﴾. * ومن فوائدها: التلطف مع الخصم والتَّنَزُّل معه للوصول إلى الإقرار بالحق؛ من قوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾؛ لأن هذا في غاية التنزل مع الخصم والتلطف معه ليقرَّ بالحق، وانظر إلى نحوٍ من ذلك في قوله تعالى: ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل ٥٩]، معلوم أن الله خير، أليس كذلك؟ لكن من باب التنزل معهم قيل لهم: ﴿آللَّهُ خَيْرٌ﴾ أم أصنامكم وآلهتكم؟ * ومن فوائد الآية الكريمة: المبالغة في التَّنَزُّل مع الخصم وتحمل الغضاضة للوصول إلى الغاية المقصودة؛ لقوله: ﴿قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سبأ ٢٥]، ونظير هذا التنزل مع الخصم وتحمل الغضاضة الشروط التي وقعت بَيْنَ مَن؟ بين النبي ﷺ وقريش في صلح الحديبية، وكانت النتيجة والعاقبة لمن؟ للرسول ﷺ. وكانت النتيجة والعاقبة لمن؟ للرسول ﷺ. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان لا يُسأل عن عمل غيره، ولا يُسأل غيرُه عن عمله؛ لقوله: ﴿قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سبأ ٢٥]. ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [فاطر ١٨] كل إنسان وعمله. ويُستثنى من ذلك ما إذا كان عمل الغير ناشئًا عن عملك بأن تكون أنت الدال عليه، أو المعين عليه فإن لك من وِزْره بقدر عملك، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً؛ فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[[أخرجه مسلم (١٠١٧ / ٦٩) من حديث جرير بن عبد الله.]]. فهل هذا يخالف الآية الكريمة اللي معنا؟ لا؛ لأن حقيقة الأمر أن وزر الغير مبني على وزرك فيكون من فعلِك، فيدخل في إجرامك. * ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات السؤال عن العمل؛ لأن قوله: ﴿لَا تُسْأَلُونَ﴾ يعني من الذي يُسأل؟ الإنسان، كُلٌّ مسؤول عن عمله، ولو كان السؤال منتفيًا مطلقًا ما صح أن يقال: ﴿لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا﴾ وكل إنسان مسؤول عن عمله ولا بد، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص ٦٥] ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ﴾ [الأعراف ٦، ٧] وما دام الإنسان يؤمن بذلك بأنه سيُسأل عن عمله فسوف يحرص غاية الحرص على أن يكون عمله موافقًا لشرع الله. ثم قال تعالى: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾ [سبأ ٢٦]. * في هذه الآية: إثبات البعث والجمع؛ لقوله: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا﴾ وهذا الجمع ثابت بقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ [التغابن ٩]. ويدخل فيه أيضًا الجمع في الدنيا في القتال؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾ [الأنفال ٤١]. * ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على القدرية؛ لقوله: ﴿يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا﴾ ومعلوم أن اجتماعنا من فعلنا فأضافه الله إلى نفسه؛ لأنه هو المدبِّر له سبحانه وتعالى المقدِّر له، أو لا؟ * طالب: (...). * الشيخ: على الرأي الثاني أنه في الدنيا. * ومن فوائد الآية الكريمة: أن حكم الله عز وجل كله حق وعدل؛ لقوله: ﴿ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ﴾ أي: بالعدل الذي ليس فيه ظلم ولا جور. * ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات ما قرره أهل السنة والجماعة من أن اسم الله إذا كان متعديًا لم يتم الإيمان به إلا بالإيمان بكونه اسمًا، وبما تضمنه من صفة، وبما تضمنه من أثر وحكم؛ لقوله: ﴿يَفْتَحُ بَيْنَنَا﴾، ثم قال بعد ذلك: ﴿وَهُوَ الْفَتَّاحُ﴾ فدل هذا على أن أسماء الله عز وجل المتعدية تضمن الأحكام والآثار المترتبة على ذلك. * ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله، وهما ﴿الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾ [سبأ ٢٦]. وكما سبق في الشرح أن الفتاح تشمل معاني كثيرة؛ الفتح بالنصر، وبالعلم، وبالفهم، وبالقصد الحسن، وبغير ذلك؛ يعني أنها اسم واسع. * ومن فوائدها: إثبات العلم لله سبحانه وتعالى؛ لقوله: ﴿الْعَلِيمُ﴾، وأنه صفة من صفاته الثابتة اللازمة؛ لأنه موصوف به أزلًا وأبدًا في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. * ومن فوائد الآية الكريمة: تهديد الْمُناظِر بالجزاء المجزوم به؛ لقوله: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا﴾ [سبأ ٢٦]؛ لأن هذا يتضمن التهديد؛ لأننا نعلم أن الله إذا فتح بينهم فسيكون الحق مع مَنْ؟ مع المسلمين. بهذا عرفنا الترديد في قوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى﴾ [سبأ ٢٤] أن الذين على الهدى مَنْ؟ هم المسلمون، وأن أولئك على الضلال؛ لأنه لو قال قائل: الآية فيها ترديد ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى﴾ طيب ما عرفنا ما الذي على الهدى، نقول: الذين على الهدى هم الذين يفتح الله عليهم، وينصرهم على أعدائهم بالحق.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب