الباحث القرآني

﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص: ١٧]. هذه الآية -كما مرَّ علينا بالأمس- من العلماء مَن يقول: إنها دعاءٌ، ومنهم مَن يقول: إنها خبرٌ بمعنى الالتزام. * إن قلنا: إنها دعاءٌ، فإنه يُستفاد من الآية: جواز التوسل بنِعَم الله عز وجل؛ لأن قوله: ﴿بِمَا أَنْعَمْتَ﴾ أي: بسبب إنعامك عليَّ. وإن قلنا: إنها التزام، فإنَّها تدلُّ على شكر النعمة وأنَّ الإنسان إذا أنعم الله عليه فإنه يجب ألَّا يكون عونًا بهذه النعمة للمجرمين. وقلنا: إنَّ المعنى الثاني أقرب وأرجح؛ لأنه ظاهر الآية، ولا ينبغي العدول عن ظاهرها * وإن كانت تحتمل المعنى الثاني فيُستفاد منها إذَن: كمالُ موسى عليه الصلاة والسلام؛ حيث التزم لله تعالى شكرًا لنعمته ألَّا يكون ظهيرًا للمجرمين. * وفيه: دليلٌ على أنَّ مظاهرة المجرم تُنافي الشكر، فهي محرَّمة. لماذا تكون مُظاهرة المجرم محرَّمة؟ * طالب: (...). * الشيخ: مُظاهرة، ويش معنى مظاهرة المجرم؟ * الطالب: (...). * الشيخ: لا، معنى مظاهرته، يعني؟ * الطالب: (...). * الشيخ: لا، لا يصح هذا الكلام، ويش معناها؟ * طالب: يعني عونه (...). * الشيخ: عونه، مظاهرته يعني مساعدته، فمساعدة المجرمين محرَّمة؛ لأنها إجرامٌ في الحقيقة، المجرم مساعدته بمنْع إجرامه؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». قالوا: يا رسول الله هذا المظلوم، فكيف ننصر الظالم؟ (...) قال: «تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ»[[أخرجه البخاري (٦٩٥٢) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.]]، هذا نصره.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب