الباحث القرآني

﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ [الشعراء: ١٠٨] هذا معنى مكرر مع ما قبله، لكنه في الأسلوب أشد من الأول؛ الأول حض بصفة العرض: ﴿أَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء ١٠٦] وهنا أمر: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾، وفي هذا دليل على قوة جانب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بحيث توصلوا إلى أن يأمروا أقوامهم، مع أنهم يتحدثون من مصدر القوة ولَّا من مصدر الملتمِس؟ في الواقع من مصدر الملتمِس، لكن هم بأنفسهم أعزاء، يعرفون أنهم يتكلمون من مصدر القوة، أما هم بالنسبة لأقوامهم فإن أقوامهم مستكبرون عنهم، ليسوا مبالين بهم. (﴿﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ ﴾ فيما آمركم به) إذا اتقوا الله وأطاعوا رسوله فقد حققوا شهادة أن لا إله إلا الله وأن هذا رسول الله، وهو أمرهم بهذا، ولا يتم الإسلام في أي زمان أو مكان إلا بذلك، إلا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن هذا رسول الله. بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام نقول ونعين: وأن محمدًا رسول الله. (﴿﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ ﴾ فيما آمركم به من توحيد الله وطاعته). وفي أمرهم بهذا إشارة إلى أنه أُرسل بذلك، أرسل بأن يأمرهم بتقوى الله؛ لأنه قال: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا﴾ والفاء لتفريع ما بعدها على ما قبلها، يعني: فهذه الرسالة التي أُرسلتُ بها تتضمن التقوى وطاعة الرسول؛ لأن طاعة الرسول طاعة للمرسِل.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب