الباحث القرآني
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا﴾ يعني هؤلاء المكذبين، و ﴿يَرَوْا﴾ يقول المؤلف: (ينظروا)، فجعلها من الرؤية الحسية، لا من الرؤية العلمية، وقد سبق لنا مثل هذا، وقلنا: إنها تحتمل المعنيين الرؤية الحسية إذا نظر بعينه هو، والعلمية إذا عَلِمَ بذلك من غيرِه؛ لأنَّ فيه أشياء ما نعلمها مما ينبت في الأرض، يعني: ما نراها، ولكننا نخبر بها، فالأولى أن يقال: إنه شامل لنظر العين، والنظر بالقلب اللي هو العلم.
﴿إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا﴾ يقول المؤلف: (أي كثيرًا)، و(كثيرًا) هذه تفسيرٌ لـ(كم)، يعني: فهنا (كم) تكثيرية، المعنى: كثيرًا أنبتنا فيها.
مثل قوله تعالى: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة ٢٤٩]، أي: كثيرًا من فئة قليلة تغلب الفئة الكثيرة.
وقوله: ﴿كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ أضافَ الإنباتَ إليه تبارك وتعالى؛ لأنَّه هو الفاعلُ حقيقة، وإذا أضيف الإنبات إلى المطر فإنما ذلك؛ لأنه سبب.
وقوله: ﴿مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ أي: صنف، والكريمُ في الأصل كثير البذل، ولكنه يُطْلَق أحيانًا على الحَسَنِ، ومنه قوله ﷺ لمعاذ: «إِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٤٩٦)، ومسلم (١٩ / ٢٩) من حديث ابن عباس.]] أي حَسَنها، وليس المعنى كرائهما التي تعطي كثيرًا؛ لأنها لا تعطي بهائم، ولكن يراد بها الحسنة، فهنا الكريم نقول: الحسن.
والزَّوج بمعنى: الصنف والنوع، هذه الأصناف والأنواع الحسنة البهيجة تدل على قدرة خالقِها تبارك وتعالى، وعلى فضلِه وإحسانه، وعلى حكمتِه، فانظر إلى الأرض وفيها هذا النبات تجده مختلفًا في حجمه، ومختلفًا في لونه، ومختلفًا في نفعه، ومختلفًا من جميع الوجوه، والأرضُ واحدة، والماء واحد، بل أحيانًا تجدُ النوع الواحد من هذا النبات يختلف؛ كما إذا نظرنا إلى البُر، البُرُّ نوع واحد بالنسبة للحبوب، ومع ذلك يختلِفُ، وإذا نظرنا أيضًا إلى النَّخْل وجدناه يختلف، وإذا نظرنا إلى البطيخ وغيره نجده مختلفًا، مما يدل على كمال قدرة الله تبارك وتعالى كما قال الله تعالى: ﴿يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾ [الرعد ٤]، الماء واحد والأرض واحدة تأخذ من هذا شيئًا تذوقه وإذا هو مُرٌّ، وتأخذ من هذا تذوقُه وإذا هو حلو، مع أن الأرض واحدة والماء واحد، ولكن هذا هو قدرة الله تبارك وتعالى التي يَستدل بها الموفَّقون على كمال قدرته.
{"ayah":"أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَمۡ أَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ زَوۡجࣲ كَرِیمٍ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











