الباحث القرآني
ثم قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ إلى آخره، ﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ (كل) من صيغ العموم، والنفس قد يراد بها الروح، وقد يراد بها البدن بالروح، وكلاهما صحيح، فالموت يذوقه البدن وتذوقه الروح.
وقوله: ﴿ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ أي: ذائقة طعمه، أي لا بد أن تموت، ولكن الله عبر بالذوق لأنه أبلغ في الحصول؛ لأن الذوق يحصل به حق اليقين، وقد قسم العلماء اليقين إلى ثلاث درجات: علم، وعين، وحق؛ فالعلم بالخبر، والعين بالمشاهدة، والحق بالذوق، فإذا قال لك قائل: هذه تفاحة، وقد أخفاها في كيس والقائل صدوق، فبماذا تسمي هذا؟ تسميه بعلم اليقين، فإذا كشفها فهو عين اليقين، فإذا أكلها المخبَر فهو حق اليقين، ولهذا عبّر عز وجل بالذائقة؛ لأن الموت حق لا بد لكل حي من موت إلا الحي القيوم عز وجل.
وقوله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ هل المراد: من بني آدم ومن الجن ممن على الأرض، بحيث نقول: إن الملائكة لا يموتون؟ الجواب: لا، كل أحد يموت، ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الزمر ٦٨]، ذكر العلماء أنه يستثنى من هذا ممن لا يموت وممن خُلِقوا للبقاء، يستثنى الوِلدان الذين في الجنة، والحور اللاتي في الجنة، فإنهم خُلِقوا للبقاء فلا يموتون، أما الملائكة وجميع الخلق فإنهم يموتون.
وقوله: ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ هذه حصر، يعني: لا توفون أجوركم إلا يوم القيامة، والمراد بالتوفية هنا توفية الكمال، وإلا فإن الإنسان قد يوفى أجره في الدنيا ويُدَّخر له أيضًا زيادة على ذلك، والكافر أيضًا ربما يوفى أجره في الدنيا، أي: ما عمل من خير فإنه يُطعم به في الدنيا، لكن في الآخرة ليس له خلاق.
وقوله: ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ بعد قوله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ قد يُشعر بأن المراد بيوم القيامة هنا ما هو أعم من القيامة الكبرى، فيشمل القيامة الصغرى التي تكون لكل موجود من ذوات النفوس.
قال: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾، (زحزح) أي: دُفِع ببطء، وذلك لأن النار -أعاذني الله وإياكم منها- محفوفة بالشهوات، والشهوات تميل إليها النفوس، فلا يكاد الإنسان ينصرف عن هذه الشهوات إلا بزحزحة؛ لأنه مقبل عليها بقوة، ولهذا قال: ﴿زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ﴾، أي: دُفِع عنها بمشقة وشدة، ﴿وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾؛ لأنه نجا من المرهوب وحصل على المطلوب.
﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾، (ما) هذه نافية ولم تعمل عمل (ليس)؛ لأن النفي انتقض، وإذا انتقض النفي بطل عمله، كما قال ابن مالك:
؎........................ ∗∗∗ مَعَ بَقَا النَّفْيِ ...........
فإن كان إن انتقض فهي مهملة.
وقوله: ﴿الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ وصفها بالدنيا لوجهين؛ الوجه الأول: لدنوها زمنًا، والوجه الثاني: لدنوها قدرًا، أما دنوها زمنًا فظاهر؛ لأنها قبل الآخرة، وأما دنوها قدرًا فقد قال النبي ﷺ:« «لَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»[[البخاري (٢٧٩٣)، وأحمد (٢٨٦٢) واللفظ له من حديث أبي هريرة.]] موضع السوط، السوط يمكن لنقل: إنه متر، خير من الدنيا وما فيها، من الدنيا ليست دنياك التي أنت فيها، وليست دنياك الخاصة بك أنت، بل الدنيا من أولها إلى آخرها، إذن الحياة هذه بالنسبة للآخرة دنيئة ودانية من الدنوّ وهو الانحطاط.
وقوله: ﴿إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ أي: إلا متعة تغرّ صاحبها وتخدعه، وكم من أناس زُيِّنَت لهم الدنيا فانخدعوا بها، وكان مآلهم إلى السحيق -والعياذ بالله- لأنهم اغتروا بها.
* في هذه الآية الكريمة عدة فوائد:
أولًا: أن الموت حق لا بد منه؛ لقوله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾.
* ومن الفوائد: حثّ الإنسان على المبادرة في العمل الصالح؛ لأنه إذا كان ميتًا ولا محالة وهو لا يدري متى يموت فإن العقل كالشرع يقتضي أن يبادر ولا سيما في قضاء الواجبات والتخلي عن المظالم، لا تهمل لا تؤخّر؛ فإن التأخير له آفات، كثيرًا ما يقول الإنسان: أنا سأفعل هذا غدًا، ولكن يتهاون، ثم يأتي غد وما بعده ويضيع عليه الوقت.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن كمال الأجر إنما يكون يوم القيامة؛ لقوله: ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ﴾، والتوفية تقتضي أن هناك شيئًا سابقًا يزاد، وهو كذلك، فإن الإنسان قد يُثاب في الدنيا على عمله، ولا سيما الإحسان إلى الخلق وقضاء حوائجهم؛ لأنه ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»[[أخرجه مسلم (٢٦٩٩ / ٣٨) من حديث أبي هريرة. ]] وقال: «مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٤٤٢)، ومسلم (٢٥٨٠ / ٥٨) من حديث عبد الله بن عمر.]]
* ومن فوائد هذه الآية: إثبات يوم القيامة؛ لقوله: ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ وسُمي يوم القيامة لماذا؟
* طالب: لأن الناس (...) فيه.
* الشيخ: لأنه يقوم فيه الناس لرب العالمين، هذا واحد.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا.
* الطالب: كلهم داخل فيه.
* الشيخ: داخل فيه.
* طالب: ويقوم الأشهاد.
* الشيخ: ويقوم الأشهاد.
* طالب: ويقوم ميزان.
* الشيخ: ويقام فيه القسط، وأدلة هذا معروفة، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين ٦]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر ٥١]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [الأنبياء ٤٧].
* ومن فوائد هذه الآية: أنه لا يكمل الفوز إلا بأمرين: أن يزحزح الإنسان عن النار وأن يُدخَل الجنة، ومعلوم أن من زُحزح عن النار فلا بد أن يدخل الجنة؛ لأنه ليس في الآخرة إلا داران فقط إما النار وإما الجنة، وقد بيّن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ما يحصل به هذا الثواب العظيم؛ الزحزحة عن النار وإدخال الجنة، فقال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»[[أخرجه مسلم (١٨٤٤ / ٤٦) من حديث عبد الله بن عمروبن العاص.]] فذكر حق الله وحق العباد، فمن وجد من نفسه هذين الوصفين: الإيمان بالله واليوم الآخر، وأنه يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه، فليبشر بهذا.
* ومن فوائد هذه الآية: أنها تدل على أن الله لا يُرى في الجنة، صح؟!
* طلبة: ما فيها، ما فيها.
* الشيخ: ما فيها لا نفي ولا إثبات، ولكن الزمخشري في تفسيره قال: أيّ فوز أعظم من أن يزحزح الإنسان عن النار ويُدخَل الجنة، أي فوز أعظم! يريد بذلك نفي الرؤية، فنقول له: إذا دخل الإنسان الجنة فإنه سيرى ربه، ويكون رؤيته لله عز وجل أعظم النعيم، فليس في الآية ما يدل على نفي الرؤية إطلاقًا، وإذا لم يكن فيها دليل على نفي الرؤية فإن هناك نصوصًا من القرآن والسنة تدل على ثبوت الرؤية، والمؤمن هو الذي لا يتتبع المتشابه من القرآن، يتتبع المحكم ويحمل عليه المتشابه.
* ومن فوائد هذه الآية: التزهيد في الدنيا؛ لقوله:﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
* ومن فوائدها: أنه يجب على الإنسان الحذر من مغبة الدنيا وغرورها، ولهذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «وَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَإِنَّمَا أَخْشَى أَنْ تُفْتَحَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ فَتَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسَهَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١ / ٦) من حديث عمرو بن عوف.]] وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا هو الخوف، وانظر الآن لما فتحت الدنيا على الناس ماذا حصل؟ حصل الهلاك، حتى الذين لم تفتح عليهم إذا سمعوا مَن فتحت عليهم هلكوا.
ومعلوم أن من زحزح عن النار فلا بد أن يدخل الجنة؛ لأنه ليس في الآخرة إلا داران فقط؛ إما النار وإما الجنة، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ما يحصل به هذا الثواب العظيم: الزحزحة عن النار وإدخال الجنة، فقال «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ» »[[أخرجه مسلم (١٨٤٤ / ٤٦) من حديث عبد الله بن عمرو.]].
فذكر حق الله وحق العباد، فمن وجد بالنفس هذين الوصفين: الإيمان بالله واليوم الآخر، وأنه يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه؛ فليبشر بهذا.
* ومن فوائد هذه الآية: أنها تدل على أن الله لا يُرى في الجنة، صح؟ ما فيها لا نفي ولا إثبات، ولكن الزمخشري في تفسيره قال: أيّ فوز أعظم من أن يُزحزح الإنسان عن النار ويدخل الجنة، أي فوز أعظم. يريد بذلك نفي الرؤية.
فنقول له: إذا دخل الإنسان الجنة فإنه سيرى ربه، ويكون رؤيته لله عز وجل أعظم النعيم، فليس في الآية ما يدل على نفي الرؤية إطلاقًا، وإذا لم يكن فيها دليل على نفي الرؤية فإن هناك نصوصًا من القرآن والسنة تدل على ثبوت الرؤية، والمؤمن هو الذي لا يتتبع المتشابه من القرآن، يتتبع المحكم ويحمل عليه المتشابه.
* ومن فوائد الآية: التزهيد في الدنيا؛ لقوله: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران ١٨٥].
* ومن فوائدها: أنه يجب على الإنسان الحذر من مغبة الدنيا وغرورها، ولهذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «وَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَإِنَّمَا أَخْشَى أَنْ تُفْتَحَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ فَتَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُهَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (٦٤٢٥) ومسلم (٢٩٦١ / ٦) من حديث عمرو بن عوف.]]، وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا هو الخوف، وانظر الآن لما فتحت الدنيا على الناس ماذا حصل؟ حصل الهلاك، حتى الذين لم تفتح عليهم إذا سمعوا مَن فُتحت عليهم هلكوا. الآن نسمع في بعض بلاد الأرض أن هناك قتالًا، قتالًا على الخبز، الطعام، مع أنهم فقراء، لكنهم يتقاتلون عليه؛ لأنهم يسمعون أن هناك من يشبع من الخبز، لا في بلادهم، بل في بلاد غيرهم، فإذا انصرف الإنسان إلى الدنيا -نسأل الله السلامة- وصارت همه فإنها ستغره وتخدعه: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
وأظن أن للحريري في مقاماته قصيدة عظيمة في التحذير من الدنيا ومغبتها، وهي قصيدة عظيمة من جهة، ومن جهة أخرى أنها تصلح على بحرين؛ على الطويل وعلى بحر ثانٍ دونه، أنا ما أعرف البحور لكن فيها البحر الطويل وفيها بحر دون هذا، يعني تقرؤها على الوجهين، نعم، وهذا من قدرته رحمه الله على الكلام، كتابه هذا اسمه مقامات الحريري، مشهور.
أذكر بيتين في مدح الـ:
؎أُقْسِمُ بِاللهِ وَآيَاتِــــــــــــــــــــــهِ ∗∗∗ وَمَشْعَرِ الْحَجِّ وَمِيقَاتِهِ؎أَنَّ الْحَرِيرِيَّ حَرِيٌّ بِأَنْ ∗∗∗ نَكْتُبَ بِالتِّبْرِ مَقَامَاتِهِ
(بالتبر) أيش التبر؟ التبر يعني الذهب، لكن هذان البيتان هل هما سليمان؟ (أقسم بالله وآياته ومشعر الحج وميقاته)، الثاني هذا شرك، قسم بغير الله، لكن لعله من الذين يقولون: (والنبي ما أحلف بالنبي)!
* طالب: حديث النبي ﷺ: «أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٤٩٨١) ومسلم (١٥٢ / ٢٣٩) من حديث أبي هريرة.]]، معنى العبارة هذه؟
* الشيخ: معناها: لما كان وحيًا وسيبقى سيدرك هذه الآية جميع الناس إلى يوم القيامة، فيكون أكثرهم تابعًا، لكن مثل آيات الأنبياء الحسية انتهت بموتهم.
* طالب: الضابط في تسلي المصاب بغيره؛ لأنه قد يتوهم أن هذا خلاف النصوص التي تدل على أن المؤمنين كالجسد الواحد يصيبهم ما يصيب غيرهم؟
* الشيخ: هو معلوم أنه إذا أصيب أحد من المسلمين بمصيبة فإن المؤمن سوف يكون مصابًا بها، لكن أحيانًا يصاب المؤمن بمصيبة مثلها فيتسلى بما أصابه، يعني بمعنى يتسلى يعني يهون عليه ما أصابه.
* طالب: ما المحكم والمتشابه؟
* الشيخ: المحكم والمتشابه في سورة آل عمران قصدك؟ المحكم ما اتضح معناه، والمتشابه ما اشتبه معناه.
* طالب: مثل أيش يعني المحكم والمتشابه؟
* الشيخ: المحكم: الآيات الواضحة، مثلًا: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة ١٨٥] هذا محكم، لأيش؟ لأنه واضح، كل أحد يعرف شهر رمضان، وكل أحد يعرف القرآن. فيه آيات متشابهة، مثلًا: ﴿فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا﴾ [المائدة ٩٥] عدل أيش؟ عدل نفس الصيد أو عدل الجزاء؟ يختلف فيه العلماء. الغالب أن كل مسائل الخلاف في القرآن تكون من المتشابه.
* طالب: طيب (...) يا شيخ يقول: إن الصفات من المتشابه؟
* الشيخ: الذين يقولون: إن الصفات من المتشابه نقول لهم: إن أردتم أنها من المتشابه معنًى فهذا خطأ؛ لأن معناها ظاهر، وإن أردتم أنها من المتشابه حقيقةً، وأن حقيقتها لا تعلم، فهذا حق، فإطلاق أنها من المتشابه خطأ، ونفي أن تكون من المتشابه خطأ أيضًا.
* طالب: التفسير الذي أتى في قوله تعالى ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران ١٨٥]، يعني أنهم قالوا: إنها الخرق التي يُمسح بها الحيض.
* الشيخ: اللي هي الغرور؟
* الطالب: إي.
* الشيخ: لا، ما هو بصحيح.
* الطالب: متاع الغرور.
* الشيخ: إي ما هو بصحيح.
* طالب: شيخ، معنى الحديث: «مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ صَاحِبِهِ كَانَ..»؟»
* الشيخ: «مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٤٤٢) ومسلم (٢٥٨٠ / ٥٨) من حديث عبد الله بن عمر.]]، يعني أنك إذا اهتممت بحاجات إخوانك وأعنتهم على ذلك فإن الله يعينك على حاجاتك.
* طالب: شيخ، معنى قول النبي ﷺ: «وَلْيَأْتِ النَّاسَ بِمَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»[[أخرجه مسلم (١٨٤٤ / ٤٦) من حديث عبد الله بن عمرو.]].
* الشيخ: معناه أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به من الصدق والنصح والإخلاص والمعونة وغير ذلك.
* * *
ما المراد بالبينات؟
* طالب: الآيات.
* الشيخ: الآيات البينة التي تشهد لهم بالصدق.
هل تعرف حديثًا يدل على سبب أو يدل على أن الإنسان إذا عمل به زحزح عن النار وأدخل الجنة؟
* طالب: نسيت.
* الشيخ: هو لا ينبغي أن ينسى لا حفظًا ولا عملًا؛ لأنه مهم.
* طالب: قال ﷺ: «مَنْ أَحَب أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ النَّاسَ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»[[أخرجه مسلم (١٨٤٤ / ٤٦) من حديث عبد الله بن عمرو.]].
* الشيخ: أحسنت، تمام، هذا مهم جدًّا.
يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ﴾ [آل عمران ١٧٥] هل الخوف من غير الله ينافي الإيمان؟
* طالب: الخوف ينقسم إلى أقسام؛ الخوف الطبيعي..
* الشيخ: الخوف الطبيعي هل ينافي الإيمان أو لا؟
* الطالب: لا.
* الشيخ: ما الدليل؟
* طالب: كون النبي ﷺ أكثر الناس إيمانًا ومع ذلك خاف عليه الصلاة والسلام حينما أراد أن يخرج من مكة فخرج متلثمًا حتى لا يؤذيه المشركون.
* الشيخ: مختفيًا.
* طالب: قوله تعالى: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ [طه ٦٧].
* الشيخ: نعم.
* طالب: قوله تعالى..
* الشيخ: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [القصص ٢١].
قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ﴾ [آل عمران ١٧٦] فيها قراءتان: ﴿يُحْزِنْكَ﴾ ولّا ﴿يَحْزُنْكَ﴾؟
* طالب: ﴿يَحْزُنْكَ﴾.
* الشيخ: إي، والقراءة الثانية؟
* الطالب: ﴿يَحْزُنْكَ﴾.
* الشيخ: ﴿يَحْزُنْكَ﴾ نفس القراءة.
* طالب: بضمتين.
* الشيخ: (يَحْزُنُكَ) لا، مجزومة لأن (لا) ناهية.
* طالب: ﴿وَلَا يُحْزِنْكَ﴾ .
* الشيخ: ﴿يُحْزِنْكَ﴾ من الرباعي؟
اقرأ ﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران ١٧١].
* * *
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ﴾ [آل عمران ١٧٢] ما هو القرح الذي أصابهم؟
* طالب: الحزن.
* الشيخ: الحزن؟ لا.
* طالب: الهزيمة يا شيخ.
* الشيخ: متى؟
* الطالب: في أُحد.
* الشيخ: في أحد، يعني أصابهم القرح: الجراح والقتل الذي حصل في أحد.
هل كانت غزوة حينما ندبهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن يخرجوا أو لم تكن؟
* طالب: لما رجعوا من الغزوة..
* الشيخ: لا، لما ندبهم بعد الرجوع من أحد وخرجوا هل حصلت غزوة؟
* طالب: لا، ليست غزوة.
* الشيخ: ما الدليل من الآية؟
* طالب: لم يقاتل.
* الشيخ: إي ما الدليل من الآية؟
* طالب: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾ [آل عمران ١٧٤].
* الشيخ: ﴿لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾ ولا ذكر أنهم انتصروا، فدل هذا على أنه لم يحصل قتال.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ [آل عمران ١٨١].
* طالب آخر: ﴿حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران ١٨٣].
* الشيخ: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا﴾ ما المراد بهذا الخبر؟
* طالب: أن المراد بهذا أنه تكلم أحد، وقيل، تعددت الروايات في هذا.
* الشيخ: لا، قصدي ما المراد بهذا الخبر، يعني لماذا أخبرنا الله بذلك؟
* الطالب: لماذا أخبر الله ﴿لَقَدْ سَمِعَ﴾؟
* الشيخ: بأنه سمع، نعم.
* الطالب: بأنه سمع هذا؟
* الشيخ: نعم.
* الطالب: هذا رد على الذين قالوا بأن الله فقير حينما نزلت الآية ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ [البقرة ٢٤٥].
* الشيخ: إي نعم، لكن لماذا أخبر الله بذلك؟
* الطالب: هل ليسلي الرسول ﷺ..?
* الشيخ: تهديد هؤلاء، وربما يتضمن أيضا تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الله سوف يعاقبهم يوم القيامة.
قوله: ﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا﴾ هل الله يكتب أو الملائكة؟
* طالب: الملائكة، وهناك الكرام الكاتبين.
* الشيخ: نعم.
{"ayah":"كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق