الباحث القرآني
طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤) إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [آل عمران ٣٣ - ٣٦].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.
أولًا: أظن أننا كملنا الفوائد السابقة لم يبق شيء.
قال الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا﴾ هذه الجملة كما نشاهد جملة مؤكدة بـ(إن)؛ لأن المقام يقتضي ذلك؛ إذ إن المقصود بيان أن الله تعالى يصطفي من الناس من شاء ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾ [الحج ٧٥] يعني: ومن الناس رسلًا، فيقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ﴾، وآدم هو أبو البشر، خلقه الله تعالى خلقًا مستقلًا، وليس متطورًا من جنس آخر أو من نوع آخر قبله، كما يقوله أهل الإلحاد، ومن ادعى ذلك فقد كفر بالله؛ لأن الله تعالى أخبر في كتابه في عدة مواضع أن الله خلق آدم من تراب ﴿مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ [الرحمن ١٤]، ﴿مِنْ طِينٍ﴾ [ص ٧١]، خلقه بيده ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، فمن زعم غير ذلك فهو كافر، مصدق لغير الله مكذب لله -والعياذ بالله- مع العلم بأنه لن يأتي أحد بكلام عن آدم وابتداء خلقه وكيفية خلقه غير مستند في ذلك إلى الوحي، فإن قوله غير مقبول، لماذا؟ لأنه لم يشاهده، قال الله تعالى: ﴿مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الكهف ٥١]، وقال الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾ [إبراهيم ٩]، فمن ادعى علم شيء ممن سبق فهو كاذب إلا ببرهان، وآدم -كما نعلم- بيننا وبينه أزمنة طويلة جدًّا، فلا يمكن أن نقبل قولًا فيه إلا عن طريق الوحي الصحيح.
وسمي آدم قيل: لأُدمته، يعني: لأن لونه ليس الأبيض الباهق ولا الأسود الحالك، لكنه بين ذلك، وخلقه الله عز وجل على صورته، أي: على صورة الله عز وجل تكريمًا له، ولا يلزم من كونه على صورة الله أن يكون مماثلًا له؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى ١١]، فعلينا أن نؤمن بالنصوص كلها، نؤمن بأنه خلقه على صورته ونؤمن بأنه ليس مثله،
فإن قلت: كيف يكون على صورته وليس مثله؟
فالجواب: يمكن هذا، يمكن هذا في المخلوق فما بالك بالخالق؟ لقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام «أَنَّ أَوْلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ »[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٣٢٤٦)، ومسلم (٢٨٣٤ / ١٤) من حديث أبي هريرة.]]، ومن المعلوم أنه لا يلزم التماثل، يعني: ليس صورتهم كصورة البدر تمامًا، بل من حيث الجملة والبهاء والنور، كالقمر ليلة البدر، ثم إن القرآن والسنة لا يكذب بعضهما بعضًا، وإذا كان الجمع ممكنًا بين المخلوقات بعضها مع بعض، أي: أن الشيء يكون على صورة الشيء بدون مماثلة، فإمكان ذلك بين الخالق والمخلوق من باب أولى؛ لأن الله ليس كمثله شيء، وقوله: وخلقه الله على صورته، وأسجد له ملائكته إكرامًا له، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [الحجر ٢٩]، فأمرهم أن يسجدوا، فأمر الملائكة أن تسجد له إكرامًا له.
وآدم عليه الصلاة والسلام أوحي إليه كما في القرآن الكريم، ولا شك أنه أوحي إليه أيضًا من الناحية العقلية؛ وذلك لأنه لا يستقل بعبادة الله، أي: لا يمكن أن يعرف كيف يعبد الله إلا بوحي من الله، وهو مخلوق للعبادة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات ٥٦]، فدل السمع والعقل على أنه موحى إليه.
ولكن هل كان رسولًا؟ لا، ليس برسول بدلالة الكتاب والسنة، أما في الكتاب ففي قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [النساء ١٦٣]، فجعل النبيين من بعد نوح، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ﴾ [الحديد ٢٦]، وفي الحديث الصحيح حديث الشفاعة الطويل: «أن الناس سيأتون إلى نوح ويقولون له: أنت أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض »[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٣٣٤٠)، ومسلم (١٩٤ / ٣٢٧) من حديث أبي هريرة.]]، وعليه فآدم نبي أوحي إليه بشرع وتعبد لله به، وبقي الناس على هذا الشرع؛ لأنهم قلة ولم يحصل منهم اختلاف، فلما اختلفوا ﴿بَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ [البقرة ٢١٣].
وقول: ﴿آدَمَ وَنُوحًا﴾ نوح ذكره الله عز وجل بعد ذكر آدم؛ لأنه الأب الثاني للبشرية، فإن نوحًا لما كذبه قومه إلا القليل أهلكهم الله تعالى بالغرق، فجعل الله ذريته هم الباقين كما في سورة الصافات: ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ [الصافات ٧٧]، فصار الأب الثاني للبشرية، وهو أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله، وما آمن معه إلا قليل، ألف سنة وما آمن معه إلا قليل، ونحن إذا دعونا عشرة أنفار وتلكؤوا قليلًا، ثم استجاب واحد من عشرة قلنا: ما قبلت دعوتنا واستحسرنا عن الدعوة إلى الله وآيسنا، وهذا رسول بقي ألف سنة إلا خمسين عامًا في قومه وما آمن معه إلا قليل، ومع ذلك قال الله تعالى في كتابه: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف ١١١].
﴿وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ ﴿آلَ إِبْرَاهِيمَ﴾ لا شك أنه يدخل فيهم إبراهيم بالأولى، لكن نص على آلهم لكثرة الرسل فيهم، ولا سيما أن فيهم أفضل الرسل محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، فإن محمدًا ﷺ من آل إبراهيم.
﴿وَآلَ عِمْرَانَ﴾ آل عمران اختلفوا في المراد بهم، فقيل: آل عمران أبي موسى؛ لأن موسى أفضل أنبياء بني إسرائيل، وقيل: آل عمران أبي مريم ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ﴾ [التحريم ١٢]، فذكر آل عمران؛ لأن فيهم آخر الرسل قبل محمد ﷺ وهو عيسى ابن مريم الذي ينتمي إليه النصارى، وخصها بذلك -خص آل عمران بذلك- لأن المقام يقتضيه أيضًا، فإن هذه السورة نزل أولها في وفد نجران وهم من النصارى، وسواء كان هذا أم ذاك، فإنه يدل على أن الله اصطفى هذه القبيلة -قبيلة إبراهيم- فهو مصطفى من مصطفى، ﴿اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا﴾ هذا الاصطفاء الأول، ﴿وَنُوحًا﴾ هذا الاصطفاء الثاني، ﴿وَآلَ إِبْرَاهِيمَ﴾ الثالث، ﴿وَآلَ عِمْرَانَ﴾ الرابع، فكان هؤلاء السادة من البشر هم الذين اصطفاهم.
ومعنى الاصطفاء: أن الله اختارهم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلًا، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء ٧٠]، ما هو على كل من خلقنا، ﴿عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾. قلت: الاصطفاء بمعنى الاختيار؛ لأن أصله مأخوذ من الصفوة، وصفوة الشيء: خياره، و﴿اصْطَفَى﴾ أي: أخذ صفوته.
وقوله: ﴿عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ أي عالمين؟ هل هم كل العالم؟ أو على العالمين من جنس الحيوان؟ الأول هو الأصل: أن المراد بالعالمين من سوى الله؛ لقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة ٢]، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد ما ينبني على هذا الخلاف.
وقوله: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ ﴿ذُرِّيَّةً﴾ بالنصب بدل من ﴿آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ﴾، ﴿ذُرِّيَّةً﴾ يعني: هؤلاء الأربعة الأصناف ذرية بعضها من بعض، وذرية مأخوذة من (ذرأ) بمعنى خلق، في قوله تعالى: ﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾ [الشورى ١١] أي: يخلقكم، وقيل: من (وذر) بمعنى ترك، فعلى الأول: تكون الذرية شاملة للأصول والفروع؛ لأن الأصول مخلوقون والفروع كذلك مخلوقون، أما إذا جعلناها من (وذر) بمعنى ترك فهي للفروع فقط، وهذا هو المعروف عند عامة الناس: أن الذرية هم الفروع، يعني: من نشؤوا عن الإنسان وتركهم بعده، هل في القرآن ما يدل على أن الذرية تطلق على الأصول؟ أيش؟
* طالب: ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [الطور ٢١].
* الشيخ: لا.
* طالب: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ﴾ [الطور ٢١].
* الشيخ: لا.
* طالب: ذرية آدم ومن حملنا..
* الشيخ: لا، ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء ٣].
* طالب: في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾.
* الشيخ: نعم هذه، ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ﴾ [يس ٤١، ٤٢]، فإن الذين حملوا في الذرية هم الذين آمنوا مع نوح وهم سابقون.
وقوله: ﴿بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ في جنس الخلقة؟ أو ﴿بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ في العمل والآداب والأخلاق؟
* طالب: تشمل.
* الشيخ: الظاهر الشمول، يعني أن الآدميين كلهم من جنس واحد، ما فيه آدمي كان بالأول قرد، كما يقوله إخوان القردة، ومن أقروا على أنفسهم بأنهم قردة، الآدمي أصله آدمي، خلق الله أباه بيده ابتداءً، لكن هؤلاء أبوا إلا أن يجعلوا أنفسهم من القرود، فـ﴿بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ في الخلقة، من آدم إلى يومنا هذا لم تتغير الخلقة إلا في قوة الجسم وضخامة الجسم؛ «لأن آدم خلق طوله في السماء ستون ذراعًا وعرضه أيضًا على ما في حديث كثيرة سبعة أذرع »[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٣٣٢٦)، ومسلم (٢٨٤١ / ٢٨)، وأحمد في المسند (٧٩٣٣) من حديث أبي هريرة.]]، وهذا الخلق نقص نقص حتى وصل إلى هذه الأمة وانتهى؛ لأن هذه الأمة هي آخر الأمم.
ولا يرد على ذلك أنه في بعض المناطق يكون الجنس البشري ضخمًا وفي بعض المناطق يكون دون ذلك؛ لأن هذا من تغير المناخ والوراثة، لكن الأصل أننا نعتبر في آخر مرحلة لبني آدم؛ لأننا نحن آخر الأمم.
كذلك ﴿بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ في الآداب، والأخلاق، والديانات إلا من كان منهم ظالمًا خارجًا عن هذا الأصل، فإنه يكون خارجًا بما خرج به.
﴿بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ختمها بالسمع والعلم إشارة إلى أن كل ما يقوله هؤلاء المصطفون أو يفعلونه، فإنه معلوم عند الله، فهو يسمع ما يقولون ويعلم ما يفعلون، بل ويعلم ما لا يفعلون مما يكون في قلوبهم، بل يعلم ما سيفعلونه وإن لم يكن في قلوبهم؛ لأن الله تعالى يعلم ما كان، وما يكون لو كان كيف يكون.
* في هاتين الآيتين فوائد:
* في الأولى: بيان أن الله اصطفى هؤلاء، هؤلاء المخلوقات على بقية المخلوقات.
* ومن فوائدها أيضًا: أن لله أن يختار من خلقه ما شاء، كما قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص ٦٨].
* ومن فوائدها: أن التفاضل كما يكون في الأعمال يكون في الأعيان، كما يكون في الأعمال والأوصاف يكون كذلك في الأشخاص؛ ولهذا نقول: إن جنس العرب أفضل من غيره من الأجناس، لكن هذا الجنس الفاضل إذا اجتمع معه التقوى صار له الفضل المطلق، وإن تخلفت التقوى صار معدنه طيبًا وعمله خبيثًا فيزداد خبثًا لكون منشأه أو أصله طيبًا ثم ارتد بنفسه إلى الخبث؛ لأن من كان منشؤه طيبًا ثم نزل بنفسه إلى المستوى الأدنى صار أكثر لومًا ممن لم يكن كذلك، أليس هكذا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: ولذلك لو زنت الحرة لجلدت مئة جلدة إن كانت غير محصنة، ورجمت إن كانت محصنة، ولو زنت الأمة لم ترجم ولو كانت متزوجة ولم تجلد مئة جلدة، تجلد خمسين؛ لأن هناك فرقًا بين إنسان أصله كريم وشريف ثم يضع نفسه موضع الوضيع، وبين شخص كان في الأصل على خلاف ذلك، ويدل لهذا -أي لأن الناس يختلفون في أجناسهم- يدل لهذا أن الله قال في كتابه: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام ١٢٤]، وقد جعلها الله تعالى في العرب في محمد ﷺ، فإذا كان محمد أطيب الخلق وأشرفهم لزم أن يكون جنس العرب أيش؟ أطيب الأجناس وأفضلها وأشرفها، وهو كذلك، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة السلام أنه قال: «خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا» »[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٣٣٧٤)، ومسلم (٢٣٧٨ / ١٦٨) من حديث أبي هريرة.]].
فإن قال قائل: ما الجواب عن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات ١٣]؟
فالجواب: أن نقول: إن الجواب عن هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى أراد أن يمحو ما كان أهل الجاهلية يعتادونه من الفخر بالأحساب حيث يقول: أنا من القبيلة الفلانية، أنا من قبيلة الفلانية، فبين الله أن هذه الشعوب والقبائل جعلها الله من أجل التعارف لا التفاخر، وأن فخركم لا يقربكم إلى الله، الذي يقربكم إلى الله هو التقوى ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، وهذا لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من غيرهم، كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، وأدلته ما سمعتم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: ما ذكره بعض أهل العلم من أن الصالحين من البشر أفضل من الملائكة، قال: لقوله: ﴿عَلَى الْعَالَمِينَ﴾، والملائكة عالم، فيكون المصطفون من هؤلاء أفضل من أيش؟
* الطلبة: الملائكة.
* الشيخ: من الملائكة.
واستدلوا بأدلة أخرى كأمر الله للملائكة بالسجود لآدم وغير ذلك، وعندي: أن البحث في هذه المسألة من فضول العلم؛ لأنه أي فائدة لنا إذا قلنا: إن فلانًا أفضل من جبريل أو جبريل أفضل من فلان؟ أو إن الصالحين من بني آدم أفضل من الملائكة أو الملائكة أفضل من الصالحين، نحن نعلم أن الملائكة مقربون عند الله ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء ٢٠]، وأنهم كرام ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ﴾ [الانفطار ١٠، ١١]، ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس ١١ - ١٦]، أما أنه أفضل من بني آدم من الصالحين من بني آدم أو الصالحون من بني آدم أفضل منهم، فهذا شيء لم نكلف به؛ ولذلك ما جاءت السنة بالتمييز بين هؤلاء وهؤلاء أو بالتفضيل، أعطت لهؤلاء فضلهم ولهؤلاء فضلهم، ولو كان هذا من الأمور التي لا بد من اعتقادها ولا يتم الإيمان إلا بها لكان الله ورسوله يبينه، ولكن إذا ابتلينا بمن يقول: بَيِّنْ أيهما أفضل؟ فنقول: العلماء في ذلك اختلفوا، وجمع شيخ الإسلام رحمه الله بين هذين القولين، فقال: إن الملائكة أفضل باعتبار البداية، وصالح البشر أفضل باعتبار النهاية، كيف هذا؟ قال: نعم؛ لأن النور أفضل من الطين، والملائكة خلقوا من النور من مادة مشعة مضيئة محبوبة بخلاف الطين، وأما في النهاية فإن الجنة تكون للصالحين من بني آدم ومن الجن على القول الراجح، وقد ذكر الله عز وجل أن الملائكة يدخلون على أهل الجنة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم يهنئونهم ويبشرونهم.
ومع ذلك فإني أرى أن الإمساك عن هذا أولى، وأن نعرف فضل الملائكة، ونعرف فضل الرسل الذين اصطفاهم الله من بني آدم، وأما أيهم أفضل، فهذا أمر لم نكلف به.
* طالب: (...) أن سبحانه الله وتعالى خلق الملائكة بلا شهوة، نور، عقل بلا شهوة، وخلق أيضًا شهوة بلا عقل، وخلق الإنسان من شهوة وعقل، إن غلب عقله على شهوته فهو أفضل من الملائكة، وإن غلبت شهوته على عقله فهو أفضل منهم، هل هذا له أصل؟
* الشيخ: أبدًا، ما له أصل.
* الطالب: (...).
* الشيخ: إي نعم، صحيح بعض الناس يقول هكذا، ولكن نقول: من قال لك: إن الملائكة لا شهوة لهم؟ إن أردت بالشهوة يعني النكاح فهذا لا يكون للملائكة؛ لأن الملائكة صمد ولا يتزوجون ولا يأكلون ولا يشربون، وإن أردت بالشهوة ما الإرادة فلهم إرادة بلا شك، هم يريدون الخير ويسبحون الله ويمتثلون أمره.
* طالب: هل هذا حديث؟
* الشيخ: لا أبدًا، هذا تصنيف من بعض الناس، جاز له هذا التقسيم إي نعم، أما الحيوان أيضًا، هو ما له عقل -الحيوان-؟
* طالب: لها عقل.
* الشيخ: لها عقل بحسبها، تعرف اللي يضرها واللي ينفعها، تتقي من الشمس ومن البرد، تطلب الماء، تطلب الأكل، تحن على ولدها، لها عقل لكن بحسبها، لو كان لها عقل كعقل بني آدم كان إذا جاء يركبها تقول: روح وراك، صحيح، لكن الله ما جعل علقها كعقل البني آدم، جعل عقلها يناسبها.
* طالب: شيخ بالنسبة لقول (...) وارد على هذا يا شيخ أن العالمين اللي ورد ذكر لهم من بني البشر؛ لقوله تعالى: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء ١٦٥] أنهم ما كانوا يأتون البنات (...)؟
* الشيخ: إيه، هذا سيأتينا ما وصلنا له.
* طالب: العلاقة يا شيخ بين هذه الآية والآية التي قبلها؟
* الشيخ: ابتداء كلام، (...) بابتداء الكلام، ما نعرف العلاقة بين كل آية وأخرى.
* طالب: جزاك الله خير يا شيخ، بالنسبة لنظرية التطور في باقي الحيوانات هل هي صحيحة؟
* الشيخ: لا.
* الطالب: الدليل؟
* الشيخ: الدليل الواقع، ما عندنا غير الواقع، نحن نشوف هذه دجاجة وهذه بعير، وهذه بقرة وهذا حمار.
* الطالب: نظرية التطور يعني خاطئة؟
* الشيخ: خاطئة نعم، من قالها؟ وأيش أصل الدجاجة؟
* الطالب: طير.
* الشيخ: طير صغير، ثم كبر يمكن بعد عشر سنين تصير نعامة.
* طالب: من هم الآل يا شيخ؟
* الشيخ: الآل هم من ينتمي إلى الشخص، وقد يطلق (الآل) على الأتباع، الأتباع مثل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، أي: أتباعه، على القول الراجح.
* طالب: شيخ، نحن أبونا آدم عليه السلام من أبو الجن؟
* الشيخ: أبو الجن الشيطان، أبو الجن هو الشيطان، قال الله تعالى: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ [الكهف ٥٠].
* طالب: يحكى أن الشيطان أخذه الملائكة من الأرض ورفعوه معهم إلى السماء صغير؟
* الشيخ: لا لا، هذه إسرائيلية، أصلًا الشيطان خلق من النار، والملائكة خلقوا من النور، خلقه من النار الله على كل شيء قدير مثل ما خلق البشر من الطين خلق الشيطان من النار.
* طالب: الجن فيه منهم مسلمين، كيف يكونوا أبناء لإبليس للشيطان؟
* الشيخ: أليس من بني آدم من هو من أولاد شياطين الإنس؟ ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ﴾ [الأنعام ١١٢]، الإنس فيهم شياطين وإن كان أصلهم من التراب، على كل شيء قدير.
* طالب: ما ذكر من نسل النبي ﷺ إلى آدم هل هذا صحيح؟
* الشيخ: المؤرخون يذكرون هذا، «لكن روي عن ابن عباس -رضي الله عنه وعن أبيه- أنه إذا وصل إلى عدنان قال: كذب النسابون »[[الدر المنثور للسيوطي (٦ / ٢٥٩).]]، يعني أننا لا نعرف إلا إلى عدنان، وما عدا ذلك فالله أعلم به.
* طالب: شيخ، أقوى القولين في آل عمران هل هو أبو موسى أو أبو مريم؟
* الشيخ: والله كل له وجه، كل قول له وجه، كما ذكرناه.
* طالب: شيخ، الأنعام هذه أليست منزلة من السماء؟
* الشيخ: الأنعام؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: ما في القرآن أنها نزلت من السماء ﴿أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ [الزمر ٦] بس.
* الطالب: تدل على أنها..
* الشيخ: ما ندري، ما قيده الله، قال الله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا﴾ [الأعراف ٢٦] من أين اللباس؟ من الأشجار، مصنوع من الأشجار من الأرض.
* * *
* طالب: ﴿قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران ٣٥ - ٣٧].
* الشيخ: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ في هذه الآية: بيان أن البشر جنس واحد بعضهم من بعض؛ لقوله: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾.
* ومن فوائدها: الرد على من زعم أن البشر متطور..
على من زعم أن البشر متطور من جنس لآخر؛ من القردة إلى الآدميين للبشر، وجدير بأن نسمي هذا القائل قردًا؛ لأنه رضي لنفسه أن يكون أصله القرد، أما نحن فنقول: إن أصلنا آدم عليه الصلاة والسلام الذي خلقه الله بيده من تراب، وأنه جنس مستقل بنفسه لا متطور.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما: ﴿السَّمِيعُ﴾ و﴿الْعَلِيمُ﴾، فـ﴿السَّمِيعُ﴾ يتعلق بالأصوات، و﴿الْعَلِيمُ﴾ يتعلق بكل شيء، بالأصوات، والأحوال، والأعيان، بكل شيء، وقد مر علينا أن أسماء الله سبحانه وتعالى تتضمن، أو يتضمن الإيمان بها ثلاثة أشياء إن كانت متعدية، وشيئين إن كانت لازمة، إن كانت متعدية يتضمن الإيمان بها ثلاثة أشياء، أولًا إثباتها اسمًا من أسماء الله، يعني أن تثبتها على أنها اسم من أسماء الله، لا تنكرها.
الثاني: إثبات ما تضمنته من صفة أو استلزمته، ما تضمنته أو استلزمته. والثالث: إثبات الحكم الناتج عن هذه الصفة، كم هذه؟ ما هي؟
* طالب: إثبات اسم الله جل وعلا.
* الشيخ: إثبات هذا الاسم على أنه اسم من أسماء الله.
* الطالب: نعم، وإثبات الحكم.
* الشيخ: لا.
* طالب: إثبات الصفة إلا إن كانت المستلزمة أو.
* الشيخ: إثبات ما تضمنه أو استلزمه من الصفة.
* الطالب: إثبات الحكم إن كانت متعدية.
* الشيخ: إثبات الحكم إن كانت متعدية. نقول: ما تضمنه أو استلزمه، هل هناك فرق بين التضمن والاستلزام؟
نعم، التضمن جزء مما دل عليه الاسم بلفظه، هذا التضمن، جزء مما دل عليه بلفظه، فمثلًا اسم الخالق يتضمن الدلالة على ذات الله عز وجل، والدلالة على صفة الخلق، هذا تضمن، ويتضمن العلم والقدرة على وجه الالتزام؛ لأنه لا خلق إلا بعلم وقدرة، فالمهم أنه لا يتم لك الاسم إلا بإثبات هذه الأشياء الثلاثة، أولًا: إثباته اسمًا من أسماء الله، والثاني: إثبات ما تضمنه أو استلزمه من صفة، والثالث: الحكم المترتب، فمثلًا الاسم (الخالق)، والصفة المتضمَّنة (الخَلْق)، والمستلزمة (العلم والقدرة)، والأثر أو الحكم أنه يخلق، فهو خالق بخلق.
الرحمن اسم، تضمنه للرحمة صفة، يرحم حكم أو أثر، أما إذا كان لازمًا فإنه لا يتم الإيمان به إلا بإثباته اسمًا من أسماء الله، وإثبات ما تضمنه من صفة، فالحي مثلًا لا يتعدى لغير الله، نثبته اسمًا من أسماء الله، ونثبت ما تضمنه من الصفة وهي الحياة، هذه هي القاعدة في إثبات أسماء الله وصفاته، إذا طبقنا هذه القاعدة على الاسمين الموجودين معنا، فالسميع يتضمن الإيمان به على أنه اسم من أسماء الله، والإيمان بالصفة التي تدل عليها وهي السمع، والأثر أو الحكم أنه يسمع، وكذلك نقول في عليم.
{"ayahs_start":33,"ayahs":["۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰۤ ءَادَمَ وَنُوحࣰا وَءَالَ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَءَالَ عِمۡرَ ٰنَ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ","ذُرِّیَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضࣲۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ"],"ayah":"۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰۤ ءَادَمَ وَنُوحࣰا وَءَالَ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَءَالَ عِمۡرَ ٰنَ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق