الباحث القرآني
ثم قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ﴾ ﴿حَاجَّكَ﴾ أي: جادلك، وسميت المجادلة محاجة؛ لأن كل واحد من المتجادِلَيْن يدلي بحجته من أجل أن يخصم الآخر ويحجه، ومنه الحديث: «تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى»[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٦٦١٤)، ومسلم (١٤ / ٢٦٥٢) من حديث أبي هريرة.]]، أي: طلب كل واحد منهما أن يحج الآخر، وأيهما الذي حج؟ آدم، نعم، ﴿حَاجَّكَ﴾ إذن: جادلك، وسميت المجادلة محاجة؛ لأن كل واحد من المتجادلين يدلي بحجة ليغلب الآخر.
وقوله: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ﴾ (مَن) هذه شرطية، وجواب الشرط ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا﴾، وقوله: ﴿مَنْ حَاجَّكَ فِيهِ﴾ الضمير يعود على (عيسى)، والمراد بالمحاجة في عيسى ليس في ذاته؛ لأن عيسى معلوم أنه بشر، لكن في شأنه وقضيته، وقوله: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ﴾، من الذي يمكن أن يحاج النبي ﷺ في عيسى؟ هم النصارى، وهذه الآية وما قبلها كلها نزلت في وفد نجران من النصارى، ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾، يعني: بعد أن علمت قضيته وشأنه وتيقنته فالذي يحاجك فيه ادعه للمباهلة، وفي قوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ﴾، أتى بـ(مِن) الدالة على أن النبي ﷺ أُمِر بالمباهلة بعد أن تروّى من العلم؛ لأن ﴿مِنْ بَعْدِ﴾ تدل على أن هناك مهلة بين العلم الذي جاءه وبين المحاجة التي وقعت، بخلاف لو قال: فمن حاجك فيه بعد ما جاءك، فإنها تفيد البعدية لكن لا تدل على التراخي والمباعدة، ومعلوم أن الإنسان كلما تمعن في النظر فيما علم ازداد به أيش؟ ازداد به علمًا ويقينًا، وقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾ عن أي طريق؟ عن طريق الله عز وجل، فإن الله تعالى أوحى إلى نبيه محمد ﷺ في شأن عيسى من العلم ما لم يكن عند غيره، ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا﴾ قلنا: إنّ ﴿قل﴾ جواب الشرط، و﴿تَعَالَوْا﴾ فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، وفيه إشكال؛ لأن ﴿تَعَالَوْا﴾ جمع، و﴿من حاجك﴾ أيش؟ مفرد، فكيف صح أن يكون الجمع عائدًا على مفرد؟ الجواب: أن الأسماء الموصولة وأسماء الشرط المشتركة، يعني التي تصلح للمفرد وغيره، يجوز في العائد إليها أن يعود إليها باعتبار اللفظ، وأن يعود إليها باعتبار المعنى، فإن عاد إليها باعتبار اللفظ صار مفردًا، وباعتبار المعنى صار جمعًا، ولا فرق بين أن يكون هذا الجائز في كلام واحد أو في كلامين، فمثلًا ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [الطلاق ١١]، ما
الذي رُوعِيَ في ذلك؟ * الطلبة: اللفظ.
* الشيخ: ﴿يُدْخِلْهُ﴾، ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [الطلاق ١١].
* الطلبة: المعنى.
* الشيخ: المعنى، ﴿قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ﴾ [الطلاق ١١].
* الطلبة: اللفظ.
* الشيخ: اللفظ، آية واحدة روعي فيها اللفظ، ثم المعنى، ثم اللفظ، كذا؟ لو روعي اللفظ في كل هذه الجمل لقيل: خائن، ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا (يدخله) جنات تجري من تحتها الأنهار (خالدًا) فيها أبدًا قد أحسن الله (له). ولو روعي المعنى لقيل: ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا (يدخلهم) جنات تجري من تحتها الأنهار (خالدين) فيها أبدًا قد أحسن الله (لهم) رزقًا.
وقوله: ﴿تَعَالَوْا﴾ هل هي اسم فعل أمر، أو فعل أمر؟ نقول: هي فعل أمر؛ لأن اسم فعل الأمر لا تدخله العلامات، يعني ما تتصل به الضمائر، اسم فعل الأمر لا تتصل به الضمائر، قال الله تعالى: ﴿وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا﴾ [الأحزاب ١٨] ﴿هَلُمَّ إِلَيْنَا﴾، لماذا لم يقل: هلموا؟ لأنه اسم فعل أمر، واسم فعل الأمر لا تتصل به الضمائر، ولهذا تقول للجماعة: صه، يعني: اسكتوا، ولا تقول: صهوا، فإن اقترنت به الضمائر صار فعل أمر، ولهذا نقول: ﴿تَعَالَوْا﴾ فعل أمر ولَّا اسم فعل؟ فعل أمر، طيب، ﴿تَعَالَوْا﴾ يعني: أقبلوا، لكنها أقبلوا بتعالٍ وارتفاع، وكأن المنادي ينادي هذا ليرتفع إليه فيكلمه بما يريد.
وقوله: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا﴾ (نَدْعُ) كيف (نَدْعُ) وأين الواو؟ هذه محذوفة الواو على سبيل الجزم؛ لأنها جواب؟
* الطلبة: الطلب.
* الشيخ: جواب الطلب.
* طالب: وهو الأمر.
* الشيخ: جواب الطلب وهو الأمر، ومعلوم أن جواب الطلب إذا سقطت منه الفاء وجب الجزم فيه، ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾، كيف قال: ندع، ولم يقل: أدع؟ نعم لم يقل ذلك؛ لأنهم إذا جاءوا معه صاروا جماعة، ﴿نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾، هذه الآية كما ترون بصيغة الجمع ﴿أَبْنَاءَنَا﴾، والرسول واحد عليه الصلاة والسلام، ﴿أَبْنَاءَكُمْ﴾ هم جماعة لا بأس، ﴿وَنِسَاءَنَا﴾ الرسول واحد ولم يقل: نسائي، ﴿وَنِسَاءَكُمْ﴾ جماعة واضح، ﴿وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾ الرسول واحد ولّا عدة أنفس؟ واحد، فما المراد بهذا؟ اختلف المفسرون في ذلك، فقال بعض المفسرين: المراد بقوله: ﴿نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾ المراد بأبنائنا الحسن والحسين، ﴿وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ﴾ المراد بـ﴿نِسَاءَنَا﴾ فاطمة بنت الرسول ﷺ، ﴿وَأَنْفُسَنَا﴾ المراد بـالأنفس علي بن أبي طالب، فيكون أربعة، كذا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: ﴿أَبْنَاءَنَا﴾: الحسن والحسين، ﴿نِسَاءَنَا﴾: فاطمة، ﴿أَنْفُسَنَا﴾: علي بن أبي طالب، أما هؤلاء النفر الوفد فليس معهم نساء وليس معهم أولاد، كلهم رجال بالغون عاقلون، إما أربعة عشر أو اثنان، المهم أنهم رجال ليس معهم أحد، فقال بعض أهل العلم: المراد: ندع نحن المسلمين، ﴿نَدْعُ أَبْنَاءَنَا﴾ يعني: أبناء المسلمين، يعني: ننتخب طائفة منا تأتي هي وأبناؤها ونساؤها، وأنتم كذلك تنتخبون جماعة يأتون بأبنائهم ونسائهم وأنفسهم، نجتمع ونبتهل، وهذا القول لا شك أنه موافق تمامًا لظاهر الآية؛ لأن الآية بصيغة الجمع، والعادة جرت بأن التباهل وكذلك التفاخر وغيره يكون بين جماعات، بين جماعات، يقول لك: هاتوا رَبْعكم ونجيب رَبْعنا، وقد ذهب إلى هذا محمد رشيد في تفسيره، وهو لا شك تفسير مطابق لظاهر الآية تمامًا، لكن أكثر المفسرين يختارون القول الأول: أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين، ﴿وَنِسَاءَنَا﴾: فاطمة، ﴿وَأَنْفُسَنَا﴾: علي بن أبي طالب؛ لحديث ورد في ذلك، والمسألة لا توافق ظاهر الآية، يعني هذا القول لا يوافق ظاهر الآية، أولًا: أن (أبناء) جمع و(نا) جمع، وإذا قلنا: الحسن والحسين صارا اثنين ابنان لجمع ولّا لواحد؟
* طالب: لواحد.
* الشيخ: لواحد، أيضًا النساء لم يكن في اللغة العربية أن المراد بالنساء البنات، المراد بالنساء في اللغة العربية أيش؟ الزوجات، المراد الزوجات، وأيضًا (أنفسنا) كيف يعبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن علي بن أبي طالب بنفسه ولا يعبر عن الحسن والحسين بنفسه، أيهما أقرب؟ الحسن والحسين، حتى إن الحسن سماه الرسول ابنه، فقال: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»[[أخرجه البخاري (٢٧٠٤) من حديث أبي بكرة.]]، ولهذا ظاهر الآية لا يطابق هذا التفسير، وقد زعم محمد رشيد رضا أن تفسيرها بالأربعة من تفسير الرافضة، وقال: إن الآية لا تنطبق عليهم، لكن الحديث الوارد في ذلك يدل على أن لها أصلًا، ولا شك أن آل البيت يدخل فيهم هؤلاء الأربعة، لا شك في هذا، لكن انطباقها على الآية في النفس منه شيء، على كل حال المسألة انتهت، لكن ما المراد بالأنفس والأبناء والنساء؟ المراد أنهم يريدون أن يجمعوا جماعة معهم أبناؤهم ونساؤهم وأنفسهم، وهذا أعز ما يكون عند الإنسان في الدنيا، هذا أعز ما يكون؛ نفسه أبناؤه زوجاته، يحضرون، ويُحضر الخصم أيضًا نفسه وأبناءه ونساءه.
لكن أكثر المفسرين يختارون القول الأول أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين، ﴿وَنِسَاءَنَا﴾ [آل عمران ٦١] فاطمة، ﴿وَأَنْفُسَنَا﴾ علي بن أبي طالب؛ لحديث ورد في ذلك[[أخرجه الترمذي (٣٢٠٥) من حديث عمر بن أبي سلمة.]].
والمسألة لا توافق ظاهر الآية، يعني هذا القول لا يوافق ظاهر الآية.
أولا: أن (أبناء) جمع و(نا) جمع، وإذا قلنا: الحسن والحسين صارا اثنين. (ابنان) لجمع ولّا لواحد؟ لواحد.
أيضًا النساء، لم يكن في اللغة العربية أن المراد بالنساء البنات، المراد بالنساء في اللغة العربية أيش؟ الزوجات، المراد الزوجات. وأيضا (أنفسنا) كيف يعبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن علي بن أبي طالب بنفسه ولا يعبر عن الحسن والحسين بنفسه، أيهما الأقرب؟ الحسن والحسين، حتى إن الحسن سماه الرسول ابنه فقال: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»[[أخرجه البخاري (٢٧٠٤) من حديث أبي بكرة.]].
ولهذا ظاهر الآية لا يطابق هذا التفسير، وقد زعم محمد رشيد رضا أن تفسيرها بالأربعة من تفسير الرافضة، وقال: إن الآية لا تنطبق عليها، لكن الحديث الوارد في ذلك يدل على أنها لها أصل، ولا شك أن آل البيت يدخل فيهم هؤلاء الأربعة، لا شك في هذا، لكن انطباقها على الآية في النفس منه شيء.
على كل حال المسألة انتهت، لكن ما المراد بالأنفس والأبناء والنساء؟
المراد أنهم يريدون أن يجمعوا جماعة معهم أبناؤهم ونساؤهم وأنفسهم، وهذا أعز ما يكون عند الإنسان في الدنيا، هذا أعز ما يكون؛ نفسه، أبناؤه، زوجاته، يحضرون ويحضِر الخصم أيضًا نفسه وأبناءه ونساءه.
قال: ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ﴾ أي نتضرع ونبالغ في الدعاء.
ثم فسر الابتهال بقوله: ﴿فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾. وهذا القول في أن ﴿نَبْتَهِلْ﴾ يعني نتضرع ونلح في الدعاء أصح من القول بأن معنى ﴿نَبْتَهِلْ﴾: نلتعن؛ لأننا إذا فسرنا ﴿نَبْتَهِلْ﴾ بنلتعن لم نكسب معنى جديدًا عند قوله: ﴿فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾، تكون الثانية بالنسبة للأولى مكررة، وإذا قلنا: ﴿نَبْتَهِلْ﴾ نتضرع بالدعاء ونلح؛ استفدنا زيادة معنى، وهو المبالغة في التضرع والإلحاح.
ولهذا يقال: ابتهل إلى الله في الدعاء، ولا يفهم المخاطب إلا أن المعنى: تضرع وألح في الدعاء الصالح. ولا يمكن أن يكون المراد ﴿نَبْتَهِلْ﴾ الدعاء السيئ إلا إذا قرن بما يدل عليه. واضح يا جماعة؟
تقول: هذا الرجل ابتهل إلى الله في الدعاء، يعني دعا بالصالح لكن ألح، فالصواب أن معنى ﴿نَبْتَهِلْ﴾ يعني نتضرع ونلح في الدعاء.
﴿فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ نجعل معطوفة على ﴿نَدْعُ﴾؛ لأنه مر علينا قاعدة: أنه إذا تكررت المعطوفات فالعطف على الأول؛ لأن المعطوف فرع، والمعطوف عليه هو الأصل، والمعطوف عليه هو الأول.
﴿فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ﴾، ﴿لَعْنَتَ اللَّهِ﴾ أي طرده وإبعاده عن الرحمة.
﴿عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ الكاذبين منا أو منكم، وهذا عدل وإنصاف؛ لأن الله يعلم من الكاذب، فإذا جعلنا لعنة الله على الكاذبين فمن كان كاذبا فعليه اللعنة.
ولكن ما الشأن أو ما الحكمة في إحضار الأبناء والزوجات؟
الحكمة في ذلك أنه إذا كان الالتعان فاللعنة تشمل الجميع، اللعنة تشمل الجميع، ولهذا لما دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المباهلة، دعا وفد نجران إلى المباهلة[[أخرجه البخاري (٤٣٨٠) من حديث حذيفة بن اليمان.]]، امتنعوا، قالوا: ننظر ثم تشاوروا فيما بينهم، ورجعوا إلى النبي ﷺ من الغد وقالوا: ما نلاعن، ما نلتعن، لأيش؟ لأنهم قالوا: لو أننا التعنا ورجعنا إلى أهلينا ما وجدناهم، فلا نلتعن. يعرفون أن النبي ﷺ على حق وأنهم على باطل.
وقوله: ﴿عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ الكاذب: القائل بغير الصدق، هذا الكاذب، من قال بغير الصدق فهو كاذب.
في هذه الآية الكريمة: إثبات أن ما جاء النبي ﷺ حق، وجه ذلك أن الله أمر بأن يلتعن مع هؤلاء.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا تجوز المباهلة إلا بعلم، بأن يكون عند الإنسان علم يقيني، أما إذا كان شاكًّا فلا يجوز، فلا بد أن يكون عنده علم؛ لقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: جواز طلب المباهلة عند عناد الخصم؛ لقوله: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا﴾ إلى آخره.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن من آداب الالتعان إحضار النساء والأبناء؛ لأن ذلك أشد خوفًا بالنسبة للمباهل، يخاف أن يعم الهلاك جميع هؤلاء.
* ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا: جواز الدعاء باللعنة على من خالف الحق، لكن بالوصف، لا بالشخص، كيف قلنا بالوصف؟ لأن الكاذبين وصف، أما الشخص فلا يجوز الدعاء عليه باللعن ولو كان كافرًا، الشخص لا يجوز أن تلعنه ولو كان كافرًا؛ لأن النبي ﷺ لما لعن أبا جهل وغيره من طغاة قريش نهاه الله عن ذلك، وقال: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [آل عمران ١٢٨][[رواه البخاري (٤٠٦٩) من حديث عبد الله بن عمر.]].
* ومن فوائد الآية الكريمة: جواز المباهلة، لكن اشترط العلماء للمباهلة شرطين:
الشرط الأول: العلم.
والشرط الثاني: أن تكون في أمر هام.
أما الأمور التي ليست بهامة فلا ينبغي للإنسان أن يعرض نفسه للخطر.
هل يستفاد من الآية الكريمة جواز انغمار الشخص في العدو في باب المقاتلة؟ أنه ينغمر في العدو ويغرر بنفسه؛ لأن هذا الإنسان الذي علم أن الحق معه وجاز أن يلتعن كأنما دخل في أمر يكون سببًا لهلاكه، نعم، فلما كان على الحق وأجزنا له أن يدخل في هذا الأمر الذي يُخشى أن يكون كاذبا فتنطبق عليه اللعنة، نعم، ربما يؤخذ لكنه مأخذ بعيد.
* طالب: نأخذ بالنسبة لأي واحد سمع بنسبة في العلم أن يبلغ أهله؟
* الشيخ: نعم؟ أيش؟ نأخذ من الآية.
* الطالب: يعني ندعو نساءنا.
* الشيخ: يقول: يؤخذ من الآية أنه ينبغي للإنسان أن يعلِّم أهله؛ أبناءه ونساءه؟
* الطلبة: ما يؤخذ.
* الشيخ: ما يؤخذ.
* طالب: الاستعانة.
* الشيخ: إي يعني نجيبهم نحن، نجيبهم عند الالتعان.
* طالب: شيخ، ما علل (...) ما عندهم علم؟
* الشيخ: إي يجون وهم ما عندهم علم.
* طالب: شيخ، صحيح ما قاله صاحب القاموس أن ابتهل يشمل اللعن والاجتهاد في الدعاء جميعًا؟
* الشيخ: لا، الصواب الثاني فقط.
* الطالب: يشمل الاجتهاد في الدعاء فقط.
* الشيخ: إي نعم.
* طالب: بين المسلمين المباهلة هل جائزة ولّا لا؟
* الشيخ: جائزة في الأمور المتيقنة، ولهذا دعا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إلى المباهلة في مسألة الفرائض المعروفة[[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٢٤٥٧) من حديث ابن عباس.]].
* طالب: إذا كان مثلا الملاعنين مثلا في أهل يعني صاحب الباطل من أهله من هم أصحاب حق.
* الشيخ: كيف؟
* طالب: من أهل صاحب الباطل الذين هم (...) أهل الخصم الذي على الباطل من أهله هم أصحاب حق يعني هم يتابعون هذا صاحب الحق لو باهلوا مثلا ونزلت اللعنة هل تعمهم؟
* الشيخ: (...) إذا كانوا على حق وقالوا: والله نحن ما نيجي نباهل لأن ذلك على حق، ما يجون.
* الطالب: يخشون من صاحبهم.
* الشيخ: لا، لا يخشوا، تقول: لا، ولهذا لما تشاور وفد نجران بعضهم مع بعض قالوا: ما يمكن، بعضهم همّ (...) الآخرين.
* طالب: في تعريف الكاذب لو أضفنا كلمة (حقيقةً)؟
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: لو أضفنا كلمة (حقيقة): (القائل بغير صدق حقيقة) فيخرج التورية؟
* الشيخ: لا ما حاجة؛ لأن التورية يطلق عليها كذب؛ كما في حديث أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَذَبَ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٣٣٥٨)، ومسلم (٢٣٧١ / ١٥٤) من حديث أبي هريرة.]].
* طالب: يجوز لعن الشخص بعينه ولّا ما يجوز لعنه؟
* الشيخ: يمكن يجوز إذا مات على الكفر، مع أنه قد يقال: إنه لا يجوز لأن الرسول ﷺ قال: «لا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ؛ فَإِنَّهُمْ أَفْضَوُا إِلَى مَا قَدَّمُوا»[[أخرجه البخاري (٣٣٥٨) من حديث عائشة.]]. والأحسن تركه.
* طالب: أحسن الله إليك، طيب إذا أنا عينت شخص كافر وقلت: عليه من الله ما يستحق؟
* الشيخ: اللهم اهده، أخصر وأنفع.
* الطالب: طيب مات؟
* الشيخ: مات يأخذ ما يستحق، لو ما دعوت.
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران ٦٢ - ٦٤]
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾.
قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ هذه الجملة كما ترون مؤكدة.
* طالب: الفوائد؟
* الشيخ: نعم؟
* الطلبة: الفوائد؟
* الشيخ: أيش الفوائد؟
* طالب: آية المباهلة، كنا سيبنا الفوائد.
* الشيخ: طيب آية المباهلة، اقرأهم علي.
* طالب: الأولى: إثبات أن ما جاء به النبي ﷺ حق، وجه ذلك أن الله أمره أن يلتعن مع هؤلاء.
الثانية: أنه لا تجوز المباهلة إلا بعلم يقيني، أما إذا كان الإنسان شاكا فلا يجوز له؛ لقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾.
الثالثة: جواز طلب المباهلة عند عناد الخصم، لقوله تعالى.
الرابعة: أن من آداب الالتعان إحضار النساء والأولاد؛ لأن ذلك أشد خوفا بالنسبة للمباهلة.
الخامسة: جواز الدعاء باللعنة على من خالف الحق، لكن بالوصف لا بالشخص؛ لأن الكاذبين وصف أما الشخص فلا يجوز الدعاء عليه باللعن ولو كان كافرا؛ لأن النبي ﷺ لم لعن أبا جهل وغيره من طغاة قريش نهاه الله عن ذلك[[أخرجه البخاري (٤٠٦٩) من حديث عبد الله بن عمر.]].
السادسة: جواز المباهلة، لكن اشترط العلماء لجواز المباهلة شرطين، الشرط الأول: العلم، والثاني: أن تكون في أمر هام، أما الأمور التي ليست بهامة فلا ينبغي للإنسان أن يعرض نفسه للخطر.
السابعة: هل يستفاد من الآية الكريمة جواز انغمار الشخص في العدو في باب المقاتلة؟ لأن هذا الإنسان الذي علم أن الحق معه وجاز أن يلتعن في أمر يكون سببا لهلاكه، فلما كان على حق وأجزنا له أن يدخل في هذا الأمر لأنه يُخشى أن يكون كاذبا فتنطبق عليه اللعنة. ربما يؤخذ لكن مأخذه بعيد.
{"ayah":"فَمَنۡ حَاۤجَّكَ فِیهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡا۟ نَدۡعُ أَبۡنَاۤءَنَا وَأَبۡنَاۤءَكُمۡ وَنِسَاۤءَنَا وَنِسَاۤءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَـٰذِبِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











