الباحث القرآني
(﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ﴾ لم يقل: أخوهم؛ لأنه لم يكن منهم) وفيما مضى من القصص يقال لهم: أخوهم ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا﴾ [الأعراف ٨٥]، فتبين بهذا أن أصحاب الأيكة ليسوا أهل مدين؛ ولهذا المؤلف يقول: (قُرْب مدين) وليسوا من القرية التي بُعِث فيها شعيب؛ لأن أهل القرية التي بعث فيها وهي مدين من قبيلته؛ ولهذا لما ذكر مدين قال: ﴿أَخَاهُمْ شُعَيْبًا﴾، وأما هذا فقال: ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ﴾ [الشعراء ١٧٦، ١٧٧]، ولم يقل: أخوهم، ومما يدل على أنهم ليسوا أصحاب مدين أن العذاب الذي أُخِذوا به غير العذاب الذي أخذ به أصحاب مدين، أصحاب مدين أخذوا بالصيحة، وهؤلاء أُخِذوا بعذاب الظلة، كما سيأتي إن شاء الله.
* طالب: على هذا يكون مرسلًا مرتين؟
* الشيخ: لا، مرسل مرة واحدة لكن إلى قومين.
* الطالب: (...).
* الشيخ: إلى هؤلاء وهؤلاء، ويجوز أن يكون هذا من باب التبع، أن هذه القرية هذه الصغيرة مثلًا، وكانت تابعة لبلدته التي هو منها، ويدلك على هذا أن عملهم واحد، عمل هؤلاء وعمل أهل مدين.
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٧٧) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٧٨) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٧٩) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، هذه عامة لكل الرسل كما عرفتم.
الذنب الخاص بهؤلاء (﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ﴾ أتموه ﴿وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ﴾ الناقصين) هؤلاء القوم الذين بُعث إليهم شعيب سواء كانوا قومه أم أهل القرية هذه كانوا يبخسون المكيال والميزان والعياذ بالله، إذا وزنوا للناس نقصوه، وإذا اتزنوا منهم استوفوا، هذا الظاهر: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين ١ - ٣].
﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ﴾ هذا مقابل لقوله: ﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ﴾ لأجل ألا يقال: إن من أوفى في أكثر الأعمال يكون مُوفيًا؛ يعني مثل الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، فأوفوا الكيل؛ يعني في كل فرد من أفراد معاملاتكم؛ ولهذا قال: ﴿وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ﴾ أي: من المتصفين بالإخسار، والإخسار بمعنى النقص.
﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾ هذا الوزن، والفرق بين الوزن وبين الكيل أن ما قُدِّر بالحجم فهو كيل، وما قُدِّر بالثِّقل فهو ثقل، اللي يُقدَّر بالحجم؛ لأن المكيال تضع فيه الشيء يكون حجمه هكذا، وأما هذا فيُقدَّر بالثِّقل فيُسمَّى وزنًا.
وقوله: ﴿بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾ يقول المؤلف: (الميزان السوي)، فعلى هذا القِسطاس بمعنى الميزان، والمستقيم بمعنى السوي.
* طالب: أعجمي؟
* الشيخ: لا مُعرَّب.
(﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ لا تنقصوهم من حقهم شيئًا)، هذا عام حتى فيما يُزرع وفيما يُعَدُّ، مثل هؤلاء القوم، ذنبهم الخاص الذي بُعِث هذا الرسول لإصلاحه مع عبادة الله هو بخس الناس في الكيل والميزان وغيره؛ ولهذا عمَّم ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ [الشعراء ١٨٣] لا تنقصوهم حقوقهم.
(﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ في القتل وغيره).
قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ في القتل، لم نعرف أن هؤلاء القوم –أي: قوم شعيب- كانوا يقتلون الناس بل المعروف من ذنبهم أنهم كانوا يبخسون الناس أشياءهم.
* طالب: (...).
* الشيخ: يمكن بالقتل أو غيره ما ندري، إنما الإيعاد سواء بالحبس أو بالضرب أو بغيره هو من الفساد، ومن الفساد أيضًا نقص الناس أشياءهم؛ ولهذا «مَا بَخَسَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ»[[أخرجه ابن ماجه (٤٠١٩) من حديث عبد الله بن عمر.]]. ومنع القطر من السماء فساد في الأرض بلا شك.
وقول الله: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [الشعراء ١٨٣] هذه الحال يسميها أهل النحو: حالًا مؤكدة؛ لأن العتو هو الفساد مثل لو قلت: لا تقم قائمًا. فإن (قائمًا) حال، وهي مؤكدة لقوله: لا تقم.
* طالب: يجوز؟
* الشيخ: إي، يجوز.
* طالب: الظاهر لا تقم قائمًا؛ أي: لا تقوم قائمًا (...).
* الشيخ: لا، لا تقوم قائمًا؛ يعني لا تستمر قائمًا زَمانًا.
وقوله: (﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ في القتل وغيره من عَثِيَ بكسر المثلثة أفسد و﴿مُفْسِدِينَ﴾ حال مؤكِّدة لمعنى عاملها).
(﴿وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ﴾ الخليقة ﴿الْأَوَّلِينَ﴾ ) حذرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالذي خلقهم وخَلَقَ الخلق الأول أيضًا؛ إشارة إلى أنكم ستزولون كما زال مَنْ قبلكم، فأنتم مخلوقون من العدم وستؤولون إلى العدم.
﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾ مثل جواب من؟ قوم صالح.
(﴿وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ ﴾ -مثلهم تمامًا- ﴿﴿وَإِنْ﴾ ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف أي إنه أي الشأن ﴿نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ ).
ويش الدليل على (إن) مخففة هنا من الثقيلة؟ ويش الدليل؟
* طالب: وجود اللام.
* الشيخ: ويش بعد؟ وجود اللام هذا دليل لفظي.
* الطالب: قرينة الحال (...).
* الشيخ: إذن فإن هنا الدليل على أنها مخففة من الثقيلة أمران:
لفظي: وهو اللام؛ لأن اللام لا تقترن إلا في خبر (إن) المخففة.
والثاني: المعنى، لو كان في الآية ﴿وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ يعني وقال قائل: إن (إن) نافية. قلنا: ليس كذلك؛ لأنهم لو قالوا: ما نظنك من الكاذبين لكانوا مُصَدِّقين به، والأمر ليس كذلك، إذن هم يقولون: إن نظنك من الكاذبين، وهذا الظن حسب اعتقادهم إن كانوا جاهلين بالأمر، أو حسب عنادهم إن كانوا عالِمِين وكاتمين مثل قول فرعون: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ [غافر ٣٧] وهو يعلم أنه صادق.
(﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا﴾ بِسكون السِّين وفتحها قطعة ﴿مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ في رسالتك) أعوذ بالله، هادولا أخبث من قوم صالح؛ لأن أولئك قالوا: فأتِنا بآية، لكن هؤلاء قالوا: إن كنت صادقًا بما توعدنا به فأتِ بالعذاب ﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ كقول قريش للرسول عيه الصلاة والسلام حين قالوا..
حسب اعتقادهم إن كانوا جاهلين بالأمر، أو حسب عنادهم إن كانوا عالمين وكاتمين؛ مثل قول فرعون: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ [غافر ٣٧] وهو يعلم أنه صادق.
(﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا﴾ [الشعراء ١٨٧] بسكون السين وفتحها قطعة ﴿مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ في رسالتك) هادولا أخبث من قوم صالح؛ لأن أولئك قالوا: فأتنا بآية، لكن هؤلاء قالوا: إن كنت صادقًا بما تُوعِدُنا به فأتِ بالعذاب ﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ﴾، كقول قريش للرسول عليه الصلاة والسلام حين قالوا: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال ٣٢]، وهذا من سفاهتهم، وكان واجبًا أن يقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه ووفقنا.
* طالب: في سورة العنكبوت (...).
* الشيخ: (...) ويش قالوا؟
* الطالب: قالوا (...).
* الشيخ: على كل حال هذا ﴿كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾؛ يعني تشابهت القلوب والأفعال [الأنعام: ١٤٨].
﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (إن) هذه شرطية، والغرض منها التحدي، (﴿قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الشعراء ١٨٨] فيجازيكم به)؛ يعني: أنتم فعلتم كل قبيح وقابلتموني بكل إثم صريح، ولكن الذي يعلم ذلك هو الله، وهو يهددهم بلازم العلم، ولهذا قال المؤلف: (فيجازيكم به ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾ [الشعراء ١٨٩]، وهي سحابة أظلتهم بعد حرٍّ شديد أصابهم، فأمطرت عليهم نارًا فاحترقوا ﴿إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ ) أعوذ بالله! هم -والعياذ بالله- أصيبوا بحرٍّ شديد حر عظيم جدًّا، ما أطاقوه، فأنشأ الله تعالى سحابة تظلهم، فخرجوا من بلادهم عن بكرة أبيهم إلى هذا الظل، ولكن –والعياذ بالله- لما وصلوا وإذا هي نارٌ -والعياذ بالله- أحرقتهم عن آخرهم، وهذا من أشد ما يكون -والعياذ بالله- من العذاب؛ لأنهم جاؤوا هاربين من عذاب، فوقعوا في أشد منه والعياذ بالله، كانوا حينما أقبلوا ويش يظنون؟ أنهم نَجَوا من الحر بهذه الظلال، ولكنه -والعياذ بالله- صار حتفهم.
﴿إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ ولهذا وصفه الله ﴿إِنَّهُ﴾ أي: هذا العذاب ﴿كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، وصدق الله ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الشعراء ١٩٠، ١٩١].
هذه القصص عبرٌ في الحقيقة يعتبر بها الإنسان من عدة نواحٍ؛ أولًا: يعلم بها صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام وجلدهم وإخلاصهم لله، وأنهم لا يُبالون بما نالهم في ذات الله. هذا واحد.
ثانيًا: يعتبر بها بالتسلي بما أصاب الرسل؛ لأن الإنسان يتسلَّى بما أصاب غيره.
(...) بالصبر بأن يصبر هو على الدعوة إلى الله، ولا يمل ولا يكل؛ لأن العاقبة تكون لمن؟ للصابرين والداعين إلى الله، كل العواقب الآن اللي رأينا بالقصص كلها للرسل عليهم الصلاة والسلام.
والرابع: أن فيها عبرة تُحذِّر المخالفين للرسل؛ فإن كل المخالفين للرسل -كما رأيتم- كلهم عوقبوا وأخذهم العذاب.
وفيها أيضًا من العبر: بيان قدرة الله عز وجل؛ حيث ينزل العذاب، فينجو منه من ينجو، ويهلك به من هلك، وأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الزمر ٦١].
وفيه من العبر: أن الإنسان يتعجب كيف يصل بنو آدم إلى هذا العتو والعناد والاستكبار! يعني تحدٍّ لله عز وجل بما يخاطبون به رسله، تعجب كيف يصل الأمر؟!
وفيها أيضًا من العبر، وهي السابعة: أنك تقيس حاضرك بغائبك.
ألا يوجد الآن أمثال هؤلاء؟ يوجد الآن أمثال هؤلاء؛ لأن طبيعة البشر واحدة من آدم إلى اليوم، فيوجد من هؤلاء وإن اختلف الأسلوب، الأسلوب قد يختلف لكن المعنى واحد، العتو والاستكبار يوجد الآن من بني آدم من يقول: إن الدين خرافة، يوجد من بني آدم من يقول: إن الله تعالى يجب أن يوضع في قفص الاتهام. ليش هذا يشبع وهذا يجوع، وهذا يأمن وهذا يخاف، وهذا يصح وهذا يمرض؟ والعياذ بالله، فهذه الأشياء يجب أن تعتبر بها وأنه ما سبق قبل زمانك وجد منه مثله في زمانك.
والعبر من هذا كثيرة ولو أن الإنسان كتب هذه العبر عند قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف ١١١]؛ لأنك كلما استنتجتَ عبرة ازددت عقلًا؛ لأن الله جعل العِبَرَ لمن؟ لأولي الألباب، فكلما كان اللب أقوى كانت العبرة اللي تؤخذ من هذا أكثر.
مثل هذا لو تيسر أنه يُكْتَب عند قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾، تكتب العبر، وفي سورة هود فصل كثير لقصص الأنبياء، وفيها أيضًا لما ذكر الله في آخرها ﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود ١٢٠].
* طالب: (...).
* الشيخ: أيها؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: الأولى بيان ما قابل الرسل من صبرهم وجلدهم وتحملهم.
* الطالب: (...)؟
* الشيخ: إي نعم.
* طالب: لعل يشترط (...)؟
* الشيخ: من؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: هذا هو ظاهر الآية ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ﴾ [الشعراء ١٦١]، وأما من قال: إنه ليس منهم في النسب لكنه مصاهرٌ لهم، وأولاده منهم، والولد بعض من أبيه، فقال الله: ﴿أَخُوهُمْ﴾؛ فهذا خلاف الظاهر.
* طالب: (...) يشترط؟
* الشيخ: لا، ما هو بشرط.
* طالب: إنما هي من باب التغليب.
* الشيخ: إي، من باب التغليب.
* طالب: أن شعيب عليه السلام خطيب الأنبياء من قراءتي لقصته بليغة جدًّا.
* الشيخ: إي، ما نجزم نقول: إنه خطيب الأنبياء، يمكن في الأنبياء من هو أخطب منه.
* الطالب: كان أعمى؟
* الشيخ: لا.
* الطالب: ولوط كان أعمى.
* الشيخ: من يقول؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: الغالب أن الرسل عليهم الصلاة والسلام كاملون، ولهذا الفقهاء رحمهم الله قالوا: يُشْتَرط في القاضي أن يكون بصيرًا، نفس الفقهاء وهو المذهب؛ المذهب أن يكون بصيرًا، أنا ما أعتقد ولا أظن أن الله سبحانه وتعالى يبعث أحدًا أعمى.
* طالب: لم يعيروه (...).
* الشيخ: إلا، عيروه ﴿وَلَا يَكَادُ يُبِينُ﴾ [الزخرف ٥٢].
* الطالب: (...).
* الشيخ: المهم أنهم عيروه حتى إنهم عيروه بما ليس فيه قالوا: إنه آدر، فبرأه الله مما قالوا.
* طالب: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج ٤٦].
* الشيخ: المهم أنهم مثلما قال، لو كان هذه العاهة البدنية فيه لكان يعيرونه بها، ثم ويش هو الأصل؟ الأصل السلامة، وأن الله لا يبعث إلا من هو سليم في كل الحواس.
* طالب: وأين الدليل؟
* الشيخ: هذا الحقيقة اللي ادعوه يجب منهم يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا اعتقد أنه نوع من الذنب؛ لأن هذا اتهام لله عز وجل أنه يرسل ذا عاهة؛ لأنه لا شك أن اللي ما هو مبصر لا شك أنه ناقص؛ فإن الإدراكات تكون بالسمع وبالبصر من أقوى ما يكون، ودائما يحتج الله على الإنسان بسمعه وبصره.
* طالب: هل تزوج (...) بابنة شعيب أو..؟
* الشيخ: لا، ما هو ظاهر (...)، الصحيح أن صاحب مدين اللي في قصة موسى متأخر عن شعيب كثيرًا وله..
* طالب: (...)؟
* الشيخ: لا، إي نعم. لكن لما قال: ﴿وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ﴾ [القصص ٢٢] ظنوا أنه هو شعيب، ولا في القرآن ولا في السنة أنه شعيب، حتى ولا أن اسمه شعيب، حتى لو ثبت أن اسمه شعيب لكان لهم شبهة، لكننا نقول: إنهم يتسمون بأسماء أنبيائهم؛ مثل: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ [مريم ٢٨] مريم هي أخت لهارونَ؟ بينهم أزمان طويلة.
* طالب: وجه تنوع العذاب يا شيخ؟
* الشيخ: إي نعم، يقول الله عز وجل: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾ [العنكبوت ٤٠] كل إنسان يُؤْخَذ بذنبه؛ بالمشابهة.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: مثل أيش؟
* الطالب: مثلًا فرعون ما وجه مشابهة الإغراق (...)؟
* الشيخ: لأنه كان يفتخر بالماء هو، ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾ [الزخرف ٥١]، فعُذِّب بمثل ما كان يفتخر به؛ أُخْرِج من مصر وأُغرِقَ بالماء.
* طالب: هذه الآية (...) ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾؛ يعني: كل الرسل كل القصص (...).
* الشيخ: إي، لكن الكلام على ﴿بِذَنْبِهِ﴾؛ يعني بالعقوبة التي تطابق ذنبه، لكن لا يلزم أننا نعرف كل شيء، قد يخفى علينا بعض الشيء.
* طالب: الفرق بين الوزن والكيل؟
* الشيخ: ويش الفرق بينهم؟ سبحان الله! الفرق بين الكيلو والوزن.
* طالب: (...).
* الشيخ: ما يخالف.
* طالب: الكيل يقيس الحجم، والوزن يقيس الثقل.
* الشيخ: ما كان يقاس به الحجم فهو مكيال، وما قيس به الثقل فهو ميزان، فيه عند الناس مشهور أن الإنسان اللي يزن روحه يُزكِّي على نفسه، ولهذا دائما السؤال عنه؛ يسألون أولا: هل يجوز ولا ما يجوز؟ ويسألون بعد ذلك: هل عليه زكاة إذا منه وزن روحه ولَّا لا؟
{"ayahs_start":177,"ayahs":["إِذۡ قَالَ لَهُمۡ شُعَیۡبٌ أَلَا تَتَّقُونَ","إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ","فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ","وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","۞ أَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُخۡسِرِینَ","وَزِنُوا۟ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِیمِ","وَلَا تَبۡخَسُوا۟ ٱلنَّاسَ أَشۡیَاۤءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ","وَٱتَّقُوا۟ ٱلَّذِی خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِینَ","قَالُوۤا۟ إِنَّمَاۤ أَنتَ مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِینَ","وَمَاۤ أَنتَ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ","فَأَسۡقِطۡ عَلَیۡنَا كِسَفࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِینَ","قَالَ رَبِّیۤ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ","فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمۡ عَذَابُ یَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمٍ","إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِینَ","وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ"],"ayah":"۞ أَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُخۡسِرِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق