الباحث القرآني
ثم قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [البقرة ٢٧١]
الإعراب: فيها جملة شرطية، ممكن أوجه السؤال لكم،فيها جملة شرطية؟
* طالب: إن حرف شرط.
* الشيخ: بس أرني الجملة الشرطية، ما أريد إعرابها؟
* طالب: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ﴾.
* الشيخ: الدليل على أنها شرطية؟
* طالب: جواب الشرط ﴿فَنِعِمَّا هِيَ﴾.
* الشيخ: طيب، تمام.
ثانيًا: فيها ﴿فَنِعِمَّا هِيَ﴾ لماذا اقترنت نعم بالفاء؟
* طالب: جملة اسمية.
* الشيخ: لا.
* طالب: فنعما هي فعل جامد.
* الشيخ: لأنها فعل جامد.
؎اسْــمِــيَّـــةٌ طَـــلَـــبِـــيَّــةٌوَبِــجَــامِــدٍ ∗∗∗ ..........................
فيها أيضًا جملة شرطية أخرى، اقترن الجواب فيها بالفاء فما هو السبب؟
* طالب: ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾.
* الشيخ: ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ اقترنت بالفعل لأنها جملة؟
* الطلبة: اسمية.
* الشيخ: اسمية.
فيها: ﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ فيها إشكال لماذا صارت بالرفع، وهي معطوفة على جملة الجواب ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ ولم يقل: ويكفرْ؟
* طالب: لأنها معطوفة على المحل.
* الشيخ: المحل؟
* طالب: الاسمية محلها الرفع.
* الشيخ: لا هي محلها الجزم، هذه الجملة الاسمية ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ محلها الجزم.
* طالب: نقول يا شيخ: الواو استئنافية.
* الشيخ: صح، نقول: الواو استئنافية، هذا على قراءة الرفع، فيها قراءة أخرى ثانية وثالثة ﴿وَنُكَفِّرْ﴾ ﴿ونُكَفِّرُ﴾ ، ﴿نُكَفِّرْ﴾ على أنها مجزومة على محل جواب الشرط، وهو الجزم. ﴿وَنُكَفِّرُ﴾ على أنها استئنافية، فالقراءة فيها إذن ثلاث قراءات: و﴿يُكَفِّرُ﴾ ﴿وَنُكَفِّرْ﴾ ﴿ونُكَفِّرُ﴾ .
﴿مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ هل نقول إن من هنا زائدة؟ لأن مثل هذا التركيب يأتي دائمًا بدون من كما في قوله: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [الصف ١١، ١٢]
* طالب: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾.
* الشيخ: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [الأنفال ٢٩] ﴿رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا﴾ [آل عمران ١٩٣]، فهل نقول إن من هنا زائدة؟ أو نقول إن من ليست بزائدة؟
* طالب: الثاني الضبط الثاني.
* الشيخ: الثاني هو المتعين لأن من لا تزاد في الإثبات؛ كما قال ابن مالك:
؎وَزِيدَ فِي نَفْيٍ وَشِبْهِهِ فَجَرْ ∗∗∗ نَكِرَةً كَمَا لِبَاغٍ مِنْ مَفَرْ
وزيد يعني من
؎وَزِيدَ فِي نَفْيٍ وَشِبْهِهِ فَجَرْ ∗∗∗ نَكِرَةً كَمَا لِبَاغٍ مِنْ مَفَرْ
إذن فتكون من للتبعيض، ويكفر عنكم بعض سيئاتكم.
سيئات ﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ ما فيها إشكال إلى آخرها ما في ها إشكال أيضًا، بقية الآية ما فيها إشكال من جهة الإعراب.
يقول الله عز وجل: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ﴾ أي: تظهروها، والإظهار ينقسم إلى قسمين: إظهار عام وإظهار خاص، فالإظهار العام بأن يقوم الإنسان في محفل كبير ويتصدق، أو يقول: إني تصدقت، والإظهار الخاص أن يتصدق على فقير في مجمع صغير أو يخبر بعد ذلك أنه تصدق؛ لأن الإبداء يشمل إبداء الصدقة حين دفعها وإبداء الصدقة بعد ذلك بأن يخبر عنها، والصدقات هنا نشمل الزكاة والتطوع، كيف الزكاة والتطوع هل الزكاة صدقة؟ نعم؛ لأن الله قال في سورة التوبة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة ٦٠]، وإنما سميت صدقة قالوا: لأنها تدل على صدق الإيمان، كيف تدل على صدق الإيمان؟
من أحب ما يكون للإنسان المال، قال الله تعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر ٢٠] فإذا أظهر الإنسان هذا المحبوب لأمر موعود لا موجود، يعني: أظهر موجودًا لأمر موعود يدل ذلك على صدق إيمانه ولا لا؟ نعم، يدل على صدق الإيمان، إنسان الآن المال بيده، والمال حبيب له، والعامة يقولون جملة: إن المال أيش؟
* طالب: عديل الروح.
* الشيخ: عديل الروح؟ طيب يقول: هذا المال اللي هو من أحب الأشياء عنده يخرجه؛ لأنه وعد أن يثاب عليه، فالذي يخرج الموجود المحبوب لأمر موعود لا شك أنه مؤمن، فلهذا سميت صدقة.
﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ هذه جملة إنشائية للثناء عليها، يعني: فهي خير، ونِعْم صدقة تبدى؛ لأنها نافعة، ولكن هناك حال أفضل منها، وهي قوله: ﴿وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾.
* طالب: شيخ، قال الله تعالى: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾
* الشيخ: وقد يكون في الآخرة، وقد يكون فيهما إلا السيئات فإنه إذا جوزي عليها في الدنيا لا يجازى عليها في الآخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ نأخذ فوائدها.
* طالب: الآية الثانية.
* الشيخ: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. أكملنا تفسيرها؟
* طالب: (...)
* الشيخ: طيب، يقول: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ أي فنعم شيئًا هي، لأن الصدقة يعني وجه الثناء عليها مطلقًا؛ لأن الصدقة نفع متعد للغير، وإحسان إلى الناس، والله يحب المحسنين، فلهذا أثنى الله على الصدقات سواء أبديت أم أخفيت، لكن يقول: ﴿وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾.
قال: ﴿وَإِنْ تُخْفُوهَا﴾ أي: لا تعلنوها، بل تكون سرًّا.
﴿وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ﴾ أي على سبيل المثال؛ لأن الفقراء هم أهل الصدقات، ولو أعطاها غيرهم ممن يستحق الصدقات فهي كذلك.
وقوله: ﴿تُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ﴾ يستفاد منه أنه لا بد أن تصل إليهم، أما لو نوى أن يتصدق بهذا المال، ولكن لم يصل إلى الفقراء فإنه لا يكتب له أجر الصدقة؛ ولهذا كان الإنسان مخيرًا فيه بين أن يمضي الصدقة أو يردها.
وقوله: ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ أي: من إبدائها وإظهارها.
ثم قال عز وجل: ﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾، وفي قوله: ﴿وَيُكَفِّرُ﴾ ثلاث قراءات سبعية: ﴿يُكَفِّرُ﴾ بالياء وضم الراء، ﴿نُكَفِّرْ﴾ بالنون وسكون الراء، ﴿نُكَفِّرُ﴾ أيضا بالنون وضم الراء، أما على قراءة الجزم ﴿نُكَفِّرْ عَنْكُمْ﴾ فهي معطوفة على محل قوله: ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾؛ لأن محلها الجزم حيث إنها جواب الشرط، وأما على قراءة الرفع فعلى الاستئناف.
وقوله: ﴿مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ يحتمل أن تكون تبعيضية، وأن يقال: إن الصدقة لا تكفر جميع السيئات، ولكنها تكفر بعضها، ويحتمل أن تكون بيانية، لكن الأول أقرب، والسيئات هي ما يسوء الإنسان.
وهل السيئة تسوء الإنسان في الدنيا والآخرة؟ أم في الآخرة فقط؟
الجواب: أما في الآخرة فلا شك أنها تسوء المرء؛ لأنه يجد ثوابها عقابًا، وأما في الدنيا فإنها قد تسوؤه أيضًا؛ لأن فرح النفس بالمعصية يعقبه حزن وغم، فإن العصاة وإن فرحوا ظاهرًا لممارسة هذه المعاصي التي تلائم النفس الأمارة بالسوء، فإن وراء النفس الأمارة بالسوء نفس لوامة تلوم على فعل المعصية، ثم يعقب ذلك الفرح حزن، هذا فيمن في قلبه حياة، أما من قلبه ميت فإنه لا يحزن، ولو فعل ما فعل من المعصية.
؎مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الْهَوَانُ عَلَيْهِ ∗∗∗ مَــا لِــجُــرْحٍ بِــمَــيِّــتٍإِيـــلَامُ
هؤلاء طبع الله على قلوبهم فلا يحزنون بفعل المعاصي أبدًا، لكن المؤمن لا بد أن يحزن، حتى إن بعض الناس يجد أحيانًا من نفسه غمًّا وانقباضًا ولا يعلم له سببًا محسوسًا بينًا، لكن عندما يتذكر يجد أنه فعل معصية أو غفل عن ذكر أو ما أشبه ذلك.
وبعض الناس أيضًا يفعل بعض المحرمات، فإذا فعله بمجرد ما ينتهي منه يجد الغم والحزن، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على عبده أن يحصل له مثل هذا الانفعال النفسي إذا فرط في واجب أو انتهك محرمًا، وأظن أنه مر عليكم حين سلم الرسول ﷺ من ركعتين من إحدى صلاته العشي فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان؛ لأن نفسه منقبضة حيث لم يتم صلاته، وحدثني من أثق به أن رجلًا كان مشهورًا بالورع - في عصرنا ليس بعيدًا - كان مشهورًا بالورع، لا يأكل إلا ما كسب بيده، وكان جمالًا يحمل على بعيره، فخرج ذات يوم ليحمل على بعيره أثلًا مقطوعا، تعرفون الأثل؟
كانوا يقطعونه ويدخلونه بالبيوت ليكون حطبًا، فأناخ البعير حولها كالمجموعة من الخشب، أناخ البعير وحمل الخشب عليه وربطه فأثار البعير فأبت أن تقوم، كلما أثارها، ضربها أبت أن تقوم، وهذا ليس من عادتها، فسكت عنها، ثم عاد ثم سكت ثم عاد، أبت، ففكر أو فتح الله عليه لينظر، فالتفت يمينًا وشمالًا، وإذا الخشب الذي له لم يحمله وإذا هو قد حمل خشب جاره، أي: نعم، هذا مسموع مؤكد، فنزل الخشب في مكانه وأثار البعير فقامت بكل سهولة، ثم أناخها هناك وحمل عليها، وهذا من لطف الله سبحانه وتعالى بالإنسان أنه أحيانًا يمنعه الله سبحانه وتعالى شيئًا لو علم به ما فعله، فيحول الله بينه وبين هذا الشيء الذي لا يرضاه هو لو كان عالمًا به، المهم أن السيئة تسوء المؤمن في الدنيا والآخرة إلا أن يعفو الله عنها، أما الكافر فإنه تسوؤه في الآخرة، أما في الدنيا فلا تسوؤه، ولكن مع هذا قد يعاقب عليها.
قال: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾، قوله: ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ مُتعلق بـ﴿خَبِيرٌ﴾، والخبير اسم من أسماء الله، ومعناه: ذو الخبرة، والخبرة هي العلم ببواطن الأمور، وأصلها من الخبار وهو الزرع؛ لأن الإنسان يضع الحب في الأرض مختفيًا، ومنه الحديث: نهى عن المخابرة[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٢٣٨١)، ومسلم (١٥٣٦ / ٨٢) من حديث جابر بن عبد الله.]]، فالخبير معناه العليم ببواطن الأمور، وكلنا يعلم أن العليم ببواطن الأمور يكون عليمًا بظواهرها من باب أولى، وهنا إشكال في قوله: ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ حيث قدم هنا ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ وأحيانًا يقدم ﴿خَبِيرٌ﴾ على ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ مثل: ﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران ١٥٣]، فيقال: تقديمها هنا للحصر، لكنه حصر إضافي؛ لأن الله خبير بما نعمل، وخبير بما لا نعمل، وخبير بما نعمل نحن بني آدم، وبما يعمل الحيوان الآخر، وخبير بكل شيء، لكن قدمه للاهتمام به، والتهديد عن المخالفة كأنه يقول: لو لم يكن خبيرًا بشيء فهو خبير بما تعملون فاحذروا.
* طالب: الفواصل.
* الشيخ: الفواصل، لا، قد يقول الإنسان يفصل بالنون.
خير سواء أخفاها أو أظهرها؛ لقوله: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة ٢٧١].
ومنها: أن الإسرار بالصدقة أفضل؛ لقوله: ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾، وللحديث الصحيح: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» وذكر منهم: «رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا؛ حَتَى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ»[[أخرجه البخاري (١٤٢٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]]، ولكن قد يكون في الإظهار خير يرجح على الإسرار، كما لو كان هذا الفقير طلب منا أن نعينه ونساعده، فأظهرتَ الصدقة عليه من أجل أن يقتدي بك الناس، فهذا يكون خيرًا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تفاضُل الأعمال، أن بعض الأعمال أفضل من بعض؛ لقوله: ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾، وتفاضل الأعمال يستلزم تفاضل العامل، أليس كذلك؟ نعم؛ لأن الإنسان يشرف بعمله ويفضل بعمله، وتفاضل الأعمال يستلزم زيادة الإيمان؛ لأن الإيمان قول وعمل، فإذا تفاضلت الأعمال تفاضل الإيمان، وهذا كله دليل على مذهب أهل السنة والجماعة وهو تفاضل الأعمال والعمال، وقد ذكرنا فيما سبق أن لأسباب فضل العمل أن له أسبابًا ستة أو سبعة، مرت علينا سابقًا فراجعوها، فهنا فيه تفاضل الأعمال الذي يستلزم تفاضل الإيمان، وأهل السنة الجماعة يؤمنون بأن الإيمان يزيد وينقص كما سيأتي إن شاء الله تعالى في العقيدة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الصدقة سبب لتكفير السيئات؛ لقوله: ﴿وَنُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [البقرة ٢٧١] قراءة، ﴿نُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾، ويشهد لهذا أيضًا، بل يؤيده قول النبي ﷺ: «الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تَلَا ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ »[[أخرجه الترمذي (٢٦١٦) وابن ماجه (٣٩٧٣) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.]].
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات أفعال الله الاختيارية كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، ومعنى الاختيارية التي يفعلها بمشيئته وإرادته، وليس المعنى أن الله تعالى قد يكره على العمل، لا؛ لقوله: ﴿وَنُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ .
* ومن فوائد الآية: بيان آثار الذنوب، وأنها تسوء العبد؛ لقوله: ﴿مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾.
ومنها: إثبات الاسم لله عز وجل الخبير، وإثبات ما دل عليه من صفة.
ومنها: تحذير العبد من المخالفة؛ لقوله: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [البقرة ٢٧١] فإن إخباره إيانا بذلك يستلزم أن نخشى من خبرته عز وجل، فلا يَفْقِدُنا حيث أَمَرنا ولا يرانا حيث نهانا.
{"ayah":"إِن تُبۡدُوا۟ ٱلصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِیَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَاۤءَ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۚ وَیُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَیِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











