الباحث القرآني

ثم قال تعالى: (﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ أيها العصبة ﴿وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: ٢٠] بكم لعاجلكم بالعقوبة) قرر الله سبحانه وتعالى هنا ﴿لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ إلى آخره؛ لأن المقام كله مقام عظيم، ففي الأول الآية التي قبل الإفك (...) في القذف، وهو أمر عظيم وتدنيس لأعراض المسلمين، فلولا فضل الله على المسلمين ورحمته بإقامة الحدود التي تردعهم وتمنعهم لحصل ما حصل، وكذلك ذكر ﴿لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ في قصة الإفك، كم مرت علينا من مرة؟ * طلبة: (...). * الشيخ: ثلاث؟ * طلبة: (...). * الشيخ: هذه الثالثة؟ طيب. ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾، ﴿رَءُوفٌ﴾ الرأفة: هي الرحمة المتضمِّنة للرقة البالغة، يعني أنها أخص من الرحمة المطلقة، رحمة وزيادة، ولهذا قال: ﴿رَحِيمٌ﴾، فجمع بين الأخص من حيث المعنى والأعم، الرحمة أعم من الرأفة، كل رأفة فهي رحمة ولا عكس؛ لأنها -أي الرأفة- رحمة من نوع خاص، تقتضي زيادة في الرحمة وعناية به، والرحيم سبق أنه من أسماء الله سبحانه وتعالى. وقد قسم العلماء الرحمة إلى قسمين: عامة وخاصة، فالعامة: هي الشاملة لكل أحد من مؤمن وكافر وبر وفاجر وإنسان وبهيم، (...) ولهذا لو قال لك قائل: هل الكافر مرحوم ولَّا لا؟ نقول: بالمعنى العام مرحوم، لولا رحمة الله ما أكل ولا شرب ولا اكتسى ولا تزوج ولا ولد له إلى آخره، نعم، وأما الرحمة الخاصة فهي الخاصة بالمؤمنين التي تتضمن سعادة الدنيا والآخرة، وأما العامة: فهي سعادة في الدنيا فقط، وأما الخاصة سعادة في الدنيا والآخرة، هذه خاصة بمن؟ بالمؤمنين.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب