الباحث القرآني

قوله: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾ فيها قراءتان، ما هما؟ طالب: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ﴾ ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ﴾. * الشيخ: كمل الآية: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ﴾. * الطالب: ﴿فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾. * الشيخ: أو؟ * الطالب: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ تُكْفَرُوهُ﴾ . * الشيخ: ﴿فَلَنْ تُكْفَرُوهُ﴾ ما الفرق بين القراءتين؟ * الطالب: القراءة الأولى: ﴿مَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ﴾ لا يمكن أن تكون للالتفات؛ لأنها تكون على ضمير الغيب. * الشيخ: لكن على من يعود الضمير فيها على هذه القراءة؟ * الطالب: على أهل الكتاب. * الشيخ: على أهل الكتاب. * الطالب: على أهل الكتاب، ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا﴾ بالتاء أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وتكون فيها التفات لأنها ضمير المخاطب. * الشيخ: ما معنى قوله: ﴿فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾؟ * طالب: لن يبخسوا أو ينقصوا في أجرهم فيه. * الشيخ: يعني لم يحرموه؟ * الطالب: إي نعم (...). * الشيخ: قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ هل علم الله مخصوص بالمتقين أو شامل؟ * طالب: شامل. * الشيخ: لكن لماذا قيده بالمتقين؟ * الطالب: أقول: زيادة عناية بهم. * الشيخ: العناية بهم ولَّا إيه؟ * الطالب: نعم. * الشيخ: ويش تقولون؟ * طالب: الحث على التقوى. * الشيخ: إي، الحث على التقوى والعناية بهم أنه لن يضيع ثواب تقواهم. * طالب: شيخ، ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ يعني يكون ردًّا على اليهود لما ظنوا أنهم هم المتقون وهم على الحق، قال: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ يعني ردًّا عليهم ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾؟ * الشيخ: هذه على قراءة الياء نعم يكون لها هذا الوجه أيضًا. * من فوائد هذه الآية؛ قوله تعالى: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾ من فوائدها: أن من فعل خيرًا أثيب عليه؛ لأن المراد بالنفي هنا تمام الإثبات، يعني أنهم يعطَون أجره كاملًا بلا نقص. * ومن فوائدها: كمال عدل الله عز وجل؛ لكون العامل إذا عمل عملًا أثيب عليه، ولو حوسب على ما أعطاه الله من النعم لهلك، لكن يثاب وتكون نعم الله عليه مجرد فضل من الله. * ومن فوائد هذه الآية: إثبات علم الله؛ لقوله: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾. * ومن فوائدها: الثناء على أهل التقوى، والتقوى ذكرت في القرآن الكريم على وجوه متنوعة متعددة: أمرًا وثناءً على أهلها وبيانًا لثمراتها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ [الأنفال ٢٩]. * ومن فوائدها: ثبوت الثواب على عمل الخير؛ قليلًا كان أم كثيرًا؛ لقوله: ﴿مِنْ خَيْرٍ﴾، وهي في سياق الشرط فتكون عامة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب