الباحث القرآني
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ﴾ قال المؤلف: (وسخرنا لسليمان) وإنما قدَّر (وسخرنا)؛ لأن الريح منصوبة فلا بد من تقدير عامل يتم به النصب، وهنا نقدِّر ما يناسب وهو (سخرنا له) كما جاء ذلك في آية آخرى ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ [ص ٣٦].
وقوله: ﴿لِسُلَيْمَانَ﴾ مَنْ سليمان؟ هو ابن داود، وقد آتاه الله تعالى الرسالة والملك ملكًا عظيمًا لا ينبغي لأحد من بعده؛ لأن الله سخر له الإنس والجن.
وقوله: ﴿الرِّيحَ﴾ هي الهواء سخَّرها الله له أي: ذلَّلها بحيث تجري بأمره، يأمرها فتتجه إلى الشمال إذا كان يريد ناحية الشمال، ويأمرها فتَتَّجه إلى الجنوب إذا كان يريد ناحية الجنوب، ويأمرها بأن تذهب شرقًا فتذهب، وأن تذهب غربًا فتذهب، وأن تسرع فتسرع، وأن تبطئ فتبطئ، ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ﴾.
لا يقال: إن هذا يدل على أن سليمان مشارك لله في الخلق؛ لأنه لا أحد يستطيع أن يُصَرِّف الهواء، لو اجتمع الخلق كلهم على أن يصرفوا الهواء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، وسليمان يستطيع ولَّا لا؟ يستطيع، فلا يقال: إنه شريك لله؛ لأن الذي سخَّر الريح له هو الله؛ ولهذا لا نقول: إن عيسى شريك مع الله في الخلق؛ حيث قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا﴾ [المائدة ١١٠]؛ لأن قدرة هؤلاء الخلق على ما يقدرون مما لا يقدر عليه غيرهم من المخلوقين إنما كانت بأمر الله عز وجل، فهم لم يستقلوا بذلك، ولكن الله تعالى أعطاهم قدرة كما أن الله يمن الله على بعض العباد بقدرة هائلة في الحفظ أو في الفهم أو في قوة السمع أو البصر أو البدن أو غير ذلك.
إذن نقول: الريح هي الهواء، سُخِّرت لسليمان، قال: (﴿الرِّيحَ﴾ وقراءة الرفع بتقدير تسخير) تركيب المؤلف هنا لبيان القراءة الثانية هنا غريب ما كان معهودًا منه، وكان الأولى أن يقول: وفي قراءة بالرفع على تقدير تسخير، هذا هو الأولى؛ لأن الآن قوله: (وقراءة الرفع) لم نستفد هل هذه قراءة سبعية أو شاذة؛ لأن المعهود أنه يقول في السبعية: (وفي قراءة)، وفي الشاذة يقول: (قرئ)، وهنا يقول: (وقراءة الرفع)، ما ندري لكن على كل حال القراءة سبعية، وفيها قراءة ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحُ غُدُوُّهَا شَهْرٌ﴾ كيف نعرب الريح على هذه القراءة؟
يقول: إنها مبتدأ مؤخر وأصل الكلام تسخير الريح، فحُذِف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وابن مالك يقول:
؎وَمَا يلي الْمُضَافَ يَأْتِي خَلَفَا ∗∗∗ عَنْهُ فِي الِاعْرَابِ إِذَا مَا حُذِفَا
أي: لسليمان تسخير الريح، ولو قال قائل: ولسليمان الريحُ، لو قال: إن الريح مبتدأ بدون تقدير لم يكن بعيدًا، ويكون معنى كون الريح له أنها أيش؟ مسخرة له فيكون له التصرف فيها.
﴿غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ (﴿غُدُوُّهَا﴾ مسيرها من الغُدوة بمعنى الصباح إلى الزوال ﴿شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا﴾ سيرها من الزوال إلى الغروب ﴿شَهْرٌ﴾ أي: مسيرته) الريح سخرها الله له إذا صارت به من الصباح إلى الزوال فهي مسيرة شهر بسير الإبل، وعلى هذا فإنها تكون سريعة.
﴿رَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ فيستطيع أن يذهب إلى مكان مسيرته شهر ويرجع إلى بلده في نفس اليوم؛ لأن غُدُوُّها شهر ورواحها شهر، ومع ذلك فقد وصفها الله تعالى بأنها عاصفة ولكنها غير مؤثرة ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً﴾ [الأنبياء ٨١] ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ [ص ٣٦] فهي سريعة، لكنها غير مزعجة، لكن كيف يطير في الريح؟ قال العلماء: إنه يضع بساطًا معتادًا عاديًّا ويجلس هو وحاشيته عليه، ثم يأمر الريح فتطير بهم بهذا البساط. والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ولَّا عادة أن يكون الإنسان على بساط ويرتفع؟! العادة أنه يَسْكُن هذه العادة، ولكن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، هل يمكن أن نقول: إن قانون الطيران في الطائرات الحديثة مبني على هذا، ولَّا ما يمكن؟
* طلبة: ما يمكن.
* الشيخ: ليش ما يمكن؟
* طالب: (...) اللي يخالف الهواء.
* الشيخ: إي ما يخالف، لكن ويش اللي يحملها ويدفعها؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، هواء عظيم؛ ولهذا لو كنت وراها وهي تمشي تشيلك فهي لا يحملها إلا الهواء.
* الطالب: أكيد يا شيخ؟
* الشيخ: إي نعم وهي حديثة وثقيلة وعليها ناس وعليها عفش.
* الطالب: (...).
* الشيخ: نفس المراوح هذه والاندفاع هذا فيه هواء شديد، ولكن شوف الآن كيف تنضبط إذا نزلت للأرض بسبب الهواء، إذا نزلت الأرض ففي مؤخرها عند الشكمان فيها حديدة تنعكس هكذا علشان إنها ترد الهواء ما تندفع الطائرة.
فالمهم أن قانون الطيران مبني على هذا، على الهواء الذي تولده هذه المولدات.
يقول: ﴿غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ هل هي بسرعة الطائرة ولَّا لا؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، أقل من الطائرة؛ لأن الطائرة تذهب مسيرة شهر في أقل من الغدو، بالسيارة؟ أسرع من السيارة لا شك، يبقى علينا هذا المرور السريع عادة إذا لم يكن هناك حجاب يمنع من عصف الهواء، أن الهواء يعصف بالراكب حتى يسقط ولَّا لا؟؛ لأن الآن فهمنا أنها دون الطائرة وفوق السيارة، والسيارة -كما تشاهدون- إذا كانت حوضة يعصف الهواء بالإنسان ويقلقه، لكن الله تعالى بيَّن في آية آخرى أن هذه الريح تكون رخاءً، ما فيها إزعاج ولا فيها قلق.
قال الله تعالى أيضًا مما مَنَّ به على سليمان: ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ (﴿أَسَلْنَا﴾ أذبنا ﴿لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ أي: النحاس) هذا أيضًا قد يكون أبلغ مما أوتيه داود؛ لأن داود قال الله له: ﴿أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ أما هذا فأسال الله له عين القطر؛ يعني: فجَّر له عينًا من النحاس تسيل كما يسيل الماء مع أنها نحاس، وهذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل؛ لأن المعروف أن النحاس معدن جامد، فجعله الله تعالى لسليمان عينًا سائلة كأنها الماء؛ ولهذا قال: ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾.
وقوله: ﴿عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ يدفع ما قيل: إن سليمان كان يُذيب النحاس فيسيل، كما أن الرَّصاص كما تشاهدون الآن، الرصاص إذا أذبناه يصير سائلًا كالزئبق، فنقول: لا، بل إن الله يقول: ﴿أَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ فجعل هذا عينًا يندفع من الأسفل ويسيل، ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خالق الأشياء جامدِها ومائعِها، وأنه قادر على أن يجعل الجامدَ مائعًا والمائعَ جامدًا، وهذا الماء المائع المتدفق الجاري لما ضرب موسى بعصاه البحر انفلق فكان كل فِرْق كالطود العظيم كالجبل العظيم، وهو ماء سائل ضربه مرة واحدة فقط، تفرَّق البحر وصار اثني عشر طريقًا كل طريق بينه وبين الطريق الآخر مثل الجبل من الماء، وهذا فوق الأمر الطبيعي؛ لأن خالق الأشياء قادر على كل شيء سبحانه وتعالى.
﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ قال المؤلف رحمه الله يقول: (فأُجْرِيَت له ثلاثةَ أيام بلياليهن كجري الماء) كيف؟ فأجريت الثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء، هذا التقدير يحتاج إلى توقيف؛ يعني أن الله أجراها له ثلاثة أيام فقط قد نقول: إن الله سبحانه وتعالى أسال له عين القطر يتصرف فيها كما يشاء، وهذا يقتضي أن تكون هذه الرسالة مستمرة حيث ما أرادها وجدها، وهذا هو الأقرب، ولا يمكن أن نُحَدِّدها بثلاثة أيام إلا بدليل من الشرع إما من الكتاب أو من السنة، وليس في الكتاب تحديد وكذلك ليس في السنة، فالأولى أن نجعلها على ظاهرها قال المؤلف: (وعمل الناس إلى اليوم مما أُعْطِيَ سليمان) أيش معنى عمل الناس إلى اليوم؟ يعني أن انتفاع الناس بهذا النحاس وتذويبه حتى يكون كالماء هذا أثره من عمل سليمان؛ يعني أن النحاس إنما ذاب من وقت سليمان إلى اليوم، وقد قيل: إن النحاس كان من قبلُ لا يذوب أبدًا، ولكنه في عهد سليمان ذاب ثم صار مستمر الذوبان.
﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ (﴿بِإِذْنِ﴾ بأمر ربه) ﴿مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ﴾ (من) للتبعيض، و(الجن) عالم غيبي مستتر عن الأعين؛ ولهذا جاء بلفظ (الجن)، وأصل هذه المادة جيم نون الاستتار، ومنه سُمِّيَت الجُنة التُّرس الذي يستتر به الإنسان، وسُمَّيَت الجَنَّة للبستان الكثير الأشجار؛ لأنه يُجِنُّ مَن فيه أي: يغطيه، وسُمِّيَت الجِنَّة أيضًا لهذا السبب، وسُمِّيَ الجنين لأنه مستتر، فهذه المادة الجيم والنون كلها تدل على الخفاء والاستتار؛ فالجن إذن عالم غيبيٍّ ليسوا بظاهرين، لكنهم قد يُرَوْن، هذا العالم منهم صالح ومنهم دون ذلك، ومنهم مسلم ومنهم كافر، كما في سورة الجن، يأكلون ويشربون ولَّا لا؟ ويتقَيَّؤون ويبولون كما جاء في الحديث عن النبي ﷺ، وهؤلاء الجن قد يَظْهَرون أمام الناس ويُشاهَدون إما بصورهم التي هم عليها، وإما بتصورات ثانية، وإما على صورة القطط أو على صورة الدواب، كما جاء في الحديث الصحيح في النهي عن قتل الجِّنَّان التي تكون في البيوت؛ لأن بعضها قد يكون من الجن.
لأن بعضها قد يكون من الجن، وربما يتلبسون بالإنسان أي: يدخلون في جوفه حتى يكون كاللباس له، فيصرعونه ويؤذونه، وقد أشار الله تعالى إلى هذا بقوله: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾ [البقرة ٢٧٥] يعني: مثل المصروع الذي صَرَعَه الشيطان، وهذا الصرع أي: صرع الجن للإنس لا ينكره إلا الملاحده كما قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: إنهم لن يصلوا إلى هذا النوع من الصرع فجعلوا ينكرونه، ويحيلون جميع أنواع الصرع إلى صرع الأعصاب والمخ وما أشبه ذلك.
وصرع الجن للإنس معلوم بالمشاهدة أيضًا فلا ينكره إلا مكابر، كيف ذلك؟ لأنه شوهد مَنْ يُصرع، ويُخاطَب الجني الذي صرعه مخاطبة صريحة واضحة، وجرى ذلك على يد أئمة الإسلام كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم إلى يومنا هذا؛ جيء مرة بمصروع إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فوعظ الجني الذي صرعه ونصحه وقال له: اخرج، وقال: إني لا أخرج إني أحبه، وكانت امرأة التي صرعته، صرعت الرجل امرأة قالت: إني أحبه، فقال شيخ الإسلام: لكنه لا يحبك، فقالت: إني أريد أن أحج به. كيف؟! تحمله إلى مكة، فقال: إنه إنه لا يريد أن يحج معكِ، ثم وعظها فلم تتعظ، ثم ضربها شيخ الإسلام ابن تيمية، جعل يضربها على رقبة هذا المصروع يقول: حتى تعبت يدي من الضرب، فقالت: أنا أخرج كرامة للشيخ، فقال: لا تخرجي كرامةً لي، اخرجي طاعة لله ورسوله، فخرجت على ألا تعود، فأفاق الرجل، لما أفاق قال: ما الذي جاء بي إلى حضرة شيخ الإسلام ابن تيمية؟ فقيل له: قد فعل كذا وفعل كذا، قال: والله ما أحسست بشيء من هذا؛ لا أني خاطبته، ولا أنه ضربني، وهذه القصة ذكرها ابن القيم في زاد المعاد عن شيخه، وابن القيم ثقة، وشيخ الإسلام كذلك ثقة، وقد ورد مثل ذلك عن الإمام أحمد.
إذن الجن نقول في تعريفهم: عالم غيبي مستترون عن الإنس وربما يظهرون، ومنهم صالح ومنهم دون ذلك، ومنهم قاسط، ومنهم مسلم، ويأكلون ويشربون ويبولون ويتقيئون، كل هذا ثبت في القرآن وفي السنة.
يقول: ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ ﴿مَنْ﴾ بمعنى الذي يعمل بين يديه فهي اسم موصول، وما محلها من الإعراب؟ يحتمل أن يكون محلها الرفع على أنها مبتدأ مؤخر، وخبره ﴿مِنَ الْجِنِّ﴾، ويحتمل أنها في محل نصب؛ يعني: وسخرنا له من الجنِّ من يعمل بين يديه، وأيهما أولى؟ نحن ذكرنا قاعدة أنه إذا دار الأمر بين التقدير وعدم التقدير فعدم التقدير أولى؛ لأنه الأصل، الأصل أن الكلام لم يُحذَف منه شيء، وعلى هذا فنقول: ﴿مِنَ الْجِنِّ﴾ جار ومجرور خبر مقدم، و﴿مَنْ يَعْمَلُ﴾ مبتدأ مؤخر.
﴿مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ يديْ مَن؟ يدي سليمان، يعني: أمامه، لكن (﴿بِإِذْنِ﴾ بأمر ﴿رَبِّهِ﴾ )، والإذن هنا كوني ولَّا شرعي؟ الإذن كوني، بإذن الله الكوني؛ يعني أن الله سخَّر الجن يعملون بين يدي سليمان بإذنه، بأمره الكوني، وقد يقال: إنه إذن شرعيٌّ بدليل قوله: ﴿وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾.
قال: (﴿وَمَنْ يَزِغْ﴾ يعدل)، وقيل: يَمِل أي: يميل، وهذا أقرب، ومنه: (زاغت الشمس) أي: مالت عن وسط السماء.
﴿وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ﴾ يعني: يميل (﴿عَنْ أَمْرِنَا﴾ له بطاعته) ﴿لَهُ﴾ أي: للجنِّ، بطاعته أي: بطاعة سليمان (﴿نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ النار في الآخرة) ﴿نُذِقْهُ﴾ ما الذي جزمها؟ ﴿مَنْ﴾ لأنها جواب الشرط، وفعل الشرط ﴿يَزِغْ﴾.
﴿نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ أي: نعذبه بالنار حتى يذوق عذابها، وهل هذه نار الدنيا ولا الآخرة؟ قال المؤلف: (في الآخرة، وقيل: في الدنيا بأن يضربه ملك بصوت منها ضربة تحرقه)، والله أعلم، هل إن عذابه في الدنيا بواسطة ملك، أو أن سليمان أُذِنَ له بتعذيبهم في النار.
على كل حال الذي يزيغ من الجن عن أمر الله سبحانه وتعالى بطاعته سليمان هذا يعذب بالنار؛ إما في الدنيا، وإما في الآخر، ولكن إذا قلنا: إنه في الدنيا فإنه لا يتعين أن يكون الأمر كما قال المؤلف: (إنه ملك يضربه بسوط منها حتى يُحْرِقَه)، والله أعلم.
* طالب: (...) وفي قراءة؟
* الشيخ: المعروفة بالنص.
* الطالب: (...).
* الشيخ: كلاهما سبعية.
* الطالب: وقراءة الرفع؟
* الشيخ: إي، أقول: تعبيره غير مألوف، المعروف يقول: وفي قراءة بالرفع، ثم يبين وجهها.
* طالب: قلنا: إن أمر الله عز وجل للجن بطاعة سليمان والتسليم له أمر كونيٌّ..
* الشيخ: إذن له.
* الطالب: (...).
* الشيخ: إذن كوني، نعم.
* الطالب: أليس طاعتهم لسليمان وتسخيرهم له عبادة لله عز وجل بالنسبة لهم هم.
* الشيخ: بلى، ولهذا قلنا: فيه احتمال إذن شرعي، ويؤيده قوله: ﴿وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا﴾.
* الطالب: ما يكون هذا هو الأولى؟
* الشيخ: هذا أرجح، لكن ما يمنع الأول.
* طالب: (...) صحة هذا القول: الرجل يتلبس به مرأة، والعكس إن المرأة يتلبس بها الرجل من الجن صحيح هذا؟
* الشيخ: لا ما هو صحيح، قد يتلبس بالرجل رجل ويكون مثلًا مولعًا بسبب من الأسباب، وكذلك بالعكس.
* طالب: ما فائدة إذابة النحاس لسليمان؟
* الشيخ: فائدته أنه يعمل فيه ما شاء، إذا كان ذائبًا مثل الماء يتصرف فيه كيف يشاء.
* طالب: (...).
* الشيخ: أما تقرأ آخر الرحمن؟ أسألك.
* الطالب: (...).
* الشيخ: اقرأ ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن ٤٦]، اقرأ ﴿وَلِمَنْ خَافَ﴾، اقرأ.
* الطالب: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾.
* الشيخ: اقرأ اللي بعدها ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٧] الخطاب في ربكما يعود لمن؟
* الطالب: للجنِّ والإنس.
* الشيخ: طيب، إذا كان الجن لا يستفيدون من هاتين الجنتين، فما فائدة خطابهم بقوله: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾؟ ثم إنه قال في نفس الآيات: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن ٥٦]، وهذا أيضًا يدل على أنهم يدخلون الجنة، وهذا هو الصحيح اللي عليه جمهور العلماء، أما دخولهم النار الكافر منهم فإنه بالاتفاق؛ لأنه نصَّ الله عليه في القرآن، وأما دخول المؤمن منهم الجنة فهذا هو الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم.
* الطالب: (...) قول الله تعالى: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأحقاف ٣١] ما يمنع؟
* الشيخ: نعم، ما يمنع، ما قال: (ويدخلوا الجنة)؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: طيب هذه الآية ما فيها دليل أنهم يدخلوا الجنة، لكن هل فيها دليل أن دخولهم الجنة ممنوع؟ لأن مَنْ أُجِير من العذاب فليس هناك إلا داران، دار الآخرة ما فيها إلا داران إما نار وإما جنة.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، يلزم، ما دام ما فيه إلا داران، وعندنا آيات كثيرة تدلُّ على من آمن وعمل وصالحًا فله جنات المأوى.
* * *
قال الله تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾.
* من فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى قد يُسَخِّر بعض الأمور الكونية لبعض عباده آيةً له؛ لأن الريح -كما تعلمون- لا أحد يستطيع أن يُصَرِّفها كما يشاء، ولسليمان سُخِّرَت له تجري بأمره، فيستفاد من هذا أن الله قد يُسَخِّر بعض الأمور الكونية آية لبعض عباده كهذا.
وهل يمكن أن يَأتي مثلُ ذلك لغير الرسل؟ الظاهر أنه لا يمكن، وما ذُكِرَ عن بعض الخلفاء أن الله تعالى سَخَّر له الريح يأمرها كما يشاء وتنقُل جنده فإن هذا في صحته فيها نظر، والظاهر أن مثل آية الأنبياء لا تكون كرامة للأولياء، صحيح أن بعض آيات الأنبياء تكون كرامة للأولياء، أما الآيات الكبيرة كهذه الظاهر -والله أعلم- أنها لا تكون.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن للريح سرعة عظيمة، كما قال: ﴿غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: وجود الجن، وهذا ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين؛ ولهذا مَنْ أنكر وجود الجن فقد كذَّب القرآن، ويُحْكَم بكفره، لكن هل الجن يعملون للإنس أو لا يعملون؟
نقول: * من فوائد الآية الكريمة: أن الجن يعملون للإنس؛ لقوله: ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ﴾، ولا شك أن عملهم بين يديه آية له دالة على نبوته وعلى رسالته، لكن هل يعملون لغير الأنبياء؟ يقول شيخ الإسلام: نعم، إنهم يعملون لغير الأنبياء، وعملهم لغير الأنبياء له سبب؛ إما أن يكون سببه الشرك؛ بمعنى أن الجن تأمره أن يُشْرِك فيعبدهم، أو تأمره أن يُشْرِك فيعبد من يعظمونه، هذا واحد.
وقد يكون سببه أنهم يَعشقون هذا الإنسان فيحبُّونه حبًّا يعني ليس لله، لكن مثلًا لجمال صورته، أو ما أشبه ذلك. ومنها أنهم يعملون له -من أسباب ذلك- يعملون له محبة لله؛ لكونهم صالحين فأحبوا هذا الرجل الصالح فعملوا له، عملهم له يقول شيخ الإسلام: إن عملوا له أمرًا مُحَرَّمًا كان ذلك حرامًا، مثل أن يستخدمهم في آذية المسلمين، أو في الاعتداء على شخص معين يُرَوِّعونه، أو ينفِّرون إبله أو ما أشبه ذلك، فهذا حرام، فإذا استعان بهم بطريق المعصية أو من أجل المعصية كان ذلك حرامًا بلا شك، أما إذا استعان بهم في الأمر المباح فإن هذا لا بأس به إذا خلا عن شرك وعن عدوان على الغير.
فإن قلت: إن القول بإباحة الاستعانة بهم في غير المعصية يُشْكِل عليه قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام ١٢٨]، فإن ظاهر هذا أنه لا يجوز أن يستمتع الجن بالإنس، ولا الإنس بالجن؟
فالجواب على ذلك (...).
فلا بأس به، وقد ذكر رحمه الله في كتاب النبوات وفي كتاب إيضاح الدلالة على عموم الرسالة ذكر أشياء واضحة عن السلف بأنهم ربما ينتفعون بالجن في الإخبار عن الأشياء البعيدة، والأمر الواقع شاهد بذلك، فإننا نسمع قضايا عن بعض الناس أن الجِنَّ تعينهم على ما يريد مع صلاحهم وعدم شركهم وعدم معصيتهم.
فإذا قلت: هل ممكن أن يعتدي الجنيُّ على الإنسي؟
فالجواب: نعم، يمكن. وهل يمكن أن يعتدي الإنسيُّ على الجني؟ نعم يمكن، أما الأول فظاهر كثيرًا أن الجن يعتدون على الإنس؛ أحيانًا يُرَوِّعونهم في الطُّرُقات، بل وربما في البيوت، وأحيانًا يُفْسِدون عليهم شؤونهم، وأحيانًا يرمونهم بالحجارة، وأحيانًا يؤذونهم بالأصوات، وهذا شيء لا يحتاج إلى طلب بالدليل؛ لأنه أمر واقع مشاهد.
وكذلك الإنس ربما يعتدون على الجن؛ فلو أن أحدًا استجمر بعظم أو بروث لكان معتديًا على الجن؛ لماذا؟ لأن العظم طعام الجن والروث طعام دوابهم[[أخرج البخاري (٣٨٦٠) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه كان يحمل مع النبي ﷺ إِداوَة لوَضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة، فقال: «ابغِنِي أحجارًا أستنفض بها، ولا تأتني بعظمٍ ولا بِرَوْثة». فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعتُها إلى جنبه، ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيتُ، فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: «هما من طعام الجن، وإنه أتاني وَفْد جِنِّ نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوتُ الله لهم أن لا يمروا بعظم، ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعامًا».]] فيكون في هذا عدوان من الإنس على الجن.
طيب، وهل يمكن أن يدخل الجنيّ في بدن الإنسيِّ؟ نعم، ولا يحتاج إلى طلب الدليل؛ لأن هذا أمر واقع محسوس ثبتَتَ به الأخبار وتواترت وشاهده الناس، وقد ذكرنا أن الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية يؤتى إليهم بالمصروع فيخاطبونه ويكون الخطاب على مَنْ صَرَعه، ويضربونه أيضًا ويكون الضرب على من صرعه، أي: على الصارع لا على المصروع، وفي القرآن ما يشير إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾ [البقرة ٢٧٥]، والمس معناه الصرع؛ ولهذا يقال: به مس من الجن أي صرع، والذي يتخبطه الشيطان من المس يكون مخبلًا لا يَحُسُّ ولا يعرف.
قال أهل العلم: إن هؤلاء يقومون من قبورهم كمثل المجانين الذين أصابتهم الشياطين.
وأما إنكار بعض الناس لهذا فقد قال شيخ الإسلام: (إن هؤلاء الفلاسفة الذين أنكروا ذلك لا يعلمون من الشرع كما يعلمه أهل الشرع فهم ينكرون ما غاب عنهم، ولا يُقِرُّون إلا بالشيء المحسوس) وأنكر عليهم إنكارًا عظيمًا في زاد المعاد.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الجن يُشَاهَدون أو قد يُشَاهَدون ممكن مفهوم الآية؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: من أين؟ من قوله: ﴿مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ﴾، فإن الظاهر أنهم يُشَاهدون وهم يعملون بين يَدَي سليمان يعني أمام عينيه.
* ومن فوائدها: أن الجن مُكَلَّفون بمعنى أنهم إذا خالفوا عُذِّبوا، ومن تمام عَدْلِ الله أنهم إذا وافقوا نُعِّمُوا، أما كونهم يعذبون إذا خالفوا فهذا أمر متفق عليه بين العلماء، وأن كافرهم يدخل النار، وأما دخول المؤمن منهم الجنة ففيه خلاف بين العلماء، والصواب أنهم يدخلون الجنة؛ لقوله تعالى في سورة الرحمن وهو يخاطب الجن والإنس: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٦، ٤٧]، فيكون هؤلاء الجن إذا خافوا الله فلهم الجنة، وقال في أثناء ذلك ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن ٥٦]، وكلمة ﴿وَلَا جَانٌّ﴾ لا تتناسب مع الإنس، وإنما تتناسب مع مَن؟ مع الجن، وهذا هو القول الحقُّ المتعين، ولا يعارض ذلك قوله تعالى عن الجن الذين صرفهم الله للنبي ﷺ يستمعون القرآن حين وَلَّوْا إلى قومهم منذرين ﴿قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأحقاف ٣٠، ٣١]، فيقال: إن الله إذا أجارهم من العذاب الأليم فلازم ذلك أن يدخلوا الجنة؛ لأن الآخرة ليس فيها إلا داران هما الجنة أو النار، فمن نجا من النار دخل الجنة ولا بد.
إذن الجنُّ مُكَلَّفون، لكن هل تكليفهم كتكليف الإنس بمعنى أن صلاتهم كصلاتنا وصيامهم كصيامنا وحجهم كحجنا أو يختلفون عنَّا؟
في هذا احتمالان:
أحدهما: أن يكون ما كلفوا به مساويًا لما كُلِّفنا به من كل وجه ما دام الرسول ﷺ مبعوثًا للجن والإنس، ولم تأت السنة -بل ولا والقرآن- بالتفريق بين أحكام الإنس والجن، فالواجب أيش؟ إجراؤها على ما هي عليه، وأن تكون هذه الأحكام ثابتة في حق الإنس والجن على حد سواء.
والاحتمال الثاني: أن تكون الواجبات بالنسبة للجن موافقةً لما هم عليه مناسبة لهم فلا يلزم على هذا أن يكونوا مساوِين للإنس؛ لأن الله عز وجل يَشْرَع الأحكام مناسبة لمن شُرِعَت له فهذا المريض مثلًا هل عليه صوم؟ إذا كان المريض لا يرجى زوال بُرْءِ مرضه ففرضه الإطعام، والفقير ليس عليه زكاة وليس عليه حج، فلما كان اختلاف الشرائع ظاهرًا بالنسبة للإنس لاختلاف أحوالهم فإنه يلزم أن تكون الشرائع أيضًا مختلفة للجن عن الإنس؛ لأن الجن لا شك كما قال شيخ الإسلام: الجن مخالفون للإنس في الحَدِّ والحقيقة، فقدرتهم ليست كحقيقة البشر، وحدهم وحدودهم وطاقاتهم ليست كحدود وطاقات البشر، فإذا كانوا مخالفين للبشر في الحدِّ والحقيقة لزم أن يكونوا مخالفين لهم في الأحكام الشرعية، وهذا فيما يمكن الاختلاف فيه، أما ما لا يمكن كالتوحيد والرسالة -أصل الرسالة وما أشبه ذلك- فهذا أمر نعلم عِلْمَ اليقين أن الجن مساوُون للإنس في تلك الأحكام، لكن الكلام على المسائل الفرعية التي يختلف فيها المخاطَبون باختلاف أحوالهم فالمسألة فيها احتمالان، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله جَزَم بأن الأحكام التي كُلِّف بها الجن تخالف الأحكام التي كُلِّف بها الإنس، وأنهم مكلفون في الجملة بدون أن يساووا الإنس، والعلم عند الله.
{"ayah":"وَلِسُلَیۡمَـٰنَ ٱلرِّیحَ غُدُوُّهَا شَهۡرࣱ وَرَوَاحُهَا شَهۡرࣱۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَیۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن یَعۡمَلُ بَیۡنَ یَدَیۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن یَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق