الباحث القرآني

يقول: (﴿وَمَا أَضَلَّنَا﴾ عن الهدى ﴿إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾ أي الشياطين)؛ يعني شياطين الإنس والجن، يجب هكذا، والمجرم فاعل الإجرام، ويُطْلَقُ كثيرًا في القرآن على الكافر، فالمعنى: ما أضلَّنا إلا أهل الكفر والإجرام الذين اعتدوا علينا بهذا الإضلال، ولكن الحقيقة هم ما اعتدوا عليهم؛ لأنهم هم الذين انقادوا لهذا الكفر ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (٤٧) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا﴾ [غافر ٤٧، ٤٨]، وفي سورة سبأ الآيات في هذا المعنى ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سبأ ٣٣]، فالكفار الذين تبعوا المستكبرين لا عذر لهم عند الله عز وجل، حتى وإن سبوهم وقالوا: إنهم مجرمون، فإن ذلك ليس بعذر. * طالب: (...). * الشيخ: نعم، فإنهم قد أعطاهم الله تعالى العقول والإدراك، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، فما بقي لهم حجة في أن يحتجوا بأن هؤلاء أضلوهم. قال الله تعالى: (﴿إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾ أي: الشياطين أو أولونا الذين اقتدينا بهم)، هذا إذا كان المراد بالمجرم الضال، سواء اعتدى أم لم يَعتدِ؛ لأنه إذا كانوا آباؤهم الذين اقتدوا بهم فإنهم لم يضلوهم ولم يجرموا عليهم، هؤلاء هم الذين أجرموا على أنفسهم، ولا يبعد أن يراد بالآية المعنيين جميعًا؛ فإنهم ضلُّوا بأمرين: أولًا: بمن يدعونهم وهو أحياءٌ إلى الضلال. والثاني: بمن يقلدهم هؤلاء من الأموات، لكن في المسألة الأولى يكون الجرم عليهم وعلى من أضلَّهم، وفي الثانية عليهم وحدهم؛ لأن أولئك الأموات حقيقة ما جنوا عليهم؛ لأن الرسل جاءتهم وبينت لهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب