الباحث القرآني
﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [القصص: ١١].
﴿قَالَتْ لِأُخْتِهِ﴾ يقول المؤلف: (مريم). ومريم .. نقول للمؤلف: من أين لك أن اسمها مريم؟
* طالب: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ [مريم ٢٨] (...).
* الشيخ: ما هي بهذه، هذه ما هي بمريم؛ لأن اللي ذكرتَ مريم أم عيسى، وبينه وبين موسى أزمانٌ طويلة.
على كل حال هذه من الأخبار الإسرائيلية، وتعيين اسمها لو كانت الفائدة تترتَّب عليه لكان الله تبارك وتعالى يُبيِّنه، لكن ما يهمنا تعيين الاسم، المهم نعرف صلة هذه المرأة بأم موسى وبموسى أيضًا، فهي أخت موسى وتكون بالنسبة لأم موسى؟
إذا صارت هذه أختًا لموسى، فما صِلتها بأم موسى؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، أنت ما فهمت كلامي؟ فهمت السؤال؟ ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ﴾ أخت مَن؟
* الطالب: أخت موسى.
* الشيخ: أخت موسى، إذا صارت هذه المرأة أختًا لموسى فما صلتها بأم موسى؟ ترى السؤال ما هو (...).
* الطالب: (...).
* الشيخ: ويش هي لأم موسى؟
* الطالب: يعني قرابة؟
* الشيخ: إي، قرابة لأم موسى.
* الطالب: قرابة لأم موسى.
* الشيخ: إي، ويش هي؟
* الطالب: (...) مرضعتها.
* الشيخ: ما هذا؟! طيب، ويش (...)؟
* طالب: (...) أمها (...).
* الشيخ: إذا صارت أختًا لموسى صلتها بأم موسى أيش؟
* الطالب: أنها أمها.
* الشيخ: أمها؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: يقينًا؟
* الطالب: نعم يقينًا.
* الشيخ: لا شك بعد؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: إما أمها؟
* الطالب: أو خالتها.
* الشيخ: أو ..
* الطالب: ظاهر الآية: أمها.
* الشيخ: طيب، ويش الظاهر؟
* الطالب: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ﴾.
* الشيخ: طيب، أخته.
* الطالب: أم موسى يعني قالت لأخت موسى.
* الشيخ: طيب، أخت موسى من أبيه، ما يمكن؟
* الطالب: ظاهر (...).
* الشيخ: (...) من الظاهر.
* الطالب: (...).
* الشيخ: أيش وجه الظاهر؟
* الطالب: ما قال: (...) لأخته من أبيه.
* طالب: وجه (...).
* الشيخ: لا، الظاهر .. هو على كل حال قد يكون كلامكم صحيحًا، بمعنى أنه لو كانت من أبٍ أو كانت من أمٍّ أيضًا، لو كانت من أبيه أو من أمِّه لقُيِّدت، وعند الإطلاق تكون الأُخُوَّة مطلقة وهي من الأم والأب، مع أن فيه احتمالًا أن تكون من أمه أو من أبيه، لكن الظاهر كما قلتم أنه ما دام أُطلِقتْ فتُحمَل على الأكمل من الأُخُوَّة، وهي الشقيقة.
قالت: ﴿قُصِّيهِ﴾ أي: (اتَّبعي أَثَره حتَّى تعلمي خبره).
القَصُّ معناه: تتبُّع الأثر، يعني تتبَّعي أثره وابحثي عنه.
قال الله عز وجل: ﴿فَبَصُرَتْ بِهِ﴾ أي: (أبصَرَتْهُ). ذهبت الأخت، وظاهر الآية الكريمة: ﴿فَبَصُرَتْ﴾، الفاء للترتيب والتعقيب، أنها ما ذهبتْ بعيدًا حتى رأتْه.
وقوله: ﴿عَنْ جُنُبٍ﴾ (مِن مكانٍ بعيد). ﴿جُنُبٍ﴾ بمعنى بعيد، وعلى هذا فالموصوف محذوف والتقدير: عن مكانٍ بعيدٍ، بعيدٍ منها، لكنها عرفت أن هذا أخوها.
(اختلاسًا) يقول: (﴿فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ﴾ مِن مكانٍ بعيدٍ اختلاسًا). أيش معنى الاختلاس؟ المسارَقة؛ يعني أنها ما جعلتْ تُحِدُّ النظر فيه؛ لأنه لو أنها جعلتْ تُحِدُّ النظر فيه وأقبلتْ إليه بسرعة وظهر منها علامات على أنه مقصودها لكانوا يُحسُّون بذلك، ولكنها ما جعلت تنظر إليه نظرًا يشعرون به، كانت تختلس النظر، تختلسه اختلاسًا، وهذا واضح، وإن كان ما في الآيات دليل عليه لكنه واضح أنه لا بد أن يكون؛ لأنه لو كانت (...) رأتْه ذهبتْ إليه وجعلتْ تنظر وما أشبه ذلك لكانوا يشكُّون في هذا الأمر ويمسكونها، ولكنها بصرت به عن جُنُبٍ تختلس النظر.
(﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ أنها أخته وأنها تَرْقُبُه). مَن هم اللي ﴿لَا يَشْعُرُونَ﴾، مَن؟ آل فرعون، ما علموا، لكن المرأة فيها ذكاء، جعلتْ تنظر من بعيد حتى وصلت إليه، ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ بأنها أخته أو تراقبه؛ لأنها لم تُبْدِ حركاتٍ تدل على ذلك.
وقوله: ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾، الجملة موضعها من الإعراب؟
* طلبة: حال.
* الشيخ: حال منين؟ من فاعل ﴿بَصُرَتْ﴾، يعني: والحال أنهم لا يشعرون (...)، والجملة الحالية ما يُشترط أن تكون وصفًا لصاحب الحال، ولهذا تقول: جاء زيدٌ والشمسُ طالعةٌ، فالجملة هذه حاليَّة مع أنها ليست من صفات زيد.
فهنا: بَصُرتْ به وهم لا يشعرون، لو قال قائل: كيف تجعلونها حالًا من فاعل (بصُرت) مع أنها ليست من صفاتها؟ قلنا: لكن الجملة الحالية يُكتفى فيها بأدنى ملابسة.
قال الله تعالى: ﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ﴾ [القصص ١٢].
* طالب: (...).
* الشيخ: (...)، الطفل في الحقيقة صار يقلق ويبكي يريد الرَّضاع، ولعلهم خرجوا به يطلبون مُرضعةً، فصادف أن رأته أخته.
* الطالب: إي، هذا قبل أن يحصل طلب الرضاعة.
* الشيخ: يعني كيف ﴿فَبَصُرَتْ بِهِ﴾؟
* الطالب: قبل طلب الرضاعة، حينما طلب الرضاعة.
* الشيخ: ويش دليلك؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: ما فيه دليل.
* طالب: نقول: هذه الآية هي تدل على قول المؤلف: (﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى﴾ لَمَّا علمتْ بالتقاطه).
* الشيخ: يعني كان (...) أن تقصه؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: (...).
* طالب: أرسلتها إلى (...).
* الشيخ: لولا أرسلتها ما (...) في البلد.
* طالب: هي موقنة بالبشارة أمه (...).
* الشيخ: ما فيه شك أنها موقنة، وإلا لو ما موقنة ما ألقته في اليم، هي أمرتها أن تخرج تطلب أن ترضعه؛ لأنها عرفت أنه لا بد أن يرجع إليها.
* طالب: (...).
* الشيخ: إي، لا، (...).
قال: (﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ﴾ أي: قَبْل رَدِّه إلى أُمِّه).
قوله: ﴿حَرَّمْنَا﴾ أي: منعْنا، والتحريم في اللغة: المنع، ومنه (...).
* * *
قوله: ﴿لِأُخْتِهِ﴾ عيَّنها المؤلف بأنها مريم، ما تقول في هذا التعيين؟
* طالب: (...) هو لا يصح.
* الشيخ: إي، والجهل به لا يضر.
ما معنى ﴿قُصِّيهِ﴾؟
* طالب: أي: اتبعي أثره.
* الشيخ: اتبعيه أو تتبَّعيه؟
* الطالب: يعني: تتبَّعي أثره.
* الشيخ: تتبَّعي أثره؛ يعني: اطلبيه واتبعيه.
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: طيب، قوله: ﴿فَبَصُرَتْ بِهِ﴾، أيش معنى ﴿بَصُرَتْ بِهِ﴾؟
* الطالب: يعني أبصرتْه.
* الشيخ: طيب، معنى ﴿عَنْ جُنُبٍ﴾؟
* طالب: من مكان بعيد.
* الشيخ: مكان بعيد. ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾؟
* الطالب: ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ يعني: لم يعلموا بأنها تتتبَّعه وتترقَّبه.
* الشيخ: إي، وهو في محل نصب؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: نعم، قوله تعالى: ﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ﴾، أيش معنى ﴿حَرَّمْنَا﴾؟
* طالب: قبل ردِّه، (...) منعناه أن يرضع من ثدي، وهذا تحريم قَدَري يا شيخ.
* الشيخ: تحريمٌ قدريٌّ.
التحريم ينقسم إلى قسمين؟
* طالب: تحريم شرعي، وتحريم كوني قَدَري.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: الشرعي ما كان من الشرع.
* الشيخ: متعلق الشرعي أيش؟
* الطالب: (...) الشرع.
* الشيخ: إي، ويش متعلقه؟ يعني ويش يتعلق به التحريم الشرعي؟
* الطالب: بالأحكام الشرعية.
* الشيخ: بالأحكام الشرعية، والقَدَري بالأحكام الكونية.
طيب، هل هناك (...)؟
* طالب: القدري (...).
* الشيخ: لا، غيرها، نحن ذكرنا غير هذه مثالين؟
* طالب: ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ [الأنبياء ٩٥].
* الشيخ: طيب، والمثال الثاني؟
* طالب: ﴿فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ [المائدة ٢٦].
* الشيخ: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ﴾، يعني تحريمًا قدريًّا.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: (...).
* * *
﴿عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ﴾ [القصص ١٢]، ولم تقل: على أهله، طبعًا، لو قالت: على أهله اتَّضح الأمر وأمسكوها هي وهو وأهله، بل قالت: ﴿عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ﴾ مُنَكَّر، كأنهم لا يعرفونه، مع أنها أو أهل البيت أمُّه؛ أمُّ موسى.
﴿عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ﴾ (﴿أَهْلِ بَيْتٍ﴾ لَمَّا رأتْ حُنُوَّهم عليه). (لَمَّا رأتْ حُنُوَّهم) أي: حُنُوَّ آل فرعون على هذا الطفل وأنهم يحبون أن يجدوا مَن يقوم بكفالته وإرضاعه قالت: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ﴾.
(﴿يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ﴾ بالإرضاع وغيره)، والكَفْل معناه القيام بحضانة الطفل، القيام بحضانة الطفل يسمَّى كَفْلًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا﴾ [آل عمران ٣٧]، وفي قراءة ثانية: ﴿وَكَفَلَهَا زَكَرِيَّاءُ﴾ ، المعنى: أنا بأدلكم على أهل بيتٍ يقومون بحضانته على أتمِّ قيام، بدليل قولها: ﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾، الفعل جاء بالفعل، والنية جاءت بالجملة الاسمية، ﴿يَكْفُلُونَهُ﴾ لأن الكفالة فعل، ﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ النصيحة مبنية على النية في القلب.
ومعنى ﴿نَاصِحُونَ﴾ أي: مخلصون، وأصل النصح: إخلاص الشيء من الشوائب، ومنه قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ [التحريم ٨] أي: خالصةً من الشوائب، لله وحده.
إذَن ﴿نَاصِحُونَ﴾ ويش معنى النصح؟ الخلوص من الشوائب، أي: إنهم مخلصون له إخلاصًا كاملًا، وهي صادقة في قولها ولَّا لا؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: نعم، صادقة بلا شك.
وقوله: ﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾، الضمير في ﴿لَهُ﴾ يعود إلى هذا الطفل، بلا ريب أنه يعود إلى هذه الطفل، وإذا كان يعود إلى هذا الطفل فإذا قال قائل: ما فائدة آل فرعون بنصح أهل هذا البيت له؟
نقول: فائدة آل فرعون بذلك لأنهم أحبُّوا هذا الطفل وودُّوا مَن يقوم بكفايته وبكفالته على الوجه الأتمِّ، ولهذا..
طيب، يقول المؤلف: (وفَسَّرتْ ضمير ﴿لَهُ﴾ بالملِكِ جوابًا لهم فأُجِيبتْ). هذا مبني على قصة إسرائيلية؛ أنها لما قالت: ﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ كأنهم استشكوا وقالوا: ما الذي أدراكِ أنهم ينصحون له؟ فقالت: أريد أنهم ينصحون للمَلِك. مَن الملِك؟ فرعون، يعني: وهم للمَلِك ناصحون. وهذه القصة لا شك أنها بعيدة من الصواب، بل ليست بصواب، وإنما المراد ﴿لَهُ﴾ للطفل، وليس هناك .. يعني ما فيه ما يمنع أن يكون الضمير عائدًا إليه، ولا حاجة أيضًا إلى تفسيره بالملِك؛ لأنهم هم يحبون – أي: آلُ فرعون- يحبون مَن ينصح له، فليسوا بسائلين عن هذا الشيء، نعم، فتقدير المؤلف هذا لا داعي له.
يقول: (فجاءتْ بأُمِّه فقَبِلَ ثديَها، وأجابتْهم عن قبوله بأنها طيِّبة الرِّيح طيِّبة اللبن، فأُذِن لها في إرضاعه في بيتها، فرجعتْ به كما قال تعالى: ﴿فَرَدَدْنَاهُ﴾ ).
هذا التقرير الذي ذكره المؤلف أيضًا لا دلالة في الآية عليه، ومن يقول: هي اللي جاءت، وقَبِل ثديها أمام الناس، واتُّهمتْ به، ودافعتْ عن التهمة بأن ثديها طيب الريح ولبنها طيب، كل هذا لا أصل له.
والصواب أنهم لما قالت: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ قالوا، ويش قالوا؟ قالوا: نعم دُلِّينا. فالقصة واضحة جدًّا؛ دُلِّينا، فدَلَّتْهم، فجاؤوا به إلى أمِّه، وهذا أبلغ في المعجزة والآية أنَّ أمَّه في بيتها أمرتْ أختَه أن تخرج في طلبه، فما رجعت أختُه إلا به إلى أمِّه، أمَّا أن الأم راحتْ، وأنها ألقمتْه الثديَ، وأنها اتُّهِمتْ به ودافعتْ بأنها طيبة الريح أو طيبة اللبن، فهذا ليس بصحيح، ومثل هذه الأمور ما يلزم أن يكون لها أسبابٌ حسيةٌ معلومةٌ؛ لأنها من خوارق أيش؟ من خوارق العادات، وخوارق العادات ما نحتاج أننا نوجه لها أشياء تناسب العادات، بل هي فوق العادة.
فعلى هذا نقول: المسألة سائرة على حسب ما جاء في القرآن الكريم، ولم تأتِ الأم، الله ما ذَكَر أن الأم هي التي أتتْ، بل قال: ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ﴾ [القصص ١٣].
﴿رَدَدْنَاهُ﴾ أي: موسى (﴿إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا﴾ بلقائه).
﴿تَقَرَّ﴾ سبق أنها مأخوذة إمَّا من القَرِّ وهو البرودة، وإمَّا من القرار وهو السكون، ولعله يشمل المعنيين، مأخوذة من القرار تسكن العين وتبرد، نعم.
﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا﴾ و﴿كَيْ﴾ هنا حرف تعليل، وهي مصدرية تَنصِب الفعل المضارع، ولهذا ﴿تَقَرَّ﴾ منصوبة، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على القاف.
* طالب: على الراء.
* الشيخ: على آخره؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: والقاف (...).
* طالب: ألأصل.
* الشيخ: هذا الأصل، نعم؛ لأنها من: قَر يقَر، وليست من: قَر يقِر.
(﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا﴾ بلقائه ﴿وَلَا تَحْزَنَ﴾ حينئذٍ). يعني: لا تحزن على ما مضى، بل يزول عنها الحزن، تقر العين ويزول عنها الحزن.
(﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ برَدِّه إليها ﴿حَقٌّ﴾ ). هذا أيضًا.. ثلاث فوائد: ﴿تَقَرَّ عَيْنُهَا﴾، ﴿وَلَا تَحْزَنَ﴾، والثالث: ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾.
أمَّا الأُوليان فظاهر أنها تقرُّ عينُها برجوعه وأنها لا تحزن، يزول عنها الحزن، لكن قوله: ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ فإن هذه العلة قد سبقت؛ لأنها منذ أن ألقتْه في اليم قد علمتْ بأن وعد الله حقٌ، ولولا عِلمها ويقينها بأن وعد الله حق ما ألقتْه، فيكون هنا المراد بالعلم عِلم اليقين ولَّا عين اليقين؟
* الطلبة: عين اليقين.
* الشيخ: عين اليقين، أو حق اليقين إن شئتم؛ عِلمها بالأول علمٌ عن الشيء خبرًا، وعلمها الثاني علمٌ عن الشيء وقوعًا. وفرقٌ بين علم الإنسان بالشيء خبرًا وبين علمه به وقوعًا، ولهذا قال إبراهيم ﷺ: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة ٢٦٠]، وجاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: «لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ»[[أخرجه أحمد (٢٤٤٦) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. ]]، فالحاصل أن قوله: ﴿وَلِتَعْلَمَ﴾ يعني علمَ الشيءِ بعد وقوعه، وأمَّا علمها به خبرًا فقد تقدَّم، ولولا أنها واثقة بالأول ما فعلتْ.
وقوله: ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ ﴿وَعْدَ﴾ ذكروا أن الوَعْد هو الوَعْد بما يَسُرُّ، والوعيد بما يُحْزِن؛ يعني: الوعد بالخير، والوعيد بالشر. كذا؟ وأن الشرَّ من (أَوْعَدَ) والخير من (وَعَد) فقالوا: أوعده؛ أي: بالشر، ووعده بالخير.
* طالب: بالنسبة لقوله: ﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾ [القصص ١٣]، معروف أن الإنسان لو قرت عينُه ينسى الحزن ويُسَرُّ.
* الشيخ: إي، لكن ذاكر، نفي الحزن هنا لأجل أن يبيِّن أن القرَّ كامل؛ لأنه قد تقرُّ عينه مع شيء من الحزن.
طيب، الوعد معناه، ويش قلنا؟ الوعد يتعلَّق بما يَسُر، والوعيد بما يسوء، فهل الوعد والحق دون الوعيد أو كلاهما؟
* طالب: كلاهما.
* طالب آخر: لا، الوعيد قد يتخلَّف.
* طالب آخر: الوعيد (...).
* الشيخ: هو حق، الوعيد والوعد حق؛ لأننا لو قلنا: إن الوعيد ليس بحق، لزم أن يكون في خبر الله كذبٌ، وهذا غير ممكن، لكن الوعيد قد لا يُنفَّذ تفضُّلًا من الله عز وجل؛ لأنه حقُّه، الوعيد حق الله، والله تبارك وتعالى قد يتجاوز عنه، ولَّا لا؟ أما الوعد فإنه حقٌّ لمن؟ للموعود، ولهذا لا يمكن أن يتخلَّف، قال الشاعر:
؎وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ∗∗∗ لَمُخْلِفُ إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي
لأن الوعد حقٌ للموعود، والوعيد حقٌ للمُوعِد.
أضرب لكم مثلًا: إذا قلت لهذا الرجل: إن فعلتَ كذا أعطيتُك مئة دينار، هذا ما هو؟
* طالب: وعد.
* الشيخ: وعد ولَّا وعيد؟
* طالب: وعد.
* الشيخ: لأنه؟
* طالب: لأنه في (...).
* الشيخ: لأنه في الخير، نعم. هذا فَعَل ما قلتُ، يجب عليَّ أن أوفيه؛ لأن الحق له. لكن قلتُ لولدي مثلًا: إن فعلتَ كذا حبستُك. ثم فَعَله، ولكني عفوتُ عنه، هذا جائز ولَّا ما هو بجائز؟
* طالب: جائز.
* الشيخ: هذا جائز ويكون فضلًا، لا سيَّما إذا عفا عنه مع القدرة؛ قال الله تعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ [النساء ١٤٩]، أما العفو مع العجز فهذا ما هو مدح.
الحاصل: إن وعد الله ووعيده كلاهما حقٌّ، لكنَّ وعده لما كان حقًّا للموعود صار لا بدَّ من وقوعه، ووعيده لما كان حقًّا له إن شاء عفَا عنه تكرُّمًا وتفضُّلًا حسب ما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى.
* طالب: قوله جل وعلا: ﴿قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا﴾ [الأعراف ٤٤] هذا وعيد أُطلِق على الوعد.
* الشيخ: نعم، هذا صحيح، أُطلِق عليه وعْد، إمَّا لأنه في المقابلة؛ يعني مع (...) بهذا صار مشاكِلًا له، أو أنه يُطلق عليه أحيانًا.
قال: ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾، ﴿حَقٌّ﴾ هنا بمعنى: ثابت، وأظن أننا قلنا: إن الحق في كذا له معنًى، والحق في كذا له معنًى. هذا من أيِّ المعنيين؟
* طلبة: من الصدق.
* الشيخ: من الصدق، نعم؛ إن الحق إذا تعلَّق بالأخبار فمعناه الصدق، وفي الأحكام معناه العدل، وعلى هذا فيكون هنا بمعنى الصدق؛ ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ أي: صِدْق، ولا يمكن أن يتخلَّف؛ لأن تخلُّف الوعد إمَّا أن يكون عن كَذِب الواعد أو عن عجزه عن تنفيذه، وكِلا الأمرين في حق الله مستحيلٌ، فلا كذبَ في قوله ولا عجزَ في فعله، ولهذا عبادُ الله سبحانه وتعالى يختمون الدعاء بقولهم: إنك لا تُخلِف الميعاد، نعم.
قال: (﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ﴾ أي: الناس ﴿لَا يَعْلَمُونَ﴾ بهذا الوعد ولا بأنَّ هذه أخته).
المؤلف خصَّ الآية، والحقيقة أن الآية عامة، ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون؛ أي: ليس عندهم علمٌ ينفعهم بوعد الله، فنفي العلم هنا إما لإثبات الجهل أو لنفي العلم النافع، أكثر الناس لا يعلمون بهذا، لا يعلمون بأن وعد الله حق.
* طالب: ﴿أَكْثَرَهُمْ﴾.
* الشيخ: إي، ﴿أَكْثَرَهُمْ﴾ أي: الناس، أقول: أكثر الناس لا يعلمون أن وعد الله حقٌّ إما لجهلهم، وإما لعدم انتفاعهم بهذا العلم، ونفي الشيء لنفي الانتفاع به ثابتٌ في القرآن؛ ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنفال ٢١]، ودائمًا ينفي الله سبحانه وتعالى العقلَ عن الناس أو السمعَ عن الناس وما أشبه ذلك لعدم انتفاعهم بذلك، فأكثر الناس لا يعلمون، المؤلف خصَّ هذه بقصة موسى، والآية عامة، أكثر الناس لا يعلمون أن وعد الله حقٌّ، أقول: إما للجهل بذلك لكونهم لا يعرفون من أسماء الله وصفاته ما هو اللائق به، وإما لكونهم لا ينتفعون بهذا العلم، الذين لا يحرصون على فعل الخير أو على تجنُّب الشر في الحقيقة هم كالجاهلين بأن وعد الله حقٌّ؛ إذ إن الطبيعة البشرية والعقل يقتضيان أنك ما دُمتَ مؤمنًا بهذا الشيء سواء كان وعدًا أو وعيدًا فلا بدَّ أن تسعى له بمقتضى إيمانك، إذا كنتَ تعلم أن الإنسان سيموت، وأن المؤمن إذا مات سيجد الخير فيكون في الجنة وينجو من النار، هذا حق ولَّا لا؟
* طلبة: حق.
* الشيخ: حق، لكن الذي لا يسعى لهذه الجنة وينهمك بسعيه للدنيا الفانية، هل هذا في الحقيقة عالِمٌ بأن وعد الله حقٌّ أو منتفعٌ بعلمه؟
* طالب: لم ينتفع.
* الشيخ: ما انتفع به، ما انتفع بعلمه، ولو انتفع به ما فوَّت هذه الفرصة العظيمة.
طيب، إنسان يعرف أن المعصية سببٌ لدخول النار، يعرف هذا، ويعرف أن وعد الله حقٌّ، لكن مع ذلك يتجرَّأ على المعاصي، نقول: إن علمه هنا ناقصٌ؛ إذ لو آمن بذلك حقًّا لكان يتجنَّب هذا الشيء، فصدق معنى قوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
حلَّل المؤلف رحمه الله الآية هذه يقول: (﴿لَا يَعْلَمُونَ﴾ بهذا الوعد) يعني بما وعد الله أمَّه من ردِّه إليها (ولا بأنَّ هذه أخته)، وعلى هذا فيكون الضمير في ﴿أَكْثَرَهُمْ﴾ يعود على آل فرعون.
(وهذه أمُّه، فمكث عندها إلى أن فَطَمتْه، وأُجرِيَ عليها أُجرتُها لكلِّ يومٍ دينارٌ).
كان غاليًا الرضاعُ ذاك الوقت. أمَّا كونه بقي عندها إلى أن فطمتْه هذا واضح؛ لأنه ما دام أنه محتاج للرضاع فسوف يبقى عندها، وأمَّا (أُجرِيَ عليها أُجرتُها) فهذا أيضًا صحيح، فإنه جُعل لها أُجرة، وصاروا يرسلون إليها بالهدايا والتحف ويكرمونها؛ لأنها كافلة هذا الطفل الذي قالوا: إنه ﴿قُرَّتُ عَيْنٍ﴾ و﴿عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾، ولهذا رُوي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال «في الذي يُحسن الصَّنعة ويتخذ عليها أجرًا: «إِنَّهُ كَأُمِّ مُوسَى؛ تُرْضِعُ وَلَدَهَا وَتَأْخُذُ عَلَيْهِ أَجْرًا»[[ أخرج أبو داود في المراسيل (٣٣٢) عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَلُ الَّذِينَ يَغْزُونَ مِنْ أُمَّتِي وَيَأْخُذُونَ الْجُعْلَ -يعني- يَتَقَوَّوْنَ عَلَى عَدُوِّهِمْ مَثَلُ أُمِّ مُوسَى؛ تُرْضِعُ وَلَدَهَا وَتَأْخُذُ أَجْرَهَا»، وأورده ابن كثير في تفسيره بلا إسناد عند تفسيره سورة طه الآية (٤٠) وسورة القصص (١٢-١٣) ولفظه: «مثَلُ الصانِعِ الَّذي يَعملُ ويَحتسبُ في صَنعتِهِ الخيرَ كمَثَلِ أمِّ مُوسَى تُرضِعُ ولدَها وتأْخُذُ أجْرَهَا».]]، وهذا من آيات الله، يجيئها ولدها وتُرضعه وتُكرَم عليه، ما ظنُّكم لو لم تفعل هكذا ولا تُلقيه في اليمِّ ولا يلتقطه آل فرعون؟ كانت تبقى خائفة وَجِلة ولا يحصل لها أُجرة ولا إكرام ولا إعزاز من هؤلاء الطغاة.
وأما قوله: (لكُلِّ يومٍ دينار) فهذا غير مُسَلَّم؛ لأن طريقنا في مثل هذه الأمور أن نقول: ما ثبت عن الرسول ﷺ فهو مقبول، وما لم يثبت من أخبار بني إسرائيل فإننا نتوقَّف فيه، ولا ينبغي أن نجزم به هذا الجزم، نعم، نُحدِّث به ولكننا ما نجزم به.
يقول: (لكلِّ يومٍ دينار)، شوف عاد بعده جاب إشكالًا: (وأخذتْها لأنَّها مال حربِيٍّ)، سبحان الله العليِّ العظيم! يعني ذهاب وَهْم بعض العلماء غريب؛ أخذتْها لأنها مال حربيٍّ أو أخذتْها لأنها أُجرة على إرضاعها؟
أُجرة، ما فيها إشكال، أمَّا كونها تأخذ أُجرة لأنه مال حربيٍّ فهذا لا وجه له، ليس له وجه؛ لا يقال مثلًا: إن أمَّ موسى لما لم يقبل ثدي غيرها كان إرضاعُها إياه فرضًا عليها، والفرض لا يجوز أخْذ العوض عليه، يصير أخْذ العوض هنا على أنه مال حربيٍّ.
نقول: حتى مال الحربي إذا جاء بصيغة عقد يجوز أخْذه ولَّا لا؟
* طالب: لا يجوز.
* الشيخ: لا، لا يجوز، إنما تأخذه بمقتضى العقد، والمعاقدة بينك وبين الحربيِّين مثل الاستئمان، بل هي استئمان في الواقع، فالصواب أنها أخذتْها لأنها أُوجرتْ عليها على كفالته وإرضاعه.
* طالب: الخدمة، (...).
* الشيخ: ما يخالف، هي لو لم تأخذ لكان في ذلك بلاء، لعُلِم أنها قريبةٌ له أو ما أشبه ذلك، فهي أخذتْ لأنهم هم يعتقدون أنها ليست أُمَّه، ويعتقدون أن هذا الطفل سوف يكون لهم.
* طالب: لا يجوز (...)، لو جاز ظاهرًا ما جاز الأخذ بالباطن.
* الشيخ: يجوز باطنًا لأجْل كفالتها بالنسبة لهم.
يقول المؤلف: (فأتتْ به فرعونَ فتربَّى عنده كما قال الله تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء: ﴿أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ﴾ [الشعراء ١٨]).
تربَّى عند فرعون في بيت الملِك، وكان يركب كمراكب الملوك، ويلبس لباس الملوك، فبَدَلًا من أنه لو كان عند أمِّه ما حصل له هذا الشيء بلا شك، أمَّا الآن فأصبح معزَّزًا مكرَّمًا، وذلك من تسخير الله سبحانه وتعالى له.
* طالب: (...) ما ورد أن موسى اتصل بأمِّه (...).
* الشيخ: اتصل بها؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: هو على كل حال يتردد عليها؛ لأنها أمه.
* الطالب: لأنه عندما انتهى من الفطام ترجع إلى..
* الشيخ: تربَّى عند فرعون ولكن يجيء إلى أمه؛ لأنه يقول: هذه أمي من الرضاع، ولا يستنكر (...) أمه، لا يُستنكر أنه ذهب إليها لأنها أمه من الرضاع.
* الطالب: هو ما يعلم الحقيقة؟
* الشيخ: ما يعلمون هم.
* الطالب: موسى؟
* الشيخ: لا، علم الحقيقة، لا بد أنه علم وأعلمتْه أمُّه أيضًا.
* الطالب: الدليل؟
* الشيخ: الدليل لأنها هي لما كفلتْه وكبِر فإنه سيكون في حضانتها دائمًا؛ يعني يأتي إليها، بالضرورة تكون تُعلمه.
* الطالب: لا، قد لا (...).
* الشيخ: أبدًا (...)؛ لأنه هو بيخاف على نفسه مثلما تخاف عليه هي، أبدًا، ما فيه خوف أبدًا، ما دام أن الرجل يخشى على نفسه ما يمكن (...).
* طالب: التسمية يا شيخ منها أو من آل فرعون؟
* الشيخ: التسمية (...) يحتمل أنها منها سمَّته بذلك، أو من آل فرعون، (...) آل فرعون ويش يدريهم أنها سمته؟
* الطالب: تسمية عبرية يعني.
* الشيخ: إي نعم، اللهم إلا أن يكون مثلًا هذا من إكرام الله له حيث سَمَّوه بما سمَّته به أمه، ما أدري والله.
يقول: (﴿أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ﴾ [الشعراء ١٨]) فبقي الرجل عند الملِك مكرَّمًا معزَّزًا.
{"ayahs_start":11,"ayahs":["وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّیهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبࣲ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ","۞ وَحَرَّمۡنَا عَلَیۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰۤ أَهۡلِ بَیۡتࣲ یَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَـٰصِحُونَ","فَرَدَدۡنَـٰهُ إِلَىٰۤ أُمِّهِۦ كَیۡ تَقَرَّ عَیۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ"],"ayah":"۞ وَحَرَّمۡنَا عَلَیۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰۤ أَهۡلِ بَیۡتࣲ یَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَـٰصِحُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق