الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا﴾ [البقرة ١٦٥] ﴿مِنَ﴾ بمعنى: بعض، فهي للتبعيض ﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ وأتى بها بعد أن ذكر ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ واستدل على ألوهيته بما في خلق السموات والأرض وما ذكر من الآيات، فهمتم؟ بَيَّن بعد ذلك أن من الناس مع هذه الآيات الواضحة ﴿مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا﴾ و﴿مَنْ﴾ اسم موصول مبتدأ ولَّا لا؟ ﴿مَنْ يَتَّخِذُ﴾ ﴿مَنْ﴾
* الطالب: اسم موصول.
* الشيخ: اسم موصول مبتدأ مؤخر، وعند بعض النحويين: أن من التبعيضية اسم، فيرى أن من مبتدأ، ويقول: بعض الناس، وعلى هذا ﴿مَنْ يَتَّخِذُ﴾ خبره، لكن المشهور ما قلناه أولًا، ﴿مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا﴾ ﴿مِنْ دُونِ﴾ أي من سواه، وغيره، يعني من المخلوقات.
وقوله: ﴿أَنْدَادًا﴾ جمع ند، وهو الشبيه والنظير؛ لأنه من نَادَّه يُنَادُّه إذا كان نظيرًا له مكافئًا له.
قال: ﴿يُحِبُّونَهُمْ﴾ أي: هذه الأنداد ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ يحبونهم، ولم يقل: يحبونهن، مع أن الغالب في هذه الأنداد أنها من غير العاقل، وغير العاقل ماذا يكون ضميره؟ مؤنث ولَّا مذكر؟ ضميره مؤنث، لكنه أتى لها بضمير العاقل باعتبار عقيدة عابديها؛ لأنهم يعتقدون أنها تنفع وتضر فهمتم؟
* الطالب: سؤال يا شيخ، ويش لون غير العاقل ليس له ضمير (...)؟
* الشيخ: يعني: مثلًا الشيء اللي غير العاقل ما يؤتى له بضمير العاقل، النون لجماعة العقلاء، فإذا أردت أن تجمع أو أن تتحدث عن ضمير جماعة غير عقلاء تأتي بالنون، ولَّا تأتي بها الدالة على التأنيث، ما تأتي بالميم الدالة على جمع العقلاء، لكنه هنا قاله من باب أيش؟ من باب مخاطباتهم بما يعتقدون.
وقوله: ﴿أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ﴾ جملة ﴿يُحِبُّونَهُمْ﴾ صفة لأنداد، ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ أي: كحبهم لله أو لا؟
* طالب: إي نعم.
* الشيخ: أو كحب المؤمنين لله؟
* طلبة: (...).
* الشيخ: لا، (...) محتملة، لكن الأول أظهر، ولهذا جعلهم أندادًا أي: هؤلاء جعلوا هذه الأصنام مساوية لله، فيحبونهم كحب الله، وحب الله عز وجل حب عبادة، ورغبة، ورهبة، فهم يحبون هذه الأصنام حب عبادة، ورغبة، ورهبة، يعتقدون أنها تنفع وتضر، ولا فرق في ذلك بين من يتخذ محبوبًا إلى الله، أو غير محبوب إليه، فمن اتخذ النبي ﷺ ندا لله بالمحبة والتعظيم، كمن اتخذ صنمًا من شجر أو حجر؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام وهذا الصنم كلاهما لا يستحق أن يكون ندًّا لله عز وجل، ولهذا لما نزلت: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء ٩٨] وكان ظاهر الآية يشمل الأنبياء الذين عُبِدُوا من دون الله، استثناهم الله في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ [الأنبياء ١٠١] ولو عُبِدُوا من دون الله.
وقوله: ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ ﴿الَّذِينَ﴾ مبتدأ، و﴿أَشَدُّ﴾ خبره، و﴿حُبًّا﴾؟
* طالب: تمييز.
* الشيخ: تَميُّز ولا تمييز؟
* الطالب: تمييز.
* الشيخ: فيها ياءين؟
* الطالب: إي نعم.
* الطالب: لا، تمييز؟
* الشيخ: ياءين إي نعم، تمييز؛ لأنها بعد أفعل.
* طالب: (...)، بياء واحدة.
* الشيخ: تمييز ما تعرف التمييز؟ مثل الذي قال للملك كأن وجهك دينار؟ طيب ﴿أَشَدُّ حُبًّا﴾ تمييز؛ لأنه جاء بعد أيش؟ بعد أفعل التفضيل، مثل: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ [الكهف ٣٤]، ﴿أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ أين المفضل عليه؟ لأن أشد اسم تفضيل يقتضي مفضلًا ومفضلًا عليه، المفضل: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ أو حب الذين آمنوا، المفضل عليه أشد حبًّا لله من هؤلاء، طيب من هؤلاء لمن؟ قيل: لأصنامهم، وقيل: لله، والذين آمنوا أشد حبًّا لله من هؤلاء لأصنامهم، وقيل المعنى: والذين آمنوا أشد حبًّا لله من هؤلاء لله، كلا القولين صحيح، أما الأول: والذين آمنوا أشد حبًّا لله من هؤلاء لأصنامهم؛ لأن حب المؤمنين لله حب رهبة ورغبة في الضراء والسراء، أليس كذلك؟ حب هؤلاء لأصنامهم في السراء فقط، وعند الضراء يلجئون إلى من؟ إلى الله عز وجل، فإذن ليس حبهم لهؤلاء كحب المؤمنين لله عز وجل، ثم نقول: إن بعضهم يصرح يقول: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر ٣]، أما الوجه الثاني في الآية والذين آمنوا أشد حبا لله من هؤلاء لله، فوجه التفضيل ظاهر؛ لأن حب المؤمنين لله خالص لا يشركه شيء، وحب هؤلاء مشترك، يحبون الله ويجعلون معه الأصنام ندًّا، وكلا المعنيين حق، فالذين آمنوا أشد حبًّا لله في هذا وفي هذا.
ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ إلى آخره، هل يمكن أن نرجئ الكلام على المحبة إلى كتاب التوحيد إن شاء الله، لأن المؤلف رحمه الله عنون بقوله: باب قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾، وهناك إن شاء الله تذكر أقسام المحبة، وما كان منها نافعًا وما كان منها ضارًّا.
ثم قال تعالى: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ إلى آخره، هذه الآية فيها قراءات، أولا: ﴿وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ ، والقراءة التي قرأنا قبل: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾، وفيها قراءة: ﴿وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يُرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ ، فالقراءات إذن ثلاثة، قراءة على التاء، القراءة على التاء يتولد منها قراءتان: ﴿يُرَوْنَ﴾ وأيش بعد؟ و﴿يَرَوْنَ﴾، ﴿يُرَوْنَ﴾ و﴿يَرَوْنَ﴾، هذه على قراءة: ترى، ﴿وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يُرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ ، ﴿وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ ، أما على قراءة الياء: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ بالفتح.
قال: ﴿وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ كلمة (لو) هل هي للتمني أو للشرط؟ لا شك أنها للشرط، وعلى هذا فتحتاج إلى شرط وجواب، أنتم معنا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: أين شرطها؟
* الطلبة: ﴿يَرَى﴾.
* الشيخ: ﴿وَلَوْ يَرَى﴾ أو ﴿تَرَى﴾ على القراءتين، طيب ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ وأيش محلها من الإعراب؟
* الطلبة: فاعل.
* الشيخ: فاعل على قراءة: ﴿يَرَى﴾، ومفعول به على قراءة: ﴿تَرَى﴾ ، وقوله: ﴿إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ ﴿يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ و﴿يُرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ ما محل الواو في ﴿يَرَوْنَ﴾ أو ﴿يُرَوْنَ﴾ ؟ أما على قراءة ﴿يَرَوْنَ﴾ فمحلها الرفع على أنها فاعل، وأما على قراءة ﴿يُرَوْنَ﴾ فمحلها؟
* الطلبة: الرفع.
* الشيخ: الرفع على أنها نائب فاعل، وهي في محل المفعول الأول، و﴿الْعَذَابَ﴾ مفعول ثان، وعلى قراءة ﴿يَرَوْنَ﴾ الواو فاعل و﴿الْعَذَابَ﴾ مفعول به، طيب هذا الإعراب، ﴿لَوْ تَرَى﴾ شرطية قلنا، فعل الشرط ﴿يَرَى﴾ أو ﴿تَرَى﴾ ، أين جواب الشرط؟ جواب الشرط محذوف، وتقديره على حسب القراءتين، أما على قراءة: ﴿وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ فالتقدير: لرأيت أمرًا فظيعًا أو أمرًا عظيمًا، فهمتم؟ لرأيت أمرًا عظيمًا، وأما على قراءة: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ هو محذوف أيضًا، لكن التقدير يختلف، لرأوا أنهم على ضلال في اتخاذ الأنداد، عرفتم؟ المهم على كلا التقديرين الجواب محذوف، فإذا قال قائل: ما هي الحكمة من حذف الجواب أو حذف المفعول أو ما أشبه ذلك؟ أليس ذكره أَبْيَن وأظهر؟ قلنا: بلى الذكر أبين وأظهر، لكن الحذف أعظم في التفخيم وأشد في التهويل، والمقام مقام تفخيم وتهويل للأمر وتشديد له، فمن أجل المقام صار حذفه أبلغ لموافقته لمقتضى الحال، وهذا هو البلاغة عرفتم؟ أن يكون الكلام موافقًا لمقتضى الحال، يفخم في مقام التفخيم، ويهون في مقام التهوين، ويؤكد في مقام التوكيد، ويجرد من التوكيد في مقام لا يحتاج إلى التوكيد.
* طالب: يا شيخ، أين موضع المفعول المحذوف؟
* الشيخ: طيب هذا الموضع، قوله: ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ تقدم لنا عدة مرات أن الظلم في الأصل هو النقص، ومنه قوله تعالى: ﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ [الكهف ٣٣] أي: لم تنقص، لكنه يختلف بحسب السياق، فقوله: ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ هنا أي: نقصوا الله حقه؛ حيث جعلوا له أندادًا، وهم أيضًا ظلموا أنفسهم، أي: نقصوها حقها؛ لأن النفس أمانة عندك يجب أن ترعاها حق رعايتها، ولهذا قال الله تعالى في سورة الشمس وضحاها: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس ٩، ١٠] فالنفس أمانة عندك، فإذا عصيت ربك فإنك ظالم لنفسك.
وقوله: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ إذ ظرف بمعنى حين، يعني: حين يرون العذاب، قال بعض المعربين: وإذ هنا بمعنى إذا، تأتي إذ بمعنى إذا؟ إي نعم؛ لأنها إذا تعلقت بمضارع ما تكون للماضي، إذ إن الماضي؟ الماضي للماضي، والمضارع للمستقبل، هنا اللي ما في الآية: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ للماضي ولَّا للمستقبل؟
* طالب: المستقبل.
* الشيخ: المستقبل؟ نعم، للمستقبل، فتكون بمعنى إذا ولو يرى الذين ظلموا إذا يرون العذاب، نظيرها قوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾ [غافر ٧٠، ٧١] إذ الأغلال أي: إذا الأغلال في أعناقهم، فالمهم أن (إذ) إذا كانت العامل فيها فعلًا مضارعًا فهي للمستقبل بمعنى إذا، فإذا قال قائل: ما الحكمة في أنها جاءت وهي للماضي في محل المستقبل؟ قلنا: لتحقق وقوعه، صار كأن المستقبل أمر ماض، ونظيره في الفعل قوله تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾ [النحل ١] أتى هذه بمعني المستقبل، أصلًا بمعنى الماضي، لكن في هذه الآية بمعنى المستقبل؛ لأنه قال: ﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ لو كان قد جاء ما صح أنه قال: ﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾. وقوله: ﴿إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ قلنا: إن فيها قراءة ﴿يُرَوْنَ﴾ متى تكون ﴿يُرَوْنَ﴾ إذا كانت الأولى ﴿وَلَوْ تَرَى﴾ فعلى قراءة ﴿إِذْ يَرَوْنَ﴾ كما هي اللي معنا ﴿إِذْ يَرَوْنَ﴾ الرؤية هنا بصرية، ولهذا لم تنصب إلا مفعولًا واحدًا،
وكذلك على قراءة: ﴿إِذْ يُرَوْنَ﴾ هي بصرية، لكنها تعدت إلى مفعولين بالهمزة، لأن يُرى ثلاثي ولَّا رباعي؟
* طالب: رباعي.
* الشيخ: يُرى رباعي؟ الآن يُرى، لو قال لك إنسان: ما تقول في يُرَى هل هو ثلاثي ولَّا رباعي؟
* طالب: ثلاثي، نرجع إلى الأصل.
* الشيخ: طيب، ولو قال لك قائل: ما تقول في يَرَى؟
* طالب: ثلاثي.
* الشيخ: كلهم ثلاثي؟ أما من جهة يَرَى فهي ثلاثية، صح، وأما يُرى فهي رباعية؛ لأنها من أَراه يُرِيه، فيُرون أي يجعلون يرون، فهي من أراه وليست من رآه، وإذا كانت من أراه، أرى كم؟ رباعي، وأصل أراه -كما تعرفون- أرآه هذا أصلها، لكن فيها حذف الهمزة تخفيفًا.
الحاصل أن ﴿يُرَوْنَ﴾ هي أيضًا بصرية، أي: يريهم الله عز وجل أيش؟ يريهم العذاب.
وقوله: ﴿إِذْ يُرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ العذاب معناه العقوبة -والعياذ بالله- الذين تحصل لهم على أفعالهم.
﴿إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ هذه وأيش إعرابها؟ على قراءة ﴿يَرَى﴾ نعم؟ على قراءة ﴿يَرَى﴾ تكون مفعول ﴿يرى﴾ ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ كون القوة لله جميعًا، وأما على قراءة ﴿تَرَى﴾ ﴿وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ ماذا تكون؟ قلنا: التقدير لرأيت أمرًا عظيمًا أن القوة لله، فتكون بدلًا من مفعول رأيت المحذوفة أي: لرأيت أمرًا عظيمًا، لرأيت أن القوة لله جميعًا، فتكون بدلًا من مفعول الجواب المحذوف.
وقوله: ﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ﴾ اللام هنا بمعنى أيش؟ اللام بمعنى الاختصاص، يعني: أن الذي يختص بالقوة الكاملة من جميع الوجوه هو الله.
﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ تقدم أن الله والعلم علم على الله عز وجل، وأن أصله: الإله، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال تخفيفًا، و﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ ﴿جَمِيعًا﴾ حال من القوة، يعني: حال كونها جميعًا لا يشذ منها شيء، فكل القوة لله سبحانه وتعالى.
إذا قال قائل: كيف يصح أن القوة لله جميعًا مع أن في غيره قوة؟ ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾ [الروم ٥٤] فالإنسان فيه قوة؟ فالجواب؟ ليست قوة الإنسان كقوة الله عز وجل، ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ يكون تقدير الجواب إذا كانت على قراءة: ﴿يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ تقدير الجواب ينبغي أن يكون بعد قوله: ﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ أو بعد قوله أيضًا: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ يعني: لو يروا أن القوة إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعًا وأن الله شديد العذاب لعلموا أنهم في ضلال بجعل الأنداد لله.
* طالب: يا شيخ؟ ما يكون ﴿الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ يوم القيامة يعني ما في أحد له قوة أبدًا؟
* الشيخ: لا فيه من القوة، الناس يمشون ويسعون.
* الطالب: من قدرة الله.
* الشيخ: حتى في الدنيا من قدرة الله ومن قوة الله، فالقوة التي لا يضاهيها قوة لله جميعًا، ما للمخلوق منها شيء.
* طالب: جمع الجمع يا شيخ (...) إعراب وأن.
* الشيخ: لأن القوة، ما هي بأن.
* طالب: إي، أن القوة وأيشها إعرابها؟
* الشيخ: مفعول ﴿يرى﴾.
* طالب: لا، على قراءة: ﴿تَرَى﴾؟
* الشيخ: على قراءة ﴿تَرَى﴾ قلنا: تكون قبل، قبل ﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ لرأيتَ أمرًا عظيمًا أن القوة لله جميعا تكون بدلًا من مفعول الجواب المحذوف.
* الطالب: يكون تقدير الجواب هذا في قراءة: ﴿يَرَى﴾؟
* الشيخ: في قراءة: ﴿يَرَى﴾ نعم في قراءة: ﴿يَرَى﴾.
قال: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ يعني: ولرأوا أيضًا أن الله، أو لرأيت على القراءة الثانية ﴿أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ أي: قويه.
طيب فإذا قيل: كيف يكون الله شديد العذاب وشديد العقاب مع أنه أرحم بالوالدة من ولدها؟
فيقال الجواب على ذلك بسيط: أن هذا من كمال عزه وسلطانه وعدله، وأنه سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، لو رحم هؤلاء الكافرين به لكان لا فرق بينهم وبين المؤمنين به، وهذا ينافي العدل، والله جل وعلا هو أحكم الحاكمين ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا﴾ [المائدة ٥٠] فمن حكمه الحسن أنه نزل هؤلاء في منزلتهم وهؤلاء في منزلتهم، فهؤلاء استحقوا العذاب باختيارهم هم، أليس كذلك؟ هما أنذروا، وجاءتهم الرسل بالبينات وأوضحوا لهم، وأخبروهم بأنهم سيستحقون هذا العذاب أخبروهم، فهم على بصيرة من الأمر، وعلى بينة من الأمر، فاختاروا لأنفسهم أسوأ الحالين، فهل في ذلك من ظلم؟ أبدًا ما فيه ظلم، بل فيه كمال العدل، وشدة عذاب الله لهؤلاء أمر معلوم، في القرآن وفي السنة.
(...) والاستسقاء ومعلوم أن الاستغاثة تكون عند الضرورة، ﴿يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾ [الكهف ٢٩] نسأل الله العافية.
يشوي الوجوه، فما بالك إذا وصل إلى الأمعاء؟ ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾ [محمد ١٥]، ومع ذلك تتقطع وتلتئم بسرعة، كما أنها تنضج جلودهم -والعياذ بالله- و ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ﴾ [النساء ٥٦] شوف ﴿كُلَّمَا﴾ للتكرار ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾ [النساء ٥٦] الحكمة؟ ﴿لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾
وقال تعالى: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ﴾ [الدخان ٤٣ - ٤٦] -نسأل الله العافية- شجرة هذه الخبيثة مثل المهل، ترى الزيت اللي يكون فوقه ﴿يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ﴾ الماء اللي يفوح ﴿خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ﴾ [الدخان ٤٧، ٤٨]
ما هي أعظم من هذا العذاب -والعياذ بالله- ويقال له أيضًا تبكيتًا، وتوبيخًا، وتنديمًا، وتلويمًا يقال له: ﴿ذُقْ﴾ أيضًا يذكر، يذكر بحالة يتقطع أسفًا ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ ما هو بهنا، وين؟ في الدنيا، حتى يتذكر هذه الحالة ويزداد ندمًا -والعياذ بالله- كيف أبدلت تلك الحال بهذا الحال ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان ٤٩] فالله جل وعلا أشد العذاب ﴿وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ لأنه حكم عدل، فهؤلاء استحقوا ما عذبوا به؛ لأنهم كانوا على بينة من الأمر، ما عُمِّي عليهم الأمر، ولا أخفي عنهم، ولا لُبِّسَ عليم، ولكن –والعياذ بالله- اختاروا لأنفسهم هذا فكان ما كان.
(...) ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا﴾ (...) رحمة لمن؟ للمؤمنين، فإنه لا شك أن المؤمنين يسرون بعذاب أعداء الله، فهو رحمة بهم.
من فوائد الآية الكريمة قوله تعالى: ﴿أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾.
* من فوائد الآية: أن بعض الناس يجعل لله ندًا في المحبة، يحبه كحب الله؛ لقوله: ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾.
* ومن فوائدها: أن المحبة من العبادات بدليل: أن الله جعل من سوى غيره به فيها جعله مشركًا متخذًا لله ندا، ونعم هي من العبادات بل هي مبنى العبادة، لأن مبنى العبادة على الحب والتعظيم.
* ومن فوائدها: أن من فعل ذلك فهو ظالم؛ لقوله: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾.
* ومن فوائدها: إثبات الجزاء؛ لقوله: ﴿إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾.
* ومنها: إثبات القوة لله، من قوله: ﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾.
فإذا قال قائل: إثبات القوة لله يقتضي المشابهة، وأن يكون شبيهًا للخلق؛ لأن الإنسان له قوة، ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾ [الروم ٥٤] فما هو الجواب؟
* الطالب: الجواب عن هذا أن قوة الله سبحانه وتعالى تختلف عن قوة المخلوق بدليل هذه الآية، أن بعد قوة المخلوق ضعف وقبلها ضعف، وأن قوة الله فإنها ليس بعدها ضعف ولا قبلها ضعف.
* الشيخ: صح، أن يقال أن القوة للمخلوق غير القوة لله عز وجل، وهكذا نقول في بقية الصفات، والذين أنكروا الصفات تقدم لنا أنهم يحتجون بأن أيش؟ إثباتها يستلزم التشبيه، ونحن نقول: هذا لا يستلزم التشبيه؛ لأنها تختص بالخالق، فهنا معنى مشترك كلي، عام، وهناك شيء خاص، المعنى المشترك الكلي لا شك أن القوة واحدة، بمعنى أن القوة هي ضد الضعف، لكن القوة التي يختص بها الخالق هذه لا يشاركه فيها المخلوق، ولولا أننا نفهم أن هناك معنى كليًّا مشتركًا ما فهمنا معنى القوة ولا غيرها من صفات الله، مثل ما في الجنة نخل ورمان وفاكهة مثلًا ولحم طير، هل هذه الفاكهة والنخل والرمان ولحم الطير مثل ما في الدنيا؟ لا، لكنها تشترك في المعنى العام، الكلي العام، أنها نخل لكن ليس النخل كالنخل، ولا الرمان كالرمان، ولا الفاكهة كالفاكهة، ولا الطير كالطير.
* ومن فوائد الآية: أن المؤمن محب لله عز وجل أكثر من محبة هؤلاء لأصنامهم؛ لقوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾.
* ومنها: أنه كلما ازداد الإيمان ازدادت محبة الله، كلما ازداد إيمان العبد ازدادت محبته لله، وجه ذلك؟
* طالب: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾.
* الشيخ: إي، ما وجه أنه كلما ازداد الإيمان ازدادت المحبة؟
* الطالب: إذا علق الحكم على وصف (...).
* الشيخ: أن الله تعالى رتب المحبة على الإيمان، وقد ذكرنا من قبل قاعدة مهمة وهي: أن الحكم إذا علق على وصف فإنه يقوى بقوة ذلك الوصف وينقص بنقصه، فكلما ازداد الإنسان إيمانًا بالله عز وجل ازداد حبًّا له.
* ومن فوائد الآية: إثبات وصف الشدة لله عز وجل في فعله، الشدة لله في فعله؛ لقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾، وهل الشديد من أسمائه؟
* طالب: لا.
* الشيخ: ليس من أسماء الله، ليس من أسماء الله الشديد وإن كان يوصف به بعض فعله، لكن ليس ما يوصف به بعض فعله أن يشتق له منه اسم، بل ولا ما اتصف به لا يلزم أن يشتق منه؛ لأن الله يقول: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ﴾ [الأنفال ٣٠] ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ [النساء ١٤٢]
ولا يلزم، أو ولا يجوز على الأصح أن يشتق من هذه الصفات أسماء لله، ما يجوز أن يشتق منها أسماء لله، لكن كل اسم نشتق منه له صفة؟ نعم كل اسم من أسمائه فله منه صفة.
{"ayah":"وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا یُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ یَرَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِذۡ یَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعَذَابِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق