الباحث القرآني
ثم قال الله تبارك وتعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ﴾ [الشعراء ١٦٠، ١٦١].
قوم لوط هؤلاء في قرية يقال لها: سدوم من أرض فلسطين، ولوط كما هو يقول المؤرخون: ابن أخي إبراهيم، فيكون إبراهيم عمه، أرسله الله تعالى إلى أهل هذه القرية، وكانوا مع كفرهم بالله سبحانه وتعالى يعملون عملًا فاحشًا يعتبر من أخبث الأعمال والعياذ بالله، وقد سماه الله تعالى خبيثًا في قوله: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأنبياء ٧٤] فهو (...)؛ لأنه قبيح عقلًا وفطرة وشرعًا، هذا العمل الذي يعملونه هو أنهم يأتون الذكران والعياذ بالله كما يأتون النسوة.
وهنا يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء ١٦١ - ١٦٤]، هذه كلها سبق الكلام عليها.
وكل الرسول يُرسَلون أولًا بتحقيق التوحيد ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ﴾ [النحل ٣٦].
هذا الأصل كل الرسل يُرسلون به، لكن هناك أنواع معينة من المعاصي يرتكبها بعض الأمم، يُركِّز عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام ففيما سبق بل فيما ذُكِر الآن في قوم لوط كان جرمهم الخاص هو هذه الفاحشة؛ ولهذا قال: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ [الشعراء ١٦٥، ١٦٦]، الاستفهام هذا للتوبيخ والإنكار.
﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ﴾ أي: الذكور، جمع (ذَكَر).
﴿مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ بيان للذُّكْران؛ أي: من (الناس) سواء كانوا من قبيلتكم، أو من غير قبيلتكم؛ ولهذا لم يقل: أتأتون الذكران منكم بل قال: ﴿مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ إشارة إلى أنهم -والعياذ بالله- لا يتحاشون عن أحد فهم مثل الكلاب، ثم مع ذلك زيادة على خبثهم أنهم تركوا النعمة التي خلقها الله لهم ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾.
فلو كنتم تأتون الذكران من العالمين؛ لأنكم مضطرون لذلك وليس لكم من الحلال ما يغنيكم لكان الأمر أهون، لكن لكم من الحلال من يُغنيكم فكيف تأتون الخبائث وتذرون الطيبات؟ ولهذا قال: ﴿وَتَذَرُونَ﴾ هي داخلة في مضمون الاستفهام؛ يعني وأتذرون ﴿مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ (تَذَرُونَ) بمعنى: تتركون ﴿مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾؛ أي: (أقبالهن) تفسير لقوله: ﴿مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ﴾؛ يعني تأتون الذي خُلِق لكم من الأزواج وهو القُبُل، هذا ما ذهب إليه المؤلف، والصواب خلاف هذا؛ الصواب أن ﴿مِنْ﴾ بيان لـ﴿مَا﴾؛ أي: ما خلق لكم ربكم من الأزواج؛ يعني: وتذرون الأزواج، هذا المعنى، ما هو بأقبالهن، تذرون الأزواج أي: ما خلق الله لكم من الأزواج.
وفرق بين ما ذكرت وبين ما ذهب إليه المؤلف؛ يعني كأنه يقول: تذرون فروج النساء، ولكن لو قال: أتأتون أدبار الذكور لكان نعم، وتذرون فروج النساء ولَّا لا؟ لكن لما قال: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ﴾ يكون المناسب: وتدعون النساء لكن قال: ﴿مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ﴾ دون قوله: أزواجكم؛ إشارة إلى أن الله تعالى هيأ هذه الزوجة للذَّكَر يتمتع بها كما يشاء إلا فيما حرم الله من الدبر مثلًا؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة ٢٢٣]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ﴾ [المؤمنون ٥، ٦]، وهذا يدل إباحة الاستمتاع للرجل بامرأته إباحة مطلقة بلا حدود، ما عدا أمرين؛ الدبر والفرْج في الحيض، وما سوى ذلك فكل شيء مُباح، هذا يزيد الأمر قبحًا إلى قُبحه حيث يدعون الطَّيِّب ويأتون الخبيث.
وفي قوله: ﴿أَتَأْتُونَ﴾ ﴿وَتَذَرُونَ﴾ الفائدة المعنوية اللي أشرنا إليها وهي زيادة القبح، والثانية: اللفظية ما هي؟ الطباق لِذِكْر الأمر ومقابله، المعنى ومقابله (تأتون وتذرون).
وقوله تعالى: ﴿مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ﴾ اللام للإباحة أو للتعليل؛ أي: خلق لأجلكم ﴿خَلَقَ لَكُمْ﴾ أباح لكم.
وقوله: ﴿رَبُّكُمْ﴾ إشارة إلى أنه سبحانه وتعالى هو المتصرف فيه، الذي (...).
* الطالب: المعية، معناها..
* الشيخ: اللام في ﴿لَكُمْ﴾.
وقوله: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ ﴿بَلْ﴾ للإضراب ولكن ما هو الإضراب الذي حصل؟ يعني ما هو الْمُضْرَب عنه؟ كأنه قال: لا تأتون الذكران فطرةً ولا عملًا عاديًّا محبوبًا إلى الفِطَر، ولكن الذي حملكم على هذا هو العدوان المجرد والعياذ بالله، متجاوزين الحلال إلى الحرام، بيَّن لهم لوط عليه السلام أن ما فعلوه أمر مستنكر عقلًا، ومستنكر شرعًا وعرفًا؛ لأن العدوان لا شك أن كل أحد ينكره، وهؤلاء معتدون.
ومن الغريب أن الفاعل منهم اليوم قد كان مفعولًا به بالأمس، والمفعول به اليوم يكون فاعلًا في المستقبل، وهذا غاية ما يكون من العدوان، وسبحان الله كيف أن هؤلاء الجماعة -نسأل الله السلامة- يرى الإنسان ولده أو أخاه الصغير تُفعل فيه الفاحشة ولا يبالي بهذا؟! والظاهر أنهم يفعلونها جهرًا؛ لقوله: ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ﴾ [العنكبوت ٢٩]، فهم لا يبالون والعياذ بالله أن يركب بعضهم بعضًا جهارًا؛ فهذا غاية ما يكون من السخط.
* طالب: (...).
* الشيخ: إي، وما هي من الظالمين ببعيد، بعدئذٍ الجواب على: (﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ﴾ عن إنكارك علينا ﴿لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ من بلادنا).
هذا الجواب القبيح ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ﴾ عن أيش؟ عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا معناه ﴿لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ هذا معناه ﴿لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ أبلغ من قوله: لنخرجنك؛ كأنهم يهددونه بما هو أعظم ترويعًا له؛ يعني أننا أخرجنا غيرك، وستكون أنت من جملة المخرَجِين؛ لأن لنا القدرة وسلطة على إخراجك.
وفي قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ﴾ تأكيد بالقسم واللام ونون التوكيد ﴿لَئِنْ﴾؛ لأن اللام هذه موطئة للقسم.
﴿لَتَكُونَنَّ﴾ اللام واقعة في جواب القسم، والجواب الموجود هنا للقسم ولَّا للشرط؟
* طالب: (...).
* الشيخ: الآن السؤال هل هو للقسم ولَّا للشرط؟
* طلبة: للقسم.
* الشيخ: للقسم.
؎وَاحْذِفْ لَدَى اجْتِمَاعِ شَرْطٍ وقَسَمْ ∗∗∗ جَـــــــوَابَ مــا أخَّــــــرْتَ فَهْــــوَمُلْـــتَزَمْ
(﴿قَالَ﴾ لهم لوط عليه الصلاة والسلام: ﴿إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ﴾ المبغضين)، هذا فيه نوع من التحدي لهم؛ يعني إن أخرجتموني فأنا راضٍ بذلك، ولا يهمني إخراجي، لماذ؟ لأني لعملكم من القالين، والإنسان المبغض لعمل قوم هل يحب أن يبقى معهم؟ لا يحب أن يبقى معهم، فكأنه يقول: أنا لا يهمني إذا خرجت؛ لأنني لا أرغب في المقام معكم وأنتم على هذا العمل الخبيث الذي أبغضه، والإنسان أشد ما يكون عليه أن يبقى مع قوم يكرههم، يقول المتنبي:
؎وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَى ∗∗∗ عَـــــــــــــدُوًّا لَهُ مَــا مِنْصَــــــدَاقَتِهِ بُـــدُّ
وهذا صحيح؛ أن تبقى مع قوم تكره أفعالهم هذا صعب على النفوس، فكأنه يقول: أنا أرغب هذا، ومستعد له، ولا أبالي بإخراجكم، وفي هذا دليل..
* طالب: (...).
* الشيخ: إي نعم، (...).
* وفيه دليل: على أنه يجب على كل مؤمن أن يبغض عملهم؛ عمل هؤلاء القوم؛ لأن الرسل يقلونه يبغضونه، وهذه هو فائدة الجمع، ﴿مِنَ الْقَالِينَ﴾؛ أي: المبغضين له، وإن كان هو ما فيه إلا قليل من الذين آمنوا معه ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الذاريات ٣٥، ٣٦]؛ يعني أنه ما آمن معه أحد إلا أهل بيته، ولا هم كلهم بعد، امرأته كانت من الكافرين.
﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ يقوله المؤلف: (من عذابه)، ولا شك أن هذا التأويل قاصر؛ لأن ﴿مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ أي: من فعله، ومن عذابه أيضًا، ولا يمتنع أن يسأل الله تعالى أن ينجيه من هذا العمل، لا يمتنع ذلك أبدًا وإن كان الرسل لا يمكن أن يعملوه؛ لأن الصواب المقطوع به أنهم معصومون مما يُخِل بالشرف والكرامة، وعمل قوم لوط، هذا يخل بالشرف، لكنه هو دعا لنفسه وأهله ﴿نَجِّنِي وَأَهْلِي﴾ وأهله معصومون من ذلك؟ ليسوا معصومين، الصواب أنه سأل الله أن ينجيه من عملهم ومن عذابهم.
قال الله تعالى: ﴿فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ﴾، الفاء للتفريع؛ يعني فتفريعًا على دعوته أجيب: نجيناه وأهله أجمعين.
(﴿إِلَّا عَجُوزًا﴾ امرأته ﴿فِي الْغَابِرِينَ﴾ الباقين أهلكنا)؟
* طالب: (أهلكناها).
* الشيخ: (أهلكناها) اللي عندي أحسن، كأنه يريد إن (أهلكنا) مُسَلَّط على قوله: ﴿عَجُوزًا﴾ إلا عجوزًا أهلكنا؛ يعني إلا أن أهلكنا عجوزًا، واللي عندكم أيضًا لها معنى أوضح؛ لأنه إذا قال: الباقين أهلكنا قد يظن الظان أن المراد أهلك الباقين.
على كل حال استجاب الله دعوته فنجاه وأهله. ﴿أَجْمَعِينَ﴾ يدل على أن الأهل كانوا عددًا كثيرًا، والصحيح أننا لا ندري كم عددهم، إنما أهله ولكن ﴿أَجْمَعِينَ﴾ يدل على الكثرة؛ لأن ﴿أَجْمَعِينَ﴾ هذه جمع، أدنى ما يُقال فيه ثلاثة، مع أن هذه الكلمة ﴿أَجْمَعِينَ﴾ تدل على جماعة؛ جماعة مستكثرة.
وقوله: ﴿إِلَّا عَجُوزًا﴾ شوف -والعياذ بالله- هذه المرأة عجوز كبيرة في السن، وكان الذي ينبغي لكبير السن أن يكون منيبًا إلى الله عز وجل؛ لأنه قريب من الموت، هو أقرب إلى الموت من الشاب، ولكن -والعياذ بالله- كفانا الله شر العجز، والشابات هي صارت خبيثة والعياذ بالله، كافرة بالله لكنها كاتمة لذلك؛ ولهذا قال الله تعالى في سورة التحريم أيش؟ قال: ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم ١٠] ليست خيانة شهوة وزِنى، ولكن خيانة كفر؛ ولهذا قال: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ﴾ ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم ١٠] لم تشعراهما بكفر، فما علم بكفرهما.
* طالب: هي كانت مؤيدة لفعل القوم؟
* الشيخ: إي، هذا إقرار بالكفر، هي كافرة ومؤيدة أيضًا زيادة.
والإقرار (﴿إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾ الباقين)، الغابر يُطلَق على معانٍ، منها الباقي، ومنها الماضي أيضًا، فيكون فيه ما يُسمَّى بالأضداد؛ لأن اللغة فيها كلمات تصلح للشيء ولضده؛ تسمى الأضداد.
﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ﴾ بعد أن انتهينا لوطًا وأهله. ﴿دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ﴾؛ لأنه بعد أن أمر أن يسير بأهله ليلًا ويخرج من البلدة إلا امرأته، دمر الله هذه البلدة؛ يعني فخرج، ثم دُمِّرت.
﴿الْآخَرِينَ﴾ المراد به مَنْ؟ قومه. قال المؤلف: (أهلكناهم).
(﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا﴾ حجارة. قال: من جملة الإهلاك)، من جملة الإهلاك أن الله سبحانه وتعالى أمطر عليهم مطرًا، والظاهر لي أن قوله: ﴿وَأَمْطَرْنَا﴾ عطف تفسير على قوله: ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا﴾؛ لأن هذا هو الذي دُمِّروا به، أن الله أمطر عليهم مطرًا، وما هو المطر؟ ﴿حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود ٨٢]: متتابع، مسومة عند الله.
يقول تعالى: (﴿فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ مطرهم) ﴿فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ أي: مطر هؤلاء القوم وإنما قال: ﴿الْمُنْذَرِينَ﴾؛ لبيان أنها قد قامت عليم الحجة ولم يمطروا بالعذاب إلا بعد أن أُعذِر منهم.
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ في هذه الآية وغيرها من الآيات ما يدل على أن قوم لوط أُهلِكوا بهذه الحجارة؛ بالتدمير بالحجارة، وليس بالقلب، كذا؟
* طالب: في هذه الآية وغيرها من الآيات ما يدل على أن قوم لوط أُهلِكوا بالحجارة.
* الشيخ: وليس بالقلْب، كما هو مشهور عند أهل العلم وكثير من المفسرين أن بلادهم حُمِلت إلى عنان السماء، ثم قُلِبَت، هذا ما في القرآن ما يدل عليه، ما في القرآن إلا: ﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا﴾ [الحجر ٧٤]، وجعل العالي هو السافل يكون بغير القلب، فإن هذه الحجارة إذا نزلت على المنازل وهدمتها صار العالي من المنازل صار سافلًا، ثم إنها إذا قُلِبت مثلًا وصار الناس في باطن الأرض فما قيمة الحجارة حينئذٍ؟ ما لها قيمة.
والمهم أنه ليس في الأمر عن النبي ﷺ ما يدل على أن أرضهم حُمِلت وقُلِبت، وما دام أنه ليس في الأمر ما يدل على ذلك فالأولى أن يقال: إنهم دُمِّروا بهذه الحجارة والإشكال الذي في قوله: ﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا﴾ [الحجر ٧٤] ينحل بقولنا: إنها إذا تهدمت البيوت صار العالي سافلًا، صار أعلاها سافلًا.
* ويستفاد من هذه القصة: أولًا: السعادة في توحيد الله، والأمر بتقواه إلى آخره، هذا سبق، والإخلاص في الدعوة لله سبحانه وتعالى، وأنه لا ينبغي للداعي أن يأخذ على دعوته أجرًا، كل هذا سبق، لكن يستفاد به أن من بني آدم من تُقلب طبيعته وفطرته حتى يستحسن الخبيث؛ لأن هؤلاء هذه حالهم.
* وفيه أيضًا: زيادة الإنكار فيما إذا كان للإنسان مندوحة عن الحرام؛ لقوله: ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ﴾.
* وفي الآية دليل: على جواز الاستمتاع بالزوجة استمتاعًا مطلقًا؛ لقوله: ﴿مَا خَلَقَ لَكُمْ﴾.
* وفيه دليل: على أن من تجاوز الحلال إلى الحرام فهو عادٍ ظالم لنفسه ولغيره؛ لقوله: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾.
* وفيه دليل: على أن المعاندين للرسل إنما يلجؤون إلى قوتهم وسلطتهم لا إلى العقل والإقناع؛ لقوله: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾، وقال ذلك قوم نوح: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾ [الشعراء ١١٦]، لكن عذاب آخر، وكذلك أيضًا قاله فرعون، لمن؟ لموسى: ﴿لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ [الشعراء ٢٩]، وقاله آزر لابنه إبراهيم: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ﴾ [مريم ٤٦]، كل هذا مما يدل على أن هؤلاء الذين يهددون بالسلطة لا بالإقناع والعقل، هؤلاء لا حُجَّة لهم.
* وفيه دليل: على أنه يجب على الإنسان أن يبغض ما أبغضه الله؛ لأن هذه طريقة الرسل؛ ﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ﴾.
* وفيه دليل: على أنه لا غنى لأحد عن دعاء الله ﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾، وأما قول بعض العارفين الجاهلين: علمه بحالي يغني عن سؤالي، فهذا قول باطل، الله يعلم بحال كل أحد، ومع ذلك ما زالت الرسل وأتباعهم يدعون الله تبارك وتعالى.
* وفيه دليل: على وجود الرب سبحانه وتعالى؛ لقوله: ﴿رَبِّ نَجِّنِي﴾ ﴿فَنَجَّيْنَاهُ﴾، وهذا دليل حسي ظاهر.
* وفيه دليل: على إجابة الله للدعاء، وهذه الإجابة تتضمن عدة صفات؛ تتضمن العلم، والقدرة، والرحمة.
* وفيه دليل: على أن الله سبحانه وتعالى ينقد أهل الحق إهلاك الكافرين، ويهلك الكافرين ولو كانوا في أحضان أهل الحق؛ لأن الله أنجا لوطًا، وأهلك امرأته وهي في أحضانه، وهذا هو السر في قوله: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الذاريات ٣٥، ٣٦] التعبير القرآني، المؤمنون نجوا ولَّا لا؟ لكن البيت المسلم ما نجا كله، المرأة التي كانت تتظاهر بالدِّين وهي مسلمة ظاهرًا، هذه ما نجت؛ ولهذا قال: ﴿غَيْرَ بَيْتٍ﴾ منين؟ ﴿مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ فالبيت هذا أهله مسلمون، لكن ليس كلهم مؤمنين، كان فيهم هذه المرأة العجوز، كانت كافرة، وليس في الآيه دليل كما يقول بعض الناس، ليس فيها دليل على أن الإيمان هو الإسلام؛ لأن فرق بين هذا وهذا.
* وفي الآية أيضًا دليل: على أن القرب من الأنبياء والأولياء لا يغني الإنسان شيئًا، منين نأخذه؟ من أن هذه زوجة نبي ومع ذلك هلكت مع من هلك، فكون الإنسان قريبًا من إنسان ولي لله لا يفيده شيئًا، أبو لهب عم النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك ما نزل من القرآن في أحد معين من الكفار سوى أبي لهب عم النبي عليه الصلاة والسلام، وما نزل القرآن في تسمية شخص بعينه من المسلمين إلا في زيد بن الحارث مولى من الموالي من أبعد ما يكون عن الرسول عليه الصلاة والسلام؛ وبهذا يتبين أن القرب قرب النسب، وقرب المصاهرة وغيره لا يغني عن الإنسان شيئًا، وتأمل آية سورة التحريم، نزلت فيها قصة: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ﴾ [التحريم ١٠] ﴿ضَرَبَ اللَّهُ﴾؛ لأن عائشة وحفصة اللتين تظاهرا على النبي ﷺ قد يغترا بقربهما من الرسول ﷺ فيعملا ما عملاه، فبين الله سبحانه وتعالى أنه لا تنفعهما صلتهما بالنبي ﷺ.
* وفي هذا دليل: على أن عقوبة الله سبحانه وتعالى تتنوع حسب العمل؛ لأن هنا أُمطِروا مطرًا حتى هُدِّمت منازلهم وصار عاليها سافلها، ثم خُصف بها فيما بعد؛ ولذلك الآن هي بُحيرة اسمها الآن بحيرة لوط، معروفة.
* طالب: (...).
* الشيخ: إي نعم، لكنه بحر ميت؛ لأنه غير متصل بالبحار.
* طالب: (...) البحر الميت.
* الشيخ: ويكون أيضًا ماء يعيش فيه السمك والحوت في مثل ما يعيش فيه غيره، وفيه لكن مو مثل غيره؛ لأنهم (...) بحار عميقة، فلا يكون في ذلك شيء صغير وكبير.
* طالب: (...) عاد مثلًا؟
* الشيخ: إي، عاد ممكن على أساس أنه خصف به.
وفي هذا استدل بعض العلماء أخذًا من هذه القصة أن اللوطي يُقتل بأن يُرمى بالحجارة حتى يموت قياسًا على رمي الله تعالى على هؤلاء بالحجارة، والمسألة كما أشرنا إليه سابقًا فيها خلاف؛ من العلماء من قال: أن اللوطي لا يُتعرَّض له، ولا يقال له شيء؛ هذا قول. والقول الثاني: أنه يُعزَّر بالضرب والحبس وما أشبه ذلك.
والقول الثالث: أنه كالزاني، إن كان محصنًا رُجِم، وإن كان غير محصن جُلِد وغُرِّب.
والقول الرابع: أنه يقتل بكل حال سواء كان محصن أم غير محصن ولكن كيف يقتل؟ قيل: بالرجم، وقيل: بالسيف، وقيل: بالتحريق، وقيل: بإلقائه من شاهق وإتباعه الحجارة، وهذا الأخير القول الخامس، أظن أربعة، القول الرابع هو الذي اتفق عليه الصحابة أنه يُقتل.
أولًا: لا يتعرض له، أنه يُعزَّر، أن حده كحد الزاني، الرابع: أنه يقتل بكل حال، ثم اختلفوا في صفة القتل، وهذا القول هو الصحيح المتعيِّن؛ أنه يُقتل بكل حال فاعلًا كان أم مفعولًا به، إذا كان بالغًا عاقلًا؛ لأن هذا ليس كالزنى أشد وأعظم؛ ولأنه أمر لا يُمكن التحرز منه بخلاف الزنى، الزنى يمكن التحرز منه، لكن هذا لا يمكن فإنه لو أن خبيثًا أمسك بيد أمرد ما أحد يقوله، أيش الأمر هذا؟ وليش تمسك إيده، وما أشبه ذلك؟ فهو أمر لا يتحرز منه، يأتي في نوادي الرجال وغيرها، فهذا هو الصواب المقطوع به.
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله، أن الصحابة أجمعوا على قتله، أما من قال: إنه لا يتعرض له أيش حجته؟ قال: لأن هذا مما تنفر عنه الطباع، وما تنفر عنه الطباع يُكتفى بالرادع الطبيعي، كما قلنا: إن شارب البول لا يتعرض له، وشارب الخمر يُجلد؛ لأن الخمر تدعو النفس إليه، وهذا لا تدعو النفس إليه.
هذا قول باطل لا الأصل ولا الفرع، فإن قوله: (إنها لا تدعو النفوس إليه)، نقول: صحيح، النفوس السليمة لا شك لا تدعو إليه، وتستهجنه، وتستقبحه، لكن ألا يوجد هناك نفوس خبيثة؟
* طالب: بلى.
* الشيخ: شهواه أكثر من النساء، شهواه -والعياذ بالله- أكثر من النساء، يهجرون نساءهم في فروجهن، ويذهبون إلى هذه الفعلة الفاحشة.
ثانيًا: قوله: إن البول لا يُعزَّر على شربه ويُكتفى بالرادع الطبيعي، هذا باطل أيضًا، بل يجب أن يُعزَّر على فعله، ومن رأيناه يشرب بولًا يجب أن نعزره؛ لأنه فعل محرمًا، والتعزير واجب في كل معصية لا حد فيها ولا كفارة؛ فالصواب أنه يُقتل بكل حال والله المستعان.
* طالب: (...).
* الشيخ: إي نعم، لا يعذب بالنار إلا الله سبحانه وتعالى[[أخرجه البخاري (٢٩٥٤) من حديث أبي هريرة.]]، لكن كأنهم رأوا لعِظَم هذا الفعل، وأن المقصود بالتعذيب بالنار في الأمور التي دون هذا وإلا فقد وقع ذلك في أبي بكر رضي الله عنه، ومن عبد الملك بن مروان؛ ثلاثة من الخلفاء كلهم اتفقوا عليه.
* طالب: الراجح؟
* الشيخ: الراجح الرجم.
* الطالب: قوله: (...).
* الشيخ: لا، ما فيه إلا كلام المؤرخين.
* الطالب: (...)؟
* الشيخ: حد لوطي؛ يعني الْمُحصَن يُرجم.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، إحنا قلنا: إن حده القتل بكل حال؛ يعني لو يتلوَّط من له سبع عشرة سنة كمن له ست عشرة سنة قُتِلا جميعًا، وإن كان ما لهم زوجان لو ما تزوجوا.
* الطالب: رواية المذهب هذه.
* الشيخ: المذهب ضعيف في هذه المسألة.
* الطالب: (...) الرواية الثانية.
* الشيخ: وين؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: فيه قول ثانٍ اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، ما أدري فيه رواية عن أحمد ولَّا قول..، يعني ما فيه وجه قوي للأصحاب هذا، وممن قال به شيخ الإسلام، لكن كونه رواية ما أدري.
* طالب: ﴿قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي﴾ [الحجر ٧١].
* الشيخ: إي، يعني أزوجكم إياهن.
* الطالب: (...).
* الشيخ: بعض المفسرين قال: بناتي؛ يعني بذلك بنات الأمة؛ لأن الرسول أب لقومه، فيكون لهم بمنزلة الأب.
* الطالب: وجيه هذا؟
* الشيخ: ما هو بوجيه لكن اللي دعاهم إلى هذا قالوا: إن بناته مسلمات مؤمنات، وهؤلاء كفار، والكافر لا يتزوج بالمؤمنة فيقال: الجواب على هذا إما أن شريعتهم تبيح ذلك، أو أن معنى ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِي﴾ يعني فأسلموا وتزوجوهن ويكون المعنى مفهومًا.
* طالب: (...).
* الشيخ: كم هم اللي جايين؟ ما يخالف، كم اللي جايين؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يقينه جاي الناس.
* الطالب: جاي الناس.
* الشيخ: لأنهم ذهبوا يبشر بعضهم بعضًا بهؤلاء القوم.
* الطالب: (...).
* الشيخ: إي، المهم..
* الطالب: جاء أهل المدينة (...).
* الشيخ: إي نعم، ما يخالف لكن ما هو بالمعنى أنه بيقسم بناته على كل المدينة قطعًا، لكن المعنى أني أزوجكم بناتي وإن لم يتزوج منكم عدد يقابل بناتي فالباقي يخدوا من النساء (...).
ثم إن هذا بالحقيقة كأنه يقول: أنا أحافظ على ضيوفي أكثر مما أحافظ على أي شيء آخر؛ يعني فإني أبغي أحميهم حتى إني أتنازل عن بناتي أزوجهن من أجل المحافظة على هؤلاء الضيوف؟
* طالب: دليل من قال بإلقاء (...)؟
* الشيخ: بناءً على أن القرى هذه يعني رُفِعت، ثم قُلِبَت.
{"ayahs_start":160,"ayahs":["كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطٍ ٱلۡمُرۡسَلِینَ","إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ","إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ","فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ","وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","أَتَأۡتُونَ ٱلذُّكۡرَانَ مِنَ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّنۡ أَزۡوَ ٰجِكُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٌ عَادُونَ","قَالُوا۟ لَىِٕن لَّمۡ تَنتَهِ یَـٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُخۡرَجِینَ","قَالَ إِنِّی لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِینَ","رَبِّ نَجِّنِی وَأَهۡلِی مِمَّا یَعۡمَلُونَ","فَنَجَّیۡنَـٰهُ وَأَهۡلَهُۥۤ أَجۡمَعِینَ","إِلَّا عَجُوزࣰا فِی ٱلۡغَـٰبِرِینَ","ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡـَٔاخَرِینَ","وَأَمۡطَرۡنَا عَلَیۡهِم مَّطَرࣰاۖ فَسَاۤءَ مَطَرُ ٱلۡمُنذَرِینَ","إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِینَ","وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ"],"ayah":"ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡـَٔاخَرِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق