الباحث القرآني

﴿قَالَ﴾ عليه الصلاة والسلام ﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ﴾ (حين) ﴿تَدْعُونَ﴾؛ ﴿إِذْ﴾ هذه ظرف من فعل (يسمعون)، و﴿هَلْ﴾ للاستفهام المراد به الإنكار مع التحدي؛ يعني يتحداهم يقول: هذه الأصنام التي تعبدونها تسألونها الحوائج، ﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾ الجواب؟ * طالب: لا. * الشيخ: لا. (﴿أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ﴾ إنْ عبدتموهم، ﴿أَوْ يَضُرُّونَ﴾ لكم إن لم تعبدوهم). الجواب؟ * طالب: لا. * الشيخ: لا، هم أقرُّوا ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا﴾؛ يعني لا تسمع ولا تنفع ولا تضر وإنما فعلنا ذلك تقليدًا، فقط تلقيدًا محضًا لآبائنا. وقوله: ﴿أَوْ يَضُرُّونَ﴾ قدَّر المؤلف المفعول بقوله: (يضرونكم)، وحينئذٍ نسأل: ما هي الحكمة في حذف المفعول؟ الحكمة هي بالنسبة لآخر الآية لفظية وهي مراعاة الفواصل، وبالنسبة للعموم معنوية؛ لأن الإنسان الذي يعبد الشيء لا يريد أن يضره بل يريد أن ينفعه، ولهذا قال: ﴿أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ﴾، أما أنه يريد أن يضره فلا، نعم يريد أن يضر غيره من أعدائه صحيح؛ قد يعبد هذا الشيء ليدعوه أن يضر عدوه، فالحذف هنا للعموم يصير: إما أن يضرونكم إن لم تعبدوهم، أو أن يضرون عدوكم إذا عبدوتموهم. جواب هؤلاء قالوا: ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء ٧٤]، ﴿بَلْ﴾ للإضراب الإبطالي؛ يعني معناه أنهم أنكروا أن يسمعوهم هذه الأصنام أو تنفعهم أو تضرهم، ولكنهم وجدوا آباءهم ﴿كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾؛ يعني يفعلون كذلك يعبدون هذه الأصنام. و(الكاف) اسم بمعنى مِثْل، و(ذا) اسم إشارة تعود إلى الفعل؛ يعني: مثل ذلك الفعل يفعلون، ومحل الكاف في قوله: ﴿كَذَلِكَ﴾ محلها النصب على أنها مفعول مطلق؛ أي: يفعلون مثل فعلنا. وليت أن المؤلف جعل (أي مثل فعلنا قد لا يفعلون)؛ لأن تأخيره عن الفعل يُوهِم أنه يريد أن يكون مفعول الفعل محذوف؛ أي: مثل فعلنا، والصواب أنه موجود، وهو قوله: ﴿كَذَلِكَ﴾، فيحسُن به أن يقدم مثل فعلنا على قوله: ﴿يَفْعَلُونَ﴾، ﴿كَذَلِكَ﴾ أي: مثل فعلنا ﴿يَفْعَلُونَ﴾. صار ما لهم حجة إلا التقليد الأعمى فقط؛ أنهم وجدوا آباءهم على هذه الملة فسلكوها، فقال لهم إبراهيم: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ﴾ [الشعراء ٧٥، ٧٦] (...).
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب