الباحث القرآني

قال: ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء ١٢٣]، وعاد هم قوم هود، ولهذا قال: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء ١٢٤]، ومحل هؤلاء القوم؟ * طالب: في الربع الخالي. * الشيخ: في الربع الخالي، طيب في الأحقاف، ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ﴾ [الأحقاف ٢١] هؤلاء القوم معروفون بالقوة والشدة إلى حد أنهم قالوا: ﴿مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ [فصلت ١٥] كأنهم مسيطرون. وأما المبالغة التي يذكرها المفسرون وهم يؤرخون في كبر أجسادهم وقوتهم فالله أعلم بها، إنما هم بلا شك أنهم قوم أقوياء وأنهم عتاة، يعني جفاة القلوب أقوياء الأبدان، فهم معروفون بالقوة، ولكن الله تعالى أراد أن يوبخهم ويقيم الحجة عليهم بقوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ﴾ [فصلت ١٥] يعني يخفضون رءوسهم، ﴿الَّذِي خَلَقَهُمْ﴾ فهم مخلوقون وهو خالق، فلا بد ضرورة أن يكون الخالق أعلى من المخلوق، وأن يكون المخلوق في قبضته، وهذا هو الحكمة في قوله: ﴿أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ﴾ ولم يقل: أن الله الذي خلق السماوات والأرض، نعم خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، لكن لأجل أن يخفض رءوسهم أكثر ﴿خَلَقَهُمْ﴾، هم بأنفسهم مخلوقون (...). * * * كذبوا نوحًا عليه الصلاة والسلام وهودًا عليه الصلاة والسلام، مع أنه نصحهم هذه النصيحة ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء ١٢٤] وسبق أن الاستفهام هنا؛ أن هذا إما للتحضيض على (...)، للتحضيض، أو أنه استفهام بمعنى التوبيخ، يعني يوبخهم على عدم التقوى: (أَ لا تتقون) يعني يجعل الهمزة وحدها و(لا) وحدها، هذا إذا جعلناه استفهامًا بمعنى التوبيخ. أما إن جعلناه تحضيضًا فإنا نقول: (ألا) جميعًا، نعربها جميعًا. ﴿أَلَا تَتَّقُونَ﴾ من؟ * طالب: الله. * الشيخ: ألا تتقون الله؛ لأن هذه الجملة مختصرة، والمعروف أنه كان يأمرهم مثلًا: اتقوا الله (...). * طالب: ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء ١٢٣] ألا يؤيد (...) ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء ١٠٥] أنهم ليس مقصوده أنه (...)؟ * الشيخ: إي نعم، هذا مما (...).
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب