الباحث القرآني

﴿قَالَ﴾ لهم عليه الصلاة والسلام: (﴿﴿وَمَا عِلْمِي﴾ ﴾ أي علم لي ﴿﴿بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ﴾ [الشعراء: ١١٢]) هذه قد يقال في بادئ الأمر: إنه اعتذار منه، يعني كونهم آمنوا وهم على زعمكم الأرذلون، ويش يدريني أنهم الأرذلون، يعني فأنا ما قصدتهم حتى آمنوا لعلم بهم، ولكن هكذا جرت الدعوة واتبعها هؤلاء. هذا ما يتبادر إلى الذهن في أول الأمر، ولكن الظاهر والله أعلم أن نفيه العلم هنا نفي للتبعية، يعني معناه: أي شيء يكون علي وأي شيء يلحقني في عملهم؟ هل يكونون عاملين هم الأراذل على زعمكم، أنا لا يضرني ذلك، (ما علمي) أي: ما حسابي وما تبعتي التي تلحقوني بها فيما كانوا يعملون. لو قرأت الحاشية عندك: * طالب: مكتوب (...). * الشيخ: طيب يقول.. الآن اتضح المعنى: ما علمي أي علم لي بما كانوا يعملون. هذا على كلام المؤلف، يدعون أنهم إنما تابعوه لينالوا بذلك جاهًا ومالًا فيكونون غير مخلصين في إيمانهم، فيقول: وما علمي فيما كانوا يعملون، أي بما كانوا يعملونه من أعمال القلوب، لا من أعمال الظواهر، ولكن هذا خلاف الظاهر فيما يبدو، بل إن المعنى: إن عملهم هذا ليس عليَّ فيه تبِعة، مهما عملوا، ولو كانوا في زعمكم الأراذل فإن ذلك لا يلحقني بشيء ما دامت رسالتي قائمة وآياتي بينة، فالحجة عليكم قائمة. أما هم حتى وإن كانوا الأراذل عندكم فحسابهم على من؟ ﴿إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي﴾ [الشعراء ١١٣]. (إن) بمعنى (ما)، (ما ﴿﴿حِسَابُهُمْ﴾ ﴾) كما قال المؤلف (﴿﴿إِلَّا عَلَى رَبِّي﴾ ﴾ فيجازيهم)، وأما أنا فما عليَّ من حسابهم من شيء، كما أنه ليس عليَّ أيضًا من حسابكم من شيء. * طالب: (...) المعنى الأول (...) قوة في المعنى (...). * الشيخ: وهي: * الطالب: (...). * الشيخ: نعم، لكن ما هو بالظاهر؛ لأن حسابهم على ربي حتى لو عملوا هذه الأعمال؛ لأن أعمال البواطن ما يمكن أنهم يقدحون بهم لباطلهم، ولقد (...) ما (...). فيقول: حسابهم على الله، ليس عليَّ، وأنا ما عليَّ إلا تبليغ الرسالة. وقوله: ﴿لَوْ تَشْعُرُونَ﴾ [الشعراء ١١٣] الشعور هنا بمعنى العلم، (ما عبتموهم) يعني ما قدحتم فيهم. * طالب: (ما عبدتموهم). * الشيخ: لا غلط (ما عبتموهم). يعني لو أنكم تشعرون بالأمر وتعلمونه ما عبتموهم بقولهم: أراذلنا. ولكن عيبهم إياهم في الواقع لأنهم آمنوا بنوح، فهم أراذل عندهم، هم عندهم أراذل؛ لأنهم آمنوا بمن يرون أنه ليس على حق. ومعلوم أن من اتبع من ليس بحق فهو من أراذل الناس؛ معنًى ولا حسًّا؟ معنًى، اللي يتبع من لم تقم عليه البيِّنة فهو من أراذل الناس معنًى، وإن كان فيما بين الناس قد يكون له جاه، ويكون عزيزًا، فالمعنى: لو تشعرون بالأمر على حقيقته لعرفتم أنهم ليسوا بأراذل، وأن حسابهم ليس عليَّ، وأن عليَّ واجبًا وعليهم واجب.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب