الباحث القرآني
ثم قال لهم: (﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ﴾ أنعم عليكم ﴿بِمَا تَعْلَمُونَ﴾ )، ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي﴾ هنا أتى بالوصف لأن ﴿الَّذِي أَمَدَّكُمْ﴾ الاسمُ الموصول وصلتُه بمنزلة الاسم المشتق؛ يعني: واتقوا المادَّ لكم، والاسم المشتق أو اسم الفاعل وصف ظاهر، فهنا انتقل من وصف الألوهية إلى وصف الربوبية الخاص الذي نالهم منه، وهو ﴿الَّذِي أَمَدَّكُمْ﴾؛ لأن إمداد الله تعالى بالنعم من مقتضى الربوبية.
وقوله: ﴿الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ﴾ أتى بهذا الوصف أيضًا إقامة للحجة عليهم؛ لأن من أمدَّك بهذه النعم كان أولى أن تتَّقيه، وقوله: ﴿بِمَا تَعْلَمُونَ﴾ مبهمٌ؛ لأن (ما) اسم موصول، والاسم الموصول مبهم وعام، ثم فصله بقوله: ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ﴾ [الشعراء ١٣٣]، وقد ذكرنا أن من فوائد التفصيل بعد الإجمال أو البيان بعد الإبهام أن منه فوائد، من فوائده كذا؟
* طالب: تنبيه المخاطب (...).
* الشيخ: كيف تنبيهه؟
* الطالب: فإذا كان مثلًا يقرأ ﴿أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ﴾ يشعر براحة، ثم بتنبيه إذا كان غافلًا؛ لأن السياق تغيَّر، فمن المبهم إلى المبين، فمن الواضح أن فيه تنبيهًا.
ثانيًا: أيضًا فيه تشويقٌ؛ لأن الإنسان يحب الاستطلاع، فإذا أبهم إليه الأمر ووضح اشتاق إليه ورسخ في ذهنه.
* الشيخ: (...) ترسيخ الشيء في الذهن؛ لأنه إذا جاء مبهمًا تشوف له الذهن، فإذا بُيِّن له بعد ذلك رسخ فيه، طيب بعده.
* طالب: (...) الحكم عليه.
* الشيخ: لا.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، هذا في الإظهار في مقام الإضمار.
* طالب: ما هو بتأكيد هذا المعنى.
* الشيخ: كيف تأكد تأكيدًا؟
* طالب: لأن خطه في (...) أظهره ثم أكده.
* الشيخ: يعني العناية به؟
* طالب: العناية به.
* الشيخ: العناية به نعم، هذا من فوائده العناية؛ لأن كونه يبهمه ثم يبينه، أو يجمله، ثم يفصله لأجل أن الإنسان يتشوف إليه (...) إليه معناه أنه أمر يُعْتَنى به، كما أن فيه أيضًا تأكيدًا؛ لأنه ذكر مرتين؛ مرة مبهمًا، ومرة مُفصَّلًا أو مبينًا، فإذن الثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: هو تشويق السامع أو المخاطب لفهم هذا المعنى.
والشيء الثاني: ترسيخ المعنى في هذا الذهن.
والشيء الثالث: بيان العناية به أي في الأربع.
والشيء الرابع: تأكيده بذكره مرتين؛ مرة مُجْمَلًا ومرَّة مُفصَّلًا، أو مبهمًا ثم مُبينًا.
قوله: ﴿أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ﴾ أيضًا ما قال: أمدكم بأنعام وبنينَ، من أول الأمر بالنسبة لهذه الآية بالذات بين لهم أن الله أمدهم بأمر لا يمكنهم إنكاره؛ لأنهم يعلمونه، فقدَّم ﴿بِمَا تَعْلَمُونَ﴾ على ذكر المنعم به لإقامة الحجة عليهم؛ حيث إن هذه نِعمٌ مفهومةٌ لهم ولَّا لا؟ مفهومة ومعلومة، فلا يمكنهم إنكارها أولًا: ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الشعراء ١٣٣، ١٣٤]، (أنعام) جمع (نِعَم)، أو جمع (نَعَم)؛ يعني الإبل، وإذا قلت: إن (نِعمة) جمعها (نِعَم)، وجمع نِعَمٍ أنعامٌ، صار المراد بالأنعام ما هو أعم من الإبل؛ يعني كأنه يقول: بنِعَمٍ كثيرة.
وقوله: ﴿وَبَنِينَ﴾..
* طالب: (...) البقر الأنعام.
* الشيخ: المعروف أنها للإبل فقط، لكن إذا قيل: بهيمة الأنعام تشمل الثلاثة «خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٩٤٢)، ومسلم (٢٤٠٦ / ٣٤) من حديث سهل بن سعد.]].
قال: ﴿وَبَنِينَ﴾ الذكور من الأولاد، وخَصَّ البنين؛ لأنهم أبلغ في شرف الإنسان، ولأن أولادهم يكونون قبيلة، لكن أولاد البنات من غيرهم قبيلة ولا (...) أسرة.
وقوله: ﴿وَجَنَّاتٍ﴾ بساتين، ﴿وَعُيُونٍ﴾ أنهار، وهذا مما يدل على أن هذا (...) من الماء إن كان فيه بساتين وكان فيه أنهار، ولعل هذا يوحي به أيضًا قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ جَزِيرَةُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا»[[أخرجه مسلم (١٥٧ / ٦٠) من حديث أبي هريرة.]]، فإن قوله: «حَتَّى تَعُودَ» العَودُ بعدَ البدْءِ، هذه الجنات بساتين ليست مجرد بستان فقط؛ لأنه لا يُسمَّى جنَّة إلا إذا كان كثير الأشجار والزروع، حيث يَجُنُّ مَن فيه ويسترُه.
والعيون جمع عين، وقول المؤلف: إنها أنهار باعتبار جريانها، وإلا فالعيون هي التي تنبُعُ من الأرض، والأنهار كما هو معروف ما هو بينبع من الأرض وإنما يأتي من الأمطار والثلوج وغيرها.
(﴿إنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ عَذَاب يَوْم عَظِيم﴾ في الدنيا والآخرة إن عصيتموني)؛ يعني: إن استمررتم على ما أنتم عليه من الكفر بهذه النعم العظيمة، فأخاف عليكم عذاب هذا اليوم، وقوله: ﴿عَظِيم﴾ صفةٌ لليومِ، لكن يقول: (في الدنيا والآخرة) وصف هذا العذاب بالعظم في الدنيا باعتبار ما عداه، وأما وصفه بالعِظَم في الآخرة فظاهر؛ لأنه عظيم أعظم ما يكون في الآخرة، ﴿قَالُوا﴾ في الجواب بعد هذا التذكير بالنعم وبعد هذا الوعد، الجواب: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾، أعوذ بالله! كبرياء عظيم، ﴿سَوَاءٌ﴾ بمعنى (مَستَوٍ)، وهي خبر مُقدَّم، و﴿أَوَعَظْتَ﴾ الجملة الاستفهامية هذه في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر؛ يعني وَعْظُك وعدمه سواء، وهذا من المواضع التي تكون مؤولة بالمصدر بدون حرف مصدري؛ لأن هنا مؤول بمصدر مع أن اللي داخل عليها أداة الاستفهام لكنها بعد (سواء) هكذا تُعامَلُ؛ تُؤَوَّل وما بعدها بمصدر، ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ [المنافقون ٦]؛ أي: استغفارك وعدمه، ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾ [البقرة ٦]؛ أي: إنذارك وعدمه.
طيب يقولون: (﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾ أصلًا أَيْ لَا نرعوي لوعظِك)، شوف كيف الجبروت! أوعظت بالفعل أمْ لم تكن من الواعظين لم يكن وصفُك الوعظ، سواء تركت الوعظ أمْ لم تتركه؛ لأن هنا قالوا: سواء علينا أوعظت أمْ لم تعظ ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾، ولهذا الشارح قال: (أصلًا) المفسِّرُ؛ يعني لم تكن صفتك الوعظ لا يهمنا أن تكون واعظًا أو غير واعظٍ، ولا أن تعظنا بالفعل أو لا تعظنا، كل الأمر عندنا سواء.
وإنما قالوا ذلك لأن الإنسان قد لا يكترث بالواعظ لكونه غير أهل، وقد لا يكترث به عنادًا، وهؤلاء لما قالوا ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾، دَلَّ ذلك على أنهم يقولون: إنهم معاندون حتى وإن كنت مِن غير أهل الوعظ، أو وعظت وأنت من أهل الوعظ، وفي هذا من بلاغة القرآن ما هو ظاهر؛ لأنهم قالوا: سواء علينا أوعظت أمْ لم تعِظْ، لكن ربما يقولون: إنه قد يعِظُ وليس أهلًا للوعظ، ولكن لما قالوا: ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾؛ يعني: لم تكن ممن يستحقون أن يوصفوا بهذا الوصف يصير في الجملتين شبه اكتفاء؛ أوعظت أمْ لم تعِظْ، أكنت من الواعظين أمْ لم تكُنْ من الواعظين؛ يعني كونه قابَلَ ﴿أَوَعَظْتَ﴾ اللي تدل على الفعل؛ على وقوع الوعظ بأن لم تكن من الواعظين التي تدل على الوصف بكونه واعظًا.
يُؤخَذُ من هذا أنه حذف من كل واحدة ما يقابلها اختصارًا للوضوح. أيش يصير التقدير على هذا؟ أوعظت أمْ لم تعِظْ، أكنت واعظًا تستحق أن ينصرف الناس لك ويأخذوا منك، أمْ لم تكُنْ واعظًا، وهذا غاية ما يكون من بلاغة القرآن، وبالنسبة لهم غاية ما يكون من الاستكبار وعدم الاكتراث بوعظهم، فهمتم الآن الحكمة؟ بأنه قال ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾ ولم يقل: (أمْ لم تعظْ) لأجل أن يُؤْخَذ من كل جملة أو من كل كلمة ما يقابلها ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾.
(﴿إِنْ﴾ مَا) يعني نافية، (﴿هَذَا﴾ الذي خوَّفتنا به، ﴿إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾؛ أي اختلاقهم وكذبهم)، يعني أنك أنت يا هودُ ما جئتنا إلا بأمر اختلقه من قبلك، فكذبوه هو ومن قبله أيضًا، وقالوا: هذا خلق الأولين، خُلُقُهم بمعنى اختلاقهم وافتراؤهم وكَذِبهم، كما قال الله تعالى عن إبراهيم: ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ [العنكبوت ١٧]؛ يعني تختلقونه.
﴿﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خَلْقُ الْأَوَّلِينَ﴾ ﴾، وفي قراءة بضم الخاء واللام ﴿خُلُقُ﴾، والقراءة هذه سبعية بناء على قاعدة المؤلف إذا قال: (قُرِئَ) للشاذ، (وفي قراءة) للسبعية.
(أي ما هذا الذي نحن عليه من أنْ لا بعث إلا خلق الأولين؛ أي طبيعتهم وعادتهم)، المؤلف على القراءة الثانية يرى أن اسم الإشارة يعود لا إلى قول هود ولكن إلى ما كانوا عليه، وعلى قراءة ﴿خُلُقُ﴾ يرى أنه عائد على قول هود، وسياق الآية يدل على أنه راجع إلى قول هود، سواء بضم الخاء أو بفتحها؛ أما فتحها فظاهر ﴿﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خَلْقُ الْأَوَّلِينَ﴾ ﴾، وأما ضمها فهو أيضًا ظاهر؛ كأنهم يقولون: إن ما جئت به هو خلق الأولين من قبلك؛ يعني دأبهم الذي كانوا عليه؛ يعني الأنبياء السابقين، فعلى هذا يكون مرجع الإشارة واحدًا، أما على رأي المؤلف: ﴿﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خَلْقُ الْأَوَّلِينَ﴾ ﴾ يريد أن يحتجُّوا به هم، كأنهم يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة وهذا ما عليه آباؤنا، فسنبقى عليه، والآية محتملة لكنها في الأول أظهر؛ أولًا: لأن القراءتين يفسِّر بعضهما بعضًا، والثاني: أنهم يريدون أن يردُّوا على قوله هو لا أن يبرروا فعلهم، ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ [الشعراء ١٣٧، ١٣٨]، هذا إنكارٌ لقوله: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، كأنهم يقولون: ما تخوَّفت ليس له أصلٌ، فما نحن بمعذَّبين.
وتأمَّل هذا التعبير الذي أتى مُؤكَّدًا بالباء في قوله: ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾، لم يقولوا: وما نحن معذَّبين، ثم أتوا بالوصف ﴿بِمُعَذَّبِينَ﴾ بالجملة الاسمية للدلالة على انتفاءِ هذا أبدًا؛ لأن الجملة الاسمية تدل على الثبوت؛ ثبوت مدلولها، فعليه يكونون قد أنكروا أن يُعذَّبوا وادعوا أنهم لن يعذبوا أبدًا ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾، ولكن هذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَّنَى عَلَى اللَّهِ الْأَمَانِيَّ»[[أخرجه الترمذي (٢٤٥٩) وابن ماجه (٤٢٦٠) من حديث شداد بن أوس.]]، هؤلاء -والعياذ بالله- أتبعوا أنفسهم أهواءهم وتمنوا على الله الأماني إن كانوا مُصدِّقين بالبعث ما ندري، ربما يكونون مكذِّبين به وأنه لا بعث ولا جزاء ولا عذاب.
﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ [الشعراء ١٣٩]؛ يعني فبهذا القول الذي صدَرَ منهم يصدق عليهم هذا الوصف؛ أنهم كذبوا هودًا، فيكونون مستحقين للعذاب، ولهذا أتى بالفاء (﴿فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ في الدنيا بالريح ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ) أهلكهم الله تعالى بالريح.
ومن العجائب أن الله -سبحانه وبحمده- أهلكهم على حين تشوق منهم للرحمة؛ لأنهم أصيبوا بالجدب والقحط وبقوا مدة وصاروا ينتظرون الفرج بالمطر، فلما أرسل الله هذه الريح و﴿رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾ [الأحقاف ٢٤]، فاستفرحوا بذلك وظنوا أن الفرج قريب، ولكنه كان فرجًا لهودٍ ونقمةً عليهم، قال الله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ﴾ [الأحقاف ٢٤، ٢٥]، وهذه الريح التي بعثها الله سبحانه وتعالى على عادٍ فيها من آيات الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء القوم الأشداء الأقوياء الفخورين بقوتهم على غيرهم أُهْلِكوا بألطف الأشياء وهو الريح، ثم أُهْلِكوا في حال الرجاء أيضًا؛ لأنهم لاحظوا أن النقمة إذا أتت والإنسان يتوقع النعمة، ويش تكون؟ تكون أشد، وكذلك إذا أتت النقمة والإنسان في نعمة تكون أيضًا أشد وأنكى والعياذ بالله.
وفي قوله تعالى: ﴿فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ إلى آخره موعظة لنا بما نسمعه أحيانًا من هذه الأعاصير المدمرة التي تقلع الأشجار وتخرب الديار وتهلك الثمار وتهلك الأعمار أيضًا، ولكن مع الأسف أن الكثير منَّا يصدق عليهم قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ﴾ [الطور ٤٤]، هذا أمر طبيعي، ما هو شيء، الناس الآن يسمعون بالزلازل ويسمعون بهذه الأعاصير ويسمعون بالفيضانات العظيمة، ولكنهم لا يعزونها إلى أنها غضب من الله عز وجل، يعزونها إلى أنها أمر طبيعي، ولهذا ما يتأثر الإنسان بها إطلاقًا ولا كأنها بشيء، بينما ونحن صغار إذا سمعنا أن الأرض زلزلت بأحد، نرتجف نحن ونحن في بيوتنا آمنين؛ لأنه ما كان أحد يقول لنا: هذا أمر طبيعي، وهذا أمر ما يهم، وهذا أمر كائن لا محالة، مثلما أن الكسوف تمامًا؛ كان الناس بالأول إذا كسف القمر -أنا أذكره- يحصل منهم رهبة عظيمة، ويحصل منهم خوف، ويحضرون بأعداد كبيرة إلى المساجد من رجال ونساء وتحت صلاة وبكاء وخوف، الآن لا، ما كأنه بشيء، تجد هذا يشاهد التلفزيون في الأغنية، وهذا يسمع الأغنية من الراديو، إلا أنه -والحمد لله- آخر مرة انكسف القمر هذا العام اعتدلت إذاعتنا بعض الشيء وسائل الإعلام؛ فإنهم نقلوا صلاة الكسوف في التلفزيون وشاهدها الناس، واستفادوا من ذلك فائدة عظيمة؛ لأن أكثر اللي في المملكة من الأجانب ما يعرفون عن الكسوف شيئًا أبدًا؛ لأنهم عندهم هناك ما هم بيصلون، بل نسمع أنهم يطلعون (...) يغنون (...).
* طالب: إي، يغنون (...).
* الشيخ: إي نعم.
* طالب: قولهم: ما استفدنا من الآية أنهم قد كذَّبوا رسالة هود، هذه الآية فيها العناد في آيات أخرى ثبت أنهم لم يصدقوا بهود أيضًا ﴿وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [هود ٥٩]..
* الشيخ: وهم لم يصدقوا عنادًا.
* طالب: قوله: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الشعراء ١٣٥]، ألَا يدل هذا أنه يوم القيامة خاص لأني أخاف عليكم عذابًا عظيمًا.
* الشيخ: لا، حتى اليوم الذي يقع فيه العذاب في الدنيا (...).
* طالب: (...)؟
* الشيخ: ما هو بلازم.
* طالب: (...) ما فيه التخفيف.
* الشيخ: (...) لأن ﴿يَوْمَ﴾ هذا ما عيَّنه، لو قال: عذاب اليوم حتى لو قال: (اليوم) يمكن يكون للجنس.
* طالب: على هذا كأنهم بلغتهم الرسالة يقولون: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾ [الشعراء ١٣٧].
* الشيخ: إي نعم، (...) في قوم نوح (...) في سورة الأعراف صرَّح: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ﴾ [الأعراف ٦٩].
* طالب: لكن هو ترك إليهم -مثلًا- الخلافة في الأرض قوم نوح كلهم هناك، مثلًا ناس من هنا وهنا من قبائل.
* الشيخ: معرف أن قوم نوح لما هلكوا ما بقي إلا ذرية (...) هؤلاء منهم.
* طالب: يعني منهم؛ لأنهم كلهم..
* الشيخ: لا، ما هو كلهم، الظاهر أنهم تنامى الناس بسرعة والله أعلم، وطبعًا تعرف أن هؤلاء نجوا بإيمانهم، فهم سيبقون دهرًا طويلًا على الحق؛ لأنهم ما كثروا ولا تفرقت بهم الأهواء، فسيبقون دهرًا طويلًا على الحق، ثم إنه بعد ذلك حصل هذا التطور وكثر الناس، وصار كل قوم يحتاجون إلى رسول، فبعث الله رسولًا.
* طالب: (...) ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء ١٢٣]، (...) لفظهم كذبوا الرسل الأولون ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾ أو ﴿خَلْقُ الْأَوَّلِينَ﴾.
* الشيخ: إي، هو يؤيد أن المراد خلق الأولين عادة الأولين من الرسل (...)، هم أيضًا بيردون على كلامه، ما هم بيبرروا موقفهم، بيذكرون كلامه بأنه مختلق أو أنه شيء قلَّد غيره وليس له أصل.
* طالب: (...).
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾ [ص ٧].
* الشيخ: ﴿اخْتِلَاقٌ﴾؛ يعني: كذب، (...) الخَلْقُ بمعنى الكذب، وبمعنى الإيجاد.
* طالب: الحكمة في كون بعض الرسل أو بعض الأمم تكرَّر ذكرها في القرآن، وبعض الرسل لم يأت له ذكر قط؟
* الشيخ: هو الله سبحانه وتعالى ما ذكر إلا الرسل المحيطين بالعرب اللي كانوا يعرفون أنباءهم لكن هذا أقوى، أما اللي -مثلًا- في أمريكا وفي أقصى آسيا ما ذكر منهم، لكن نعلم أن الله بعث إليهم رسلًا ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر ٢٤]، لكن ما ذكر الله سبحانه وتعالى من الرسل إلا ما كان حول الجزيرة.
* طالب: أفلا يدل هذا على أن الذي ذكروا في القرآن أفضل من غيرهم؟
* الشيخ: لا؛ لأن اللي غيرهم ما ذكروا لا ما نعرف عنهم شيئًا، إنما أولو العزم الخمسة هؤلاء لا شك أنهم أفضل من غيرهم.
* طالب: (...) ما تكتشفوه إلا حديثًا.
* الشيخ: ما اللي لم نكتشفه إلا حديثًا.
* طالب: (...).
* الشيخ: المهم اللي في القارات هذه ما اكتشفوها إلا قريبًا، لكن هي موجودة من قبل هي موجودة من زمان.
* طالب: (...) قريبًا.
* الشيخ: إي، المهم أنها -سلمك الله- موجودة بلا شك، وموجود فيها ناس، ويُذْكَرُ أن شيخ الإسلام تكلم عن هذا، وقال: لا بد أن هناك أحدًا في المقابل لوجه الكرة الأرضية (...)، ما يمكن تسبح في الأرض بدون عمارة.
* * *
* الطالب: ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (١٥٢) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الشعراء ١٥١ - ١٥٩].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فيما بقي من قصة هود عليه الصلاة والسلام * يستفاد منه: أن الداعية ينبغي له أن يذكِّرَ المدعُوَّ بنعمِ الله عليه. من أين تؤخذ؟
* طالب: (...).
* الشيخ: نعم، ما هي الحكمة من تذكيره بالنعم؟
* طالب: لأن النعم تستوجب الشكر وطاعة المنعم.
* الشيخ: نعم، وأيضًا عقلًا تتضمن ذلك؛ لأن من أحسن إليك فإن من المستحسن عقلًا أن تطيعه فيما يأمرك به.
* وفي هذا من فوائد ما ذكر: أن هذه النعم التي يمد الله بها العبد تستوجب أن يقوم بتقوى الله؛ لأن قوله: ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ﴾، فالتعليل للأمر بالتقوى، فتكون النعم مستوجِبةً لتقوى العبد لربه تبارك وتعالى، لا للأشر والبطر والبُعد عن الله؛ لقوله: ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ﴾، حيث عدَلَ عن قوله: (واتقوا الله) إلى ما ذُكِرَ إشارةً إلى أن هذا سببٌ كبير لوجوب التقوى.
* وفي الآية من الفوائد أيضًا: بيان أنه ينبغي للداعية مع القرن بذكر النعم أن يقرن الدعوة (...). من أين تؤخذ؟
* طالب: من قوله: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.
* الشيخ: من قوله: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.
* وفيه أيضًا: أنه ينبغي إذا كان المقام أنسب أن يكون غير مصرح بذلك؛ لقوله: ﴿إِنِّي أَخَافُ﴾، ما قال: إنكم ستصابون بيوم عظيم، بل قال: ﴿أَخَافُ﴾ كالمتوقِّع له غير الجازم به؛ لأن المقام يقتضي ذلك، ولكل مقام مقال.
* وفيه دليل على أن الله سبحانه وتعالى قد يطبع على قلب العبد فلا يستفيد بالموعظة؛ لقوله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾، هذا إذا لم يكن هذا القول منه كذبًا، فإن كان كذبًا فلا شاهد فيه لذلك؛ يعني إن كان الأمر حقًّا كما يقولون: إنهم سواء وُعِظُوا أم لم يُوعَظُوا فإنه يدل على أن العبد -والعياذ بالله- إذا ران على قلبه ما يعمل لم يستفِدْ بموعظة، أما إن كان كذبًا فإنه يدل على عُتُوِّ هؤلاء القوم وشدة استكبارهم عن الحق.
* وفي هذا دليل في التعبير بقوله: ﴿أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾ على بلاغة القرآن. تؤخذ من أين (...)؟
* طالب: (...) ثم الجملة الثانية ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾ يعني..
* الشيخ: أمْ أنت المقابل لها.
* طالب: أم أنت..
* الشيخ: من ذوي الوعظ.
* طالب: من ذوي الوعظ، أو لست منهم..
* الشيخ: (لست منهم) موجودة ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾.
* الطالب: إي نعم، جمع بين الجملتين في آية واحدة.
* الشيخ: يعني بين المعنيين في كلمتين؛ لأن الحقيقة أنها أربعة معانٍ: وعظت أم لم تعِظْ، كنت من الواعظين أمْ لم تكن، في كلمتين؛ لأنه حذف من كل كلمة ما يقابلها لدلالة الأخرى عليها.
* وفي الآية دليل على أنه لا حُجَّة للمعاندين للرسل سوى التمسك بما كان عليه أسلافهم. من أين تؤخذ؟
* طالب: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾.
* الشيخ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾ على قراءة ﴿خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾ على حسب ما مشى عليه المؤلف، أما على القراءة الثانية ﴿﴿إِلَّا خَلْقُ الْأَوَّلِينَ﴾ ﴾ فإنه * يستفاد منه: أن هؤلاء لم يقتصروا على تكذيب نبيهم، بل تعدَّوا إلى تكذيب غيره أيضًا، مع أنهم لم تطالبهم الرسل السابقون بذلك، إلا أنهم -لعنادهم واستكبارهم- كذَّبوا حتى السابقين، ولأجل أن يقولوا: إن هذا ليس بالأمر البدعي، وإنما ذلك دأب من كان من قبل.
يقول الله عز وجل: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ * ففي هذا دليل على أن التكذيب سبب للإهلاك، فينبغي للمؤمن الذي يعتبِرُ بقصص الأنبياء السابقين أن يحذر من هذا؛ أي: من التكذيب؛ لأنه إن فعل أُهْلِكَ.
ثم في قوله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً﴾ ما سبق.
{"ayahs_start":131,"ayahs":["فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ","وَٱتَّقُوا۟ ٱلَّذِیۤ أَمَدَّكُم بِمَا تَعۡلَمُونَ","أَمَدَّكُم بِأَنۡعَـٰمࣲ وَبَنِینَ","وَجَنَّـٰتࣲ وَعُیُونٍ","إِنِّیۤ أَخَافُ عَلَیۡكُمۡ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ","قَالُوا۟ سَوَاۤءٌ عَلَیۡنَاۤ أَوَعَظۡتَ أَمۡ لَمۡ تَكُن مِّنَ ٱلۡوَ ٰعِظِینَ","إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِینَ","وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِینَ","فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَـٰهُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِینَ","وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ"],"ayah":"وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق