الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى﴾ [البقرة ١٧٥] (أولئك) المشار إليهم الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنًا قليلًا، ﴿اشْتَرَوُا﴾ بمعنى اختاروا الضلالة على الهدى، ولكنه عبر بهذا لأن المشتري طالب راغب، فكأن هؤلاء والعياذ بالله طالبون راغبون للضلالة بمنزلة المشتري، الإنسان المشتري للسلعة معناه أنه طالب لها راغب فيها، وقوله: ﴿الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى﴾، الضلالة هنا كتمان العلم فإنه ضلال، وأما الهدى فهو بيان العلم ونشره، فالإنسان الذي يكتم العلم لا شك أنه ضال، وذلك لأنه جاهل بما يجب على العالم في علمه من النشر والتبليغ، ولأنه جهل على نفسه حيث منعها هذا الخير العظيم في نشر العلم؛ لأن من أفضل الأعمال نشر العلم، فإنه - أعني العلم- ليس كالمال، المال يفنى والعلم يبقى، أرأيت الآن في الصحابة رضي الله عنهم أناس أغنياء أكثر غنى من أبي هريرة رضي الله عنه، وذِكْر أبي هريرة بين الخاص والعام الآن أكثر، والثواب الذي يأتيه مما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام من الأحاديث أكثر وأعظم، أرأيت أيضًا من في زمن الإمام أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة من الخلفاء والوزراء والرؤساء والأغنياء هل بقي ذكرهم كما بقي ذكر هؤلاء؟ لا، وهكذا مَن قبلهم ومن بعدهم، فالعلم في الحقيقة كتمانه لا شك أنه ضلالة من الإنسان وجهالة، وقوله تعالى: ﴿بِالْهُدَى﴾ الباء هنا للعوض، الباء للعوض، ويقول الفقهاء: إن ما دخلت عليه الباء هو الثمن سواء كان نقدًا أم عينًا غير نقد، اللي تدخل عليه الباء هو الثمن، فإذا قلت: اشتريت منك دينارًا بثوب، وأيش الثمن؟ الثوب، وقال بعض الفقهاء: إن الثمن هو النقد مطلقًا، ولكن الصحيح خلاف ذلك، الصحيح أن الثمن ما دخلت عليه الباء، إذن ما هو الثمن الذي دفعه هؤلاء؟ الهدى، فهم دفعوا الهدى - والعياذ بالله- لأخذ الضلالة، و﴿اشْتَرَوُا﴾ أيضًا هذا من جهة العمل، من جهة الجزاء: ﴿وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ﴾، اشتروا العذاب بالمغفرة، هذا باعتبار الجزاء، فلو أنهم بيَّنوا وأظهروا العلم لَجُوزوا بالمغفرة، ولكنهم كتموا فجوزوا بالعذاب، ﴿وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ﴾.
قال: ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ هذه (ما) تعجبية، اسم تعجب، و(أصبر) فعل ماض فعل التعجب، والهاء مفعول (أصبر)، إلا على رأي من يرى أن فعل التعجب ليس فعلًا ولكنه اسم فنقول منصوب على شبه المفعول به، ولكن الصحيح أنه فعل، وأن الضمير هنا مفعول به، أين الفاعل؟ مستتر، يعود على؟
* طالب: الواو.
* الشيخ: لا، يعود على (ما)، ومعنى (ما أصبرهم) وما أشبهها من بناء التعجب معناها: شيء عظيم أصبرهم، يعني: جعلهم يصبرون، وقوله: ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ قلنا: إن هذا تعجب، يعني: ما أعظم صبرهم على النار، ولكن هذا التعجب يتوجه عليه سؤالان؛ السؤال الأول: هل هذا تعجب من الله أو تعجيب منه؟ يعني بمعنى: هل أنه يرشدنا إلى أن نتعجب وليس هو موصوفًا بالعجب، أو أنه من الله؟
* طالب: من الله.
* الشيخ: هذه واحدة، إي نعم نبغي (...)، الشيء الثاني: أن قوله: ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ﴾ يقتضي أنهم يصبرون ويتحملون مع أنهم لا يتحملون ولا يطيقون، ولهذا يقولون لخزنة جهنم: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر ٤٩]، يخفف ما هو بمعنى يدفع العذاب نهائيًّا ولو تخفيف، ولا هو بدائم - والعياذ بالله- ولو يومًا، يخفف عنا يومًا من العذاب، ومن قال هكذا فليس بصادق، والذين يقولون: ﴿يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف ٧٧]: ليهلكنا، صابرون؟ لا، الذي يتمنى الهلاك للخلاص مما هو فيه ما صبر، أليس كذلك؟
* طالب: بلى.
* الشيخ: إذن كيف يقول: ﴿مَا أَصْبَرَهُمْ﴾؟ يقول، نعم هذان سؤالان، أما الجواب عن السؤال الأول وهو هل هو تعجب أو تعجيب؟ فقد اختلف فيه المفسرون، فمنهم من رأى أنه تعجب من الله عز وجل؛ لأن المتكلم به هو الله، والكلام يُنسب إلى من تكلم به، ولا مانع من ذلك لا عقلًا ولا سمعًا، أي لا مانع يمنع من أن الله تعالى يتعجب، وقد ثبت لله العجب بالكتاب والسنة، فقال الله في القرآن: ﴿بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ﴾ [الصافات: ١٢].
* طالب: ﴿بَلْ عَجِبْتَ﴾.
* الشيخ: ﴿بَلْ عَجِبْتُ﴾ قراءة سبعية ﴿بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ﴾ ، وهذه قراءة سبعية ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهي في القرآن، والتاء هنا فاعل يعود على من؟ على الله عز وجل، على المتكلم، وأما السنة فإنها في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ»[[أخرجه ابن ماجه في سننه (١٨١) من حديث أبي رزين بلفظ: «ضَحِكَ».]]، وعلى هذا العجب لله ثابت بالكتاب والسنة، فلا مانع من أن الله يتعجب من صبرهم، لا مانع من هذا، فإذا قال قائل: العجب يدل على أن المتعجب مباغَت بما تعجب به أو منه، بما تعجب منه، وهذا يستلزم ألَّا يكون عالمًا بالأمر من قبل، فالجواب أن هذا ليس هو السبب الوحيد في التعجب، قد يكون التعجب لهذا السبب الذي قيل إن الإنسان أو المتعجب يباغَت بالأمر وهو لا يدري عنه أولًا، لكن قد يكون التعجب سببه خروج هذا الأمر عما ينبغي أن يكون عليه أو عن نظائره، أو ما أشبه ذلك، وليس المعنى أنه بغت وبهت هذا الذي تعجب، بل لأنه خارج عن نظائره أو عمَّا ينبغي أن يكون عليه لا لأنه من أجل خفاء السبب، وهو بهذا المعنى قريب من معنى التوبيخ واللوم.
أما القول الثاني فإنهم يقولون: إن معنى ﴿مَا أَصْبَرَهُمْ﴾ التعجيب، يعني يقولون: ما أصبرهم، وتعجبوا من صبرهم على النار، وهذا ذهب إليه من ينكر صفة التعجب لله من أهل التأويل الذين ينكرون مثل هذه الصفات لله عز وجل، ولكن هذا القول كما مر علينا كثيرًا قول ضعيف، قول ضعيف جدًّا ولا يُلتفت إليه؛ لأنه خلاف ما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله من إجراء نصوص صفات الله عز وجل على ظاهرها اللائق بالله، وقد تقدم لنا هذا كثيرًا وبيّنّا أن النصوص في صفات الله ليست نصوصًا مطلقة، بل هي نصوص مضافة إلى مَن؟ إلى الله، فتكون لائقة به كغيرها من الصفات، كل صفة تضاف إلى موصوف فإنها لائقة به، حتى ما أضيف إلى المخلوقات، ليست الصفة المضافة إلى هذا النوع من المخلوقات كالصفة المضافة إلى هذا النوع من المخلوقات، أو لا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: طيب، بل إنه أبلغ من ذلك، ليست الصفة المضافة إلى شخص ما من بني آدم كالصفة المضافة إلى شخص آخر، تقول مثلًا: هذا الرجل تصدق بمال كثير وهو فقير، يمكن أن يكون هذا المال الكثير كم من ريال بالنسبة له؟ خمسين ريال، لكن تقول لمن يملك ملايين خمس مئة ألف مثلًا، فالحاصل أن الصفة بحسب ما تضاف إليه، فصفات الخالق جل وعلا تليق به، ولا يمكن أن نتصور أنها تماثل صفات المخلوقين حتى نحتاج إلى تأويلها، طيب، إذن القول الراجح على هذا أيش؟ أن التعجب على ظاهره وعلى بابه، وأنه واقع من الله عز وجل.
أما السؤال الثاني فهو: هل هم صبروا على النار؟ فكيف يُتعجب من صبرهم؟ قال أهل العلم: إنهم لما صبروا على ما كان سببًا لها من كتمان العلم صار كأنهم صبروا عليها، مثل ما يقال للرجل الذي يفعل أشياء يُنتقد فيها، يقال له: ما أصبرك على لوم الناس عليك! مع أنه ربما أنه ما لاموه أصلًا، لكن فعل ما يقتضي اللوم، يصير معنى ﴿مَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ أي أنهم لما كانوا يفعلون هذه الأفعال الموجِبة للنار صاروا كأنهم يصبرون عليها؛ لأن الجزاء من جنس العمل، بل الله عز وجل دائمًا يقول: إنهم يُجزون ما كانوا يعملون، فيجعل الجزاء هو العمل؛ لأنه سببه المترتب عليه.
* طالب: إذا أثبتنا صفة العجب يلزمنا الآن نثبت كيف إن هذه العبارة ﴿مَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ خارجة عن نظائرها كيف (...)؟
* الشيخ: نشوف، لا، أو ما ينبغي عليه، يعني الحال التي ينبغي أن يكون عليها هؤلاء العلماء الذين من الله عليهم ما هي؟
* الطالب: أن يبينوا.
* الشيخ: أن يبينوا للناس ويظهروا الحق، فكل إنسان يتعجب من هذا الذي من الله عليه بالعلم ومع ذلك يكتم من أجل أن ينال غرضًا من الدنيا.
* طالب: إذن العجب المضاف إلى الله يعني هو حكم خروج الشيء عن نظائره أو ما ينبغي عليه؟
* الشيخ: أو ما ينبغي أن يكون عليه، إي نعم، وقلنا: إن هذا العجب قريب من معنى أيش؟ التوبيخ واللوم.
* طالب: شيخ ما يمكن نقول بالمعنيين جميعًا بأن الله يتعجب ويوحي للعباد أن يتعجبوا منه؟
* الشيخ: ظاهر الآية أنه واقع من الله فقط، ما يحتمل المعنى: فتعجبوا منه.
* طالب: شيخ لكن لولم نجد سببًا للتعجب إلا خفاء السبب؟
* الشيخ: هذا ما يمكن أن يكون، يعني كلما وجدت عجبًا مضافًا إلى الله فإنه يجب أن نلغي منه السبب هذا.
* الطالب: نلغي السبب نقول: عجب يليق بجلال الله.
* الشيخ: لا، ما هو بصحيح؛ لأننا إذا علمنا أن أحد أسباب العجب الخفاء هذا لا يليق بالله عز وجل، يجب أن ننفيه.
* الطالب: لو لقصور فهمنا مثلًا لم نجد سببًا آخر للعجب..
* الشيخ: لا، ما يخالف، أنت لا تجعل السبب هو الخفاء، أنت امنع هذا السبب وأسباب أخرى، يمكن يكون غير أنه خرج عن نظائره أو غير أنه خرج عما ينبغي أن يكون عليه، لكن هذا اللي إحنا فهمنا، وقد يكون معنى آخر يليق بالله ما نعلمه، إنما الكلام على الشيء الفاسد ما يجوز، ما يمكن أبدًا، ولهذا لا يصح أن نقول: إنه يجوز أن نصف الله بكل شيء بدون مماثلة، هذا ما هو بصحيح.
* طالب: (...) الصفات هل إذا وردت صفة سلبية كما ذكرنا أنه يثبت كمال ضدها لله؟
* الشيخ: نعم.
* طالب: لكن مثلًا السِّنَة ما يثبت لله أنه يقظان، يوصف الله باليقظة؟
* الشيخ: بلى، إنه ما يجيه النعاس ولا النوم.
* الطالب: نقول: الله سبحانه وتعالى يقظان دائمًا؟
* الشيخ: ما نقول: يقظان؛ لأننا إذا قلنا: يقظان، فاليقظان إنما تقال فيمن يأتيه النوم، فيقال: هو يقظان، نقول: هو حي لا تأخذه سنة ولا نوم، حي قيوم.
* الطالب: (...).
* الشيخ: أصل اليقظة تقال فيمن يقبل النوم، ولهذا يقال: يقظة ونوم ويقظان ونائم، فهذه من الصفات التي تتقابل تقابل العدم والملكة كما هو معروف، بمعنى أنه إذا انتفى واحد منها ثبت الآخر فيمن يكون قابلًا لها، أما الباري جل وعلا ما يكون قابلًا للنوم حتى نقول: إنه يقظان.
* طالب: التقدير صعب جدًّا.
* الشيخ: لا واضح، اليقظان معناه الذي من شأنه أن ينام، فيكون الآن يقظان، لكن نقول: حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، إي نعم.
قال: ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾، النار هي الدار التي أعدها الله سبحانه وتعالى للكافرين والظالمين، لكن الظلم إن كان ظلم كفر فهم مخلَّدون فيها، وإن كان ظلمًا دون الكفر فإنه يعذَّب بحسب حاله حتى يخرج منها.
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ [البقرة ١٧٦] ﴿ذَلِكَ﴾ المشار إليه ما ذُكِر من جزائهم، يعني: ذلك الجزاء الذي يجازَون به، ﴿بِأَنَّ﴾ الباء هنا للسببية، ﴿بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾، قد تقول: ما هو الرابط هنا بين السبب والمسبَّب؟ ما هو الرابط أنهم عُذِّبوا لأن الله نزل الكتاب بالحق؟ فنقول: الرابط واضح جدًّا؛ لأنه ما دام الكتاب نازلًا بالحق فهل من اللائق بهذا الكتاب المنزل بالحق أن يُكتم ولّا لا؟ لا، الحق يجب أن يبيَّن، فلما أخفاه هؤلاء استحقوا هذا العذاب؛ لأن الكتاب حق، نزل بالحق مصاحبًا له وحاكمًا به، إذا رأينا في القرآن نزل بالحق فالمعنى أنه نزل مصاحبًا للحق، فليس نزوله باطلًا، وحاكمًا بالحق أيضًا فليس حكمه جائرًا، وكذلك مخبرًا بالحق فليس خبره كاذبًا؛ لأنها دائمًا تأتي في القرآن، ﴿نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ أي: مصحوبًا به حال نزوله، فليس مكذوبًا ولا مغيَّرًا فيه ولا محرفًا، لا من جبريل ولا من محمد ﷺ. ثانيًا: حاكمًا به حاكمًا بالحق، المعنى الثالث: مخبرًا بالحق؛ لأنه كتاب نزوله يحتاج إلى أن يوصف بالحق حتى لا يكون مكذوبًا على الله عز وجل. ثانيًا: أحكامه تحتاج إلى الوصف بأيش؟ بالحق، حتى لا يكون فيها جور وظلم، ثالثًا: أخباره أيضًا موصوفة بالحق حتى لا يكون فيها كذب، سواء كانت هذه الأخبار مما يتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، أو مما يتعلق بالأخبار الماضية، أو بالأخبار المستقبلة.
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ الكتاب المراد به هنا الجنس: القرآن والتوراة والإنجيل وغيرها من الكتب. وقوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾ هو الصدق بالنسبة للأخبار، والعدل بالنسبة للأحكام، قال الله تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام ١١٥].
﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا﴾، يشكل على بعض الطلبة ﴿وَإِنَّ﴾ مع أنه معطوف على ﴿بِأَنَّ﴾، وكان مقتضى العطف أن يقال: وأن الذين اختلفوا.
* طالب: هذه استئنافية، (...).
* طالب آخر: شيخ؛ لأنها في موضع الحال.
* الشيخ: طيب، لا ما هذا، هي معطوفة، لكن فيه مانع يمنع منه، فيه وجود سبب الآن، ولكن كل الأشياء ما تتم إلا بوجود الأسباب وانتفاء المانع، وهنا فيه مانع يمنع من الفتح.
* طالب: كونها سببية (...) الفتح.
* الشيخ: لا.
* طالب: اقتران جوابها باللام.
* الشيخ: نعم صح، خبرها، اقتران خبرها باللام هو اللي يمنع من الفتح، حتى إنك تقول: علمت إن زيدًا لقائم، وتقول: علمت أن زيدًا قائم، شوف، علمت إن زيدًا لقائم، أو لا، يجب الكسر؛ لوجود اللام المانعة من الفتح في خبرها.
﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ اختلفوا فيه، ما نوع هذا الاختلاف؟ اختلفوا فيه بأن قال بعضهم: إنه حق، وقال بعضهم: إنه باطل.
وقوله: ﴿لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ الشقاق: النزاع، وسمي النزاع شقاقًا لأن كلًّا من المتنازعَيْن في شق، هذا في شق وهذا في شق، والبعيد معروف، البعيد في المكان، فقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ﴾ قلت: في كونه حقًّا أو باطلًا، ﴿لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾، هل أحد من هؤلاء الذين كتموا اختلفوا؟ الجواب: نعم، فإن من هؤلاء مَن بَيَّن ووضّح، لكن الذين اختلفوا هم الذين في الشقاق البعيد، أما من بين ووضح فهو على الحق، فمثلًا عبد الله بن سلام بيّن ووضح وهو من اليهود، والنجاشي من أين؟ من النصارى وبيّن ووضح وآمن، لكن البقية مختلفون ومتنازعون فهم في شقاق بعيد، والآية هذه واضحة في أن الاختلاف ليس رحمة، بل إنه شقاق وبلاء، وبه نعرف أن ما يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «اخْتِلَافُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ»[[انظر: أسنى المطالب (ص٣٣)، والمقاصد الحسنة (ص٦٩).]] لا صحة له ولا يصح، وليس الاختلاف برحمة، بل قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ [هود ١١٨، ١١٩]، فإنهم ليسوا مختلفين، نعم الاختلاف رحمة بمعنى أن من خالف بحق باجتهاد فإن الله تعالى رحمه بأيش؟ بالعفو عنه إذا أخطأ، وجعل له أجرًا، هذا صحيح، وأما أن يقال: إن الاختلاف رحمة، كان معناه يجب علينا كلنا الآن أننا نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على زعم هذا المروي، فالصواب أن الخلاف شر، لكن رحمة الله تعالى وسعت المختلفين، بمعنى أن من خالف باجتهاد فإن رحمة الله تعالى تسعه.
* طالب: لكن فيه إشكال في ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾، بعض العلماء يقول: ما خُلقوا للاختلاف، وبعضهم قال: خُلقوا للاختلاف (...) الآية التي بعدها.
* الشيخ: فيه خلاف في قوله: ﴿وَلِذَلِكَ﴾، هل هو للرحمة، أو هو عائد على الاختلاف، والصواب أنه عائد على الاختلاف؛ لقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾ [التغابن ٢]. لكن المرحومون الذين رُحِموا متفقون على الحق.
* طالب: شيخ، ولكن اختلاف العلماء من عهود الصحابة إلى عهدنا هذا كثرت حتى في المذهب الواحد، يختلفون العلماء كثيرًا، هل هو رحمة بالنسبة للعوام لعامة الناس أو لا؟
* الشيخ: الظاهر أنه لعامة الناس بلبلة، لكن بالنسبة للمجتهد إذا أخطأ، وأما العامي فإن تتبع الرخص هو حرام عليه كما هو معروف، إذا تتبع الرخص وقال: والله أنا باخذ بالأسهل من المذاهب أو من الأقوال، هذا ما يجوز؛ لأنه اتبع هواه.
* طالب: بس مشكلة يا شيخ، نقول يعني من عهد الصحابة إلى الآن ولا عصر يعني خلا من الخلاف نقول: إنه شر؟
* الشيخ: نعم، لكن هذا الخلاف اللي حصل بالنسبة للمختلفين ما اختلفوا في الواقع؛ لأن الهدف واحد وهو الوصول إلى الحق، أنا مثلًا عندما أخالفك في مسألة، وأنا أعرف أنك رجل مخلص وناصح وتريد الحق ما أعتقد إنك خالفتني الآن.
* الطالب: صحيح.
* الشيخ: لأن الهدف واحد، الخلاف خلاف الأهواء اللي يريد الإنسان أن يتعصب لهواه.
* الطالب: هو لأهل العلم واضح، لكن أنا سؤالي للعوام لعامة الناس؟
* الشيخ: عامة الناس بارك الله فيك عامة الناس يسألون أهل العلم، وكل يسأل من يثق به من عصر الصحابة إلى اليوم، كل يسأل من يثق به، وحينئذ يكون مطمئنًّا إلى قوله، فلا يبقى شر عليه؛ لأن القول أمامه واحد، القول أمامه واحد، حتى العلماء قالوا: لو اختلف عليه شخصان في الفتوى ولم يترجح عنده أحدهما يخيَّر.
* الطالب: خلني أضرب مثال ليوضح، يعني واحد عندنا يسأل عالمًا عن حكم مثلًا الوضوء من لحم الإبل، وهو (...)، فيفتيه يقول: توضأ من لحم الإبل. (...)
* الشيخ: نعم لكن لا بد أن يكون هذا مثل ما قال الله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾، أما بالنسبة للمؤمنين فلا شك أنهم لو اتفقوا لكان أحسن، ولكن الله تعالى يبلوهم بهذا الشيء، فهو باعتبار تقدير الله لا شك أنه حكمة.
* طالب: هذا الأحسن من هذا الصحابي (...) أبدًا؟
* الشيخ: نعم حكمة، ونقول بالنسبة لتقدير الله حكمة لا شك، ولهذا مسائل الإجماع يطمئن الإنسان إليها أكثر ويرتاح لها أكثر من مسائل الخلاف.
* طالب: توجيه الوجه الذي ذكرته آخرًا يا شيخ، تقول: هذا خاص في اليهود والنصارى ولّا في غيرهم؟
* الشيخ: الظاهر أنه كل من خالف الحق عنادًا واستكبارًا ولهوى فهو داخل في الآية، سواء اليهود والنصارى أو غيرهم، فيه مثلًا من هذه الأمة من خالف الحق عنادًا، مثل كثير من رؤساء المبتدعة تبين لهم الحق وعرفوه ولكنهم عاندوا -والعياذ بالله- وأصروا فهم في شقاق بعيد.
* الطالب: ذكرت في الوجه الثاني معطوف عليه ويش المعنى؟ هل هو من السبب؟
* الشيخ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ﴾ نعم من السبب.
* الطالب: الوجه؟
* الشيخ: الوجه أن عذابهم هذا بسبب شقاقهم البعيد. ثم قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ﴾..
* طالب: (...) ﴿أَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ﴾ [البقرة ١٧٦] الإقرار هنا..؟
* الشيخ: يعني تقول: إظهار في موضع الإضمار؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: هذا ظاهر من باب تعظيم الاختلاف، يعني كأن هذا لما ذكر الكتاب الأول وذكره ثانيًا كأنهم من باب تعظيم الاختلاف أنه إن هذا الكتاب ما ينبغي أن يُختلف فيه، فالإظهار هنا - والله أعلم- أنه من أجل تعظيم هذا الاختلاف، يعني اختلفوا في الكتاب اللي ما ينبغي أن يُختلف فيه؛ لأنه من عند الله وهو الحق، إي نعم.
* طالب: قلتم: بعيد المكان يعني ولّا بعيد عن الحق؟
* الشيخ: لا، بعيد المكان، لكن أصل المسألة ما هي بالمشاقة في المكان، المشاقة في النزاع والمخالفة، لكن مشبهة (...) في المكان، نحن قلنا: إنه يكون هذا في شق وهذا في شق.
طيب نأخذ الفوائد، قال الله عز وجل: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ﴾ من فوائد هذه الآية الكريمة: أن سبب ضلال هؤلاء وكتمانهم الحق أنهم ما أرادوا الهدى، إنما أرادوا الضلال والفساد - والعياذ بالله- لقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا﴾.
* ومن فوائدها: إضافة الفعل إلى الفاعل، فيكون فيه رد على من؟ على الجبرية.
* ومن فوائدها: أن عقوبة الله لهم ليست ظلمًا منه، بل هم الذين تسببوا لها حيث اشتروا الضلالة بالهدى، والله عز وجل ليس بظلام للعبيد.
* ومن فوائد الآية: أن الجزاء من جنس العمل؛ لقوله: ﴿وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ﴾.
* ومن فوائد الآية: أن نشر العلم وإظهاره وبيانه من أسباب المغفرة؛ لأنه جعل لهم العذاب في مقابلة الكتمان، وجعل العذاب بالمغفرة فدلّ ذلك على أن نشر العلم من أسباب مغفرة الذنوب، كما أن الذنوب أيضًا تحول بين الإنسان وبين العلم، فكذلك كتم العلم يحول بين الإنسان وبين المغفرة، وقد استدل بعض العلماء بأن الذنوب تحول بين الإنسان وبين معرفة العلم بقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (١٠٥) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء ١٠٥، ١٠٦] فقال: ﴿لِتَحْكُمَ﴾، ثم قال: ﴿وَاسْتَغْفِرِ﴾، فدل هذا على أن الاستغفار من أسباب فتح العلم، وهو ظاهر؛ لأن الذنوب - والعياذ بالله - رين على القلوب، ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين ١٤]، فإذا كانت رينًا عليها فإن الاستغفار يمحو هذا الرين وتبقى القلوب نيرة مدركة واعية.
* ومن فوائد هذه الآية: إثبات العجب لله عز وجل؛ لقوله: ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾، وهو من الصفات الذاتية أو الفعلية؟ الفعلية؛ لأنه يتعلق بمشيئته، وكل صفة من صفات الله تتعلق بمشيئته فهي من الصفات الفعلية، فإذا قال لنا قائل: ما هو دليلكم على أن العجب يتعلق بمشيئته؟ قلنا: دليلنا على ذلك أن له سببًا، وكل ما له سبب فإنه متعلق بالمشيئة؛ لأن وقوع السبب بمشيئة الله، فيكون ما تفرع عنه كذلك بمشيئة الله.
* ومن فوائد الآية: توبيخ هؤلاء الذين يكتمون ما أنزل الله؛ لقوله: ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾، وكان الأجدر بهم أن يتخذوا وقاية من النار لا وسيلة إليها.
* من فوائد الآية: إثبات العلل والأسباب؛ لقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ﴾، والباء للسببية، وقد ذكر بعض أهل العلم أن في القرآن أكثر من مئة موضع كلها تفيد إثبات العلة خلافًا لمن؟ خلافًا للجبرية الذين يقولون: إن فعل الله عز وجل ليس لحكمة بل لمجرد المشيئة، والغريب أن بعض العلماء ذهب إلى هذا المذهب حتى إنه في مختصر التحرير للفتوحي هو من كتب أصول الفقه للحنابلة قال: وفعله وأمره تعالى لا لعلة وحكمة في قول، يعني إيه (في قول) وهو قاعدته إذا قال: (في قول) فمعناه أن القولين متقابلان في الترجيح، وهذا لا شك أنه غلط، والصواب أن فعله وأمره كله مقرون بالحكمة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الثناء على كتب الله عز وجل؛ لقوله: ﴿بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾.
* ومن فوائدها: ثبوت العلو لله؛ لقوله: ﴿بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن المختلفين في كتب الله لا يزالون في شقاق، وأنهم بعيد بعضهم من بعض، لا تتقارب أقوالهم، وإن تقاربت أبدانهم لكن أقوالهم لا تتقارب؛ لقوله: ﴿لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾.
{"ayahs_start":175,"ayahs":["أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَاۤ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ","ذَ ٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ لَفِی شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ"],"ayah":"أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَاۤ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق