الباحث القرآني

الشيخ: طيب، قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص ٦٥]. قوله: ﴿مَاذَا أَجَبْتُمُ﴾ إعرابها؟ * طالب: (...). * الشيخ: ما تعرف الإعراب؟ (...). * طالب: يعني إعراب (...)؟ * الشيخ: مفردات، ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾؟ * الطالب: إعراب ﴿مَاذَا﴾ أم كله؟ * الشيخ: كله. * الطالب: (...)؟ * الشيخ: لا، ﴿مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾؟ * الطالب: (ما) اسم (...). * الشيخ: طيب. * الطالب: ﴿أَجَبْتُمُ﴾... * الشيخ: و(ذا)؟ * الطالب: (ذا) اسم إشارة. * الشيخ: اسم إشارة؟! ما هذا ﴿أَجَبْتُمُ﴾ يعني؟ * الطالب: لا، (ذا) اسم موصول. * الشيخ: اسم موصول؟ يعني: ما الذي أجبتم؟ * الطالب: نعم. * الشيخ: طيب، استمر. * الطالب: (أجاب) فعل ماضٍ، والتاء فاعل، والميم علامة الجمع، و﴿الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص ٦٥] مفعول به. * الشيخ: و﴿أَجَبْتُمُ﴾ محلُّها من الإعراب؟ * الطالب: ﴿أَجَبْتُمُ﴾ صلة الموصول (ذا). * الشيخ: صلة الموصول. طيب، والموصول أيش محله من الإعراب؟ * الطالب: والموصول مع صلته خبر (...). * الشيخ: خبر أيش؟ * الطالب: خبر المبتدأ. * الشيخ: أي مبتدأ؟ * الطالب: اسم الاستفهام (ما). * الشيخ: اسم الاستفهام. طيب، هل لك شاهد على هذا الإعراب من كلام ابن مالك؟ * الطالب: (...). * الشيخ: نحن درسنا (...) ولَّا لا؟ من يعرف (...)؟ * طالب: ؎وَمِثْلُ (مَا) (ذَا) بَعْدَ (مَا) اسْتِفْهَامِ ∗∗∗ أَوْ (مَنْ) إِذَا لَمْ تُلْــــغَ فِيالْكَــــــــلَامِ * الشيخ: ؎وَمِثْلُ (مَا) (ذَا) بَعْدَ (مَا) اسْتِفْهَامِ ∗∗∗ أَوْ (مَنْ) إِذَا لَمْ تُلْــــغَ فِيالْكَــــــــلَامِ طيب قوله: (إذا لم تُلْغ) معناه يشير إلى وجه آخر، وهو إلغاؤها في الكلام، وعليه فنجعل (ماذا) جميعًا اسم استفهام، نجعل اسم الاستفهام مبتدأ. * طالب: هنا في الآية؟ * الشيخ: هنا، نعم. طيب، قوله: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ﴾ [القصص ٦٥]، ذكرنا أنه في السؤال الأول: ﴿أَيْنَ شُرَكَائِيَ﴾ [القصص ٦٢] سأل عن التوحيد، وهذا سأل عن الرسالة، فيكون المسؤول عنه الآن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أو أن عيسى أو موسى، حسب الأمم التي تُسأل. قوله تعالى: ﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ﴾ [القصص ٦٦]، أيش معنى ﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ﴾؟ * طالب: ﴿فَعَمِيَتْ﴾ أي: انطمست. * الشيخ: انطمست عليهم فلم يجدوا؟ * الطالب: (...). * الشيخ: فلم يجدوا جوابًا، يعني (...) طلبوا شيئًا ما وجدوه. قوله: ﴿فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [القصص ٦٦]، أيش لون ﴿لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ ليش؟ من يعرف؟ * طالب: (...). * الشيخ: إي نعم، زين، ﴿فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ عن هذه الأخبار وعن الجواب؛ إما لعجزهم وعدم تمكنهم، أو لأنهم لو سألوا ما يأتيهم خبر. طيب، وقال بعضهم: إن معنى ﴿لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ يعني معناه لا يتنادون في القَرابة كما كانوا يفعلونه في الدنيا، إذا ضاقت على الإنسان الحيل صار ينادي قرابته: (وا قرابتاه!) وما أشبه ذلك، وهناك في الآخرة ما يكون. قوله: ﴿يَوْمَئِذٍ﴾؟ * طالب: يوم القيامة. * الشيخ: يوم القيامة. طيب، إعرابه ﴿يَوْمَئِذٍ﴾؟ * الطالب: (...). * الشيخ: (يوم) منصوب، طيب، منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتح (...). طيب، (ئذٍ)؟ * طالب: (يوم) مضاف و(ئذٍ) مضاف إليه. * الشيخ: (يوم) مضاف و(ئذٍ) مضافة إليه. طيب، لماذا نُوِّن؟ التنوين هذا ويش هو؟ * الطالب: تنوين التوكيد. * الشيخ: تنوين التوكيد؟! ما يأتي تنوين التوكيد. التنوين هنا ويش معنى التنوين؟ * طالب: التنوين عن عوض. * الشيخ: عوض عن أيش؟ * الطالب: عن جملة. * الشيخ: عن جملة؟ ويش التقدير؟ * الطالب: التقدير: يوم.. قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ﴾ [القصص ٦٤]. * يُستفاد من هذه الآية: بيان أن المشركين لا يستفيدون من شركائهم شيئًا في أحوج ما يكونون إليه، وذلك يوم القيامة. * ويستفاد منه: إظهار عدل الله، ولَّا لا؟ * ويستفاد منه أيضًا: التوبيخ لهؤلاء الذين يدعون مع الله غيره؛ فإن في هذا لا شك توبيخًا وتقريعًا لهم يوم القيامة. * ويستفاد منه أيضًا: جواز التكليف في الآخرة، ولَّا لا؟ * طالب: (...). * الشيخ: التكليف ويش معناه؟ * طالب: الطلب. * طالب آخر: العبادة. * الشيخ: إي، ما هو لازم عبادة، نعم، حتى طلب العبادة قد يكون الشرك عبادةً، ويكفر به المخالف، أو لا؟ * طالب: إي نعم. * الشيخ: الشرك قد يكون عبادة يكفر به المخالف، فإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فكفر بذلك، مع أن السجود لغير الله شرك، فالطاعة ما أمر الله به على أي حال تكون. فهنا أُمروا أن يدعوا هؤلاء، فهل نقول: إن هذا الأمر تكليف وإلزام لهم؟ أو نقول: ليس تكليفًا؛ لأنه ليس الغرض الفعل وإنما الغرض التحدي وإظهار عجز هذه الأصنام؟ وهذا هو الظاهر. * ومن فوائد الآية: إثبات العذاب في الآخرة؛ لقوله: ﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾ [القصص ٦٤]. * ومن فوائدها: أن الاهتداء هو السبب المانع من العذاب؛ لقوله: ﴿لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ﴾ [القصص ٦٤]، فإذا أردت سببًا ينجيك من عذاب الله فعليك بالاهتداء بِهَدْي الله أو بِهُدى الله، فإنه هو السبب الذي ينجي من عذاب الله. قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص ٦٥]. * في هذه الآية: ﴿﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ﴾ ﴾ * في أول الجملة: ما سبق في قوله: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ﴾ [القصص ٦٢]، من إثبات كلام الله، وأنه بصوت، وأنه يُسمع، وأنه بحرف، ولَّا لا؟ وكل هذا سبق. * ويستفاد من قوله: ﴿﴿مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ ﴾* : أن الناس يسألون عن إيمانهم بالرسل كما يسألون عن التوحيد، ﴿مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾؟ * ويستفاد منه: أن السؤال في الآخرة عام لجميع الخلق، أو لا؟ * طالب: نعم. * الشيخ: ﴿الْمُرْسَلِينَ﴾ يعني محمد وغيره، أما السؤال في القبر فإنه قد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه خاص بهذه الأمة؛ لقوله: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا»[[أخرجه مسلم (٢٨٦٧/٦٧) من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.]]. وقوله: «أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُبْتَلَوْنَ فِي قُبُورِكُمْ»[[أخرجه البخاري (٨٦) من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما بلفظ: «فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم».]]. والمسألة خلافية وسبق الكلام عليها في التوحيد. إنما يوم القيامة السؤال عام بنص القرآن. * ومنها، من فوائد الآية: إظهار فضل الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ حيث أثبت الله تعالى أحقية رسالته في هذا الموطن العظيم. * ومن فوائد الآية: أن غير المؤمنين تعمى عليهم الأنباء في ذلك اليوم، ولو كانوا عالمين؟ * طالب: نعم. * الشيخ: ولو كانوا عالمين، وهذا كما أن الميت إذا سئل في قبره: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟[[أخرج أبو داود (٤٧٥٣) بسنده عن البراء بن عازب أن رسول الله ﷺ قال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين، أو ثلاثا، وقال: «وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: يا هذا، من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟».]] ولو كان عالمًا؛ فإنه إذا كان غير مؤمن لا يجيب بالصواب. * ومنها: أنه لا يغني أحد عن أحد يوم القيامة؛ لقوله: ﴿فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [القصص ٦٦]، فإن أحدًا لا يغني عن أحد شيئًا في ذلك اليوم ولا ينقذه مما يقع فيه. * * * ثم قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ [القصص ٦٧]. * طالب: (...)؟ * الشيخ: نعم، إي حتى قوله: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ﴾ [القصص ٦٢] عام، كل المشركين. * طالب: (...)؟ * الشيخ: من المشركين؛ ولهذا قال: ﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ﴾ [القصص ٦٦]، أما المؤمنين فإنهم مؤمنون ما يسألون، يكفي سؤالهم في قبورهم (...).
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب