الباحث القرآني

﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الشعراء: ١٥٦] يقول المؤلف: إنه عظيم (بعظم العذاب)؛ يعني: وليس اليوم نفسه هو العظيم، ولكن لوقوع العذاب فيه صار عظيمًا. والعظيم وصف لليوم، وهل العظيم وصف مدْح أو وصف ذم؟ * طالب: على حسب السياق، وصف ذم. * الشيخ: إي، لكن هو في الحقيقة وصْف مدح، ودليل على القوة فيما وُصف به، حتى إن كان عذابًا فهو دليل على قوة العذاب؛ إن كان خيرًا فهو دليل على قوة هذا الخير، المهم أن العظمة من حيث هي معنى من المعاني تدل على الكمال والمدح، سواء كان هذا في عذاب أو في نعمة. وقوله: ﴿عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ كثير من الناس يتحاشون أن يصفوا المخلوق بالعظيم، ولكن الحقيقة لا وجه لهذا؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [النمل ٢٣]، ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ [النبأ ١، ٢]، ﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة ٧٦]، فوصف الله تعالى بالعِظَم نفسه وكلامه ووحيه، ووصف به أيضًا بعض مخلوقاته؛ مما يدل على أنه لا بأس به. وقد كان ناس يتحاشون أيضًا من قول: المعظَّم، وهذا أيضًا لا يُتحاشَى منه؛ والسبب أن الْمُعظَّم ليس عظيمًا، الْمُعظَّم قد لا يكون عظيمًا. قد يُعظَّم من ليس بعظيم، وهو أقل رتبةً من العظيم، فإذا كان العظيم جائزًا إطلاقه فالمعظَّم من باب أولى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب