﴿وَمَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یَغُلَّۚ وَمَن یَغۡلُلۡ یَأۡتِ بِمَا غَلَّ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ﴾ [آل عمران ١٦١]
ثم قال الله عز وجل:
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أولًا: القراءات:
يقول:
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ﴾ فيها قراءة:
﴿لِنَبِيءٍ﴾ .
﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ فيها قراءة:
﴿أَنْ يُغَلَّ﴾ .
ما الفرق بين القراءتين في:
﴿لِنَبِيٍّ﴾ و
﴿لِنَبِيءٍ﴾ ؟
أما:
﴿لِنَبِيءٍ﴾ فهي على وزن فعيل من النبأ، على وزن فعيل من النبأ بالهمزة؛ وهل هو بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول أو بمعناهما جميعًا؟
* طلبة: يشملهما.
* الشيخ: يشملهما، فالنبيء فعيل بمعنى فاعل؛ لأنه منبئ، فعيل بمعنى مفعول لأنه مُنْبَّأٌ، الرسول ﷺ مُنَبَّأٌ مُنَبِّئٌ، على قراءة: ﴿لِنَبِيٍّ﴾ بالياء، قيل: إنه مسهل، وأن أصله (لنبيء) فسهلت الهمزة إلى ياء؛ وقيل: بل هو مشتق من النَّبْوَة وهي الارتفاع؛ وعلى هذا فيكون (لنبي) أصله (لِنَبِيوٍ)، لكن لعلة تصريفية صارت الواو ياء، فما هو الميزان أو ما هي القاعدة في هذا أن تجعل الواو ياء؟يقولون: إذا اجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، فإذا قلنا: لنبيو فقد اجتمعت الواو والياء في كلمة، وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء فصار لنبي، هل يمكن أن نقول على هذه القراءة: إنه مشتق من الوجهين: من النبأ ومن النبوة؟
يمكن بناء على ما سبق من أن الكلمة في القرآن إذا احتملت معنيين لا يتنافيان تحمل عليهما جميعًا؛ لأن معاني القرآن واسعة.
أما:
﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ ففيها قراءة:
﴿أَنْ يُغَلَّ﴾ والفرق بينهما ظاهر؛
﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ مبنية للفاعل،
﴿أن يُغَلَّ﴾ مبنية للمفعول.
أما على وجه:
﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ فالمعنى أن الله نفى أن النبي يغل، وغلول النبي يحتمل معنيين: غلول المال وغلول العلم؛ فغلول العلم كتمه، وغلول المال إخفاؤه وأخذه، وكل هذا منتف عن النبي شرعًا، ولم نعلم أنه واقع قدرًا، ولا يمكن أن يقع قدرًا فيما نعلم، فالنبي لا يمكن أن يكتم ما أنزل الله إليه ولا يمكن أن يسرق من مال المسلمين.
أما على:
﴿أن يُغَلَّ﴾ فمعناه أن النبي يَغُلُّه غيرُه، يعني ما كان لنبي أن يُغَلَّ شرعًا، وقدرًا؟
قد يغل، قدرًا قد يُغَلَّ، كما وقع هذا في عهد النبي ﷺ.
ثم قال:
﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ في الإعراب الآن ما زلنا في أول التفسير.
الإعراب:
﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ الإشكال في:
﴿يَأْتِ بِمَا غَلَّ﴾
* الطالب: الإشكال في (يأت) هنا؛ حذفت الياء -يا شيخ- لأنه مجذوم في جواب الشرط.
* الشيخ: مجذوم في جواب الشرط. لماذا صارت مكسورة، وجواب الشرط يكون مجزومًا؟
* الطالب: عن (...) يا شيخ.
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: تعويض عن حذف الياء كسرت الياء.
* الشيخ: التاء مكسورة من قبل حتى لو كانت الياء موجودة، لو قلت: يأتي.
* الطالب: إذن خلاص يا شيخ.
* الشيخ: ويش خلاص؟
* الطالب: يعني: الفعل يكسر آخره إذا حذفت الياء كالمجزوم يكسر آخره.
* الشيخ: إعرابًا.
* الطالب: نعم، إعرابًا.
* الشيخ: لا تجزم بشيء.
* طالب: لفظًا لا إعرابًا.
* الشيخ: لفظًا لا إعرابًا؛ يعني: تبقى الكسرة التي قبل الياء دليلًا على الياء المحذوفة، إذن يأتي مجزومًا على هذا الحال، جواب الشرط مجزوم بحذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها.﴿بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ إعراب
﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾؟ (يوم) مفعول غل؟
* طالب: مفعول به
* الشيخ: متعلقة بأيش؟
* طالب: متعلقة بالفعل (غَلَّ).
* الشيخ: بالفعل (غَلَّ)؛ يعني: يأتي بما غل يوم القيامة؟
* طالب: ينصب على الظرفية.
* الشيخ: هي مفعول فيه، وينصب على الظرفية معناها واحد لكن متعلقة بأيش؟
* الطالب: بـ(يأتي).
* الشيخ: بـ(يأتي)؟ أيهما أصوب يا جماعة؟
* طلبة: الأخير.
* الشيخ: الأخير، الأخير لأن يوم القيامة ما فيه غلول.أما قوله:
﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ﴾ الظاهر أنه ما فيه إشكال في النحو.
قال الله عز وجل:
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ إذا جاءت:
﴿مَا كَانَ﴾ في القرآن فإن معناها النفي المحقق، مثل قوله تعالى:
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾ [الأنفال ٣٣]، مثل قوله تعالى:
﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾ [آل عمران ١٧٩] ،
﴿مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء ١٥] والشواهد في هذا كثيرة، يعني أن هذا منتف قطعًا ولا يمكن أن يكون.
﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ على هذه القراءة يعني أن الله يقول: إن الأنبياء عليهم الصلاة السلام لا يمكن أن يغلوا، كل الأنبياء؟ نعم؛ لأن نبي نكرة في سياق (ما) النافية في سياق النفي، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم.
فالله تعالى ينفي أن يغل النبي شرعًا، صح؟ وقدرًا أيضًا، لأننا لا نعلم أن الله سبحانه وتعالى قدر على نبي الغلول أن يغل بنفسه وهذا بعيد.
أما على قراءة:
﴿أَنْ يُغَلَّ﴾ فإن الله تعالى ينفي شرعًا أن يُغَلَّ النبي، يعني: لما كان شرعًا أن يُغَلَّ النبي؛ لأن النبي إذا كسب المال فإن ماله للمسلمين جميعًا، وإذا كان للمسلمين جميعًا فإنه لا يجوز لأحد أن يَغُلَّ منه شيئًا، لأنه لو غَلَّ منه شيئًا لكان هذا متعلقًا بجميع المسلمين؛ المال هذا للمسلمين جميعًا فإذا أخذت منه شيئًا فقد خنت جميع المسلمين، لا سيما اللي مشتركون في هذه الغنيمة.
ثم يقول الله عز وجل:
﴿مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ ﴿مَنْ يَغْلُلْ﴾ هنا عموم، ولم يقل: من يغلل من الأنبياء، لو فرض أن يغل، قال:
﴿مَنْ يَغْلُلْ﴾ يعني: من أتباع الأنبياء:
﴿يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ يأتي به يوم القيامة حاملًا له أمام الناس في هذا الموقف العظيم الذي تشهده الخلائق كلها، كما قال تعالى:
﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ [البروج ٢، ٣].
وقوله:
﴿يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ هل يأتي بنفس الذي غل؟ أو يأتي بالعقاب المرتَّب عليه؟
نقول: إن ظاهر الآية يدل على أنه يأتي بنفس الذي غل، إن كانت شاة تيعر، بعير لها رغاء، أي شيء يغله يأتي به يوم القيامة.
لو غل ثيابًا؟ أتى بها يوم القيامة، لكن هل يأتي بها مكتسيا بها؟ لا، يأتي بها حاملًا لها وهو عار.
البعير الذي غله فركبه هل يأتي به يوم القيامة راكبًا عليه؟ لا، الجمل راكب -والعياذ بالله- يأتي به حاملًا له تعذيبًا له.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، الغرض منه؟
* طالب: تعلق القلب بالله.
* الشيخ: نعم، أن يعلقوا قلوبهم بالله ويعتمدوا عليه، ولا يطلبوا النصر إلا من عنده، وفيه أيضًا تقوية قلوبهم على أعدائهم؛ لأنهم إذا كان الله هو ناصرهم فإن أعداءهم مهما كثروا لن يغلبوهم.اللام في قوله:
﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾؟
* طالب: وعلى الله؟
* الشيخ: نعم ﴿فَلْيَتَوَكَّلِ﴾ اللام؟
* طالب: ﴿فَلْيَتَوَكَّلِ﴾؟ هذه اللام للأمر.
* الشيخ: اللام للأمر. ماذا يفيد تعليق التوكل بالمؤمنين؟ ولم يقل: فليتوكل الناس؟
* طالب: المؤمنون هم الذين يتوكلون على الله (...) قد يكون قلبه متعلق بالله وهو يتوكل على الله.
* الشيخ: هو الذي يتوكل على الله ويدل على أن التوكل من تمام الإيمان وعلامات الإيمان.قوله تعالى:
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ فيها كم قراءة؟
* طالب: ﴿نَبِيٍّ﴾ فيها قراءتان: ﴿نَبِيٍّ﴾ و﴿نَبِيءٍ﴾ . و﴿يَغُلَّ﴾ فيها قراءتان: ﴿يَغُلَّ﴾ و﴿يُغَلَّ﴾ .
* الشيخ: أحسنت. طيب: ﴿نَبِيٍّ﴾ بالياء مشتق مِنْ؟
* طالب: النبوة.
* الشيخ: من النبوة وهي الارتفاع، لارتفاع رتبة النبي، وقيل؟
* طالب: من نبيء.
* الشيخ: من (نبيء) فيكون مشتقًا من النبأ. (نبيء) بمعنى فاعل أو مفعول؟
* طالب: نبيء؟
* الشيخ: إي نعم؟
* الطالب: مفعول.
* الشيخ: نبيء بمعنى مفعول، ولّا بمعنى فاعل؟
* طالب: ما أضبطها.
* الشيخ: ما تضبطها، هي فعيل بمعنى فاعل ولّا بمعنى مفعول؟
* طالب: بمعنى فاعل.
* الشيخ: بمعنى فاعل أي؟
* طالب: أي: أنه يُنَبِّئُ.
* الشيخ: يُنَبِّئُ.
* طالب: بمعنى فاعل ومفعول.
* الشيخ: بمعنى فاعل ومفعول كلا الاثنتين؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: بمعنى فاعل فهمنا المعنى أنه مُنَبِّئ، بمعنى مفعول؟
* طالب: مُنَبَّأ.
* الشيخ: مُنَبَّأ. هل تأتي فعيل بمعنى مفعل؟ بمعنى فاعل كثير. فعيل بمعنى مُفْعِل؟
* طالب: سميع.
* الشيخ: سميع بمعنى سامع: ﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [إبراهيم ٣٩].
* طالب: وبمعنى مسمع.
* الشيخ: إي، وينه؟ جب شاهد؟
* الطالب:
أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ ∗∗∗ ..................
* الشيخ:
أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ ∗∗∗ يُؤَرِّقُنِي وَأَصْحَابِي هُجُوعُ
هذه ثلاثة، طالما أسمح للي أخذها من قبل، هذا أول مرة تسمعه يلّا قل.
* طالب:
أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ ∗∗∗ يُؤَرِّقُــنِي وَأَصْحَــــــــابِيهُجُـــــــــوعُ
* الشيخ: تمام. على كل حال (فَعِيل) بمعنى (مُفْعِل)، و(فَعِيل) بمعنى (مُفْعَل)؛ (فَعِيل) بمعنى (مُفْعَل) كثير.
﴿يُغَلّ﴾ و
﴿يَغُلَّ﴾ قراءتان، ما معنى الكلمة على القراءتين؟
* طالب: ﴿يُغَلّ﴾ يُفعل به؛ يعني يغل هو يغله غيره؛ و﴿يَغُلَّ﴾ هو يعني الفاعل.
* الشيخ: هو يفعل يغل. أظن تكلمنا عليها؟ إغلال النبي يعني: ﴿أَنْ يُغل﴾ بمعنى؟
* طالب: ﴿يُغَلّ﴾ يعني الفعل يُغَلّ؟
* الشيخ: نعم.
* الطالب: يُعتدى عليه من الكفار والمشركين.
* الشيخ: لا، غير صحيح.
* طالب: يحتمل معنيين يا شيخ.
* الشيخ: وهما؟
* الطالب: الأول: أن يُغل بالمال..
* الشيخ: يعني؟
* الطالب: يعني يكون فيه غلول في المال.
* الشيخ: يعني يُغل من الغنيمة التي استولى عليها، هذه واحدة.
* الطالب: والثاني: من العلم.
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: العلم.
* الشيخ: علم؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: ويش معناه؟
* الطالب: يعني يكتم العلم.
* الشيخ: هذه إذا كان: ﴿يَغُلَّ﴾ المعنى الثاني على القراءة الثانية، ﴿يَغُلَّ﴾ أي: يكتم شيئًا مما آتاه الله.
* طالب: ﴿يُغَلّ﴾ بمعنى أنه إذا غنم شيئًا أن يغله أحد.
* الشيخ: هذا خلّصنا منه.
* الطالب: لا يا شيخ.
* الشيخ: ﴿يُغَلّ﴾ .
* الطالب: إي ﴿يُغَلّ﴾ .
* الشيخ: لكن: ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾.
* الطالب: ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ معناه؟
* الشيخ: إي نعم؛ علمنا شيئًا من معناها لكن هل فيه معنى آخر؟
* الطالب: غير جائز على النبي قدرًا.
* الشيخ: يعني ما يمكن أن يغل هو بنفسه أيضًا؟ طيب غِلّ النبي يكون في كتمان العلم، ويكون أيضًا في كتمان شيء من الغنيمة، كل هذا ممتنع.
* الشيخ: قوله: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران ١٦١] في ﴿يَأْتِ﴾ إشكال في ظاهر الأمر ما هو الإشكال؟
* طالب: فعل مجزوم يا شيخ يقال: إنه حُرّك بالكسر، فكيف يكون مجزومًا؟
* الشيخ: نعم، تمام.
* الطالب: وعلامة الجزم يعني تكون السكون، لكن في هذا الفعل علامة الجزم حذف حرف العلة وهو الياء.
* الشيخ: أحسنت، هذا نقول: إنه مجزوم بحذف حرف العلة وهي الياء والكسرة قبلها دليل عليها. ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ متعلقة بغَل ولا بأيش؟
* طالب: بـ﴿يَأْتِ﴾.
* الشيخ: بـ﴿يَأْتِ﴾ ولا تصح أنها متعلقة بِغَل؟
* الطالب: لا.
* الشيخ: لماذا؟
* الطالب: لأنه بمعنى (يأتي).
* الشيخ: إي لماذا؟
* الطالب: يعني لأن يصير الغل يوم القيامة.
* الشيخ: ويوم القيامة ليس فيه؟
* الطالب: ليس فيه غلّ.
* الشيخ: ليس فيه غلول، فيه الجزاء والعقوبة.
* طالب: قلنا: إن معنى (...) ذكر المؤلف (...).
* الشيخ: إي الجلالين؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: معناه الاعتماد على الشيء ما يكون إلا بعد الثقة به، المعنى واحد فسّرها باللازم.قال الله عز وجل:
﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران ١٦١] ثم: أي بعد أن يبعث الناس يوم القيامة ويأتي كل إنسان بما غَلّ:
﴿تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ﴾،
﴿تُوَفَّى﴾ من التوفية؛ يقال: وَفَّى حقَّه أي: أعطاه إياه.
وقوله:
﴿كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ﴾ يشمل حتى الرسل، يشمل الرسل والمرسَل إليهم
﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأعراف ٦] كلّ يُعطى ما كسب.
وقوله:
﴿كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ﴾ يحتمل أن يكون المراد بالعموم هنا من كان مكلفًا؛ لأن غير المكلَّف لا يُعاقَب؛ لأنه مرفوع عنه القلم؛ وقد يقال: إنه يشمل حتى غير المكلف؛ لأن التوفية لا يلزم منها العقوبة، قد يُوفّى حقه بالأجر؛ ومعلوم أن غير المكلف يؤجر؛ فهو يُكتب له، ولا يُكتب عليه.
وقوله:
﴿وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ الجملة حال، الجملة حال من قوله:
﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ لأن كل نفس معناها العموم؛
﴿وَهُمْ﴾ أي الأنفس:
﴿لَا يُظْلَمُونَ﴾ أي: لا يُنقصون من الحسنات ولا يزادوا في السيئات؛ لأن الظلم في الأصل هو النقص كما قال الله تعالى:
﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ [الكهف ٣٣] أي: لم تنقص؛ وهو يشمل -أعني الظلم- يشمل شيئين؛ الأول: الزيادة في السيئات؛ والثاني: النقص من الحسنات، وكلاهما ممتنع في حق الله عز وجل، كما قال تعالى:
﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت ٤٦]
﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف ٤٩] وإنما انتفى الظلم عنه لكمال عدله لا لعجزه عن الظلم؛ هو قادر على أن يظلم عز وجل؛ ولكنه لكمال عدله لا يظلم.
ولدينا قاعدة في العقيدة وهي: أن جميع الصفات التي نفاها الله عن نفسه لا يراد بها مجرد النفي، وإنما يراد بها إثبات كمال الضد؛ فمثلًا الظلم ما ضده؟
* الطلبة: العدل.
* الشيخ: العدل؛ فإذا نفى الله عن نفسه الظلم فالمراد بذلك أنه لكمال عدله لا يظلم؛ وإنما قلنا ذلك؛ لأن النفي المحض لا يوجد في صفات الله أبدًا؛ إذ إن النفي المحض عدم محض، على اسمه نفي، والنفي لا يُثبت شيئًا فهو عدم محض، والعدم المحض ليس بشيء فضلًا عن أن يكون كمالًا؛ أفهمتم هذا يا جماعة؟ إذن كلما رأيتم شيئًا نفاه الله عن نفسه فاعلموا أنه ليس المراد نفي هذا الشيء فقط، بل المراد إثبات كمال ضده. ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق ٣٨] يعني من تعب، ما المراد؟
* طلبة: إثبات كمال القوة.
* الشيخ: إثبات كمال القوة؛ يعني ما مسّنا من لغوب لكمال قوتنا، وهلم جرًّا.قال العلماء: النفي قد يكون للعجز عن الشيء؛ وقد يكون لعدم قابلية الشيء، للعجز أو لعدم القابلية؛ فإذا قلت: إن جدارنا لا يَظلم؟
* طلبة: لعدم القابلية.
* الشيخ: هذا لعدم القابلية؛ لأن الجدار لا يقبل الظلم ولا العدل؛ أليس كذلك؟ وإذا قلنا عن رجل ضعيف؛ ضعيف يضربه الناس ولا يتكلم، يمكن لو ضربه واحد قال: جزاك الله خيرًا، ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه؛ نقول: هذا الرجل لا يَظلم؟
* طلبة: هذا عجز وكسل.
* الشيخ: ذم ولَّا مدح هذا؟
* الطلبة: هذا ذم.
* الشيخ: هذا ذم؛ ولهذا يقول الشاعر في ذم قبيلة يقول:
قُبَيِّلَــــــــــــــــــــةٌ لَايَغْـــــــــــــــــــدِرُونَ بِذِمَّــــــــــــــــةٍ ∗∗∗ وَلَا يَظْلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَخَرْدَلِ
اللي يقرأ البيت هذا يقول: ما شاء الله ها دولا ناس جيدين! لا يغدرون بذمة يعني يوفون العهد؛ ولا يظلمون الناس حبة خردل؛ يعني أنهم عاجزون، لا يقدرون أن يغدروا بالذمم؛ لأنهم يخافون أن يعاقبوا؛ ولا يظلمون الناس؛ لأنهم لا يستطيعون أن يظلموا الناس؛ واضح؟ ومن ذلك قول الشاعر:
لَكِــــــــــنَّ قَوْمِي وَإِنْ كَانُـــــــوا ذَوِيعـــدَدٍ ∗∗∗ لَيْسُوا مِنَ الشَّرِّ فِي شَيْءٍ وَإِنْهَانَا
يعني الشر بعيدين عنه ولو كان هينًا.
يَجْزُونَ مِنْ ظُلْمِ أَهْلِ الظُّلْمِمَغْفِـــــــــــرَةً ∗∗∗ وَمِنْ إِسَاءَةِ أَهْلِ السُّــــــــــوءِإِحْسَانَا
كلام طيب، اللي يسمعه يقول: ها دولا طيبين؛ ليش؟ لأنه يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة، إذا ظلمهم أحد قالوا: غفر الله لنا ولك، أنت مسامِح؛ وإذا أساء إليهم أحد ذهبوا يمدونه بالهدايا، يجزون من الإساءة إحسانًا؛ عندما يسمع السامع هذا البيت يظن أنهم في قمة الأخلاق العالية، لكنه بالعكس؛ ولهذا قال:
فَلَيْـــــــــــتَ لِي بِهِـــــمُ قَوْمًا إذَارَكِبُــــــــــــــــــوا ∗∗∗ شَنُّــــــــــــوا الْإِغَــــــارَةَفُرْسَــــــانًا وَرُكْبَـــــــانَا
فليت لي بهم: أي ليت لي بدلهم؛ إذن فهمنا الآن أن الكلام الأول مدح ولَّا ذم؟
* الطلبة: ذم.
* الشيخ: أن الكلام الأول ذم؛ أما صفات الله عز وجل فإذا وجدت فيها النفي فهي مدح، إذا وجدت نفي الظلم فلكمال العدل، إذا وجدت نفي اللغوب فلكمال القوة، إذا وجدت نفي العيّ: ﴿وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ﴾ [الأحقاف ٣٣] فلكمال القوة أيضًا، إذا وجدت نفي الغفلة: ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران ٩٩] فلكمال العلم والمراقبة، وهكذا.يقول الله عز وجل:
﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران ١٦٠] أخذنا فوائدها.
قال:
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾.
* يستفاد من هذه الآية الكريمة: أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يجوز في حقهم كتمان ما أنزل الله عليهم؛ لقوله: ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾.
* ويستفاد من هذا: أنه لا يجوز لأتباع النبيّ الغُلول: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ إذن فأتباعه؟
* طلبة: لا يغلون.
* الشيخ: ليس لهم أن يغلوا؛ ولهذا كان الغلول من كبائر الذنوب، حتى إن العلماء يقولون وقد جاءت به السنة أيضًا: أن الغالّ يُحرق رحله إلا المصحف وما فيه روح والسلاح(١)؛ تحريق الرحل من أجل التنكيل به؛ وإلَّا فمن الممكن أن يقول قائل: لماذا تحرقون رحله؟ لماذا لا تتركونه في بيت المال، ينتفع المسلمون منه؟ لكن نقول: إن إحراقه خير من إدخاله بيت المال؛ ليش؟ لأجل التنكيل به، ليكون ردعًا له ولغيره عن أن يعودوا إلى الغلول.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة أيضًا: أن الأنبياء لا يغلّون شرعًا أو قدرًا؟
* طالب: شرعًا
* الشيخ: شرعًا، وأن النبي لا يحل لأحد أن يغلّه، أن يغل من الغنيمة التي اكتسبها بحرب.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الجزاء من جنس العمل؛ لقوله: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ وهذا على سبيل العقوبة أو على سبيل الإكرام؟ على سبيل العقوبة؛ وبهذا نعرف ضعف قول من قال من السلف: غُلّ المصحف لتأتي به يوم القيامة؛ هذا خطأ، لأنه يأتي به يوم القيامة على سبيل العقوبة لا على سبيل الثواب؛ وربما يأتي به يوم القيامة لا على الوجه الذي غلّه في الدنيا.
* ومن فوائد هذه الآية: إثبات البعث؛ لقوله: ﴿يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾.
* ومن فوائدها: إثبات قدرة الله عز وجل، وأنه سبحانه وتعالى قادر على أن يأتي الإنسان بما غل مع أنه قد فني وزال، وإذا كان طعامًا قد أُكل؛ ولكن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس ٨٢].
* ومن فوائد الآية الكريمة: جزاء كل نفس بما كسبت؛ لقوله: ﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ﴾ لا زيادة ولا نقص؛ واستدل بعض العلماء بهذه الآية على أن إهداء ثواب القُرَب لا يجدي شيئًا؛ لأنه ليس من كسب الْمُهدَى إليه؛ مثاله: رجل صلّى ركعتين ينويها لفلان أو فلانة؛ يقول بعض العلماء: إنه يؤخذ من هذه الآية أن ذلك لا يجدي شيئًا، وأن ثوابه إما أن يكون يضيع وإما أن يكون للعامل؛ وذلك أن المهْدِي للقُرب ليس له ثواب إلا الإحسان إلى الغير فقط؛ أما ثواب العمل المخصوص المرتّب عليه فإنه إن قيل بصحة إهداء القرب يكون لمن؟ للمُهدَى له، وإن قلنا بعدم صحته فإنه يذهب هدرًا لقول النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»(٢) وعلى هذا فيقولون: إن ما جاءت به السنة من العمل للغير مستثنى من هذا العموم، مثل قوله ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ»(٣) وكذلك في الحج، وكذلك في الصدقة، كل هذا جاءت به السنة.ولكن الإمام أحمد رحمه الله يرى التعميم، أي يرى أن الإنسان إذا عمل عملًا نواه لشخص وهو أهل لأن يُثاب؛ ومن هو الأهل ليُثاب؟
* طلبة: المسلم.
* الشيخ: المسلم، فإنه يصل إليه الثواب؛ واستدل بعموم قول النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(٤) والحقيقة أنك إذا تأملت الأدلة وجدت أن بعضها بينه وبين الأدلة الأخرى عموم وخصوص من وجه؛ فبعضها عام في أنه لا ينفع النفس إلا ما كسبت، وبعضها عام في أن الإنسان له ما نوى؛ والقاعدة فيما إذا تعارض نصان عامان أحدهما أعم من الآخر من وجه فإنه يُطلب المرجّح، انتبه هذه القاعدة؛ أنتم فاهمين هذا المعنى ولَّا لا؟
* طالب: أعِدْ يا شيخ.
* الشيخ: أقول: إذا تعارض نصان عامان كل واحد أعم من آخر من وجه فإنه يُطلب المرجِّح؛ لأنه لا يمكن أن ترجح عموم أحدهما على الثاني؛ فهنا نسأل هل لعموم قوله: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»(٥) ما يرجّحه؟ نقول: نعم، ورد أن الصدقة تجزئ عن الميت، وأن الحج يجزئ عن الميت، وأن الصيام يجزئ عن الميت؛ إذن فعموم قوله: ﴿مَا كَسَبَتْ﴾ خُصِّص بهذا بمقتضى السنة؛ والعام إذا خُصِّص ضعفت دلالته على العموم، حتى إن بعض العلماء قال: إن العام إذا خُصِّص سقطت دلالته على العموم؛ لأن تخصيصه يدل على أنه لا يراد به العام؛ لكن الصحيح أن العام إذا خُصّص؟
* طلبة: يبقى..
* الشيخ: بقي على عمومه في غير ما خُصِّص به؛ فالصحيح في هذه المسألة أننا نرجّح عموم قوله: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(٦). لكن بشرط أن يكون المنوي له العمل مسلمًا أهلًا لذلك؛ ولهذا لو أن شخصًا تصدق عن أبيه الذي مات وهو لا يصلي فإن الصدقة لا تصح لأبيه.هل يشمل قولنا: على الراجح أن جميع القرب يصح إهداؤها لمن هو أهل لذلك العمل؟ هل يشمل النبي ﷺ؟
بمعنى: هل الإنسان إذا أرد أن يُهدي للرسول عليه الصلاة والسلام قُربة من الصلوات أو غيرها يقول: اللهم إن صلاتي هذه التي سأصلّيها ثوابها للرسول؛ أو هذه الدراهم التي أتصدق بها ثوابها للرسول؟
نقول: إن هذا فعله بعض العلماء؛ ولكن لم يفعله السلف الصالح؛ فالصحابة ما أهدوا للرسول ﷺ شيئًا من القُرب، وكذلك التابعون وتابعوهم؛ وقد ذُكر أن أول ما حدث هذا الأمر في القرن الرابع، أي بعد القرون المفضّلة؛ وذلك لأن القرون المفضلة أعمق علمًا ممن بعدهم؛ يقول أهل القرون الأولى: إننا إذا عملنا أي عمل صالح فإن للنبي ﷺ مثل ثوابنا؛ وإذا كان كذلك فلا حاجة أن أقول: اللهم اجعل ثوابه للرسول؛ لأن النبي ﷺ قد استحق الثواب؛ لا أستفيد من قولي: اللهم اجعل ثوابه للرسول، أو: إني نويت ثوابه للرسول إلا أني حرمت نفسي الأجر فقط؛ أما الرسول صلوات الله وسلامه عليه فإن جميع ما نعمل من الخير يُكتب له مثله.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات نفي الظلم عن الله؛ لقوله: ﴿وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
* ويتفرع على هذا بناء على القاعدة التي ذكرناها في الصفات: إثبات كمال عدله سبحانه وتعالى.
(١) أخرجه أبو داود (٢٧١٣) والترمذي (١٤٦١) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلفظ: «من وجدتموه غل في سبيل الله فاحرقوا متاعه». قال صالح: فدخلت على مسلمة ومعه سالم بن عبد الله، فوجد رجلًا قد غل، فحدّث سالم بهذا الحديث، فأمر به، فأحرق متاعه، فوجد في متاعه مصحف، فقال سالم: بِعْ هذا وتصدّق بثمنه.
(٢) متفق عليه؛ البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧ / ١٥٥) واللفظ للبخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٣) متفق عليه؛ البخاري (١٩٥٢)، ومسلم (١١٤٧ / ١٥٣) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٤) متفق عليه؛ البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧ / ١٥٥)، واللفظ للبخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٥) متفق عليه؛ البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧ / ١٥٥) واللفظ للبخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٦) متفق عليه؛ البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧ / ١٥٥)، واللفظ للبخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.