الباحث القرآني
﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨].
أولًا: هذه الآية جاءت بين أحكام النساء وعدتهن ومهورهن وما يتعلق بذلك، مع أن الصلاة من العبادات الخاصة بالله عز وجل، ونحن نعلم أن الترتيب في الآيات توقيفي؛ يعني أنه بأمر الله ورسوله، فما وجه كون هذه الآيات؛ الأمر بالمحافظة على الصلاة بين آيات تتحدث عن النساء وأحكامهن؟
الجواب على ذلك أن يقال: هناك مناسبة لفظية بلاغية؛ وهي أن الكلام إذا سار على نسق واحد فإن الإنسان ربما يغفل ولا يحدث شيء يوجب له الانتباه، فإذا جاء الشيء في غير موضعه المترقب صار ذلك أشد انتباهًا؛ لأنه تدركون مثلًا: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ ثم تأتي ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ سبحان الله ويش لون هذا؟ فهذا يوجب أيش؟
* طالب: الانتباه.
* الشيخ: الانتباه.
ثانيًا: أن المحافظة على الصلوات تُعين الإنسان على تنفيذ هذه الأحكام الشرعية؛ لأن الله يقول: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت ٤٥]، فإذا قام الإنسان بالمحافظة على صلواته سهل عليه أن يلتزم هذه الحدود، التي كما رأيتم من قبل يُكرر الله فيها ذكر الحدود والتقوى وما أشبه ذلك.
ثالثًا: أنه ربما إذا تشاغل الإنسان في أحكام تتعلق به شخصيًّا كمسألة النكاح والطلاق والعدة وما أشبه ذلك ربما ينسى ما يكون خاصًّا لله مثل الصلاة فنُبِّه على ذلك بين هذه الأحكام المتقاربة والمتشابهة.
فهذه ثلاثة أوجه من الحكمة التي بلغتنا، ولله عز وجل حِكم فوق ما ندركه، ربما يكون هناك حِكم أخرى أعظم وأبلغ مما ذكرناه الآن، إنما على كل حال ذكر هذه الآية: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ إلى آخره، ذكرها في هذا الموضع لا شك أنه يوجب التساؤل، لا لأن الإنسان شاكّ في حكمة الله، ولكن لأن الإنسان يريد أن يعرف الحكمة والأسرار في هذا القرآن العظيم.
نرجع الآن إلى قوله: ﴿حَافِظُوا﴾ ولم يقل: احفظوا، والمحافظة على الشيء بمعنى العناية به والملازمة له؛ بمعنى أن الإنسان يكون دائمًا محافظًا عليها، وهو أبلغ من قولك: احفظ الصلاة، بدليل أنك لو أعطيتني وديعة وقلت: يا أخي حافظ عليها، أو قلت: هذه وديعة احفظها، أيهما أبلغ؟
* الطلبة: حافظ عليها.
* الشيخ: (حافظ عليها) أبلغ، فلهذا جاء في الآية: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾.
وقوله: ﴿عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ الصلوات جمع (صَلاة)، وهي معرفة عند الفقهاء بماذا؟
* الطلبة: بأنها أقوال وأعمال مفتتحة بالتكبير.
* الشيخ: بأنها أقوال
* طالب: وأفعال..
* الشيخ: هذا ناقص جدًّا، والصواب أنها عبادة، عبادة ذات أقوال، أو التعبد لله تعالى بأقوال وأعمال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، وهذا أمر يجب عليكم أن تنتبهوا له: أن التعاريف في العبادات الشرعية لا بد أن تقرن فيها العبادة حتى لا تكون أعمالًا جافة، أنت لو قلت: هي أقوال وأفعال معلومة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم ما يشعر الإنسان المخاطَب بأنها عبادة، لكن إذا قلت: التعبد لله، أو عبادة ذات أقوال وأفعال صار هذا أبلغ، وحتى يستحضر الإنسان أنه في هذه الصلاة متعبد لله.
وقوله: ﴿الصَّلَوَاتِ﴾ قلت: إنها جمع صلاة، وهي لغةً: الدعاء، وشرعًا: التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم.
وكلمة ﴿الصَّلَوَاتِ﴾ هذه عامة تشمل النوافل والفرائض؛ لأن النوافل وإن كان الإنسان لا يأثم بتركها لكنها مهمة بالنسبة للفرائض، من مهمتها أنها تكمل النقص الذي في الفرائض، وأينا لم يؤدِّ الفريضة على وجه ناقص؟! فنحتاج إلى ما يتمم هذه الفرائض، ومنها النوافل، الحمد لله أن الله شرعها.
وقوله: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ الصواب أن العطف هنا للمغايرة وليس عطف تفسير كما قيل، ولكنه عطف مغاير، مغاير بالذات ولَّا بالصفة؟
* طالب: بالصفة.
* الشيخ: بالصفة؛ لأن الصلاة الوسطى، وسطى بمعنى فُضلى، ومنه قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة ١٤٣] أي: أمةً عدلًا خيارًا مفضلة، فـ﴿الْوُسْطَى﴾ هنا بمعنى الفُضلى، فهي معطوفة على ﴿الصَّلَوَاتِ﴾ باعتبار تغاير الوصف، فما هي هذه الوسطى؟
اختلف فيها أهل العلم على أقوال متعددة، ولكنه سبق لنا في مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن أولى ما يُفسَّر به القرآن أن يُفسَّر بالقرآن ثم بالسنة، وهنا جاءت السنة صريحة صحيحة بأن المراد بالوسطى صلاة العصر[[متفق عليه؛ البخاري (٢٩٣١) ومسلم (٦٢٧ / ٢٠٥) من حديث علي.]].
وعلى هذا فإنه إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، ولا يمكن أن نلتفت إلى قول سوى هذا القول؛ لأن الذي فسر لنا هذا هو الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو أعلم الناس بما أراد الله؛ لأن الله قال: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل ٤٤] وعلى هذا فالصلاة الوسطى -بلا شك- هي صلاة العصر، وأمر الله بالمحافظة عليها بذاتها؛ لأنها ذات فضل عظيم، وفيها أجر عظيم هي والفجر كما جاء في الحديث الصحيح: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٥٤) ومسلم (٦٣٣ / ٢١١) من حديث جرير بن عبد الله.]]. الصلاة اللي قبل طلوع الشمس هي الفجر، والتي قبل الغروب هي العصر، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أَنَّ «مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٦٠٢) ومسلم (٢٨٨٦ / ١١) بلفظ: «مِنَ الصَّلاةِ صَلاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأنَّمَا وُتِرَ أهلَه ومَالَه» من حديث جرير بن عبد الله.]] وعلى هذا فهي أفضل الصلوات، فهي الوسطى بدليل تفسير النبي ﷺ.
وقد مر علينا: إذا عُطف الخاص على العام فهل ذلك ذِكر له مرتين أو ذِكر له مرة واحدة؟ والصحيح أنه ذكر له مرتين: مرة على سبيل العموم ومرة على سبيل الخصوص، وتخصيصه بالذكر مع دخوله في العموم يدل على العناية به وفضله، وهنا قال الله عز وجل: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ ولم يُبيِّن عز وجل كيف المحافظة، ولكنها بُيِّنت في آيات أخرى وفي سنة الرسول ﷺ؛ فمنها: المحافظة على الأوقات؛ لقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء ٧٨].
ومنها: المحافظة على الجماعة؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ﴾ [النساء ١٠٢].
ومنها: المحافظة على ركوعها وسجودها؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ [الحج ٧٧].
ومنها: المحافظة على قيامها؛ لقوله تعالى هنا: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾.
ومنها: المحافظة على القراءة فيها؛ لقوله تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ [المزمل ٢٠].
ومنها: المحافظة على ستر العورة؛ لقوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف ٣١] إلى غير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة من الأوامر المتعلقة بالصلاة، فإنها كلها داخلة في قوله: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾.
ثم قال تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ ﴿قُومُوا لِلَّهِ﴾ هذا أمر ولا إشكال فيه.
وقوله: ﴿لِلَّهِ﴾ اللام هذه يصح أن تكون للتعليل؛ أي: قوموا لأجل الله، وإذا كانت للتعليل فإنها تحتمل معاني:
المعنى الأول: قوموا ممتثلين لأمر الله، يصح هذا الوجه ولَّا ما يصح؟
* الطلبة: يصح.
* الشيخ: ﴿قُومُوا لِلَّهِ﴾ مثلما تقول: افعل هذا لله؛ أي: لأن الله أمركم.
ثانيًا: أن تكون اللام هنا للاختصاص، أو للتخصيص؛ أي: قوموا مخلصين لله، يصلح أو ما يصلح؟
* الطلبة: يصلح.
* الشيخ: يصلح؛ حتى لا يكون في عبادتك شرك ولو بالرياء، فقم لله تعالى في صلاتك مخلصًا له.
ويحتمل أن تكون اللام هنا للتعليل بمعنى التعظيم؛ يعني: قم معظِّمًا لله كما يقوم الناس يعظم بعضهم بعضًا بالقيام، وكل هذه معانٍ صحيحة ولا يناقض بعضها بعضًا.
وفي قوله: ﴿قُومُوا﴾ هل المراد بالقيام هنا المكث على الشيء، أو المراد به القيام على القدمين؟
العلماء يستدلون بهذه الآية على ركنية القيام في صلاة الفريضة، يستدلون بها، وبناءً على هذا الاستدلال يكون القيام هنا القيام على القدمين، فحينئذٍ نقول: ﴿قُومُوا لِلَّهِ﴾ أي: واقفين.
وقوله: ﴿قَانِتِينَ﴾ إعرابها واضح للجميع أظن، وهي؟
* الطلبة: حال.
* الشيخ: حال من؟
* الطلبة: الواو.
* الشيخ: من الواو في ﴿قُومُوا﴾ أي: حال كونكم قانتين. والقنوت يطلق على عدة معانٍ:
منها: دوام العبادة والطاعة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ [التحريم ١٢]، وقوله: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ﴾ [النحل ١٢٠]، ومثالها أيضًا: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ﴾. [الزمر: ٩].
ويُطلق القنوت على الخشوع، وهو السكون تعظيمًا لمن قنتَّ له، وعليه يدل سبب نزول الآية؛ فإن الناس كانوا يُكلم بعضهم بعضًا وهو إلى جنبه في الصلاة، يخاطبه مخاطبة عادية حتى أنزل الله ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ فأُمروا بالسكوت ونُهوا عن الكلام.
إذن فهو خشوع القلب الذي يظهر فيه خشوع الجوارح ومنها اللسان حتى لا يتكلم الإنسان إلا فيما يتعلق بصلاته، وكذلك لا يفعل إلا ما يتعلق بصلاته.
ثم قال تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ﴾ [البقرة ٢٣٩] خفتم من أيش؟ أي خفتم من القيام لله قانتين، أو خفتم من المحافظة الواجبة بأن أخافكم عدو أو مرض أو ما أشبه ذلك مما يخاف منه الإنسان.
وهل المراد الخوف من المكروه، أو يشمل حتى الخوف على فوات المطلوب؟ لا شك أن ظاهر الآية المعنى الأول: الخوف من المكروه؛ لقوله: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ﴾، ولكن بعض أهل العلم ذكر أنه يشمل الخوف من فوات المطلوب، حتى قالوا: إن الرجل لو أحرم بالحج وخاف أن يفوته الوقوف بعرفة فإنه يجوز له أن يصلي صلاة الخوف على راحلته؛ لأن هذا فوات مطلوب ويعظم على المرء فواته، فيكون كالخوف من حصول المكروه.
يقول عز وجل: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا﴾ يعني لا نساء؟
* الطلبة: لا، راجِلين.
* الشيخ: الدليل قوله؟
* الطلبة: ﴿أَوْ رُكْبَانًا﴾.
* الشيخ: ﴿أَوْ رُكْبَانًا﴾، وهذا من طُرق التفسير أن تُفسر الكلمة بما يقابل ما جُعلت قسيمًا لها. أو لا؟
فهنا ﴿رِجَالًا﴾ يعني: لا ركبانًا؛ أي: على أرجلكم، وهي جمع (راجِل)، والراجل: الذي يمشي على رجليه، والرجال هنا بالآية: الذين يمشون على أرجلهم، بخلاف الرجال في قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النساء ٣٤] فإن المراد بهم الذكور، أليس كذلك؟ لأنه قال: ﴿عَلَى النِّسَاءِ﴾، وهذه الطريقة؛ أعني طريقة تفسير القرآن بما يقابل ذكر القسيم، هذه مفيدة لطالب العلم، وقد مثَّلنا من قبل بقوله تعالى: ﴿فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا﴾ [النساء ٧١]؛ لأن (ثُبات) يبعد فهمها، في الواقع أن المراد بثبات أيش؟ الوحدان، فُرَادى أو انفروا جميعًا.
طيب ﴿رِجَالًا﴾ ويش إعرابها؟
* طالب: حال.
* الشيخ: ﴿رِجَالًا﴾ حال؟ انتبه، يصلح أن تكون حالًا؟ الحال وصف، نناقش في كلمة وصف.
* طالب: مؤول.
* طالب آخر: رجل.
* الشيخ: هذه رجل، ما هي وصف أو لا؟ كلمة رجل أو رجالًا الجمع هذه ما هي وصف، اسم جامد، ولكن نقول: إنه مؤول؟ نعم، نقول: إنه مؤول، أو نقول: إنه وصف لأنه جمع أيش؟ راجِل، وراجِل اسم فاعل، فيكون وصفًا. على كل حال هي إعرابها -كما قلتم- حال، إعرابها حال.
﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ أي: راكبين، وركبان جمع (راكِب)، يعني: إن خفتم فلم تتمكنوا من المحافظة ولا من القيام فإنكم تُصلُّون رجالًا أو ركبانًا.
كلمة ﴿رِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ تعني أن الإنسان يصلي ولو كان يمشي، أوْ لا؟ هو بيتحرك وبيمشي؟
* طلبة: نعم.
* الشيخ: حركة كثيرة ولا قليلة؟
* الطلبة: كثيرة.
* الشيخ: ربما تكون كثيرة، نعم، وربما تكون قليلة، حسب ما تقتضيه الحال، لكن الحركة هنا لا تبطل الصلاة لأجل الضرورة.
﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ﴾ شوف ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ﴾ ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ﴾ مقابل الخوف؛ يعني: زال الخوف عنكم ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.
﴿اذْكُرُوا اللَّهَ﴾ الكلام الآن في الصلاة ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ كيف قال: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾؟
الجواب على ذلك: لأن الصلاة ذكر من أفضل الذكر؛ قال الله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت ٤٥]، قال بعض المفسرين: ولَمَا فيها من ذكر اللهِ أكبرُ وأعظمُ من نهيها عن الفحشاء والمنكر، وعلى كل حال فالصلاة -بلا شك- من ذِكر الله؛ لأنها مشتملة على ذكر الله بأنواع من التعظيم والذكر؛ فيها قيام وقعود وركوع وسجود وقرآن وتسبيح وتكبير ودعاء، ولَّا لا؟ فهي مشتملة على روضة من رياض الذكر.
وقوله: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾ الكاف هنا للتعليل ولَّا للتشبيه؟
* الطلبة: للتشبيه.
* طالب: يجوز الاثنان.
* الشيخ: نعم، فيها وجهان: الوجه الأول أنها للتعليل؛ أي: فاذكروا الله لتعليمه إياكم ما لم تكونوا تعلمون، فتكون الكاف هنا للتعليل كما هي في قوله تعالى فيما مر علينا: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة ١٨٥]، ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة ١٩٨]، فهنا ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾ يحتمل أن تكون الكاف للتشبيه ويحتمل أن تكون للتعليل؛ أما للتشبيه فالمعنى: اذكروه على الصفة التي دلكم عليها، وهي أن تكون صلاة أمْن لا صلاة خوف.
مرة ثانية نعيد هذا، نقول: الكاف في قوله: ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾ يحتمل أن تكون للتعليل كما هي في قوله: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾، ويحتمل أن تكون للتشبيه؛ فعلى الأول يكون المعنى: اذكروا الله شكرًا له على ما علَّمكم، وعلى الثاني يكون: اذكروا الله على الوصف الذي علمكم، ولهذا قال: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.
وإذا نظرت إلى سياق الآية فإنه يترجح عندك أن التعليل أقرب؛ لأنه قال: ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾، فلتعليمه إيَّانا ما لم نعلم يجب علينا أن نذكره.
* طالب: ﴿مَا لَمْ تَكُونُوا﴾ الـ(ما) هنا الموجودة (...) أو موصولة؟
* الشيخ: ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾.
* الطالب: ﴿مَا لَمْ﴾ ما؟
* الشيخ: ﴿مَا﴾ هذه (ما) اسم موصول؛ يعني: كما علمكم الذي لم تكونوا تعلمون، وحينئذٍ نحتاج إلى الرابط، قصدي العائد الذي يعود على الموصول.
* الطلبة: محذوف.
* الشيخ: محذوف تقديره: ما لم تكونوا تعلمونه.
نعود إلى الفوائد:
أولًا: وجوب المحافظة على الصلوات؛ لقوله: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾، والأصل في الأمر الوجوب، فإن قلت: إنك ذكرت في التفسير أن الصلوات عامة للفرائض والنوافل، فهل المحافظة على النوافل واجبة؟
* طالب: لا.
* الشيخ: قلنا: أما أداؤها على الوصف الذي جاءت به فهو واجب؛ لو أن أحدًا أراد أن يصلي نافلة وبدأ يسجد قبل أن يركع أو يسجد على يد واحدة أو على رجل واحدة كان ذلك حرامًا؛ لأنه استهزأ بآيات الله، وأما إذا كان المراد المحافظة على النفل أن يؤدى كما أُمر ولكنه لازم أن يحافظ عليه فإن هذا من باب استعمال المشترك في معنيين، أو لا؟ لأن المحافظة هنا تكون واجبة وتكون مستحبّة، فهي بالنسبة للفرائض واجبة لكل حال، وبالنسبة للنوافل مستحبة إذا أداها على الوجه المشروع، أما إذا أدَّاها على وجه آخر فهي حرام، والمحافظة على الوجه المشروع واجبة.
* ومن فوائد الآية: فضيلة صلاة العصر، من أين يؤخذ؟
* الطلبة: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾.
* الشيخ: من قوله: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ حيث خصَّها بعد التعميم.
ومنها: وجوب القيام؛ لقوله: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ﴾.
ومنها: وجوب الإخلاص؛ لقوله: ﴿لِلَّهِ﴾.
ومنها: أنه ينبغي للإنسان إذا تعبّد لله أن يستشعر أمر الله بناءً على المعنى الذي أشرنا إليه في اللام أنك تقوم ممتثلًا لأمر الله، وهذه أقول: إنها تفوتنا كثيرًا، يفوتنا كثيرًا عندما نقوم لله تعالى بعبادة أن نشعر بأننا نقوم بها امتثالًا لأمر الله، هذا يفوتنا كثيرًا، نعم، نحن نقوم بهذا على أنه واجب، لكن ما نستشعر كأن الله يأمرنا به، وإذا استشعرنا بأن الله يأمرنا به صار ذلك أفيد لنا وأصلح لقلوبنا.
وهل يدخل في ذلك؛ في قوله: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾، أنه يجب أن نأتي بالصلاة على وجه متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: وجهه أنه إذا كان قيامنا امتثالًا لأمر الله فقد أمرنا الله أن نتأسى برسوله وأن نتبعه، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»[[أخرجه البخاري (٦٣١) من حديث مالك بن الحويرث.]].
* ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب القنوت لله، وهو خشوع القلب الذي يظهر منه سكون الجوارح؛ لقوله: ﴿قَانِتِينَ﴾، وليس هذا القنوت قنوت الوتر، لا، هذا القنوت -كما أشرنا إليه- هو خشوع، خشوع القلب؛ بدليل أنه لما نزلت مُنعوا من الكلام.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم الكلام في حال الصلاة اعتمادًا على أيش؟
* الطلبة: سبب النزول.
* الشيخ: على سبب النزول؛ لأن سبب النزول يدل على أنه يحرم أن نتكلم في الصلاة. والتكلم في الصلاة محرّم حتى وإن كان لتنبيه الإمام؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: لا؟ يعني لو زاد الإمام ركعة يعني وقلنا له: سبحان الله ولا فهم، فقلنا له: زدت ركعة.
* طالب: لا يجوز.
* طالب آخر: هذا من جنس الصلاة.
* الشيخ: لا، الإخوان يقولون: ما يخالف، لا، هذا يقول: للصلاة، لمصلحة الصلاة؟
* الطالب: من جنس الصلاة، يقال: من جنس الصلاة.
* الشيخ: كيف يعني؟
* الطالب: يعني آية قرآنية مثلًا.
* الشيخ: إي، لا، إحنا نقول: الكلام، القرآن ما يدخل في الكلام، كلام الله القرآن ما هو كلام الآدميين، والمراد كلام الآدميين. نقول: لا يجوز كلام الآدميين حتى فيما يتعلق بمصلحة الصلاة، حتى لو أن الإمام اختلط عليه الأمر فلم يدرِ ما يقول ولم يدرِ ما يفعل لا تنبهه بكلام الآدميين، أما بكلام الله عز وجل بأن تقرأ آية تشير إلى ذلك وتقصد القراءة فهذا لا بأس به.
لو أن الإنسان تكلم بغير قصد، ما قَصَد الكلام؛ مثل: استأذن عليه رجل وهو يصلي وعلى العادة قال: ادخل، أيش تقولون؟
* الطلبة: لا بأس.
* الشيخ: هو فيه بأس، لكن هل يبطل الصلاة ولَّا لا؟
* الطلبة: لا يبطل الصلاة.
* الشيخ: ليش؟
* الطلبة: لأنه بغير اختياره.
* الشيخ: لأنه بغير اختياره. لو أنه وقع عليه شيء وقال: أح؟
* الطلبة: كذلك.
ليس اختياريًّا، لو تكلم جاهل يحسب أن الكلام لا بأس به.
* طالب: والصحيح هذا؟
* الشيخ: إيه الصحيح أنها لا تبطل صلاته ودليل ذلك« حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه حينما دخل مع النبي ﷺ وهو يصلي بالناس فعطس رجل فقال: الحمد لله، فقال له معاوية: يرحمك الله، فرماه الناس بأبصارهم ينظرون إليه فقال: وَاثُكْلَى أُمِّيَاهْ! رضي الله عنه، فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت، ولما سلم الرسول ﷺ دعاه قال معاوية بن الحكم رضي الله عنه: فبأبي وأمي ما رأيت معلمًا أحسن تعليمًا منه، والله ما كَهَرَنِي ولا نَهَرَني، وإنما قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التكبير والتحميد وقراءة القرآن »[[أخرجه مسلم (٥٣٧ / ٣٣) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.]] أو كما قال، ولم يأمره بالإعادة، ولو كان ذلك مبطلًا لأمره بالإعادة كما أمر الذي كان لا يطمئن في صلاته أمره أن يعيدها.
وكذلك لو تكلم ناسيًا فإنه.
* طالب: لا تبطل صلاته.
* الشيخ: لا تبطل صلاته. لو تكلم موسوسًا، فيه بعض الناس موسوس، أتاه الشيطان ووسوس له ومع كثرة الوسوسة بدأ يتكلم، ما تقولون؟
* طالب: (...) يا شيخ، مغلوب.
* الشيخ: مغلوب على أمره؛ يعني بعض الناس -والعياذ بالله- يخليه الشيطان ينطق بما أراد، لا سيما فيما يتعلق في مسألة الطلاق، دائمًا يجيء ناس يستفتون يقول إنه طلق زوجته غصبًا عليه، ما أراد، لكن أجرى الشيطان على لسانه هذا الكلام، فالمهم أن الكلام لا يُبطل الصلاة إلا إذا كان من عالم ذاكر غير مغلوب عليه، فأما إذا كان عن جهل أو نسيان أو غلبة فإنه لا يبطل؛ لأن هناك قاعدة عند أهل العلم يقولون: إن فعل المحظور مع العذر لا أثر له، ولا يترتب عليه شيء، كل المحظورات مع العذر لا يترتب عليها شيء، وهذه القاعدة تنفعك هنا وفي غيرها حتى محظورات الإحرام حتى الجماع، لو جامع الإنسان قبل التحلل الأول ناسيًا أو جاهلًا فإن حجه صحيح وليس عليه شيء؛ لأن هذه قاعدة يعني مؤسسة على أصل وهو قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة ٢٨٦] وقوله: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمَْ﴾ [الأحزاب ٥]، وقوله في الصيد: ﴿وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا﴾ [المائدة ٩٥]. فكل المحظورات إذا فعلها الإنسان وهو معذور فيها فإنه لا أثر لها ولا حكم لها.
* الشيخ: القنوط. ومن فوائد الآية الثانية.
* طالب: هل تستطيعون (…)؟
* الشيخ: ما أدري إذا كان العلاج بالصلاة.
* الطالب: كيف ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة ٢٣٨]، يعني ما يقصد بها (…)؟
* الشيخ: وجوب القيام، وجوب الإخلاص، وتحريم الكلام، هذي ثلاث فوائد.
* طالب: هل الأمر القيام على إطلاقه يعني؟
* الشيخ: ويستثنى من هذا النفل (...) إذا لم تستدل عليه. هذه في وجوب القيام يجب أن يستثنى من ذلك صلاة النافلة لدلالة السنة على جوازها من قاعد، هذا إذا جعلنا ﴿الصَّلَوَاتِ﴾ في ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ عامة﴾، وإن جعلناها خاصة بالفرائض فلا استثناء.
* طالب: إذن المراد.
* الشيخ: يستثنى من هذا (...) يستثنى منها النافلة لدلالة السنة على جوازها من قاعد إلا أن يكون المراد بالصلوات الفرائض فلا استثناء.
ويؤخذ من الآية الثانية الكريمة: سعة رحمة الله عز وجل لقوله: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ وأن هذا الدين يسر؛ لأن هذا من التيسير على العباد.
ويستفاد منها أيضًا: جواز الحركة الكثيرة للضرورة لقوله: ﴿فَرِجَالًا﴾ لأن الراجل سوف يتحرك بحركة كثيرة؛ المشي.
ويستفاد منها: جواز الصلاة على الراحلة في حال الخوف لقوله: ﴿أَوْ رُكْبَانًا﴾ كذا؟ أما في حال الأمن فلا تجوز الصلاة على الراحلة إلا النافلة، إلا إذا تمكن من الإتيان بالصلاة على وجه التمام فإنه يجوز، ولهذا جوزنا الصلاة في السفينة وفي القطار وما أشبه ذلك؛ لأنه سيأتي به على وجه التمام، أما على الراحلة الأخرى من بعير وسيارة فإنه لا يجوز، وكذلك الطيارة فإنه لا يجوز أن يصلي عليها الفريضة؛ لأنه لن يتأتى منه أن يصليها على الكمال.
* طالب: حتى في الطائرة يا شيخ؟
* الشيخ: ما يتمكن أن يأتي بها على التمام، إذا تمكنت تقوم وتركع وتسجد فذاك، لكن ما تفعل، أما إذا خفت خروج الوقت تصلي علي أي حال يا أخي، هذه ما هي واردة، إذا خاف الإنسان خروج الوقت يصلي على أي حال ولو مضطجعًا وفي أي مكان.
ويستفاد من الآية الكريمة أيضًا: أنه يجب على المرء القيام بالطاعة على التمام متى زال العذر، أن يجب عليه أن يقوم بالطاعة أو بالعبادة على التمام متى زال العذر لقوله: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة ٢٣٩].
ومن فوائدها أيضًا: أن الصلاة من الذكر لقوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ والكلام هنا في الصلاة.
ومن فوائدها أيضًا: بيان منة الله علينا في العلم لقوله: ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.
ومن فوائدها أيضًا: بيان نقص الإنسان لكون الأصل فيه الجهل، حيث قال: ﴿مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ فالأصل في الإنسان الجهل حتى يعلمه الله عز وجل.
ويستفاد من الآية الكريمة أيضًا: الرد على القدرية الذين يقولون: إن الإنسان مستحل لعمله وعلمه لقوله: ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾. والرد على الجبرية أيضًا لتوجيه الأوامر إلى الإنسان لقوله: ﴿حَافِظُوا﴾ و﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ وما أشبهها؛ لأننا لو قلنا بأن العبد مجبور صار توجيه الخطاب إليه من تكليف ما لا يطاق ولا يمكن تطبيقه، وهل يستفاد منها وجوب صلاة الجماعة؟
* الطلبة: ذكرت في الآية.
* الشيخ: لا.
* طالب: (...) ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ﴾.
* الشيخ: إن قلنا: يستفاد وجوب الجماعة وأن الخطاب موجه للجميع صار معناه أن الخائف الواحد لا يصلي راجلًا ولا راكبًا، ولكن هذه كسائر الخطابات تُوجه للعموم وإن كانت تتناول الفرق. ثم قال تعالى.
* طالب: شيخ، لو صعب عليه استقبال القبلة في حالة الجو الغائم؟
* الشيخ: إي نعم، يسقط استقبال القبلة، وربما يستفاد من هذا مع أنه ما تعرض الله تعالى في الآيات لاستقبال القبلة إطلاقًا، ما ذكر.
{"ayahs_start":238,"ayahs":["حَـٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَ ٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلَّهِ قَـٰنِتِینَ","فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانࣰاۖ فَإِذَاۤ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُوا۟ تَعۡلَمُونَ"],"ayah":"فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانࣰاۖ فَإِذَاۤ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُوا۟ تَعۡلَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق