الباحث القرآني
الشيخ: إضافة إلى ما ذُكر قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان ٧٣].
﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ ولم يبين من المذكِّر ليشمل كل مذكِّر؛ وليبين أن قبولهم للتذكير ليس من أجل شخص مذكِّر؛ لأن من الناس من لا يقبل الحق إلا من شخص معين، إذا جاءه من شخص آخر لم يقبله، مثل ما فعل أهل الكتاب بالنبي عليه الصلاة والسلام، وغيرهم أيضًا، لا يقبلون الحق إلا من طائفة معينة أو شخص معين: ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ﴾ [البقرة ١٤٥].
فهنا قال: ﴿إِذَا ذُكِّرُوا﴾ ولم يبين المذكر إشارة إلى أنهم إنما يقبلون الحق؛ لأنه حق، لا من أجل من قال به، نعم، فهم لا يقبلون التذكير لأجل شخص مذكِّر أو يردونه من أجل شخص مذكِّر، وإنما يقبلونه؛ لأنه تذكير، وهذا هو الفائدة في حذف الفاعل.
(﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا﴾ وُعِظُوا ﴿بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان ٧٣]).
هنا: ﴿ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾، هل المراد ﴿ذُكِّرُوا﴾ بها؛ أي أنها جُعلت وسيلة للذكرى أو التذكير، أو ﴿ذُكِّرُوا﴾ بها؛ أي بما حكمت به ليعملوا به؟
* طالب: شامل الجميع.
* الشيخ: شامل الجميع؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: يعني سواء ﴿ذُكِّرُوا﴾ تذكيرًا بواسطة الآيات بأن قُرِأت عليهم ليذَّكَّروا، أو ﴿ذُكِّرُوا﴾ بها؛ أي: قيل لهم اذكروا أحكام الله واعملوا بها، فهو شامل للأمرين.
وقوله: (﴿بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ [الفرقان ٧٣] أي: القرآن)، الصواب العموم: القرآن وغير القرآن، وأنه أيضًا أعم من جهة كون الآيات كونية أو شرعية، فنحن نقول: بالقرآن وغيره من الكتب السابقة، ونقول أيضًا: بالقرآن والكتب أو بالآيات الكونية، فإن الآيات الكونية مذكرة لقول النبي ﷺ في الكسوف: «يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ»[[أخرجه البخاري (١٠٥٩) من حديث أبي موسى الأشعري، ومسلم واللفظ له (٩١١ / ٢١) من حديث أبي مسعود الأنصاري.]]، فالآيات الكونية مخوفة ومذكرة بالله عز وجل؛ ولهذا دائمًا يحث الله سبحانه وتعالى على النظر في هذه الآيات الكونية، لما فيها من الدلالة على الخالق وعلى ما تشتمل عليه من صفاته: من الحكمة والرحمة وغير ذلك.
صار الآن عندنا عمومان في التذكير بالآيات؛ العموم الأول: أنها تشمل الآيات الكونية والشرعية، والثاني: أنها تشمل القرآن وغير القرآن من الكتب السابقة؛ لأن المراد بقوله: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ﴾ [الفرقان ٦٣] ليس خاصًّا بعباد الرحمن من هذه الأمة، بل هو عام لكل عباد الرحمن من كل أمة.
(﴿إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان ٧٣] يسقطوا عليها ﴿صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ بل خروا سامعين ناظرين منتفعين).
﴿لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا﴾ جمع أصم؛ وهو الذي لم يسمع، ﴿وَعُمْيَانًا﴾ جمع أعمى وهو الذي لم ير، وإنما قيده بهاتين الحاستين؛ لأنهما الوسيلة إلى وصول الشيء إلى القلب؛ إذ الأشياء إما مرئية فوسيلتها النظر، وإما مسموعة فوسيلتها السمع، فنفى أن يكونوا صمًّا ونفى أن يكونوا عميانًا.
وقوله: ﴿لَمْ يَخِرُّوا﴾، يقول المؤلف: (لم يَسْقُطُوا)، وإنما يقبل عليها إقبال سامع مبصر؛ لا أنهم يسقطون عليها على هذا الوجه.
فإذا قال قائل: هذه الصفة سلبية، والصفات الثبوتية أبلغ في الثناء، فلماذا لم يقل: إذا ذكروا بآيات ربهم أقبلوا عليها مبصرين سامعين؟
* طالب: لأنه أولًا المؤمنون موصوفون بضد هذه الصفات من صفات الثبوت، فـ﴿لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ يدل على أنهم ينتفعون بها (...) عليها.
* الشيخ: إي.
* الطالب: ثانيًا: أنه فيه التعريض بالخارين عليها صُمًّا وعميانًا وهم الكفار.
* الشيخ: تمام، نعم، الأول تمشي حالًا على الوجه الأول؛ لأننا نقول: حتى إذا قلنا إن هذا النفي تضمن إثباتًا، والنفي كما مر علينا لا يكون مدحًا إلا إذا تضمن إثباتًا، لكننا نقول: لماذا لم يثبت أصلًا؟ فلا يرتفع الإشكال، إنما يُقال: إنه تعريض بالذين يخرون عليها صمًّا وعميانًا، وتعرفون أن هذه السورة من أولها إلى آخرها في مجادلة المنكرين لما جاء به الرسول ﷺ، وهم إذا كانوا منكرين يخرون على الآيات صمًّا وعميانًا، فهذه -والله أعلم- وجه المناسبة في العدول عن ذكر الصفة الثبوتية إلى ذكر الصفة السلبية: ﴿لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: نقول: تعريضًا؛ لأجل التعريض بهؤلاء الذين إذا ذكروا بآيات ربهم خروا عليها صمًّا وعميانًا.
* الطالب: (...) أكثر.
* الشيخ: هه؟
* الطالب: (...) على نقيضهم.
* الشيخ: إي، على نقيضهم، لكن إحنا نقول: هم على نقيضهم، لماذا لم يقل: خروا عليها مبصرين سامعين؟ لأجل السبب الذي ذكرنا، نعم.
(﴿لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان ٧٣] بل خروا سامعين ناظرين منتفعين).
{"ayah":"وَٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ یَخِرُّوا۟ عَلَیۡهَا صُمࣰّا وَعُمۡیَانࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق