الباحث القرآني
ثم قال: (﴿فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ﴾ يعني: لفرعون ﴿قَالُوا﴾ له ﴿أَئِنَّ﴾ بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين) التحقيق والتسهيل؛ ﴿أَئِنَّ﴾ هذا تحقيق. تسهيل الثانية ﴿﴿أَاِنَّ﴾ ﴾ سهلة (...) الهمزة والياء، إدخال ألف بينهما على الوجهين ﴿﴿آئِنَّ﴾ ﴾، ﴿﴿آاِنَّ﴾ ﴾ على تسهيلها، فتكون القراءة على هذا أربعًا.
﴿لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ﴾ اللام هذه للتوكيد ﴿لَأَجْرًا﴾، والمراد بالأجر هنا المثوبة الدنيوية والقربى والزلفى منه أو نقول: المثوبة الدنيوية فقط؟ لكن هو زادهم القربى والزلفى منه ﴿نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾.
وهنا يقول: ﴿أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا﴾ إذا قيل: كيف دخلت لام التوكيد على الاستفهام، والاستفهام إلى الآن ما بعد وقع، فكيف يؤكد؟ ولهذا نظائر في القرآن مثل قوله تعالى: ﴿أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾ [يوسف ٩٠] فكيف يصح التوكيد مع الاستفهام والمستفهم يسأل؟ ما بعد إلى الآن ما تبين له الأمر أنه واقع، فكيف يؤكد؟
فيقال: إن التأكيد هنا يراد به تأكيد الجواب، كأنهم يقولون: أتؤكد لنا الأجر، أتؤكد لنا أنك أنت يوسف؟ أما بالنسبة للسائل فلا يمكن التوكيد؛ لأنه سائل مستفهم ولا جمع بين الاستفهام الذي هو جهل وبين التوكيد الذي هو علم محقق.
فعليه نقول: الاستفهام هنا على تقدير أي شيء؟ الجواب: يعني: أتؤكد لنا أن لنا لأجرًا؟
﴿إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ﴾ الجواب: ﴿قَالَ نَعَمْ﴾ هؤلاء يريدون الراتب قبل المرتبة، يبغون الأجر مثلما يقول بعض الناس إذا طُلِبَ منه أن يكون إمامًا في المسجد قال: هل هناك شيء أو مؤذن أو ما أشبه ذلك؟ ها دولا أيضًا؛ لأن المقام الآن مقام صار حقًّا على زعمهم، ومع ذلك قالوا: إن انتصرنا على الباطل كما يزعمون بالحق ﴿أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا﴾؟ فقال لهم: ﴿نَعَمْ﴾ يعني: لكم أجر.
و﴿نَعَمْ﴾ حرف جواب، ويقال: إن الجواب سؤال معاد فالحرف نائب عن السؤال؛ يعني: نعم لكم أجر، ولهذا بهذه القاعدة وهو أن حرف الجواب إعادة للسؤال؛ لو قيل للرجل: أطلقت امرأتك؟ فقال: نعم، ما قال: هي طالق. قال: نعم، تطلق؟
* طلبة: نعم.
* الشيخ: تطلق لو ما قال: أنت طالق؛ لأن حرف الجواب إعادة للسؤال، كذلك أيضًا لو قيل له: أقبلتَ النكاح؟ قال: نعم؛ انعقد النكاح. لو قيل له: أعتقتَ عبدك؟ قال: نعم؛ عتق. أوقفت بيتك؟ قال: نعم.
لو أراد الكذب في مثل هذه الأحوال؛ لو قيل له: أوقفتَ بيتك؟ قال: نعم. وهو يكذب. أطلقت امرأتك؟ قال: نعم. وهو يكذب، فهل يقع الطلاق والوقف والعتق وما أشبه ذلك أو لا يقع؟
* طالب: أما الطلاق فيه تفصيل؛ حق الغير يقع؛ لأنه يؤخذ بالظاهر.
* الشيخ: إي نعم، يقال: هذا يدين حكمًا لا يقبل، وأما فيما بينه وبين الله إذا لم يحاكم فإنه يُقْبَل؛ يعني: لو أن زوجته وثقت به وقالت: إن الرجل لما قيل له: أطلقت امرأتك؟ قال: نعم. أراد أنه يكذب على صاحبه، فإنها تبقى معه؛ لأن ما ادعاه محتمل ولَّا غير محتمل؟
* طالب: محتمل.
* الشيخ: محتمل، ما ادعاه محتمل، وإذا كان محتملًا ولم ينازع فيه مَنْ له الحق وصدقه فإنه يُقْبَل منه؟ قالوا: نعم.
* طالب: نعم، فيه معنى آخر للاستفهام؟
* الشيخ: لا.
* الطالب: يستفهم؛ يعني: هو يستفهم (...) يقال: طلقت امرأتك؟ يتعجب؛ نعم، كأنه يتعجب هنا.
* الشيخ: (نعم) حرف جواب.
* الطالب: لغة.
* الشيخ: لا لغة ولا عُرفًا، لكن نعم تلقى أحيانًا يعقبها يقول: ويش تقول؟ نعم، ويش تقول؟
* الطالب: أو استفهامية.
* الشيخ: لا على كل حال إنها حرف جواب ولا تأتي في اللغة ولا في العرف استفهامية إلا إذا قُرِنَت بشيء؛ مثل: نعم ويش تقول؟ لأنه كأن يقول: نعم، هات ما عندك، (نعم) يستزيده.
* الطالب: العلماء قالوا: إنهم يسمون العالم عندهم ساحر استدلالًا بقوله: ﴿وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ [الزخرف ٤٩] صحيح؟
* الشيخ: لا، ما هو بصحيح.
* الطالب: أو أنه اتهام لموسى بأنه ساحر؟ كانوا معتقدين..
* الشيخ: لا، هم معتقدين هذا ﴿يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ﴾ بناء على عقيدة به، وقوله: ﴿ادْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ هذا من باب التهكم.
قال: ﴿قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا﴾ (﴿إِذًا﴾ أي: حينئذ) ولكن هذا ليس بصحيح تفسيره، ﴿إِذًا﴾ بـ (حينئذ) غير صحيح؛ لأن (حينئذ) للماضي، لكن يجب إذن؛ أي إذا غلبتموه إذا كنتم الغالبين.
﴿لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ يعني: لدَيَّ، فكأنه زادهم على ما طلبوا ويش هو؟ زادهم القربى منه وإنما وعدهم بذلك تشجيعًا لهم على هذا الأمر، فأجابهم على ما سألوا وزيادة تشجيعًا لهم.
* طالب: التنوين يا شيخ؟
* الشيخ: التنوين عوض عن جملة يعني إذا غلبتموهم.
وقوله: ﴿وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ اللام ويش معناها؟
* طالب: التوكيد.
* الشيخ: التوكيد.
وقال: ﴿لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ إشارة إلى أنه سيجعلهم في حاشيته؛ لأنه ما قال: لأقربنكم. قال: ﴿لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾؛ يعني: أنكم تكونون في جملة الحاشية الذين هم أقرب الناس إليَّ.
{"ayahs_start":41,"ayahs":["فَلَمَّا جَاۤءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُوا۟ لِفِرۡعَوۡنَ أَىِٕنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَـٰلِبِینَ","قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِینَ"],"ayah":"قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











