الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ﴾ إلى آخره، هذا أيضًا من كذب هؤلاء اليهود أنهم قالوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا﴾، أي: أوصانا وصية موثقة بالعهد، يقال: عهد إليه، أي: أوصى إليه وصية موثقة، ومنه العهد بالولاية، أي: ولاية الحاكم إلى من بعده، فإنه يوصي بالحكم إلى من بعده، مثل عهد أبي بكر رضي الله عنه إلى عمر، فمعنى: ﴿عَهِدَ إِلَيْنَا﴾ أي: أوصانا وصية مثبّتة بالعهد، ﴿أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ﴾، هكذا قالوا، وهذا من كذبهم كما سيأتي.
يقول: ﴿أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ﴾ يعني: لرسول من عند الله، ﴿حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ﴾، وذلك بأن نقرّب قربانًا من طعام أو بهائم أو لحم أو ثياب ثم تنزل نار من السماء فتأكل هذا القربان، يعني أنهم حصروا الآيات التي يطلبونها من الرسول بأن يأتي بنار تأكل هذا القربان، وكانوا فيما سبق إذا غنموا غنائم من الكفار جمعوها ثم نزلت نار من السماء فأكلتها، حتى أُحِلّت الغنائم لهذه الأمة، هؤلاء يقولون: لا نؤمن لرسول إلا إذا أتانا بهذه الآية فقط، وهي أننا إذا قرّبنا قربانًا أكلته النار، هكذا قالوا، قال الله تعالى لرسوله: ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ﴾، يعني: قد جاءتكم رسل بأكثر مما تدعون الآن، ﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾ أي: بالآيات البينات التي تبين صدق رسالتهم، والثاني: ﴿بِالَّذِي قُلْتُمْ﴾ أي: بالقربان الذي تأكله النار، ﴿فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ﴾، يعني ومع ذلك كذبتموهم وقتلتموهم.
فإن قال قائل: لماذا عدل الله عز وجل عن المطالبة بصدق ما ادعوه؟
قلنا: هذا من باب التنزّل مع الخصم، يعني على فرض أن الأمر كما قلتم فقد اعتديتم حتى فيما جيء به من مطلوبكم، اعتديتم على الرسل، وأرجو أن ننتبه لهذا، أولًا من ادعى دعوى فإننا نعامله بمراتب؛ المرتبة الأولى: صحة ما قال، المرتبة الثانية: مخالفته لما قال، فهنا لم يطالبهم الله عز وجل بصحة ما قالوا من باب موافقة الخصم، أقول: من باب موافقة الخصم، أحسن من التنزّل؛ لأن اللي معنا قرآن، أنا قلت بالأول: تنزل، بناء على العبارة المعروفة عند العلماء، ونحن نقول هنا: موافقة الخصم، فهنا قد وافق الخصم، قال: نعم، هب أن الأمر كما قلتم، وأنه عُهِد إليكم ألا تؤمنوا لرسول حتى يأتيكم بقربان تأكله النار، فقد جاءكم رسول بقربان تأكله النار ومع ذلك قتلتموه، إذن فطلبكم هذه الآية المعينة ليس عن صدق؛ لأنها قد جاءتكم ومع ذلك كذبتم الرسل وقتلتموهم، فهنا عدل عن المطالبة بصحة الدعوى من باب موافقة الخصم، أي أنكم لا تريدون أن تصدقوا الرسل، وإنما تريدون تكذيبهم.
* طالب: شيخ، أحسن الله إليك، حين قال: ﴿حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ﴾، فهم طالبوا بالقربان (...) تأكله النار، مع أن الذي ذكرنا أنه (...)؟
* الشيخ: لا، بقربان، لكن القربان هم يتقربون بقربانهم، يعني حتى يأتينا بمشروعية قربان نتقرب به وتأكله النار، ما هو اللي يأتي بالقربان.
* طالب: هكذا ظاهر الآيات.
* الشيخ: إي، لكن العلماء فسروها بذلك، أنهم هم يتقربون بالقربان تأكله النار.
* طالب: شيخ، أحسن الله إليك، في الأمم السابقة إذا تقرب بقربان من البهائم فهل تأكله النار مثل المتاع؟
* الشيخ: الظاهر إذا كان مشروعًا تأكله النار، من البهائم وغيرها إذا كان مشروعًا مثل البهائم، أما إذا كان بغير البهائم فالأمر ما فيه إشكال.
* طالب: مثل الغنائم.
* الشيخ: الغنائم هم قالوا: عامة.
* طالب: بالنسبة للأمة الإسلامية هل أحلت لأول غزوة غزوها (...)؟
* الشيخ: لا هو المعروف في بدر أنه ما قسموها إلا بقسمة النبي عليه الصلاة والسلام، قسمها هو، ولم تكن موزعة كالتوزيع في الأخير، وقد اختلف العلماء في هذا، هل إن الرسول عليه الصلاة والسلام أُذن له في بدر خاصة بأن يقسم الغنائم على غير ما ذكر الله في سورة الأنفال، أو أنها لم تنزل سورة الأنفال إلا بعد بدر.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: والله ما عندي تحريرها الآن.
* طالب: هل القربان من الغنائم أو من أي حدًا (...) الشخص؟
* الشيخ: الذي يريدون هؤلاء؟ لا، من أي شيء، يعني واحد شخص بيتقرب إلى الله يجعل الطعام ثم تنزل النار وتأكله.
* الطالب: لِمَ أوردنا الغنائم؟
* الشيخ: مناسبة الغنم فيما إذا كانت غنائم، كانت الغنائم في الأول إذا غنموها من الكفار لا تحل لهم، يجمعونها في مكان فتنزل عليها النار فتحرقها.
* طالب: شيخ، قلنا: الجواب الثاني على الحديث أن المراد هو مناقشة الحساب، من نوقش الحساب ما هو (...)؟
* الشيخ: يعني مثلًا لو عذبهم وهم يعملون عملًا صالحًا لعذبهم وهو غير ظالم لهم بالمناقشة، فمثلًا إذا كانوا يصومون، يصلون ويتصدقون ويصومون ويحجون، لو نوقشوا الحساب لكانت نِعَم الله ما تقابل أو لا يقابلها الصلاة، تجتاح الصلاة والصدقة والصيام وكل شيء، وإذا اجتاحتها ويش بقي للإنسان؟ ليس عنده عمل.
* طالب: قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ يعني (...) كيف تدل على ثبوت اليد لله عز وجل، وجه الدلالة؟
* الشيخ: وجه الدلالة أنه أثبت ﴿أَيْدِينَا﴾، لولا أن له يدًا ما صح أن يعبر بها عن نفسه.
* الطالب: (...) بها عن الله؟
* الشيخ: إلا، لكن لا يمكن أن يضيفها إلى اليد وهو لا يد له أبدًا.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٨٣) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (١٨٤) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أظن نبدأ المناقشة، ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا﴾، ما محل قوله: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا﴾ من الإعراب؟
* طالب: لا محل لها من الإعراب.
* الشيخ: لا، الاسم لا بد له من محل من الإعراب.
* طالب: صلة الموصول.
* الشيخ: لا، (الذين).
* طالب: عطف.
* الشيخ: ما فيه واو.
* طالب: بدل.
* الشيخ: ما تصلح بدل.
* الطالب: صفة.
* الشيخ: صفة للذين الأولى، البدل يا إخواني البدل هو الذي يقوم مقام المبدل، هو المقصود بالحكم، عرفتم؟ فمثلًا إذا قلت: أكلت الرغيفَ ثلثَه، (ثلث) بدل، إذن المأكول هو الثلث، خذ نبلًا مُدى، هذا بدل الغلط أو النسيان، خذ نبلًا مدى، الْمُدى يعني سكاكين؛ ما المقصود؟ خذ السكاكين، فالبدل معناه أن يحل محل المبدل ليس معناه أن يكون زائدًا عليه.
قوله: ﴿عَهِدَ إِلَيْنَا﴾ ما معناها؟
* طالب: يعني أوصانا.
* الشيخ: أوصانا، كذا؟ طيب.
قوله: ﴿حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ﴾ ويش معناها؟
* طالب: أي لا يؤمنون حتى يأتيهم الرسول بقربان من ثياب أو أكل أو أي شيء تأكله، الله عز وجل يرسل عليها نارًا تأكله.
* الشيخ: هل قولهم هذا صحيح؟
* طالب: غير صحيح، كذب من عند أنفسهم، كذبوا على الله وعلى الرسول.
* الشيخ: وهل أبطل الله ما ادعوه؟
* الطالب: لم يأت بإبطال ما ادعوه، ولكن أتى بشيء، أتى بأنه قد جاءهم رسل بما قالوا ولكنهم قتلوهم.
* الشيخ: المهم هل إنهم صدقوا؟
* الطالب: هم كاذبون.
* الشيخ: إي، لكن هل صدقوا أنه لو أتاهم رسول بقربان تأكله النار آمنوا؟
* الطالب: لا، لم يصدقوا.
* الشيخ: ما الدليل؟
* الطالب: الدليل قوله تعالى: ﴿فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
* الشيخ: لا.
* الطالب: اللي قبلها: ﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾، ﴿قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ﴾.
* الشيخ: من أين تأخذ من أي الكلمات هذه؟
* طالب: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ﴾.
* طالب آخر: قل قد جاءكم رسل بما قلتم..
* الشيخ: هو عندي: ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ﴾ من أين نأخذ أنهم كذبوا فيما ادعوا؟
* طالب: إنهم لما أرسل الله عز وجل لهم بشيء قتلوا الأنبياء، فقتلهم للأنبياء يدل على عدم تصديقهم (...) فقال الله عز وجل موافقة للخصم: ﴿فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
* الشيخ: نعم؟
* طالب: من قوله تعالى: ﴿وَبِالَّذِي قُلْتُمْ﴾.
* الشيخ: من قوله: ﴿وَبِالَّذِي قُلْتُمْ﴾، يعني أنهم جاؤوا بالبينات وبالذي قلتم.
قوله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ما شرحناه؟ قال الله عز وجل: ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ﴾ أي: بالآيات البينات الدالة على رسالتهم وصدقهم، ﴿وَبِالَّذِي قُلْتُمْ﴾، يعني والذي قلتم دون البينات التي جاؤوا بها، بدليل أنه قدم قوله: ﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾، فدل هذا على أن ما قالوه وإن كان آية لكنه دون البينات التي جاؤوا بها؛ لأنهم جاؤوا بأعظم من هذا، فمثلًا موسى عليه الصلاة والسلام جاء ببينة أعظم من ذلك، كان يلقي العصا فتكون حية ويردها يحملها فتكون عصا، كان يُدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء لكن من غير عيب، من غير برص، كذلك أيضًا عيسى عليه الصلاة والسلام كان يُخرج الأموات من القبور أحياء أو يقف على الميت قبل أن يدفن فيحيا بإذن الله عز وجل، يخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فينفخ فيه ﴿فَيَكُونُ طَيْرًا﴾ [آل عمران ٤٩] طائرًا، فيها قراءتان: ﴿فَيَكُونُ طَيْرًا﴾، و﴿فَيَكُونُ طَائِرًا﴾ ، يعني: يكون طيرًا طائرًا أيضًا بالفعل، أيهما أعظم هذا أو أن تنزل نار من السماء لتأكل القربان؟ الأولى أعظم، ولهذا قدمها.
﴿وَبِالَّذِي قُلْتُمْ﴾، وهو أن يأتي بقربان تأكله النار، ﴿فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ﴾، قوله: ﴿فَلِمَ﴾ الفاء عاطفة، و(لم): اللام حرف جر، و(ما) استفهامية، ومن قواعد الإملاء أن (ما) الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر فإنها تُحذف ألفها، مثل: عم، بم، لم، وغير؟ مم، كيم، المهم على كل حال أن (ما) إذا دخل عليها حرف جر تحذف ألفها.
﴿فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ في أنكم تقبلون الرسل إذا جاؤوا بهذه الآية، وقوله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ الجملة شرطية كما رأيتم، وهل تحتاج إلى جواب؟ ذهب بعض العلماء إلى أنها لا تحتاج إلى جواب؛ لأن المعنى مفهوم بدونه، والجواب إنما يؤتى به ليتمم المعنى، وقال بعضهم: بل جوابها محذوف دل عليه ما قبله، وعلى هذا الرأي يكون التقدير: إن كنتم صادقين فلم قتلتموهم، وإلى القول الأول ذهب ابن القيم رحمه الله في أن مثل هذا التركيب لا يحتاج إلى جواب.
* يستفاد من هذه الآية: بيان تعنت هؤلاء اليهود الذين ردوا ما جاء به النبي ﷺ من البينات بناء على ما ادعوه من هذه الآية.
* ومن فوائد هذه الآية: أنه ينبغي عند المخاصمة إفحام الخصم بما يدعيه؛ ليكون ذلك أبلغ في دحض حجته، يؤخذ من قوله: ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ﴾؛ لأنه إذا خوصم بما يقوله لم يبق له حجة، ومن ذلك مخاصمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله للرافضة وأهل التعطيل، حيث يخاصمهم بما يقرّون به، فمثلًا الأشاعرة أو المعتزلة أهل التعطيل عمومًا قالوا: إن المراد بآيات الصفات خلاف الظاهر؛ لأن العقل يمنع من الأخذ بظاهرها، فقالت الفلاسفة أهل التخييل: المراد بنصوص المعاد خلاف الظاهر، خلاف الظاهر؛ لامتناع القول بظاهرها؛ لأنه ما فيه بعث ولا فيه رب ولا فيه جنة ولا فيه نار، فبماذا رد عليهم أهل التعطيل؟ ـ أهل التعطيل يقرون بالبعث واليوم الآخر ـ قالوا: إن كلامكم هذا غير مقبول، بل البعث حق واقع، وذلك لأننا علمنا أن الرسل جاءت به، وأن الشبهة المانعة منه فاسدة، الشبهة المانعة هي قول القائل: ﴿مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ [يس ٧٨]، فلزم القول بثبوته، نحن نقول لهم: أيضًا آيات الصفات علمنا بأن الرسل جاؤوا بها، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منها فوجب إثباتها، بل قال شيخ الإسلام رحمه الله: إن نصوص الصفات في الكتاب والسنة أكثر بكثير من نصوص المعاد؛ لأنك لا تكاد تجد آية في كتاب الله إلا وجدت فيها اسمًا من أسماء الله أو صفة من صفاته، فالمهم أن إفحام الخصم بحجته أنكى وأقوى في خصمه، أي في أننا نخصمه ولا يستطيع أن يجادل بعد ذلك.
* ومن فوائد هذه الآية: أن الرسل عليهم الصلاة والسلام جاؤوا بالبينات الدالة على رسالتهم، ولا بد من هذا عقلًا كما هو واقع شرعًا، لماذا يا جماعة؟ لأنه لو جاء رسول من البشر يقول: أنا رسول الله إليكم أدعوكم إلى كذا وأمنعكم من كذا ومن خالفني قاتلته، هل يُقبل منه ذلك؟ لا يُقبل إلا ببينة تشهد لما قال، ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ نَبِيٍّ -أَوْ قَالَ: مِنْ رَسُولٍ- يُرْسِلُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا آتَاهُ مِنَ الْآيَاتِ مَا يُؤْمِنُ عَلَى مِثْلِهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٤٩٨١)، ومسلم (١٥٢ / ٢٣٩) من حديث أبي هريرة.]] فقال: «مَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا آتَاهُ اللهُ مَا عَلَى مِثْلِهِ يُؤْمِنُ الْبَشَرُ»، وهذا لا بد منه؛ إذ لا يقبل أحد أن يأتي شخص ويقول: أنا رسول الله إليكم افعلوا كذا واتركوا كذا، وإن لم تفعلوا فإني أقاتلكم إلا ببينة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إقامة الحجة على هؤلاء الذين ادعوا هذه الدعوى بأنهم قتلوا الأنبياء الذين جاؤوا بما قالوه.
{"ayah":"ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَیۡنَاۤ أَلَّا نُؤۡمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ یَأۡتِیَنَا بِقُرۡبَانࣲ تَأۡكُلُهُ ٱلنَّارُۗ قُلۡ قَدۡ جَاۤءَكُمۡ رُسُلࣱ مِّن قَبۡلِی بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَبِٱلَّذِی قُلۡتُمۡ فَلِمَ قَتَلۡتُمُوهُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق