الباحث القرآني

يقول: قال الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾ [الشعراء ٢٧] شوف، (إِنَّ) للتوكيد و(لمجنون) اللَّام أيضًا للتوكيد، فأَكَّد جنون موسى بأمرين بـ(إن) واللام. وفي قوله: ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ﴾ من التهكم ما هو غير خفي؛ يعني: رسولكم يُتَهَكَّم به؛ لأنه هو ينكر رسالته وينكر ربوبية مَنْ أرسله، ولكن هذا من باب التهكم به، ثم إنه لم يضفه إلى نفسه تكبرًا، ما قال: إن الرسول الذي أُرْسِل إلينا أو إن رسولنا، قال: ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ﴾ وهذا عُلُوٌّ منه وتكبر وتهكم بموسى فالعلو والتكبر والترفع حيث أضافه إليهم؛ يعني: كأنه هو في شأن أعلى من أن يُرْسَل إليه ولا على سبيل التهكم، ثم إن إضافة الرسالة إليهم وهو ينكر ذلك تهكم بموسى ظاهر. وقوله: ﴿الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ﴾، ولم يقل: أرسله رب العالمين مع أن موسى قال: إني رسول رب العالمين؛ لأنه ما سمح لنفسه أن يصف الله تعالى بالربوبية، ولا على سبيل التهكم. وقوله: ﴿لَمَجْنُونٌ﴾ المجنون فاقد العقل، وهذا دأب جميع الذين كذبوا الرسل ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ [الذاريات ٥٢] يقولون: ساحر أو مجنون و(أو) هذه مانعة خلو وليست مانعة جمع؛ لأنهم قد يقولون: ساحر فقط أو مجنون فقط أو ساحر ومجنون وهذا ما وقع لموسى عليه الصلاة والسلام كما سيأتي قريبًا إن شاء الله.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب