الباحث القرآني

﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٨٩) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ﴾ [الكهف: ٨٩، ٩٠] سبحان الله، اتجه أولًا للمغرب ووصل إلى نهاية الأرض اليابسة مما يمكنه أن يصل إليه ثم عاد إلى المشرق، وهكذا في الغالب أن الملك يكون من المشرق إلى المغرب أو المغرب إلى المشرق، والشمال والجنوب لا، أضعف، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا»[[أخرجه مسلم (٢٨٨٩/ ١٩) من حديث ثوبان.]] دون شَمالها وجنوبها؛ لأن الشمال والجنوب -كما يعلم كثير من الناس- ليس محلًّا للسُكْنَى، أقصاه من الشمال وأقصاه من الجنوب كله ثلج، ما فيه سكان، السكان يتَّبِعون الشمس من المشرق للمغرب أو من المغرب إلى المشرق. ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ﴾ أي: موضع طلوعها. ﴿وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا﴾ إلى آخره ﴿وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ﴾ ليس عندهم بناء، ولا أشجار ظليلة، وبعض العلماء بالغ حتى قال: وليس عليهم ثياب؛ لأن الثياب فيها نوع من الستر -فالله أعلم- المهم أن الشمس تحرقهم، وليس لهم من دونها سترًا، لا أشجار ظليلة، ولا دور، ولا قصور. قال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ﴾ يعني: الأمر كما قلنا، يعني: الأمر كذلك حق على حقيقته. ﴿وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا﴾ سبحان الله، يعني: قد علمنا علم اليقين بما عنده من وسائل الملك وامتداده، وغير ذلك من كل ما لديه، والله أعلم. * الطالب: إعراب ﴿جَزَاءً﴾. * الشيخ: حال؛ يعني: فلهم الحسنى جزاءً، حال كونها جزاء. * * * بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. * الطالب: (...). * الشيخ: قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ﴾ (إذ) ما محلها من الإعراب؟ * الطالب: في محل نصب ظرف زمان. * الشيخ: أين عاملها؟ * الطالب: محذوف. * الشيخ: التقدير (اذكر)؛ لأن كل ظرف أو جار ومجرور لا بد له من عامل. قوله: ﴿لِفَتَاهُ﴾؟ * الطالب: يوشع بن نون. * الشيخ: إي، هذا اسمه يوشع بن نون، ولكن (فتى)؟ * الطالب: خادمه. * الشيخ: لخادمه. قوله: ﴿لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ﴾ أين خبر ﴿لَا أَبْرَحُ﴾؟ * الطالب: محذوف. * الشيخ: ويش التقدير؟ * الطالب: لا أبرح أسير. * الشيخ: لا أبرح أسير. أين مكان مجمع البحرين؟ * الطالب: قيل: هو.. * الشيخ: فيه أقوال: لكن أقرب شيء؟ * الطالب: عند التقاء البحرين البحر الأبيض مع البحر الأحمر. * الشيخ: نعم، في هذا المكان، القرن هذا، فهذا أقرب شيء؛ لأن موسى كان بمصر. ما الفرق بين قول الخضر لموسى في الأول: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ﴾، وفي الثانية قال: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ﴾؟ * الطالب: أن موسى كرر أن يسأل.. * الشيخ: لكن ما الفرق بين العبارتين: ﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ﴾ و﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكَ﴾؟ * الطالب: الأولى فيها تخفيف أن عاتبه بخفة؛ يعني.. * الشيخ: أخفُّ عتابًا من الثانية؛ لأنه قال: ﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ﴾ يعني: لك أو لغيرك، إنك لا تستطيع لكن إذا صرَّح ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكَ﴾ يكون أشدَّ وقعًا في نفس موسى وأشدَّ ألمًا في التوبيخ كذا؟ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ﴾. الآن لو أقول مثلًا لواحد: ألم أقل: إنك لم تفعل كذا، ما يكون عتاب مواجهة، قد يكون ألم أقل لغيرك مثلًا، لكن ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكَ﴾ أشد عتابًا من الأولى. في الغلام قتله الخضر خوفًا من أيش؟ * الطالب: خوفًا من أن يدخل على أبويه (...). * الشيخ: إي نعم، طيب كيف الولد يؤثر على الوالدين؟ * الطالب: يؤثِّر بالحب، ويؤثِّر بكثرة المخالطة. * الشيخ: نعم، يعني: قد يكونا قد تعلقا به كثيرًا وأحبَّاه كثيرًا، ومثل هذا قد يؤثر عليهما. هل الخضر نبي؟ * الطالب: ليس نبيًّا. * الشيخ: على القول الراجح ليس نبيًّا ولا رسولًا. * الطالب: إنه وليٌّ وإِنَّه عبد صالح. * الشيخ: إي نعم، والأظهر -والله أعلم- أنه وليٌّ؛ لأن هذه الأشياء كرامات؛ أنه أُكْرِم بما حصل من هذا العلم الذي علمه الله. * * * الآن نبدأ في ذي القرنين أولًا: لماذا سُمِّي ذا القرنين؟ ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾ فنسأل لماذا سُمِّي ذا القرنين؟ قيل معناه: أي: ذي الملك الواسع من المشرق إلى المغرب، فإن المشرق قَرْن والمغرب قرن كما قال النبي ﷺ: «حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٠٣٧)، ومسلم (٢٩٠٥/ ٤٥) من حديث عبد الله بن عمر.]] فيكون هذا كناية عن أيش؟ عن سعة ملكه. وقيل: ذو القرنين لقوته؛ ولذلك يعرف أن الفحل من الضأن الذي له قرون يكون أشدَّ وأقوى، وقيل: ذو القرنين، إنهما علامتان وضعهما على رأسه كالقرن، كتاج الملوك، والحقيقة أن القرآن لم يُبَيِّن، لكن أقرب ما يكون للقرآن الكريم أن معناه المالك للمشرق والمغرب، وهو مناسب تمامًا؛ حيث قال النبي ﷺ في الشمس: «إِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ»[[أخرجه مسلم (٨٣٢/ ٢٩٤) من حديث عمرو بن عبسة السلمي.]] ﴿قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ وأخذناها أظن؟ إلى قوله؟ * الطالب: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ (...).
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب